الجامعة الإسلامية-غزة الدراسات العليا كلية أصولالدين قسم التفسير وعلوم القرءان

منهج الإمام الشوكاني في عرض القراءات في تفسيره فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية

إعداد الطالب عبد الباسط محمد الأسطل

إشراف الدكتور رياض محمود قاسم

بحث لاستكمال الحصول علي درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرءان

- 2008م

الإاظطلاء

إلى والدتي الغالية رحمها الله

وإلى والدي العزيز أطال الله في عمرهء وحفظه الله ورعاه؛

وإلى شهدائنا الأبرار رحمهم الله جميعا:

وإلى المجاهدين» والمرابطين في سبيل الله نصرهم الله

وإلى إخواني الأعزاءء وأخواتي الفضليات» وأولادهم وبناتهم

وإلى زوجتي الفاضلتين»

وإلى أبنائي الأعزاءء وبناتي» وأزواجهن»

و إلى "غلمانناء و أباقاساء ويتشايك] الأفكل نظي حسما

وإلى الإخوة» والأخوات الأفاضل في وزارة الأوقاف» وأخص زملائيء» وزميلاتي في دائرة التحفيظ؛ وأوقاف خان يونسء ولجنة زكاة القرارة»

وإلى الأقارب؛ والأصحاب»

وإلى كل قارئ وقارئة» وسامع وسامعة لكتاب الله

إلى كل هؤلاءء وإلى المسلمين عامة أهدي هذا البحث؛ وأسأل الله عز وجل أن يتقبله» وينفع به المسلمين» إنه ولي ذلك والقادر عليه.

شكر وتقدير

الحمد لله الذي أكرمني وأعانني على كتابة هذا البحثء والشكر لله أولاً وآخراً امتثالاً لقول الله تعالى: « ... ومن شكر فَإِنَمَا يَشكرٌ لتفسه ... 4 ( سورة النملء من الآية 40 ).

وانطلاقاً من حديث النبي عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ لا يَشكر الناس لا يمشكر الله ) ا, واعترافاً بالفضل لأهله أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان لأستاذي وشيخي فضيلة الدكتور رياض محمود قاسم حيث إنه أكرمني بحلمه وصبره. ونصحه؛ وإرشاده» وكان له الفضل الكبير بعد الله عز وجل في إخراج هذا البحث على هذه الصورة:؛ وكان لفضيلته توجيهات وملاحظات قيمة» أسأل الله عز وجل أن يكرمه ويحفظه وَيَمُنَ عليه بدوام الصحة والعافية.

والشكر موصول لأستاذي الفاضلين؛ فضيلة الدكتور زهدي محمد أبو نعمةه وفضيلة الدكتور عبد السميع خميس العرابيد» وذلك لتفضلهما وقبول مناقشة هذا البحث.

والشكر للجامعة الإسلامية والعاملين فيهاء وأخص بالذكر رئيسها الدكتور كمالين كمال شعتء» وعميد كلية أصول الدين فضيلة الدكتور نسيم شحدة ياسين» وعميد الدراسات العليا فضيلة الدكتور مازن إسماعيل هنية» وأساتذتي أصحاب الفضيلة العلماء.

وأتقدم بالشكر الجزيل لأخي الأستاذ عبد الجواد محمد الأسطلء ولابن أخي أحمد عبد العزيز الأسطلء. وللأخ مأمون محمد سليمان»ء ولصهري إبراهيم عبد الله الأسطلء وللأخ باسل عمر المجايدة» وللإخوة في لجنة زكاة القرارة» وذلك لمساعدتي في الطباعة.

وأشكر الإخوة أمناء المكتبات في الجامعة الإسلامية» وفي وزارة الأوقاف. وفي جمعية دار الكتاب والسنة» وفي المجلس العلمي للدعوة السلفية» وفي جمعية الصحابة لتحفيظ القرءان.

والشكر موصول للدكتور فوزي إبراهيم فياضء وللدكتور محمود العامودي» وللأخ المهندس عبد الرحيم عبد الرءوف العبادلة» وللأخ الأستاذ جمال عبد الله سحلوبء وذلك لإعارتي الكثير من المراجع المهمة في القراءات.

كما وأشكر الأستاذ عيسى حامد الأسطل لتفضله وترجمة خلاصة البحث إلى اللغة الإنجليزية» وكل التقدير والاحترام للإخوة والأخوات الذين أكرموني» وشاركوني فرحتي» وحضروا مناقشة هذا البحث.

والله أسأل أن يثيب الجميع ويجزيهم خير الجزاءء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

(') سنن الترمذي ص445.: ح1954» ك: الأطعمة؛. ب: ما جاء في الشكر لمن أحسن الله إليك.

يبي

المقدمهة الحمد لله الذي نور قلوب أهل القرءان» وجعلهم من خاصة أحبابه» وجعل صدورهم أوعية كتابه» ووفقهم لتلاوته آناء الليل» وأطراف النهارء عملاً بحديث رسول الله #6: ( لا حَسَدَ إلا في انْنتِينء رَجْل آتاهُ الله القرءان فَهُوَ يَقوم به آناء الليل وآناء التهارء وَرجل أتاهُ الله مالا فَهْوَ يُنفقه آناء الليل وآناءً التّهار) 1. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له» له الملك» وله الحمدء يحيي ويميت» وهو حي لا يموت؛ وهو على كل شيء قديرء قال سبحانه: « إن هَذًا القرءان يهدي للّتي هي أَفُومْ وَيْبَشْرْ المُؤمنين الَذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالحات أن لَهُمْ أجرًا كبيرًا 4 (سورة الإسراءء الآية 9) ونشهد أنّ محمداً عبد الله ورسوله» وصفيه من خلقه وخليله» أدى الأمانة» وبلغ الرسالة» وجاء بالقرءان بشيرا ونذيراً؛ ليخرج الناس من الظلمات إلي النور. ولقد رغب رسول الله و في تلاوة القرءان الكريم وتَعَلُمهء فقال: ( خَيْركُمْ مَنْ تَعَلَّمّ القرزءان وَعَلَمَهُ )'2. مق أجل كلك حلس الصحابة رض الل غنهد إلى النبى له وظتوا عنه القزءان::ويحافظر| عليه وأخذوا حظهم منه؛ فرتلوه كما أنزل» وتدبروا ءاياته» وعملوا بما جاء فيه فأحلوا حلاله» و حرموا حرامهء واهتدوا بهديه» وتخلقوا بآدابه فكانوا خير أمة أخرجت للناس» وأعزهم الله بالقرءان. وتلقى التابعون القرءان عن الصحابة» وعَلَمُوه إلى تابعيهم» وهكذا نقله جمع عن جمع إلى أن وضل“ إلينا بالنواش. واعتنى العلماء بالقرءان الكريم وعلومه عناية كبيرة» وخاصة علم القراءات؛ لجلال قدره: وواقئة توه وسيم برع ]نكو فيد تطلقه يككانة الله مالي واحتاج المفسرون إلى علم القراءات» وعدوه من أهم العلوم التي يحتاج إليها المفسرء وجعلوه الخادم الأمين لعلم التفسير. والشوكاني رحمه الله من المفسرين الذين اعتمدوا على القراءات في التفسيرء ونظراً لعنايته بها أحببت أن أقف عليها؛ لبيان منهجه في عرض القراءات في تفسيره ضمن رسالة علمية خدمة لكتاب الله تعالى؛ والله أسأل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتيء وأن يغفر لي زلاتي» وأن ينفع به

(1) صحيح البخاري 1619/3»: ح5025» ك: فضائل القرءان» ب: اغتباط صاحب القرءان» صحيح مسلم 558/1»: ح 815: ك: صلاة المسافرين وقصرهاء ب : فضل من يقوم بالقرءان يعلمهء صحيح الجامع الصغير و زيادته للألباني 1246/2» ح71487.

(2) صحيح البخاري 1620/3: ح 5027: ك: فضائل القرءان» ب: خيركم من تعلم القرءان وعلمه.» سنن الترمذي ص1 65.: ك: ثواب القرءان عن رسول الله يه ب: ما جاء في تعليم القرءان» سنن أبي داوود ص225, ح 21452 ك: الصلاة» ب: في ثواب قراءة القرءان»ء صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني 626/1» خح331.

طلبة العلم في مشارق الأرض ومغاربهاء إنه ولي ذلك والقادر عليه» وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. * منهج الشوكاني في التفسير:

لقد بيّن الشوكاني منهجه في التفسير في مقدمة تفسيره فقال: " ... ووطنت النفس على سلوك طريقة» هي بالقبول عند الفحول حقيقة؛ وها أنا أوضح لك منارهاء وأبين لك إيرادهاء وإصدارهاء فأقول: إن غالب المفسرين تفرقوا فريقين» وسلكوا طريقين: الفريق الأول: اقتصروا في تفاسيرهم على مجرد الرواية» وقنعوا برفع هذه الراية» والفريق الآخر: جردوا أنظارهم إلى ما تقتضيه اللغة العربية» وما تفيده العلوم الآلية» ولم يرفعوا إلى الرواية رأساًء وإن جاءوا بها لم يصححوا لها أساساًء وكلا الفريقين قد أصابء؛ وأطال وأطابء وإن رفع عماد بيت تصنيفه على بعض الأطناب» وترك منها ما لا يتم بدونه كمال الانتصابء فإن ما كان من التفسير ثابتاً عن رسول الله » وإن كان المصير إليه متعيناء وتقديمه متحتماء غير أن الذي صح عنه من ذلك إنما هو تفسير آيات قليلة بالنسبة إلى جميع القرءان .." !"ا

وقال رحمه الله : " ... وبهذا تعرف أنه لا بد من الجمع بين الأمرين» وعدم الاقتصار على مسلك أحد الفريقين» وهذا هو المقصد الذي وطنت نفسي عليهء والمسلك الذي عزمت على سلوكه إن شاء الله» مع تعرضي للترجيح بين التفاسير المتعارضة مهما أمكن واتضح لي وجهه:؛ وأخذي من بيان المعنى العربي؛ والإعرابيء والبياني» بأوفر نصيبء والحرص على إيراد ما ثبت من التفسير عن رسول الله ي أو الصحابة» أو التابعين» أو تابعيهم» أو الأئمة المعتبرين» وقد أذكر ما في إسناده ضعفء إما لكون في المقام ما يقويه» أو موافقة للمعنى العربي» وقد أذكر الحديث معزواً إلى راويه من غير بيان حال الإسناد؛ لأني أجده في الأصول التي نقلت عنها كذلك ..."2 ويتلخص منهج الشوكاني في تفسيره في النقاط التالية:

1 - يجمع في تفسيره بين فني الرواية والدراية» فيذكر الآيات؛ ثم يفسرها دراية» معتمداً في ذلك على اللغة» ثم يفسرها رواية» واعتنى بإيراد ما ثبت عن رسول الله و والمتأمل في تفسيره يجد أن الأخبار المرفوعة إلى النبي يُ التي ذكرها قليلة بالنسبة إلى جانب المأثور عن الصحابةء والتابعين» وأكثر مروياته في التفسير عن ابن عباسء ثم عن علي رضي الله عنهماء وتأتي الرواية عن بقية الصحابة بعدهماء ويذكر بعض الإسرائيليات في تفسيره؛ والأحاديث الضعيفة» والموضوعة أحيانا.

2 - يعتمد الشوكاني على المفسرين السابقين» ويقارن بين آرائهم» ويرجح بينها أحياناً.

3 - عرض الشوكاني الكثير من القراءات في تفسيره» حيث إنه ذكر القراءات المتواترة» والصحيحة» والشاذة» وينبه أحياناً على شذوذهاء واعتنى بتوجيه القراءات» والاحتجاج لهاء وله منهج في ترجيح واختيار القراءات والحكم عليهاء وسيتم بيان ذلك خلال البحث إن شاء الله

ال

5 - اعتنى الشوكاني بالقواعد العامة للتفسير بالإضافة إلى القراءات» ومن ذلك: ( المكي والمدني» أسباب النزولء النسخ» المطلق والمقيدء والمناسبات بين الآيات مع رفضه للتكلف في علم المناسبات 6 - اتبع الشوكاني طريقة السلف في التفسير بشكل عامء وفستر آيات العقيدة على مذهب أههل السنة والجماعة. 7- السمة العامة لهذا التفسير هي الإيجازء وسهولة العرضء وعدم الخوض في الخلافات الفرعية» واختلاف الفقهاء في بعض الأحكامء ويكتفي بالإشارة السريعة إلى هذه الأحكام.

ويتبين مما سبق أن الشوكاني رحمه الله اعتنى في تفسيره بالقواعد العامة للتفسير» وخاصة القواءاكم وعريضها تأنواهها حالفتر انقفوو المستخيكة» والشااه حؤفاء ينو سطحتحها تكويناء ومعجمياًء ودلالياً؛ لأن القراءات من أهم عناصر التفسير بالمأثورء والحاجة إلى معرفتها تتعين إذا تعلق الأمر بأحكام شرعية» أو نظرات بلاغية ضرورية» ويذكر الشوكاني اختلاف القراءات» ويعزوها إلى قرائها غالباء ويرجح بينها أحياناء وقد تكون هذه القراءات للصحابة» أو التابعين» أو القراءء وفي بعض الأحيان يبين آراء وتوجيهات علماء القراءاتء والتفسير» واللغة» وكان لذلك الأثر في التفسير وبيان المعاني.

*موضوع الدراسة: منهج الإمام الشوكاني رحمه الله في عرض القراءات في تفسيره فتح

القدير الجامع بين فني الرواية والدراية. * أهمية الموضوع: تكمن أهمية الموضوع في النقاط الآتية: 1 - تعلق موضوع البحث بالقرءان الكريم. 2 -كشف اللثام عن إمام ومفسر جليل له قدْره في علم القراءات» وتوجيههاء والترجيح بينها. 3 - إضافة بحث جديد إلى المكتبة الإسلامية. 4 - تسهيل فهم القراءات التي عرضها في تفسيره.

5 - الشوكاني رحمه الله من المفسرين المتأخرين» وهذا له أهميته» حيث يتم الجمع بين الأصالة والمعاصرة.

6 - بيان أهمية القراءات في تفسير القرءان الكريم.

* أسباب اختيار الموضوع:

1[ - خدمة كتاب الله عز وجل.

2 - بيان تفسير القرءان بالقراءات.

3 - شدة تعلقي منذ صغري بعلم القراءات.

4 - الوقوف على منهج الإمام الشوكاني في عرض القراءات.

5 - إبراز القيمة العلمية للقراءات» وأثرها علي التفسير.

6 - العناية بعلماء القراءات» والاعتراف بالفضل لأهله.

* عملي في البحث؛

1 - قراءة التفسيرء ومن خلال ذلك سأبين عرض الإمام الشوكاني للقراءات بالتفصيل.

2- الرجوع إلى كتب السير والرجال للوقوف علي سيرة الشوكاني رحمه الله» وبيان علمه. ومكانته العلمية» وعقيدته.

3 - بيان منهجه في عرض القراءات.

4 - بيان منهجه في توجيه القراءات و الاحتجاج لها.

5- بيان منهجه في ترجيح واختيار القراءات.

6 - بيان أهمية القراءات في التفسير.

7- عزو الآيات القرءانية إلى سورها.

8 - عزو القراءات التي ترد في البحث إلى مظانهاء والحكم عليها.

9 - تخريج الأحاديث التي ترد في البحث» وعزوها إلى مظانها.

0 - تخريج الشواهد الشعرية» وعزوها إلي مظانها.

1 - عمل تراجم للأعلام غير المشهورينء والمُترْجَم لهم في البحث.

2 - التعريف بالبلدان غير المعروفين التي ترد في البحث.

3 - عمل فهارس للآيات» والأحاديث» وأبيات الشعرء والأعلام المُتَرْجَم لهم في البحثء والمصادر والمراجع؛ والموضوعات.

*” الجهود السابقة: بعد البحث» وسؤال ذوي الشأن والاختصاصء ومراسلة مركز الملك فيصل للبحوث في

المملكة العربية السعودية» توصلت إلى عدم وجود أي دراسة سابقة لهذا الموضوع.

© خطة البحث: يشتمل البحث على تمهيد» وخمسة فصولء وخاتمة: التمهيد: مدخل في علم القراءات» وأهميته في تفسير القرءان الكريم و فيه خمسة مطالب: المطلب الأول: تعريف القراءات. المطلب الثاني: أركان القراءة المقبولة. المطلب الثالث: أنواع القراءات القرءانية. المطلب الرابع: أهمية القراءات في تفسير القرءان الكريم. المطلب الخامس: التعريف بالقراء الأربعة عشرء ورواتهم. الفصل الأول: الإمام الشوكاني, وحياته العلمية وفيه مبحثان: المبحث الأول: الإمام الشوكاني. وعقيدته؛ ومذهبه وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: اسمه» ونسبه. المطلب الثاني: مولدهء ونشأته» ووفاته. المطلب الثالث: عقيدته ومذهبه. المبحث الثاني: حياة الشوكاني العلمية وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: طلبه العلم. المطلب الثاني: كلام العلماء فيه. المطلب الثالث: شيوخه:ء وتلاميذه. المطلب الرابع: آثاره العلمية» ومصنفاته. الفصل الثاني: القراءات التي عرضها الشوكاني في تفسيره وفيه مبحثان: المبحث الأول: أنواع القراءات التي عرضها وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: ذكره القراءات المتواترة. المطلب الثاني: ذكره القراءات الصحيحة. المطلب الثالث: ذكره القراءات الشاذة.

المبحث الثاني: نسبة القراءات إلى قرائهاء وبلدانها وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: ذكره القراءات منسوبة إلى قرائها. المطلب الثاني: ذكره القراءات منسوبة إلى أهل البلد. المطلب الثالث: ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء أو العامة» أو الجماعة. المطلب الرابع: ذكره القراءات غير منسوبة لأحد. الفصل الثالث: منهج الشوكاني في توجيه القراءات وفيه ستة مباحث: المبحث الأول: تعريف التوجيه. ومصطلحاته؛ ورأي العلماء فيه وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف التوجيه ومصطلحاته. المطلب الثاني: رأي العلماء فيه. المبحث الثاني: توجيه القراءات بالمأثور وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: توجيه القراءات بالقرءان» أو بقراءة أخري. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالسنة. المطلب الثالث: توجيه القراءات من أقوال الصحابة» أو من مصاحفهم. المطلب الرابع: توجيه القراءات من أقوال التابعين. المبحث الثالث: توجيه القراءات من لغة العرب وفيه خمسة مطالب: المطلب الأول: توجيه القراءات بالاشتقاق. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالشعر. المطلب الثالث: توجيه القراءات من أقوال المفسرين» وعلماء اللغة» ولغات العرب. المطلب الرابع: توجيه القراءات بالبلاغة. المطلب الخامس: توجيه القراءات بالنحو. المبحث الرابع: توجيه القراءات بالرسم العثمانيء وأحكام التلاوة وفيه ثلاثئة مطالب: التطلب! الأول تميق الرس لغة واصطلاها : المطلب الثاني: توجيه القراءات بالرسم العثماني. المطلب الثالث: توجيه القراءات بأحكام التلاوة والتجويد.

المبحث الخامس: توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية» ومسائل العقيدة وفيه مطلبان: المطلب الأول: توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية . المطلب الثاني: توجيه القراءات لبيان مسائل العقيدة. المبحث السادس: ذكره القراءات بدون توجيه. الفصل الرابع: منهج الشوكاني في الترجيح والاختيار وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: تعريف الترجيح والاختيار وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف الترجيح لغة واصطلاحاً. المطلب الثاني: تعريف الاختيار لغة واصطلاحاً. المبحث الثاني: رأي العلماء في الترجيح والاختيار وفيه مطلبان: المطلب الأول: رأي العلماء في الاختيار. المطلب الثاني: رأي العلماء في الترجيح. المبحث الثالث: منهج الشوكاني في اختيار القراءات. وفيه ثلاثئة مطالب: المطلب الأول: ذكره اختيار العلماء. المطلب الثاني: اختياره للقراءات. المطلب الثالث: ذكره اختيار المفسرين للقراءات. المبحث الرابع: منهج الشوكاني في ترجيح القراءات» والحكم عليها وفيه مطلبان: المطلب الأول: منهج الشوكاني في ترجيح القراءات. المطلب الثاني: منهج الشوكاني في الحكم على القراءات. الفصل الخامس: القراءات في الميزان عند الشوكاني وفيه مبحثان: المبحث الأول: ماله من مميزات. المبحث الثاني: ما عليه من مآخذ. الخاتمة: وتتضمن خلاصة البحثء وأهم النتائج والتوصيات.

الفهارس العامة:

أولا: فهرس الآيات.

كانياء فهزرين الأخانية: كالقا: فهرمن.؛ أبيات الشعو. رابعاً: فهرس الأعلام.

خامساً: فهرس المصادر والمراجع. نانسا فوزدن التو ها

* المصطلحاتء والمختصرات الواردة في البحثء وبيانها:

1 - المصطلحات: المصطلح ياه أهل البصرة أو | قراء البصرة» وهم عبد الله بن أبي إسحاق الحضرميء وعيسى بن البصريون عمرء أبو عمر الثقفي» وأبو عمرو بن العلاء» وعاصم الجحدريء ويعقوب البصري أهل الحرمين قراء مكة» والمدينة

أهل الشام؛ أو الشاميون

أهل العراق أهل الكوفة» أو الكوفيون

أهل المدينة» أو المدنيون أفل مكف أن المكيرة

قراء الشام» وهم عبد الله بن عامر الشامي» وعطية بن قيس القلابيء ويحيى بن الحارث الأماريء وشريح بن يزيد الحضرمي

00

قراء الكوفة» وهم: يحيى بن وثاب» عاصم بن أبي النجود؛ وسليمان بن مهران الأعمشء وحمزة: والكسائي» وخلف البزار

قراء المدينة» وهم: أبو جعفرء وشيبة بن نصاحء ونافع

قراء مكة؛ وهم: عبد الله بن كثير» وحميد بن قيس الأعرجء وابن

محيصن البصريان أبو عمرو بن العلاء» ويعقوب

الشامي عبد الله بن عامر

المدنيان أبو جعفر» ونافع

المكي عبد الله بن كثير 2- المختصرات:

المختصر يانه الإبائة الإبانة عن معاني القراءات؛ لمكي بن أبي طالب القيسي

إبراز المعاني إتحاف فضلاء البشر الإتقان

إتقان البرهان الاختيار

أضواء البيان الإقناع

البدر الطالع البدور الزاهرة البرهان

بغية الوعاة

6 بد الدب 1 تحفة الذاكرين

التحفة المهدية التذكرة

57 فتح القدير

تقريب النشر فركية مشكل القراوات

التيسير

خزانة الأدب در السحابة الدر المصون

إبراز المعاني من حرز الأماني» في القراءات السبع لأبي شامة المقدسي إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشرء للبنا الدمياطي

الإتقان في علوم القرءان» للسيوطي

إتقان البرهان في علوم القرءان» لفضل عباس

الاختيار في القراءات العشرء لسبط الخياط

أضواء البيان في إيضاح القرءان بالقرءان» للشنقيطي

الإقناع في القراءات السبع» لابن الباذش

إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرءان» لأبي البقاء العكبري

البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع» للشوكاني

البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» لعبد الفتاح القاضي البرهان في علوم القرءان» للزركشي

بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة» للسيوطي

تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة» لابن الجزري

تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلينء» لابن الجزري

التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية» لفالح بن مهدي آل مهدي

كتاب التذكرة في القراءات» لابن غلبون

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرءان» لابن جرير الطبري

تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسيرء للشوكاني

تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبعء» لسيد لاشين» وخالد محمد الحافظ العلمي

تقريب النشر في القراءات العشرء لابن الجزري

توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيراً وإعراباًء لعبد العزيز الحربي

التيسير في القراءات السبع» لأبي عمرو الداني

خزانة الأدب ولب لباب لسان العربء لعبد القادر بن عمر البغدادي

در السحابة في مناقب القرابة والصحابة» للشوكاني

الدر المصون في علوم الكتاب المكنون» للسمين الحلبي

الرسائل السلفية الشعة

اليل الخر ان شذرات الذهب الغاية

غاية النهاية

غيث النفع القراءات القرءانية

الكشاف

الكنز متن الشاطبية

مجمع البيان المحتسب

المحرر الوجيز المستدرك المستنير المصباح المنير مفاتيح الأغاني مفردات الراغب

المهذب في القراءات

النشر

دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرءان» لمحمد المالكي

الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية كل للشوكاني

كتاب السبعة في القراءات» لابن مجاهد

السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهارء للشوكاني

شذرات الذهب في أخبار من ذهبء لابن العماد

الغاية في القراءات العشرء للحافظ أبي بكر الأصبهاني

غاية النهاية في طبقات القراءء لابن الجزري

غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي

القراءات القرءانية - تاريخها - ثبوتها - حجيتها - أحكامها -لعبد الحليم قابة

الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل» للزمخشري

الكنز في القراءات العشرء لعبد الله الواسطي

متن الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبعء مجمع البيان في تفسير القرءان» للطبرسي

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنهاء لابن جني المحرر الوجيز في تفسير القرءان العزيزء لابن عطية الأندلسي المستدرك على الصحيحينء للحاكم النيسابوري

المستنير في تخريج القراءات المتواترة من حيث اللغة - الإعراب - التفسيرء لمحمد سالم محيسن

المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي» لأحمد بن محمد بن علي المقرئ الفيومي

مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني؛ للكرماني

المفردات في غريب القرءان» للراغب الأصفهاني

منجد المقرئين ومرشد الطالبين» لابن الجزري

المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق طيبة النشرء. لمحمد سالم محيسن

النشر في القراءات العشرء لابن الجزري

التمهيد مدخل في علم القراءات» وأهميته في تفسير القرءان الكريم وفيه خمسة مطالب: المطلب الأول: تعريف القراءات. المطلب الثاني: أركان القراءة المقبولة. المطلب الثالث: أنواع القراءات القرءانية. المطلب الرابع: أهمية القراءات في تفسير القرءان الكريم.

المطلب الخامس: التعريف بالقراء الأربعة عشرء ورواتهم.

التمهيد

مدخل في علم القراءات» وأهميته في تفسير القرءان الكريم المطلب الأول: تعريف القراءات: * القراءات لغة: جمع قراءة» يقال: قرأت القرءان؛ وأنا أقرؤه قرءأء وقراءة» وأنا قارئ من قوم ا وقرأة» وقارئين» وأقرأت غيري: أقرنه إقراءٌ» وقيل: فلان مقرئ» والقراء: الحسن القراءة 2

ويقتتال :قز أكه الشي قز وانا: أي حسفته وصيممت يعضنة إلى بعطن» ومكه قولة تفال © إِنّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَاتَهُ * فَإذَا قَرأَنَاهُ فاتبع قُرءَانَه 4 نون القيانة» الأرقان 01718 ومع القرءان: الجمع والضمء ومنه قولهم: ما قراءت هذه الناقة سلى قطء وما قرأت جنيناً قط ؛ أي لم يضطم رحمها على ولدا".

وقيل: أراد بالجمع ترتيبه على ما هو عليه في الخارج» وبالقرءان جمعه في ذهنهء والتركيب يدل على الضمء ومنه القرءا".

وقال الراغب الأصفهاني: "...والقراءة: ضم الحروفء والكلمات بعضها إلى بعمسض في الترتيل» وليس يقال ذلك لكل جمع. لا يقال: قرأت القوم إذا جمعتهم» ويدل على ذلك أنه لا يكال تمركت الواحم نا حر مفو ليزي ا

وقرأ الكتاب: قراءة» و قرءاناء تتبع كلماته نظراًء ونطق بهاء وتتبع كلماته» ولم ينطق بهاء وسميت حديث القراءة الصامتة» والآية من القرءان: النطق بألفاظها عن نظرء أو عن حفظء فهو قارئ» والجمع قراء!5,

وقيل: إن القرءان والقراءة بمعنى» وذلك عند تفسير قوله تعالى: « إن عَلَيْنَا جَنعه وَقراءَاته 4 ( سورة القيامة الآية 18 )»... قال ابن عباس: فإذا قرأ جبريل ( فاتبع قرءانه ) أي: قراءته» والمراد بالقرءان هنا: القراءة» وهذا كقوله تعالى: «...ولا تَعجل بالقرءان من قبل أن يُقضى إِلَيْكَ وَحْيّهُ...4 ( سورة طه. من الآية 114 ) /6.

انظر: ( تهذيب اللغة للأزهري 274/9» القاموس المحيط للفيروز آبادي ص49 ). انظر: 7 لسان العرب لابن ا 1 » تفسير الماوردي 153/6 ). اكلا

: (المعجم الوسيطء د. إبراهيم أنيسء وآخرون ص756 ). 0 ( الوسيط في تفسير القرءان المجيد لأبي الحسن الو احدي النيسابوري 392/4 -393, مجمع البيان في تفسير القرءان للطبرسي505/10: البحر المديد في تفسير القرءان المجيد لأبي العباس المهدي 189/8 ).

7

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَأَنتمْ تَتَلُونَ الكتَاب ... 4 إسورة البقرة» من الآية 44 قال الشوكاني رحمه الله : " التلاوة: القراءة» وأصلها الاتباع» يقال: تلوته إذا تبعته» وسمي القارئ تاليأء والقراءة تلاوة؛ لأنه يتبع بعض الكلام ببتعض على النسق الذي هو عليه "1. الخلاصة:

من خلال ما سبق يتضح أن القراءة لفظ يستعمل للمعاني التالية:

1 - الجمع والضم: أي جمع وضم الشيء بعضه إلى بعض.

2- القراءة بمعنى التلاوة» وهي النطق بالكلمات المكتوبة» ومنه قولك: قرأ فلان الكتاب: أي تلاه» وسميت التلاوة قراءة؛ لأنها ضم لأصوات الحروف في الذهن لتكوين الكلمات التي ينطق بها!.

3 - القرءان والقراءة مصدران بمعنىء أي: القرءان مصدر كالقراءة!2.

* القراءات اصطلاحاً: لقد تعددت تعريفات العلماء للقراءات» أذكر منها ما يلي: 1 - عرفها الزركشي” رحمه الله بقوله: " القراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروفء أو كيفيتهاء من تخفيف, وتثقيل» وغيرها"7". 2- وعرفها ابن الجزري/ رحمه الله فقال: " هي علم بكيفية أداء كلمات القرءان واختلافها بعزو الناقلة ", وقال: " المقرئ العالم بها رواها مشافهة» فلو حفظ التيسير مثلاً ليس له أن يقرئ بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلاً؛ لأن في القرءان أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة؛ والقارئ المبتدئ من شرع في الإقراء إلى أن يفرد ثلاثاً من القراءات» والمنتهي من نقل

(1) تفسير فتح القدير 120/1.

(2) انظر: ( علم القراءات» نبيل آل إسماعيل ص 24 ).

(3) انظر: ( معاني القرءان للفراء 211/3» المحرر الوجيز في تفسير القرءان العزيز لابن عطية 404/5 ).

(4) الإمام الزركشي: هو بدر الدين أبو عبد الله بن بهادر بن عبد الله المصري الزركشيء الشافعيء الإمام» العلامة» ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة» وتوفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة» انظر: ( إنباء الغمر بابناء العمر لابن حجر 3؛»؛ طبقات المفسرين للداوودي 162/2» شذرات الذهب لابن العماد 335/6 ).

(5) البرهان في علوم القرءان للزركشي 395/1 وما بعدها.

(6) الإمام ابن الجزري: شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن على بن يوسفء الدمشقيء الشافعي» الحافظ» المقرئ» ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة» ومات سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة» انظر: ( تذكرة الحفاظ للذهبي 5 ).

(7) منجد المقرئين ومرشد الطالبين لابن الجزري ص13.

من القراءات أكثرهاء وأشهرها "11 3 - وعرفها البنا الدمياطي/” رحمه الله بقوله: " علم يعلم منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى» واختلافهم في الحذفء. والإثبات» والتحريك؛ والتسكين» والفصل والوصلء وغير ذلك من هيئة النطق» والإبدال» وغيره من حيث السماع 37. 4 - وعرفها الزرقاني رحمه الله فقال: "القراءات: مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراءة مخالفاً به غيره في النطق بالقرءان الكريم؛ مع اتفاق الروايات: والطرق عنه؛ سواء كانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها "4.

من خلال التعريفات السابقة يتبين أن القراء قسموا أحوال الإسناد إلى قراءة؛» ورواية» وطريقء ووجه؛ قال السيوطي/ ”عند كلامه على تقسيم الإسناد إلى عال ونازل ما نصه:" . ومما يشبه هذا التقسيم الذي لأهل الحديث, تقسيم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة. وروايةة. وطريقء ووجه؛ فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة» أو العشرة» أو نحوهم» واتققفت عليه الروايات والطرق عنه فهو قراءة» وإن كان للراوي عنه فرواية» أو لمن بعده فنازلاً فطريق» أو لا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه فوجه"". قال محمد رواس قلعجي:

" القراءة: وجه يذهب إليه إمام من أئمة القراءة في النطق بالقرءان مخالفاً غيرهء مع اتفاق الروايات» والطرق عنهء ومعني الوجه: صفة القراءة التي قرأ بها الإمام؛ ومعنى الرواية: رواية التلميذ القراءة عن الإمام» ومعنى الطريق: رواية من بعد التلميذ» أي: القراءة عن التلميذء والمعنى أن الوجه الذي يذهب إليه الإمام القارئ يسمى قراءة» وما أخذ عنه يسمى رواية» وما أخذ عن الراوي يسمى طريق "".

وقال الدكتور محمد سالم محيسن: " ...وذلك أن القرءان نقل إلينا لفظفه؛, ونصه. كما أنزله الله تعالى على نبينا محمد يك ونقلت إلينا كيفية أداءه كما نطق بها رسول الله و

(1) منجد المقرئين ومرشد الطالبين ص 13.

(2) البنا الدمياطي: شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطيء الشهير بالبناء» عالم بالقراءات» ولد بدمياط» ونشأ فيهاء وأخذ من علماء القاهرة» والحجاز» واليمن» وتوفي بالمدينة حاجاً سنة سبع عشرة ومائة وألف» انظر: ( الأعلام للزركلي 240/1»: معجم المؤلفين لكحاله 71/2 ).

(3) إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للبنا الدمياطي ص6.

(4) مناهل العرفان للزرقاني412/1.

(5) الإمام السيوطي: أبو الفضلء جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين» أبي بكر بن محمد السيوطيء االحافظء ولد بالقاهرة سنة تسع وأربعين وثمانمائة» وتوفي سنة إحدى عشرة وتسعمائة» انظر : ( تذكرة الحفاظ 223/5 ومابعدها ). (6) الإتقان في علوم القرءان للسيوطي 255/1 وما بعدها.

(7) ضبط لفظ القرءان ومعناهء لمحمد روّاس قلعجي ص40.

وفقاً لما علمه جبريل» وقد اختلف الرواة الناقلون» فكل منهم يعزو مايرويه بإإسناد صحيح إلى النبي 6 0.

ومن خلال النظر في التعريفات السابقة يتضح أن ابن الجزريء والبنا الدمياطي اعتبرا أن القراءات ذات مدلول واسعء فهي تشمل الحديث عن ألفاظ القرءان المتفق عليهاء والمختلف فيهاء وأما الزركشيء والزرقاني قصرا تعريف القراءات على ألفاظ القرءان المختكف فيها دون المتفق عليهاء ويؤخذ عليهما أنهما أغفلا قضية العزوء والنقل» والمشافهة» والسماع؛» وهذا يوهم أن القارئ يأتي بالقراءات من عند نفسه.

وتعريف البنا الدمياطي مقبول؛ لأنه لم يغفل قضية اتفاق الأئمة القراءء واختلافهم؛ ولم يغفل قضية السماعء والنقل؛ والمشافهة» ولكنه طويل.

والتعريف الراجح الذي تميل إليه النفس تعريف ابن الجزري؛ لأنه جامع مانع» حيث إنه ركز فيه على أمور مهمةء وهي السماع؛ والنقل» والمشافهة.

قال الدكتور عبد الرحمن الجمل حفظه الله: لقد ركز ابن الجزري في تعريفه للقراءات على قضية مهمة حرية بالتنبيه عليهاء والتنبه لهاء ألا وهي: اعتماد القراءات القرءانية على السماع؛ والمشافهة» والتلقي عمن تلقاها وسمعهاء وأخذها مشافهة عن شيوخه مسلسلاً إلى النبي وهذه القضية رغم ما لها من أهمية كبيرة إلا أن كثيراً من الناس يغفلون عنهاء فيظن بعضهم أنه إن حفظ بعض متون القراءات» وقرأ بعض الكتب الخاصة بالقراءة» والأداء؛ والتلاوة؛ أصبح قارتاء ويإمكانه أن يقرئ الناس؛ ؤيعلمهم ما تلقاه وأخذهء عن الكتب والصحفء وهذا أمر خطير لما له من عواقب وخيمة» فعلى مريد القراءة» وتعلم أحكامها أن يعرف عمن يأخذ ذلك؛ وعمن يتلقى الكيفية الصحيحة التي يقرأ فيها كتاب الله تعالى!2.

ا »ا »اا »ا »ا كا كا كا ا »ا 6لا »ا لا

(2) انظر: ( منهج الإمام الطبري في القراءات» لعبد الرحمن الجمل ص2 وما بعدها ) بتصرف يسير.

المطلب الثاني: أركان القراءة المقبولة

بعدما كثر القراء» وتفرقوا في البلاد» وانتشرواء وأصبحوا لا يحصون عدداء حتى قيل: إقاتاقعا أحذ عق :سيعين: من التابعين» وكلفهم أمد بع آمره غرفت طيقاتيز::و اكتلفث فاته فكان منهم المتقن للتلاوة» المشهور بالرواية والدراية» وكان منهم المفصرء وكثر بينهم ذلك الاختلاف؛ وقل الضبطء واتسع الخرقء وكاد الباطل يلتبس بالحقء فعند ذلك انبرى جهابذة من علماء الأمة» وصناديد الأئمة» فبالغوا في الاجتهاد» وبينوا الحق المراد» وجمعوا الحروف والقراءات» وعزو الوجوه والروايات» وميزوا بين المشهور والشاذء والصحيح والفاذ» بأصول أصلوهاء وأركان فصلوهاء حتى لا يلتبس القرءان بغيره؛ ولا تقبل أي قراءة تعزى إلى أي إمام سواء كانت من السبعة أو من غيرهمء ولا يطلق عليها لفظ الصحة» وأنها أنزلت هكذا إلا إذا أدخلت الضابط وانطبقت جميع الأوصاف عليهاء فإنما الاعتماد هو على استجماع تلك الأوصاف لا عمن تنسب إليه» فالمعول عليه إذا هو توافر الشروطه؛ وانطباق الضوابط على كل قراءة,

وأول من أصل هذه الأصولء» ووضع هذه الأركان ابن مجاهد رحمه الله عندما سبع القراءات السبعة» قال شوقي ضيف: أصول قبول القراءة عند ابن مجاهد!* ثلاثة» وهي: الأصل الأول: أن تكون مطابقة لخط المصحف العثماني. الأصل الثاني: أن تكون صحيحة السندء حملها رواة موثقون حتى زمن القارئ. الأصل الثالث: أن تكون موافقة للعربية» ولو بوجه.

قال انق امماهة وتخفه الله" قمع كانت قر ايه تطائق' هذه الأول قلت وقيلها العلتناء: والقراء»ء ومتى اختل أصل منهاء أو قاعدة رفضت.ء ولم يقبلها العلماء "/3.

ولقد اشترط مكي “ا رحمه الله ثلاث خلال للقراءات التي يقرأ بها اليوم» فقال عند حديئه عن أقسام القراءات: " إن جميع ما روى من القراءات على ثلاثة أقسام» قسم يقرأ به اليومء وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال» وهي: أن ينقل عن الثقات إلى النبي يء ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرءان شائعأء ويكون موافقاً لخط المصحف: فإذا اجتمعت فيه

(1) انظر: ( تفسير عبد الرزاق 149/1 وما بعدهاء النشر لابن الجزري 15/1 ).

(2) ابن مجاهدء أحمد موسي بن العباس بن مجاهد»ء شيخ العصرء أبو بكر البغدادي» العطشيء المقرئ» مصنفء ولد سنة خمس وأربعين ومائتين» وتوفي سنة أربع وعشرين ثلاثمائة» انظر: ( معرفة القراء الكبار للذهبي ص154» شذرات الذهب 302/2 ).

(3) كتاب السبعة لابن مجاهد ص19 وما بعدها.

(4) مكي بن أبي طالبء أبو محمد القيسيء كان فقيهاء مقرئاًء أديباًء وغلب عليه علم القرءان» وكان من الراسخين فيه توفي رحمه الله سنة سبع وأربعمائة» انظر: ( طبقات المفسرين للداوودي 331/2 ).

هذه الخلال الثلاث قرئ به؛ وقطع على مغيبه وصحته وصدقه"07.

وقال أبو شامةرحمه الله: "...وذكر المحققون من أهل العلم بالقراءة ضابطأ حسناً في تمييز ما يعتمد عليه من القراءات» وما يطرح. وقالوا: كل قراءة ساعدها خط المصحف. مع صحة النقل فيهاء ومجيئها على الفصيح من لغة العرب» فهي قراءة صحيحة معتبرة؛ فإن اختل أحد هذه الأركان الثلاثة» أطلق على تلك القراءة أنها شاذة» وضعيفة» أشار إلى ذلك الأئمة المتقدمون» ...وهو الحق الذي لا محيد عنه ..."!8.

وقال أبو حيان رحمه الله: "...ولعلماء القراءات ضابط مشهور يزنون به الروايات الواردة في القراءات» فيقولون: كل قراءة وافقت أحد المصاحف العثمانية» ولو تقديرء ووافقت العربية» ولو بوجه» وصح إسنادهاء ولو كان عمن فوق العشرة من القراءء فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردهاء ولا يجوز إنكارهاء بل هي من الأحرف السبعة التي نزل عليها القرءان» وأخذ العلماء بالشهرة القراءات السبع» وهي القراءات المنسوبة إلى الأئمة السبعة المعروفين» والقراءات العشر: هذه السبعء وزيادة القراءات الثلاث المتممة للعشر ".

وقال ابن الجزري رحمه الله: " كل قراءة وافقت العربية:؛ ووافققت أحد المسصاحف العثمانية؛. ولو :احتمالاء. وضح سندها فهي القراءة الصحيحة الثي لا يجوز ردهاء وليل إنكارهاء بل هي من الأحرف السبعة» التي نزل بها القرءان» ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة» أم عن العشرة» أم عن غيرهم من الأثمة المقبولين» ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة» أو شاذة» أو باطلة» سواء كانت عن السبعة» أم عمن هو أكبر منهم؛ هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ... "/5,

الخلاصة: وخلاصة ما تقدم من أقوال العلماء أن القراءات المقبولة لها ثلاثشة ضوابط اشترطها العلماءع» وهي:

الضابط الأول: تواتر السند: ومعناه: أن يروي القراءة جماعة يستحيل تواطؤوّهم

(1) الإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب ص39.

(2) أبو شامة: شهاب الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن عثمان المقدسيء ثم الدمشقيء الشافعيء المقرئ» الإمام» القدوة» العلامة» المجتهدء الحافظ» ذو الفنون» النحوي» ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة» وتوفي سنة خمسس وستين وستمائة» انظر: ( تذكرة الحفاظ 168/4» طبقات الحفاظ للسيوطي ص510» شذرات الذهب 318/5 ).

(3) إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع لأبي شامة المقدسي ص5.

(4) البحر المحيط لأبي حيان 79/1.

(5) النشر 15/1.

بصحة السندء ومعناه: أن يروي القراءة العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى آخره حتى ينتهي إلى رسول الله كع 1"'.

قال ابن الجزري رحمه الله: " ... والقراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي/7 رحمه الله. والثلاث التي هي: قراءة أبي جعفرء ويعقوب» وخلف متواترة معلومة من الدين بالضرورة:؛ وكل حرف انفرد به واحد من العشرة معلوم من الدين بالضرورة؛ وأنه منزل على رسول الله يل لا يكابر في شيء من ذلك إلا جاهل"2. الضابط الثاني: موافقة العربية. ولو بوجه من الوجوه .وهذا شرط لابد منه؛ لأن القرءان نزل بلغة العربء وقيد العلماء هذا الضابط بموافقة العربية ولو بوجه من وجوه اللغة سواء كان مخالفاً للأقيس في العربية أم موافقاء سواء كان أفصح. أم فصيحاًء مجمعاً عليه؛ أم مختلفاً فيه مع قوته.

وليس المقصود ابتداع القراءة» وتحكيم القراءة للغة؛ وإنما تؤخذ القراءة بالتلقي» والمشافهة» والنقل» ولابد لعلماء النحو أن يستمدوا قواعده من القرءان الكريم؛. فإذا ثبنت القراءة بالرواية المقبولة كانت الحكم عليهم» ووجب عليهم أن يرجعوا بقواعدهم إليهاء ويقبلوهاء وعلينا ألا نُحَكم القرءان إلى قواعدهم.

قال ابن مجاهد رحمه الله: "... ومنهم من يعرب قراءته؛ ويبصر المعاني؛ ويعرف اللغات؛ ولا علم له بالقراءات» واختلاف الناس والآثارء فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضينء فيكون بذلك مبتدعاً "4.

وعليه فلا يجوز تحكيم القراءات المتواترة للغة» بل لابد لها أن تحتكم للقراءات» ولا تثبت القراءة ييا والأقيس ذ في العربية» بل تثبت بالنقل» والرواية. قي اذا ريحم للد " وأئمة القراء لا تعمل في شيء في حروف القرءان على الأفشى في اللغفة والأقيس في العربية: بل على الأثبت في الأثرء والأصح في

(1) انظر: ( أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات»: أحمد محمود الحفيان ص43 ).

(2) الشاطبي: أبو محمد القاسم» وقيل: أبو القاسم بن فيْرُه ‏ بكسر الفاء وإسكان الياء وتشديد وضم الراء - ابن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي الضريرء عالم بالقراءات» صاحب قصيدة حرز الأماني في القراءات السبع» توفي سنة تسعين وخمسمائة» انظر: ( وفيات الأعيان لابن خلكان 71/4 وما بعدهاء البداية والنهاية لابن كثير 3 ).

(3) النشر 45/1 وما بعدها.

(4) السبعة ص46.

(5) أبو عمرو الداني» عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي القرطبيء الحافظ» الإمام» شيخ الإسلام» عالم القراءات» صاحب التصانيف, ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة» وكانت وفاته سنة أربع وأربعين وأربعمائة». انظر : ( تذكرة الحفاظ 3 / 211 وما بعدها ).

النقل» والرواية إذا تواترت عنهمء لم يردها قياس عربية» ولا فشو لغة؛ لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولهاء والمصير إليها "!0.

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ ... اللَّهُمَ إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحّق من عندك ... 6 (سورة الأنفال» من الآية 32 قال الشوكاني رحمه الله : " قرئ: بنصب( الحق 24 على أنه خبر كان» والضمير للفصلء ويجوز الرفع/'» قال الزجّاج : ولا أظن أن أحداً قرأ بهاء ولا اختلاف بين النحويين في إجازتهاء ولكن القراءة سنة .

ويتضح من المثال السابق أن قراءة الرفع جائزة في العربية» ويجيزها النحويون» ولكنهم لا يعدونها قراءة؛ لأن القراءة تحتاج إلى الرواية» والسماع» والمشافهة» والشوكاني يقول: ولكن القراءة سنة.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... قَد بَلَغْتَ من لني عَذْرَا 4 ( سورة الكهفء من الآية 76 قال الشوكاني رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( لذني 4 بضم الدال إلا أن نافعاء وعاصماً خففا النون: وشددها الباقون» وقرأ أبو بكر عن عاصم: ( لَدني 4 بضم اللام وسكون الدال/؛ قال ابن مجاهد: وهي غلطء قال أبو علي”: هذا التغليط لعله من جهة الرواية» وأما على قياس العربية فصحيحة "81 ْ

ويتبين من ذلك أن الشوكاني رحمه الله على علم بأركان القراءة المقبولة» وتعامل معها في تفسيره من خلال عرضه للقراءات» ولم يذكرها في أول تفسيره على سبيل الإجمال. الضابط الثالث: موافقة الرسم العثمانيء ولو احتمالاً؛ أي: أن تكون القراءة موافقة لأحد المصاحف العثمانية» أويحتملها رسمه؛ لأن الأمة أجمعت على ما تضمنته المصاحف التي كتبها عثمان رضي الله عنه» وترك ما خالفهاء ومثال ذلك: قراءة ابن عامر لقوله الله تعالى:

1) انظر : (النشر 1/ 16» القراءات» لشعبان إسماعيل ص78 ).

2) قراءة متواترة» وهي قراءة الجمهورء انظر: (إتحاف فضلاء البشرص297 ).

3) قراءة شاذة» وهي قراءة الأعمش: انظر: ( مختصر في شواذ القرءان لابن خالويه ص49 ).

4) الزجّاج: هو إبراهيم بن السري بن سهلء أبو إسحاق الزجاجء النحويء كان من علماء الدين والأدب» وله كتاب معاني القرءان» توفي سنة عشر وثلاثمائة ببغداد» انظر: ( شذرات الذهب 259/2» معجم الأدباء لكامل سلمان الجبوري 15/1 ).

(5) تفسير فتح القدير 385/2 .

(6) قرأ المدنيان ( لذني )4 بضم الدال» وتخفيف النون» ورواه أبو بكر بسكون الدال» وإشمامها الضمء؛ وتخفيف النون» والباقون بضم الدال» وتشديد النون» انظر: ( الكنزن ص190 ).

(7) أبو علي الفارسي الحسن بن محمد بن عبد الغفار النحوي» صاحب التصانيفء كان إمام وقته في علم النحو» توفي ببغداد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة» انظر: ( شذرات الذهب88/3 ).

(8) تفسير فتح القدير 381/3.

(1) ان )2( )3 (4)

« قَالُوا اتَحدّ الله ولَدا ... 4 (سورة البفزةه من الآبة 116 )4 بغير واوا وقوله تعالى؛ « ... وَبالزِبْرٍ وبالكتاب المُنِيرٍ4 (سورة ال عمرنء من الآية 184 بزيادة الباء في الاسمين!7» فإن ذلك ثابت في المصحف الشاميء ومثل: قوله تعالى: #مَلك يوم الدين» (أسنوزة الفاتتة الآية 4 في جميع المصاحفء فقراءة الحذف!" - يعني حذف الألف من ( مالك 4 - تحتمله كما كتب في قوله تعالي: ١‏ ملك النَّاسِ 4 (سورة الناسء الآية 2 وقراءة إثبات الألنف" بعد الميم تحتمله تقديرأء كما كتب في قوله تعالى: ٠١‏ ... مَالك الْمُلك ... 4 ( سورة آل عمران؛ من الآية 26 فتكون الألف التي بعد الميم في قوله تعالى: «مَلك يوم الدّين4 حذفت اختصارا!ة.

والشؤكائي رحمه :الله اكع للعذية مين القواءاك 'لنوافقتهنا لرمتم السصيحت: وسيأتي الحديث عن ذلك قريباً إن شاء الله في فصل توجيه القراءات؛ وأكتفي بذكر مثال واحد فقط هنا لبيان المراد.

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَاللَيْل إذَا يَسْرِ 4 ( سورة الفجر, الآية 4 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يسرع بحذف الياء وصلاً ووقفاً اتباعاً لرسم المصحف» وقرأ تافع» وأبوعمرو: بحذفها في الوقفء وإثباتها في الوصلء وقرأ ابن كثير»ء وابن محيصن؛ ويعقوب؛ بإثباتها في الوصل والوقف "(6(6.

والصحيح أن أبا جعفر وافق نافعأء وأبا عمرو في قراءة حذف الياء في الوقفء وإثباتها في الوصل 8. تواتر القراءات العشر: الإجماع على تواتر العشرة» وقال ابن الجزري رحمه الله: وقد شرط بعض المتأخرين الثوا :في :هذا الركن» ولم يكنف“يصحة السدده .وزعم أن القرعان “لآ يقبك' إلا بالتواترءوإن مأ جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرءان» وهذا مما لا يخفى ما فيه؛ فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج إلى لكين الكقرين من ارس وكير ناما افك دمن احوت الخلات عن الجن اله روسب قبوله» وقطع بكونه قرءانأء سواء وافق الرسم أم خالفه» وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف

1) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص48 ).

2) قراءة متواترة» انظر: ( النشر184/2 ).

3) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص17 ).

4) قراءة متواترة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

5) انظر: ( أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات ص43 ). 6) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص432 ).

7 عر 5/.

! ) ! ) ! ! ! (8) انظر: ( البدور الزاهرة ص432 ).

( ( ( ( ) اذ ( ( ) اذ

10

شق حووكة" الخلقفت اطق :قار ين اورف التخلافه الثابتة عن يز لاد السة روفاك اسكنا: كنت أجنح إلى هذا القول ثم ظهر فسادها".

وبعض علماء القراءات اكتفى بصحة السند إلى رسول الله . ولم يشترط التواترء واشتهر ذلك عن مكي رحمه الله؛ فقال: القراءة الصحيحة ما صح سندها إلى الرسول 46 وشاع وجهها في العربية» ووافقت خط المصحف. وشاع هذا القول بعد مكي حتى تبعه على ذلك بعض المتأخرين» ومشى عليه ابن الجزري في نشره وطيبته .../©.

واستنكر الجمهرة ذلك حتى قال الصفاقسي/ في كتابه المشهورء غيث النفع في القراءات السبع بعد أن أورده: "... وهذا قول محدث لايعول عليه "4,

ومذهب الأصوليينء والفقهاء الأربعة» والمحدّثين» والقراء أن التواتر شرط في صحة القراءة» ولا تثبت القراءة بالسند الصحيح غير المتواترء ولو وافق رسم المصاحفء والعربية» وهذا حكم صحيح يقتضيه المنهج السليم في كل ما يرجع إلى النقلء وبذلك تمتاز وجوه القراءات عن الأحاديث الصحيحة التي يكتفى في صحتها بنقل العدل الضابط عن مثله في سلسلة تنتهي بالصحابي دون اشتراط التواترا".

واستدرك الصفاقسي ما قد يرد في الخاطر إزاء التواتر» ولقد لفت الأنظار بقوله: " ... ولا يقدح في ثبوث التواتر اختلاف القراءء فقد تتوارد عن قوم دون قوم» فكل من القراء إنما لم يقرأ بقراءة غيره؛ لأنها لم تبلغه على وجه التواترء ولذا لم يعب أحد منهم على غيره قراءته لثبوت شرط صحته عنده» وإن كان هو لم يقرأ بها لفقد الشرط عنده "6

والشرط الأساس كما يظهر للمتأمل هو التواترء أما الثاني» والثالث» فالغالب أنهما أضيفا ليتكون من الثلاثة ما ينطبق تمام المطابقة على القراءات العشر المعروفة؛ وليخرج بذلك قراءات متواترة تركها الناس منذ حملهم عثمان رضي الله عنه على مصحفه لمخالفتها رسمه”.

(1) انظر: ( النشر 19/1. القواعد والإشارات في أصول القراءة للقاضي أحمد الحموي ص30 وما بعدها ).

(2) انظر: ( حجة القراءات لابن زنجلة ص12 وما بعدهاء غيث النفع للصفاقسي ص6 وما بعدها ).

(3) الصفاقسي: هو علي بن محمد بن سالم؛ أبو الحسن النوري الصفاقسيء؛ مقرئ من فقهاء المالكية:؛ من أهل صفاقس» رحل إلى تونسء ومنها إلى المشرق» من مصنفاته: غيث النفع في القراءات السبع» ولد سنة ثلاث وخمسين وألفء وتوفي سنة ثماني عشرة ومائة» انظر: ( الأعلام 14/5 ).

(4) غيث النفع ص6 وما بعدها.

(5) انظر: ( حجة القراءوات ص13 وما بعدهاء غيث النفع ص6 وما بعدها ).

(6) حجة القراءات ص13 - 14» غيث النفع ص6 وما بعدها.

(7) انظر: ( البحر المحيط 81/1 ).

11

من الأصوليين والقراءء قال ابن الجزري رحمه الله في كتابه منجد المقرئين: "إن القزاءات 'العقتز مكوائنة فرشا وأضمولا حال اجتناغههم وافتر ]فين "لا

وقال شوقي ضيف: " ... وأجمع العلماء على أن القراءات السبع متواترة عن الرسول ي» وألحقوا بها الثلاثة المكملة للعشرء وأما القراءات الأربع الباقية فشاذة ... "/2. لماذا نسبت القراءات إلى الأئمة القراء؟

نسبت القراءات إلى الأئمة القراء؛ لأن كل إمام منهم قضى مدة حياته يقرأ بالقراءة التي اشتهر بهاء ويقرئ الناسء» فعرف بهاء فيقال: قراءة نافع» وقراءة ابن كثير»... وهكذاء فهذه نسبة مداومة وملازمة» وقراءة وإقراء» وليست نسبة ابتداع واختراع. فالقرءان الكريم والقراءات بالتلقي والمشافهة» والأخذ عن المشايخ المتصلي السند برسول الله كه !3.

»ا عا »ا كا كا 6لا كلا »لا كا كا كلا ا لا

(1) منجد المقرئين ص59. (2) كتاب السبعة ص23.

(3) انظر: ( تقريب المعاني في شرح حرز الأماني لسيد لاشين ص13 ).

12

المطلب الثالث: أنواع القراءات:

تنقسم القراءات إلى ثلاثة أقسام: مقبولة» ومردودة. ومتوقف فيها. 1[ - أما القراءات المقبولة نوعان:

أ - القراءات المتواترة.

ب - القراءات الصحيحة المشهورة. 2 - وأما القراءات المردودة» فثلاثة أنواع:

أ - القراءات التي وافقت الرسم» وخالفت العربية.

ب - القراءات التي لم يصح سندها.

ج - القراءات التي لا سند لها. 3 - أما القراءات المتوقف فيهاء فهي كل قراءة صح سندهاء ووافقت العربية» وخالفت رسم المصحف27,

يتضح مما تقدم أن القراءات ستة أنواع: ذكرها السيوطي في الإتفان'" تبعاً لابن الجزري» أذكرها مع ذكر مثال من تفسير الشوكاني على كل نوع منها. 1 - القراءة المتواترة: وهي التي نقلها جمع عن جمع يؤمن تواطؤهم على الكذبء يرفعونها إلى الصحابي إلى رسول الله يه وغالب القراءات كذلك. ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 8 ... الذي أَحْسَن كل شَيْء خَلَقَهُ ... 4 (سورة السجدةء من الآية 8 قال الشوكاني رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( خلقه 4 بفتح اللام» وقرأ ابن كثيرء وأبوعمروء وابن عامر: بإسكانها "431, 2 - القراءة الصحيحة (المشهورة ): وهي ما صح سندهاء ولكن لم تبلغ درجة التواترء ووافقت العربية» ورسم المصحفء واشتهرت عند القراءء ولم يعدوها من الششاذة؛ ولاامن المنكرة» ولا من المعلة» ولا من المدرجة» وقرئ بها من غير حرجء ومعنى صح سندها: أي: أن يرويها العدل الضابط عن مثله؛ كذا حتى تنتهي» وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين!» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى:١‏ قل بقضل اللّه وَبرَحمته فَبدَلك فَلَيَفرَحُوا هو خَيْرْ مما يَجْمَعُون » ( سورة يونسء الآية 58 قال الش وكاني رحمه الله: " قرأيزيد بن القعقاععء

(1) انظر: ( تقريب النشر لابن الجزري ص7 وما بعدها ). (2) انظر: ( الإتقان 261/1 ).

(3) قراءتان متواترتان» انظر: ( البدور الزاهرة ص213 ). (4)

)5(

4) تفسير فتح القدير 4..

5) انظر: ( النشر 18/1 ).

13

ويعقوب[ فلتفرحوا 1 بالفوقية/", وقرا الجمهور: بالتحتية "!.

والصحيح أن أباجعفر لم يقرأ بالفوقية في: [ فلتفرحوا وإنما قرأ بالفوقية في: ( تجمعون ]71 3 - قراءة الآحاد:؛ وهي ماصح سندهاء ولكنها خالفت الرسمء أو العربية» أو لم تشهر عند القراء» ولا يقرأ بهاء بل هي بمنزلة التفسيرء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... من قرَة أَعَيْنِ ٠‏ # ( سورة السجدة: من الآية 17 قال الكيوقاق ريفس ايك" كو | :ابن سوا وان قز رفوو لمق السخوذاء:[ كمعن كرات 1 بالجمع "510 4 - القراءة الشاذة: وهي ما لم يصح سندهاء لوجود علة قادحة فيهاء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ وما خَلّق الذَّكَرَ وَالأنتّى 4 ( سورة الليل؛ الآية 3 قال الشوكاني رحمه الله: " قرأ ابن مسعود ( والذكر والأنثى 1" بدون ما خلق "77. 5 - القراءة الموضوعة: وهي القراءة المختلقة المدسوسة التي نسبت إلى قائلها من غير أصل > أي من. غير سند مطلقاً ت أو هي المكذوية المضنوعة إلى قائلها افتراء!9» ومخال ذلك

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ إِنَمَا يَخشَى اللّة من عبّاده الْعْلَمَاء 4 ( سورة فاطرء من الآية 28 قال الشوكاني رحمه الله: " وقرأ عمر بن عبد العزيز: برفع الاسم الشريف؛. ونصب العلماءء ورويت هذه القراءة عن أبي حنيفة "9. 6 - القراءة المدرجة : وهي ما زيد في القرءان على جهة الشرح والتفسيرء ومصدره الصحابيء يحكيه الواحد منهم وقت التلاوة لبيان غامضء أو مقيد لمطلق» أو إيضاح لمبهمء فيغفل عنه» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « ... وإن كان رَجْلَ يُورث كلانَةَ أو امرأة وَلَهُ أخ أو أخت فلكل واحد مَنَهُمَا السّدْسْ . ٠‏ # ( سورة النساءء من الآية 12 قال الشوكاني رحمه الله: " قرأ سعد بن

(1) قراءة متواترة» وهي رواية رويس عن يعقوبء انظر: ( البدور الزاهرة ص 183 ). (2) تفسير فتح القدير 573/2.

(3) قراءة متواترة» انظر: ( النشر 214/2 ) .

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص118 ).

(5) تفسير فتح القدير 104/4.

(6) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص174 ).

(7) تفسير فتح القدير 538/5.

(8) انظر: ( علم القراءات ص45 ).

(9) تفسير فتح القدير 415/4.

14

أبي وقاص: بزيادة ( من أم4" . فهذه القراءة شاذة؛ ولككها فسّرت المراد بالإخوة في الآية السابقة» وهم الإخوة لأم دون الأشقاء ومن كانوا لأب "2. ويتضح مما سبق أن الشوكاني رحمه الله عرض القراءات بأنواعها في تفسيره. وسيأتي الحذيك عنها كريب كم كياك الاتسالى: الحكم على أنواع القراءات: بمعنى: هل أنواع القراءات التي ذكرت قرءان يقرأ به ؟ القراءات المتواترة قرءان قطعاًء وكذلك القراءات المشهورة بشروطها التي سبق ذكرهاء وأما القراءات الآحادء والشاذة» والمدرجة»: والموضوعة:؛ فليست قرعاناً قطعاًاا» وعليه يتقسم الحكم على القراءات إلى قسمين: أ- حكم القراءات المقبولة: القراءات المتواترة» والمشهورة قرعءان باتفاق» ويقرأ بهافي الصلاة» ويتعبد بهاء وفيها الإعجاز والتحديء ويكفر جاحدهاء وأما القراءات الآحادية الموافقة للعربية وصح سندهاء وليس فيها علة» أو شذوذء وخالفت الرسمء فهذه مقبولة - كقراءة ابن محيصنء ويحيى اليزيدي» والحسن البصريء والأعمشء ولكن لا يقرأ بها لكونها آحاداء وأنها مخالفة لما قد أجمع عليه: وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة بهه ولايكفر من كه ! .. حكم القراءات المردودة: لا تعد قرءاناء ولا يقرأ بها في الصلاة: أو في غيرها تعبداً على الرأي الصحيحء ويجوز قبولها على رأي جمهور العلماء في تفسير النصوصء واستنباط الأحكام؛ والعمل بمدلولها إذا كانت مقبولة من حيث السند؛ ولكن كان ردها من حيث المتن» ويجوز قبولها أيضاً في القضايا اللغوية» أو تستعمل شواهد يصح استتباط القواعد اللغوية منها؛ لأنها أوثق من أبيات الشعر مجهولة القائل!5.

6 كا “ا كلا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا ا

(1) قراءة شاذة» وهي قراءة سعد بن أبي وقاصء انظر: ( الدر المصون للسمين الحلبي 326/2 ). (2) تفسير فتح القدير581/1.

(3) انظر: ( تفسير عبد الرزاق 149/1 ).

(4) انظر: ( علم القراءات ص39 ).

(5) انظر: ( النشر 14/1» منجد المقرئين 16» علم القراءات ص49 ).

15

المطلب الرابع: أهمية القراءات في التفسير:

يعتبر علم القراءات من العلوم الأساسية لفهم الآيات القرءانية» وبيان معانيهاء ولذلك كان قوط مخ شروط: المنسدو أن ركرق عا فا فكب" الت ادكه نا يكتلف ين المفتت و يختلفء وعلم القراءات له أثر في التفسيرء ويعرف به كيفية النطق بألفاظ القرءان الكريمء وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض'"

ولا شك أن هناك علاقة أساسية بين القراءات والتفسير من وجوه وجوانب متعددة؛ أهمها: أن السلكفة ريق موتكوه ال الراك انها "قن امعو سلاقة سرون وكا دحفيق شرن نيا مهدا : وبعض المفسرين عدوه الخادم الأمين لعلم التفسيرء وبتوجيه القراءات تعرف جلالة المعاني وجزالتها!".

وهذا يبين أهمية القراءات في علم التفسير؛ لأن ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرىء أو يثير معنى غيره؛ ولأن اختلاف القراءات في ألفاظ القرءان يكثر المعاني في الآية الواحدة» وقد يبين مسألة فقهية»أو عقدية» ولذلك كان اختلاف القراء في اللفظ الواحد في القرءان قد يكون معه اختلاف المعنى!2.

والعلاقة بين التفسير والقراءات على مستوى المعنى» جعلت القدماء يلحقون بأنواع القراءات ما اصطلحوا على تسميته بالقراءة المدرجة» وهي من القراءات الشاذة زيدت على وجه التفسير“ : وهذا ما نص عليه ابن الجزريء فقال:

"ربما كانوا يدخلون التفسير في القراءة إيضاحاً وبياناً "7» وقال أيضاً:

" ... ومن فوائد القراءات: ما في ذلك من عظيم البرهان» وواضح الدلالة» إذ هو مع كثرة الاختلاف» وتنوعه لم يتطرق إليه تضاد» ولا تناقض ولا تخالف؛ بل كله يصدق بعضه بعضاء ويبين بعضه بعضاء ويستشهد بعضه لبعض على نمط واحد وأسلوب واحد "6.

وما قاله ابن الجزري رحمه الله: صحيح؛ لأن العلاقة بين القراءات القرءانية والتفسير قوية واضحة؛ ورجحان قراءة من القراءتين يرجّح أحد المعنيين المفروضين في الآيةء ورجحان أحد المعنيين قد يرجّح إحدى القراءتين على الأخرىء هذا على الرغم من التمايز

(1) انظر : ( الموسوعة القرءانية المتخصصة:؛ إشراف د. محمود حمدي زقزوق ص253» روح المعاني للآلوسي ٠1‏ التفسير والمفسرونء لمحمد حسين الذهبي276/1 ).

(2) انظر: ( دراسة الطبري للمعني من خلال تفسيره جامع البيان» لمحمد المالكي ص100» وما بعدها ).

(3) انظر: ( التحرير والتنوير لابن عاشور 55/1 ).

(4) انظر: ( الإتقان للسيوطي 262/1 ). (5) المرجع السابق نفس الصفحة. (6) النشر 47/1.

16

الواضح بين علمي التفسير والقراءات» وذلك برجوع علم التفسير إلى الرواية والدراية» وعلم القراءات إلى الرواية فقطء غير أنهما متصلان من وجه بما للقراءات من أثر في التفسيرا".

فالقراءات لها تأثير كبير في التفسير» مما جعل المفسرين يتخذونها مصدراً من مصادر معانيه؛ لأنها تعطي للفظة القرءانية معاني جديدة» فتعاملوا مع هذه القراءات وكأنها أية مستقلة من حيث دلالتها على المعنى» مما جعل رصيد التفسير وافراً؛ بسبب تعدد القراءات» ومن ثم تنوع مدلولاتهاء ومعانيهاء وأحياناً يحتاج المفسر إلى حمل بعض القراءات على غيرهاء فبعض القراءات تختلف مع غيرها في اللفظ وتتفق في المعنى!”.

ومما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسير القرءان بالقرءان» ما روي عن مجاهد رحمه الله. أنه قال: ( لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباسء ما احتجت أن أسأله عن كثير مما سألته عنه )!2,

وليس حمل إحدى القراءتين على الأخرى بالأمر الهين الذي يدخل تحت مقدور أي إنسان» بل يعرفه علماء التفسير والقراءات!4.

والطبري!رحمه الله اعتنى بعلم القراءات في تفسيره؛. ويكشف عن أثر القراءة في المعنى» وأن وجوه التفسير تختلف باختلاف القراءات» فعند تفسير قوله تعالى: «مُنتكبرين به سَامرًا تهْجْرون > ( سورة المؤمنون» الآية 67 قال رحمه الله: " اختلفت القراء في قراءته» فقرأته عامة قراء الأمصار: ( تَهجُرون 4 بفتح التاء» وضم الجيم» ولقراءة من قرأ ذلك وجهان في المعنى: أحدهما: أن يكون عنى أنهم يقولون سيئاً من القول كما يهجر الرجل في منامه» فكأنه وصفهم بأنهم يقولون في القرءان ما لا معنى له من القول» وقرأ ذلك آخرون: ( تهجرون ) بضم التاء وكسر الجيم7. وممن قرأ ذلك كذلك من قراء الأمصار: نافع بن أبي نعيم» بمعني يفحشون في المنطقء ويقولون الخناء من قولهم: أَهْجّر الرجلء إذا أفحش في القول .

(1) انظر: ( تفسير السمرقندي 58/1 ).

(2) انظر : ( التفسير والمفسرون 45/1»علم القراءات ص 329 ).

(3) سنن الترمذي ص660»: ح2952» ك: تفسير القرءان عن رسول الله » ب: ما جاء في الذي يفسر القرءان برأيه» التفسيروالمفسرون45/1.

(4) انظر: ( المرجع السابق 46/1 ).

(5) الإمام الطبري: هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثيرء الإمام» الحافظ أبوجعفر الطبريء أحد الأعلام» المفسرء الفقيهه صاحب التصانيف؛ من آمل طبرستان» ولد سنة أربع وعشرين ومائتين» وتوفي سنة عشر وثلاثمائة» انظر: ( تذكرة الحفاظ 201/2» طبقات المفسرين للداوودي 110/2 ).

(6) قراءة متواترة» انظر: ( الغاية في القراءات العشر لأبي بكر الأصبهاني ص335 ).

(7) قراءة متواترة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

(8) تفسير الطبري 232/9.

17

وأبو حيان!" رحمه الله أكثر من الكلام على القراءات في تفسيره؛ لأنه يرى أنها من أهم ما يحتاجه المفسرء إذ يستعان بها على توضيح المعنى» فذكر في خطبة تفسيره؛ الوجه السابع: وهو اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقصء أو تغيير حركة» أو إتيان بلفظء وذلك بتواترء وآحادء ويؤخذ هذا الوجه من علم القراءات2.

ومعنى ذللك أنه لم يقتصر على ذكر القراءات المتواترة في تفسيره. بل ذكر القراءات الشاذة مع توجيهها إن كان لها توجيه في اللغة» وذللك لإثراء التفسيرء ويعتبرها قراءة تفسيرية» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: «١‏ ... أُوَكَلَمَا عَاهَدُواً عَهداً تَبَدَهُ فُريق مُنْهُم ... 4 ( سورة البقرةه من الآية 100 قال رحمه الله: " قرأ عبد الله: ([ نقضه فريق منهم 14 وهي قراءة تخالف سواد المصحف. فالأولى حملها على التفسير "4,

ويتبين من المثال السابق أن موقف المفسرين من القراءات الشاذة يتمثل في عدم اعتبارها قرءاناً على اختلاف بينهم في الأخذ بها إذا أضافت إلى الآية القرءانية معنىّ جميلاء أو قوياً يستشهد به في صحة قاعدة نحوية» أو صرفية؛ أو مؤيدة» أو مؤكدة لمعنى جاء في قراءة متواترة ما!ة.

والقرطبي رحمه الله قال في تفسيره: إن الطبري يذكر القراءات الشاذة في تفسيرههء ويوجههاء ويستدل بها على قوة المعنى» أو تأييد معنى قراءة متواترة» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ولآ يَأْمْرَكُمْ أن تَتَخذُوأً الملادكة وَالتَبيَينَ أَربَابا ٠.‏ # ( سورة آل عمران؛ من الآية 80 قال القرطبي رحمه الله: "... قرأ ابن عامرء وعاصم.ء وحمزة: بالنصب'عطفاً على ( أن يؤتيه ويقويه أن اليهود قالت للنبي # : أتريد أن نتخذك يا محمد رباً ؟ فقال الله تعالى: ١‏ ما كَانَ لبَشّر أن يُوْتيَهُ اللّهُ الاب وَالْحْكُم وَالنْبُوَة ... 4 ( سورة آل عمرانء من الآية 79 ) إلى قوله تعالى: 8 ولا يَأمركم ٠‏ (سورة آل عمران»ء من

الآية 50 وفيه ضمير للبشرء أي: ولا يأمركم البشر يعني عيسى» وَكر يراه وقرأًالباقون:

(1) الإمام أبو حيان: هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حبان الأندلسي» ثم المصريء الشيخ العلامة» المحدث البارع؛ ترجمان العربء لسان أهل الأدبء الغرناطي المولد والمنشأء الظاهري المذهبء ولد سنة أربع وخمسين وستمائة» و 1 وسبعمائة» انظر : ( تذكرة الحفاظ 13/5 وما بعدها ).

(2) انظر: ( البحر المحيط 108/1 ).

(3) قراءة شاذة» انظر: ( الكشاف للزمخشري 197/1 ).

(4) انظر: ( البحر المحيط 493/1 ).

(5) انظر: (علم القراءات ص351 ).

(6) قراءة متواترة» انظر: ( الغاية ص215 ).

18

بالرفع!/على الاستئناف. والقطع من الكلام» وفيه ضمير اسم الله عز وجلء أي: ولا يأمركم الله أن تتخذواء ويقوي هذه القراءة أن في مصحف عبد الله: ( ولن يأمركم 74 وهذا يدل على الأنستكاف وى الحبمين نكن بل قز وول

وقال ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره:

. وقصدي إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذهاء واعتمدت تبين المعاني وجميع محتملات الألفاظ "4,

ويفهم من كلام ابن عطية أنه يستعرض في نتفسيره القراءات المتواترة والشاذة» مع بيان ما تحتمله هذه القراءات من المعاني لبيان وجوه التفسير» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَل يَرَى الَذِينَ ظَلَمُوأ ... 4 ١‏ (سورة البقرةه من الآية 165 قال رحمه الله: " قرأ نافع» وابن عامر: ( ولو ترى ) بالتاء من فوق/7» وتقدير ذلك: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب» وفزعهم منه؛ واستعظامهم له لأقرُوا أن القوة لله ... » وتقدير آخر: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب» وفزعهم منهء لعلمت أن القوة لله جميعاء وقد كان النبي ب علم ذلك: ولكن خوطبء والمراد أمتهء وتقدير ثالث: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا في حال رؤيتهم للعذاب - لأن القوة لله - لعلمت مبلغهم من النكال» ولاستعظمت ما حل بهم ... "5.

وقد ذكر السيوطي في الإتقان قول أبي عبيد!/في فضائل القرءان: إن المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة» وتبيين معانيهاء كقراءة عائشة» وحفصة: ( والصلاة الومسطى صلاة العصر)4؟.... وهذه الحروف وما شاكلها قد سارت مفسرة للقرءان» وقد كان يُروى مثل هذا عن التابعين في التفسير فيُستحسنء فكيف إذا روي عن الصحابة» ثم سارفي نفس القراءة» نين أكار رق النفشين ,براقي اندها وسمةمن هذه الدروك حرق مبيكة نيال , وقال: وقد اعتنيت في كتاب [ أسرار التنزيل] ببيان كل قراءة أفادت معنى زائداً على

1) قراءة متواترة» انظر: (الغاية ص215 ).

2) قراءة شاذة» انظر: ( البحر المحيط 531/2», الكشاف 405/1 ).

3) الجامع لأحكام القرءان للقرطبي 123/4.

4) المحرر الوجيز 11/1.

5) قراءة متواترة» انظر: ( الغاية ص 189 ).

6) انظر: ( المحرر الوجيز 55/2 ).

(7) أبوعبيد القاسم بن سلام» الإمام» المجتهدء البحرء البغداديء» اللغويء الفقيه. صاحب التصانيفء كان إماماً فجي القراءات» حافظاً للحديث» عارفاً بالفقه» رأساً في اللغة» » توفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين» انظر: ( تذكرة الحفاظ 5/2» معرفة القراء الكبار ص101 ).

(8) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص15 ).

)10( )2 )3 (4) (5) (6) ان

19

القراءة المشهورة!1.

ومما سبق يتبين أن المفسرين اعتبروا القراءات الشاذة مرجعاً هاما في تفسير القرءان بالقرءان» وذلك بحمل القراءة غير الشاذة عليها في المعنى» ولا سيما إذا كان يي عند التعطن» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... أو يكون لَك بَيِتَ من رُخَرف لمكو الإسراءء من الآية 93 قال الشوكاني رحمه الله: " قرأ ابن مسعود: ( أو يكون لك بيت من ذهب ) ..31216, فهذه القراءة الشاذة فسّرت معنى: ([ زخرف 1 في القراءة المشهورة السابقة.

ويتضح من ذلك أن الشوكاني رحمه الله اعتنى بالقراءات المتواترة والشاذة» واعتبرها من أهم أدوات التفسير.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وَأَعْتّدت لَهُنٌ متكا ... 4 ( سورة يوسفء من الآية 31 قال رحمه الله: " قرأ مجاهد» وسعيد بن جبير: ( متكا 4" مخنففاً غير مهموزء والمتك: هو الأترج بلغة القبط» وقرأ الجمهور: ( متكناً) بالهمز والتشديدا'» وأصح ما قيل: إنه المجلسء وق الطعام .."60,

لقد تبينت من خلال ما تقدم عناية المفسرين بالقراءات» المتواترة منهاء والشاذة» وذلك لإثراء التفسيرء فكان للقراءات الأثر الكبير في بيان المعانيء واللغة:؛ والأحكام الفقهية» ومسائل العقيدة. وأجمل أهمية القراءات في التفسير في النقاط التالية: 1 - توضيح حكم مجمع عليه كقراءة سعد بن أبي وقاصء وغيره: [ وله أخ أو أخت من أم7؛ فإن هذه القراءة تبين أن المراد بالإخوة هنا هم: الإخوة لأم دون الأشقاء ومن كانوا لأب» وهذا أمر مجمع عليه» والقراءة السابقة على الرغم من أنها شاذة لكنها بينت الحكم!8. 2 - ترجيح حكم اختلف فيه ومثال ذلك: قوله سبحانه في كفارة اليمين: «...أؤْ تخريرٌ رقبَّة... 4 (سورة المائدة. من الآبة 89 وجاء في قراءة: ( أو تحرير رقبة مؤمنة بزيادة:

(1) انظر: ( الإتقان275/1 ).

(2) قراءة شاذة» انظر: ( البحر المحيط 78/6» التفسير والمفسرون 45/1 ).

(3) تفسير فتح القدير 325/3.

(4) قرأها أبو جعفر بحذف الهمزة؛ فيصير النطق بكاف منصوبة منونة بعد التاء» ومعلوم أنه إذا وقف يبدل التنوين

الفأء ووقف حمزة بالتسهيل فقطء انظر: ( البدور الزاهرة ص200 ).

(5) انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

(6) تفسير فتح القدير 27/3.

(7) قراءة شاذة» وهي قراءة أبيّ» وسعد بن أبي وقاصء انظر: ( الدر المصون 326/2 ). (8) انظر: ( الإعجاز والقراءات» فتحي عبالقادر فريد ص49 ).

(9) قراءة شاذة» انظر: ( مناهل العرفان 131/1 ).

20

( مؤمنة1 في كفارة اليمين فكان فيها ترجيح؛ لاشتراط الإيمان» فزيادة كلمة: ( مؤمنة) رجّحت الحكه!".

3 - الجمع بين حكمين بمنزلة» كقراءة: ([ يطهّرن و( ويطهرن 4 بالتخفيف والتشديد“من قوله تعالى: « ... ولا تَقْرِبُوهْنَ حَنَىَ يَطهْرنَ . ٠٠‏ # ( سورة البقرة» من الآية 222 فإن القراءتين هنا تفتضيان حكمين سكتلفيق يلزم:الجمع زيدهماء وذلك أن' الحائض لا يريا (وجهسنا حتى تطهر بانقطاع حيضهاء وحتى تطهر من الاغتسال!6.

- ومن القراءات ما يكون لأجل اختلاف حكمين شرعيين كقراءة: ([ وأرجلكم) بالخفض والنصب©؛ من قوله تعالى: « ... وَامْسَحُوا برؤوسكم وَأَرْجِلَكم إِلَى الكَعْبَين ... »© (سورة المائدة» من الآية 6 فإن الخفض يقتضي فرض المسح.» والنصب يقتضي فرض الغسلء فبينهما النبي فجعل المسح للابس الخفء والغسل لغيرهاتا.

5 - وقد تبين القراءة معنى غير معنى القراءة الأخرىء ومثال ذلك: قوله تعالى: « ثُمَّ إن رَبَكَ للّذينَ هَاجَرواً من بَعْد مَا فتنوأ ٠.٠‏ # ( سورة النحلء من الآية 110 وقرئ: ( قتنوا 4 بفتح الفاء والتاء» وقرئ: مبنيًا لما لم يسم فاعله » ولكل قراءة معنى غير معنى القراءة الأخرى”. 6>ومق الفرااؤات ماايكون مفسر لما لعلة لا يعوفة: كقراءية: ( كالصضوف المنفسوفن ]80 فكلمة( الصوف ) مفسّرة لكلمة؛ ( العهن) من قوله تعالى: « وتكون الجبال كالعهن المنفوش © (سورة القارعة الآية 5 ) (9,

7 - ومن القراءات ما يكون لإيضاح حكم يقتضي الظاهر خلافه؛ مثل قراءة: ( فامضوا إلى ذكر الله 00 التي وضحت قوله تعالى: ١‏ ... فَامْعَوًا إِلَى ذكر اللّهِ ... 4 ( سورة الجمعة,

من الآية 9 لأن السعي عبارة عن المشي السريعء؛ وإن كان ظاهر اللفظ يدل على ذلكء إلا أن المراد منه مجرد الذهاب 11,

(1) انظر: ( الإعجاز والقراءات ص50 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص197 ). (3) انظر: ( تفسير غرائب القرءان ورغائب الفرقان 25/1 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص242» التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني ص82 ). (5) انظر: ( في رحاب القرءان الكريم» لمحمد سالم محيسن ص228 ).

(6) قراءتان متواترتان» انظر: (البدور الزاهرة ص227 ).

(7) انظر: ( توجيه مشكل القراءات» لعبدالعزيز الحربي ص69 ).

(8) قراءة شاذة » انظر: ( معاني القرءان للفراء 286/3 ).

(9) انظر: ( في رحاب القرءان» لمحمد سالم محيسن ص228 ).

(10) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان» ص156 ) .

(11) التفسير والمفسرون45/1 .

21

# رفيا قا ايكون تر يجيج القول محطن: العلتتاء لاخر كف 221ب وى ألمت 0" الماع :4 4 ( سورة المائدة» من الآية 6 إذ اللمس يطلق على الحّس والمسء كقوله تعالى: « ... فَلَمَسُوهُ بأيديهم ٠.٠‏ 4 ( سورة الأنعام» من الآية 7 أي: مسوه. - ومنها ما يكون حجة» أو ترجيحاً لقول بعض أهل العربية1. كقراءة: [ والأرحام ) بالخفض “من قوله تعالى: « ... وَانَقُوأْ الله الّذي تَسَاءِلُونَ به وَالأَرْحَامَ إن الله كان عَلَيْكُمْ رقيبًا 4 ( سورة النساء من الآية 1 ). 0 - وبعض القراءات تختلف بالزيادة والنقصانء وتكون الزيادة في إحدى القراءتين مفسّرة للمجمل في القراءة التي لا زيادة فيهاء فمن ذلك: قراءة ابن عباس رضي الله عنه: 1[ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج 4 فسسّرت القراءة الأخرى التي لا زيادة فيها في قوله تعالى: « لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَبْتَعُوأ فضلاً من ربكم ... 4 (سورة البقرة» من الآية 198 ). 1 - وبعض القراءات بينت مسائل العقيدة» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: لإ بل عَجِبْت وَيَسْخَرُونَ » [سورة الصافات, الآية 12). ذكر الشوكاني قراءة الجمهور: ( بل عجبت 4 بالنصب على الخطاب على الخطاب للنبي كلك : وذكر قراءة حمزة والكسائي بضمها'ءوقال: والعجب إن أسند إلى الله فليس معناه من الله كمعناه للعباد!”.

لقد تجلت أهمية القراءات في التفسيرء وعناية المفسرين بذلك»: وهذا يدل على أن للقراءات تأثيراً بالغاً في كتب التفسيرء وتلاقى المفسرون من حيث الأخذ بالقراءات في تفاسيرهمء لإيجاد المعاني المناسبة لهذه القراءات» واستفادتهم منهاء إذ يقفون أمام كل قراءة كأنها أية مستقلة يستنبطون منها المعاني» والأحكام الفقهية» والقواعد اللغوية» ومسائل العقيدة» وسيأتي الحديث إن شاء الله تعالى عن هذه الأمور عند الحديث عن منهج الشوكاني في توجيه

القراءات.

(1) انظر: ( الإعجاز والقراءات ص50 ).

(2) قراءة متواترة» انظر: ( الكنز ص149 ).

(3) انظر: ( الإعجاز والقراءات ص51» في رحاب القرءان الكريم؛ لمحمد محيسن ص 229 ).

(4) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص93 ).

(5) صحيح البخاري 1366/3» ح/ 4519 » ك: التفسير» ب: قوله تعالى: « ليس عَلَيْكُمْ جاح أن تَبْتَعُوأ فضلاً من رَبَكم .. كتاب المصاحف لإبن أبي داوود ص 54؛ وهي قراءة شاذة؛ انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص12 ).

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( النشر 267/2» البدور الزاهرة ص333 ). )7 تفسير فتح القدير 463/4.

22

المطلب الخامس: القراء الأربعة عشرء ورواتهم: أولاً: القراء السبعة» ورواتهم: 1 - الإمام نافع!): هو أبو رويم الليثي» وقيل: أبو عبد الرحمنء؛ وقيل: أبو نعيم؛ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيمء التابعي» أحد القراء السبعة» وأحد الأعلام» وإمام المدينة» وأقرأ بها أكثر من سبعين سنة» وأجمع عليه الناس بعد التابعين» وانتهت إليه رئاسة الإقراءء والذي ساروا إلى قراءته» ورجعوا إلى اختياره» وهو من الطبقة الثانية بعد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين» قال رحمه الله: قرأت على سبعين من التابعين» فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته؛ وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة.

ا ا ا شا ااا قراءة نافع ؟ قال: نعم.

وقال أبو عمرو الداني: قرأ نافع على الأعرج/2. وشيبة بن نصاح/» وغيرهما.

ولما سئل أحمد بن حنبل رحمه الله: أي القراءة أحب إليك ؟ قال: قراءة أهل المدينة» قيل له: فإن لم تكن ؟ قال: قراءة عاصم.

وكانت أخلاق الإمام نافع رحمه الله طيبة» وكان إذا تكلم تشم من فيه رائحة المسكء فيقال له: تطيبت ؟ فيقول: لاء ولكن رأيت فيما يري النائم الني ب وهو يقرأ القرءان في في» فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة» وأشار الشاطبي إلى ذلك في منظومته؛ فقال:

فأما الكريم السر في الطيب نافع فذاك الذي اختار المدينة منزلاً".

ولما حضرته الوفاة» قال له أبناؤه: أوصناء فقرأ الآية: « ... فَاتَقواً الله وَأصضلحواً ذَاتَ بينكم وأَطيغوأ اللّه وَرَسُولَُ إن كنتم مُؤْمنينَ 4 ( سور الأنفل, من الآية 1 ).

وثقه ابن معين» وقال أحمد: تؤخذ عنه القراءة» وليس بشئ في الحديث؛ وروى عن زيد بن أسلم» وغيره» وروى عنه: قالون وورشء وآخرونء توفي رحمه الله سنة تسع وستين

مان

(1) انظر: ( وفيات الأعيان 368/5: معرفة القراء الكبار ص64 وما بعدهاء غاية النهاية لابن الجزري 330/2: النشر 92/1 وما بعدهاء شذرات الذهب 270/1 ).

(2) عبد الرحمن بن هرمز الأعرجء أبو داودء الحافظ المقرئ» صاحب أبي هريرة؛ الهاشمي المدني» كان إمام الحرم وشيخهء كاتب المصاحفء كان ثقة ثبتاء عالماً مقرئاء توفي سنة سبع عشرة ومائة وقيل: غير ذلك» انظر: ( تذكرة الحفاظ 75/1, الكاشف 89/2: طبقات الحفاظ للسيوطي ص45» شذرات الذهب 153/1 ).

(3) شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني القارئ؛ إمام أهل المدينة في دهره؛ قرأ على أبي هريرة: وابن عباس؛ وهو ختن أبي جعفر يزيد بن القعقاع على ابنته» توفى رحمه الله سنة ثلاثين ومائة» انظر: ( تهذيب الكمال 72 هه معرفة القراء الكبار ص44 » غاية النهاية لابن الجزري 329/1»: شذرات الذهب 177/1 ).

(4) متن حرز الأماني ووجه التهاني المسمى ( الشاطبية ) للشاطبي ص6.

23

* راويا الإمام نافع:

أ قالون: أبو موسىء عيسى بن ميناء بن وردان بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي» ويقال: المريء مولى بني زهرة» قارئ أهل المدينة في زمانه ونحويهم, قيل: إنه كان ربيب نافع - ابن زوجته وهو الذي لقبه قالون لجودة قراءته.

قال قالون رحمه الله: قرأت على نافع قراءته غير مرة:» وكتبتها عنهه عرض القرءان على عيسى بن وردان الحذاء؛ وتبتل للإقراء؛ والعربية» وطال عمره؛ وبعد صيته» كان قالون شديد الصممء وكان لا يسمع البوقء» فإذا قرئ عليه القرءان سمعه»؛ وكان حجة في القراءات لا في الحديث» ولد سنة عشرين ومائة» وتوفي سنة عشرين ومائتين. ب - ورش!: هو عثمان بن سعيد الملقب بورشء أبو سعيد المقرئ» وقيل أبو عمرء وقيل: أبو القاسم» رحل إلى المدينة» وقرأ على نافع القرءان وجوده أربع ختمات» ورجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء فيهاء وكان بارعاً في العربية» وعارفاً في التجويد» وكان حسن الصوت في القرءان» ولقبه نافع بورش لشدة بياضهء وكان يقول له: اقرأ يا ورشان» ثم خففء. وقيل: معنى ورش: جيد القراءة» وكان لا يكرههاء ويعجبه» ويقول: أستاذي نافع سماني بهاء وكان مع جودة قراءته» وحسن صوته. يهمزء ويمدء ويشددء ويبين الإعرابء لا يمله سامعه. وقيل: إن ورشاً لما تعمق في النحو وأحكمه؛ اتخذ لنفسه مقرئاً يسمى مقرئ ورشء ولد سنة عشر ومائة» وتوفي رحمه الله بمصر سنة سبع وتسعين ومائة. 2 - الإمام ابن كثير المكي /: هو عبد الله بن كثير بن عبد المطلب القرشيء من بني عبد الدارء أبو سعيدء أصله فارسيء أحد القراء السبعة المشهورينء وإمام المكيين في القراءةء تصدر للإقراء في مكة لم ينازعه فيها منازع.

قال ابن مجاهد: لم يزل هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى ماتء وقال الأصمعي»: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير ؟ قال: ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهدء وكان أعلم بالعربية من مجاهدء وكان فصيحاً بليغاء مفوهاًء لقي من الصحابة

أنس بن مالك رضي الله عنه» وغيره؛: قرأ على أبي بن كعبء وحديثه مخرج في الكتب الستة»

(1) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص93 وما بعدهاء غاية النهاية 615/1. النشر 93/1»: شذرات الذهب 48/2 ). (2) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص91 وما بعدهاء النشر 93/1» شذرات الذهب 349/1 ).

(3) انظر: ( وفيات الأعيان لابن خلكان 41/3» معرفة القراء الكبار ص49 وما بعدهاء غاية النهاية 443/1» النشر 1 » شذرات الذهب 157/1 ).

(4) الأصمعي: عبد الملك بن قريب بن على بن أصمع الباهلي أبو سعيدء البصري اللغوي: سمي بالأصمعي نسبة إلى جده أصمعء توفي بالبصرة سنة ستة عشر ومائتين» انظر: ( شذرات الذهب 37/2»: معجم الأدباء 142/4 ).

24

وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء» وطائفة» ولد سنة خمس وأربعين تقريباء وتوفي رحمه الله سنة عشرين وماثئة. * راويا الإمام ابن كثير: أ -البزي!: أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزةء أبو الحسن البزي» قارئ مكة» ومؤذن المسجد الحرام أربعين سنة» كان محققاً ضابطاً متقناً في القراءة ثقة فيهاء وكان حجة في القرءان ولياً في الحديثء, قال رحمه الله: من قال عن القرءان مخلوقء» فهو على غير دين الله تعالى حتى يتوبء. ولد سنة سبعين ومائة» وتوفي رحمه الله سنة خمسين ومائتين. ب -قنبل!: أبو عمرء محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجه المخزومي» مقرئ أهل مكة» وانتهت إليه رئاسة الإقراء في الحجاز» قرأ عليه خلق كثيرء منهم أبو بكر بن مجاهدء وأبو الحسن بن شنبوذ/» وقيل: سمي قنبل؛ لأنه من قوم يقال لهم: القنابلة» وقيل: غير ذلك؛ ولي الشرطة في مكة في وسط عمره؛ فحُمدت سيرته. وطعن في السن وشاخ. وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين» ولد سنة خمس وتسعين ومائة» توفي رحمه الله سنة إحدى وتسعين ومائتين. 3 -الإمام أبو عمرو البصري*“: أبو عمرو بن العلاء بن عمارء وقيل: غير ذلكء التميمي المازني البصريء أحد القراء السبعة المشهورين بالبصرة: قرأ على أبي العالية الرياحي'" وجماعة؛» وروى عن أنس.

قال أبو عمرو رحمه الله: أول العلم الصمتء ثم حسن السؤال؛ ثم حسن اللفظء ثم نشره عند أهله» وقال: احتمال الحاجة خير من طلبها من غير أهلهاء وقال: إذا تمكن الإخاء قبح الثناء»ء وما ضاق مجلس بمتحابين» وما اتسعت الدنيا لمتباغضين.

قال اليزيدي: كان أبو عمرو قد عرف القراءات» فقرأ من كل قراءة بأحسنهاء وبما يختار العربء ومما بلغه عن لغة النبي يه وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل.

وكان أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات ووجوههاء والعربية:؛ وأيام العربء؛ وكان

(1) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص102 وما بعدهاء النشر 99/1» شذرات الذهب 120/2 وما بعدها ). 0 قر ار القراء الكبار ص134 وما بعدهاء النشر 99/1» شذرات الذهب 208/2 وما بعدها ).

ثمان وعشرين وثلاثمائة» انظر: ( معرفة القراء الكبار ص 159 1).

(4) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص58» النشر 109/1»: شذرات الذهب 237/1 وما بعدهاء معجم الأدباء 412/2 ). (5) أبو العالية الرياحي: رفيع بن مهران البصريء الفقيه» المقرئ» قرأ القرءان على أُبي وغيره؛ رأى الصديق» وسمع من عمر وابن مسعودء وعليء وعائشة رضي الله عنهم أجمعين» توفي سنة تسعين على الأصحء انظر: ( معرفة القراء الكبار ص31» تذكرة الحفاظ 49/1 وما بعدهاء الكاشف للذهبي 312/1 ).

25

ينشد الشعرء وإذا دخل رمضان لم ينشد بيتاً حتى ينقضيء وكان حسن الاختيار» غير متكلف. وكان من أهل السنة» وكان من أشراف العرب ووجوههم.

عرض القرءان بالمدينة على أبي جعفرء وغيره.ء وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمرا". ونصر بن عاصم'/2» والحسن» وغيرهم؛ وقرأ عليه خلق كثير» منهم: يحيى بن المبارك اليؤيدي غيزه4.وكانت حلقتة:متؤافرة:

قال سفيان بن عيينة: رأيت رسول الله يك في المنام» فقلت يا رسول الله: قد اختلفت علي القراءات» فبقراءة من تأمرني أن أقرأ ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

ولد أبو عمرو بمكة سنة ثمان وستين» ونشأ بالبصرة» وتوفي رحمه الله بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة. * راويا الإمام أبي عمرو البصري: أ - الدوري/7: هو حفص بن عمر بن عبد العزيزء بن صهبان بن عدل بن صهبان» ويقال: صهيب أبو عمر الدوريء الأزدي4. النحويء البغدادي. الضريرء وشيخ الإقراء في العراق في زمانه» ويقال: إنه أول من جمع القراءات وألفهاء وقصد من الآفاق» وازدحم عليه الحذاق لغلق سنده؛ وشنعة علمّه» قرأ بسائر الحروف السبغة: وبالشولا وجمع من ذلك شيا كثيراًء وكان ثقة ضابطاً كبيرأء وهو أول من جمع القراءات» ولقد روينا القراءات العشر عن طريقه» وعاش دهراء ذهب بصره في آخر عمره.ء وكنن ذا دين وخيرء قرأ على إسماعيل بن جعفر/”؛ والكسائي» واليزيدي؛ و مئليه!؛ وسمع الحروف من أبي بكرء توفي رحمه الله سنة ست وأربعين ومائتين على الصوابء والدور منسوب إليها الدوري حملة معروفة بالجانب الشرقي من بغداد.

(1) يحيى بن يعمر: القاضي أبو سليمان البصري العدوانيء الفقيه» قيل : إنه أول من نقط المصاحفء أخذ القراءة عرضاً عن أبي الأسود الدؤلي» قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء» توفي رحمه الله سنة مائة تقريباًء انظر: ( معرفة القراء الكبار ص37» تذكرة الحفاظ 60/1.: سير أعلام النبلاء للذهبي 441/4 ) .

(2) نصر بن عاصم الليثي» ويقال الدؤلي» البصريء النحوي» روى عنه القراءة أبو عمرو بن العلاء» وغيره؛ وقيل: إنه أول من نقط المصاحف ».وخمسهاء وعشرهاء توفي رحمه الله قبل سنة مائة» انظر: ( معرفة القراء الكبار ص40 ). (3) انظر : ( معرفة القراء الكبار ص 113 وما بعدهاء غاية النهاية 255/1» شذرات الذهب 111/2 ).

(4) الأزدي: هذه النسبة إلى أزد شنوءة بفتح الألف» وسكون الزايء» وكسر الدال المهملة؛ انظر : ( الأنساب 1) .

(5) إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاريء المدني» القارئ» أبو إسحاق؛ أخذ القراءة عرضاً عن شيبة بن نصاح» ثم عرض على نافع؛ وسليمان بن جمازء وعيسي بن وردانء» توفي رحمه الله ببغداد سنة ثمانين ومائة» انظر: ( معرفة القراء الكبار ص87»: شذرات الذهب 293/1 ).

(6) ليم بن عيسي بن سُليم بن عامرء أبو عيسيء المقرئ؛ صاحب حمزة الزيات» قرأ عليه خلف؛ وخلاد»ء وأبو عمر الدوري» وغيرهمء ولد سنة ثلاثين ومائة» وتوفي سنة ثمان وثمانين وماتة» انظر: ( معرفة القراء الكبار ص83 ).

26

ب - السوسي: هو أبو شعيب السوسي صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إيراهيم بن الجارود بن مَسرح الرّسّي/7» قرأ على اليزيدي» وكان من أجل أصحابه؛ وأكبرهم» ضابطا محرراء وتصدر للإقراءء توفي رحمه الله سنة إحدى وستين ومائتين» وقد قارب تسعين سنة. 4 - الإمام عبد الله بن عامر الشامي/: هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عمران» اليحصبي*» ثابت النسب إلى يحصب أحد حميّرء وحمير من قحطان» وبعضهم تكلم في نسبه» والصحيح أنه صريح النسبء أي: أن نسبه خالص من الرق» ومن ولادة العجم فهو من صميم العرب؛ عرض القراءة على أبي الدرداء» وقيل: على عثمان رضي الله عنه؛ وكان إماما كبيراء وتابعياً جليلاء وعالماً شهيراء أمَّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيزء وقبله» وبعدهء وكان يأتم به وهو أمير المؤمنين» وجمع بين الإمامة والقضاء ومشيخة الإقراء بدمشق» التي كانت إذ ذاك دار الخلافة» ومحط رحال العلماء والتابعين» فأجمع الناس على قراءته» وعلى ناقليها بالقبول» له حديث في صحيح مسلم» ولد سنة إحدى وعشرين تقريباًء وتوفي رحمه الله بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة. *راويا الإمام عبد الله بن عامر:

أ - هشام!": هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة: أبو الوليد السلميء الدمشقيء ويقال: الظفري©»» وكان فصيحاًء مفوهاًء عالم أهل دمشق» وخطيبهم» ومقرثئهم» ومحدثهم ومفتيهم؛ مع الثقة» والضبطء والعدالة» وقيل عنه: إنه صدوق كبير المحل؛ واسع الرواية: وقول في خطكة قؤلوا الدق يدرك العف سارل اسل الحسو )يحوي بكس إلا بالحقء وثقه ابن معين وغيره؛ توفي رحمه الله رحمة واسعة سنة خمس وأربعين ومائتين تقريباً.

ب - ابن ذكوان7: هو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان بن عمروء بن حنون بن سعد بن غالب بن فهر بن مالك بن النضرء أبو عمروء وأبو محمد القرشيء الفهريء الإمام

(1) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص115 » النشر 110/1 » شذرات الذهب 143/2 ).

(2) الرّستي: بفتح الراء وفي آخرها السين المشددة المهملة» هذه النسبة لبطن من السادة العلوية» منهم محمد بن إسماعيل الرّسّي العلويء انظر: ( الأنساب 66/3. معجم البلدان 66/3 ).

(3) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص46 وما بعدها » غاية النهاية 424/1»: شذرات الذهب 156/1 ).

(4) التخصبي: بفتح الياء» وسكون الحاء المهملة» وكسر الصاد المهملة» وقيل: بضم الصاد وهو أشهرء وكسر الباء؛ هذه النسبة إلى يحصبء, وهي قرية من قرى حمصء انظر: ( الأنساب للسمعاني682/5» غاية النهاية424/1 ).

(5) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص115 وما بعدهاء نذكرة الحفاظ 451/2» شذرات الذهب 109/2 ).

(6) الظفري: بفتح الظاء المعجمة» والفاء» وفي أخرها الراء المهملة» هذه النسبة إلى ( ظفر ) وهو بطن من الأنصارء وهو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوسء انظر: ( الأنساب 101/4 ).

(7) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص117 وما بعدهاء غاية النهاية 404/1» النشر 118/1 » شذرات الذهب 100/2 ).

2

البهراني!» مقرئ دمشقء وإمام الجامع؛ وانتهت إليه مشيخة الإقراء» وقيل: إن الكسائي قدم دمشق فقرأ عليه ابن ذكوان» ويستبعد الذهبي" ذلك؛ وقال: كان ابن ذكوان أقرأ من هشام بكثيرء وكان هشام أوسع علماً من ابن ذكوان بكثيرء وقيل: لم يكن في العراق؛ ولا الحجازء ولا الشام» ولا مصرء ولا خراسان في زمان ابن ذكوان أقرا منه» ولد سنة ثلاث وسبعين ومائة» وتوفي رحمه الله سنة اثنتين ومائتين على الصواب. 5 - الإمام عاصم الكوفي': هو أبو بكر عاصم بن أبي النَجُودا“الكوفي» الأسديا؟, الحناطء التابعي» وأمه بهدلة» أحد القراء السبعة المشهورينء والمشار إليه في القراءات؛: أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي/"؛ وزر بن حبيش7. وأخذ عنه أبو بكر بن عياش؛» وحفص بن تلويجا د و انو حمق :الثرة او :انقييت اركاش الإقراء والكوقة: وريكل لانن له للقرا نر كان أحسن الناس صونا بالقرءان» وكان حجة في القراءات» صدوقاً في الحديث؛ ونحوياء فصيحاء وقيل عنه: رجل صالح ثقة خيّرء كان يردد عند وفاته قول الله عز وجل: ٠«‏ ثُمَّ رْدُوا إلى الله موالاهم الحق ...4 (سزنة الإضان تن الأئة:وة ءا قرفي وحم اللدبكة شا ورين وماتكتة وقيل: سنة سبع وعشرين ومائة. * راويا الإمام عاصم: أ- أبو بكر شعبة بن عياش!: هو شعبة بن سالم الاسديء الكوفيء الإمام؛ أحد الأعلام» قرأ القرءان على عاصم.: وحديثه عن أبي هريرة» وغيره؛ وعمّر دهراء وكان سيداء إمامأء حجة» كثير العلم والعملء معروفاً بالصلاح: زاهداًء فاضلاًء له فقه

(1) البَعْراني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها النون» هذه النسبة إلى بهراء» وههي قبيلة قضاعة؛ نزلت أكثرها بلدة حمصء وهي مدينة بالشام » والمشهور بالنسبة إليها عبد الله بن دينار البهراني الشامي من أهل حمصء انظر: ( الأنساب 420/1 ).

(2) الذهبي: شمس الدين» أبو عبد الله» محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز بن عبد الله التركمانيء الفارقي الأصلء الدمشقيء الشافعي» توفي سنة ثمان وأربعين وسبعماتة» انظر: ( تذكرة الحفاظ 22/5 ).

(3) انظر: 0 القراء الكبار ص51 وما بعدهاء النشر126/1» شذرات الذهب175/1» وفيات الأعيان9/3 ). (4) النَجُود: ب بفتح النون» وضم الجيم» وقد غلط من ضم النون» انظر: ( غاية النهاية 346/1 ).

(5) الأسدي: بفتح الألف, والسين المهملة» وبعدها الدال المهملة» هذه النسبة إلى أسدء وهو اسم عدة من القبائل» منهم أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلابء انظر: ( 138/1 ).

(6) أبو عبد الرحمن السلمي: عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي» مقرئ الكوفه؛ وعالمهاء قرأ على عثمان» وعلي» وابن مسعودء تصدر للإقراء في خلافة عثمان» وقرأ عليه عاصمء توفي سنة ثلاث وسبعينء انظر: ( معرفة القراء الكبار ص27» سير أعلام النبلاء 267/4» الكاشف 79/2», تذكرة الحفاظ 47/1 ).

(7) زر بن حبيش: بن حباشة بن اوس الاسديء أبو مريم؛ ويقال أبو مطرف الكوفي» مخضرم., الإمام» القدوة» عاش مائة وعشرين سنة» توفي رحمه الله سنة اثنتين وثمانين تقريباًء انظر: ( تذكرة الحفاظ 46/1»: طبقات الحفاظ ص26 ). (8) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص80: تذكرة الحفاظ195/1» النشر 126/1» شذرات الذهب 334/1 ).

28

وعلم بالأخبارء قرأ عليه الكسائي وغيره» وروى عنه ابن المبارك؛ وأحمد بن حنبل» وغيرهما.

وثقه أحمد بن حنبل» وقال: ربما غلط؛ وكان صاحب قراءة وخيّرء وقال ابن المبارك: ما رأيث أحداً أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش» توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة. ب - حفص بن سليمان": بن المغيرة أبو عمر بن داوود الأسدي الكوفي» المقرئء الإمامء صاحب عاصم, وابن زوجته؛ ولد سنة تسعين» قرأ على عاصم مرارأء وكان أعلم الناس بقراءة عاصمء قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية حفصء وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياشء أقرأ الناس دهراء قال الذهبي رحمه الله: أما في القراءة فثقة ثبت ضابط» بخلاف حاله في الحديث» وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه» توفي رحمه الله سنة ثمانين ومائة. 6 - حمزة الزيّات/772: هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيلء الإمام أبو عمارة الكوفيء الزيتات» أحد القراء السبعة» أدرك من الصحابة بالسن؛» ولعله رأى بعضهمء. وقرأ القرءان عرضاً على الأعمشء» وطلحة بن مصرف. وغيرهماء وتصدر للإقراء مدة» وقرأ عليه عدد كثير» منهم الكسائي؛ وميم بن عيسى» وهما من أجل أصحابه؛ وكان إماماً حجة قيماً بكتاب الأواتمالن حافك الحديس:-يصوز ١‏ بالقر انض والغربية»غابد ا خاقساء قائذا ,لدة زعا ,

قال رحمه الله: ما قرأت حرفاً من كتاب الله إلا بأثرء ونظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب نظريء وقال له أبو حنيفة رحمه الله: شيئان غلبتنا عليهماء لسنا ننازعك عليهما: القرءان» والفرائضء وقال الذهبي: حديثه مخرج في صحيح مسلمء والسنن الأربعة» ولد سنة ثمانين» وتوفي رحمه الله سنة ست وخمسين ومائة. * راويا الإمام حمزة الزيات: أ - خلف البزّارا: هو خلف بن هشام بن ثعلب» وقيل: ابن طالب بن غرابء أو محمد

البغدادي» البزارء أحد الإعلام» وشيخ القراء» والمحدثين ببغداد» قرأ على سليم عن حمزةةء

(1) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص84 اء غاية النهاية 254/1» النشر 126/1» شذرات الذهب 293/1 ).

(2) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص66 غاية النهاية 261/1» النشر 133/1 » شذرات الذهب 240/1 ).

(3) الزيّات: بفتح الزايء وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتهاء وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقهاء وهذه النسبة إلى بيع الزيت ونقله من بلد إلى بلدء والمشهور بهذه النسبة حمزة الزيّات المقرئ؛ انظر: ( الأنساب 183/3 ). (4) طلحة بن مصرفء اليماني» الهمداني» الكوفي؛ كان يسمي سيد القراء» توفي كهلاً سنة اثنتي عشرة ومائة؛ انظر: ( شذرات الذهب 145/1 ).

(5) انظر: ( تاريخ بغداد 322/8» وفيات الأعيان 241/2» معرفة القراء الكبار ص 123 وما بعدهاء غاية النهاية 1 »© النشر 152/1» وما بعدهاء شذرات الذهب 67/2 ).

29

وسمع من مالك بن أنسء وله اختيار خالف فيه حمزة في أماكن» وكان عابداً صالحاًء كثير العام صاحب سنة» وكان مولده سنة خمسين ومائة» وحفظ القرءان وهو ابن عشر سنين» وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاثة عشر سنة.

قال ابن الجزري رحمه الله : تتبعت اختياره فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين في حرف واحدء بل ولا عن حمزة: والكسائيء وأبي بكر إلا في حرف واحدء وهو قوله تعالى: « وَحَرَامٌ عَلَى قَريّة أهلكناها أَنَهُمْ لَا يَررْجْعُونَ 4 (سورة الأنبياءء من الآية 95 قرأها كحفصء والجماعة بألف. 0 عنه: إسحاق وإدريسء» توفي رحمه الله سنة تسع وعشرين ومائتين. ب - خلاد!: هو خلاد بن خالد» وقيل: ابن عيسىء أبو عيسىء وقيل: أبو عبد الله الشوباني» مولاهم الصيرفي الكوفي الأحولء كان إماماً في القراءة» ثقة» عارفاًء محققاء مجوداء أستاذاء صاحب مئليم» قال الداني رحمه الله: هو أضبط أصحاب مئليم وأجلهم؛ وتتلمذ على يديهء توفي رحمه الله سنة عشرين ومائتين. 7- الإمام الكسائي!: هو أبو الحسن؛ علي بن حمزة بن عبد الله الاسدي مولاهم الكوفيء أحد الأعلام» ومن القراء السبعة المشهورين: كان إمامأ في القراءات» والنحوء واللغة.

روى عن أبي بكر بن عياش وحمزة الزيات» وغيرهماء وروى عنه الفراء» وأبو عبيد بن سلامء وغيرهما.

قال الذهبي رحمه الله: قرأ عليه أبو عمر الدوريء وأبو الحارث الليث» وغيرهماء وحدث عنه: خلف البزارء وأحمد بن حنبل» وغيرهم.

كان صاحب دعابة» وتعلم النحو على كبّرء وكان قاضي أهل زمانه» وله من التتصانيف: كتاب معاني القرءان؛ وكتاب القراءات؛» وكتاب النحوء. وكتاب الهجاء؛» توفي رحمه الله سنة تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال . * راويا الإمام الكسائي: أ - الدوري/3ا ب - أبو الحارث ( الليث ): هو الليث بن خالدء أبو الحارث الكبيرء البغداديء المقرئ» صاحب الكسائيء والمقدم من بين أصحابه» وقرأ عليه» قال الحافظ أبو عمرو: كان من جلة أصحاب الكسائيء وقال: وقد غلط من نسبه فقال: الليث بن خالد المروزي. وذاك رجل آخر

انظر : ( معرفة القراء الكبار ص124» والنشر 133/1» شذرات الذهب 47/2 ).

انظر: ( تاريخ بغداد 322/8» معرفة القراء الكبار ص72» النشر 138/1» شذرات الذهب 321/1 ). سبقت ترجمته؛ انظر: ( ص26 من البحث ).

انظر: ( معرفة القراء الكبار ص124» النشر 138/1» شذرات الذهب 95/2 ).

30

من أصحاب الحديثء وكان أبو الحارث ثقة قيّماً بالقراءة ضابطا لها محققاء ومن أعيان أهل الأداء ببغداد» توفي رحمه الله سنة أربعين ومائتين. ثانياً: القراء الثلاثة المتممون للعشرء ورواتهم: 1 - الإمام أبو جعفرا": هو يزيد بن القعقاع, المدني» القارئ» تابعي مشهور كبير القدرء أحد القراء العشرة» كان ثقة» محدثاً رفيع الذكرء وقال غير واحد: إنه قرأ القرءان على أبي هريرة؛ وابن عباس رضي الله عنهماء عن قراءتهما على أبيَ بن كعب»؛ وصلى بابن عمرء وقيل: إنه قرأ على زيد بن ثابتء» وقال الذهبي: لم يصح ذلكء قرأ عليه نافع بن أبي نعيمء وسليمان بن مسلم بن جمّازء وعيسى بن وردان الحذاء» وغيرهمء وانتهت إليه رئاسة الإقراء في المدينة» وكان أفضل أهل زمانه؛» رؤي بعد موته على ظهر الكعبة» وهو يخبر أنه من الشهداء الكرام.

قال الإمام مالك رحمه الله: كان أبو جعفر رجلاً صالحاًء وروينا عن نافع أنه قال: لما عبن الى حتقد انيد و شافة لعل | مويق لحر أت فون سوال تور ةلصو قال 3نم لتك أحة من متو أتشكون القزطاة ور آبقة في القداء ايد -زقاته على ضيورةفيدة :قا يندد أصحابيء وكل من قرأ قراءتيء أن الله قد غفر لهمء وأجاب فيهم دعوتيء» توفي رحمه الله سنة عشرين ومائة تقريبا. * راويا الإمام أبي جعفر: أ - ابن وردان22 محققاًء من قدماء أصحاب نافع» قرأ على أبي جعفر» وشيبة بن نصاحء ثم عرض على نافع بن أبي نعيم» روى عنه القراءة عرضاً إسماعيل بن جعفر المدني» وقالون» وغيرهماء توفي رحمه الله في حدود سنة ستين ومائة.

ب - ابن جمّازا: هو سليمان بن محمد بن مسلم بن جِمّازء قرأ القرءان على أبي جعفر يزيد بن القعقاع» وروى عنه إسماعيل بن جعفر وغيره؛ وكان مقرئًء جليلاء ضابطاًء نبيلاء

: هو عيسى بن وردان الحذاىء أبو الحارث» المدني» القارئ» وكان فايطا

مقصوداً في قراءة أبي جعفرء ونافع » وروى القراءة عرضاً عنهماء توفي رحمه الله سنة سبعين وماثة.

2 - الإمام يعقوب البصري»: هو يعقوب بن إسحاق بن يزيد بن عبد الله

معرفة القراء الكبار ص40»: وما بعدهاء غاية النهاية 382/2» النشر 143/1»: شذرات الذهب 176/1 ). معرفة القراء الكبار ص66. النشر 143/1 ).

الجرح والتعديل لأبي حاتم الرازي 142/4» النشر 143/1 ).

معرفة القراء الكبار ص94ء غاية النهاية 386/2» النشر149/1» شذرات الذهب 14/2 ).

سينا ضيه احكه اليه

31

ابن أبي إسحاق!: أبو محمد الحضرميء البصريء الإمام» أحد القراء العشرةء قارئ أهل البصرة في عصره.؛ سمع من حمزة الزيّات» وقرأ عليه روح» ورويسء وغيرهماء وكان أعلم الناس بالحروفء والاختلاف في القرءان» وعلله ومذاهبه» ومذاهب النحو؛ وكان إمام أههل البصرة بالجامع؛ ولا يلحن في كلامه؛ وعالماً بالعربية ووجوههاء تصدر للإقراء» وَأَتَمَ به في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو فأكثرهم على مذهبه» وقيل: إن أئمة الجامع بالبصرة على قراءة يعقوب إلى هذا الوقت» وحمل عنه خلق كثير» وله في القراءة رواية مشهورة ثامنة على قراءة السبعة» توفي رحمه الله سنة خمس ومائتين» وله ثمان وثمانون سنة.

* راويا الإمام يعقوب البصري:

أ- رويس7: محمد بن المتوكل؛ أبو عبد الله اللؤلئي» المقرئ» قرأ على يعقوبء؛. وتصدر للإقراءء وكان إماماً في القراءة يّمأ بهاء ماهراء ضابطاء مشهوراء حاذقاء قال الداتي: هو من أحد من أصحاب يعقوب» توفي رحمه الله بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

ب - روح: هو روح بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم أبو الحسن البصريء المقرئ؛ صاحب يعقوب الحضرميء وكان متقننا مجوداًء ثفة» وقيل فيه: إنه صدوقء قال الداني رحمه الله: قرأ على يعقوب الحضرميء وروى عنه البخاري في صحيحة, توفي رحمه الله بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

3 - الإمام خلف البزارا")

* راويا الإمام خلف البزار:

أ - إسحاق'" : إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله المروزيء شم البغداديء الوراق» وكنيته أبو يعقوب؛ وكان ثقة؛ قيماً بالقراءة ضابطاً لها منفرداً برواية اختيار خلف لا يمرف غيره» توفي رحمه الله سنة ست وثمانين ومائتين.

ب - إدريس©: هو إدريس بن عبد الكريم الحدادء المقرئ؛ أبو الحسن البغدادي؛ قرأ على خلف البزارء وروى عن أحمد بن حنبل» ويحيى بن معينء» وطائفة» أقرأ الناس» ورحل إليه من البلاد؛ لإتقانه وعلو سنده» حدث عنه ابن مجاهد وغيره؛ قيل عنه: إنه ثقة» وفوق الثقفة

(1) ابن أبي إسحق: هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرميء البصريء توفي سنة تسع وعشرين ومائة» انظر: ( الغاية ص10 ).

(2) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص126 وما بعدهاء النشر 149/1 ).

(3) انظر: ( التاريخ الكبير للبخاري 310/3» الكاشف 313/1» معرفة القراء الكبار ص126 وما بعدهاء غاية النهاية 1», النشر 149/1» تهذيب التهذيب لابن حجر 263/3 ).

(4) سبقت ترجمته؛. انظر: ( ص29 من البحث ).

(5)انظر: ( النشر 153/1 ).

(6) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص145» النشر 134/1» شذرات الذهب 211/2 ).

32

بدرجة: تصدر للإقراء والعلم: وكان إماماء ضابطاء متقنناء وى عن خلف روايته واخثياره: توفي رحمه الله سنة اثنتين وتسعين وماتتين» وله ثلاث وتسعون سنة. ثالثا : القراء الأربعة بعد العشرة: اتسين البضر 001 :من لو سكيد الحبيق ابن :أي الس يسار اليكتفيريئ» الإمنناء» ويخ الإسلام» يقال: مولى زيد بن ثابت» وقيل: غير ذلكء؛ كان من سادات التابعين وكبرائهم» نشأ بالمدينة» وحفظ كتاب الله تعالى في خلافة عثمان.

كان جامعاء عالماء رفيعاء ثقة» حجة» مأموناء عابداء ناسكأء كثير العلم» فصيحأء جميلاًء وسيمآء توفي رحمه الله سنة عشر ومائة» وله ثمان وثمانون سنة. 2 - اليزيدي: هو يحيى بن المبارك اليزيدي؛ الإمام أبو محمد البصريء النحوي؛ المقرئء جود القرءان على أبي عمروء وحدّث عنه» قرأ عليه الدوري والسوسيء وغيرهماء وله اختيار خالف فيه أبا عمرو في أماكن كثيرة» وكان ثفة» علامة» فصيحاًء بارعاً في اللغات والآداب؛ أخذ عن الخليل”' وغيره؛ وكان يجلس هو والكسائي في مجلس واحد. ويُقرآن الناسء» توفي رحمه اللداسئة أثنتين ومائتين: 3 - الأعمش“: أبو محمد بن مهران الأسديء الكوفيء الكاهليء الإمام» شيخ المقرئين والمحدثين» الحافظء الثقة الثبت» أصله من أعمال الريء قرأ القرءان على يحيى بن وثاب"5, وورد أيضاً أنه قرأ على زر بن حبيشء» وعرض القرءان على أبي العالية الرياحي» ومجاهد وعاصم. ابن بهدلة» وأقرأ الناس» ونشر العلم دهراً طويلاء ويقال: ختم القرءان على ثلاثئة أنفس» وقرأ عليه حمزة الزيات وغيره» وقيل: عنه بقي قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى» وكان صاحب سنة؛ ولد سنة إحدى وستين» وتوفي رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة

(1) انظر: ( وفيات الأعيان 69/2. تذكرة الحفاظ 57/1» حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصفهاني 2 ).

(2) انظر: ( معرفة القراء الكبار ص90 وما بعدهاء شذرات الذهب 4/2 ).

(3) هو: الخليل بن أحمد أبو عبد الرحمن الفراهيديء أستاذ سيبوية؛ له من المؤلفات: كتاب العين؛ والعروض وغيرهماء توفي نحو خمس وسبعين ومائة» انظر: ( تهذيب الكمال للمزي 8/ 326: شذرات الذهب 275/1 ).

(4) انظر: ( الجرح والتعديل 146/4» تذكرة الحفاظ 116/1»: سير أعلام النبلاء للذهبي 226/6» معرفة القراء الكبار ص54 وما بعدهاء طبقات الحفاظ للسيوطي ص74», شذرات الذهب 220/1 ).

(5) يحيى بن وثابء الاسديء الكوفيء الكاهليء التابعي. مقرئ أهل الكوفة في زمانه» الإمامء الفقيه» توفي رحمه الله سنة ثلاث ومائة» وقيل: غير ذلكء انظر: ( معرفة القراء الكبار ص133»: شذرات الذهب 125/1 ).

33

4 -ابن محيصن": هو محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي!. مولاهم المكيء» ومنهم

من سماه محمد بن عبد الله بن محيصنء قارئ أهل مكة بعد ابن كثيرء وقيل: قارئ أهل مكة مع ابن كثير وحميد الأعرج» وله رواية شاذة » وهو ثقة في الحديث؛» واحتج به مسلم؛ وقرأ على سعيد بن جبيرء ومجاهدء وغيرهماء وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء» وغيره» توفي رحمه الوفكة لقف و عشوين وماد بيقة

ا »ا »اا »ا »ا كا »ا كا ا »ا كا 6لا لا

(1) انظر : ( معرفة القراء الكبار ص55 وما بعدهاء شذرات الذهب 162/1 ).

(2) السّهمي: بفتح السين المهملة» وسكون الهاءء وفي آخرها الميم» وهذه النسبة إلى سَهّم؛ وهو سهمان» سهم جمح. وهما أخوان أبناء عمرو بن هصيص بن كعب لؤي انظر: ( الأنساب 343/3 ).

(3) هو حميد بن قيس الأعرجء أبو صفوان المكي القارئ» قرأ القرءان على مجاهد ثلاث مرات» وروى عن مجاهد وغيره» توفي رحمه الله سنة ثلاثين ومائة» انظر: ( معرفة القراء الكبار ص56 ).

34

الفصل الأول الإمام الشوكاني. وحياته العلمية وفيه مبحثان: المبحث الأول: الشوكانيء وعقيدته: ومذهبه وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: اسمه؛. ونسبه. المطلب الثاني: مولده. ونشأته. ووفاته. المطلب الثالث: عقيدته ومذهبه. المبحث الثاني: حياة الشوكاني العلمية وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: طلبه للعلم. المطلب الثاني: كلام العلماء فيه. المطلب الثالث: شيوخه. وتلاميذه. المطلب الرابع: آثاره العلمية» ومصنفاته.

الفصل الأول الإمام الشوكاني. وحياته العلمية المبحث الأول الإمام الشوكاني. وعقيدته. ومذهبه المطلب الأول: اسمه؛ ونسبه: أولاً: اسمه: هو محمد بن علي بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إيراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزقء ينتهي إلى خَيّشنة بخاء معجمة مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة فشين معجمة مفتوحة فنون فهاءء ابن زباد بالمعجمة ثم موحدة وبعد الألف مهملة» ابن قاسم بن مرهبة الأكبر بن مالك بن ربيعة بن الدّعام!» الشوكاني/2. ثم الصنعاني!2. ثانياً: نسبه: ينتهي نسب الشوكاني إلى أحد زعماء اليمن في عهد الإمام الهادي إلى الحق: يحيى بن الحسين بن القاسم الرسّيء. ويسمى: الدّعام» وأشار الشوكاني إلى أن الهادي ذكرّه في إحدى خطبه على أنه من أحد أنصاره الذين أعانوا على قدومه إلى اليمن» ثم يتتبع هذا النسب في مظانه المختلفة حتى يصل به إلى يرحبء ثم إلى بكيل؛ ثم أخيراً إلى آدم عليه السلام» وتنسب الأسرة إلى هجرة شوكان» قرية من قرى السحامية»؛ إحدى قبائل خولان» وهي لا تبعد كثيراً عن صنعاء شرقاء وكان الشوكاني دقيقاً حين حدد هذه النسبة فقال: إنها ليست حقيقية؛ لأنها وطن والده ووطن سلفه وقرابته» وهو مكان عدني جنوبي شوكان بينه وبينها جبل كبيرء والنسب الذي اعتز به الشوكاني هو انتسابه إلى هجرة شوكان» وهذه الهجرة معمورة بأهل

(1) انظر: ( البدر الطالع للشوكاني 478/1» ديوان الشوكاني ص14» ونيل الأوطار للشوكاني ص5 ).

(2) الشوكاني نسبة إلى هجرة شوكانء بالفتح ثم السكون وكاف وبعد الألف نونء قرية بينها وبين صنعاء دون مسافة يوم» وهى نسبة والده» وهي قرية باليمن من ناحية ذمارء وقيل : شوكان بليدة من ناحية خابران بين سرخس. وابيورد» انظر: ( معجم البلدان لياقوت الحموي 423/3 ).

(3) الصنعاني: بفتح الصاد المهملة» وسكون النون» وفتح العين المهملة» والنون بعد الألفء هذه النسبة إلى صنعاء عاصمة اليمن» وهي اسم لموضعين: إحداهما بلدة باليمن قديمة معروفة باليمن» وهي العظمى» وأخرى قرية بالغوطة من دمشقء والمراد هنا صنعاء اليمن» وهي قصبة اليمن» وأحسن بلادهاء وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلاً» والنسبة إليها صنعاني» انظر: ( الأنساب للسمعاني 556/3: معجم البلدان 484/3 ).

(4) خولان: بفتح أوله» وتسكين ثانيه» وآخره نون» مخلاف من مخاليف اليمن منسوب إلى خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأء وقيل خَولانُ قرية كانت بقرب دمشق خربت بها قبر أبي مسلم الخولانيء وبها آثار باقية» انظر: ( معجم البلدان 193/2 ).

36

الفضل» ولضلاح؛ والدين من قديم الأزمان» لا يخلو من وجود عالم منهم في كل زمنء ولكنه يكون تارة في بعض البطون» وتارة في بطن أخرىء؛ ويتضح من ذلك أن الشوكاني رحمه الله بلغ القمة عندما انتسب إلى مجتمع هذه صفته» وقد ارتفع بنسبه إلى مستوى يدفع الغافلين إلى أن يفتحوا أعينهم إلى الأصالة التي يجب أن تقدرء فلم تبخل الهجرة من علماء أجلاء؛ وقضاة زعماء أمناء على دين الناس ووطنيتهم!". المطلب الثاني: مولده. ونشأته. ووفاته: أولاً: مولده:

ولد حسبما وجد بخط والده في وسط نهار يوم الإثنين الثامن والعشرين من شهرذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف بهجرة شوكانء حينما خرج أبواه أيام الخريف في رحلة إلى موطنهما الأصليء وقد كانت الأسرة استوطنت صنعاء من قبل/2.

نشأ الشوكاني بمدينة صنعاءء إحدى العواصم العربية» وقلعة يهفو إليها طلاب العلمء وكيف لا تكون كذلك وهي موطن الملوكء ومملكة بلقيسء الملكة المحنكة» والسياسية البارعة» على هذه الأرض الطيبة» وبين الحدائق والبساتين الفيحاء» والخضرة اليانعة الممتدة أمام البصرء ولم يذكر لنا الشوكاني شيئاً عن طفولته» ولكن من المؤكد أنه أعد منذ الصغرء ولم تنعم طفولته كثيراً باللهو واللعب» ولكنها كانت طفولة جادة متقتعة؛ فعرف الطريق إلى المسجد مبكرأ؛ ليجلس مع لذاته وأترابه في مسجد صنعاء الجامع؛ يقرأ القرءان؛ ويرتله: ويستظهره على مشايخه» ولم يمض وقت طويل من عمر الطفل حتى حفظ القرعان الكريمء» ونشأء وترعرع في ظل والده الصالح الفاضل الذي كان مدرسته الأولى/2. ثالثاً: وفاته:

توفي رحمه الله في شهر جْمَادَى الآخرة سنة خمسين ومائتين وألف. عن ست وسبعين سنة» ودفن بصنعاءء تغمده الله برحمته» وأسكنه فسيح جناته بمقدار ما قدم من علم وفضل للإسلام والمسلمين!*. المطلب الثالث: عقيدته ومذهبه:

الشوكاني رحمه الله كان زيديء ثم أصبح مجتهداًء سلفي العقيدة» وهذا مستغرب من رجل

البدر الطالع 478/1 وما بعدهاء ديوان الشوكاني ص14 ٠‏ السيل الجرار للشوكاني 13/1 ).

البدر الطالع 214/2 وما بعدهاء السيل الجرار 14/1» نيل الأوطارص5» ديوان الشوكاني ص15 ). السيل الجرار 14/1» نيل الأوطار ص5» ديوان الشوكاني ص15 ).

نيل الأوطار ص13.» ديوان الشوكاني ص35» تفسير فتح القدير 23/1 ).

د

37

يمني» تلقي العلم على شيوخ الزيدية! في اليمن» والذي يخفف من هذا الاستغراب أن الرجل كان يتميز بفكر ثاقب متحررء لدرجة أنه في وقت التلمذة كان يخالف شيخه أحياناً؛ لأنه خرج عن نطاق التأثر بالبيئة اليمنية المحيطة به في زمانه؛ إلى التلقي العلمي من مصنففات الأئمة ومن ذلك يتضح أن الشوكاني يشكل موجة قوية خارقة معاكسة لتيار عصره الجامد المليء بالبدع» المتحلل من تعاليم الإسلام» فلم يكن ابن عصره المساير لتياره؛» بل كان رد فعل عنيف لمناخه» وحث على الاجتهاد وترك التقليد.

وحدد رحمه الله المقصود من الاجتهاد في إطار البحث عن الدليل» فهو إمام سلفي يتمسك بظاهر النص في الجملة» وهو من أكثر العلماء تشدداً في ذلك؛ ونكاد نلمس هذ الإلتزام بظاهر النص في بعض المسائل التي ينفرد بها عمن سبقه من علماء الإسلام» حتى المُتظهّرين منهد!ة).

ومما يؤيد أنه سلفي العقيدة كتابه الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية يء والتني منها: رسالة التحف في مذهب السلف. حيث إنه قال فيها: " وبالجملة فإطالة ذيول الكلام في مثل هذا المقام» إضاعة للأوقات» واشتغال بحكاية الخرافات المبكيات لا المضحكات» وليس مقصودنا ههنا إلا إرشاد السائل إلى أن المذهب الحق في الصفاتء هو إمرارها على ظاهرها من غير تأويل ولا تحريف ولا تكلف ولا تعسف ولا جبر ولاتشبيه ولا تعطيل» وإن ذلك هو مذهب السلف الصالح من الصحابة» والتابعين» وتابعيهم "/5.

من خلال قول الشوكاني السابق يتضح أنه سلفي العقيدة» وهذا ما لاحظته في تفسيره؛ فعند تفسير آيات صفات الله عز وجل نجد أنه يثبتها على مذهب السلف الصالحء»

ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... ثم استوى على اعرش ... 4 ( سورة الأعراف. من الآية

الكبار أنفسهم » كالشافعي الذي يبدي إعجابه فيه» وابن حزه !2 وابن قيمية!” از حمهد الله ديا :

(1) الزيدية: إحدى فرق الشيعة؛» وهي تنسب إلى الإمام زيد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالبء انظر: ( الفرق بين الفرق» عبد القادر الإسفراييني ص22 وما بعدهاء الملل والنحل لأبي الفتح الشهرستاني 155/1: تاريخ الفرق الإسلامية» علي مصطفى القرابي ص 289 ).

(2) ابن حزم: أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية:» الفارسي الأصلء الأمويء اليزيديء القرطبيء, الظاهريء الإمام» العلامة» الحافظء الفقيه» المجتهد» صاحب التصانيفء ولد سنة أربع وثمانين وثلاث مائة» وتوفي سنة سبع وخمسين وأربع مائة» انظر: ( تذكرة الحفاظ 227/3 وما بعدها ).

(3) ابن تيمية: سيف الإسلام» تقي الدين» أبو العباس» أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام» بن عبد الله بن تيمية الحراني» الحنبلي» بل المجتهد المطلق» ولد سنة إحدى وستين وستمائة» وتوفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة» انظر: ( العبر 84/4 » شذرات الذهب 80/6 ).

(4) انظر: ( تفسير فتح القدير 14/1 وما بعدهاء السيل الجرار 29/1 ).

(5) الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية يك للشوكاني - رسالة التحف في مذاهب السلف ص8.

38

4 قال رحمه الله: "... قد اختلفت العلماء في معنى هذا على أربعة عشر قولأء وأحقها وأولاها بالصواب مذهب السلف الصالح. أنه استوى سبحانه عليه بلا كيف؛ بل على الوجه الذي يليق به مع تنزهه عما لا يجوز عليه../".

وقال أيضا: " فالسلامة والنجاة في إمرار ذلك على الظاهرء والإذزعان والكون على مانطق به الكتاب والسنة من دون تكييفء. ولا تكلف» ولا قيل وقال» ولا قصور في شيء من المقال» فمن جاوز هذا المقدار بإفراط أو تفريط فهو غير مقتد بالسلفء ولا واقف في طريق النجاة» ولا معتصم عن الخطأء ولا سالك في طريق السلامة والاستقامة "/2.

وعند تفسيره لقوله تعالى: ١‏ وَإِذ فَلنمْ ا مُوسَى لن نُؤمن لك حَتَى ترى الله جهفرة فَأَحَدَتَكُم الصّاعقة وأَنتم تر وا 4 (سورة البقرة» الآية 55 قال رحمه الله: " وقد ذهبت المعتزلة!اومن تابعهم إلى إنكار الرؤية في الدنيا والآخرة» وذهب من عداهم إلى جوازها في الدنيا والآخرة» ووقوعها في الآخرة؛ وقد تواترت الأحاديث الصحيحة بأن العباد يرون ربهم في الآخرة» وهي قطعية الدلالة لا ينبغي لمنصف أن يتمسك في مقابلها بتلك القواعد الكلامية التي جاء بها قدماء المعتزلة» وزعموا أن العقل قد حكم بهاء وهي دعوى مبنية على شفا جرف هارء وقواعد لا يغتر بها إلا من لم يحظ من العلم النافع بنصيب../0.

وحينما وصلت عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية إلى اليمن كان لها أثر بالغ في إظهار مذهب أهل السنة والجماعة» وقد تأثر بها الشوكاني رحمه الله » بل ودافع عنها في كتابه البدر الطالع» حيث إنه ذكر أنه لا يشك في الإمام سعود ومعتقده» ويرد على من يزعم أنه من الخوارج رداً قوياً يظهر دفاعه عنه وعن عقيدته؛ فقال: " وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقاد الخوارج» وما أظن ذلك صحيحا؛ فإن صاحب نجد وجميع أتباعه يعملون بما تعلموه من الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله» وكان حنبلياًء ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة» فعاد إلى نجد.ء وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة؛ كابن تيمية

وابق القيم و أصير انيماء سامخ أثنة الدلين على «عتقدي الأموراك؛ وقد رايعفة كانا نين

(1) تفسير فتح القدير 269/2 .

(2) الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية يةِ للشوكاني - رسالة التحف في مذاهب السلف ص12.

(3) المعتزلة: نسبة إلى واصل بن عطاء ( العزال ) » قال أنا لا أقول إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً ولا كافر» ثم قام» واعتزل الحسن البصريء فقال الحسن: اعتزل عنا واصل بن عطاءء فسمي هو وأصحابه معتزلة» انظر: ( التحفة المهدية قر الؤسالة التديرية قال بخ مهدي آل مودي ه523 :فارية الفرى الاشلكنية صل 83 ):

(4) من هذه الأحاديث قوله 26 : ( إِنَكُمْ سرون ربَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا الْقَمَرَ لا نَضَامُونَ في رؤيته فَإِن استَطَعتُمْ أن لا تَعنَبُوا عَلَى صلاة قَبْلَ طلُوع الشمس وقَبْل غرُوبها فَافْعَلُوا انظر: ( صحيح البخاري 184/1: ح554, ك: مواقيت ناكف فصر مياه الحميق 1 ا

(5) تفسير فتح القدير 133/1 .

39

صاحب نجد الذي هو الآن صاحب تلك الجهات؛ أجاب به على بعض أهل العلم» وقد كاتبه ومتألفييا نهنا يعتق قر ارت حوانة تكدلا على امتكان يصيزة عوافق » الككانت و البنية انا

وأثنى رحمه الله على رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى أهل اليمن» فقال: كلها في الإرشاد إلى إخلاص كلمة التوحيدء والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور» وهي رسائل جيدة؛ مشحونة بأدلة الكتاب والسنة» وتتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء وغيرهمء والتي فيها مسائل متعلقة بأصول الدين» وبجماعة من الصحابة» فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة» وقد هدم عليهم جميع ما بنوه» وأبطل جميع مادونوه؛ لأنهم مقصرون متعصبون» فصار ما فعلوه خزياً عليهم!©.

وليس ذلك فحسبء, بل حث على ضرورة إخلاص التوحيد لله عز وجلء وله رسالة في ذلك» وهي: الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيدا.

وأخبرنا الشوكاني رحمه الله عن نفسه أنه على عقيدة السلفء فقال في رسالة التحف في مذاهب السلف: " وها أنا أخبرك عن نفسيء وأوضح لك ما وقعت فيه في أمسيء فإني في أيام الطلب وعنفوان الشباب شغلت بهذا العلم الذي سموه تارة علم الكلام» وتارة علم التوحيدء وتارة علم أصول الدين» وأكببت على مؤلفات الطوائف المختلفة منهم» ورمت الرجوع بفائدة» فلم أظفر من ذلك بغير الخيبة والحيرة» وكان ذلك سبباً من الأسباب التي حببت إليّ مذهب السلف؛ على أني كنت قبل ذلك عليه؛ ولكن أردت أن أزداد منه بصيرة» وبه شغفاً.. "4.

ومما سبق يتبين بلا أدنى ريب أن الشوكاني سلفي العقيدةء وسار على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.

ولو أننا تتبعنا آيات العقيدة في تفسيره؛ لوجدنا أنه يفسرها على عقيدة أهل السنة والجماعة إلا في مواضع يسيرة جد لا تكاد تذكرء فيها تأويل بعض صضفات الله عن وجل على خلاف الظاهرء وعلى خلاف منهج السلفء ولعل ذلك بدون قصدء وهذه بعض الأمثلة على ذلك من تفسيره: فعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... غير المَغضوب عَلَيِهِمْ ... 4 ( سورة الفاتحةة من الآية7)؛ ' ومعنى الغضب في صفة الله: إرادة العقوبة ..1, وذكر قول الزمخشري في الكشاف: " هو إرادة الانتقام من العصاة» وإنزال العقوبة بهم؛ وأن يفعل بهم ما يفعله

قال رحمه الله '

(1) البدر الطالع 6/2 - 7 .

(2) انظر : ( المرجع السابق 7/2 ) .

(3) انظر: ( الرسائل السلفية للشوكاني - كتاب الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ) . (4) الرسائل السلفية للشوكاني - رسالة التحف في مذاهب السلف ص10 .

(5) تفسير فتح القدير 48/1 .

40

الملك إذا غضب على من تحت يده "(13,

وهذا تأويل نقله الشوكاني رحمه الله عن الزمخشريء وهو مخالف لما عليه سلف الأمة الذين يثبتون لله عز وجل صفة الغضب كما يليق بجلاله تبارك وتعالى؛ لأنه سبحانه أثبتها

وعند تفسير قوله تعالى: « قل إن كنتُمْ تُحبُونَ الله فَانَبعُوني يُحَببِكمْ الله ويغفر لَكُم ذُنُوبَكمْ وَاللَهُ غَفُورٌ رّحيمٌ 4 ( سورة آل عمرانء الآية 31 قال رحمه الله: " ... ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران"/2.

فالشوكاني رحمه الله يفسّر صفة المحبة لله عز وجل بالإنعام عليهم والغفران» وهذا تأويل كذلك؛ والسلف يثبتون لله عز وجل صفة المحبة كما يليق بجلاله؛ لأنه تعالى أثبتها لنفسه في كتابه,

وعند تفسير قوله تعالى:8 ...فَِنَ الله لآ يُحبُ الكافرين 4 (سورة آل عمران» من الآية 32 )»قال رحمه الله: " نفي المحبة كناية عن البغض والسخط "01.

وهذا تأويل أيضاً؛ لأن الآية ليس فيها كناية» ولعله قصد أن الله تعالى إذا لم يحبهم يلزم من ذلك أنه يبغضهم ويسخطهمء والسلف يثبتون صفة المحبة لله تبارك وتعالى كما يليق بجلاله من غير تأويل» ولا تعطيل؛ ولا تمثيل» ولا تكييف؛ لأن الله تبارك وتعالى أثبتها لنفسه في كتابه.

وعند تفسير قوله تعالى:8 ... كل شئْء هالك إلا وجهة لَهُ الْحْكُمْ وَإِليْه تُرْجَعُونَ » سورة القصصء من الآية 88 قال رحمه الله: " أي: إلا ذاته "!4),

إذا كان يقصد تأويل صفة الوجه بالذات» فهذا تعطيل ظاهر؛ لأن صفة الوجه من صفات الله التي تليق به تعالى» ولاشك أن صفة الوجه تستلزم الذات.

رأينا مما سبق أن الشوكاني وقع في تأويل اليسير جد من صفات الله عز وجل» وخالف بذلك السلف الذين يثبتون ما أثبته الله تعالى لنفسه من الصفاتء أو جاءت على لسان نبيه يلك قال ابن تيمية رحمه الله؛ " ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيزء» وبما وصفه به رسوله محمد يِه من غير تحريف ولا تعطيل» ومن غير تكييف ولا تمثيل "51,

والصحيح أن الشوكاني رحمه الله كان رجاعاً إلى الحقء بعيداً عن التعصبء

(1) تفسير فتح القدير 48/1» الكشاف 1/ 59.

(2) تفسير فتح القدير 452/1.

(3) المرجع السابق 452/1.

(4) المرجع السابق 226/4.

(5) شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية» شرح محمد العثيمين ص72/1.

41

فهذا اجتهاده» وإن كان قد جانب الصواب بدون قصد في مواضع لا تكاد تذكر بالنسبة للمواضع التي أحسن فيهاء ونسأل الله عز وجل أن يغفرها له.

ولا ننسى فضله وسعة علمه وخدماته الجليلة التي قدمها للإسلام والمسلمين في مجال نشر العلم الشرعيء وليس ذلك فحسبء وإنما كان يصدع بالحقء ولا يخاف في الله لومة لائمء ويقضي بين الناس بما أنزل الله.

والصحيح أنه لم يقصد أبداً تأويل صفات الله عز وجلء وهذا ما أثبته صراحة في آخر رسالته التحف في مذاهب السلفء, فقال عند كلامه عن صفة المعية ما نصه: " ... هكذا جاء القرءان أن الله سبحانه مع هؤلاءء ولا نتكلف تأويل ذلك كما يتكلف غيرنا بأن المراد بهذا الكون» وهذه المعية هو كون العلم ومعيته» فإن هذا شعبة من شعب التأويل تخالف مذاهب السلف, وتباين ما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهمء وإذا انتهيت إلى السلامة في مداك فلا تجاوزه ...» وقد هلك المتنطعونء ولا يهلك على الله إلا هالك .."20,

يتبين لنا من خلال كلامه أنه يرفض تأويل صفات الله عز وجل؛ ويدعو إلى الالتزام بمذهب السلف الصالحء وعدم التنطع في الدين؛ لأن في ذلك السلامة» وهذا يوضح بدون منازع أنه على مذهبهم. موقف الشوكاني من المعتزلة:

معلوم أن صلة الزيدية» والمعتزلة واضحة» وتلتقي مع المعتزلة في كثير من المواطنء» فالعلاقة بين فكر الاعتزال وفكر الزيدية حميمة قديمة» ومع أن نشأة الشوكاني كانت زيدية إلا أنه لم يتأثر بفكر الاعتزال؛ بل ناقشه» وناظره؛ ورد عليه» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... ونوذوأ أن تلكمُ الْجِنَهُ أُورثَتمُوهَا بمَا نتم تَعْمَلُونَ 4 (سورة الأعراف. من الآية 43 قال رحمه الله: " أي: وقع النداء لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحاتء فقيل لهم: تلكم الجنة التي أورثتموها: أي ورثتم منازلها بعملكم» ثم قال: قال في الكشاف: بسبب أعمالكم لا بالتفضل كما تقوله المبطلة/» ويرد الشوكاني على الزمخشري”ارحمهما الل بقوله: يا مسكين هذا قاله رسول الله 4 فيما صح عنه: ( سَدَدُوا وَقَارِبُوا وَاعَنَموا أَنّه نن يَدْخْلَ أَحَدْ الْجَنّةَ بعملهء قَالوا: ولا أنت يَا رول الله قال: ولا أنا إلا أن

(1) انظر: ( الرسائل السلفية للشوكاني - رسالة التحف في مذاهب السلف ص12 ).

(2) يقصد الزمخشري بقوله المبطلة: أهل السنة» انظر: ( الكشاف 101/2 ).

(3) الزمخشري: محمود بن عمر بن أحمدء أبو القاسم الزمخشري الخوارزميء اللغويء المعتزلي» المفسرء لقبه جار الله؛ لأنه جاور بمكة زمانء توفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة؛ انظر: ( طبقات المفسرين للداوودي 314/2).

0102

يَتَعَمَدَنيَ الله برَحمته )'» والتصريح بسبب لا يستلزم نفي سبب آخرء ولولا التفضل من الله سبحانه وتعالى على العامل بإقداره على العمل لم يكن عمل أصلاً فلو لم يكن التفضل إلا بهذا الإقدار؛ لكان القائلون به محقة لا مبطلة» وفي التنزيل قوله تعالى: ل ذَلكَ القضل من اللّه وكقى بالله عَلِيمًا 4 (سورة النساءء الآبة 70 وفيه: ... فَسَيْْخْلهُم في رَحمّة منَهُ وفضل 4 (سوزة التساء من الآية 175 لكا

فالشوكاني رحمه الله رده صارم فوق كونه صحيحاًء ويدلل على أنه سلفي العقيدةء ولو تتبعنا مواطن آيات العقيدة في تفسيره؛ لوجدناها تنطق بسلفيته . موقف الشوكاني من التقليد:

وأما موقفه من التقليد واضح. فهو ينكره بالكلية» بل إنه يدحض كل ما يتمسك به الدعاة لتقليد العلماء» حتى العامي عنده واجب عليه الاجتهاد» والاجتهاد الذي يجب على العامي حده هو السؤال عن الدليل؛ وقد كان لهذا الموقف أثر في تفسيره؛ فهو لا يكاد يمر بآية من القرءان تنكر على المشركين تقليدهم آباءهم إلا ويطبقها على مقلدي أئمة المذاهب الفقهية؛ ويرميهم بأنهم تاركون لكتاب الله معرضون عن سنة رسوله 5" ومن ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « وَإِذا فَعَلُوأ فاحشة قَالُوا وَجَدنا عَلَيْهَآ َايَاءنَا ... 4 ( سورة الأعرافء من الآية 28 قال بعد أن أنكر على اليهود والنصارى مخالفتهم للحقء مقارناً بينهم وبين مقلدي المذهب: "... وإن في هذه الآية الشريفة لأعظم زاجرء وأبلغ واعظ للمقلدة» والذين يتبعون آباءهم في المذاهب المخالفة للحق؛ فإن ذلك من الاقتداء بأهل الكفر لا بأهل الحق ..., فيا من نشأ على مذهب من المذاهب الإسلامية أنا لك النذير المبالغ في التحذير من أن تقول هذه المقالة وتستمر على هذه الضلالة فقد اختلط الشر بالخيرء والصحيح بالسقيم» وفاسد الرأي بصحيح الرواية» ولم يبنععث الله إلى هذه الأمة إلا رسولاً واحداً أمرهم باتباعه: ونهاهم عن مخالفته: قال تعالى: <١‏ ... وما ءَانَاكُمْ الرسُول فَحْدُوهُ وما نَهَاكم عَنَهُ فَانتَهُوا ... 4 ( سورة الحشر من الآية 4)7... ولو كان محض رأي أثمة المذاهب وأتباعهم حجة على العباد» لكان لهذه الأمة رسل كثيرون متعددون بعدد أهل الرأي المكلفين للناس بما لم يكلّفهم الله به» وإن من أعجب الغفلة» وأعظم الذهول عن الحقء؛ اختيار المقلدة لآراء الرجال» مع وجود كتاب الله ووجود سنة رسوله؛. ووجود من يأخذونهما عنه. ووجود آلة الفهم لديهم» وملكة العقل عندهه "!“.

(1) صحيح البخاري 1816/4» ح: 5673: ك: المرضىء؛ ب: تمني المريض الموت؛ء صحيح مسلم 2»2170/4 ح: 6»: ك: صفات المنافقين» ب: لن يدخل أحد الجنة بعمله» بل برحمة الله تعالى.

(2) تفسير فتح القدير 263/2.

(3) انظر: ( التفسير والمفسرون 278/2 ).

(4) تفسير فتح القدير 253/2.

43

وللإمام الشوكاني رحمه الله رسالة في ذلك» وهي: القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد!",

ومما تقدم يتبين بجلاء ووضوح أن الشوكاني رحمه الله سلفي العقيدة» متمسك بهاء ويدافع عنهاء وليس ذلك فحسبء بل دعا إلى الرجوع إليهاء ودعا أيضاً إلى الاجتهادء وتطهير الاعتقاد» ورفض التقليد.

6 كا »ا كلا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا “ا

(1) انظر: ( الرسائل السلفية للشوكاني - رسالة القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد ص3 -52 ).

44

المبحث الثاني حياة الشوكاني العلمية

المطلب الأول: طلبه للعلم:

لم يدع الشوكاني رحمه الله الاشتغال بالعلم منذ نعومة أظفارهء فقرأ القرءان وجوده على مشايخ القراءات بصنعاءء وتلقى العلم على كبار العلماء فيهاء واعتنى بذلك» وحفظ الأزهار للإمام المهدي؛ ومنظومة ابن الجزريء ومنظومة الجزاز في العروضء وآداب البحث؛ وكان كثير الاشتغال بمطالعة الكتب» فطالع كتباً عدة؛ ومجاميع كثيرة منها كتب التواريخ» ومجاميع الأدب» وأخذ عن علماء الفقه» وتعلم اللغة» والنحوء وقرأ شرح الجزرية» والكشاف وحاشيته؛ وسمع العديد من كتب الحديث وعلومها!".

لقد تلقى العلم في صنعاء اليمن» ولم يرحل لأعذار منها: عدم الإذن من الأبوين» وكان مجتهداً في الطلب؛ فأخذ عن مشاهير عصره. وذكر في كتابه البدر الطالع الكتب التي قرأها عليهم قراءة تمحيصء وتحقيق» وهي كثيرة في فنون مختلفة منها: الفقه» والحديثء. والتفسيرء والأدب» والمنطقء» وكان جل هذه الفنون - بل وما يزال - الزاد العلمي والثقافي لطلاب العلوم العربية والإسلامية في أي جامعة إسلامية حتى ذلك الحين» ولم يكتف هذا الطالب المجد الألمعي المجتهد بتلقي الدروسء والقراءة على المشايخ فحسبء بل كان يدَرّسها لزملائه الطلبة» وتكرر أخذ الطلبة عنه في كل يوم من تلك الكتب التي أخذها عن مشايخه؛ وكثيراً ما كان يقرأ على مشايخه؛ فإذا فرغ من قراءة كتاب من الكتبء يعلمه لتلامذته» بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه؛ وكانت تبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درساء منها ما يتلقاه عن مشايخه؛ ومنها ما يأخذه عنه تلامذته؛ واستمر على ذلك مدة حتى لم يبق عند أحد من شيوخه علم إلا وقد قرأه. وحصله. وكان في أيام قراءته على الشيوخ, وإقرائه لتلامذته» يفتي أهل مدينة صنعاء» بل ومن وفد إليهاء بل وترد عليه الفتاوى من خارج صنعاءء وشيوخه إذ ذاك أحياءء؛ وكانت الفتيا ترد عليه من عوام الناس وخواصهم2. وإذا رجعنا إلى قائمة الكتب التي قرأها الشوكاني على أساتذته» علمنا أن حياته العلمية كانت حافلة بالاشتغال بالعلم فلا مجال للهو والنوم» فقد درس الحديث وعلومه مثلاً على ثلاثة شيوخ؛ هم أعلم أهل زمانه!©.

وغالب الظن أنه تصدر للتدريسء لما بلغ العشرين من عمرههء ولم يترك طلب (1) انظر : ( البدر الطالع 217/2 -224 ). (2) انظر: ( المرجع السابق 216/2 - 219» ديوان الشوكاني ص21 - 23 ).

نظر:

.) 19/1 السيل الجرار‎ ( ١)3(

45

العلم كل حياته» ولم تكن شهرته قاصرة على علم دون علم؛ بل كان متفوقا في كل فن عربي إسلامي» وكتبه التى ألفها خير دليل على سعة علمهء وتبحره؛ وكثرة اطلاعه» حتى أصبح يزاحم شيوخه؛ ومن الطبيعي جداً أن نجد الطالب يزاحم شيوخه؛ وعلماء عصره؛ على الرغم من أنه ما زال في عهد الطلب؛ لأنه إذا انتهى من تلقي الدرس على شيخه؛ انفض الطلاب حتى يجتمعوا مرة ثانية عليه ليقف من زملاثه موقف الأستاذ!2.

مما سبق تبين بجلاء ووضوح حرص الشوكاني رحمه الله على طلب العلم» وليس ذلك فحسبء بل كان يقضي كل أوقاته في ذلكء فتارة يكون في المسجد يحفظ القرءانء ويتلقى القراءات» وتارة أخرى يأخذ التفسير» والحديث الشريف وعلومه؛ وفي بعض الأحيان يتعلم اللغة» وأحياناً يدرس الأدبء والمنطقء وأحياناً أخرى يسعى إلى تحصيل علوم مفيدة غير التي ذكرتء؛ حتى أصبح عالماً في علوم نافعة كثيرة» ونفع الله به وبعلمه الإسلام والمسلمين. المطلب الثاني: كلام العلماء فيه:

قال عنه القاضي إسماعيل بن علي الأكوع: " إنه إمام أهل السنة المجتهدين في

عصره؛ قاضي القضاة» شيخ الإسلام؛ كان مبرزأً في علوم كثيرة» ولا سيما علوم السنة والتفسير والفقه؛ فروعه وأصوله» مؤرخ؛ له شعر حسن"2.

وقال العلامة حسين عبد الله العمري عنه: إنه علامة» فقيه» أصوليء محدثء مفسرء ناقد» محفق؛ لغوي» مؤرخ؛ أديب» قاضء مصلحء سياسي» وهو العالم المجتهدء المحارب للجهالة والتعصبء الداعي إلى الحرية» والتحرر من ربقة المذهبية الضيقة» والتقليد الأعمىء الناقم على حلفياق المكادة وبكوق الوالاة» وازتقناء القضناة فاك المو كلقي 31

وقال؟... وهكذا بلغ الشوكاني شأوأ بعيداً من النضج. والعلم؛ والمعرفة مع الموضوعية: والفهم البالغ» فبات حديث الناس» يتتلمذون عليه» ويستفتونه» شوافع؛ وزيوداًء والعلماء يجلونه» ويبايعونه» بل وبعضهم يعود فيتتلمذ عليه» ثم يسعى إليه أكبر منصب فيعتذرء وبعد ذلك قبل الشوكانى منصب القضاء الأكبرء وتحمل أعباءه؛ لأن ذلك واجب شرعى 0 : :

وقال أيضاً: " قضى الشوكاني عمره في العلم والاجتهادء بل والجهادء والقضاءء والإفتاء؛ والتأليفء. والتدريسء وكان قد بلغ مكانة علمية وأدبية لا يسامقها أحد من معاصريه في اليمن»

1) انظر : ( السيل الجرار 19/1 ). 2) هجر العلم ومعاقله في اليمن للقاضي إسماعيل بن علي الأكوع 2251/4 . 3) انظر: ( ديوان الشوكاني ص13 ).

(3) انظر (4) انظر: ( المرجع السابق ص25 ).

4) اد

46

بل العله أحذ أعظع غلماء الغرب والأسلام:فى يله إن لمنيكن أعظمهم تأثيراء وأكثرهم تسهرة حد قد اا

ووصفه الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه معجم حفاظ القرءان عبر التاريخ أنه من عفاظ القريوان 'الكرومء تؤمق خيوة العلفاءالمجتيدين: المؤلفين 01

وقال العلامة محمود إبراهيم زايد: " كان الناس يتعجبون حينما يرون مفتياً لا يتقاضى أجرهء فإذا كان الناس يتكالبون على القضاء بشتى أنواعه في ذلك الوقتء ولا يكتقفون بالمخصصات التي قررت لهمء فتمتد أيدهم» وأطماعهم إلى ما في أيدي الناسء: فما بال هذا العالم الفقير يتعفف من الأجر المبذول عن رضى وطيب خاطر؟ "1.,

وقال أيضا":.:.والشعب اليم شديد التطلع إلى غالم متعون مجتهد:من أمثال التشوكاني مختصهو يق للا الممسكه حتلدةة:: الشتدوت ا العريقة ذائنا ديد الساسية "ركه ابت بالشوكاني سريعاء ومصداق ذلك تلك الفتاوى التي كانت ترد إليه من شتى الجهات تتخطى شيوخه؛ وكبار القضاة والعلماء لا سيما هؤلاء العلماء الذين يجمعون سؤدد العلمء وسؤدد النسبء وتتجه إلى عالم شاب صغير السنء والتفت حول الشاب ثقة الناس في الشمال والجنوب ..."4,.

وقال كذلك: وفي غالب الظن أن الشوكاني رأى أن منصب القضاء فرصة متاحة لنشر مذهبه؛ كما أتيحت له فرصة التطبيق العملي لاجتهاداته التي توصل إليهاء ومن ناحية أخرى فإن منصب القضاء سيصد عنه كثيراً من التيارات المعادية التي تجمعت من حوله؛ ثم إن الشوكاني كان ذكياء ويعلم أن "الأئمة أرادوة أن يكز وا :ورآء شههيزفه النينة:.وأن يشفاوا الناس بالآراء التي ينادي بهاء فاستغلها فرصة يستتر هو أيضاً وراءهم وبهدف آخرء وتحقق لكل هدفه. وخسرنا مكاسب كان من المنتظر تحققها لو بقي الشوكاني بعيداً عن الحكم!؟.

وك لاقت شخصية الشوكاني؛ وعلمه؛ وفكره؛ ومصنففاته عناية العلماء» فقد كتب تلميذه القاضي محمد بن حسين الذماري ترجمة له في كتابه: التقصار في جيد زمن علامة الأقاليم والأمصارء وكتب الدكتور حسين عبد الله العمري كتابا عن الشوكاني سماه: الإمام الشوكاني

رائد عصره.ء وهو دراسة في فقهه وفكره؟.

1) در السحابة في مناقب القرابة والصحابة للشوكاني ص15. 2) انظر: ( معجم حفاظ القرءان عبر التاريخ؛ لمحمد سالم محيسن 379/2 ). 3) السيل الجرار 20/1. 4) المرجع السابق نفس الصفحة. 5) انظر: ( المرجع السابق 22/1 ). (

) ) ) )

(5) انظر (6) انظر: ( هجّر العلم ومعاقله في اليمن 2277/4 ).

6 أخة

417

كما كتب عدد من الدارسين والباحثين رسائل ماجستير ودكتوراة حول الإمام الشوكاني والعلوم التي نبغ فيهاء منهم الدكتور محمد بن حسن الغماري كتب رسالة دكتوراة بعنوان: الإمام الشوكاني مفسرأًء والدكتور عبد الغني قاسم غالب الشرعبي كتب رسالة دكتوراة بعنوان: الإمام الشوكاني حياته وفكرهء وكتب الأستاذ صالح محمد صفير مقبل رسالة ماجستير بعنوان: محمد بن علي الشوكاني وجهوده التربوية» وكتب الدكتور عبد الله نومسوك رسالة دكتوراة بعنوان: نهج الإمام الشوكاني في العقيدة» وكتب الدكتور أحمد بن حافظ الحكمي بحثاً بعنوان: الإمام محمد بن علي الشوكاني أديباً شاعرأء وكتب الدكتور شعبان محمد إسماعيل كتاباً عنه بعنوان: الإمام الشوكاني ومنهجه في الأصولء وكتب الدكتور صالح بن ناجي الضبياني رسالة دكتوراة عنه بعنوان: اختيارات الإمام الشوكاني الفقهية من خلال كتابيه: ( نيل الأوطارء والسيل الجرار ) !.

هذا وقد أقامت جامعة صنعاء بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في طمرابلس ليبيا ندوة حول شيخ الإسلام العلامة محمد بن علي الشوكاني قدت في صنعاء سنة تسعين وشححفاقة و الفتة و كحردفيها “عَيد.وافرة يخ الأنحات: القيمة و المفيدة حول جر الت مختلفة معن معارف الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى!©.

ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ وإنما اعتنى العلماء بمصنففاته بالتحقيق» والتعليق» والاختصارء وسيأتي بيان ذلك عند الكلام عن مصنففاته إن شاء الله تعالى.

ولا زالت أقلام العلماء» وطلاب العلم» والباحثين» والدارسين تكتب عن هذا الإمام العلامة إلى اليوم ولم تتوقف» وليس ذلك فحسبء بل ويجلس طلبة العلم في المكتبة الإسلامية؛ لقي ينهلوا من معارفه الوافرة والكثيرة الموجودة في مصنفاته المفيدة التي لا تكاد تحصىء» والصحيح أنه يستحق ذلك كله وأكثر لما له من علم وفضل على الإسلام والمسلمين» نسأل الله عز وجل أن يضاعف له الحسناتء ويغفر له الزلاتء إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المطلب الثالث: شيوخه. وتلاميذه: أولاً: شيوخه:

لقد كان والد الشوكاني رحمه الله من كبار علماء ضنعاء وقضاتهاء فعلم ولده الكثين» ويذل له المال الوفين ومين له طويق الظلي» وكان الشوكاني جادا ومجدا كني تاتب العلنم مضق صغره.؛ فحفظ القرءان وجوده؛ وتلقى العلوم الكثيرة في مجالات متعددة على كبار مشايخ وعلماء صنعاءء أذكر منهم من يلي:

(1) انظر: ( هجر العلم ومعاقله في اليمن 2277/4 - 2278 ). (2) انظر: ( المرجع السابق 2278/4 ).

48

1 - العلامة أحمد بن عامر الحدائي» ولد سنة سبع وعشرين ومائة وألف؛ وتوفي سنة ست ومائتين وألفء ولعله جاوز السبعين» أخذ الشوكاني عنه الفقه» وقرأ عليه الأزهار وشرحه مرتين» والفرائض وشرحها مرات!".

5 العامة إجناغيل د الحسوو ين لحمد يق الحيية ين لفاك القامه يز تق وله قري يعكند سنة عشرين ومائة وألف» وتوفي سنة ست ومائتين وألف؛ أخذ عنه الشوكاني العربية» فقرأ عليه مُلحة الإعراب» وشرحهاء وأثنى عليه الشوكاني» وقرأ عليه الكثير من المطولات!2.

3 - العلامة عبد الرحمن بن الحسن الأكوع؛ شيخ الفروع ومحققهاء ولد سنة سبع وثلاثين ومائة وألف. وتوفي سنة ست ومائتين وألفء قرأ عليه الشوكاني أوائفل شفاء الأمير الحسين!3.

4 - العلامة عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن عبد الرب بن على بن شمس الدين» الإمام المحدث الحافظ المسندء المجتهد المطلق» ولد سنة خمس وثلاثين ومائة وألفء. وتوفي رحمه الله سنة سبع ومائتين وألفء قرأ عليه الشوكاني العديد من كتب الحديث الشريف وعلومه» وشرحهاء وأخذ عنه الفقه» وبعض الصحاحء وبعض القاموس» ومؤلفه الذي سماه القاموسء والجزازية في علم العروض وشرحهاء وأخذ عنه القراءات!.

5 - العلامة الحسن بن إسماعيل بن الحسين بن محمد المغربيء نسبة إلى مغارب صنعاء.» ثم الصنعانى؛ حفيد شارح بلوغ المرام»؛ ولد بعد سنة أربعين ومائة وألفء» وتوفي سنة ثمان ومائتين وألف: قفنأ الشوكاني عليه الكشات: أن بعطن حواقيه مق أله إلى آخرة إلاافوق] يسيراء وقرأ عليه من الحديث وعلومه الكثيرا".

6 - العلامة على بن إبراهيم بن عامر الشهيد»ء ولد سنة ثلاث وأربعين ومائة وألفء وقيل: سنة إماماً في جميع العلوم محققاً مدققاً لكل فن منهاء فيه سكينة العبّادء ووقار العلماءء وقرأ عليه صحيح البخاري وبعض السنن!5.

البدر الطالع 63/1» ديوان الشوكاني ص22 ).

البدر الطالع 145/1» ديوان الشوكاني ص22» نيل الأوطار ص14 ). البدر الطالع 335/1» ديوان الشوكاني ص22 ).

البدر الطالع 360/1» ديوان الشوكاني ص22 ).

البدر الطالع 195/1» ديوان الشوكاني ص22 ).

البدر الطالع 416/1»؛ ديوان الشوكاني ص22»؛ نيل الأوطارء ص14 ).

ل اس الس سس الس السسس دنا حد

) ١ > > ١ 7

ع ع ع ع اع

49

7- العلامة عبد الرحمن بن قاسم المداني» ولد سنة إحدى وعشرين ومائة وألف. وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين وألف» وقد قارب التسعين» قرأ علم الفقه بمدينة ذمار» ثم رحل إلى صنعاء وكان زاهداً ورعاً متقللاً من الدنياء عفيفأء أخذ عنه الشوكاني شرح الأزهار في أوائل أيام طلبه للعلم!.

8 - العلامة أحمد بن محمد بن أحمد بن مطهر الحَرازي7 شيخ الفروع بلا منازع: وأستاذ الفقه والأصولء ولد سنة ثمان وخمسين ومائة وألفء. وتوفي سنة سبع وعشرين ومائتين وألفء لازمه الشوكاني في الفقه ثلاث عشرة سنة» وقرأ عليه الفرائض أيضاء وكان فقيهاً في علمه؛ متواضعاً مع غيرهة.

9 - العلامة عبد الله بن إسماعيل النهمي؛ ولد سنة خمسين ومائة وألف» وتوفي سنة ثمان والصرفء والمنطق» والحديث؛» والأصولء؛ ووصفه الشوكاني بالكرم وحسن الخلق» ولكن ما لبث أن اختلف التلميذ وأستاذه» وباعدت بينهم الآراء والأفكارء فكان من جملة الذين هاجموا الشوكاني؛ وأعلن الحرب عليه!ة.

0 - العلامة علي بن هادي الصنعاني» أحد علماء العصر المشاهيرء ولد سنة أربع وستين ومائة وألف. وتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين وألف. وهو على قضاء كوكبان عن نحو سبعين سنة» برع في النحو والصرفء والمعاني والبيان» والأصولء والحديثء والتفسير» وقرأ عليه الشوكاني في أوائل الطلب/ا.

1 العلامة يحي :إن كته الحوقي اق :الطسفات )ولد ناويد تنه مبكتيق:وفائة والحت: وتوفي سنة سبع وأربعين ومائتين وألفء كان عالما في أكثر من علم وفن» وتعدى علوم الشرع إلى بعض الفنون الأخرىء ودرس عليه الشوكاني: الفرائض والحساب» والمساحة» وقال عنه: فاق في ذلك أهل عصره. وتفرد به» ولم يشاركه في ذلك أحد/.

(1) انظر : ( البدر الطالع 336/1» ديوان الشوكاني ص22 ).

(2) الحرازي: بفتح الحاء والراء المهملتين» وفي آخرها الزاي» وهذه النسبة إلى حرازء وهو بطن من ذي الكلاع. انظر: ( الأنساب 193/2 ).

(3) انظر: ( البدر الطالع 96/1» ديوان الشوكاني ص22» نيل الأوطار ص14 ).

(4) النهمي: بكسر النون وسكون الهاء وفي آخرها الميم» هذه النسبة إلى نهُم» وهو بطن من همدان» انظر: ( الأنساب 5 ).

(5) انظر: ( البدر الطالع 379/1» ديوان الشوكاني ص22» نيل الأوطار ص14 ).

(6) انظر : ( البدر الطالع 499/1»: ديوان الشوكاني ص22 ).

(7) انظر: ( البدر الطالع 244/1» ديوان الشوكاني ص22» نيل الأوطار ص15 ).

30

2 - العلامة هادي بن حسين القارني؛ ثم الصنعاني» ولد سنة أربع وستين ومائة وألف بصنعاء ونشأ فيهاء فحفظ القرءانء ثم تلاه بالقراءات السبع على مشايخ صنعاءء وهو أحد شيوخ الشوكاني في التلاوة» وأخذ عنه شرح الجزرية» وسمع منه علوماً أخرى في الفقه

والحديث والأحكام» توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف.

3 - العلامة قاسم بن يحيى الخولاني/: ثم الصنعانيء العلامة» الأكبر» ولد سنة اثنتين وستين ومائة وألف. ونشأ بصنعاء؛ وتوفي سنة تسع ومائتين وألفء أخذ عنه الشوكاني في أوائل الطلبء. ولازمه وانتفع به في النحوء والمنطقء» والأصولء وعلم الحديث. واكتفي بذكر هذه الثلة من العلماء الأفاضل الذين تتلمذ عليهم الشوكاني رحمه اللهء ولم

يقتصر على هؤلاءء وإنما تلقى علومه عليهم» وعلى غيرهم من علماء صنعاءء فكان رحمه

الله يقضي كل أوقاته في طلب العلم عند كبار العلماء من غير كلل ولا ملل» وكان جاداً في

التحصيل حتى أصبح عالماً جليلاء وتتلمذ وتخرئج على يديه الكثير من العلماء.

ثانياً: تلاميذه: ذكرنا فيما سبق أن الشوكاني رحمه الله كان يجلس ليتلقى العلم على مشايخه؛ وبعد

الانتهاء من دروسه. يجلس لتعليم زملائه من طلبة العلم» فتتلمذ على يديه الكثير من العلماءء

فمنهم من أخذ عنه التفسيرء ومنهم من تلقى على يديه الحديث» وبعضهم تعلم منه الفقه» ومنهم من درس عليه العربية» حتى أن التلاميذ استفادوا منه في علوم مفيدة كثيرة في شتى

المجالات: وأذكر من هؤلاء التلاميذ من يلي:

1'-ممد بن نكسن الشتجدي الذمازي © القاضي: ممع :من شنيكه النشوكاتي وذرس علب وأجازه إجازة عامة سنة تسع وثلاثين ومائتين وألفء ويقال: كان شاعراء أديياء بليغاء توفي سنة ست وثمانين ومائتين وألف!5.

2 - السيد محمد بن محمد زيادة الحسن اليمني ساهم مساهمة فعالة في نشر بعض مؤلفات الشوكاني في مصرء وفي غيرها من البلاد الإسلامية» ويعتبر من الجيل الثاني من تلاميذ

(1) انظر : ( البدر الطالع 319/2» ديوان الشوكاني ص22 ).

(2) الخوالاني: بفتح الخاء المعجمة» وسكون الواو وفي آخرها النون» هذه النسبة إلى خولان» وعبس وخولان قبيلتان نزل أكثرهما الشامء انظر: ( الأنساب 419/2 ).

(3) انظر: ( البدر الطالع 53/2» ديوان الشوكاني ص22 ).

)4 الأماري: بكسر الذال المشددة المعجمة» وفتح الميم بعدها الألف وفي آخرها الراءء هذه النسبة إلى قرية باليمن على ستة عشر فرسخاً من صنعاء» انظر: ( الأنساب 11/3 ).

(5) انظر: ( نيل الأوطار ص15 ).

531

الشوكاني» صاحب كتاب ( نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر)ء توفي سنة أحدى وثمانين ومائتين وألف12,

أحمد بن عبد الله الضمديء نسبة إلى بلدة ( ضمد ) . ولد سنة سبعين ومائة وألف وي جلس إلى الشوكانيء وأخذ عنه» وانتقل إلى شيوخ غيره؛ ولكن صلته بالشوكاني كانت قن حبرو إلى لض :لمعك ار ند لأهلها في التدريس والإفتاءء برع في الفقه» والحديث» والعربية» وتسامع الناس به فجاءته الوفود من البلاد المجاورة» وله أسئلة عديدة إلى أستاذه الشوكاني». أجاب له عنهاء وجمعها في رسالة» وهي: عقود الزبرجد في جيد مسائل علامة ضمدء توفي سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف3).

0 دن

4 - على بن أحمد: هاجر الصنعاني» ولد قريباً من سنة ثمانين ومائة وألف» وقد تبحر في العلوم العقلية» وأتقنهاء ودرس على أستاذه الشوكاني علم المنطق وغيره؛ قال الشوكاني بعد أن أخذ عنه علم المنطق: وهو يفهمه فهماً بديعاء ويتقنه إتقاناً عجيباً... ثم قال: قل أن يوجد نظيره مع صلابة في الدين...» توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف".

5 - أحمد بن محمد الشوكاني؛ ولد سنة تسع وعشرين ومائتين وألفء وانقطع للاشتغال بمؤلفات والده» حتى حاز من العلم السهم الوافي» وانتفع به عدة من الأكابرء وتولى القضاء العام بمدينة صنعاء» وكان يعد من أكبر علماء اليمن بعد والده. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف5.

6 - الحسن بن محمد السحولي'؟؛ حاكم تعزء ولد سنة تسعين ومائة وألفء. قرأ على الشوكاني الحديث» والفقه» وبعض مؤلفاته في العربية» والأصول» ووصفه بلطف الشمائل ورقة الطبع» وكرم الأخلاق» توفي سنة أربع وعشرين ومائتين وألف.

(1) انظر: ( نيل الأوتار ص 15 ) .

(2) ضمد: موضع بناحية اليمن» بين اليمن ومكة على الطريق التهاميء» انظر: ( معجم البلدان 525/3 -526 ).

(3) انظر: ( البدر الطالع 276/1 نيل الأوطار ص15 ).

(4) انظر: ( البدر الطالع 426/1» نيل الأوطار ص15 ).

(5) انظر: ( نيل الأوطار ص15 -16 ).

(6) الستّحولي: بفتح السين وضم الحاء المهملتين بعدهما الواوء وفي آخرها اللام» وهذه النسبة إلى سحول» وهي قرية فيما أظن باليمن» وإليها تنسب الثياب السحولية؛ يعني البيضء اشتهر بهذه النسبة: بحير بن سعد السحولي الحمصيء لعله عرف بهذه النسبة لبيعه هذه الثياب السحولية» انظر: ( الأنساب 229/3 ).

(7) انظر: ( المرجع السابق ص16 ).

532

7- الحسين بن محمد العنسي0!» ولد سنة ثمان وثمانين ومائة وألفء قرأ على الشوكاني في النحو والصرفء والمنطقء والمعاني» والبيان» والأصولء وقد وصفه الشوكاني بأنه قليل نظيره في فهم الدقائق» وحسن التصورء وقوة الإدراك» توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف!2.

8 - سيف بن موسي بن جعفر البحراني'7» وفد إلى صنعاء في محرم سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف؛ وغادرها في شوال من نفس السنة» وقد قرأ على الشوكاني في الفقه»ء والحديث»؛ والتفسيرء والأصولء وعلم الكلام» والحكمة» والإلهيات!".

9 - محمد بن علي بن حسين العمراني! الصنعاني؛ ولد سنة أربع وتسعين ومائة وألف. ملك طريق الاجتهاد»والعمل بالدليل» وترك التقليد» والعمل بقول الأئمة ذوي القدر الجليل» وقد تخرج على يد الشوكاني» وكان يقدمه على من عداه؛ لقوة ذهنه وسرعة فهمه. وجودة إدراكه» وحسن لطفهء وسمع منه أكثر مصنفاته» وغالب مؤلفاته» وكان أكثر اشتغاله في علم الحديث ورجاله» إلى أن صار من أعظم أهل هذا الشأن» وله تأليف على سنن ابن ماجة جعله أولاً كالتخريج» ثم تجاوز ذلك إلى شرحه؛ توفي رحمه الله سنة ثلاث وستين ومائتين وألف١ا.‏

0 - محمد بن أحمد الشاطبي الصنعانيء العالم العامل» والمجتهد الكامل؛ء شمس سماء العلوم» وكوكب إشراق المنطوق والمفهوم؛ ولد سنة عشر ومائتين وألف» قوي الفهمء صحيح التصورء من عباد الله الصالحين» ومن العاملين بالأدلة» السائرين على الطريقة النبوية» قرأ على الشوكاني نيل الأوطارء وفتح القدير» وإرشاد الفحول”.

(1) العَنسي: بفتح العين المهملة» وسكون النون» وفي آخرها سين مهملة» وهذه النسبة إلى عنس بن مالك بن أدد بن زيدء وهو من مذحج في اليمن» وجماعة منهم نزل الشام» وأكثرهم بهاء منهم: أبو عياض عمرو بن الأسود العنسيء انظر: ( الأنساب 252/4 ).

(2) انظر: ( الأنساب 252/4 ).

(3) البتخراني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة» وسكون الحاء المهملة» وفي آخرها الراءء هذه النسبة إلى البحر أو إلى

الجزائر» والمشهور بها أبو عبد الله محمد بن معمر القيسي البحرانيء انظر: ( الأنساب 288/1 ).

(4) انظر: ( البدر الطالع270/1» نيل الأوطار ص16 ).

(5) العمْراني: بكسر العين المهملة» وسكون الميم» وفتح الراءء وفي آخرها النون»ء وهذه النسبة إلى أهل بيت كبير بسرخسء وهو بيت قديم» والعمرانية قرية بالموصلء وإليها ينسب: القاضي أبو منصور العمرانيء انظر: ( الأنساب 4).

(6) انظر: ( البدر الطالع 210/2» حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر للشيخ عبد الرزاق البيطار 1316/3 - 7 ).

(7) انظر: ( حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر 3/ 1320 ).

533

وبعد فإني أكتفي بذكر هؤلاء العشرة من تلاميذ الشوكاني» مع العلم أن تلاميذه كثيرون» أخذوا عنه التفسير والحديث والفقه واللغة والأصول؛ وغير ذلك من العلوم الأخرىء وإنما اقتصرت على هؤلاء خشية الإطالة» والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. المطلب الرابع: آثاره العلمية, ومصدفاته:

علمنا مما سبق أن الشوكاني قضى حياته في العلم» والتعلم» والتعليم» فكان من الطبيعي أن يترك للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها العديد من الآثار العلمية» والمصنفات» وأفرد الأستاذ عبد الله الحبشي ثبتاً مفيداً بمؤلفات شيخ الإسلام الشوكاني» وهي كثيرة جداًء بلغت عنده فيه مائتين وخمسين مؤلفاً؛ لأنه أدخل فيها الأبحاث والرسائل التي لا يزيد بعضها على ورقة أو ورقتين2.

وتصانيف الشوكاني وآثاره منها المطولات؛ ومنها المختصراتء وأذكر منها ما يلي: من المطولات/:

1 - تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسيرء في خمس مجلدات» وقد اختصره الأستاذ محمد سليمان عبد الله الأشقرء وسماه: ( زبدة التنفسير من فتح القدير).

2 - شرح المنتقى» وهو كتاب ( نيل الأوطارء شرح منتقى الأخبار لابن تيميه أرشده إلى ذلك جماعة من شيوخه. وأثنى عليه الشوكانيء فقال: " إنه لم يرض عن شيء من مؤلفاته سواه لما هو عليه من التحرير "!/0,

3 - إرشاد الثقات على اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات.

4 - الدرر البهية وشرحها ( الدراري المضية وقد نظمها علي بن محمد بن عقيل الحازمي» وشرحها الحسن بن أحمد عاكش الضمديء ولم يكملها.

5 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة:؛ تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمسي اليماني» وأشرف على تصحيحه عبد الوهاب عبد اللطيف.

6 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع في مجلدين.

7- السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار» وقد أثنى عليه الحسن بن أحمد عاكش الضمديء فقال: " وقد تكلم فيه على عيون من المسائل»ء وصحح من المشروح ما هو مقيدٌ بالدلائل» وزيّف ما لم يكن عليه دليل» وخشن في العبارة في الرد والتعليل فيما بنى في

(1) انظر: ( ديوان الشوكاني ص13 ).

(2) انظر: ( البدر الطالع 219/2 وما بعدهاء ديوان الشوكاني ص13 ٠‏ نيل الأوطار ص17 -24»: هجر العلم ومعاقله

في اليمن 2278/4 - 2287 ). (3) هجر العلم ومعاقله في اليمن 2287/4.

534

ذلك المختصر على قياس أو مناسبة أو تخريجء أو اجتهاد على عاددة المفرعين في مؤلفاتهم "11,

8- شرح تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين لابن الجزري.

9- إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر.

0 - أدب الطلب ومنتهى الأرب.

1- إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول.

2 - ديوان الشوكاني في الشعرء جمعه ورتبه ابنه أحمد وسماه: ( أسلاك الجوهر في نظم مجدد القرن الثالث عشر ).

3- در السحابة في مناقب القرابة والصحابة» تحقيق الدكتور حسين عبد الله العمري .

4 - اللفتح الرباني في فتاوى الإمام الشوكانيء» في مجلدين» وقد جمعها ورتبها ابنه العلامة علي بن محمد الشوكاني؛ وسماها بهذا الاسم.

ومن المختصرات:

1 - الإعلام بالمشايخ الأعلام والتلامذة الكرام» جعله كالمعجم لشيوخه» وتلامذته.

2- المختصر البديع في الخلق الوسيع» ذكر فيه خلق السموات والأرض والجن والإنسء» وسرد غالب ما ورد من الآيات والأحاديث,؛ وتكلم الناس عليهاء فصار في مجلد لطيفء. ولكنه لم يبيضه.

3- شرح الصدور في تحريم رفع القبور.

4 - المختصر الكافي في الجواب الشافي.

5 - طيب النشر في جواب المسائل العشر.

6 - عقود الزبرجد في جيد مسائل علامة ضمد » وهو القاضي أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز الضمدي.

7- كشف الأستار في إيطال قول من قال بفناء النار.

8 - رسالة في أحكام النفاس.

9 - رسالة في أحكام الاستجمار.

0 - رسالة في كون تطهير الثياب والبدن من شروط الصلاة أم لا.

1 - رسالة في وجوب الصلاة على النبي يه في الصلاة.

2 - رسالة في صلاة التحية.

(1) هجر العلم ومعاقله في اليمن 2283/4.

(2) انظر: ( البدر الطالع 219/2 وما بعدهاء ديوان الشوكاني ص13 ٠‏ نيل الأوطار ص17 -24»: هجر العلم ومعاقله

في اليمن 2278/4 - 2287 ).

35

3 - القول الصادق في إمامة الفاسق. 4 - إفادة السائل في العشر المسائل. 5 - الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية 4#؛ وفيها الرسائل الآتية:

- الدواء العاجل في دفع العدو الصائل.

- شرح الصدور في تحريم رفع القبور.

- رفع الريبة عن ما يجوز وما لا يجوز من الغيبة.

+ إرشاة النناقك إلى :الكل المسنائك

- التحف في مذاهب السلف.

-كشف الشبهات عن المشتبهات شرح لحديث الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور.

- القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد.

- الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد.

والصحيح أن الشوكاني له آثار ومصنفات كثيرة جداء وأكتفي بهذا القدر منها خشية الإطالة. وخلاصة هذا الفصل:

إن الشوكاني رحمه الله نشأ في بيئة زيدية» وترعرع في بيئة المساجدء وحفظ القرعان؛ وتلقى العلم على كبار مشايخ وعلماء صنعاءء وقضى حياته في طلب العلم» وتعليم التلاميذء وتخرج على يديه الكثير من العلماءء وحث على الاجتهاد وترك التقليد» وتأثر بالعقيدة السلفية: وصار يدعو إليها حتى أصبح إماماً من أئمة أهل السنة» وترك للمكتبة الإسلامية الكثير من المصنفات والرسائل والآثار» وبقي بحرا زخاراء ومدداً فياضاً إلى أن توفي وهو حاكم

بصنعاء رحمه الله رحمة واسعة.

6 كا »ا كلا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا ا

56

الفصل الثاني القراءات التي عرضها الإمام الشوكاني في تفسيره وفيه مبحثان: المبحث الأول: أنواع القراءات التي عرضها وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: ذكره القراءات المتواترة. المطلب الثاني: ذكره القراءات الصحيحة. المطلب الثالث: ذكره القراءات الشاذة. المبحث الثاني: نسبة القراءات إلى قرائهاء وبلدانها وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: ذكره القراءات منسوبة إلى قرائها. المطلب الثاني: ذكره القراءات منسوبة إلى أهل البلد. المطلب الثالث: ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء أو العامة. أو الجماعة. المطلب الرابع: ذكره القراءات غير منسوبة لأحد.

الفصل الثاني القراءات التي عرضها الإمام الشوكاني في تفسيره المبحث الأول أنواع القراءات التي عرضها

لقد اعتنى الشوكاني رحمه الله بالقراءات القرءانية في تفسيرهء فعرضها بأنواعها المختلفة المتواترة منهاء والصحيحة» والشاذة» وقبل توضيح ذلك؛. نجيب عن هذا السؤال الذي قد يسأله سائلء فيقول: ماهي القراءة التي قرأ بها الشوكاني القرءان ؟ القراءة التي قرأ الشوكاني بها القرءان:

ذكرنا فيما سبق أن الشوكاني تلقى القراءات على مشايخه بصنعاءء. بل وحفظ

القرءان في صغره؛ وإننا نكاد نجزم أن قراءته للقرءان برواية قالون عن نافع المدني» والدليل على ذلك مقاطع الآيات القرءانية التي كتبها في تفسيره!"» ومن أمثلة ذلك:

قوله تعالى: ٠‏ ... وَحَصُورًا ونبيًا مّنَ الصّالحين 4 ( سورة آل عمرانء من الآية 39 فكلمة: ( نبيئاً 1 كتبها مهموزة2, وهي قراءة نافع!2.

وقوله تعالى: « ... قَالَ هَل عَسَيْتمْ ٠‏ 4 ( سورة البقرة» من الآية 246 فكلمة: [ عسيتم )4 كتبها بكسر السين!»؛ وهي قراءة نافع أيضاًا".

وقوله تعالى؛ 8 ... فنظرة إلى ميسرة ... # (سورة البقرة» من الآية 280 فكلمة: ( ميسرة 4 كتبها بإسكان الياء وضم السين99, وهي قراءة نافع كذلك!77.

وعليه فالأمثلة السابقة تبين أن الشوكاني رحمه الله كان يقرأ برواية قالون عن نافع» والذي جعلنا نقول: إنه كان يقرأ برواية قالون؛ لأنه لم يكتب الآيات القرءانية في تفسيره برواية ورشء وإنما كتبها برواية قالون» والله تعالى أعلم .

(1) تفسير فتح القديرء طبعة دار إحياء التراث العربي» بيروت.

(2) انظر: ( تفسير فتح القدير» الطبعة السابقة 336/1 ).

(3) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص77 ).

(4)انظر: ( تفسير فتح القديرء طبعة دار إحياء التراث العربي» بيروت 263/1 ) (5) قراءة متواترة» انظر: (السبعة ص156» البدور الزاهرة ص64 ). (6)انظر: ( تفسير فتح القديرء طبعة دار إحياء التراث العربي» بيروت 297/1 ) (7) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص192.» البدور الزاهرة ص66 ).

56

المطلب الأول: ذكره القراءات المتواترة:

الشوكاني رحمه الله عرض القراءات السبع في تفسيره؛ فأحياناً يذكر القراء السبعة بأسمائهم» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: #8 ...ما لكم من نه غَيْرة ٠ءء‏ # ( سورة الأعرافء من الآية 59 قال رحمه الله: " قرأ نافع» وأبو عمروء وعاصم, وحمزة: وابن كثير» وابن عامر: برفع ([ غيره) على أنه نعت لإله على الموضعء وقرأ الكسائي بالخفض'"في جميع القرءان على أنه نعت على اللفظ "2,

يلحظ من المثال السابق أن الشوكاني يعزو القراءات إلى القراء السبعة» ويذكر قراءة ستة منهم: برفع ( غيْرّه 4 وبعد ذلك يذكر سابعهم وهو الكسائي الذي قرأ:( غيْره) بالخفضء» وقد وافقه أبو جعفر/ولم يذكره. وهذا ما يؤكد أنه عزا القراءة إلى القراء السبعة فقط.

وعند تفسير قوله تعالى:8 ... وَلنجزِينَ الّذينَ وروا ..٠‏ # ( سورة النحلء من الآية 96 قال رحمه الله: " قرأ عاصمء وابن كثير: ( ولنجزين 4 بالنون» وقرأ الباقون: بالياء التحتية "5141,

يتبين من المثال أن الشوكاني قصد القراء السبعة» ولو أنه قصد غيرهم من العشرة لذكر ذلك؛ لأن أبا جعفر وافق عاصماًء وابن كثير في قراءة: ( ولنجزين 4 بالنون ولم يذكرء ةا وهذا دليل قاطع على أن مراده القراء السبعة فقط.

وأكدانا يكن قر اجة لديم القر اه السوعة أن فين ار كلذك وومةه لمك يخوق رفكرا الباقون من السبعة» أو يقول: وقرأ باقي السبعة» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَنزل الْمَلائكةٌ ... 4 ( سورة الفرقان, من الآية 25 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثير: ( ونتزل الملائكة 4 مخففاً من الإنزال بنون بعدها نون ساكنة وزاي مخففة بكسرة”, مضارع أنزلء والملائكة منصوبة على المفعولية» وقرأ الباقون من السبعة: ( ونزّل4 بضم النون» وكسر الزاي المشددة" ماضياً مبنياً للمفعول "81.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص284» الحجة في القراءات السبع ص157» الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب 467/1» التيسير ص91 ).

(2) تفسير فتح القدير 275/2.

(3) قراءة متواترة» انظر: ( الغاية ص255 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص375» التيسير ص112» الإقناع ص419 ). (5) تفسير فتح القدير 242/3.

(6) انظر: ( النشر ص259» البدور الزاهرة ص 227 ).

(7) قراءة متواترة» انظر: ( التيسير ص133 ).

(8) قراءة متواترة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

(9) تفسير فتح القدير88/4.

59

يلحظ من المثال أن ذكر الشوكاني السابق قراءة واحد من القراء السبعة وهو الكسائيء» وبعد ذلك قال: وقرأ الباقون من السبعة» وهذا يدل على أن مراده القراء السبعة فقط.

وعند تفسير قوله تعالى :8 ... قَانظر' مَاذَا ترّى ..٠‏ # ( سورة الصاقاتء, من الآية 102 قال رحمه الله: " قرأ حمزة؛ والكسائي: ( تَّرِي 4 بضم الفوقية» وكسر الراء'"» والمفعولان محذوفان» أي: انظر ماذا تريني إياه من صبرك واحتمالكء وقرأ الباقون من السبعة: ( ترّى )4 بفتح التاء والراء من الرأيء وهو مضارع رأيت "2.

وعند تفسير قوله تعالى:8 ... ليَجْزي قومًا بما كَانوا يكسبُون 4 ( سور الجاثية» من الآية 14 ). قال رحمه الله: " قرأ ابن عامرء وحمزة: والكسائي: ( لنجزي 1 بالنون» أي: لنجزي نحن» وقرأ باقي السبعة: ( ليجزي ) بالتحتية!" مبنياً للفاعل؛ أي: ليجزي الله "4.

وعند تفسير قوله تعالى: ( فَمَن يَعْمَل مثقال ذَرَّة خيْرَا يَرَهُ * ومن يَعْمَل مثقال ذرّة شرًا يَرَهُ 4 (سورة الزازلة» الآيتان 7, 8 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يَرَهُ 1 في الموضعين بضم الهاء وصلاً وسكونها وقفاء ونقل أبو حيان عن هشام وأبي بكر سكونهاء وعن أبي عمرو ضمها مشبعة» وباقي السبعة بإشباع الأولى» وسكون الثانية "/505",

رأينا في الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله يذكر قراءة واحد من القراء السبعة» أو اثنين» أو ثلاثة» ثم يقول: وقرأ الباقون من السبعة» أو يقول: وباقي السبعة» وهذا يدل بدون أدنى ريب أنه يعزو القراءات إلى القراء السبعة.

وإذا اتفق القراء السبعة في قراءة» يقول: اتفق القراء السبعة» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى :8 ومن اللَيْل فسَبّخهُ وأدبَار السُجُود * (سورة قء الآية 40 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( وأدبار ) بفتح الهمزة جمع دبرء وقرأ نافع» وابن كثيرء وحمزة: ( وإدبار) بكسر الودؤة على المضدر!": من نين الشنيء إنبارا» إذا ولى+ وقال .جماعة من الضبحابة والتابعين؛ إدبار السجود: الركعتان بعد المغربء وإدبار النجوم؛ الركعتان قبل الفجرء. وقد اتفق القراء السبعة في © وإِدبَارَ النَجُوم 4 سورة الطورء من الآية 49 )! أنه بكسر الهمزةء على أنه مصدر"!2.

(1) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص548 ).

(2) تفسير فتح القدير 481/4.

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص594.: الكشف عن وجوه القراءات السبع 268/2» الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش ص460. غيث النفع ص260 ).

(4) تفسير فتح القدير 8/5.

5)القراءات الثلاث متواترة»: انظر: ( السبعة ص694 ).

6) تفسير فتح القدير 572/5 - 573.

7 قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص607 ).

(8) تفسير فتح القدير 97/5: 124.

( ( ( (

60

يتبين من خلال ما تقدم بجلاء ووضوح أن الشوكاني عرض القراءات السبع المتواترة في تفسيره؛ وكان لذلك الأثر البالغ في بيان المعاني» وإثراء التفسير. المطلب الثاني: ذكره القراءات الصحيحة:

لم يقتصر الشوكاني على ذكر القراءات السبع المتواترة فقط في تفسيره؛ وإنما ذكر القراءات الصحيحة؛ والمقصود بها القراءات الثلاثة المتممة للعشر. وهي المشهورة المستفيضة التي تلقتها الأمة بالقبول» والصحيح أنها متواترة» وقد حررنا هذه المسألة فيما سبق في هذا البحث عند الحديث عن تواتر القراءات العشرا"؛ ومن أمثلة القراءات الصحيحة التي ذكرها في تفسيره ما يلي: فعند تفسير قوله تعالى:١‏ وتَرَى كل أمّة جائيّة كل أمّة تُذعى ... 4 (اسؤزرة الجافية؛ من الآية 28 )ءاقال زحنة:اللدة قن] السيون: ( كل لمة 4 الخانية ' بالزقع علض الابتداءء وخبره: ( تدعى وقرأ يعقوب الحضرمي: ( كل أمة 4 بالنصبعلى البدل من ( كل أمة 4 الأولى!.

وعند تفسير قوله تعالى: « قل بقضل الله وَبرَحمته فَبَلكَ فَليَفْرَحُوا ... 4 ( سورة يونسء من الآية 58 قال رحمه الله: وقرأ يزيد بن القعقاع ويعقوب: ( فلتفرحوا ‏ بالفوقية» وقرأ الجمهور : ( فليفرحوا ] بالتحتية!.

والصحيح أن القراءة بالفوقية هي رواية رويس عن يعقوبء أما أبو جعفر فلم يقرأها هكذاء وإنما قرأها بالياء التحتية» وهي قراءة الجمهورء فقرأها العشرة ما عدا رويس بالياء التحتية» وقرأها رويس فقط بتاء الخطاب!5.

والذي جعلنا نقول: إن الشوكاني أراد القراء العشرة؛ لأن الحسن البصري من القراء الأربعة بعد العشرة وافق رويساً في قراءة: ( فلتفرحوا ) بالفوقية» ولم يذكره؛ فدل ذلك على أنه قصد القراء العشرة فقطا.

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله مع سعة علمه في القراءاتء إلا أنه أحياناً يعزو القراءات إلى غير قرائهاء ولم يتحر الدقة في ذلك؛ ولا نظن فيه إلا خيراء ولعل ذلك عن طريق الخطأء وغير مقصود.ء والله تعالى أعلم.

(1) انظر: ( ص10 - 12 من البحث ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص392» الكنز في القراءات العشرء عبد الله الواسطي ص237» النشر 52؛, البدور الزاهرة ص366 ).

(3) تفسير فتح القدير 13/5.

(4) المرجع السابق 573/2.

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص277».: الكنزن ص 171» النشر 214/2» البدور الزاهرة ص183 ).

(6) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر للبنا الدمياطي ص315 ).

61

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ فَأَرَدنَا أن يُبْدلَهُمَا رَبْهُمَا خَيْرَا منَهُ زكاة وأقرب رُحْما » ( سورة الكهفء الآية 81 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يبَدّلهما 4 بفتح الباء الموحدة» وتشديد الدال» وقرأ عاصمء وابن عامرء وأبو جعفرء ويعقوب: ( يُبْدلهما 1 بسكون الباءء وتخفيف الذال» والمعتى: أزذنا أن :يرز قيما الك بدن هذا الولك ولدا خيوا "لا

فالشوكاني رحمه الله يعزو قراءة التخفيف لأبي جعفر مع عاصمء وابن عامر» ويعقوبء» وقد خالف الصواب في ذلك» وربما يكون ذلك عن طريق الخطأء ولا نظن فيه إلا خيراء والحق أن أبا جعفر وافق نافعاًء وأبا عمرو في قراءة التشديدا.

وفي المثال السابق نسب الشوكاني القراءات إلى القراء العشرة» ولو أنه قصد غيرهم لذكر اليزيدي؛ لأنه وافق نافعاء وأبا جعفرء وأبا عمرو على فتح الموحدة؛ وتشديد الدال في قوله: ( يبَدّلهما)»؛ وهذا يبين بدون أدنى شك أنه أرد القراء العشرة فقط» دون غيرهمء والله تعالى أعلم.

ولم يقتصر الأمر على الأمثلة السابقة» بل وجدنا أن الشوكاني رحمه الله يذكر القراءات العشر كثيراً في تفسيره» وكان لذلك الأثر البالغ في تفسير الكثير من الآيات القرءانية» وبييان معانيهاء وعرض القراءات الشاذة» فذكر القراء الأربعة بعد العشرة» وغيرهم في تفسيره. وهذا ما سنبينه إن شاء الله تعالى. المطلب الثالث: ذكره القراءات الشاذة:

لم يكتف الشوكاني بذكر القراءات المتواترة» والصحيحة» وإنما ذكر في تفسيره القراءات الشناذة أيضاء وذلك. لأهميثها في لثزاء التفسير»دوئيان المعاني» وأحيانا يحكم 'غليها بالشذوة: وأحيانا أخرئ لآ يحكم عليها: ومن أمثلة القراءات الشاذة التي عرضها في تفسيره؛ وحكم عليها مايلي:

عند تفسير قوله تعالى: « رين للّذين كفروأً الْحَيَاةٌ الذنا + 4 عرو البتر ماين 305 :41:21 قال رحمه الله: " وقرأ مجاهد» وحميد بن قيس: ( زَّيّن) على البناء للمعلوم»؛. قال النحاس :وهي قراءة شاذة؛ لأنه لم يتقدم للفاعل ذكر "/5,

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... قَالَ ابْنَ أُمَّ إن القَوم اسنتضعفوني وكاذوا يَقتثلوتني قلا تشمت بي الأغداء ولا تجعلني مَعَ القوم الظَالمين 4 (سورة الأعرافء من الآية 150

(1) تفسير فتح القدير 383/3.

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص190» النشر ص236» البدور الزاهرة ص 242 ). (3) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص 371 ) .

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان لابن خالويه ص13 ).

(5) تفسير فتح القدير 294/1 .

62

قال رحمه الله: " وأما من قرأ بكسر الميم في قوله: ( ابن أم1 فهو على تقدير ابن أميء ثم حذفت الياء» وأبقيت الكسرة لتدل عليهاء وقال الأخفشء» وأبو حاتم: ابن أم بالكسر كما تقول: يا غلام أقبل» وهي لغة شاذة» والقراءة بها بعيدة» وإنما هذا فيما يكون مضافاً إليك "/2.

يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني حكم على قراءة: ( ابن أمَ 4 بكسر الميم أنها لغة شاذة» والقراءة بها بعيدة» والصحيح أنها متواترة» وهي قراءة ابن عامر» وشعبة» وحمزة»ء والكسائي!2)

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ تَبَارَكَ الذي جِعلَ في السنّماء بُرُوجَا وَجَعَلَ فيها سراجا وَقمَرَا يرا © ( سورة الفرقان, الآية 61 قال رحمه الله " وقرأ الأعمش: ( قَمْراً4 بضم القاف» وإسكان الميم!'» وهي قراءة ضعيفة شاذة "1".

لقد تبين من خلال الأمثلة السابقة أن الشوكاني يعرض القراءات الشاذة في تفسيره» ويحكم عليها بأنها شاذة» وأحياناً يكون حكمه ليس صحيحاًء وقد تكون القراءة التي حكم عليها بالشذوذ متواترة . وأما القراءات الشاذة التي عرضها في تفسيره. ولم يحكم عليها فمن أمثلتها مايلي:

عند تفسير قوله تعالى: 8 ... ولآ ءَامينَ البَينت الحَرام ٠ءء‏ © ( سورة المائدة» من الآية 2 قال رحمه الله: " وقرأ الأعمش: ( ولا ءعامي البيت الحرام 611 بالإضافة "/5,

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... ألا إِنَمَا طَائِرُهُمْ عند الله ... 4 (سورة الأعراف؛ من الآية 131 ). قال رحمه الله: " وقرأ الحسن: ( طيركم ) ...57 ,

وعند تفسير قوله تعالى: 8 يَوْمّ بض وَجُوةٌ وَتسنودٌ وَجُوةٌ ... 4 ( سورة آل عمران» من وقرأ الزهري: ( تبياض وتسواد) .

والأمثلة كثيرة جداً على القراءات الشاذة» والتي يذكرها الشوكاني في تفسيره؛ ولم يحكم عليهاء وأكتفي بهذا القدر من الأمثلة خشية الإطالة.

الآية 106 ). قال رحمه الله " 10

اسيك القدير 316/2 .

(2) انظر: ( التيسبير ص93 الكنزن ص162 ) .

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص105 ) .

(4) تفسير فتح القدير 104/4 .

(5) قراءة شاذة» قرأها ابن مسعودء والأعمشء انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص30 ) . (6) تفسير فتح القدير 9/2 .

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص45 ) .

(8) تفسير فتح القدير 302/2 .

(9) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص22 ).

(10) تفسير فتح القدير 499/1.

63

والأمثلة السابقة كلها تبين أن الشوكاني رحمه الله عرض القراءات الشاذة بأنواعها - الآحاد» والمدرجة؛ والموضوعة!! - في تفسيره على الرغم من شذوذها؛ وذلك لأهميتها في التفسيرء وإيضاح المعنى.

وبعد فقد تجلت عناية الشوكاني بالقراءات في تفسيرهء وعرضها بأنواعها: المتواترة منهاء والصحيحة المستفيضة التي تلقتها الأمة بالقبول» والشاذة» وتسخير القراءات لتفسير الكثير من الآيات القرءانية» وإثراء معانيها.

ا »ا »ا »ا »ا كا »ا كا »ا »ا كلا 6لا لا

(1) وقد تقدم الحديث عن أنواع القراءات» وذكر الأمثلة عليهاء انظر: ( ص14 من البحث ).

64

المبحث الثاني نسبة القراءات إلى قرائهاء وبلدانها

من خلال تتبع ودراسة القراءات التي عرضها الشوكاني رحمه الله في تفسيره. نجد أنه ينسب القراءات إلى قرائها أحياناًء ولأهل البلد تارة» ويذكرها منسوبة إلى الجمهورء أو العامة» أو الجماعة تارة أخرىء وفي بعض الأحيان يذكرها غير منسوبة لأحد. المطلب الأول: ذكره القراءات منسوبة إلى قرائها:

الشوكاني رحمه الله يعزو القراءات في تفسيره إلى قرائها غالباء فقد ينسب منها إلى النبي » أو الصحابة» أو التابعين» ويعزو بعضها إلى القراء السبعة» أو العشرة؛ أو الأربعة بعد العشرة» أو غيرهمء وهذا ما سنبينه إن شاء الله تعالى. أولاً: ذكره القراءات منسوبة إلى النبي 46:

ذكرنا في المقدمة أن الشوكاني من منهجه في التفسير أنه يفسر الآيات دراية» ثم بعد ذلك يفسرها رواية» ويذكر الأحاديث» والروايات المأثورة التي تفسر الآيات» فكان من الطبيعي أن نجد في تفسيره قراءات منسوبة إلى النبي » ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وانظر إِلَى العظام كيف ننشزها ثم تكدئوها لَحْمَا ... 4 ' وقد أخرج الحاكم وصححه؛ عن زيد بن ثابت؛ أن رسول الله و قرأ: ([ ننشزها] بالزاي!"» فمعنى القراءة بالزاي: نرفعهاء ومنه النشز: وهو المرتفع من الأرضء أي: يرفع بعضها إلى بعضء وأما معنى القراءة( ننشرها) بالرء المهملةأ /فواضحةء من أنشر الله الموتى: أي: أحياهم "/3.

ويتضح من ذلك أن كل قراءة من القراءتين مفسّرة للأخرى.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ لَقَدْ جَاءكمْ رول من أَنفسكم ... 4 [سورة التوبةء من الآية 128 ). قال رحمه الله: " وأخرج الحاكم؛ عن ابن عباسء أن رسول الله يك قرأ: ([ لقد جاء رسول من أَنقسكمْ 4“بفتح الفاء» وكسر السين» وضم الكاف في قوله: ( أنقسكم ]: يعني: من أعظمكم قدراً "51,

( سورة البقرة» من الآية 259 ). قال رحمه الله '

(1) المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري255/2»: ح/2918» ك: التفسير .

(2) القراءتان متواترتان» أنظر: ( التيسير ص70 ) .

(3) تفسير فتح القدير382/1 .

(4) المستدرك 262/2 - 263». ح/2945» ك: التفسيرء وهي قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان

ص56 ). (5) تفسير فتح القدير 531/2.

65

وعند تفسير قوله تعالى: «١‏ ... في عَيْنِ حمئة 6 (سورة الكهفء من الآية 86 قال رحمه الله: " وأخرج الترمذيء: وأبو داوود الطيالسي» وابن جريرء وابن المنذرء عن أبي بن كععبء أن النبي يخ كان يقرأ: ( في عين حمئة )1 مخففة "/2.

والمتأمل فى الأمثلة السابقة» والتي يتضح منها أن الشوكاني رحمه الله يعزو بعض القواءاك إلى «القدي :لاله رسكن روات ووتكن ها في تشور» الأمنيعيا فى زيناق يفاني الاك القرءانية وتوضيحها. ثانياً: ذكره القراءات منسوبة إلى الصحابة والتابعين» ومثال ذلك:

لم يقتصر الشوكاني على عزو القراءات للنبي يك فقط وإنما يعزوها أيضاً للصحابة تارة: وللقاضيت قاد أخريفه افك يد واه الطسهادة و التاتعين عا رمف أمفلة ذلك 1[ - ذكره القراءات منسوبة إلى الصحابة:

عند تفسير قوله تعالى:/ وَهُو الذي في السّمَاء إِلَّه وفي الأَرْض إِلَه وَهُوَ الحكيم الْعَلِيمْ 4 ( سورة الزخرفء الآية 84 قال رحمه الله: " وقرأ عمر بن الخطاب؛: وعليّ بن أبي طالب» وابن مسعود: ( وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله 4 7اعلى تضمين العلم معنى المشتق؛ فيتعلق به الجار والمجرور من هذه الحيثية "#.

وعند تفسير قوله تعالى: « فَنَادَنْهُ الْمَلآئكَةٌ وَهُوَ قَآئمٌ يُصلّي في المخراب ... 4 (سورة آل عمران؛ من الآية 39 قال رحمه الله: " قرأ حمزة:؛ والكسائي: ( فناداه 71 وبذلك قرأ ابن عباسء» وابن مسعود "©.

وعند تفسير قوله تعالى: « أو يكون لَك بَيْت من زُخَرف ... 4 ( سور الإإسراءء من الآية 93 قال رحمه الله: " أي: من ذهبء وبه قرأ ابن مسعود, ومعنى كلامه: أن قراءة ابن مسعود: ( أو يكون لك بيت من ذهب 74, وأصله: الزينة» والمزخرف: المزين» وزخارف الماء: طرائقه» وقال الزجاج: هو الزينة» فرجع إلى الأصل معنى الزخرفء وهو

بعيد؛ لأنه يصير المعنى: أو يكون لك بيت من زينة "81.

(1) سنن الترمذي ص656. ح/2934» ك: القراءات عن رسول الله ي. ب: من سورة الكهفء سنن أبي داوود ص597: ح/3986» ك: الحروف والقراءات.

(2) تفسير فتح القدير 391/3.

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص136 ).

(4) تفسير فتح القدير 673/4.

(5) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص204 ).

(6) تفسير فتح القدير 456/1.

(7) قراءة شاذة» انظر: ( البحر المحيط 78/6 ).

(8) تفسير فتح القدير 325/3.

66

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وَقُولُواً للنّاس حُمئَناً ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 83 قال رحمه الله: " وقرأ حمزة؛ والكسائي: ( حسناً 4 بفتح الحاء والسين!؛ وكذلك قرأزيدبن ثابت» وابن مسعود "2,

فالشوكاني رحمه الله ينسب القراءات إلى الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كثيراً في تفسيرهء وخاصة القراءات التفسيرية؛ لأنها من التفسير بالمأثورء وتساعد على بيان المعانيء وتوضيحها. 2 - ذكره القراءات منسوبة إلى التابعين:

لم يقتصر الشوكاني رحمه الله على نسبة بعض القراءات إلى النبي 6. والصحابة» بل ينسب بعضها إلى التابعين» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ لَعَلَكَ بَاخعٌ نَفْسَكَ ألا يكونوا مُؤْمنِينَ 4 ( سورة الشعراءء الآية 3 قال رحمه الله: " وقرأ قتادة: ( باخغ نفسك ) بالإضافة "!13.

وعند تفسير قوله تعالى: يكاذ البق يَخطف أَبْصَارَهُمْ ٠ه‏ # ( سورة البقرة» من الآية 20 قال رحمه الله: " والخطف: الأخذ بسرعة» ومنه سمي الطير خطافاً لسرعته؛ وقرأمجاهد: ( يتخطف] بكسر الطاءا"» والفتح أفصح "5.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وإن كان مثقال حَبّة من خردل أَتينَا بها وكقى بنا حاسبين 4 ( سورة الأنبياء» من الآية 47 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( أَتيْنا بهها1 بالقصرء أي أحضرناهاء وجئنا بها للمجازاة عليهاء و( بها أي: بحبة الخردلء وقرأ مجاهدء وعكرمة: [ آتينا 4 بالمدت ”على معنى: جازينا بهاء يقال: آتى يؤاتي مؤاتاة: جازى "!.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ربا اغفر لي ولوالديّ وللمُؤْمنين يَوْمْ يَقومٌ الحسَاب © ( سورة إبراهيم, الآية 41 قال رحمه الله: " وقرأ سعيد بن جبير:[ ولوالدي) بالتوحيد". على إرادة الأب وحده "20,

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص163» التيسير ص64 ). (2) تفسير فتح القدير 159/1.

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص106 ).

(4) تفسير فتح القدير 114/4.

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص3 ).

(6) تفسير فتح القدير 82/1.

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص92 ).

(8) تفسير فتح القدير 513/3.

(9) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص69 ).

(10) تفسير فتح القدير 142/3.

67

فالأمثلة السابقة بينت»ء ووضحت أن الشوكاني يعزو القراءات لقرائها من التابعين» وكان لذلك الأثر البالغ في إيضاح المعانيء وإثراء التفسير . 3 -ذكره القراءات منسوبة إلى الصحابة والتابعين معاء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ووصى بها إِبْرَاهيم بنيه ويعقوب يَا بني إن اللة اصطفى لكم الذينَ قلا تَمُوتَنَ إلا وأنتم مُسَْلمُونَ © ( سورة البقرة: الآية132 قال رحخمه الله " وقوله: ( يا بني 4 هو بتقدير أن وقد قرأ أبي» وابن مسعودء والضحاك: بإثباتها "/2.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... حتى تَسَتأنسوا 4[ شور ليون كن الآية 37 )لأ كال ربحمه الله: " وقيل: الاستئناس: الاستئذان ... » ويؤيده ما حكاه القرطبي عن ابن عباسء وأبيء وسعيد بن جبير أنهم قرءوا: لز حتى تستأذنوا ) لك

وعند تفسير قوله تعالى: #8 فلا تلم نفس ما أخفي لهم من قرة أَعْيْن ... 4 (سورة السجدة, من الآية 17 قال رحمه الله؟ " وقرأ انق منسعوة» .واأبسو هريرةة. وأو الدرداء: ( من قرات ) بالجمع'!"ء وكذلكء قرأ قتادة "/5,

رأينا في الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله يعزو بعض القراءات إلى الصحابة والتابعين» وكان منها المتواترة» ومنها التفسيرية الشاذة التي توضح المعاني . ثالثاً: ذكره القراءات منسوبة إلى القراء السبعة» ورواتهم بأسمائهم: ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 8 ... وزنوأ بالقسنطّاس المستقيم ..٠‏ # ( سورة الإسراءء من الآية 35 قال رحمه الله: " وقرأ ابن كثير» ونافع» وأبو عمروء وابن عامرء وعاصم في رواية القاف "لقا

فالمثال السابق يبين أن الشوكاني يعزو القراءات إلى القراء السبعة» ورواتهم فقطء ولو أنه أراد غيرهم لذكر خلف في اختياره؛ لأنه وافق حمزة والكسائي وحفص عن عاصم في قراءة: ( القسطاس ) بكسر القافء ولم يذكر أبا جعفر ويعقوب مع أنهما وافقا نافعاء

(1) قراءة شاذة» انظر: ( الكشاف 217/1» البحر المحيط 571/1 ).

(2) تفسير فتح القدير 207/1.

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص101 ).

(4) تفسير فتح القدير 25/4.

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص118 ).

(6) تفسير فتح القدير 304/4.

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص380» التيسير ص114.» الإقناع ص420 ). (8) تفسير فتح القدير 285/3.

68

وأبا عمروء وابن عامرء وشعبة في قراءة: ( القسطاس 4 بضم القافء وهذا يدل دلالة واضحة أنه يقصد القراء السبعة فقط .1١‏

وعند تفسير قوله تعالى: ل يُخَادِعُونَ اللّه وَالَذِينَ عَامَنُوا وما يَحْدَعُون إلا أَنفْسَهُم وَمَا يَشْعْرُونَ» ( سورة البقرة الآية 9 قال رحمه الله: " لقد قرأ نافع» وابن كثيرء وأبيو عمرو: ([ يخادعون 4 في الموضعينء وقرأ حمزة؛ وعاصمء والكسائي» وابن عامر في الثاني: ( يخدعون ) ..."2/2,

يلحظ من المثال السابق أن الشوكاني يعزو القراءتين إلى القراء السبعة فققطء ويذكرهم بأسمائهم» وهذا واضح جلي لمن تأمله» فنسب القراءة الأولى إلى ثلاثة من القراء السبعة» والقراءة الثانية إلى باقي السبعة بأسمائهم» وهذا يدل أنه أراد السبعة فقط.

وعند تفسير قوله تعالى:#8 غْريًا أَترَابًا (سورة الواقعة» الآية 37 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( غرباً ) بضم العين والراءء وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم: بإسكان الراء "514,

فالشوكاني عند عزوه للقراءتين في المثال السابق أراد القراء السبعة فقط أيضاًء والذي يؤكد ذلك أن خلف في اختياره وافق حمزة وشعبة في قراءة: ( عُرباً 1 بإسكان الراءء ولم يذكره!,

وأحياناً يذكر القراءة» ويقول: قراءة السبعة» ويكتفي بذلك؛ ولا يذكر الأسماءء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ إِيّاكَ نَعبّد وإِيّاكَ نسنتعين 4 ( سورة الفاتحة: الآية 5 قال رحمه الله: " قراءة السبعة: بتشديد الياء "7,

فالمثال السابق يوضح أن الشوكاني رحمه الله ينسب القراءة إلى القراء السبعة بدون ذكر

أسمائهم» والصحيح أن القراء العشرة متفقون على قراءة التشديدء وليس السبعة فقطء وهذا يدل على أن مراده القراء السبعة دون غيرهم .

وأحياناً يذكر قراءة واحد من القراء السبعة أو اثنين أو ثلاثة» وبعد ذلك يقول: وقرأ الباقون من السبعة» أو يقول: وقرأ باقي السبعة» وقد ذكرنا الأمثلة على ذلك عند الحديث عن أنواع

(1) انظر: ( النشر 230/2 ) . (2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص141» التيسير ص62. الإقناع ص372» عيث النفع ص30» المكرر فيما تواتر من القراءات وتحرر للنشار ص34 ) . 3) تفسير فتح القدير 72/1 . 4) القراءتان متواترتان» انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص340. التيسير ص168. الإقناع ص468 ) . ) تفسير فتح القدير 183/5 . ) انظر: ( النشر 286/2 ) . 7] تفسير فتح القدير 45/1 .

69

القراءات التي ذكرها الشوكاني في تفسيرها". رابعاً: ذكره القراءات منسوبة إلى القراء العشرة؛ ورواتهم بأسمائهم:

لم يقتصر الشوكاني على نسبة بعض القراءات إلى القراء السبعة فقطء وإنما نسب منها إلى القراء العشرة؛ ورواتهم؛ ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « مّن ذا الذي يُقْرضْ الله قَرْضًا حَسنا فَيُضاعفَهُ له أَضْعاقًا كثيرة ...4 ( سورة البقرة» الآية 245 قال رحمه الله: " قرأ عاصم, وغيره: [ فَيْضَاعفَة 4 بالألف. ونصب الفاءء وقرأ نافع» وأبو عمروء وحمزة؛ والكسائي: ( فِيُضَاعفَهُ ) بإثبات الألفء ورفع الفاء» وقرأ ابن عامرء ويعقوب: ( فيضعفه 4 بإسقاط الألف مع تشديد العين» ونصب الفاءء وقرأ ابن كثيرء وأبو جعفر: بالتشديدء ورفع الفاء "/312,

ذكر الشوكاني في المثال السابق القراءات منسوبة إلى القراء العشرة» وهذا واضح جداء ولكنه أغفل خلفء وربما يكون ذلك خطأ أو نسياناء والصحيح أن قراءة خلف في اختياره موافقة لقراءة نافع وأبي عمرو وحمزة والكسائي» وهي: تخفيف العين» وألف قبلها مع رفع الفاء#.

وعند تفسير قول تعالى: ل فَأَرَدنَا أن يُبْدلَهُمَا رَبْهُمَا خَيْرَا مّنَهُ زكاة وأقرب رُحمًا » ( سورة الكهفء الآية 81 ). قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يبَدّلهما 4 بفتح الموحدة؛. وتشديد الدال» وقرأ عاصمء وابن عامرء وأبو جعفرء ويعقوب: بسكون الباء» وتخفيف الدال "5051,

والمثال السابق دليلك صريح وواضح على أن الشوكاني يذكر القراء العشرة في تفسيره؛ وذكر منهم أبا جعفر ويعقوبء والذي يؤكد ذلك أن الحسن وابن محيصن والأعمش وافقوا عاصماً وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب في قراءة: ( يبدلهما 1 بسكون الباء» وتخفيف الدال!7؛ ولم يذكرهمء وهذا يدل على أنه أراد العشرة فقط.

وعند تفسير قول تعالى: « وتحمل أَنقالَكم إلى بد لَمْ تكونوأ بَالغيه إلا باة بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رَحِيمٌ 4 ( سورة النحلء الآية 7 قال رحمه الله: " قرأ امور 1 بشق)

(1) انظر: ( ص59 -60 من البحث ).

(2) القراءات الأربع متواترة» انظر: ( النشر ص172/2» البدور الزاهرة ص36 ).

(3) تفسير فتح القدير 358/1.

(4) انظر: ( النشر ص172/2» البدور الزاهرة ص36 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص190» النشر ص236/2» البدور الزاهرة ص 243 ). (6) تفسير فت القدير 383/3.

(7) انظر

10

بكسر الشين» وقرأ أبو جعفر بفتحها "2101.

ويتضح من المثال السابق أيضاً أن الشوكاني أرد القراء العشرة فقطء ولو أراد غيرهم لذكر اليزيدي؛ لأنه وافق أبا جعفر في قراءة: ( بث بشق 1 بفتح الشين!".

ومن الأمثلة السابقة يتبين بوضوح أن الشوكاني رحمه الله ينسب بعض القراءات في تفسيره إلى القراء العشرة» وليس ذلك فحسبء بل يعزو منها إلى القراء الأربعة عشر. خامساً: ذكره القراءات منسوبة إلى القراء الأربعة عشر:

لم يكتف الشوكاني بذكر بعض القراءات منسوبة إلى القراء العشرة فقطء ولكنه قد ينسبها إلى القراء الأربعة عشرء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَإِنّ لَك معدا لن تَخَلَقَهُ ... 4 ( سورةطه. من الآية 97)» قال رحمه الله: " قرأ ابن كثير» وأبو عمروء ويعقوب» وابن محيصنء واليزيديء والحسن: ( لن تخلفه 4 بكسر اللام "5!41.

فها هو يذكر في المثال السابق ثلاثة من أصحاب القراءات الشاذة بأسمائهم» وهم: ابن محيصن. واليزيدي» والحسنء وقد وافقوا ابن كثير وأبا عمرو ويعقوب من العشرة في هذا الموضع. فكان مراده هنا القراء الأربعة عشر .

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ولا يَحْرْنك الذين يُسَارعُونَ في الكفر ... 4 ( سورة آل عمران من الآية 176 قال رحمه الله: " قرأ نافع : ( ولا يُحْزِنكَ 1 بضم الياء» وكسر الزاي'؛ وقرأ ابن

(7)

محيصن: ( ولا يُحْزْنكَ 4 بضم الياء» والزاي”. وقرأ الباقون: ( ولا يَحْزْنكَ 4بفتح الياءء وضم الزاي!» وهما لغتان» قال: حزنني الأمرء وأحزننيء والأولى أفصح ""

ذكر الشوكاني في المثال السابق ابن محيصن من القراء الأربعة ريده قراءته شاذة» فكان مراده نسبة بعض القراءات إلى القراء الأربعة عشر.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... انظرُوأ إلى تَمَرِه إذَا أَنْمَرَ وينعه إن في ذَلكُمْ لآيَاتَ لقم يُوَمنُونَ 4 ( سورة الأنعام من الآية 99 قال رحمه الله "لكا م6 لكات 1( كمرة )"تضم

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنزن ص 183» النشر ص 227/2 ءالبدور الزاهرة ص222 ). (2) تفسير فتح القدير 188/3.

(3) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص 349 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( البدور الزاهرة ص256» إتحاف فضلاء البشر ص388 ). (5) تفسير فتح القدير 481/3.

(6) قراءة متواترة» انظر: ( الكنز ص142 ).

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص27 ).

(8) قراءة متواترة» انظر: ( الكنز ص142 ).

(9) تفسير فتح القدير 541/1.

711

الثاء والميم» وقرأ الباقون بفتحهما!”؛ إلا الأعمش فإنه قرأ: ( ثُمّْره) بضم الثاءء وسكون الميم تخفيفا "2,

فالشوكاني في المثال السابق يعزو القراءات إلى القراء الأربعة عشرء والصحيح أنه لم يتحر الدقة في ذلك؛ لأن خلف في اختياره» والأعمش وافقا حمزة» والكقسائي في قراءة: ( ثّمْره)4 بضم الثاء والميم» ولم يقرأ الأعمش: 1 ثُمْره) بضم الثاء»ء وسكون الميم تخفيفاًء وإنما قرأ بضم الثاء والميه!.

والشوكاني رحمه الله لم يقتصر على عزو القراءات إلى القراء الأربعة عشر فقطء وإنما بشت عحيها إلى قزراء أخرين سادساً: : ذكره القراءات منسوبة إلى قراء آخرين غير الذين تم ذكرهم, ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: # وَإِنّ منكم لَمَن لَيْبَطْنَنَ . ٠٠‏ # ( سورة النساءء من الآية 72 ). قال رحمه الله: " قرأ مجاهدء والنخعيء, والكلبي:( ليبطئن 4 بالتخفيف "5/41.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ الذي يَْخلُونَ ويَأمْرُونَ النّاس بِالبُخل وَمَن يتل فَإِنَ الله هو الغنيٌ الْحَميدُ 4 (سورة الحديد الآية 24 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( بالبُخل 4 بضم الباء» وسكون الخاءا'» وقرأ أنس» وعبيد بن عميرء ويحيى بن يعمرء ومجاهدء وحميدء وابن محيصنء وحمزة:. والكسائي: ( بالبخل) بفتحتين7. وهي لغة الأنصارء وقرأ أبو العالية» وابن السميفع: ( بالبّخل 4 بفتح الباء» وإسكان الخاء'؟» وقرأ نصر بن عاصم بضمهما'"ء وكلها لغات"19,

ويتضح من المثالين السابقين أن الشوكاني ينسب القراءات إلى قراء آخرين بالإضافة إلى القراء الأربعة عشرء ولكنه لم يتحر الدقة في عزو القراءات لقرائهاء والذي جعلنا نقول ذلك؛ لأنه لم يذكر خلف والأعمش الذين وافقا من قرأ: ( بالبَخل ) بفتحتين!121.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( البدور الزاهرة ص122»؛ النشر ص196/2»: إتحاف فضلاء البشر ص270 ). ات القدير 1856/2.

(3) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص270 ).

(4) قراءة شاذة» انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص232 ). (5) تفسير فتح القدير 649/1.

(6) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص395 ).

(7) قراءة متواترة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ). (8) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص26 ). (9) قراءة شاذة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

(10) تفسير فتح القدير211/5.

(11) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص241 ).

712

" ق أ

وعند تفسير قوله تعالى: « ولا تَمَنْن تستكششٌ 4 ( سورة المدثرء الآية6 قال رحمه الله: " قر الجمهور: ( تستكشٌ 4 بالرفع'/على أنه حال» أي: ولا تمنن حال كونك مستكثراًء وقيل: على حذف أنء: والأصل ولا تمنن أن تستكثرء فلما حذفت رفعء قال الكسائي: فإذا حذف أن رفع الفعل» وقرأ يحيى بن وثاب» والأعمش: ( تستكثر 4 بالنصب على تقدير أن» وبقاء عملهاء ويؤيد هذه القراءة قراءة ابن مسعود: ( ولا تمنن أن تستكثر 4 بزيادة أن» وقرأ الحسن أيضاًء وابن أبي عبلة2: ( تستكثر 4 بالجزم/" على أنه بدل من تمنن ".

وعند تفسير قوله تعالى: ‏ مُنتكبرين به سامرًا تَهجْرُونَ 4 ( سورة المؤمنون, الآية 67 قال

رحمه الله ؟ " وقرأ ابن مسعودء وابن عباسء» وابن عمرء وأبو حيوة': ( سُمّرا 4 بضم السين» وفتح الميم مشخدةات, وقرأ ريد بن علي» وأبو ركاذا 2[ سمانا 1 ورويت هذه القراءة عن

اوم غناين انرو انتهيتان + تنامرا #علن' الهال للق

يتبين من المثال السابق أن الشوكاني يعزو بعض القراءات إلى أبي حيوة؛ وزيد بن عليء وأبي رجاءء والصحيح أنه ينسب القراءات إلى قراء آخرين غير الذين سبق ذكرهمء والأمثلة التي ذُكرت تؤدي المقصودء وهو نسبة القراءات إلى قرائها.

يتبين من خلال كل ما تقدم أن الشوكاني يذكر القراءات منسوبة إلى قرائهاء فأحياناً يذكر بعض القراءات منسوبة إلى النبي 6 وفي بعض الأحيان ينسب بعضها إلى الصحابة» والقاتعين» وينست يعضها لفن إلى القزاءا الفنعة "كان وإلى "الفا العفزه كانه الخرى اوقد ينسب منها أيضاً إلى القراء الأربعة عشرء وإلى غيرهم من القراء» وهذا يبيين أنه على دراية» وسعة علم بالقراءات» وظهرت أيضاً عنايته بها في التفسير .

(1) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص418 ).

(2) ابن أبي عبلة: اسمه شمر بن يقظان بن المرتحل العقيلي» أحد الأشراف والعلماء بدمشقء توفي سنة اثنتين وخمسين ومائة انظر: ( تهذيب الكمال 140/2: شذرات الذهب 233/1 ).

(3) قراءة: ( تستكثر ) بالنصبء وقراءة؛ ( تستكثر 1 بالجزم شاذتان» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص164 ). (4) تفسير فتح القدير385/5.

(5) أبو حيوة: شريح بن يزيد الحضرميء من أعلام القراءات» توفي سنة ثلاثين ومائتين» انظر: ( تهذيب الكمال 2).

(6) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص98 ).

(7) أبو رجاء: عمران بن ملحان التميمي البصري العطارديء أسلم بعد الفتح» ومن كبار المخضرمينء وقيل: إنه رأى أبا بكر الصديقء كان ثقة في الحديثء وله رواية وعلم بالقرءان» توفي سنة خمس ومائة تقريباً» انظر: ( تهذيب الكمال 2 سير أعلام النبلاء 253/4» شذرات الذهب 130/1 ).

(8) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص98 ).

(9) تفسير فتح القدير 609/3.

13

المطلب الثاني: ذكره القراءات منسوبة لأهل البلد:

لم يقتصر الشوكاني رحمه الله على نسبة القراءات إلى قرائهاء ولم يكتف بذلك؛ بل وجدنا أده كر | ناتنس القز اواك أل" البلكه تقال ذلك"

عند تفسير قوله تعالى: « قَلَمَآ ءَانَاهُمَا صالحاً جعلاً لَه شركاء فيمَآ عَاتَاهُمَا ... 4 ( سورة الأعرافء من الآية 190 قال رحمه الله: " وقد قرأ أهل المدينة وعاصم: ( شركا 4 على التوحيدء وقرأ أبو عمروء وسائر أهل الكوفة: بالجمع "211.

وعند تفسير قوله تعالى: # وَالَذِينَ اتخذوأً مَسجدا ضرارًا ..٠‏ # (سورة التوبةء من

الآية 107 قال رحمه الله: " وقرأ المدنيون» وابن عامر:[1 الذين اتفذوا )ين غيل واو

وعند تفسير قوله تعالى: «# . .. وإن لَمْ تفعل فم بلغت رسالته . 4 [ايفيوؤة الساتسةة مسن الآية 67 قال رحمه الله: قرأ أبو عمروء وأهل الكوفة إلا شعبة: 1[ رسالته 1 على التوحيدهء وقرأ أهل المدينة» وأهل الشام: ( رسالاته 1 على الجمع "!6(6,

والملاحظ من المثال السابق أنه رحمه الله لم يذكر يعقوب على الرغم من أن قراءته موافقة لقراءة أهل المدينة» وأهل الشام .

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وإن يَرَوآ سبيل الرشد لا يَتَخَذُوهُ سَبيلاً ... 4 (سورة الأعرافء من الآية 146 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وأهل البصرة ( الرشد) بضم الراء» وإسكان الشين» وقرأ أهل الكوفة إلا عاصماً: بفتح الراء والشين "5/7,

ذكر الشوكاني في المثال السابق القراءة منسوبة لأهل البلدء ولكنه أغفل ابن عامر الشامي» حيث إن قراءته موافقة لقراءة أهل البصرة» وأهل المدينة .

قال ابن الجزري رحمه الله في النشر: "... واختلفوا في: ( الرُشد ): فقرأ حمزة» والكسائي» وخلف: بفتح الراء والشين» وقرأ الباقون: بضم الراءء وإسكان الشين!".

ويتضح من الأمثلة السابقة أن الشوكاني يذكر القراءات في تفسيره منسوبة لأهل البلد في كين من الأحياة رق لا تكو هته النمية دفيقة أحيانا.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( النشر 205/2», الكنزن ص 163» البدور الزاهرة ص155 ). (2) تفسير فتح القدير 349/2.

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( النشر 211/2 ).

(4) تفسير فتح القدير 509/2.

(5) انظر: ( النشر 192/2» البدور الزاهرة ص117 ).

(6) تفسير فتح القدير 79/2.

(7) القراءتان متواترتان» انظر: (النشر 204/2» البدور الزاهرة ص 151 ).

(8) تفسير فتح القدير 311/2.

(9) النشر 204/2.

0

المطلب الثالث: ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء أو العامة» أو الجماعة: لم يقتصر الشوكاني رحمه الله على ذكر القراءات منسوبة إلى قراءهاء وإلى أهل البلد»

بل كثيراً ما نجد أنه ينسبها إلى الجمهورء وأحياناً ينسبها إلى العامة» أو إلى الجماعة. أولا: ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهور:

الشوكاني رحمه الله ينسب القراءات كثيراً إلى الجمهورء وقد يكون مراده القراء السبعة تارة» ويكون مقصده القراء العشرة تارة أخرىء وقد يقصد القراء الأربعة عشر وغيرهم. 1[ - ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء. ومقصده القراء السبعة فقطء. ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « وَالْخَامسَةٌ أَنّ لَعْنَتَ الله علَيْه إن كان من الكاذبين 4 (سورة النورء الآية 7 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: بتشديد أن من قوله: ( أن لعنت الله وقرأ نافع: بتخفيفها "(200,

فالمثال السابق يدل دلالة واضحة على أن الشوكاني أراد بالجمهورء القراء السبعة دون غيرهم ما عدا نافع» ولو أنه أراد العشرة لذكر يعقوب مع نافع؛ لأنه وافقه في قراءة التخفيف 7 ,

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ومن اللَيْل فَسَبّحَهُ وَأَدْبَارَ السّجُود 4 ( سورة قء الآية 40 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( وأدبار 4 بفتح الهمزة جمع دبرء وقرأ نافع» وابن كثير» وحمزة: [ وإدبار) بكسرها على المصدر...5141,

ووقون فو هة ا" المكان: لضن أله إراد بالجمهور لقاع التعسة بو لئ أنة أواذ القواء التقوة لذكن أن حك وكلك؟ لأنيها انق قاقعا زابخ كفو بوم تفلي قراو الكفيو قار

وعند تفسير قوله تعالى: * لا فيها غول ولا هم عَنَهَا يُنرَفُون ( سورة الصافاتء الآية 47 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يُنَزفون ) بضم الياء» وفتح الزاي مبنياً للمفعولء وقرأ حمزة» والكسائي: ( يُنزفون ) بضم الياء» وكسر الزاي/ من أنزف الرجل: إذا ذهب عقله

من السكر ا(

(1) انظر: ( التيسير ص131» غيث النفع ص198 ).

ااي لقن 4.

(3) انظر: ( النشر 248/2» البدور الزاهرة ص275 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( التيسير ص164.» الإقناع ص 433 ). (5) تفسير فتح القدير 97/5.

(6) انظر: ( النشر 280/2», البدور الزاهرة ص 379 ).

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( التيسير ص151» السبعة ص547 ). (8) تفسير فتح القدير 469/4 .

175

وها هو أيضنا في المثال. الشابق يست القزاءة إلى الجمهور» وراد تن تلك القراء السبعة» والذي جعلنا نقول ذلك؛ لأنه لم يذكر خلف العاشر الذي وافق حمزة والكسائي في قراءة: ( يُنزفون ) بضم الياء» وكسر الزاي". 2 - ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء. ومقصده القراء العشرة فقط دون غيرهم. ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: #8 ... ألحقنا بهم ذَرَيْتَهمٍ ٠.٠‏ # (سورة الطورء من الآية 21 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( ذريتهم 4 بالإفراد» وقرأ نافع» وابن عامرء وأبو عمروء ويعقوب: ( ذرياتهم 4 على الجمع "0/121,

والذي جعلنا نقول: إنه أراد بقوله: قرا الجمهور القراء العشرة؛ لأنه ذكر يعقوب من العشرة ولم يذكر الحسن واليزيدي وهما من القراء الأربعة عشر الذي وافقا نافعاًء وأبا جعفر وابن عامرء وأبا عمرو على قراءة: ( ذرياتهم 4 بالجمع!".

وعند تفسير قول تعالى: ١‏ فَأَرَدْنَا أن يُبْدلَهُمَا رَبّهُمَا خَيْرًا مَنَهُ زّكاة وَأَقَرَب رخًا 4 ( سورة الكهفء الآية 81 ). قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يبَدّلهما 4 بفتح الموحدة؛ وتشديد الدال» وقرأ عاصمء وابن عامرء وأبو جعفرء ويعقوب: بسكون الباء» وتخفيف الدال "6/50,

والمثال السابق دليل صريح وواضح على أن الشوكاني يذكر القراءة منسوبة إلى الجمهورء والمراد القراء العشرة» والذي جعلنا نقول بذلك؛ لأنه ذكر منهم أبا جعفر ويعقوبء والذي يؤكد ذلك أن الحسن» وابن محيصنء والأعمش وافقوا عاصماًء وابن عامرء وأبا جعفر ويعقوب في قراءة: ( يُبْدلهما 14 بسكون الباء» وتخفيف الدال/7» ولم يذكرهمء وهذا يدل على أنه أراد بالجمهور القراء العشرة فقط .

وعند تفسير قول تعالى: « وتحمل أَنْقَالَكم إلى بد َم تكونوأ بَالغيه إلا ب بشق الآنفس إن رَبَكُمْ لرؤوف رَّحِيمٌ 4 ( سورة النحلء الآية 7 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور بشق 1 بكسر الشين» وقرأ أبو جعفر بفتحه "!919,

(1) انظر: ( النشر 267/2» البدور الزاهرة ص324 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( النشر 282/2» االبدور الزاهرة ص382 ).

سر الور 5.

(4) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص518 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص190», النشر ص236» البدور الزاهرة ص 243 ). اللعيلات كر 3/ 3.

(7) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص371 ).

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنزن ص183» النشر ص227 » البدور الزاهرة ص222 ). (9) تفسير فتح القدير 188/3.

16

ويتضح من المثال السابق أيضاً أن الشوكاني أراد بقوله: الجمهور القوان العقدوية فقظ» ولو أراد غيرهم لذكر اليزيدي؛ لأنه وافق أبا جعفر في قراءة: ( بد 00

ويفكق: القؤل من خلال الأفكلة النيايقة: إن الشتوكات جرحم اله فد .يدوو يعض القحمزاءات إلى اوبكر عالتقا د امقر و

- ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء. ومقصده القراء من الصحابة والتابعين» والقراء الأربعة عشرء وغيرهمء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ إِنّ الَذِينَ آَمَئُوا وَعَملُوا الصّالحات سيَجعل لَهُمْ الرّحْسَنْ وذّا 4 ( سورة مريم؛ الآية 96 قال رحمه الله: " قرىء: ( ود بكسر الواوا» والجمهور من السبعة» وغيرهم على الضم .

في المثال السابق الشوكاني رحمه الله ذكر قراءة: ( ودَأ) بكسر الواوء وهي قراءة شاذة لم يقرأ بها أحد من القراء الأربعة عشرء ثم نسب قراءة: ( ودَأ) بالضم إلى الجمهور من السبعة وغيرهم» وأراد القراء الأربعة عشر وغيرهم؛ لأنهم متققفون على قراءة: ( وذا) بالضم» ولا خلاف بينهم في ذلكا؟ا.

وعند تفسير قوله تعالى: « إن يَسأَلَكمُوهَا فَيُحفكم تَبْخَلوا ويُخرج أَضعَاتَكم © ( سورة محمد الآية 37 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يخرج 4 بالجزم؛ وروي عن أبي عمرو أنه قرأً: ( يخرج 4 بالرفع على الاستئناف©. وروي عنه أنه قرأ: ( يَخْرّجُ أضغانكم 4 بفتح الياء» وضم الراء» ورفع أضغانكم» وروي عن يعقوب الحضرمي أنه قرأ: بالنون» وقرأ ابن عباسء ومجاهدء وابن محيصنء وحميد: ( تَخْرّج ) بالفوقية المفتوحة مع ضم الراء "817,

ويتبين من المثال السابق بوضوح أن الشوكاني رحمه الله أراد بالجمهور كل القراء من الصحابة والتابعين» والقراء الأربعة عشر وغيرهم.

وعند تفسير قوله تعالى: « الذين يبْخلُونَ ويَأمْرُونَ النّاس بالبُخل وَمَن يتل فَإِنَ الله هو الغنيٌ الْحَميدُ 4 (سورة الحديد, الآية 24 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( بالبُخل 4 بضم الباء»

1) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص349 ).

2) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص86 ).

3) تفسير فتح القدير 444/3.

4) قراءة متواترة» انظر: ( الكنزن ص194» النشر 239/2 ).

5) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص380 ).

6) قراءة شاذة» برواية عبد الوارث عن أبي عمروء انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص141 ). 7]قراءة شاذة » انظر: ( البحر المحيط 85/8 ).

(8) تفسير فتح القدير 51/5.

) اذ ( ( ( ) اذ ( ( (

7

وسكون الخاء!'» وقرأ أنسء وعبيد بن عميرهء ويحيى بن يعمرء ومجاهدء وحميدء وابن محيصنء وحمزة: والكسائي: ( بالبخل) بفتحتين/7» وهي لغة الأنصارء وقرأ أبو العالية» وابن السميفع: ( بالبَخل ) بفتح الباء» وإسكان الخاءا» وقرأ نصر بن عاصم: ( بالبُخل 4 بضمهما"؛ وكلها لغات "5.

ينسب الشوكاني القراءات في المثال السابق إلى الجمهورء ومراده القراء الأربعة عشر وغيرهم.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ولا تَمنْن تَستَكشرٌ 4 ( سورة المدثرء الآية 6 قال رحمه الله: " وقرأ الجمهور: ( تستكشرٌ 4 بالرفع)على أنه حال» أي: ولا تمنن حال كونك مستكثراء وقيل: على حذف أنء والأصل ولا تمنن أن تستكثرء فلما حذفت رفعء قال الكسائي: فإذا حذف أن رفع الفعل» وقرأ يحيى بن وثاب» والأعمش: ( تستكثر 4 بالنصب على تقدير أن» وبقاء عملهاء ويؤيد هذه القراءة قراءة ابن مسعود: ( ولا تمنن أن تستكثر 4 بزيادة أن» وقرأ الحسن أيضاًء وابن أبي عبلة: ( تستكشر 4 بالجزم" على أنه بدل من ( تمنن ) ..,"81.

وبعد فإنني أكتفي بهذا القدر من الأمثلة» ومن خلال ما سبق يتضح أن الشوكاني زيكنة ال نكر انها يقنه القزافات إلى الجمهؤوة كار يكور منضيدة مو اقول فوأ الجموسوق القراء السبعة» وقد يكون مراده القراء العشرة تارة أخرىء وقد يقصد بالجمهور كل القراء من الصحابة والتابعين» والقراء السبعة» والعشرة» والأربعة عشرء وغيرهم من القراءء وكل ذلك يدلل على سعة علمه؛ وجلالة قدره في علم القراءات. ثانياً: ذكره القراءات منسوبة إلى العامة:

الشوكاني رحمه الله ينسب القراءات إلى العامة في تفسيره؛ ولكن بنسبة قليلة جدأء ولو تتبعنا الأمثلة التي ذكرها؛ لوجدنا أن مراده بالعامة» عامة القراء من الصحابة؛ والتابعين؛ والقراء الأربعة عشرء وغيرهم» وسأكتفي بذكر مثالين فقط على ذلك:

فعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... لَعَلَّكُمْ تَسَلمُونَ © ( سورة النحلء من الآية 81 قال الشوكاني

(1) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص395 ).

(2) قراءة متواترة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص26 ).

(4) قراءة شاذة» انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

(5) تفسير فتح القدير211/5.

(6) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص418 ).

(7) قراءة: ([ تستكثر 4 بالنصب, وقراءة؛ ( تستكثر') بالجزم شاذتان» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص164 ). (8) تفسير فتح القدير385/5.

179

رحمه الله: " قرأ ابن عباس وعكرمة: ( تسلمون ) بفتح التاء واللام'7» من السلامة من الجراح» وقرأ الباقون: ( تسلمون 4 بضم التاء وكسر اللام من الإسلام» قال أبو عبيد: والاختيار قراءة العامة؛ لأن ما أنعم الله به علينا من الإسلام أفضل مما أنعم به من السلامة من الجراح "2,

فالمثال السابق يبين أن الشوكاني قد يريد بقوله: قراءة العامة القراء السبعة» وقد يكون مراده القراء العشرة» أو الأربعة عشرء لأنهم متفقون على قراءة: ( تسلمون وليس بينهم خلاف في ذلك37, ٠‏

وعند تفسير قوله تعالى: « وَالسّارق وَالسَارقَة فَاقطعْوا أَيْدِيَهُمَا ..٠‏ # ( سورة المائدةء من الآية 38 ). قال رحمه الله: " قرئ: ( والسارق والسارقة 1 بالنصب"؛ على تقدير اقطعواء ورجّح هذه القراءة سيبويه» قال: الوجه في كلام العرب النصبء كما تقول زيداً أضربه؛ ولكن العامة أبت إلا الرفع» يعني عامة القراء!؟. ويريد بذلك القراء الأربعة عشر؛ لأنهم متفقون على قراءة: ([ والسارق والسارقة 4 بالرفع» ولا خلاف بينهم في ذلك "6.

يتضح من خلال المثالين السابقين أن الشوكاني ينسب القراءات إلى العامة أحياناء وقد يريد بذلك القراء السبعة» أو العشرة» أو الأربعة عشرء والله تعالى أعلم . ثالثاً: ذكره القراءات منسوبة إلى الجماعة:

رأينا مما سبق أن الشوكاني ذكر في تفسيره بعض القراءات منسوبة إلى الجمهورء أو إلى العامة» ولم يقتصر الأمر على ذلك وإنما ينسب بعضها إلى الجماعة» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « وَاتَقوأً فتنّةَ لا تُصيبَن الَذِينَ ظَلَمُواً منكم خآصّة ... 4 (سورة لفل سن إن قال ريفم لهو عليه وزرد بعن اكنت وات وان متشعوة: ( لتصيبن 714؛ على أن اللام جواب لقسم محذوفء والتقدير: اتقوا فتنة والله لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة» فيكون معنى هذه القراءة مخالفاً لمعنى قراءة الجماعة؛ لأنها تفيد أن الفتنة تصيب الظالم خاصة بخلاف قراءة الجماعة "!8,.

يتبين بوضوح من المثال السابق أن مراد الشوكاني رحمه الله من قراءة الجماعة

(1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص74 ). (2) تفسير فتح القدير 233/3.

(3) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص353 ).

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص32 ). (5) تفسير فتح القدير 54/2.

(6) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص253 ).

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص49 ). (8) تفسير فتح القدير 380/2.

179

القراء الأربعة عشرء والمثال التالي أيضاً يدل على ذلك: فعند تفسير قوله تعالى: 1 ... يُدْبّحُونَ أبتاءكم 0 4 (سورة البقرة:. من الآية 49 ). قال

اا ى»

رحمه الله: " قرأه الجماعة: بالتشديدء وقرأ ابن محيصن: بالتخفيف "2/01,

وقد يريد بالجماعة القراء الأربعة عشرء وغيرهمء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « وإن كان ذو عُسْرَة فنظرة إِلَى مَيْسَرَة ... 4 ( سورة البقرةء من الآية 280 ). قال رحمه الله: " وقرأ الجماعة: ( فَنَظرَة 4 بكسر الظاءء وقرأ مجاهدء وأبو رجاء. والحسن: ( فَنَظرَة 4 بسكون الظاء!» وهي لغة تميم "#.

وأراد الشوكاني رحمه الله بالجماعة في المثال السابق كل القراء بما فيهم أصحاب القوراءات" الشافة:

وعند تفسير قوله تعالى: 8 ... فَتَذَكَرَ إحداهُما الأخرّى ..٠‏ # ( سورة البقرة» من الآية 282 قال رحمه الله: " وقرأ ابن كثيرء وأبو عمرو: ( فتذكر 4 بتخفيف الذال والكافء ومعناه تزيدها ذكراًء وقراءة الجماعة: ( فتذكرَ 4 بالتشديدا” أي تنبهها إذا غفلت ونسيت "7.

والمراد بالجماعة في المثال السابق على ما يبدو القراء السبعة؛ لأن يعقوب وافق ابن كثيرء وأبا عمرو في القراءة المذكورة”. ولم يذكره الشوكاني؛ فدل ذلك أنه أراد بقراءة الجماغة الذوا» التنيفة:

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ إِنَّا جعَلَنَا في أَعْتاقهمْ أغلالاً ... 4 ( سورة يس من الآية 8 قال رحمه الله: " وقرأ ابن عباس: [ إنا جعلنا في أيمانهم أغلالاً 4....قال النحاس: وهذه القراءة تفسيرء ولا يُقرأ بما خالف المصحفء قال: وفي الكلام حذف على قراءة الجماعة", فالتقدير: إنا جعلنا في أعناقهم وفي أيديهم أغلالاً فهي إلى الأذقان» فهي كناية عن الأيدي لا عن الأعناق "10,

1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص5» إتحاف فضلاء البشر ص177 ). 2) تفسير فتح القدير 127/1.

3 قراءة شاذة انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص17.» البحر المحيط 354/2 ).

4) تفسير فتح القدير 406/1.

5) انظر: (السبعة ص193 ).

6) تفسير فتح القدير 410/1.

(7) قراءتان متواترتان» قرأ ابن كثير والبصريان: بالتخفيف؛, وقرأ الباقون: بالتشديدء انظر: ( النشر 178/2» البدور الزاهرة ص69 ).

(8) قراءة شاذة» انظر: ( إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 384/3 ).

(9) تفسير فتح القدير 431/4.

(10) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 384/3 ).

! ) / ! ! !

50

وأحياناً يقول الشوكاني رحمه الله: وقرأه الجماعة» والأمثلة على ذلك قليلة جداً في تفسيره: ومن ذلك:

هقد تفتبين كوله كعالى : ع ولؤلا دفغ الله النّاس بَعْضَهُمِ ببَغْض لَقِسَدت الأرْضْ 4 ( سورة البقرة» من الآية 251 قال رحمه الله: " ( ولولا دفع الله 1 قرأه الجماعة» وقرأ نافع: ( دفاغ 14 وهما مصدران لدفع؛ كذا قال سيبويه؛ وقال أبو حاتم: دافع؛ ودفع واحد مثل: طرقت نعليء وطارقته؛ واختار أبو عبيدة قراءة الجمهورء وأنكر قراءة: ( داع ).» قال: لأن الله عزّ وجل لا يغالبه أحدء قال مكي: يوهم أبو عبيدة أن هذا من باب المفاعلة» وليس به "2

في المثال السابق ذكر الشوكاني قراءة الجماعة: ( دَفْعْ وقراءة نافع: ( دقَاعْ 4, ثم قال: واختار أبو عبيدة قراءة الجمهورء وفي ذلك دلالة واضحة على أنه يقصد بالجماعة الجمهور؛ لأنه عبر عن ذلك بقوله: واختار أبو عبيدة قراءة الجمهورء أي: الجماعة.

وأراد بالجماعة في المثال السابق القراء السبعة فقط ما عدا نافع» ولو أنه أراد العشرة لذكر أبا جعفرء ويعقوب؛ لأنهما وافقا نافعاً في قراءته/» وقد يكون مراده بالجماعة كل القراءء ومتال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 8 . .. فَإذًا أَقَضِتمْ من عرقات فَاذكرُوا اله عند المَشعر الحَرام ... 4 (سورة البقرة» من الآية 198 ) قال رحمه الله: " ( عرفات ): اسم لتلك البقعة, أي: موضع الوقوفء وقرأه الجماعة بالتنوين» وليس التنوين هنا للفرق بين ما ينصرف,. وما لا ينصرفء وإنما هو بمنزلة النون في مسلمين "“.

وقد يقول: قرأ جماعة بدون أل التعريفء ويقصد بذلك باقي القراءء ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: #8 الر ... * ( سورة يونسء من الآية 1 قال رحمه الله: " وقد قراً بالإمالة أبو عمروء وحمزة» وخلفء وغيرهم» وقرأ جماعة من غير إمالة "50151.

ومراد الشوكاني من قوله: وقرأ جماعة: أي باقي القراء غير الذين تم ذكرهم.

ولم يذكر الشوكاني قراءة الجميع إلا مرة واحدة فقط في تفسيره. فعند تفسير قوله تعالى: « ... فَأَنزَلنَا عَلَى الذينَ ظَلَمُوأْ رجز مّنَ السّمَاء ٠.٠‏ # ( سورة البقرة» من

(1) القراءتان متواترتان» انظر : ( السبعة ص187 - 384» التيسير ص69 ). (2) تفسير فتح القدير 363/1.

(3) انظر: ( الاختيار في القراءات العشر لسبط الخياط 308/1 ).

(4) تفسير فتح القدير 281/1.

(5) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص 309 ).

(6) تفسير فتح القدير 533/2.

81

الآية 59 قال رحمه الله: " ( رجزاً 4 بكسر الراء في قراءة الجميع إلا ابن محيصن قرأ بضم الراء "2101, ويلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني أراد بقوله: قراءة الجميع كل القراء بما فيهم أصحاب القراءات الشاذة» والله تعالى أعلم.

يتبين من خلال كل ما تقدم أن الشوكاني رحمه الله كثيراً ما ينسب القراءات في تفسيره إلى الجمهورء وتارة ينسبها إلى العامة» وتارة أخرى إلى الجماعة» وفي بعض الأحيان يقول: قرأ جماعة» أو يقول: قراءة الجميع» وهذا إن دل فإنما يدل على عنايته بالقراءات» واهتمامه بها في التفسير. المطلب الرابع: ذكره القراءات غير منسوبة لأحد:

الشوكاني رحمه الله كثيراً ما يذكر القراءات غير منسوبة لأحد بقوله: قرئ» وقد تكون القراءة شاذة» أو متواترة» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... ترّى أَعَيْنهُم ٠.٠‏ # ( سورة المائدة» من الآية 83 قال رحمه الله: " قرئ: ( ترى أعيثهم 4 على البناء للمجهول '"43,

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ يَوْمْ تدذغو كل أناس بِإِمَامهم ٠.ء‏ # (سورة الإسراءء من الآية 71 قال رحمه الله: " قرئ: ( يُدْعَوْ 4 بالياء التحتية على البناء للفاعل» بضم الياء» وفتح العين» وهي قراءة الحسن "/605.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... ولَيَغفوا وَلْيَصقحُوا ..٠‏ # ( سورة النور» من الآية 22 قال رحمه الله: " وقرئ: بالفوقية في الفعلين جميعاً "177.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... إِذ يَعْدُونَ في السَّبْت ... »© (سورة الأعرافء من الآية 163 قال ر حم الله: " قرىئى: [ يَعَدُون 4 بفتح الياء والعين وضم الدال

9)

مشددة!'اء بمعنى: يعتدون» أدغمت التاء في الدال "101,

(1) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص180 ).

(2) تفسير فتح القدير 136/1.

(3) قراءة شاذة» انظر: ( الكشاف 702/1», البحر المحيط 8/4 ).

(4) تفسير فتح القدير 90/2.

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص77». المحتسب في وجوه شواذ القراءات 22/2 ). (6) تفسير فتح القدير 309/3.

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص101» المحتسب 106/2 ).

(8) تفسير فتح القدير 21/4 -22.

(9) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص47» المحتسب 264/1 ).

(10) تفسير فتح القدير 326/2.

52

وأنت ترى أن الشوكاني يريد بقوله: قرئ: القراءات الشاذة» والأمثلة السابقة وضحت ذلك أهكانا يقولة كووقه كروت القر اع مق إتزرة: ومقالة ذلك

عند تفسير قوله تعالى: 98 ... تُسقيكم مما في بُطونهًا ..٠‏ # ( سورة المؤمنون» من الآية 21 قال رحمه الله: " قرئ: ( نسقيكم 4 بالنون على أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى» وقرئ: ( تسقيكم 4 بالتاء الفوقية! :على أن الفاعل هو الأنعام "/.

وأحياناً يذكن القراءة بقولة: على قراءة من قرا ومكال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ هنَالكَ تَبلُو كل تقس مّا أسلقت...4 ( سورة يونسء من الآية 30 0 رحمه الله: " فمعنى تبلوا: تذوق وتختبرء وقيل: تعلم» وقيل: تتبع» وهذا على قراءة من قراً: ( تبلوا ) بالمثناة الفوقية/' بإسناد الفعل إلى كل نفس» وأما على قراءة من قرأ: 1( نبلوا) بالنون» فالمعنى: أن الله يبتلي كل نفس ويختبرهاء ويكون ما أسلفت بدلا من كل نفسء» والمعنى: أنه يعاملها معاملة من يختبرهاء ويتفقد أحوالها "5.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... لَمَغْفرَةَ مّنَ الله وَرَحْمَةُ خَيْرٌ مَمَا يَجْمَعُْونَ » (سورة آل عمران» من الآية 157 ): قال رحمه الله: " أي: الكفرة من منافع الدنيا وطيباتها مدة أعمالهم على قراءة من قرأ: ( يجمعون ] بالياء التحتية» أو خير مما تجمعون أيها المسلمون من الدنيا ومنافعها على قراءة من قرأ: [ تجمعون ) بالفوقية "/716.

يتضح من المثالين السابقين أن مراد الشوكاني رحمه الله بقوله: على قراءة من قرأ: القراء العشرة»؛ وقد يكون مراده القراء الأربعة عشر.

يتبين من خلال ما تقدم بجلاء ووضوح أن الشوكاني رحمه الله يذكر القراءات في تفسيره غير منسوبة لأحدء فتارة يذكرها بقوله: وقرئ» وتارة أخرى بقوله: على قراءة من قرأء واأكيانا كوف القن اوه قلاف و كو مت انيه أهيانا أخريي.

»+ عا ا كا »ا »ا كلا »!ا كا كا كلا ا كلا

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص184» النشر 228/2», البدور الزاهرة ص 225 ).

(2) تفسير فتح القدير 595/3.

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنزن ص 171» النشر 212/2» البدور الزاهرة ص177 ).

(4) قراءة شاذة» قال في البحر: وروى عن عاصم [ نبلوا 4 انظر: ( البحر المحيط 155/5 ).

(5) تفسير فتح القدير 556/2.

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص142 » النشر 182/2 » البدور الزاهرة ص88. إتحاف فضلاء البشر

ص231 ). (7) تفسير فتح القدير 529/1.

53

الفصل الثالث منهج الإمام الشوكاني في توجيه القراءات وفيه ستة مباحث: المبحث الأول تعريف التوجيه. ومصطلحاته. ورأي العلماء فيه وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف التوجيه ومصطلحاته. المطلب الثاني: رأي العلماء فيه. المبحث الثاني توجيه القراءات بالمأثور وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: توجيه القراءات بالقرءانء أو بقراءة أخرى. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالسنة. المطلب الثالث: توجيه القراءات من أقوال الصحابة؛ أو من مصاحفهم. المطلب الرابع: توجيه القراءات من أقوال التابعين. المبحث الثالث توجيه القراءات من لغة العرب وفيه خمسة مطالب: المطلب الأول: توجيه القراءات بالاشتقاق. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالشعر. المطلب الثالث: توجيه القراءات من أقوال المفسرينء وعلماء اللغة» ولغات العرب. المطلب الرابع: توجيه القراءات بالبلاغة. المطلب الخامس: توجيه القراءات بالنحو.

المبحث الرابع توجيه القراءات بالرسم العثمانيء وأحكام التلاوة وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: تعريف الرسم العثماني. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالرسم العثماني. المطلب الثالث: توجيه القراءات بأحكام التلاوة والتجويد. المبحث الخامس توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية. ومسائل العقيدة وفيه مطلبان: المطلب الأول:توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية. المطلب الثاني: توجيه القراءات لبيان مسائل العقيدة. المبحث السادس

ذكره القراءات بدون توجيه

الفصل الثالث منهج الإمام الشوكاني في توجيه القراءات

لقد اعتنى الشوكاني في تفسيره بتوجيه القراءات» والاحتجاج لهاء وتعليلها» وكان ل ذلك نصيب وافر في تفسيره» وظهرت براعته في فنون وعلوم متعددة مثل: القرءان وعلومه. والحديث الشريف وعلومه:؛ واللغة العربية» وأقوال أئمة اللغة والتفسيرء ولهجات القبائل» وأحكام التلاوة والتجويد» ومسائل العقيدة» والفقه» وغير ذلك من العلوم التي صانت اللفظ القرءاني» ويحتاج إليها المفسرء وتساعده في إيضاح المعاني» وتوجيه القراءات» وسنقوم إن شاء الله تعالى ببيان منهج الشوكاني في توجيه القراءات من خلال المباحث التالية:

المبحث الأول تعريف التوجيه» ومصطلحاته؛ ورأي العلماء فيه

المطلب الأول: تعريف التوجيه ومصطلحاته: أولاً: تعريف التوجيه: 1 - التوجيه لغة: التوجيه: مصدر وجه يوجه؛ قال تعالى: ١‏ ... أَيْنَمَا يوجهة لآ يَأت بخَيْرٍ ... 4 ( سورة النحلء من الآية76 ).

والواو والجيم والهاء أصل واحد يدل على مقابلة لشيء؛ يقال واجهت فلاناً: أي: جعلت وجهي تلقاء وجهه» ووجهت الشيء: أي: جعلته على جهة» والتوجيه: أن تحفر تحت البطيخة» ثم تضجعها!".

ووجه كل شيء مستقبله» قال تعالى: <! ... فَأَيْنمَا تُولوأ َنم وجه اللّه ... 4 ( سورة البقرة: من الآية 115 ). ووجوه القرءان: المعاني التي يحتملهاء قال أبو الدرداء: لا تقتقفه حتى ترى للقرءان وجوهاًء أي: ترى له معاني يحتملها فتهاب الإقدام عليه ويقال: هذا وجه الرأيء» أي: هو الرأي نفسه» ووجوه البلد: أشرافه» ووجوه القوم: ساداتهم ووجهاؤهم» ورجل وجيه: ذو وجاهه؛ ويقال للرجل إذا كبر سنه: قد توجه؛ ويقال: خرج القوم فوجهوا طريق الناس توجيهاً إذا وطئوه وسلكوه حتى استبان أثر الطريق لمن يسلكه؛ والوجه والجهة بمعنى!©.

قال الراغب الأصفهاني رحمه الله: " ... ويقال للقصد وجهء وللمقصد جهة ووجهة» وهي حيثما نتوجه للشيء "2,

(2) انظر: ( لسان العرب 555/13 -560 ).

56

والوجه ما يتوجه إليه الإنسان من عملء وغيره؛ ويقال: لهذا القول وجه» أي: مأخذ وحجة أخذ منها!". 1[ - التوجيه اصطلاحاً:

حقيقة التوجيه هي: أنه إذا وقعت صعوبة في فهم كلام ما من أي علم من العلوم ‏ من قرءان» أو حديثء أو أثرء أو شعرء أو غير ذلك رقف عن ذلك العالم المتخصصء ويشرح» ووييسر تلك الصعوبة» ويحل كل غامضء ويُفهم الناس؛ لأن عقولهم؛ ومداركهم ليست في مرتبة واحدة؛ لذلك يختلف التوجيه للمبتدئين عن التوجيه للمنتهين» وقد عرف العلماء توجيه القراءات بعدة تعريفات» أذكر منها ما يلي:

قال الأستاذ الدكتور عبد الغفور محمود مصطفى: معناه: هو عبارة عن بيان وجه القراءة من حيث اللغة والمعنى» وعرفه بقوله: " علم توجيه القراءات: علم يبحث عن القراءات من جوانبها الصوتية» والصرفية» والبلاغية» والدلالية "21,

وعرفه الدكتور عبد الرحمن الجمل بقوله: " هو الإتيان بالدليل والبرهان لإثبات صحة القراءة »أو تقويتها؛ لمدافعة الخصمء والرد عليه» ودحض مزاعمه؛ وقد يكون من القرعءان» أو الحديثء أو الشعرء أو اللغة» أو النحوء أو النظرء أو هو الاستدلال على صحة القراءات» والدفاع عنها بما ورد من أدلة من الشعرء أو النحوء أو اللغة» أو النظرء أو غير ذلك لدفع شبه الخصم لا

عرفه الدكتور عبد العزيز الحربي بقوله: " هو علم يبحث فيه عن معاني القراءات» والكشف عن وجوهها في العربية» أو الذهاب بالقراءة إلى الجهة التي يتبين فيها وجهها ومنعناهًا "4 ْ ْ

وقال الدكتور فضل عباس: " ونعني بتوجيه القراءة تعليلها تعليلاً لغوياًء وذكر الحجة اللغوية بكل قراءة "51,

يتبين من خلال النظر في التعريفات السابقة بجلاء ووضوح أهمية علم توجيه القراءات؛ ففيه بيان القراءات وعللهاء والتماس الدليل لهاء والانتصار لهاء ودفع الخصوم من أعداء الإسلام الطاعنين في القراءات» ودحض الشبه عنهاء وفيه الكشف عن معاني الآيات؛ لأنه يذكر فيه وجه كل قراءة» وتخريجها من لغة»ء أو غيرها.

(1) انظر: ( المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي» لأحمد بن محمد بن علي المقرئ الفيومي 324/2 ). (2) الموسوعة القرءانية المتخصصة ص336.

(3) منهج الإمام الطبري في القراءات ص144.

(4) توجيه مشكل القراءات لعبد العزيز الحربي ص65.

(5) إتقان البرهان لفضل عباس 183/2.

57

والتعريف الذي نراه راجحاء وتميل إليه النفس هو تعريف الدكتور عبد الرحمن الجمل؛ لأنه جامع مانع» ويبين المراد من علم توجيه القراءات عند العلماء. ثانياً: مصطلحات التوجيه:

لقد ذكر العلماء في كتبهم ومصنفاتهم العديد من المصطلحات التي استخدموها للدلالة على علم توجيه القراءات» والاحتجاج لهاء وبيان عللها.

قال الدكتور فضل عباس: " توجيه القراءات» أو علل القراءات» أو حجة القراءات شيء واحد "/1,

وقال الدكتور عبد الرحمن الجمل: " وقد استعمل العلماء الذين صففوا في الاحتجاج للقراءات في كتبهم ألفاظاً ثلاثة» وهي: الحجة؛ والوجه؛ والعلة» وهي الألفاظ الغالبة في كتبهم ... وإن اختلفت مادتها العلمية إلا أنها بمعنى واحد .. "!2,

وما قاله الدكتور فضل عباسء والدكتور عبد الرحمن الجمل يبين ثلاثة مسن مصطلحات التوجيه المشهورة عند العلماءء وهي: التوجيه» والعلل» والحجة.

ولم يقتصر العلماء على هذه المصطلحات الثلاثة في التوجيه ولكنهم ذكروا غيرهاء ويظهر ذلك من خلال قيام ثلة من العلماء الأجلاء المخلصين المتخصصين الذين أفنوا أعمارهم في الكتابة» والتصنيف في علم توجيه القراءات» والاحتجاج لهاء وبيان عللهاء وإعرابها» وللوقوف على مصطلحات التوجيه» أذكر من مصنفات العلماء في توجيه القراءات مايلي: أولاً: من المصنفات المطبوعة:

1 - الحجة في القراءات السبع لابن خالويه المتوفى سنة 370ه.

2 - إعراب القراءات السبع وعللها لابن خالويه أيضاً.

3 - معاني القراءات لأبي منصور الأزهري المتوفى سنة 370ه.

4 - الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي المتوفى سنة 377ه.

5 - المحتسب في تبيين وجوه القراءات والإيضاح عنها لأبي الفتح عثمان بن جني

المتوفى سنة 392ه.

(1) إتقان البرهان 183/2. (3) سيتم التعريف الكامل بهذه المصنفات في المصادر والمراجع إن شاء الله تعالى.

58

6 - الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى 437ه. 7- حجة القراءات لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة المتوفى سنة 450ه. 8- الإقناع في القراءات السبع لأبي جعفر الأنصاري المعروف بابن البادش المتوفى سنة 540ه. 9- مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني لأبي العلاء الكرماني المتوفى سنة 563ه. 0 - إعراب القراءات الشواذ لأبي البقاء العكبري المتوفى سنة 616ه. 1 - إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرءان لأبي البقاء التكيرى أيضنا: 2 - المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق طيبة النشر لمحمد سالم محيسن. 3 - المستنير في تخريج القراءات المتواترة من حيث اللغة - الإعراب - التفسير لمحمد سالم محيسن. 4 - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيههاء لمحمد سالم محيسن. 5 - توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيراً وإعراباً لعبد العزيز الحربي. 6 - طلائع البشر في توجيه القراءات العشر لمحمد الصادق قمحاوي. ثانياً: المصنفات الغير مطبوعة: 1 - المعاني في القراءات لأبي محمد بن درستويه المتوفى سنة 347ه". 2 -الاحتجاج في القراءات لأبي بكر بن مقسم المتوفى سنة 354ه2. 3 الانتضيان لقراء الأمصيان لأبي )كربق مقسم أيضياة. وخلاصة القول: إن العلماء ذكروا مصطلحات لعلم توجيه القراءات في مصنفاتهم» ومن ذلك: التوجيه» والعلل» والحجة» التخريجء والاحتجاجء والمعاني» والانتصارء والإقناع» وكلها بمعنى واحد عند العلماءء والله تعالى أعلم . المطلب الثاني: رأي العلماء في التوجيه: المتامل في المصنفات التي سبق ذكرها يستطيع أن يحدد رأي العلماء في توجيه القراءات» حيث إن أغلب العلماء يؤيدون هذا العلم» ويعتبرونه من العلوم المهمة» ولم يكن احتجاجهم

(1) انظر: ( توجيه مشكل القراءات ص67 ) . (2) ذكره السيوطي في بغية الوعاة 89/1 . (3) المرجع السابق 90/1 .

589

للقراءات لإثباتهاء وإنما لبيانهاء ودفع الخصومء ودحض مزاعم أعداء الإسلام الذين يثيرون الشبه حول القراءات: ولا يخفى أنهم أرادوا بالتوجيه أيضا تفسير بعض الآيات: فبذلوا جهدا زَائذا لتأمل القزاءتين والفرق :بيتهمًا للتعزف على 'المغاي» الأن. القراءات من محابيين وجوه الإعجازء وهي أجزاء من القرءان» ومن أجل ذلك كله اعتنى العلماء بعلم توجيه القراءات» وعلى الرغم من أهمية هذا العلم إلا أننا وجدنا من يعارضه؛ لذلك كان من المهم التعرف على رأي المجيزين والمانعين» والترجيح بينهما. أولاً: رأي المجيزين:

لقا قل لوقنو وتنا وان لمم :لقان المتووطه يلور ران لازي نان مان العلماء لهذا العلم نقف على بعض أقوالهم التي تبين مرادهم من ذلك.

قالع أبن مهاف ركمة اد

"فمن حملة القرءان المُعْرِبُ العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثارء فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرءان في كل مصر من أمصار المسلمين "1".

فابن مجاهد رحمه الله يبين لنا أن الإمام القارئ لابد أن يكون عالماً بوجوه الإعراب والقراءات» عارفاً باللغات» ومعاني الكلمات» بصيراً بعيب القراءات؛ منتقداً للآثارء وهذه الأمور كلها مهمة جداً ومفيدة للمشتغل في علم القراءات.

وقد نقل الزركشي في البرهان» والسيوطي في الإتقان رأي الكواشي © الذي قال عن ا ل ا دا ينبغي التنبيه على شيء» وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين ترجيحاً يكاد يسقط الأخرىء وهذا غير مرضي؛ لأن كلتيهما متواترة "07)» ونقلا أيضاً ما حكاه أبو عمر الزاهدا») في كتاب اليواقيت عن ثعلب'"ا أنه قال: " إذا اختلف الإعرابان لم أفضل إعراباً على إعرابء: فإذا خرجت إلى كلام الناس فضلت الأقوى "97.

(1) السبعة ص45 ,

(2) الكواشي: موفق الدين الكواشي؛ أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع» الموصليء المفسرء الفقيه الشافعي» توفي سنة تملنين ومائتين» انظر : ( بغية الوعاة للسيوطي 401/1 ) .

(3) البرهان 419/1» الإتقان 276/1 .

(4) أبو عمر الزاهد: هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم, البغدادي. الإمام الأوحدء العلامة» المحدثء الزاهدء المعروف بغلام ثعلب» توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة» انظر: ( سير أعلام النبلاء 508/15 ) .

(5) ثعلب: هو أبو العباس» أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني» مولاهم البغدادي» توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين» انظر: ( سير أعلام النبلاء 5/14 ).

(6) البرهان 419/1.؛ الإتقان 276/1.

520

ويتبين مما سبق أن التوجيه اجتهاد بشريء وعليه فإن فيه الحسن والأحسنء وقد لا يكون قائله موفقاً أحياناء وحذر العلماء من القيام بترجيح إحدى القراءتين المتواترتين على الأخرى ترجيحاً ينتقص من الأخرى؛ لأن كلتيهما من القرءان» وأما ترجيح القراءات المتواترة على العناذة فجائز:

قال السيوطي رحمه الله: " قال أبو جعفر النحاس: السلامة عند أهل الدين إذا صحت القراءتان أن لا يقال إحداهما أجودء لأنهما جميعاً عن النبي #: فيأثم من قال ذلكء. وكان رؤساء الصحابة ينكرون مثل هذاء وقال أبو شامة: أكثّرَ المصنفون من الترجيح بين قراءة:( مالك.ء وملك ]»: حتى أن بعضهم بالغ إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرىء والنين هذا :تشحموة حفه بويت الف اوكرت انثا

وقال السيوطي رحمه الله: " من المهم معرفة توجيه القراءات؛ وقد اعتنى به الأئمةء وأفردوا فيه كتباً "2.

ونقل لنا السيوطي رأي أبي بكر الأنباري حيث قال: " قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيراً الاحتجاج على غريب القرءان ومشكله بالشعر» وأنكر جماعة لا علم لهم على النحويين ذلك» وقالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلاً للقرءان؛ قالوا: وكيف يجوز أن يحتج بالشعر على القر عاق ومن متفزيم فى القزيعنودوالتشتديه» قان وليك الاصتر كنا ومنتووهدة أنا كيلك القكن أضئلا لقره ككل معنا تين الحو نه الخرويت مز الففووناق #الشعر لمالقذ تعالى قال: « نا جَعَلْنَاهُ قرءاناً عَربياً 4 (سورة الزخرفء من الآية 3 وقال: «! بلسان عَرَّبي مُبين 4 ( سورة الشعراءء الآية 195 ) وقال ابن عباس: الشعر ديوان العرب؛. فإذا خفي علينا 50 القرءان الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه. ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرءان فالتمسوه في الشعرء فإن الشعر ديوان العرب "1.

وال امح 7 "تق المود عرف التقامريق 'إلى 87 تقو هيعوت قدو | و#مه نوصي وذلك أنه قد يرد عنهم تفسيران في الآية الواحدة مختلفان» فيظن اختلافاً وليس باختلاف؛ وإنما كل تفسير على قراءة» وقد تعرض السلف لذلك "4,

وقال الزركشي رحمه الله ؟ " ومعرفة توجيه القراءات» وتبيين وجه ما ذهب إليه كل قارئ

(1) الإتقان 276/1 - 277, (2) الإثقان 276/1. (3) الإتقان 389/1 - 390. (4) الإتقان 456/2.

591

فن جليل به تعرف جلالة المعاني وجزالتها "1".

وقال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره أضواء البيان: " إعلم أن القراءتين إذا ظهر تعارضهما في أآية واحدة لهما حكم الآيتين كما هو معروف عند العلماء "2.

وتوجيه القراءات والاحتجاج لها يعتبر دراسة قرءانية جليلة الشأن يراد بها توثيق القراءات» وبيانهاء ونفي الشبه عنهاء وعدم الشك في سلامتها؛ لأن أعداء الإسلام ييذلون جهوداً كثيرة» ويشغلون فكرهمء وينفقون أموالهم للطعن في القراءات؛ لصد المسلمين عن دينيمة بوشن" أجل ذلك كان لأيد للمسلطيق هن الاكتغال: بعل توحيه القر اعت كما شخلوا بفيترء من العلوم والدراسات القرءانية.

وقد برع العلماء في الاحتجاج للقراءات» وتوثيقهاء وتوجيههاء والتماس الدليل لقراءة كل قارئ من القراء إما بالاستناد إلى قاعدة مشهورة في العربية» أو بالتماس علة خفية بعيدة الإدراك يحاولون اقتناصهاء فيسوقون كل أسلوب من أساليب الاحتجاج للآيات القرءانية» والأحاديث النبوية» والشعر الصالح للاحتجاجء والأمثال العربية» ولغات العرب ولهجاتهاء وأقوال أئمة العربية!0.

وفي كتب التفسير واللغة الكثير من توجيه القراءات والاحتجاج لهاء ويستشهد بها أهل اللغة على بعض قواعدهم» وليس ذلك فحسب؛ بل وتساعد الفقهاء في استنباط الأحكام»؛ وتعين المفسرين على بيان المعاني.

والمتأمل في أقوال العلماء السابقة يتضح له رأيهم» وعنايتهم بعلم توجيه القراءات » ولم يقتصروا على توجيه القراءات المتواترة فحسبء ولكنهم وجهوا القراءات الشاذة الواردة بسند مقبول» وهي التي تستحق الاشتغال بهاء وتوجيههاء وكثيراً ما يصعب إدراك وجهه؛ حتى قال بعضهم: " توجيه القراءات الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة "!4, ثانياً: رأي المانعين:

يرى بعض العلماء أن توجيه القراءات ليس سديداًء ويرون أن الصواب أن يُحتج بالقراءات القرءانية على صحة النحوء وفصاحة اللغة لا العكسء ولكن المانعين لهذا العلم قليلون» وأذكر منهم الشيخ سعيد الأفعاني» حيث ذكر في مقدمة كتاب حجة القراءات أن بعسض المؤلفين القدامى احتجوا للقراءات المتواترة بالنحو وشواهدهء وهو مخالف للوضع الصحيح. وأن السلامة في المنهج» والسداد في المنطق العلمي والتاريخ يقتتضيان بأن يحتج للنحو

1) البرهان 419/1. 2) أضواء البيان للشنقيطي 8/2. 3) انظر: ( الحجة في علل القراءات السبع لأبي علي الفارسي 22/1 ).

) ) ! (4) الإتقان 277/1.

( ( ) اذ (

592

وقواعده وشواهده بهذه القراءات المتواترة» لما توافر لها من الضبط والوثوق والدقة والتحري شيء لم يتوافر بعضه لأوثق شواهد النحوا".

وقال أيضاً: " وأزمنة تأليف هذه الكتب بدءاً من ابن السراج متقاربة:؛ ومؤلفوها إلى تحكيم مذاهب النحو في القراءات أقرب منهم إلى الوجه الأمثل» سمة اتسم بها هذا النوع من التأليف في العهد العباسيء وبدعة نسج فيها الآخر على منوال الأول» وقد عرفت أن المنهج السليم يقضي بتحكيم القراءات في مذاهب النحوء وتعديل هذه لتساوق تلك حين يكون بينهما تخالف "(2,

والمتأمل فيما قاله سعيد الأفغاني يجد أنه ليس سديداً؛ لأنه يبطل كثيراً من أقوال العلماء والمفسرين المقبولة في توجيه القراءات» وتأليفهم ليس بدعة كما قال؛ لأنهم ألفوا مؤلفاتهم لصيانة القراءات القرءانية من التحريفء ودفع الشبه عنهاء. ودحض الخصوم.؛ ولم يكن مقصدهم إثبات القراءة باللغة» أو غيرها؛ لأن القراءة المتواترة ثابتة» وهي قرءان» ولا تحتاج إلى أدلة وبراهين لإثباتها.

قال الدكتور عبد الرحمن الجمل: " إن ما ذهب إليه سعيد الأفغاني ليس سديداء فإن التأليف في ذلك العصر في هذا النوع من الدراسة القرءانية ليس بدعة» ولا أن العلماء الذين ألفوا فيه أرادوا تحكيم مذاهب النحو في القراءات» إنما القضية أبعد من ذلك فالعلماء الذين ألفوا في الاحتجاج للقراءات كانوا يعتقدون أن القراءات هي الأصل الذي يرجع إليه: لذا تراهم في مواطن كثيرة من كتبهم ينكرون على من رد قراءة متواترة لمخالفتها الأقيسة النحوية "0.

إن القراءات سنة متبعة» وعند تواترها وجب قبولهاء ولا تحتاج إلى اللغة ولا غيرها لإثباتها» وتوجيه العلماء لها ليس لإثباتهاء ولا لتحكيمها إلى اللغة» وإنما لبيانهاء والاسنفادة منها في التفسيرء وللرد على أعداء الإسلام والملاحدة الطاعنين في القراءات المتواترة» وإزالة الغموض عنهاء مع اعتقادهم أنها قرءان. الرأي الراجح:

من خلال النظر والمقارنة بين الرأيين يرى الباحث ترجيح قول العلماء المجيزين لعلم توجيه القراءات؛ لأنه من العلوم المهمة التي صانت ألفاظ القرءان الكريم من الطعن والعبث والتحريف.

وإننا نعتقد أن القراءات أصل يعتمد عليهاء ويحتج بها في اللغة» ومن قال غير ذلك فإن قوله لا يلتفت إليه» وتوجيه العلماء للقراءات لا يتعارض مع كونها أصلاً يحتج به» وتوجيههم (1) انظر: ( حجة القراءات ص19 ) . (2) المرجع السابق ص24 .

53

لها لبيان وجهها من حيث اللغة» وأنها موافقة لما قالته العرب» ونطقت به؛. وسمع عنهاء ومقصدهم من ذلك نفي الشك والشبهة عنهاء والرد على من طعن فيها ووسمها باللضعف والشذوذ ممن تعصبوا لقواعدهم وأقيستهم!".

وعلم توجيه القراءات مهم جداً وله ثمارء عجيبة في العلوم التي لها صلة بالقرءان» وخاصة في إظهار ثروة المعاني» والتفسير.

ويعتبر الشوكاني رحمه الله كمن سبقه من المفسرين الذين وجهوا القراءات في تفاسيرهم؛ لبيان المعاني وتوضيحهاء وسأبين إن شاء الله تعالى منهجه في توجيه القراءات» والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

»ا عا »ا كا »ا 6لا كلا »لا كلا كا كلا ا لا

(1) انظر: ( منهج الإمام الطبري في القراءات ص150 ).

94

المبحث الثاني توجيه القراءات بالمأثور

من خلال تتبع ودراسة القراءات التي عرضها الشوكاني رحمه الله في تفسيره نجد أنه يوجه القراءات» ويحتج لها بالمأثورء فقد يوجهها بالقرءان» أو بقراءة أخرىء أو بالسنة المطهرة:؛ أو من قراءات الصحابة» أو التابعين» وبيان ذلك بالتفصيل من خلال المطالب التالية: المطلب الأول: توجيه القراءات بالقرءان» أو بقراءة أخرى: أولاً: توجيه القراءات بالقرءان:

لم يقتصر الشوكاني رحمه الله عند عرضه للقراءات على توجيه القراءات المتواترة بالقرءان فقط وإنما وجه القراءات الشاذة أيضاً بالقرءان» وإليك بيان ذلك بالتفصيل: 1 - توجيه القراءات المتواترة بالقرءان» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: © إِنَمَا التَسيء زِيّادَة في الكفر 4 ( سورة التوبة» من الآية 37 قال رحمه الله: " قرأ نافع في رواية ورش عنه: ( النسي 4 بياء مشددة بدون همزء وقرأ الباقون: بياء بعدها همزة!!! ... ثم قال: قال ابن جرير: في النسيء بالهمزة معنى الزيادة» يقال: نسأء ينسأ: إذا زادء قال: ولا يكون بترك الهمزة إلا من النسيان» كما قال تعالى: « ...نتسوأ الله فنسيهُم حش ( سورة التوبة» من الآية 67 ) "(2,

نلاحظ من المثال السابق أنه يوجه قراءة: ( النسيَ 4 بياء مشددة وبترك الهمزة؛ء ويحتج لها بالقرءان على أنها لا تكون بدون الهمزة إلا من النسيان» ووجه القراءة بالهمزة على أنها بمعنى الزيادة من نسأ ينسأ: بمعنى زاد.

وقد قيل في توجيه القراءة بالهمز: إن من همز فعلى الأصل؛ لأنه من قولهم: نسأ الله في أجلك؛ ومعناه التأخير» وأما توجيه القراءة بالتشديد بدون همز فبإبدال الهمزة ياء» وإدغامها في الياء الساكنة قبلها.

وعند تفسير قوله تعالى: « هُوَ الذي يُسَيْرْكُمْ في البَرّ وَالبَخْرٍ ... 4 (سورة يونسء من الآية 22 قال رحمه الله: " وقد قرأ ابن عامر: 1[ هو الذي ينشركم 1 بالنون والشين

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( التيسير ص97» غيث النفعه ص127 ). (2) تفسير فتح القدير 455/2. (3) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص175 ).

525

المعجمة!"من النشر كما في قوله تعالى: ١‏ ... فَانتشروا في الأَرْض ... 4 (سورة الجمعه من الآية 10 أي: ينشركم سبحانه في البحر فينجي من يشاءء ويغرق من يشاء "!2

يلحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يوجه قراءة: ( ينشركم 4 بالنون والشين بالقرءان» وهي بمعنى: يبتكم» وهو من النشرء وأما قراءة» ( يسيركم 4 فهي من التسيير» أي: يحملكم في البر والبحرء وعن ابن عباس أنه قال يحفظكم إذا سافرتم!0.

وعند تفسير قوله تعالى: « وَهْوَ الذي يُرْسل الرَيّاحَ بُشراً ... 4 (سورة الأعراف؛ من الآية 57 قال رحمه الله: " وقرأ عاصم: ( بُشرا ) بالباء الموحدة: وإسكان الشين!) جمع بشير أي: الرياح تبشر بالمطرء ومثله قوله تعالى: « ومن ءَايَاته أن يُرْسل الريَاحَ مُبَشرَات ءءء # ( سورة الرومء من الآية 46 ) "(5,

ويلاحظ في المكال: المنايق: أنه ركنا بزيكه 1413[ بشرا 4 بالا الموتحه و مقا لهي بالقرءان» وأصل الشين الضمء لكنها أسكنت تخفيفاً كرسول ورمئل).

وعند تفسير قوله تعالى: « فَأتَبَعَ سَببآ 4 ( سورة الكهف. الآية 85 قال رحمه الله: " قرأ ابن عامرء وأهل الكوفة: ( فأتبع سبباً 4 بقطع الهمزة» وقرأ أهل المدينة» وأهل مكة»: وأبو عمرو بوصلها”7؛ قال الأخفش!): تبعته وأتبعته بمعنى» مثل: ردفته وأردفته» ومنه قوله تعالى: كٍ ... فَأَتَبَعَهُ شهاب تاقبْ ( سورة الصافات؛ من الآية 10 ) "/9,

واحتجاجه لقراءة: ( فأتبع سببا 4 بقطع الهمزة بالقرءان واضح جداًء ومعنى أتبعته بألف القطع: لحقته» ومعنى أتبعه في الآية التي احتج بها أي: لحقها"".

وعند تفسير قوله تعالى: « وَالّذين هُم بشهاداتهم قَائمُون 4 (سورة المعارج؛ الآية 23 قال

اا ى»

رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( بشهادتهم ) بالإفراد» وقرأ حفص » ويعقوب» وهي رواية عن

(1) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص325» التيسير ص99 الإقناع ص408 ).

(2) تفسير فتح القدير 549/2.

(3) انظر: ( حجة القراءات ص 329 ).

(4) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص283» التيسير ص91 ).

(5) تفسير فتح القدير 273/2.

(6) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 466/1 ).

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( النشر 236/2» البدور الزاهرة ص 243 ).

(8) الأخفش: الأوسطء سعيد بن مسعدة. إمام العربية» المجاشعي البصريء كان يقول ما وضع سيبويه في كتابه شيئاً إلا وعرضه علي والخفش صغر العينين مع سوء بصرهما ‏ ومصففاته بضعة عشر مصنفاًء توفي رحمه الله سنة خمس عشرة ومائتين» انظر: ( شذرات الذهب 34/2 ).

(9) تفسير فتح القدير 388/3.

(10) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص230 ).

596

ابن كثير: بالجمع!'» قال الواحدي: والإفراد أولى لأنه مصدرء ومن جع ذهب إلى اختلاف الشهاداتء قال الفراء: ويدل على قراءة التوحيد قوله تعالى: ١‏ ... وأَقِيمُوا الشهادة لله 4 [منورة الطلاق دمن اللية 2] 21,

ويتضح من المثال السابق أنه احتج لقراءة: [ بشهادتهم 4 على التوحيد بالقرءان» وقيل في توجيهها: إنها مصدر يدل على الكثير والقليل» فلفظه موحدا”.

يتضح من الأمثلة السابقة أن الشوكاني ذكر عدة قراءات متواترة» ووجههاء واحتج لكل قراءة منها بآية من أيات القرءان الكريم . 1 - توجيه القراءات الشاذة بالقرءان» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا في قلبه ... 4 (سورة البقرة من الآية 4 قال رحمه الله: " وقرأ ابن محيصن: ( ويشهد الله 4“بفتح حرف المضارعة؛: ورفع الاسم الشريف على أنه فاعل؛ والمعنى: ويعلم الله منه خلاف ما قال» ومثله قوله تعالى: « ... واللّهُ يَشْهَدُ إن المُتافقين لَكاذَبُونَ 4 ( سورة المنافقونء من الآية 1 ) "51.

لقة احتج. الشبوكاتئ رحفه: الله لقراء1:5 ويشهة الله الكناذة بالقراءق كما هو راضخ على أن لفظ الجلالة في محل رفع فاعل/.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وإن تدع مَتْقَنَةُ إلى حملها لا يُحْمَل منهُ شيءٌ ولو كان ذَا شرقئ .4 [ شؤزة قطرء من الأبنة 18]ء قال راحمف الها" ورى 1[ ذو قربى 714 على أن كان تامة» كقوله: 8 وإن كان ذو عسيرة ٠ءء‏ 4 ( سورة البقرة» من الآية 280 ) "(8,

المتأمل في المثال السابق يجد آنه لفك قراءة: ( ولو كان ذو قربى ) الشاذة» واحتج لها بالقرءان لبيان أن كان تامة» وليست ناسخةا!".

ويتضح من المثالين السابقين أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءتين شاذتين» ووجههماء واحتج لكل قراءة منهما بآية من القرءان الكريم.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص254» النشر 292/2» البدور الزاهرة ص414 ).

(2) تفسير فتح القدير 348/5.

(3) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 336/2 ).

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص12 ).

(5) تفسير فتح القدير 288/1.

(6) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرءان لأبي البقاء العكبري 89/1 ). (7) قراءة شاذة» انظر: ( الكشاف 616/3 ).

(8) تفسير فتح القدير 411/4.

(9) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 200/2 ).

27

ثانياً: توجيه القراءة بقراءة أخرى:

لم يكتف الشوكاني بتوجيه بعض القراءات بالقرءان في تفسيره؛ وإنما وجه بعضها أيضاً بقراءات أخرىء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 98 ... فَأَحَدْتَكم الصّاعقة وأَنتم تنظ روي ..٠‏ # ( سورة البقرة» من الآية 5 قال رحمه الله: " وقرأ عمرء وعثمان» وعلي: ( الصعقة 114 وهي قراءة ابن محيصنء» والمراد بأخذ الصاعقة إصابتها إياهم "/2.

الملاحظ أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءة شاذة ووجهها على أنها قراءة ابن محيصن

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَقُولُواً للتاس حُسناً ... © ( سورة البقرة: من الآية 83 قال رحمه الله: " وقرأ حمزة:» والكسائي: ( حسناً ) “بفتح الحاء والسين» وكذلك قرأ زيد بن ثابت» وابن مسعود "50,

يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني وجه القراءة المتواترة على أنها قراءة زيدبن ثابت: وابن مسعودء والحجة في قراءة الفتح: أنهم أرادوا قولاً حسناً فأقاموا الصفة مقام الموصوفا

وعند تفسير قوله تعالى: ( حقيق على أن لآ أقول عَنَى الله إلا الى . و " قرىء : ( حقيق على أن لا أقول) بدون ضمير في ([ على 711: قيل في توجيهه: إن ( على 1 بمعنى الباء» أي : حقيق بأن لا أقول؛ ويؤيده قراءة أبي» والأعمشء فإنهما قرءا: ( حقيق بأن لا أقول ) "5161,

وفي المثال السابق أيضاً يحتج للقراءة المتواترة بقراءة تفسيرية شاذة» وذلك لبيان المعنى» حيث إن قراءة: ( حقيق علَى أن لا أفول 4 بدون ضمير في [ على 4 معناها: واجب بأن لا

الأعراف. من الآية 105 قال رحمه الله:

(1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص5» إتحاف فضلاء البشر ص 179 ). يه القدير 132/1.

(3) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص 179 ).

(4) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص163» التيسير ص64 ).

(5) تفسير فتح القدير 159/1.

(6) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص84 ).

(7) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص287» الإقناع ص402 ).

(8) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص45 ).

(9) تفسير فتح القدير 294/2.

598

أقول . وقيل: إنها قراءة ابن مسعودء قال الفراء: الباء بمعنى: 1[ على )4 كقول العرب: فلان على حالة حسنة» وبحالة حسنة2.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... فَعْميَت عَلَيْكم أَنْلزمُكمُوها وأَنتم لَهَا كارهون © (سورة هود. من الآية 28 قال رحمه الله: " وقرأ الأعمشء وحمزة. والكسائي. وحفص: ( فعْمّيت 1 بضم العين» وتشديد الميم”اعلى البناء للمفعول؛ أي: فعماها عليكم» وفي قراءة أبي: ( فعمّاها عليكم 14 "55041,

ويحتج أيضاً في المثال السابق للقراءة المتواترة بقراءة أبي التفسيرية الشاذة التي فسرت؛: وبينت قراءة: ( فعمّيت 4 بضم العين» وتشديد الميم أنها بمعنى: فعماها عليكم.

وقيل: إن معنى [ فعْمّيت 4 أي: أخفء كما يقال: عَمَيت عليه الأمر حتى لا ييصره. والحجة في ذلك: أن في حرف عبد الله: ( فعمّاها عليكم 14» وقيل: إن في مصحف أبي: ( فعمّاها عليكم 4 فبان بما في حرف مصحف أبِيّ أن الفعل مسند إلى الله» وأنه هو الذي عمّاهاء فردّت في قراءتنا إلى ما لم يسم فاعله» والمعنى واحدا"ا.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... إِنَهُمِ مُنتَظرُون 4 (سورة السجدة, من الآية 30 قال رحمه الله: " قرأ ابن السميفع: ( إنهم منتظرون 1بفتح الظاء مبنياً للمفعول» ورويت هذه القراءة عن مجاهد وابن محيصن "2,

وواضح أيضاً أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءة الشاذة في المثال السابق؛ لأنها رويت عن مجاهدء وابن محيصن .

وعند تفسير قوله تعالى: 9 بل تؤثرون الْحيّاةَ الدُنيَا 4 ( سورة الأعلى» الآية 16 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( تؤثرون 4 بالفوقية على الخطاب"؛ ويؤيدها قراءة أبِي: ( بل أنتم

تؤثرون ) "101001

(1) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 281/1 ).

(2) انظر: ( حجة القراءات ص289 ).

(3) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص332 ).

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص59 ).

(5) تفسير فتح القدير 623/2.

(6) انظر: ( حجة القراءات ص338 ).

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص118 ).

(8) تفسير فتح القدير 310/4.

(9) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص680. التيسير ص180 ).

(10) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص172» إتحاف فضلاء البشر ص201 ). (11) تفسير فتح القدير505/5.

599

الملاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله احتج لقراءة الجمهور: ( تؤثرون ) بقراءة قراءة أبيَ: ( بل أنتم تؤثرون 4/"الشاذة» والمعنى: قل لهم ذلك /©.

ونستنتج مما سبق أن الشوكاني رحمه الله يوجه بعض القراءات المتواترة بقراءات أخرى قد تكون شاذة» وقد يحتج لبعض القراءات الشاذة بقراءات أخرى أيضاً بقوله: وهي قراءة فلان» أو بقوله: وكذلك قرأ فلان» وفلان» أو بقوله: ورويت هذه القراءة عن فلان وفلان. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالسنة:

لقد كان الشوكاني رحمه الله عالماً في الحديث الشريف وعلومه؛ وهذا ظاهر في تفسيره: حيث إن من منهجه في تفسيره أنه يفسر الآيات رواية» ودراية» فلا غرابة أن نجده يوجه بعض القراءات بالسنة المطهرة » وإليك الأمثلة التي توضح ذلك:

فعند تفسير قوله تعالى: « اغغقا الصّراط المُستقيم 4 ( سورة الفاتحة» الآية 6 قال رحمه الله: " وقد أخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي هريرة : أن رسول الله يلك قرأ: ( اهدنا الصراط المستقيم 4 بالصاد "!403,

فالمثال السابق بين توجيه الشوكاني لقراءة: [ الصراط4 بالصاد من السنة النبوية المطهرة؛ وهي قراءة متواترةا”.

وقيل: إن حجة من قرأ بالصاد أنها كتبت في جميع المصاحف بالصادء وقال الكسائي: قراءة السين والصاد لغتان 5.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وانظر' إلى العظام كيف ننشزها ثُمّ تكسئوها لَخمًا ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 259 قال رحمه الله: " وقد م ا ا أن رسول الله يٍ قرأ: ([ كيف ننشزها 4 بالزاي77؛ فمعنى القراءة بالزاي نرفعهاء ومنه النشز: هو المرتفع من الأرضء أي: يرفع بعضها إلى بعضء وأما معنى القراءة بالراء المهملة؟! فواضحة:؛ من أنشر الله الموتى: أي: أحياهه "!".

1 2

(1) انظر: ( حجة القراءات ص759 ).

(2) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 285/2 ).

(3) المستدرك 253/2»: ح 2912» ك: التفسير.

(4) تفسير فتح القدير 47/1.

(5) قراءة متواترة» انظر: ( تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة لابن الجزري ص40 ). (6) انظر: ( حجة القراءات ص80 ).

(7) المستدرك 255/2»: ح/2918» ك: التفسير.

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص 163» التيسير ص70» الإقناع ص382 ).

(9) تفسير فتح القدير382/1.

100

ونلاحظ في المثال السابق أيضاً توجيهه لقراءة: ( ننشزها 4 بالزاي بحديث رسول الله و على أنه قرأها هكذاء وقرأ بالزاي أبي بن كعبء وزيد بن ثابت» وأبو عبد الرحمن السلميء أبو العالية» وابن وثاب» وطلحة» وعيسى'".

وعند تفسير قوله تعالى: 8 لقذ جَاءكم رَسُول من أنفسكم ٠‏ # ( سورة التوبةء من الآية 128 ). قال رحمه الله: " وأخرج الحاكم» عن ابن عباسء أن رسول الله يه قرأ:( لقد جاءكم رسول من أنقسكم 4بفتح الفاء» وكسر السين» وضم الكاف في قوله: [ أنقسكم 4 يعني : من أعظمكم قدرأ "(3ا,

ويوجه في المثال السابق قراءة: ( أنفسكم 4 بقراءة النبي 4 الشاذةء وذلك لبيان لقعو »ةا +

وعند تفسير قوله تعالى: 98 ... وتخيل صنوان وَغَيْرُ صنوان ..٠‏ # ( سورة الرعدء من وقرأ مجاهدء والسلمي: بضم الصاد من[ صُنوان 4. وقرأ الباقون: بالكسرء وهما لغتان» قال أبو عبيدة!: صنوان: جمع صنوء وهو أن يكون الأصل واحداء ثم يتفرع فيصير نخلاء ثم يحمل» وهذا قول جميع أهل اللغة» والتفسير» قال ابن الأعرابي: الصنو: المثل؛ ومنه قولهغ: ( عم الرجل صنو أبيه ) "8/71,

والمثال السابق يوضح أيضاً أنه يحتج لقراءة؛ [ صنوان 4 بكسر الصاد بحديث رسول الله » وكان لذلك الأثر في بيان المعنى.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... في عَيْنِ حمئة ٠.٠‏ 4 (سورة الكهف؛ من الآية: 86 ).قال

الآية 4 ). قال رحمه الله؛ '

رحمه الله: " وأخرج الترمذيء وأبو داوود الطيالسيء. واببن جريرء واإبن المنذرء عن أبي بن كعب. أن النبي ي كان يقرأ:( في عين حمئنة)

(1) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 211/1 ).

(2) المستدرك 262/2 - 263, ح/ 2945» ك: التفسيرء وهي قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص56 ).

(3) تفسير فتح القدير 531/2.

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص66 ).

(5) أبو عبيدة: معمر بن المثنى التميمي البصريء اللغويء؛ العلامة» صاحب التصانيفء» توفي سنة عشر ومائتين تقريباً» انظر: ( شذرات الذهب 24/2 ).

(6) ابن الأعرابي: محمد بن زيادء أبو عبد الله بن الأعرابي» من موالي بني هاشم؛ صاحب النوادر والأنوار» توفي سنة خمسينء ومائة» انظر: ( بغية الوعاة 105/1 - 106 ).

(7) صحيح مسلم 676/2 - 677» ح 983.: ك: الزكاة» ب: في تقديم الزكاة ومنعهاء سنن الترمذي ص850 -2)851 ح 3758» ك: المناقب عن رسول الله وَل » ب: مناقب العباس بن عبد المطلب.

(8) تفسير فتح القدير 81/3.

101

4

مخففة "(2()1,

ويحتج لقراءة: ( حمئة 1 مخففة؛ لأن رسول الله يك كان يقرؤها بالهمزة هكذاء وهي قراءة متواترة» وحجة من قرأها مهموزة أنه جعلها مشتقة من الحمأةة أي: ذات حمأأة: وكذلك قرأها ابن عباس» وعلي رضي الله عنهما!.

ونستنتج مما سبق أن الشوكاني احتج لبعض القراءات في تفسيره بالسنة المطهرةء وكان لذلك أهمية بالغة في التفسير. المطلب الثالث: توجيه القراءات من أقوال الصحابة؛ أو من مصاحفهم:

لم يقتصر الشوكاني على توجيه بعض القراءات من أحاديث رسول الله ولكنه احتج لبعضها الآخر من أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؛ لأنهم أعلم الناس بالقرءان بعد النبي وقد يوجه بعض القراءات أيضاً من مصاحفهم. أولاً: توجيه القراءات من أقوال الصحابة» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَقُولُوا للنّاس حُمئناً ... © ( سورة البقرةء من الآية83 قال رحمه الله: "وقرا حمزة: والكساتي: 2 حننا 1 بفتح الحاء والسين؛ وكذلك قرأزيدبن ثابت» وابن مسعود "51,

ذكر الشوكاني قراءة متواترة» واحتج لها بقول زيد ابن ثابت» وابن مسعود؛ لأنهما قرءا هكذاء وقد سبق ذكر حجة من قرأ بالفتح!5.

وعند تفسير قوله تعالى: « قنادته الملانكةٌ وَهُو قَآئمٌ يُصلَي في المخرّاب ٠.٠‏ # ( سورة آل عمران» من الآية: 39 قال رحمه الله: " قرأ حمزة: والكسائي: ( فناداه71. وبذلك قرأ ابن عباسء» وابن مسعود "2,

وتوجيه قراءة: ( فناداه 4 أن الفعل مقدم فأثبت بالألف كقولك: رماه القومء وعاداه الرجال» ومع ذلك فالملائكة ها هنا: جبريل عليه السلام؛ فذكر الفعل للمعنى!©.

(1) سنن الترمذي ص656.: ح 2934» ك: القراءات عن رسول الله و » ب: من سورة الكهف؛. سنن أبي داوود ص597: ح3986: ك: الحروفء والقراءات.

اسيم القدير 391/3.

(3) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 74/2 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص163.» التيسير ص64. الإقناع ص374 ). (5) تفسير فتح القدير 159/1.

(6) انظر: ( ص98 من البحث ).

(7) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص204» التيسير ص73» الإقناع ص387 ).

(8) تفسير فتح القدير 456/1.

(9) انظر: ( الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ص108 ).

102

وعند تفسير قوله تعالى: 8 وكأيّن مّن نبي قاتل مَعَهُ رِبّيُون ... 4 (سورة آل عمرانء من الآية 146 قال رحمه الله؛ "' قرأ نافع» وابن كثير وأبو عمروء ويعقوب: ( قتل )على البناء للمجهول » وهي قراءة ابن عباسء وقرأ الكوفيون» وابن عامر: ( قاتل 4/» وهي قراءة ابن معو 1

وكان ابن مسعود يقول: ( قاتل وقاتل أبلغ في مدح الجميع من معنى: ( قتل لأن الله إذا مدح من قتل دون من قاتل لم يدخل في المديح غيرهمء فمدح من قاتل أعم للجميع من مدح من قتل دون من قاتل؛ لأن الجميع داخلون في الفضلء وإن كانوا متفاضلين!2.

وعند تفسير قوله تعالى « سأل ستائل بِعَدّاب واقع 4 (سورة المعارج. الآية 1 قال رحمه ال كرا المممرو ©[ مسال ) بالقترة ركنا داق سرون مل احعيو شرا دين ميسن فهو من السؤالء وهي اللغة الفاشية» وهو إما مضمن معنى الدعاءء فلذلك عدي بالباء» كما تقول دعوت كذا ... ومن لم يهمزء فهو إما من باب التخفيف بقلب الهمزة ألفاًء فيكون معناها معنى قراءة من همزء أو يكون من السيلان» والمعنى: سال واد في جهنم» يقال له: فل كما فال ريذرين ذابت» ويؤياه قراءة ابن عباس 1[ سال سيل 014

وقراءة: ([ سال 4 بغير همز لها وجهان: فإما أن تؤخذ من سال يسيل من السيل» أو من سلت أسال كما تقول: خفت أخافء ونمت أنام؛ ويقوي هذه القراءة: ما روي عن ابن عباس أنه قال: من قرأها بلا همز فإنه واد في جهنه!”

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ والشقع والوثر © ( سورة الفجر, الآية 3 قال رحمه الله " قرأ الجمهور: ([ والوتر ) بفتح الواو» وقرأ حمزة» والكسائي» وخلف: بكسرها» وهي قراءة ابن مسعود وأصحابه "(9,

يتضح من المثال السابق أن الشوكاني احتج للقراءة بالكسر؛ لأنها قراءة ابن مسعود وأصحابه» قيل: إن الفتح لغة أهل الحجازء والكسر لغة تميم؛» وهما لغتان!9.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص217 التيسير ص75 -76», الإقناع ص388 ). (2) تفسير فتح القدير 514/5.

(3) انظر: ( حجة القراءات ص 179 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص650. التيسير ص174» غيث النفع ص191 ). (5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص161 ).

(6) تفسير فتح القدير 342/5.

(7) انظر: ( حجة القراءات ص720 - 721 ).

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص 683. التيسير ص180» الإقناع ص 484 ).

(9) تفسير فتح القدير 514/5.

(10) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 372/2 ).

103

ثانياً: توجيه القراءات من مصاحف الصحابة؛ ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « وَوَصّى بها إِبْرَاهِيمُ بنيه وَيَعْقَوبْ ... 4 (سورة البقرة من الآية 132)» قال رحمه الله "( وصى وأوصى) بمعنى» وقرىء بهما!'» وفي مصحف عثمان: [ وأوصى ) وهي قراءة أهل الشام» والمدينة» وفي مصحف عبد الله بن مسعود: ([ ووصى وهي قراءة الباقين "/2.

واضح أن الشوكاني رحمه الله وجه قراءة: ([ وأوصى] بألف بين الواوين على أنها قراءة أهل الشامء وأهل المدينة» واحتج لقراءة: [ ووصى 4 بدون الألف؛ لأنها في مصحف عبد الله بن مسعود.

وقيل في توجيه القراءتين: إنهما لغتان بمعنى واحدء ومصاحف أهل المدينة والشام فيها ألف بين الواوين» وسائر مصاحف الأمصار لا ألف فيها بين الواوين» وقيل: إن قراءة: ([ وأوصى ] تكون للقليل والكثير» وقراءة: [ ووصى) لا تكون إلا للكثيرا".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَالمُقيمِينَ الصّلاة ... 4 ( سورة النساءء من الآية 162 قال رحمه الله: " قرأ الحسن» ومالك بن دينار» وجماعة: [ والمقيمون الصلاة 4اعلى العطف على ما قبله» وكذا هو في مصحف ابن مسعود "51.

يحتج الشوكاني في المثال السابق للقراءة الشاذة؛ لأنها في مصحف عبد الله بن مسعود هكذا.

وعند تفسير قوله تعالى: « وَقَال لفتيّانه ٠.٠‏ 4 ( سورة يوسفء من الآية62 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وأبو عمروء وعاصم من رواية شعبة» وابن عامر: [ لفتيته)., واختار هذه القراءة أبو حاتم» والنحاس» وغيرهماء وقرأ سائر الكوفيين: ( لفتيانه 4 وأختار هذه القراءة أبو عبيد» وفي مصحف عبد الله بن مسعود كالقراءة الآخرة "7 .

ووجه قراءة: ( لفتيانه 1 على أنها هكذا في مصحف عبد الله بن مسعودء وقيل في توجيه هذه القراءة: إنها تدل على الجمع الكثير» مثل: غلمان» وصبيان!5.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... فَأْصَّدّقَ وأكن من الصّالحين » ( سورة المنافقون» من الآية10 قال رحمه الله: " وقرأ الجمهور: ( وأكن 4 بالجزم على محل فأتصدقء كأنه قيل: إن

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص 171» التيسير ص66.» غيث النفع ص49 ). (2) تفسير فتح القدير 206/1.

(3) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 266/1» حجة القراءات ص115 ).

(4) انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص30 ).

(5) تفسير فتح القدير715/1.

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص349, البدور الزاهرة ص 203 ).

اا القدير 47/3.

(8) انظر: ( حجة القراءات ص196 ).

104

أخرتني أتصدق وأكنء وقرأ أبو عمروء وابن محيصنء ومجاهد: ( وأكون 4 بالنصب عطفاً على: ( فأصدّق ووجهها واضح, ولكن قال أبو عبيد: رأيت في مصحف عثمان رضي الله عنه: [ وأكن 1 بغير واو "2.

واحتج لقراءة: [ وأكن] بغير واو بقول أبي عبيد: إنه رآها في مصحف عثمان رضي الله عنه,

وعند تفسير قوله تعالى: ل« وَوَصَينَا الإنسان بوَالدَيْه خسنا ... 4 ( سور العنكبوت؛ من الآب8 ]> قال رحمنه الل" قرأ الجمهور 5[ نكننا) بكم الحاء'"“وإسكان البين» وفر] أبنو رجاءء وأبو العالية» والضحاك: بفتحهماء وقرأ الجحدري: ( إحساناً 7/4 وكذا في مصحف عا

يعزو الشوكاني رحمه الله في المثال السابق قراءة: ( إحساناً 4 للجحدري؛ والصحيح أنه قرأها: ( حَسَنَا 4 بفتح الحاء والسين» وهي قراءة شاذة!”. المطلب الرابع: توجيه القراءات من أقوال التابعين:

الشوكاني رحمه الله لم يكتف عند توجيهه لبعض القراءات بالقرءان» والسنة؛ وأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين» ولكنه يوجه بعضها أيضاً من أقوال التابعين» ومن أمثلة ذلك :

عند تفسير قوله تعالى: «يَا أَيُهَا الذي آمَنُوأ إذَا فُمَثمْ إلى الصلاة فاغسلواً وُجوهَكُم وَأَيدِيَكمْ إِلَى الْمَرَافق وَامْسَحُواً برُؤوسكم وَأَرْجِلَكُم إِلَى الكَعبّين ... © ( سورة المائدةء من الآية6 قال رحمه الله: " ( وَأَرَجْلَمْ إلى الكعبين 4 قرأ نافع بنصب الأرجل» وهي قراءة الحسن البصريء والأعمشء وقرأ ابن كثيرء وأبو عمروء وحمزة بالجر "!.

لم يتحر الشوكاني رحمه الله الدقة عند عزوه للقراءتين في المثال السابق» فيعزو قراءة:

1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص637. التيسير ص 171 ).

2) تفسير فتح القدير 5/ 278.

3) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص498 ).

4) الجحدري: عاصم بن العجاج الجحدريء البصريء المقرئ» قرأ على يحيى بن يعمرء ونصر بن عاصمء وأخذ عنه سلام بن المنذرء وكان من عبّاد أهل البصرة توفي سنة تسع وعشرين ومائة» انظر: ( ميزان الإعتدال في نقد الرجال للذهبي 2/ 354, لسان الميزان لابن حجر 220/3 ).

(5) قراءة شاذة» انظر: ( البحر المحيط 138/7 ).

! ! ! !

(6) تفسير فتح القدير231/4. (8) تفسير فتح القدير 26/2.

105

( وَأَرَجْلَكُمْ 4 بالنصب إلى نافع فقطء ولم يذكر ابن عامرء والكسائي» وحفص مع أنهم واققوا نافعاً في قراءة النصبء وعزا قراءة: ( وَأَرْجْلكُمْ 4 بالجر إلى ابن كثير» وأبي عمروء وحمزة فقطء ولم يذكر شعبة مع أنه وافقهم في قراءة الجر !'» ووجه قراءة النصب من قول التابعين» وهذا واضح جلي.

وعند تفسير قوله تعالى: « وكَذَلكَ نصرف الآيّات وليقولوأً درست ولنبَينَهُ لقوم يَعلَمُونَ 4 ' وفي ( درست 4 قراءاتء قرأ أبو عمروء وابن كثير: ( دارست 4 بألف بين الدال والراء كفاعلت» وهي قراءة علي» وابن عباس» وسعيد بن جبيرء ومجاهدء وعكرمة» وأهل مكة» وقرأ ابن عامر: ( دَرّست ) بفة بفتح السين» وإسكان التاء من غير ألف كخرجت, وهي قراءة الحسنء وقرأ الباقون( درست ) "312,

واحتج في المثال السابق لقراءة: ( دَرّست 4 بفتح السين؛ وإسكان التاء من غير ألف بقول الحسن البصريء وهي بمعنى: خرجت أي: درست هذه الأخبار التي تتلوها علينا".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ .., ولَيبَدَلَنَهُم من بَعْد خوافهم اما بج 4 ]سور النووامة الآية 55 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثيرء وابن محيصنء ويعقوبء وأبو بكر: ( ليبدلنهم ) بالتخفيف من أبدل» وهي قراءة الحسنء» وقرأ الباقون: بالتشديد من بدّل "5151,

ويتضح من المثال السابق أنه احتج لقراءة التخفيف؛ لأنها قراءة الحسن» وقيل في توجيه القراءتين: إن قراءة التشديد من بدّل» وقراءة التخفيف من أبدل» وبدّل وأبدل لغتان!7.

وعند تفسير قوله تعالى: « فأغْرض عَنْهُمْ وَانتظر إِنَهُم مُنتظرون * (سورة السجدة:؛ الآية 0 قال رحمه الله: " قرأ ابن السميفع: ( إنهم منتظرون 4 بفتح الظاءا مبنياً للمفغعول؛:

الوا

( سورة الأنعام» الآية 105 قال رحمه الله؛ '

ورويت هذه القراءة عن مجاهدء وابن محيصن

واضح أنه احتج لقراءة ابن السميفع الشاذة؛ لأن قراءنه رويت عن مجاهد من

التابعين.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص242», التيسير ص82. الإقناع ص394 ). (2) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( السبعة ص264» التيسير ص87. الإقناع ص 398 ). (3) تفسير فتح القدير 192/2.

(4) انظر: ( حجة القراءات ص264 - 265 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص458 - 459. التيسير ص132 ).

(6) تفسير فتح القدير 59/4.

(7) انظر: ( حجة القراءات 142/2 ).

(8) انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص118 ).

(9) تفسير فتح القدير 310/4.

106

ويتضح من الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله يذكر عدة قراءات منها المتواترة» ومنها الشاذة» ويوجهها من أقوال التابعين رحمهم الله تعالى.

ويلاحظ من كل ما سبق أن الشوكاني يحتج لبعض القراءات بالمأثورء ويوجهها بالقرءانء أو بقراءات أخرىء أو بالسنة» أومن أقوال الصحابة والتابعين» وكل ذلك إن دل فإنما يدل على سعة علمه» وجلال قدره في علوم كثيرة» ومن ذلك علم القراءات» وتوجيهها.

6 كا »ا كلا كلا كلا كلا 6!ا 6لا كلا كلا 6إا ا

107

المبحث الثالث

جيه القراءات من لغة العرب قلنا في المبحث السابق: إن الشوكاني رحمه الله يحتج لبعض القراءات بالمأثورء وهذا

معروف بعلم الرواية» وبما أن تفسيره جامع بين فني الرواية والدراية فليس من الغريب أن نجده يحتج لبعض القراءات ويوجهها من لغة العربء. حيث إنه عالم في اللغة العربية ‏ الاشتقاق» والشعرء والبلاغة» والنحوء ولغات العرب ‏ وهي من علم الدراية. وسنبين إن شاء الله تعالى منهجه في الاحتجاج للقراءات وتوجيهها في المطالب التالية: المطلب الأول: توجيه القراءات بالاشتقاق» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: «سنلقي في قلوب الذين كفروا الرّعْب ... 4 ( سورة آل عمران» من الآية 151 ).» قال رحمه الله: " قرأ ابن عامرء والكسائي: ( الرغب 4 بضم العين» وقرأ الباقون: بالسكون!: وهما لغتان» يقال: رعبته رعبأ» وراغباء فهو مرُوبه: ويجوز أن يكقون مطدكوا:: و الرض الهم الانس ءا واضلة الل ع قال لفحل واعي» أل يمتاذ التوائي ورعبت الحوض: ملأته» فالمعنى: سنملاً قلوب الكافرين رعباء أي: خوفاً وفزعاً "2.

واضح أنه وجه القراءتين المتواترتين في المثال السابق بالاشتقاق» وقيل في توجيههما: إنهما لغتان فاشيتان» مثل السُختء والسُحخت37.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... يُغْشي اللَيْل النْهَارَ ... 4 ( سورة الأعرافء من الآية 54 قال رحمه الله: " قوله: ( يُغشي الليل النهار4 أي: يجعل الليل كالغشاء للنهار» فيغطي بظلمته ضياءه» وقرأ عاصم؛ وحمزة؛ والكسائي: ( يغشي 4 بالتشديد» وقرأ الباقون: بالتخفيف», وهما لغتان» يقال: أغشى يغشي» وغشي يغشيء والتغشية في الأصل: إلباس الشيء 0 1 بي ليشي 1 :

يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يوجه القراءتين المتواترتين بالاشتقاق» ويعزو قراءة التشديد لعاصم» وحمزة؛ والكسائي» والصحيح أن شعبة هو الذي وافق حمزة: والكسائي في قراءة التشديد» وأما حفص فقرأ بالتخفيف!؟.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص217» التيسير ص76» الإقناع ص388 ). (2) تفسير فتح القدير 523/1.

(3) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 360/1 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص282», التيسير ص91. الإقناع ص 401 ). اشير فتح القدير 269/2.

(6) انظر: ( السبعة ص282» التيسير ص91 الإقناع ص 401 ).

آ10

وقيل في توجيه القراءتين: إن أغشىء» وغشى لغتان» وأجمعوا على: « فغشاها ما غشى» ( سورة النجم؛ الآية 54 وأجمعوا على: ا ... فأغشيّناهُم فهُم لا يُبْصرون # (سورة يس. من الآية9 فالقراءتان متساويتان» وفي التشديد معنى التكرير» والتكثير2,

وعند تفسير قوله تعالى: « ... فأتوا على قوم يَغكفون على أضنام لهُم ٠‏ # (سورة الأعرافء من الآية 138 قال رحمه الله: " قرأ حمزة» والكسائي: [ يعكفون 4 بكسر الكاف. وقرأ الباقون: بضمها!2. يقال: عكف يعكفء ويعكف: بمعنى أقام على الشيء ولزمه؛ والمصدر منها عكوف "3,

وها هو يوجه القراءتين المتواترتين أيضاً بالاشتقاق» وقيل في توجيههما: إنهما لغتان؛ تقول: عكف يَعْكف ويعكف, وكذلك: عرش يعرش ويغرش».

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وَعَذَّني في الخطاب 4 (سورة صء من الآية 23 قال رحمه الله: " ( وَعَزَنى فى الخطاب 1 أي: غلبني» نكال هزه يعر عر ؛ إذا غلبه» وفي المثل: من عن بن» أي: من غلب سلبء والاسم العزة: وهي: القوة» قال عطاء: المعنى: إن تكلم كان أفصح منيء وقرأ ابن مسعودء وعبيد بن عمير: ( وعازّني في الخطاب )23/1 أي : غالبني من المعازّة» وهي: المغالبة "5.

ويلاحظ في المثال السابق أنه وجه القراءتين إحداهما متواترة» وأخرى شاذة بالاشتقاق» وقيل: إنهما لغتان معناهما: غالبتني وغلبتني!7.

وعند تفسير قوله تعالى: © ومناة الثالتّة الأخْرَى 4 ( سورة النجم, الآية 20 ) قال رحمه الله: "3 قرأ الجمهور ([ مناة 4 بألف من دون همزة. وقرأ ابن كثيرء وابن محيصنء» وحميدء ومجاهد» والسلمي: / مناءة ) بالمدء والهمزاثا2 فأما قراءة الجمهور فاشتقاقها من منى يمنى» أي: صب؛ لأن دماء النسائك كانت تصب عندها يتقرتبون بذلك إليهاء وأما على القراءة الثانية فاشتقاقها من النوء» وهو المطر؛ لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء» وقيل: هما لغتان للعرب "91,

(1) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 464/1 - 465 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص292, التيسير ص93 الإقناع ص402 ). ا 2 ..

(4) انظر: ( حجة القراءات ص294 ).

.) قراءة شاذة» انظر : ( مختصر في شواذ القرءان ص130‎

شت ار 4..

(7) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص305 ).

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص615. التيسير ص166» الإقناع ص465 ). (9) تفسير فتح القدير 5..

109

لقد ذكر الشوكاني رحمه الله قراءتين متواترتين» واحتج لهما بالاشتقاق» فاشتقاق قراءة الجمهور: من منى يمنيء واشتقاق القراءة الثانية من النوء. المطلب الثاني: توجيه القراءات بالشعر:

لقد كان الشوكاني رحمه الله عالماً بالشعرء وله ديوان باسمه؛ وقد سبق ذكر ذلك» وعليه فلا غرابة حينما نجد أنه يوجه بعض القراءات بالشعرء وورد ذلك كثيراً في تفسيرهء ولم يقتصر على المتواترة منها فحسبء وإنما وجه الشاذة كذلك. أولاً: توجيه القراءات المتواترة بالشعر:

الشوكاني رحمه الله يوجه» ويحتج لبعض القراءات المتواترة من أشعار العرب» ولم يكن هدفه من ذلك إثباتهاء وإنما لإزالة الإشكال والغموض عنهاء وبيان معناهاء وهذه بعض الأمثلة التي توضح ذلك:

فعند تفسير قوله تعالى: «١‏ ... نسنقيكمٌ مما في بُطونه ... 4 (سورة النط » من الآية 66 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وابن عامرء وعاصم في رواية أبي بكر: ( نسقيكم 1 بفتح النون» من سقى يسقي» وقرأ الباقون» وحفص عن عاصم: بضم النون!" من أسقى يسقيء قيل: هما لغتان» قال لبيد!2:

سقى قومي بني مجد وأسنقى ... مرا والقبَائل من هلال "90.

وعد دون فزله تيال ! ( قَنَمًا قَضِيْنَ عَلَيْهِ المَوت ما دَلَّهُمْ عَلَى موته إلا دَابَهُ الأرْض تأكل مِنْسَأَتَُ... 4 ( سورة سبآء من الآية 14 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( منسأته 4 بهمزة مفتوحة» وقرأ ابن ذكوان: بهمزة ساكنة» وقرأ نافع» وأبو عمرو: بألف محضة”", قال المبرد: بعض العرب يبدل من همزتها ألفآء وأنشد:

ذا ديت على المنسّاة من كبّر ... فقد تَبَاعَدَ عَنَكَ اللَهْوُ وَالْعَزّل 5.

ومثل قراءة الجمهور قول الشاعر:

ومثله: ٠‏ (1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص374, التيسير ص112.» الإقناع ص418 ). (2) لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامرء انظر: ( طبقات فحول الشعراءء لابن سلام الجمحي 1 ؛ شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائهاء لأحمد الشنقيطي ص30 ). (3) المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية لإميل بديع يعقوب 428/6. (4) تفسير فتح القدير 219/3. (5) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( السبعة ص527, الإقناع ص447» غيث النفع ص230 - 231 ). (6) لسان العرب 1/ 169. (7) البيت أورده الإمام القرطبي في تفسيرهء انظر: ( الجامع لأحكام القرءان 267/14 ).

110

أمنَ أجل حَبّل لآ أباك ضَربْتةُ ... بمنسأة قد جر حبك أحبُلاً 0. ومما يدل على قراءة بن ذكوان قول طرفة/: ْ أمُون كألواح الإران شَأتُهَا ... عَلَى لآ حب كَأَنَهُ ظهْر بُرئجد "4031. وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَقَالُوا عَآَمَنَا به وأنَى لَهُمْ التّناؤش من مكان بعيد 4 ( سورة سبأء الآبة 52 قال رحمه الله: " قرأ أبو عمروء وحمزة» والكسائي» والأعمش: ( التناوؤش بالهمزء وقرأ الباقون: بالواوا» واستبعد أبو عبيدء والنحاس القراءة الأولىء ولااوجه للاستبعاد» فقد ثبت ذلك في لغة العربء وأشعارهاء ومنه قول الشاعر: قعَذت زماناً عَنْ طلابك لَلعُلآ ... وَجئت نئيشاً بَعْدَ ما فاتك الخيْر؛ "161, وعند تفسير قوله تعالى: ا وَجَعل عَلى بَصره غشاوة ... # (سورة الجاثيةء من الآية 23 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( غشاوة بالألف مع كسر الغين» وقرأحمزةة» والكسائي: [ غشوة ) بغير ألف مع فتح الغين!)» ومنه قول الشاعر: كن كنت ألبسئتني فشو بن لقذ كنت أمشفيتك الود حيْناً "10107, وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ ومََاةَ الثَالتَةَ الأخرَى 4 (سورة النجمء الآية 20 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: [ مناة 4 بألف من دون همزة» وقرأ ابن كثيرء وابن محيصنء؛ وحميدء ومجاهدء والسلمي: ( مناءة 1 بالمدء والهمز:". فأما قراءة الجمهور فاشتقاقها من منى يمنى» أي: صب؛ لأن دماء النسائك كانت تصب عندها يتقربون بذلك إليهاء وأما على القراءة الثانية فاشتقاقها من النوءء. وهو المطر؛ لأنهم كانوا يستمطرون عنددها

(1) لسان العرب 1/ 169. (2) طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكري الوائلي» شاعر جاهليء توفي سنة خمسين وخمسماتة للميلاد تقريباً» انظر: ( طبقات فحول الشعراء 137/1» شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها

ص19). (3) ديوان طرفة بن العبد ص22» المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية 366/2» شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ص96,.

(4) تفسير فتح القدير 379/4.

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص530» التيسير ص147» غيث النفع ص131 ). (6) البيت ذكره الإمام القرطبي في تفسيرهء انظر: ( الجامع لأحكام القرءان 305/14 ). (7) تفسير فتح القدير 400/4 -401.

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص595,» التيسير ص161.» الإقناع ص460 ). (9) البيت ذكره الإمام القرطبي في تفسيره؛ انظر: ( الجامع لأحكام القرءان 165/16 ). (10) تفسير فتح القدير 11/5.

(11) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص615. التيسير ص166.» الإقناع ص465 ).

111

الأنواءء وقيل: هما لغتان للعرب؛ ومما جاء على القراءة الأولى قول جرير!": أَزيْدَ منَاة توعد يا ابْنَ تَيْمِ ... تَأَمَل أَيْنَ نَاهَ بك الوعيذ!©. ومما جاء على القراءة الأخرى قول الحارثي: الكل أت عي كن عَبْد مناءة لي السّر فَيْمَا بَيْننا ابن تَمِيم " (6416, وعند تفسير قوله تعالى: « فَإِذَا بّرق البَصَرٌ © (سورة القيامة » الآية 7 قال رحمه الله " قرأ الجمهور: [ برق بكسر الراءا”» قال أبو عمرو بن العلاء» والزجاج» وغيرهما: المعنى تحير فلم يطرفء ومنه قول ذي الرّمة/ا: ولو أن لقَمَانَ الْحكيْمٌ رضت ... لعَيْنيْهِ مَيُ سافراً كَادَ يبرق 77. وقال الخليل؛ والفراء: [ برق 4 بالكسر: فزع وبهت وتحيرء والعرب تقول للإنسان المبهوت: قد برق» فهو بارق» وأنشد الفراء: وتَفسَكَ فائْع ولا تنعتني ... وداو الكلومّ ولا تَبْرّق "818. ثانياً: توجيه القراءات الشاذة بالشعر: لم يقتصر الشوكاني رحمه الله على توجيه القراءات المتواترة بالشعر وإنما وجدنا أنه يوجه القراءات الشاذة أيضاء ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « وَإِذ جعلنا البَيت مَتَابَةَ للنّاس وَأَمنَا ... * (سورة البقرة» من الآية 5 قال رحمه الله: " وقرأ الأعمش( مثابات 14 وقيل المثابة من الشوابء أي: يثابون هنالك» وقال مجاهد: المراد أنهم لا يقضون منه أوطارهمء قال الشاعر: جَعل البَيْت مَتَاباً لَهُم ... لَيْسَ منة الدّهْرَ يَقضُون الوطر* "2031,

(1) جرير بن عطية بن الخطفيء, واسم الخطفي حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوعء انظر:

( طبقات فحول الشعراء 297/2 ).

(2) شرح ديوان جرير لمحمد الصاوي ص165» البحر المحيط 159/8.

(3) البيت ذكره الإمام أبو حيان» انظر: ( البحر المحيط 159/8 ).

(4) تفسير فتح القدير 130/5.

(5) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص661. التيسير ص176» غيث النفع ص296 ).

(6) ذو الرمة: غيلان» أبو الحارث بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة» انظر: ( طبقات فحول الشعراء 534/2 ).

(7) المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية 147/5.

(8) ديوان طرفة بن العبد ص70», لسان العرب 16/10.

(9) تفسير فتح القدير 399/5.

(10) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص9 ).

(11) البيت ذكره الإمام القرطبيء والإمام أبو حيان» انظر:( الجامع لأحكام القرءان 117/2» البحر المحيط 551/1). (12) تفسير فتح القدير 198/1.

112

وعند تفسير قوله تعالى: 8 ... وَأَطعمُوا القانع وَالْمُعْترٌ ... 4 ( سورة الحج. من الآية 36 قال رحمه الله: " وقرأ الحسن:[ والمعترى 174» ومعناه كمعنى المعتر» ومنه قول زهيرا2: عَلَى مكثريهم رزاق من يَعْترِيهم ... وعند المُقلين السّماحَةُ واليَدْل "43 وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... كَأَنَهمِ إلى نْصب يُوفضون 4 انون المناري ةمق الأبنة 45 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( نصب ) بفتح النون» وسكون الصادء وقرأابن عامرء وحفص بضم النون والصادا"» وقرأ عمرو بن ميمونء وأبو رجاء بضم النون» وإسكان الضاد قال في الصحاح: والنضيب ما نضب فعبد من'دون"اللهه.وكذا النصب بالضم:وقيد يحرتكء قال الأعشى”: ذا النصب المَنْصُوب لا تَعْبدنّهِ ... ولا تََبْد الشيْطَانَ واللّهَ فاعبد! "8100. وعند تفسير قوله تعالى: « يا أَيُهَا المُزَمّل 4 (سورة المزملء الآية 1 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( المزّمل 4 بالإدغام"» وقرأ أبي: ( المتزمل 114 على الأصل, وقرأ عكرمة: ( المُزّمّل 4 بتخفيف الزاي!2'. ومثل هذه القراءة قول امرىء القيس!33: كن بير في أقانين وتله... بي ناس في باد م 05014. وعند تفسير قوله تعالى: « إنَا أعطيناك لكوك 4 ( سورة الكوثرء الآية 1 قال رحمه الله:

(1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص95 ).

(2) زهير بن أبي سلمى؛ حكيم الشعراء في الجاهلية» واسم أبي سلمى: ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث» توفي سنة ثمان وستمائة للميلاد» انظر: ( طبقات فحول الشعراء 51/1»: شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ص25 ).

3) خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر بن عمر البغدادي 53/5.

4) تفسير فتح القدير 566/3.

5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص651)» التيسير ص174» غيث النفع ص292 ).

6) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص161 ).

(7) الأعشى: هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحبيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة» وكان أهل الكوفة يقدمونه على غيره من الشعراء» توفي سنة تسع وعشرين وستمائة للميلاد» انظر: ( طبقات فحول الشعراء 97: شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ص51 ).

(8) ديوان الأعشى ص106» أوضح المسالك إلى ألفية مالك للأنصاري 4/ 110.

(9) تفسير فتح القدير 351/5.

(10) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص658. التيسير ص175 ).

1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص163 ).

12) قراءة شاذة» انظر: ( المرجع السابق ص164 ). ( (

! ! ! !

(13) امرئ القيس بن حجر بن الحارث الكندي؛ أشهر شعراء العربء انظر: ( طبقات فحول الشعراء 51/1 ).

(14) ديوان امرئ القيسى ص53 المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية 556/6» خزانة الأدب 5/ 96؛ لسان العرب 1 311.

(15) تفسير فتح القدير 375/5.

113

" قرأ الجمهور: ( إنا أعطيناك 4)؛ وق راأأالحهسن. واإبن محيصنء وطلحة: والزعفراني'": ( أنطيناك 74بالنون» وقيل: هي لغة العرب العاربة؛ قال الأعشى: حباؤك خير حبا الملوك ... يصان الحلال وتنطى الحلولا " 4101ا, ويبدو أن البيت السابق فيه خطأء والصواب: جيائك في الصيف في نعمة ... نْصَانْ الجلال وتَعْطّى الشتعيرا!". لف لهرت ومن خاذل ما سبق مذاية الشتوكاي زه الله بالدر اف شيزه ركان لفك الأثر البالغ في بيان المعاني» وتوجيه بعض القراءات. المطلب الثالث: توجيه القراءات من أقوال المفسرينء وعلماء اللغة. ولغات العرب: لقد اعتمد الشوكاني على كتب المفسرين السابقين» وعلماء اللغة » ونقل عنهم كثيراء وذكر الكثير من القراءات في تفسيره؛» ومن خلال متابعتها تبين أنه يوجه بعض القراءات المتواترة والشاذة» ويحتج لها من أقوال المفسرين؛ وعلماء اللغة» ولغات العرب. أولاً: توجيه القراءات من أقوال المفسرين: ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَإِذْ أَحْدْنَا ميئّاق بَني إسئرائيل لا تَعْبْدُونَ إلا اللّه ... 4 (سورة البقرة من الآية 83 قال رحمه الله: " وقال قطرب©, والمبردا': إن قوله: ( لآ تَعْبْدُونَ 4 جملة حالية» أي: أخذنا ميثاقهم موحدينء أو غير معاندين» قال القرطبي: وهذا إنما يتجه على قراءة ابن كثيرء وحمزة:؛ والكسائي: ( يعبدون 11" بالياء التحتية "911,

(1) الزعفراني: هو عبد الله بن محمد بن هاشمء أبو محمد الزعفراني» المقرئ» قيل: إنه قرأ على خلف بن هشامء» وأبي هشام الرفاعيء وأبي عمر الدوريء انظر: ( غاية النهاية 454/1 ).

2) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص181 ).

3) تفسير فتح القدير 601/5.

4) البيت ذكره الإمام أبو حيان» انظر: ( البحر المحيط 520/8 ).

5) ديوان الأعشى ص110.

(6) قطرب: اسمه أبو علي؛ محمد بن المستنير البصريء اللغوي. صاحب سيبويه الذي سماه قطرباً؛ لأنه كان يبكر في المجيء إليه» فقال: ما أنت إلا قطرب ليل؛» توفي سنة ست ومائتين» انظر: ( شذرات الذهب 15/2 ).

(7) المبرد: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزديء أبو العباسء» إمام العربية ببغداد في زمنه» وأحد أثمة الأدب والأخبارء توفي سنة ست وثمانين ومائتين» انظر: ( معجم الأدباء 165/6 ).

(8) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص163. التيسير ص64. الإقناع ص374 ).

(9) الجامع لأحكام القرءان 17/2.

(10) تفسير فتح القدير 432/2 .

) ) ! !

114

بِيّن الشوكاني رحمه الله في المثال السابق توجيه القرطبي رحمه الله للقراءتين» وهذا واضح.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... فَقَاتلُوا أَنمّةَ الكفر ... 4 ( سورة التوبة » من الآية 12 قال رحمه الله: " قرأ حمزة: ( أإمة وأكثر النحويين يذهب إلى أن هذا لحنء لأن فيه الجمع بين همزتين في كلمة واحدة» وقرأ الجمهور: بجعل الهمزة الثانية بين بين؛ أي بين مخرج الهمزة والياءا''» وقرىء: بإخلاص الياءء وهو لحنء كما قال الزمخشري "".

يلاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يَرْدُ قراءة: [ أيمة1 بإخلاص الياء بقوله: وهو لحن مع أنها متواترة» ويستدل على رده للقراءة بقول الزمخشري في الكشاف: " وأما التصريح بالياء فليس بقراءة» ولا يجوز أن تكون قراءة» ومن صرح بها فهو لاحن محراف "31

والصحيح أن القراءة بإخلاص الياء متواترة» وليست لحناء والدليل على ذلك ما قاله ابن الجزري رحمه الله عند رده على الزمخشري: " وهذا مبالغة» والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة ‏ التحقيق» وبين بين» والياء المحضة عن العرب » وصحت روايتهاء ولكل وجه في العربية سائغ قبوله "4, ٠‏

وقول ابن الجزري رحمه الله يبين أن القراءات الثلاث متواترةء وهي: قراءة تحقيق الهمزتين» وقراءة تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء؛» وقراءة الهمزة الثانية ياء خالصة.

فالمثالين السابقين بينا أن الشوكاني رحمه الله يوجه القراءات المتواترة من أقوال المفسرين» ففي المثال الأول احتج بقول القرطبيء وفي المثال الثاني بقول الزمخشري رحمهما الله تعالى.

ولبيان توجيهه للقراءات الشاذة من أقوال المفسرين» سأذكر مثالين آخرين إن شاء الله تعالى:

قحك تودين :قر لد اك ٠‏ وأَعدُوا لَهُمْ ما استَطعتم من قوّة ومن رباط الخَيْل 4 ( سورة الأنفال؛ من الآية 60 قال رحمه الله: قرأ الحسن» وعمرو بن دينارء وأبو حيوة: [ ومن ربط الخيل 14" بضم الراء والباء ككتب: جمع كتاب» قال أبو حاتم: الرباط من الخيل الخمسس فما فوقهاء وهي الخيل التي ترتبط بإزاء العدوء ثم قال: قال في الكشاف: " والرباط اسم للخيل

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( غيث النفع ص126 ) . (2) تفسير فتح القدير 432/2.

(3) الكشاف 238/2.

(4) انظر: ( النشر 295/1 ).

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص50 ).

115

التي تربط في سبيل اللهء ويجوز أن يسمى بالرباط الذي هو بمعنى المرابطة» ويجوز أن يكون جمع ربيط كفصيل وفصال "(200,

وعند تفسير قوله تعالى: «١‏ وَالسّمَاءِ ذَات الحُبّك 4 ( سورة الذاريات؛ الآية 7 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: بضم الحاء والباء» وقرىء: بضم الحاء؛ وسكون الباء» وبكسر الحاء» وفتح الباء»ء وبكسر الحاءء وضم الباء» قال ابن عطية: هي لغات "/2,

يلاحظ في المثالين السابقين أن الشوكاني يحتج لبعض القراءات الشاذة من أقوال المفسرين» ففي المثال الأول ذكر قراءة متواترة» وأخرى شاذة» واحتج لهما من قول الزمخشريء وفي المثال الثاني ذكر قراءة متواترة» وثلاث قراءات شاذة» ووجههما بقول ابن عطية: هي لغاتء مع العلم أن قراءة: ( الحبّك 4 بضم الحاء والباء متواترة: وأما القراءات الثلاث: ( الحبك 4 بضم الحاء وسكون الباء» و( الحبّك 4 بكسر الحاءء وفتح الباء» و( الحبك ) بكسر الحاءء وضم الباء فكلها شاذة !5. ثانياً: توجيه القراءات من أقوال علماء اللغة» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ا وترى النائيقة سكارّى وما هُمْ بسكارى ..٠‏ # (سورة الحجء من الآية 2 قال رحمه الله: " 1 وترَّى الناس سكارى 4 قرأ الجمهور: بفتح التاء والراء ل ل ا ل 2 ا أرأيتك. أي: تظنهم سكارىء قال الفراء: ولهذه القراءة وجه جيد في العربية "!8,

فالشوكاني في المثال السابق ذكر قراءة متواترة» وأخرى شاذة» ووجه الشاذة بقول الفراء» وهو عالم من علماء اللغة: ولهذه القراءة وجه في العربية .

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ فمكث غير بَعيد .. ٠‏ 4 ( سورة النمل؛ من الآية 22 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور ؛( فمكث 4 بضم الكاف» وقرأ عاصم وحده: بفتحهاا. ومعناهفي القراءتين: أقام ذماناً كرد يعنة» قال مكرود #حعك يكت مق ذا عق يت اق قدا

(1) الكشاف 220/2.

(2) تفسير فتح القدير 406/2.

)3 ري السابق 158/1.

(4) انظر: ( التيسير ص164 ).

(5) القراءات الثلاث شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص145» المحتسب 286/2 ). (6) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص434. التيسير ص126 ) .

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص94 ).

(8) تفسير فتح القدير 542/3.

(9) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص480.» التيسير ص136 ) .

(10) تفسير فتح القدير 160/4.

116

لقد ذكر الشوكاني في المثال السابق قراءتين متواترتين» واحتج لهما بقول عالم من علماء العربية» وهو سيبويه.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وَقُولُواً للنّاس حُمئناً ... 4 (سورة البقرة» من الآية 83 قال رحمه الله: " وقرأ حمزة» والكسائي: [ حسناً ) بفتح الحاء والسين!؛ وكذلك قرأزيدبن ثابت» وابن مسعودء قال الأخفش: هما بمعنى واحدء مثل البُخلء والبّخل» والرأشدء والرٌّشدء وحكى الأخفش أيضاً: ( حسنى 74 بغير تنوين على فعلى» قال النحاس: وهذا لا يجوز في العربية» لا يقال من هذا شيء إلا بالألف, واللام نحو: الفضلىء والكقبرىء والحسنىء» وهذاقول سيبويه "(403,

واضح في المثال السابق أنه وجه القراءة الأولى المتواترة بقول الأخفشء ورد القراءة الشاذة بقول عالمين من علماء اللغة» وهما: النحاسء» وسيبويه.

وعند تفسير قوله تعالى: « وَلسلَيْمَانَ الرّيح عَدُوُها شهرٌ ورواحهَا شهرٌ ... © ( سورة سبا. من الآية 12 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( الريح 1 بالنصب على تقدير: وسخرنا لسليمان الريح كما قال الزجاج» وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه: ( الريح ) بالرفعاعلى الابتداء» والخبرء أي: ولسليمان الريح ثابتة أو مسخرة "5.

لقد ذكر في المثال السابق قراءتين متواترتين» واحتج للأولى بقول الزجاج.

وقيل في توجيه قراءة الرفع: على أنها مبتدأء والمجرور قبلها الخبر» وحسن ذلك؛ لأن الريح لما مخرت له صارت كأنها في قبضته؛ إذ عن أمره تسيرء فأخبر عنها أنها تسير في ملكه. إذ هو مالك أمرها في سيرها به» واحتجوا لقراءة الانصب على إضمار: وسخرنا لسليمان الريح؛ لأنها سخرت له؛ وليس بمالكها على الحقيقة» إنما ملك تسخيرها بأمر الله سبحانه وتعالى» واستدلوا لقراءة النصب بقوله تعالى: «وَلسليْمَانَ الريح غَاصقة . 4 ( سورة الأنبياء» من الآية 81 وهذا يدل على تسخيرها له في حال عصوفها"". ثانياً: توجيه القراءات من لغات العرب:

الشوكاني رحمه الله على علم بلغات العرب؛ ويحتج بها للقراءات» وقد يذكر اسم

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص163» التيسير ص64. الإقناع ص374 ). (2) قراءة شاذة؛ انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص7 ).

(3) إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 241/1.

(4) تفسير فتح القدير 159/1.

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص527» الإقناع ص447 ).

(6) تفسير فتح القدير 378/4.

(7) ان

7] انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 202/2 - 203 ).

117

القبيلة في بعض الأحيان» وأحياناً لا يذكره» ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « يا أيُهَا الرئُول لا يَحْرْنَكَ الَذِينَ يُسَارعُونَ في الكفر ... © ( سورة المائده من الآية 41 قال رحمه الله: " قرأ نافع» ( لا يُحْزِنكَ 4 بضم الياءء وكسر الزايء والباقون: بفتح الياءء وضم الزاي!. والحزن خلاف السرورء وحزن الرجل بالكسرء فهو حزن وحزين» وأحزنه غيره وحزنه؛ قال اليزيدي: حزنه لغة قريشء» وأحزنه لغة تميم» وقد قرىء بهما ".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ وإن جِنَحُوا للسّلم فَاجِنَحَ لَهَا وتوكل عَلَى اللّهِ ... 4 (سورة الأنفال» من الآية 61 قال رحمه الله: " قرأ العقيلي: ( فاجئح 4 بضم النون/7» وقرأ الباقون: بفتحها!. والأولى: لغة قيسء والثانية: لغة تميم» قال ابن جني: ولغة قيس هي القياس "!.

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ الذِين يُظاهِرُونَ منكم من نسائهمْ مَا هن أُمَهَاتهِمْ ... 4 ( سورة المجادلة» من الآية 2 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( أمهاتهم 4 بالنتصب على اللغة الحجازية في إعمال ( ما1 عمل ليسء وقرأ أبو عمروء والسلمي: ( أمهاثهم ‏ بالرفع' على عدم الإعمال» وهي لغة نجدء وبني أسد "7.

وقيل: إن قراءة: ( أمهاتهم 4 بالرفع لغة تميم» وقال سيبويه: إنها أقيس الوجهين؛ وذلك أن النفي كالاستفهام» فكما لا يغير الاستفهام الكلام عما كان عليه في الواجب ... ينبغي ألا يغيره النفي غما كان عليه في الواجب» وأما قراءة: ( أمهاتهم 4 بالنصب فهي لغة أهل الحجازء وقيل: إن الأخذ بلغتهم في القرءان أولى!8.

الملاحظ في الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءات بلغات العرب. ويذكر اسم القبيلة» ففي المثال الأول ذكر قبيلتي قريشء وتميم» وفي المثال الثاني ذكر قبيلتي قيسء وتميم» وفي المثال الثالث ذكر ثلاث قبائل» وهي: الحجازء ونجدء وبني أسد.

وأحياناً يوجه بعض القراءات بلغات العربء ويكتفي بالقول: وهما لغتان» أو بقوله: وهما لغتان فصيحتانء أو يقول: وهما لغتان مشهورتان للعربء ولم يذكر اسم القبيلة» ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... دينا قيَمَا مله إِيْرَاهِيمَ حنيقا وَمَا كان من الْممشركين 4 ( سورة الأنعام » من الآية 161 قال رحمه الله: قرأ الكوفيون» وابن عامر: ( قيّما) بكسر القاف.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( غيث النفع ص94 ). (2) تفسير فتح القدير 56/2.

(3) قراءة شاذة» انظر: ( المحتسب 384/1 ).

(4) قراءة متواترة» انظر: ( التيسير ص95 ).

(5) تفسير فتح القدير 2/ 408.

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص628 ). (7) تفسير فتح القدير 217/5.

(8) انظر: ( حجة القراءات ص703 ).

115

والتخفيف. وفتح الياء» وقرأ الباقون: ( قَيّماً) بفتح القاف. وكسر الياء المشددةا» وهما لغتان!2.

وقيل: إن قراءة: ( قَيّمَا 4 بالتشديد صفة لدين77» وحجة من كسر القاف وخفف أنه جعله ةنا كالشبع".

وعند تفسير قوله تعالى: «إيَا أيّهَا لين آَمَنُوا أنفقوا مما رَرَقْتَاهُم من قَبلِ أن يَأتيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فيه ولا خلَّةُ ولا شقاعة ..٠‏ # ( سورة البقرة» من الآية 254 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثير» وأبو عمرو: ( لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة 4 بالنصب من غير تنوينء وقرأ الباقون: ( لا بيغ فيه ولا خلةً ولا شفاعة 1 بالرفع منوتةا"» وهما لغتان مشهورتان للعرب "51,

لم يذكر الشوكاني في المثال السابق اسم القبيلة لكل لغة كما هو واضحء واكتفى بقوله: هما لغتان مشهورتان للعرب.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وَمَا يَعْزْبُ عن رَبك من مثقال ذرّة في الأرْضٍ ولافي

السّمّاء ... © ( سورة يونس » من الآية 61 قال رحمه الله: " قرأ الكسائي: ( يعزب 4 بكسر

الزاي » وقرأ الباقون: ( يعزب 4 بالضم'"؛ وهما لغتان فصيحتان " 8.

لقد اكتفى الشوكاني في المثال السابق أيضاً بقوله: هما لغتان فصيحتان*؛ ولم يذكر اسم قبيلة كل لغة» وذلك في غاية الوضوح.

وعند تفسير قوله تعالى: « أَفْرَأَيتَ الذي كفرَ بآيَاتَا وقَالَ لأوتيّنَ مالا وَولَدَا 4 (سورة مريم؛ الآية 77 قال رحمه الله: " قرأ حمزة: والكسائيء ويحيى بن وثاب؛: والأعمشئ[ وؤلدا 4 بضم الواوء والباقون: بفتحها!"" فقيل: هما لغتان معناهما واحد "10,

والملاحظ أن الشوكاني رحمه الله وجه القراءتين في المثال السابق على أنهما لغتان بمعنى واحدء وبدون ذكر اسم القبيلتين.

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص274» التيسير ص89 ).

اير فتح القدير 235/2.

(3) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 267/1 ).

(4) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 459/1 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر : ( السبعة ص187» التيسير ص69 ).

(6) تفسير فتح القدير 369/1.

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص328» التيسير ص100 ).

(8) تفسير فتح القدير 576/2.

(9) لغتان فصيحتان» مثل: يَعرش ويَعرّشء انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 520/1 ). (10) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص412. التيسير ص122 ).

(11) تفسير فتح القدير 576/2.

119

وقئل :فى وضع القر اندي إكيها: لخفان يمظن التحن: و المدن و التكزاى بو الخراق» فتن الول ولد الولدء والولد بالفتح: ولد الصلب!0.

وعند تفسير قوله تعالى: ل« يُرْسَل عَلَيْكمَا شواظً من نار وَنْحَاس قلا تنقصران 4 (سورة الرحمن » الآية 35 قال رحمه الله " قرأ الجطهور: 1 شواظ 4 يم الشين ».وفنأ ابن عثير: بكسرها!2)» وهما لغتان "31,

لقد احتج للقراءتين في المثال السابق على أنهما لغتان» ولم ينسبهما لأي قبيلة» والمراد بهما: اللهب الذي لا دخان فيه". المطلب الرابع: توجيه القراءات بالبلاغة» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 9 إِنَْكُمْ لَتَأَنُونَ الرْجَال شَّهوَةٌ من دون النّسَاء ... 4 ( سورة الأعرافء من الآية 81 قال رحمه الله: " قرأ نافع»ء وحفص : ( إنكم 1 على الخبرء بهمزة واحدة مكسورة؛ وقرأ الباقون: ( أإنكم 4 بهمزتين!؟ على الاسنفهام المقتتضي للتوبيخ والتقريع"!5.

واضح أنه يحتج للقراءتين بالبلاغة» والقراءة على الخبر تفسير للفاحشة المذكورة؛ فلم يحسن إدخال الاستفهام عليه؛ لأنها تقطع ما بعدها بما قبلهاء وحجة من قرأ بالاستفهام أنه لما رأى ( أتأتون الفاحشة 4 وما بعده كلاماً تاماً ابتدأ بالجملة الثانية بالاستفهام؛ لتأكيد التوبيخ لهم والتقريرء فبنى الجملتين 0 ا الو دا

ا ( سورة الأعراف » الآية 113 ) كان هيه الا ف دافن او كقيرف وان لا عار الإخبار: وقرأ الباقون: ( أئن لنا 4 على الاستفهام!» استفهموا فرعون عن الجعل الذي سيجعله لهم على الغلبة» ومعنى الاستفهام التقرير "!0.

1) انظر : ( حجة القراءات ص447 ).

2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص621. التيسير ص167 ).

3) تفسير فتح القدير 164/5.

4) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص339 ).

5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص285 - 286» التيسير ص91 ). 6) تفسير فتح القدير 283/2.

7 انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 468/1 ).

8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص289» التيسير ص92 ).

9) تفسير فتح القدير 295/2.

سوه ١‏ سينا ١‏ سس اصسيدا ‏ “مسيية”. اس أسيية. صسيد) ينم

120

يلاحظ أن الشوكاني رحمه الله وجه في المثال السابق القراءتين بالبلاغة» وقيل: إن حجة من أثبت الهمزتين: أنه أتى به على الأصل؛ لأن الأولى للاستفهام؛ والثانية همزة إن»ء وحجة من طرح الهمزة الأولى: أنه أخبر بإِنّ ولم يستفهم؛ فأثبت همزة إِن» وأزال همزة الاستفهاما".

وعند تفسير قوله تعالى: 8 ... قَالُوا بَلَى شهدنا أن تَقَولُوا يَوْمَ القيامَة إِنَا كنا عن هَذَا غافلين 4 ( سورة الأعراف ء من الآية 172 قال رحمه الله: " قرأ أبو عمرو: ( أن يقولوا) بالياء التحتية على الغيبة» وقرأ الباقون: ( أن تقولوا ) بالفوقية/ على الخطاب "/.

الملاحظ في المثال السابق أنه احتج للقراءتين بالبلاغة» وقيل: إن حجة من قرأ بالياء التحتية على الغيبة أنه أجرى الكلام على لفظ ما تقدمه من الخبر عن الذرية؛ لأن الكلام ابتداؤه بالخبر عنهم» فما كان في سياقه فهو جار على لفظه ومعناهء فكل هذا خبر عنهمء ومن قرأ بالتاء رد الكلام على المخاطبة» فجرى ما بعده على لفظه وسياقه!.

وعند تفسير قوله تعالى: قل لو كان مَعَهُ آلهَةٌ كما يَقولون إذَا لابْتََوًا إلى ذي العرش سبيلاً 4 ( سورة الإسراءء الآبة 42 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثيرء وحفص: ( يقولون ] بالياء التحتية» وقرأ الباقون: ( تقولون 1 بالفوقية على الخطاب'" للقائلين بأن مع الله آلهة أخرى "5.

يتبين من المثال السابق أيضاً أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءتين بالبلاغة» وحجة من قرأ بالتاء على الخطاب أنه جعل ذلك على معنى: قل لهم يا محمد: ( لو كان معه آلهة كما تقولون 1 ثم قال: سبحانه وتعالى عما تقولون» فجرى الكلام في الخطاب لهم على ذلكء وحجة من قرأ بالياء أنه رد على لفظ الغيبة؛ لأنهم غيّب/7.

وعند تفسير قوله تعالى: « أصطفى الات عَلَى البَنينَ 4 ( سورة الصافات, الآية 153 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( أصطفى 4 بفتح الهمزة على أنها للاستفهام الإنكاري؛ وقد حذف معها همزة الوصل استغناء به عنهاء وقرأ نافع في رواية عنه» وأبو جعفر» وشيبة» والأعمش: بهمزة وصل نثيث: ابتداء» .وتسقط درجا©ء ويكون الاستفهام منوياً قاله الفراء "!8,

(1) انظر : ( الحجة في القراءات السبع ص161 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص298» التيسير ص94 ). (3) تفسير فتح القدير 334/2.

(4) انظر: ( حجة القراءات ص302 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص381» التيسير ص114 ). / ا 3.

(7) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 48/2 ).

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص549 ).

(9) تفسير فتح القدير 492/4 - 493.

121

يتبين من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءات بالبلاغة» وقيل: إن حجة من قرأ بفتح الهمزة أنه جعل المعنى: سلهم هل اصطفى البنات على البنين» فالألف ألف استفهام ومعناها التوبيخ دخلت على همزة الوصل فحذفتهاء ومن قرأ بوصل الألف. على أن يكون حكاية عن قولهم: ( ليقولون: اصطفى ويجوز أن يكون المعنى: وإنهم لكاذبون قالوا: اصطفى البنات» فحذف قالوا!". المطلب الخامس: توجيه القراءات بالنحو:

لقد ظهرت براعة الشوكاني رحمه الله في توجيه القراءات بالنحو في تفسيره» وذلك ببيان وجوه الإعراب التي تحتملها القراءات» ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَاعْلَمُوا أنمَا غَنمتَمْ من شيء فَأنّ لله حمس وللرّسُول ولذي الْقربَى واليتامى والمَساكين وان السّبيل ... 4 (سورة الأنفل من الآية 41 قال رحمه الله: " قرأ النخعي :( فْنَ لله 1 بكسر إن 1 وقرأ الباقون: بفتحها!' على أن ( أن 4 وما بعدها مبتدأء وخبره محذوفء والتقدير: فحق أو فواجب أن لله خمسه "5141,

وكما هو واضح أن الشوكاني رحمه الله في المثال السابق يوجه قراءة متواترةء وأخرى شاذة» ويبدو أنه يحتج للقراءتين بالنحو من الكشاف حيث إن الزمخشري رحمه الله قال في إعراب جملة: [ فَأَنَّ للّهِ 4: على أنها مبتدأ خبره محذوفء تقديره: فحقء أو فواجب أن لله خمسه» وروى الجعفي عن أبي عمرو: ( فإن لله 4 بالكسرء وتقويه قراءة النخعي: ( فلنّه خمسة 4©.

وعند تفسير قوله تعالى: ل وإِذَا قيل إن وعد اللّه حق والسّاعَة لا ريب فيها . ور الاقف ين اليه 632 قا رك 1" قرا الجميوى 1[ والسناغة 1 بالرفع على الابتداءء أو العطف على موضع اسم إنء وقرأ حمزة: بالنصب'" عطفاً على اسم إن "181.

وواضح أيضاً من المثال السابق أنه يوجه القراءتين المتواترتين في المثال السابق بالنحو.

(1) انظر : ( حجة القراءات ص612 ).

(2) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص49 ).

(3) قراءة متواترة» انظر: ( السبعة ص306 ).

(4) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 6/2 - 7 ).

(5) تفسير فتح القدير 392/2.

(6) انظر : ( الكشاف 209/2 ).

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص595» التيسير ص161 ). (8) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 233/2 ).

(9) تفسير فتح القدير 14/5.

122

وعند تفسير قوله تعالى: #8 وَالْحَبُ ذو القصف وَالريْحَانَ 4 ( سورة الرحمنء الآية 12 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( والحبُ ذو العصف والريحان 4 برفع الثلاثة عطفاً على فاكهة» وقرأ ابن عامرء وأبو حيوة» والمغيرة: بنصبهما عطفاً على الأرضء أو على فعلء أي: وخلق الحب ذا العصف والريحان؛ وقرأ حمزة: والكسائي» والريحان تان “امد فتلي العضف التالدار

لقد ذكر الشوكاني في المثال السابق ثلاث قراءات متواترة» ووجهها جميعاً بالنحو كما هو واضح .

وعند تفسير قوله تعالى: 9 جِنَّاتَ عدن يَدْخْلُوتهًا يُحَلُونَ ... ( سورة فاطرء من الآية 33 قال رحمه الله: " وقرأ زر بن حبيشء والترمذي: ( جنة) بالإفرادء وقرأ الكسدري: ( حاف ) دلتسف "عن السان جوز أبن القا :“إن تكوق حداف كدر قاننا لاسم الشنا ات

ويلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني ذكر قراءتين شاذتين» ووجههما بالنحوء وذكر إعر ابهما.

وعند تفسير قوله تعالى: وَللَّذينَ كقروا بربّهم عَدَابُ جَهَكْمَ . ٠‏ # (سورة الملكء من الآية 6 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: برفع ( عذابْ 4 على أنه مبتدأء وخبره :( للذين كفروا وقرأ الحسن» والضحاكء والأعرج: ( عذاب 4 بالنصب© عطفاً على ( عََذَابَ

السعير ؟ "10181, ويتبين من المثال السابق أن الشوكاني يحتج لقراءة الجمهور المتواترة» وللقراءة الثانية الشاذة بالنحو. (1) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( السبعة ص619. التيسير ص167 ). (2) انظر: ( إملاء ما من به الرحمن 251/2 ). (3) تفسير فتح القدير 159/5. (4) القراءتان شاذتان» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص 123 - 124 ). 5١‏ أبو البقاء : محب الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسير بن أبي البقاء عبد الله بن الحسيرن العُكَبريَ ثم البغدادي»

الأزجيء الضرير الشيخ, الإمام» العلامة» النحويء البارع» الحنبلي» صاحب التصانيف» ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة؛ وتوفي سنة ست عشرة وستمائة» انظر: ( سير أعلام النبلاء 91/22: شذرات الذهب 67/5 ).

(6) انظر : ( إملاء ما من به الرحمن 200/2 ).

(7) تفسير فتح القدير 418/4.

(8) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص 159 ).

(9) انظر : ( إملاء ما من به الرحمن 265/2 ).

(10) تفسير فتح القدير 310/5.

123

ويلاحظ من خلال الأمثلة السابقة أن الشوكاني على علم بالنحوء وكان مبرزاً فيه؛ فظهر ذلك من خلال توجيهه للقراءات» واستدلاله بأقوال أئمة النحوء وكل ذلك يبين ضلوعه في هذا العلم» واستفادته منه في الاحتجاج للقراءات المتواترة» والشاذة.

وفي نهاية هذا المبحث نستطيع القول: إن الشوكاني رحمه الله قد أجادء وأفاد في توجيهه للقراءات: حيث إنه كان عالماً في علوم كثيرة» وبرزت شخصيته العلمية من خلال احتجاجه للقراءات بالقرءان» والسنة» وأقوال الصحابة» والتابعين» واللغة» والاستفادة من ذلك كله في توضيح القراءات» وتوجيههاء وبيان المعاني» وتفسير الآيات القرءانية.

»!ا كا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا 6لا ا

144

المبحث الرابع

توجيه القراءات بالرسم العثماني, وأحكام التلاوة المطلب الأول: تعريف الرسم لغة» واصطلاحاً: الرسم في اللغة: الأثرء والمراد أثر الكتابة في اللفظ!". والرسم اصطلاحاً: تصوير الكلمة بحروف هجائهاء على تقدير الابتداء بهاء والوقف عليهاء لتتحول اللغة المنطوقة إلى آثار مرئية!. وينقسم الرسم إلى قسمين: قياسي. واصطلاحيء وسمي الثاني بالاصطلاحي نسبة إلى اصطلاح الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. فالرسم القياسي: هو تصوير الكلمة بحروف هجائهاء على تقدير الابتداء بهاء والوقف عليهاء أي: موافقة الخط اللفظ كرسم كلمة؛ ( نستعين 3/14. والرسم الاصطلاحي: هو علم تعرف به مخالفات خط المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي» أي: مخالفة الخط اللفظء وذلك ببدل» أو زيادة» أو حذف؛ أو وصلء أو نحو ذلك!. التعريف بالرسم العثماني: " هو عبارة عن المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه. وأرسلها إلى الأمصار الإسلامية» وكانت مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة» وكانت مجردة من النقط والشكل محتملة لما تواترت قرعانيته» واستقر في العرضة الأخيرة.

اار(5)

ولم تنسخ تلاوته

وقيل: " يراد برسم المصحف الوضع الذي ارتضاه عثمان رضي الله عنه» ومن كان معه من الصحابة في كتابة القرءان» ورسم حروفه. والذي وجد في المصاحف التي وجه بها إلى الآفاق والأمصارء والمصحف الإمام الذي احتفظ به لنفسه "/5.

ذكر الباحث فيما سبق عند الحديث عن أركان القراءة المقبولة: أن الرسم العثماني ضابط من ضوابط القراءة الصحيحة؛ وهذا الضابط له أهميته عند العلماء» ولكن القراءة لا تقبل به لوحده؛ إنما تحتاج إلى صحة سندهاء وموافقتها للعربية أيضأء وأما إذا تواترت القراءة فإنها تقبل» ولو لم توافق الرسم والعربية؛ لأن القراءة سنة متبعة.

نظر: ( لسان العرب 241/12 ).

نظر: ( دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرءان 38/1 ).

انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة؛ لطائف الإشارات لفنون القراءات لشهاب الدين القسطلاني 284/1 ). نظر: (نفس المرجعين السابقين ).

القراءات لشعبان محمد إسماعيل ص584.

125

واتباع الرسم العثماني يفيد مزيد ثقة واطمئنان في حفظ القرءان» وتلاوته؛ كما يبعد الشبهات» والطعون التي تحوم حوله» ولا تجوز مخالفة خط المصاحف في رسم القرءان» ولا يجوز لأحد أن يطعن في شيء مما رسمه الصحابة في المصاحف؛ لأنه طعن في مجمع عليه؛ ولأن الطعن في الكتابة طعن في التلاوة!". المطلب الثاني: توجيه القراءات بالرسم العثماني:

اعتمد الشوكاني رحمه الله على الرسم العثماني في توجيه بعض القراءات» والاحتجاج لهاء وللوقوف على ذلك أذكر بعض الأمثلة التي توضح ذلك:

فعند تفسير قوله تعالى: « فَإِنَ حَاجُوكَ فَقَل أَسَلَمْت وجهي للَّهِ وَمَن اتَبَعن ... 4 (سورة آل عمران من الآية 20 قال رحمه الله: " أثبت نافع» وأبو عمروء ويعقوب الياء في: 1 اتبعن ) على الأصلء وحذقها الآخرون. أتناعا لرسم المضحف "0

يتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله لم يذكر أبا جعفر مع أنه وافق نافعاًء وأبا عمرو على إثبات الياء في: ( اتبعن ): وأما يعقوب فإنه قرأ بإثبات الياء وصلاً ووقفأء وباقي القراء بحذفها وصلاً ووقفاً» واحتج لقراءة باقي القراء بالحذف وصلاً ووقفاً على أنها اتباعاً زم

وعند تفسير قوله تعالى: « يَْم يَأت لا تَكلّمْ نفس إلا بإذنه فَمنْهُم شقيُ وسَعيدٌ 4 (سورة هود, الآية 105 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وأبو عمروء والكسائي: ( يَوْمَ يَأت) بإثبات الياء في الدرج» وحذفها في الوقفء وقرأ أبيَ» وابن مسعود: بإثباتها وصلاً ووقفاء وقرأ الأعمش بحذفها فيهماء ووجه حذف الياء مع الوقف ما قاله الكسائي: إن الفعل السالم يوقف عليه كالمجزوم فحذفت الياء كما تحذف الضمة» ووجه قراءة من قرأ بحذف الياء مع الوصل: أنهم رأوا رسم المصحف كذلك "(6/5,

نلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر القراءات الثلاث؛ فقراءة أهل المدينة» وأبي عمروء والكسائي بإثبات الياء في الوصلء وحذفها في الوقفء وأما إثباتها في الوصل والوقف فهي قراءة ابن كثيرء ويعقوبء وأما قراءة الباقين: بالحذف

(1) انظر: ( دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرءان 39/1 - 40 ).

(2) تفسير فتح القدير 442/1.

(3) القراءات الثلاث متواترة: انظر: ( البدور الزاهرة ص75 ).

(4) انظر: ( حجة القراءات ص158 ).

(5) انظر: ( إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 301/2 - 302» حجة القراءات ص348 ). (6) تفسير فتح القدير 659/2.

126

في الحالين تخفيفاً!".

وذكر أيضا حجة القارئين بحذف الياء مع الوصل أنهم رأوا رسم المصحف كذلكء وهذا يبين أنه يوجه بعض القراءات برسم المصحف.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ إِنّ الله يُدذخل الَذِينَ أمَنوا وَعملُوا الصّالحات جنات تَجْرِي من تحتها الأَنْهَارٌ يُحَلُونَ فيها من | أسَاور من ذهب ولؤلوًا وَلبَاسُهم فيها حَريرٌ © ( سورة الحج؛ الآية

قال رحمه الله: " قرأ نافع» وابن كثيرء وعاصمء وشيبة: ( ولؤلؤَاً 4 بالانصب عطف على محل: ( أساور 4 أي: ويحلون لؤلؤاء أو بفعل مقدّر ينصبه» وهككذا قرأ بالنصب يعقوبء والجحدريء وعيسى بن عمرء وهذه القراءة هي الموافقة لرسم المصحف فإن هذا الحرف مكتوب فيه بالألفء: وقرأ الباقون: بالجرعطفاً على ( أساور 4 أي: يحلون من أساورء ومن لؤلؤ ".

ويلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني يعزو قراءة النصب في: [ ولؤلؤأ 4 إلى نافع وعاصم, ويقول: إن ابن كثير وافقهماء والصحيح أنه وافق باقي القراء في قراءة: ([ ولؤلئْ ) بالج كا:

ويحتج لقراءة النصب بقوله: وهذه القراءة هي الموافقة لرسم المصحف فإن هذا الحرف مكتوب فيه بالألف.

وعند تفسير قوله تعالى: « قل مَن رب السَّمَوات السَيْع ورب العرش العظيم * سيقولُون للّه قل أَفُلا تَتَقُون 4 (سورة المؤمنونء الآبتان 86: 87 قال رحمه الله: " وقراأً أبو عمروء وأهل العراق/': ( سيقولون الله 4 بغير لام تكلا اتنب الفحفك السو اله واه الفسراءة أوشع هن قراءة الباقين باللام» ولكتهبيؤيد قزاءة 'الجمهور” أنها مكتوبة :في جميع المصاحف باللام بدون ألف "/5,

يلحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يعزو قراءة: ( سيقولون الله 4 إلى أدهفل العراقء؛ والصحيح أنها قراءة أبي عمروء ويعقوب فقطء وأما قراءة الباقين:[ سيقولون لله 4

(1) القراءات الثلاث متواترة؛ انظر: ( البدور الزاهرة ص195» النشر ص220 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص 435» التيسير ص127 ).

[3) تغسير فتح القدير 554/3.

(4) انظر: ( الجامع لأحكام القرءان 34/12 ).

(5) أهل العراق: هم قراء البصرة» وقراء الكوفة» أما قراء البصرة فهم: أبو عمروء ويعقوب» وسهلء وأما قراء الكوفة فهم :عاصمء» وحمزة:؛ والكسائي: وخلفء انظر: ( الغاية ص135 ).

(6) تفسير فتح القدير615/3.

127

بدون ألف7» وعلى الرغم من قوله: إن قراءة: ( سيقولون الله 1 أوضح. إلا أنه يحتج لقراءة الجمهور بقوله: إنها مكتوبة في جميع المصاحف باللام بدون ألف!©.

وعند تفسير قوله تعالى: 9 إِنَا جِعلَنَا في أَعَنَاقهم أغلالاً فهي إِلَى الأَذقَان فَهُمْ مُقَمَحُونَ 4 (سورة يسء الآية 5 قال رحمه الله: " وقرأ ابن عباس: [ إنا جعلنا في أيمانهم أغلالاً 4/؛ قال الزجاج: أي: في أيديهم؛ قال النحاس: وهذه القراءة تفسيرء ولا يقرأ بما خالف المصحف "4,

والملاحظ من المثال السابق أن الشوكاني ذكر قراءة شاذة» ثم ذكر قول النحاس: على أنها تدروو ةواسق ترج اناك أن ل يكوا بها أخالف» التضمت ومست ذلك أ رمد علي سيو بط القراءة الصحيحة التي منها موافقة الرسم العثماني في حكمه على صحة القراءة أو شذوذهاء ولم يقبل القراءة السابقة؛ لأنها خالفت رسم المصحفء واستدل على ذلك بقول النحاس.

وعند تفسير قوله تعالى: ا واللِيّل إذَا يَسْر 4 (سورة الفجرء الآية 4 قال رحمه الله: " قرأ الجمهوز: (يشن] يحذف الياء وصلاً وؤقفا اتشباغا لؤسم التضحف:.ؤقراً تافع؛ وأبو عمرو: بحذفها في الوقفء وإثباتها في الوصلء وقرأ ابن كثيرء وابن محيصنء ويعقوب: بإثباتها في الوصل والوقف "7!50.

يتبين من المثال السابق أنه يحتج لقراءة الجمهور برسم المصحف؟ ,

وعند تفسير قوله تعالى: < فَأَمّا الإنسّان إذَا ما ابْتَلاهُ رَبَّهُ فأَكَرَمَهُ وَنَعََهُ فَيَقَولَ رربي أَكرّمَن * وأما ذا ما ابْتلاهُ فَقدَرَ عَلَيْه رزقه فَيَقول ربّي أَهَائن »© (سورة الفجر, الآيتان 15 16 قال رحمه الله ؛ . قرأ نافع: بإثبات الياء في ( أكرمن و( أهانف وهنا ونين زا وقرأ ابن كثير في رواية البزي عنه»؛ وابن محيصنء ويعقوب ابإقاقيها وما تسا وق را ًالباقون: بحذفهما ذ في الوصضل :والوقف:اتزاعا الريحم المسئف: ولسو اق

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص335» البدور الزاهرة ص 273 ). (2) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 120/2 ).

(3) قراءة شاذة» انظر: ( إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 384/3 ).

(4) تفسير فتح القدير 431/4.

(5) انظر: ( إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 384/3 ).

(6) القراءات الثلاث متواترة: انظر: ( النشر 299/2» البدور الزاهرة ص 432 ). (7) تفسير فتح القدير 514/5.

(8) انظر: ( حجة القراءات ص761 ).

128

رؤوس الآي11؛ والأصل إثباتها؛ لأنها اسه "20.

ونستنتج من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءة بحذف الياء وصلاً ووقفاً

وأكتفي بهذا القدر من الأمثلة التي وضحتء وبينت توجيه الشوكاني لبعض القراءات بالرسم العثماني. المطلب الثالث: توجيه القراءات بأحكام التلاوة والتجويد:

قلنا فيما سبق عند الحديث عن ترجمة الشوكاني: إنه حفظ القرءان» وجوده على مشايخ صنعاءء وعليه فليس من الغريب أن نجده يوجه القراءات بأحكام التلاوة والتجويدء فاحتج لبعضها بمخارج الحروف» والإدغام» والتقاء الساكنين» ووجه بعضها الآخر بالمد والقصرء والوقف والوصل . أولاً: توجيه القراءات بمخارج الحروفء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 8 ... قَال كم لبت ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 259 قال رحمه الله: "قرأ ابن عامرء وأهل الكوفة إلا عاصماًء ( كَمْ لبثت 4 بإدغام الثاء في التاء لتقاربهما في المخرجء وقرأ غيرهم بالإظهارء وهو أحسن لبعد مخرج الثاء من مخرج التاء "4131,

ويتضح من المثال السابق أنه يوجه قراءتي الإدرغام والإظهار بمخارج الحروف» وحجة من أدغم الثاء في التاء: قرب مخرجيهماء وحجة من أظهر: إتيانه بالكلام على أصله!8,

وعند تفسير قوله تعالى: 1 ... يا بُنيّ اركب معنا ولا تكن مَعَ الكافرين 4 ( سورة هودء من الآية 42 قال رحمه الله: " قرأ أبو عمروء والكسائي» وحفص: [ اركب معنا 4 بإدرغام الباء في الميم لتقاربهما في المخرجء وقرأ الباقون بعدم الإدغاء "76,

ويتبين أيضا من المثال السابق أنه يحتج للقراءات بمخارج الحروف؛ وحجة من أدغم مقاربة مخرج الحرفينء وبناء الباء على السكون للأمرء فحن الإدغام لحسنه في قوله تعالى: (1)القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( المبسوط في القراءات العشر لأبي بكر الأصفهاني ص284», النشر 2299/2 تحبير التيسير ص 2200 البدور الزاهرة ص 432 ).

(2) تفسير فتح القدير 521/5.

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص188 ).

(4) تفسير فتح القدير 381/1.

(5) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص100 ).

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( كتاب التذكرة في القراءات لابن غلبون 458/2 ). (7) تفسير فتح القدير 630/2.

129

«ودّت طآئقَةٌ ... 4 ( سورة آل عمران, من الآية 69 والحجة لمن أظهر: أنه أتى بالكلام على الأصل؛ لأن الأصل الإظهارء والإدغام فرع منه!".

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ ... إن شأ تخسف بِهمُ الأرّض أو نسنقط علَيْهِمْ كاسفا من السّمّاء ٠.٠‏ » (سورة سبأء من الآية 9)» قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( إن نشأ1 بنون العظمة» وكذا ([ نخسف ). ( ونسقط 4 وقرأ حمزة ٠‏ والكسائي بالياء التحتية في الأفعال الثلاثة؛ أي: إن يشأ اللهء وقرأ الكسائي وحده بإدغام الفاء في الباء في: [ نخسف بهم 2,2 قال أبو علي الفارسي: وذلك غير جائز؛ لأن الفاء من باطن الشفة السفلى» وأطراف الثنايا العليا بخلاف الباء "!3,

لقد ذكر الشوكاني في المثال السابق قراءة: [ نخسف بهم ] بإدغام الفاء في الباء» ثم ذكر اعتراض أبي علي الفارسي عليهاء واحتجاجه لعدم جواز القراءة بالإدغام بمخارج الحروف» فقال: لأن الفاء تخرج من بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العلياء ومخرجها يختلف عن مخرج الباء» وقصده من ذلك أن مخرج الفاء يختلف عن مخرج الباء» وهذا هو السبب في عدم تجويزه لقراءة الإدغام» والصحيح أن القراءة متواترة كما ذكرناء ولا يجوز ردها.

وحجة الكسائي في الإدغام أن مخرج الباء من الشفتين» ومخرج الفاء من بطن الشفة السفلى» وأطراف الثنايا العلياء فاتفقا في المخرج للمقاربة.

وقيل: صحيح أنهما اتفقا في المخرج للتقارب إلا أن في الفاء تفشياً يبطل الإدغام؛ وأما إدغام الباء في الفاء فصواب)

والملاحظ بوضوح من الأمثلة السابقة أن الشوكاني يوجه القراءات» ويحتج لها بمخارج الحروف. كانياً: توجيه القراءات بالإدغام» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَيَوْمَ تشقق السَمَاء بِالعَمَام . ٠‏ (سورة الفرقان» من الآية 25 قال رحمه الله: " قرأ عاصم. والأعمشء ويحيى بن وثابء؛ وحمزة. والكقسائي» وأبو عمرو: ( تشقق 4 بتخفيف الشين» وأصله تتشققء وقرأ الباقون: بتشديد الشين/ على الإدغاه "2,

(1) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص187 ).

(2) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( السبعة ص526.؛ التيسير ص146 ). (] تقميرة فتح قير 4 375.

(4) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص292 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص464 ).

(6) تفسير فتح القدير 88/4 .

11320

ويتضح من المثال السابق أنه احتج لقراءة: ( تشقق ) بالتشديد بإدغام التاء في الشين؛

لأن أصل الكلمة تتشقق.

وقيل في الاحتجاج للقراءتين: إن قراءة التشديد» على إدغام التاء الثانية في الشين؛ لأن الشين أقوى من التاءء فإذا أدغمت التاء في الشين نقلتها إلى حالة أقوى من حالتها قبل الإدغام» وقراءة التخفيف على حذف التاء استخفاقاً؛ لاجتماع المثلين!.

وعند تفسير قوله تعالى: لما يَنظرُونَ إلا صَيْحَةَ وَاحدة تأَحدَهُمْ وَهُمْ يَخصّمُون 4 (سورة يسء الآية 49 قال رحمه الله: " اختلف القراء في: [ يخصمون فقرأ حمزة بسكون الخاءء وتخفيف الصاد من خصم يخصمء والمعنى: يخصم بعضهم بعضاًء فالمفعول محذوفء وقرأ أبو عمروء وقالون بإخفاء فتحة الخاء» وتشديد الصادء وقرأ نافع» وابن كثيرء وهشام كذلك إلا أنهم أخلصوا فتحة الخاء» وقرأ الباقون بكسر الخاء» وتشديد الصادء والأصل في القراءات الثلاث/ يختصمونء, فأدغمت التاء في الصادء فنافع» وابن كثيرء وهشام نقلوا فتحة التاء إلى الساكن قبلها نقلاً كاملآًء وأبو عمروء وقالون اختلسا حركتها تنبيهاً على أن الخاء أصلها السكون» والباقون حذفوا حركتهاء فالتقى ساكنان» فكسروا أوّلهماء وروي عن أبي عمروء وقالون: أنهما قرءا بتسكين الخاءء وتشديد الصادا» وهي قراءة مشكلة لاجمتاع ساكنين فيها "41ا,

والملاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءات الثلاث بالإدغام» وهذا صريح في قوله: الأصل في القراءات الثلاث يختصمون فأدغمت التاء في الصاد.

ويعزو قراءة: ( يخصمون ) بإسكان الخاء» وتشديد الصاد إلى أبي عمروء والصحيح أنها قراءة أبي جعفرء ووافقه قالون في أحد وجهيه. وهي قراءة متواترة» وليست مشكلة لاجتماع ساكنين فيها كما قال.

قال الدكتور عبد العزيز الحربي: " إن الجمع بين الساكنين لغة صريحة» وقراءة ثابتة» ومن زعم أن ذلك ليس في طاقة اللسان اينما يعلم فساده "51,

وعند تفسير قوله تعالى: « وَالصّافَات صقا * فَالراجرات رَجرًا * فَالتاليات ذكرا . 4 ( سورة الصافات» الآيات 1 - 3 قال رحمه الله: " قرأ أبو عمروء وحمزة: وقيل: حمزة فقط: بإدغام التاء من [ الصافات 4 في صاد ( صفاً وإدغام التاء من[ الزاجرات 4 في

1) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 145/2 )

(1) انظر (2) القراءات الثلاث متواترة؛ انظر: ( السبعة ص541» التيسير ص 149 ) . (3) قراءة متواترة: انظر: ( البدور الزاهرة ص321 ) .

(4) تفسير فتح القدير 445/4 . (5) توجيه مشكل القراءات ص414 .

131

زاي [ زجراً ): وإدغام التاء من ( التاليات 4 في ذال ( ذكراً 4: وهذه القراءة قد أنكرها أحمد بن حنبل لما سمعهاء قال النحاس: وهي بعيدة في العربية من ثلاثة جهات: الجصهة الأولى: أن التاء ليست من مخرج الصادء ولا من مخرج الزاي؛ ولاامن مخرج الدال» ولاامن أخواتهنء والجهة الثانية: أن التاء في كلمة» وما بعدها في كلمة أخرىء والثالثة: أنك إذا أدغمت جمعت بين ساكنين من كلمتين» وإنما يجوز الجمع بين ساكنين في مثل هذا إذا كانا في كلمة واحدة!''» وقال الواحدي: إدغام التاء في الصاد حسن لمقاربة الحرفينء ألا ترى أنهمما من طرف اللسان» وقرأ الباقون: بإظهار جميع ذلك 30

فالشوكاني رحمه الله ذكر قراءة الإدغام في المثال السابق» ولكنه ردها؛ لأن الإمام أحمد رحمه الله أنكرها لما سمعها؛ ولقول النحاس: بعيدة في العربية» والصحيح أنها متواترة» ولا يجوز ردها لا من أقوال العلماء»؛ ولا باللغة.

والمثال السابق يبين احتجاجه للقراءات بالإدغام» وهذا واضح جليء حيث إنه ذكر قول الواحدي: إن إدغام التاء في الصاد في: 1[ الصافات صفا 1 حسن للتقارب بين الحرفين» ثم ذكر قراءة الباقين بالإظهار.

وفي الأمثلة السابقة الدلالة الواضحة على احتجاج الشوكاني لبعض القراءات بالإدغام. ثالثاً: توجيه القراءات للتخلص من التقاء الساكنين: ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 9 ... فَمَن اضنطر غَيْرَ بَاعْ ولا عاد قَلا إِنْمَ عَلَيْه ... 4 (سورة البقرة» من الآية 173 قال رحمه الله: " قرىء: ( قَمَنِ اضطر ) بضم النون للاتباع»؛ وبكسرها على الأصل؛) في التقاء الساكنين "/5.

يلاحظ من المثال السابق أنه وجه قراءة: ( فَمَن اضطر 4 بتحريك النون بالضم أو بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين.

قال أبو حيان في البحر: " وتوجيه الكسر أنه حركة التقاء الساكنين» والضم أنه اتباع» ولم يعتدوا بالساكن» لأنه حاجز غير حصينء أو ليدلوا على أن حركة همزة الوصل المحذوفة

كانت ضمة "(65,

(1) انظر: ( إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 409/3 ).

(2) القراءتان متواترتان - الإدغام والإظهار في المواضع الثلاثة » انظر: ( السبعة ص546» التيسير ص150 ). (3) تفسير فتح القدير 460/4.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص174» الإقناع ص378 ).

(5) تفسير فتح القدير 239/1.

(6) البحر المحيط 665/1.

132

وعند تفسير قوله تعالى: ا ... وطفقا يَخصفان عليهمَا من ورق الجنة ... © (سورة الأعراف, من الآية 22 قال رحمه الله: " قرأ الحسن: [ يخصفاتن 1 بكسر الخاءء

وتشديد الصادا". والأصل 1 يختصفان 4 » فأدغم وكسرت الخاء؛ لالتقاء الساكنين "3121

يلاحظ من المثال السابق أنه وجه قراءة الحسن الشاذة بكسر الخاء؛ للتخلص من التقاء الساكنين الناتج عن الإدغام» وهذا واضح جلي .

وعند تفسير قوله تعالى: « وأوْحَيْتا إلى َه مُوسى أن أرضعيه ٠.٠‏ #6 ( سورة القصصء من الآية 7 قال رحمه الله: " قرأ عمر بن عبد العزيز: [ أن ارضعيه 4 بكسر نون أنء» ووصل همزة أرضعيهء فالكسر لالتقاء الساكنين)» وحذف همزة الوصل على غير القياس "51ا,

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله لم يقتصر على توجيه بعض القراءات المتواترة بحكم من أحكام التلاوة والتجويد وهو التخلص من التقاء الساكنين» وإنما وجه القراءات الشاذة كذلك,

وأما قوله: وحذفت همزة الوصل على غير القياس فمعناه: أن القياس فيه نقل حركة الهمزة وهي الفتحة إلى النون كقراءة ورش9؛ وقيل: حذفت الهمزة تخفيفاً'".

وواضح من الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله يوجه بعض القراءات المتواترة والشاذة بحكم التخلص من التقاء الساكنين. رابعاً: توجيه القراءات بالمد والقصرء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ا كَُ اللّهُ يُنَشئْ النَشَأةَ الآخرة ٠.٠‏ # ( سورة العنكبوت» من الآية 0 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( النشأة 1 بالقصرء. وسكون الشينء وقرأابن كثيرء وأبو عمرو: بالمدء وفتح الشين!2. وهما لغتان كالرأفة والرآفة "!9.

يتبين من المثال السابق أن الشوكاني وجّه قراءة الجمهور بالقصرء والقراءة

(1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص42 ).

(2) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 119/2» إتحاف فضلاء البشر ص 281 ). (3) تفسير فتح القدير 249/2.

(4) قراءة شاذة» انظر ( الجامع لأحكام القرءان 260/13 ).

(5) تفسير فتح القدير 192/4.

(6) انظرء ( البحر المحيط 100/7 ).

(7) انظرء ( الجامع لأحكام القرءان 260/13 ).

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص498. الإقناع ص441 ).

(9) تفسير فتح القدير 236/4.

133

الأخرى بالمدء وقيل: يقرأ بالمد والقصرء والهمز فيهماء والقول في ذلك كالقول في رأفة؛ فإسكانها كقصرهاءوحركتها كمدهاء وهي في الوجهين مصدرا".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ومآ ءَاَيْتم مّن رباً َيَرَبُوَ في أَُمُوال التاس قلا يَرْبُو عند اللّه وَمَآ ءَانَيْتم من زكَاة ... 4( سورة الروم؛ من الآية 39 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور:( 2اتيتم ) بالمدّ» بمعنى: أعطيتم» وقرأ مجاهدء وحميدء وابن كثير: بالقصر'2ء بمعنى: ما فعلتم "/3.

لقد وجه الشوكاني في المثال السابق القراءتين أيضاً بالمد والقصرء وكان لذلك الأقر في تغيير المعنى كما هو واضح.

وقيل: إن الدليل على قراءة المد إجماع القراء على مد قوله: ( وما ءاتيتم من زكاة) بعدهه ومن قرأ بالقصر يريد به معنى المجيءا".

وعند تفسير قوله تعالى: « أَنْ رَءَآهُ استَغتى 4 (سورة العلقء الآية 7 قال رحمه الله: قرأ الجمهور: ( أن رءاه 4 بمد الهمزةء وقرأ قنبل عن ابن كثير: بقصرها!66.

فقراءة ابن كثير من رواية قنبل: ( رَأهُ4 بفتح الراء والهممزة» والققصر على وزن: رعة)7,.

فالأمثلة السابقة بينت توجيه الشوكاني رحمه الله للقراءات» والاحتجاج لها بالمد والقصرء وهذا في غاية الوضوح. وبالله التوفيق. خامساً: توجيه القراءات بالوقف والوصلء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « يَوْمَ يَأت لا تَكلّمُ نفس إلا بإذنه فَمنْهُم شقيُ وَسَعيدٌ 4 (سورة هودء الآية 105 قال رحمه الله " قرأ أهل المدينة» وأبو عمروء والكسائي: ( يَوْمَ يَأت) بإثبات الياء في الدرج» وحذفها في الوقف, وقرأ أبيَ» وابن مسعود: بإثباتها وصلاً ووقفاء وقرأ الأعمش بحذفها فيهماء وَوَجْه حذف الياء مع الوقف ما قاله الكسائي: إن الفعمل السالم يوقف عليه كالمجزوم فحذفت الياء كما تحذف الضمة:؛ ووجه قراءة من قرأ بحذف الياء مع الوصل: أنهم رأوا رسم المصحف كذلك "9081,

1) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص 279 ).

(1) ان

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص507 ).

0 فتح القدير 272/4.

(4) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص282 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص692. التيسير ص181 ). )6 عب د 5

8) انظر: ( إعراب القرءان لأبي جعفر النحاس 301/2 - 302 ).

( 7 انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص373 ). (

9) تفسير فتح القدير 659/2.

134

نلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر القراءات الثلاث» وبين تأثير الوقف والوصل على إثبات» وحذف الياءء فقراءة أهل المدينة» وأبي عمروء والكسائي بإثات الياء في الوصلء وحذفها في الوقفء وأما إثباتها في الوصل والوقف فهي قراءة ابن كثيرء ويعقوب»ء وأما قراءة الباقين: بالحذف في الحالين تخفيفاًل".

وعند تفسير قوله تعالى: لل فَلَمّا جَاء سَلَيْمَانَ قَالَ أَنَمدُوتن بمّال فَمَا عاتاني اللّهُ خَيْرٌ مما وتاك ارون #4 (أسورة لقبل 038:3 قال وكفت الله كرا الو ضري وتافم :حفن( كان الله 1 بياء مفتوحة» وقرأ يعقوب: بإثباتها في الوقف» وحذفها في الوصلء وقرأ الباقون: بغير ياء في الوصل والوقف!19©,

ويلاحظ في المثال السابق أيضاً أثر الوقف والوصل في توجيه القراءات؛: قفي قراءة يعقوب عند الوقف على كلمة: ( عاتاني 4 بإثبات الياء»ء وعند الوصل بحذفها.

وعند تفسير قوله تعالى: « والليل ذا يس 4 ( سورة الفجرء الآية 4 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: بحذف الياء وصلاً ووقفاً اتباعاً لرسم المصحفء وقرأ نافع» وأبو عمرو: بحذفها في الوقفء وإثباتها في الوصلء وقرأ ابن كثيرء وابن محيصنء ويعقوب: بإثباتها في الوصل والوقف "4(,

يتبين من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يحتج للقراءات التي ذكرها بالوقف والوصلء فالذي يقرأ قراءة نافع» وأبي عمرو إذا وقف على كلمة: ( يسر) يحذف الياءء وإذا وصل يثبتهاء وهذا يبين أن للوقف والوصل أثر في توجيه بعض القراءات.

لقد ظهر من خلال الأمثلة السابقة علم الشوكاني بالتلاوة والتجويد؛ء واستخدامه لهذا العلم في توجيه بعض القراءات؛ والاحتجاج لها.

»ا عا ا كا »ا »!ا كلا »!ا كلا كا كلا »ا كلا

(1) القراءات الثلاث متواترة؛ انظر: ( البدور الزاهرة ص195» النشر ص220 ). (2) القراءات الثلاث متواترة»: انظر: ( البدور الزاهرة ص 293 ).

(3) تفسير فتح القدير 167/4.

(4) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( النشر 299/2» البدور الزاهرة ص 432 ). (5) تفسير فتح القدير 514/5.

135

المبحث الخامس توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية. ومسائل العقيدة

المطلب الأول: توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية:

قلنا فيما سبق عند الحديث عن أهمية القراءات في التفسير إن بعض القراءات تساعد على استنباط الأحكام الفقهية» من أجل ذلك اعتنى العلماء بهاء والبحث عن وجوهها للاستدلال بها على الأحكام الشرعية» وما يترتب عليها من مسائل فقهية.

والشوكاني رحمه الله من منهجه في تفسيره أنه لا يستطرد كثيراً عند الحديث عن مسائل الفقه» وعلى الرغم من ذلك وجدنا أنه يوجه بعض القراءات في تفسيره لبيان الأحكام الفقهية» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... أو لامََتُمُ النْسَاءَ ... 4 (سورة النساءء من الآية 42 قال رحمه الله: " قرأ نافع» وابن كثيرء وأبو عمروء وعاصمء وابن عامر:[ لامستم وقرأحمزة: والكسائي: ( لمستم 74؛ قيل المراد باللمس في القراءتيسن الجمساعء وقيل: المراد به: مطلق المباشرة» وقيل: إنه يجمع الأمرين جميعاً»وقال محمد بن يزيد المبرد: الأولى في اللغة أن يكون: ( لامستم 4 بمعنى: قبّلتم ونحوه؛ و[ لمستم ) بمعنى! غشيتم "(2,

وبالنظر في المثال السابق نجد أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءتين متواترتين» وكانتا سبباً في اختلاف الفقهاء في مسألة نقض الوضوء بمجرد لمس بشرة المرأة.

والآية المذكورة استدل بها من قال بأن لمس المرأة ينقض الوضوءء وإلى ذلك ذهب ابن مسعودء وابن عمرء والزهريء والشافعي» وأصحابه» وزيد بن أسلم» وغيرهم» وذهب عليء وابن عباس» وعطاءء وطاووسء وأبو حنيفة» وأبو يوسفء» وغيرهم: إلى أنه لا ينقضء»وقال الأولون: الآية صرّحت بأن اللمس من جملة الأحداث الموجبة للوضوء وهو حقيقة في لمس اليدء ويؤيد بقاءه على معناه الحقيقي قراءة: ( أو لمستم ) فإنها ظاهرة في مجرد اللمس من دون جماعء» وقال الآخرون: يجب المصير إلى المجاز وهو أن اللمس مراد به الجماعا".

وعند تفسير قوله تعالى: * ... فمَن لم يَجِدْ فصيَامُ ثلاثة أَيّام ..٠‏ # ([سورة المائدة.ء من الأبنة :89 قال :رحمة الله " أ من لويد قينا من ا الأمجون الانككونة إظططيام عقزة

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص234» الإقناع ص80 ). (2) تفسير فتح القدير 627/1 - 628. )3 انظر: ( نيل الأوطار ص 168 ).

136

مساكين» أو كسوتهم, أو تحرير رقبة ‏ فكفارته صيام ثلاثة أيام» وقرىء:! متتابعات 2111 حكى ذلك عن ابن مسعودء وأبي» فتكون هذه القراءة مقيدة لمطلق الصوم "/2.

يتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله احتج لقراءة: ( متتابعات ‏ الشاذة» وقال بأنها قيدت مطلق الصوم.

ويحتج لها أيضاً في كتابه نيل الأوطار بقوله: " قراءة الآحاد منزلة منزلة أخبار الآحاد صالحة لتقييد المطلق» وتخصيص العام كما تقرر في الأصولء وخالف في وج وب التتابع عطاي: ومالك» والشافعي» والمحاملي "الث

ووجه القراءة المشهورة التي فيها مطلق الصومء والتي يفهم منها عدم اشتراط التتابع بالقراءة الشاذة السابقة الذكر التي فيها شرط التتابع» وكانت سبب خلاف الفقهاء في وجوب التتابع وعدمه.

وعند تفسير قوله تعالى: «يَا أَيّهَا الَذِينَ آَمَنُوا إذَا قُمْتَمْ إِلَى الصّلاة فَاغسلُوا وُجُوهكم َأَيْديَكمْ إلى المَرافق وَامْسَحُوا بِرْءْوسكم وَأَرْجْلكم إلى الكعْبِيْن ... 4 (سورة المائدةء من الآية 6 قال رحمه الله: " قرأ نافع: [ وأرجلكم 4 بنصب الأرجلء: وهي قراءة الحسن البصريء والأعمشء وقرأ ابن كثير» وأبو عمرو؛ وحمزة: ( وأرجلكم ) بالجر“. وقراءة النصب تدل على أنه يجب غسل الرجلين؛ لأنها معطوفة على الوجه؛ وإلى هذا ذهب جمهور العلماءء وقراءة الجر تدل على أنه يجوز الاقتصار على مسح الرجلين» لأنها معطوفة على الرأسء وإليه ذهب ابن جرير الطبري» وهو مرويّ عن ابن عباسء» قال ابن العربي: اتفقت الأمة على وجوب غسلهماء وما علمت من رد ذلك إلا الطبري "51,

الملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءتين متواترتين لقوله: ( وأرجلكم 4 بالخفض والنصب » وظهر من ذلك اختلاف حكمين شرعيين» فقراءة الخفض تقتضي فرض المسح. وقراءة النصب تقتضي فرض الغسلء فبينهما النبي كي فجعل المسح للابس الخفء والغسل لغيرها؟,

وعند تفسير قوله تعالى: « ألا يَسْجْدُوا لله الذي يُخْرجٌ الخَباْءَ في السّمَوَات والأرض وَيَعلَمُ مَا تخفون وما تغلنون ... © (سورة النمل » من الآية 25 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور:

1) قراءة شاذة» انظر: ( البحر المحيط 14/4 ).

2) تفسير فتح القدير 95/2.

(3) نيل الأوطار ص1763.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص242» التيسير ص82 ). (5) تفسير فتح القدير 26/2.

(6) انظر: ( في رحاب القرءان الكريم» محمد سالم محيسن ص 228 ).

(1) )2) ( (

137

بتشديد ( ألا)» ثم قال: وعلى قراءة الجمهور ليس هذه الآية موضع سجدة؛ لأن ذلك إخبار عنهم بترك السجود: إما بالتزيين» أو بالصد»ء أو بمنع الاهتداء» وقد رجح كونه علة للصدّ الزجاج» ورجّح الفراء كونه علة لزيّن» قال: زيّن لهم أعمالهم لثلا يسجدواء ثم حذفت اللام» ... ثم قال: وقرأ الزهريء والكسائي: بتخفيف [ ألا 74 قال الزجاج : وقراءة التخفيف تقتضي وجوب السجود دون قراءة التشديد "21.

الملاحظ أنه ذكر قراءتين متواترتين» وكان لهما الأثر في بيان خلاف الفقهاء في السجود وعدمه» فقراءة التخفيف تقتضي وجوب السجودء وأما قراءة التشديد فتدل على أن الآية ليست موضع سجدة.

وعند تفسير قوله تعالى: « وَيَسَأنُونكَ عن المَحيض فل هُو أَذَى فَاعْتَزْنُوا النساءَ في

المحيض ولا تقرَبُوهن حتى يَطْهْرن فَإذَا َطَهْرنَ فأتوهنَ من حيث أَممركمٌ الله ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 222 قال رحمه الله: " قرأ نافع» وأبو عمروء وابن كثيرء وابن عامرء وعاصم في رواية حفص عنه: ( يطهرن )4 بسكون الطاءء وضم الهاءء وقرأ حمزةة. والكسائيء وعاصم في رواية أبي بكر: ( يطهّرن 1 بتشديد الطاء وفتحهاء وفتح الهاء وتشديدهاء وفي مسصحف أبي»؛ وابن مسعود: ( يتضهرن ): والضطهر انقطاع الحيضء والتطهر: الاغتسال» وبسبب اختلاف القراء اختلف أهل العلم؛ فذههب الجمهور إلى أن الحائض لا يحل وطؤها لزوجهاء حتى تتطهر بالماء» وقال محمد بن كعب القرظيء ويحيى بن بكير: إذا طهرت الحائضء وتيمّمت حيث لا ماء حلت لزوجهاء وإن لم تغتسلء وقال مجاهد وعكرمة: إن انقطاع الدم يحلها لزوجهاء ولكن تتوضاء وقال أبو حنيفة» وأبو يوسفء ومحمد: إن انقطع دمها بعد مضي عشرة أيام جاز له أن يطأها قبل الغسل» وإن كان انقطاعه قبل العشر لم يجز حتى تغتسلء أو يدخل عليهاء وقت الصلاة» وقد رجح ابن جرير الطبري قراءة التشديد» والأولّى أن يقال: إن الله سبحانه جعل للحل غايتين كما تقتضيه القراءتان: إحداهما: انقطاع الدم» والأخرى: التطهر منه؛ والغاية الأخرى مشتملة على زيادة على الغاية الأولى» فيجب المصير إليهاء وقد دل أن الغاية الأخرى هي المعتبرة قوله تعالى بعد ذلك: ( فإِذَا تطَهّرنَ 4 فإن ذلك يفيد أن المعتبر التطهرء لاامجرد انقطاع الدم "01,

والملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءتين متواترتين» ووجههماء واستنبط منهما حكمين فقهيين مختلفين يلزم الجمع بينهماء وذلك أن الحائض لا يقربها (1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص480. التيسير ص136 ). (2) تفسير فتح القدير 161/4 - 162.

(3) المرجع السابق 310/1 -311.

136

زوجها حتى تطهر بانقطاع حيضهاء وحتى تطهر بالاغتسال!".

ويتضح مما سبق أن الشوكاني رحمه الله كان على علم ودراية بالقراءات» والفقه. فكان لذلك الأثر البالغ في توجيهه لبعض القراءات المتواترة والشاذة؛ لبيان بعض المسائل الفقهية» واستنباط الأحكام الشرعية. المطلب الثاني: توجيه القراءات لبيان مسائل العقيدة:

قلنا فيما سبق عند الحديث عن ترجمة الشوكاني إنه سلفي العقيدة» وظهرت أيضاً عقيدته السلفية من خلال تفسيره لايات العقيدة» وهذا يدل على علمه الواسع بمسائل العقيدة التي جعلته يدافع عن العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة؛ وبما أنه عرض القراءات؛» ومسائل العقيدة في تفسيره فلا غرابة إذن أن نجد في تفسيره أنه يوجه القراءات لبيان مسائل العقيدة. وهذه بعض الأمثلة التي توضح ذلك: فعند تفسير قوله تعالى: 9 إِنّ الَذِينَ فَرَقُوا دينَهُمْ وكانوا شيَعًا لست منهُمْ في شيْء ٠.٠‏ # (سورة الأنعام؛ من الآية 159 قال رحمه الله: " قرأ حمزةة» والكسائي: ( فارقوا دينهم وهي قراءة علي بن أبي طالبء, أي: تركوا دينهم؛. وخرجوا عنه» وقرأ الباقون: [ فرّقوا] بالتشديدا" إلا النخعي فإنه قرأ بالتخفيف', والمعنى: أنهم جعلوا ديهم متفرقاً فأخذوا بيبعضه: وتركوا بعضبه "41,

لقد ذكر الشوكاني في المثال السابق قراءتين متواترتين» وكان لهما الأثر في بيان مسألتين من مسائل العقيدة.

فالقراءة الأولى: ( فارقوا دينهم 14 بمعنى: تركوا دينهم» وخرجوا عنهء ويترتب على هذا المعنى الكفر الأكبرء والذي يفعل ذلك يخرج من الملة» ويستحق العداء من المؤمنين؛ فلا يجوز محبته وموالاته ولو كان أقرب قريبء ويكون حلال الدم والمال» وتحبط أعماله كلهاء وجزاؤه جهنم خالداً فيهااكا.

والقراءة الثانية: ( فرّقوا 4 بالتشديدء ومعناها: أنهم جعلوا دينهم متفرقاً فأخذوا ببتعضه. وتركوا بعضه الآخرء ويترتب على ذلك الكفر الأصغرء والذي يفعل ذلك مع عدم استحلاله للذنب لا يخرج من الملة» ولا يكون حلال الدم والمال» ولا تحبط كل أعماله» ويدخل النار

على قدر معاصيهء ثم يخرج منها برحمة اللها"ا.

(1) انظر: ( تفسير غرائب القرءان ورغائب الفرقان 25/1 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص274» التيسير ص89 ). (3) قراءة شاذة» انظر ( مختصر في شواذ القرءان ص42 ). (4) تفسير فتح القدير 233/2.

(5) انظر : ( العقيدة الصافية للفرقة الناجية لسيد سعيد عبد الغني ص394 ). (6) انظر: ( المرجع السابق نفس الصفحة ).

139

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ بَل عَجِبْت وَيسْخْرُونَ © (سورة الصافاتء الآية 12 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: بفتح التاء من 1 عجبت 4 على الخطاب للنبي وقرأحمزةة. والكسائي: بضمها'!"» وقال الفراء: والعجب إن أسند إلى الله فليس معناه من الله كمعناه من العباد» قال الهروي: وقال بعض الأئمة: معنى قوله: ( بل عَجِيْت ): بل جازيتهم على عجبهم؛ لأن الله أخبر عنهم في غير موضع بالتعجب من الخلق كما قال تعالى: ١‏ وَعَجِبوا أن جَاءهُم مُنَذْر مَنْهُمْ ... 4 ( سورة صء من الآية 4 وقال: ١‏ ... إِنّ هذا لشئء عَجَاب ©( سورة صء من الآبة 5 وقال: « أَكَانَ للثاس عَجِبًا أن أَوْحَيْنَا إلى رَجل مَنْهُمْ ... 4 ( سورة يونسء من الآية 2 وقال علي بن سليمان: معنى القراءتين واحدء والتقدير: قل يا محمد: بل عجبت؛ لأن النبي كي مخاطب بالقرآن» قال النحاس: وهذا قول حسنء وإضمار القول كثيرء وقيل: إن معنى الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمرهء وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين» قال الهروي: ويقال: معنى عجب ربكم أي: رضي ربكم وأثاب؛ فسماه عجباًء وليس بعجب في الحقيقة» فيكون معنى [ عجبت 4 هنا: عظم فعلهم عندي» وحكى النقاش: أن معنى ( بل عجبت 4: بل أنكرتء قال الحسن بن الفضل: التعجب من الله: إنكار الشيء وتعظيمه» وهو لغة العربء» وقيل: معناه: أنه بلغ في كمال قدرته» وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منهاء وهؤلاء لجهلهم يسخر ون منها "21,

فالقراءتان المتوترتان في المثال السابق لهما معنيان يختلف أحدهما عن الآخرء فقراءة: ( بل عجِيْت) بضم التاء بينت مسألة عقدية» حيث إنها بينت أن صفة العجب من صفات الله عز وجل؛ لأنه تعالى أثبتها لنفسه في كتابه» وأما قراءة: ( بَل عَجِبْت 4 بفتح التاء فتدل على أن صفة العجب قي الآية للنبي يء وهذا الذي جعل العلماء يقولون: والعجب إن أسند إلى اللهء فليس معناه من الله كمعناه من العباد» والحاصل أن اختلاف القراءتين كان له الأثر في بيان مسألة من مسائل العقيدة.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... فَقاتلُوا أَئمّة الكفر إِنَهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعلَهُم يَنْتَهُونَ 4 ( سورة التوبة» من الآية 12 قال رحمه الله: " الأيمان: جمع يمين في قراءة الجمهورء وقرأ ابن عامر: ( لا إيمان لهم 4 بكسر الهمزة/» والمعنى على قراءة الجمهور: أن أيمان الكافرين وإن كانت في الصورة يمينا فهي في الحقيقة ليست بيمين؛ وعلى القراءة الثانية: أن هؤلاء الناكثين

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص547» التيسير ص151 ). )2 تفسير فتح القدير 463/4. (3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص312» الإقناع ص406 ).

140

للإيمان الطاعنين في الدين» ليسوا من أهل الإيمان بالله حتى يستحقوا العصمة لدمائهم وأموالهم» فقتالهم واجب على المسلمين "01.

الشوكاني ذكر في المثال السابق قراءتين متواترتين» وكل قراءة منهما تختلف في معناها عن الأخرىء فالقراءة الأولى: ( لا أيمان 4 بفتح الهمزة جمع يمين» وأما القراءة الثانية: ( لا إيمان لهم 4 بكسر الهمزة فبينت أن الكفار ليسوا من أهل الإيمان» والملاحظ أن القراءة الثانية قد بينت مسألة عقدية» وهي نفي الإيمان عن الكفار»ء ويترتب على ذلك أنهم لم يستحقوا العصمة لدمائهم؛ وأموالهم» وقتالهم واجب على المسلمين.

»!ا كا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا 6لا ا

(1) تفسير فتح القدير 432/2.

141

ذكره القراءات بدون توجيه

لقد تبين مما سبق: أن الشوكاني رحمه الله يحتج لبعض القراءات في تفسيره بالمأثور» أو باللغة» أو بالرسم العثماني» أو بأحكام التلاوة والتجويدء وقد يوجه القراءاث لبيسان بعض المسائل الفقهية» أو العقدية» وفي بعض الأحيان يذكر بعض القراءات بدون توجيه؛ ومن أمثلة ذلك :

عند تفسير قوله تعالى: < إِذْ أَنْتمْ بِالْعْدوَة الدنيَا وهم بِالْعْدُوَة الْقَصوّى ... 4 ( سورة الأنفال, من الآية 42 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثيرء وأبو عمروء ويعقوب: بكسر العين في: ( العدوة 4 في الموضعينء وقرأ الباقون بالضم فيهما "2101.

يلاحظ من المثال السابق أنه ذكر قراءتين متواترتين» ولم يبين حجة من قرأ بكل واحدة منهما .

وقد وجههما العلماء» فقيل: إن ضم العين» وكسرها في: ( الغدوة 4 لغتان» والكسر عند الأخفش أشهرء وقال أحمد بن يحيى/2, الضم أكثر اللغتين» وهو الاختيار؛ لأن أكشر القراء عليه» وقيل: هما لغتان مثل: ( جذوه» وجذوه 14".

وعند تفسير قوله تعالى: « . .. ولا تَعْضَلُوهْنَ لتَذهِبُوا ببَعْض ما عات تَيْتمُوه إلا أن يَأتين بفاحشة مَبَيّنة ... 4 ( سورة النساء؛ من الآية 19 قال رحمه الله: " قرأ نافع» وأبو عمروء وابن عامر» 1 وحمزة: والكسائي: ( مبيّنة 14 بكسر الياءء وقرأ الباقون بفتحها "/5/5,

وفي المثال السابق أيضاً ذكر قراءتين متواترتين بدون توجيه؛ وقد ذكر العلماء الحجة لكل منهماء فقيل: الحجة لمن قرأ: ( مبينة 4 بكسر الياء: أنه جعل الفاحشة هي الفاعلة» والمبيّدة على فاعلهاء والحجة لمن قرأ: ( مبيّنة 4 بفتح الياء: أنه جعل الفاحشة مفعولاً بهاء وابله عالق يتنه

والملاحظ أن توجيه العلماء للقراءتين أظهر تفسيرهماء حيث إن من قرأ:( مبيتتنة) بالكسر فمعناها: ظاهرة: ومن قرأ: ( مبيّنة 4 بالفتح فمعناها: مكشوفة» مظهرة؛ ومن كسرها

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( البدور الزاهرة ص160» الكنز ص166 ).

(2) تفسير فتح القدير 394/2.

)3 اكد ارام : هو ثعلب» وقد سبقت ترجمته» انظر: ( ص90 من البحث ).

(4) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص170» الكشف عن وجوه القراءات السبع 491/1»: حجة القراءات ص 311 ). (5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص230» التيسير ص79 ).

(6) تفسير فتح القدير 589/1.

(7) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص121 ).

102

جعلها فاعلة» أي هي التي تبين على صاحبها فعلهاء ومن فتحها جعلها مفعولاً بها والفاعل محذوفء والتقدير: هو بيّنها فهي مبيّنةا".

وقيل: إن حجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله» أي: يُبَيَنء أي: يبينها من يقوم فيهاء وينكرهاء وحجة من كسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة؛ لأنها تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها©.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ فَأَرَدتَآ أن يُبْدلَهُمَا رَبْهُمَا خَيْرَا مَنَهُ زكاة وأقرب رْحْمًا » ( سورة الكهفء الآية 81 ). قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يبَدّلهما 4 بفتح الموحدة؛. وتشديد الدال» وقرأ عاصمء وابن عامرء وأبو جعفرء ويعقوب: بسكون الباء» وتخفيف الدال "/413,

والملاحظ في المثال أيضاً أن الشوكاني ذكر قراءتين متواترتين بدون توجيه؛ وقد وجههما العلماء» فقيل: إنهما لغتان: ( بدّل وأبدل 4 مثل: ( ندّل وأنزل واحتجوا لهما بالقرءان؛» فحجة قراءة التشديد قوله تعالى: « وإذا بَدَلنآ ءايّة مَكانَ ءايّة ٠.٠‏ # ( سورة النحلء من الآية101 ا وقوله تعالى: ١‏ ... لا تَبْديل لكلمّات الله ... 4 (سورة يونسء من الآية64 ولم يقل: ( لا إبدال وحجة التخفيف قوله تعالى: « وإن أَرَدتَمْ اسْتبْدَالَ زوج مَكان زاج ... 4 ( سورة النساءء من الآية20 فهذا قد يكون بمعنى الإبدال» وقد قيل: إن( بدّل 4 بالتشديد هو الذهاب بالشيء والإتيان بغيره أو الإتيان بالشيء وبقاء غيره؛ و( وأبدل 4 يأتي للإتيان بالشيء وبقاء المبدل منها".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ فَأَنَجِيْتَاهُ وَأَهلَه إلا امرأتهُ قَدَرْتَاهَا من الغابرين » ( سورة النمل» من الآية57 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( قدرنا 4 بالتشديد » وقرأ عاصم بالتخفيف7» والمعنى واحد مع دلالة زيادة البناء على زيادة المعنى "!.

وبالنظر في المثال السابق نجد أن الشوكاني ذكر قراءتين متواترتين ولم يوجههماء واكتفى بقوله: والمعنى واحد مع دلالة زيادة البناء على زيادة المعنى» ولكن العلماء احتجوا لقراءة التخفيف بقوله تعالى: « فقدَرنا فَنعْمَ القادرون 4 ( سورة المرسلات» الآية23 ). واحتجوا لقراءة التشديد فقالوا ع[ قدّرت وقدّرت 4 لغتان!2.

(1) انظر: ( حجة القراءات ص196 ).

(2) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع ص382 ).

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنزن ص190.» النشر236/2» البدور الزاهرة ص 243 ).

(4) تفسير فتح القدير 383/3.

(5) انظر: ( الحجة في القراءات السبع ص229», الكشف عن وجوه القراءات السبع 73/2» حجة القراءات ص437 ). (6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص484 ).

(7) تفسير فتح القدير 175/4.

(8) انظر: ( حجة القراءات ص533 ).

143

من خلال الأمثلة السابقة تبين بجلاء ووضوح أن الشوكاني رحمه الله عرض بعض القراءات» ولم يوجهها مع أن توجيه العلماء لها كان له الأثر البالغ في بيان المعاني كما بينا ذلك من أقوالهم السالفة الذكر.

وخلاصة القول: إن الشوكاني رحمه الله عرض الكثير من القراءات في تفسيره. ووجه بعضها بكل ما أوتي من علم كما بينا ذلك من خلال تفسيره؛ء وترك بعضها الآخر بدون توجيه على الرغم من أن توجيهها يساعد في إبراز وتوضيح الكثير من المعاني.

ا »ا »ا »ا »ا كا ا كا ا »ا 6لا 6لا لا

144

الفصل الرابع منهج الإمام الشوكاني في الترجيح والاختيار

وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول تعريف الترجيح والاختيار وفيه مطلبان: المطلب الأول: تعريف الترجيح لغة واصطلاحا. المطلب الثاني: تعريف الاختيار لغة واصطلاحاً. المبحث الثاني رأي العلماء في الترجيح والاختيار وفيه مطلبان: المطلب الأول: رأي العلماء في الاختيار. المطلب الثاني: رأي العلماء في الترجيح. المبحث الثالث منهج الشوكاني في اختيار القراءات وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: ذكره اختيار العلماء. المطلب الثاني: اختياره للقراءات. المطلب الثالث: ذكره اختيار المفسرين للقراءات. المبحث الرابع منهج الشوكاني في ترجيح القراءات. والحكم عليها وفيه مطلبان: المطلب الأول: منهج الشوكاني في ترجيح القراءات. المطلب الثاني: منهج الشوكاني في الحكم على القراءات.

الفصل الرابع

منهج الشوكاني في الترجيح والاختيار المبحث الأول

تعريف الترجيح والاختيار

المطلب الأول: تعريف الترجيح لغة. واصطلاحاً: 1 - الترجيح لغة:

الترجيح مشتق من مادة رَجَحَ» فالراء» والجيم» والحاء أصل واحدء يدل على رزانة وزيادة» يقال: رجح الشيء» وهو راجح, إذا رزن» وهو من الرجحانء» ويقال: رجّحت الشيء بالتثقيل أي: فضلته وقويته» وأرجحت لفلان ورجحت ترجيحاً: إذا أعطيته راجحاًء وأرجح الرجل: أعطاه راجحاء وأرجح الميزان: أي: أثقله حتى مال» والراجح: الوازن: والترجح: التنبذب بين شيئين عام في كل ما يشبهها". 2 - الترجيح اصطلاحاً:

عرفت أحلام طوير الترجيح؛ فقالت: " هو تفضيل قراءة على أخرى تفضيلاً يقدح بصحة القراءة المرجوحة أو المفضولة؛ أو ينقص من قيمتها "/2.

وعرفه جمال سحلوبء فقال: " هو أن يرجّح أحد العلماء ‏ سواء كان قارئاً أم مفسراً ‏ 1 كان : أخراى رقواتر كانت أ شاد عار اخاميية اذا

وبالنظر إلى تعريف أحلام طوير السابق نجد أنه تناول الترجيح غير الجائز فققطء وأما الترجيح الجائز فليس فيه ما يدل عليه» ومعلوم أن اختيار ابن مجاهد للقراءات السبع من الترجيح الجائزء وكذلك ترجيح القراءات المتواترة على القراءات الشاذة» وعليه فتعريف الأخت طوير لم يشمل جميع الأفراد.

وأما تعريف جمال سحلوب فإنه أحرى بالقبول إلا أنه قيّد ترجيح القراءات فجعله للقراء والمفسرين» ولو أنه تركه على إطلاقه لكان أفضل؛ لأن الفقهاء قد يرجحون بين قراءة وأخرى؛ لبيان» أو ترجيح حكم فقهيء وكذلك الحال بالنسبة لعلماء اللغة الذين يرجحون بين القراءات وفقاً لقواعدهم وأقيستهم: ومثال ذلك: ترجيحهم قراءة النصب على قراءة الجر في

(1) انظر : ( معجم مقاييس اللغة 489/2» لسان العرب 445/2 - 446., المصباح المنير 234/1 ).

(2) منهج أبي حيان في عرضه للقراءات وأثرها في تفسيره البحر المحيط» رسالة ماجستير لأحلام محمد طوير ص 203.

(3) منهج القرطبي في القراءات وأثرها في تفسيره؛ رسالة ماجستير لجمال سحلوب ص125.

146

قوله: ( وأرجلكم 4 مع أن القراءتين متواترتان» وقراءة النصب رجحت غسل الأرجل على مسحها عند الفقهاء .

ويرى الباحث أن يكون التعريف الاصطلاحي للترجيح هو: ترجيح قراءة على أخرى متواترة كانت أم شاذة لاعتبارات معينة.

وهذا التعريف يشمل أي ترجيح للقراءات» ويستوعب أي مُرَجّح. سواء كان من القراء» أو المفسرين» أو من غيرهم؛ ومعنى لاعتبارات معينة: أي المصوغات التي من أجلها كان الترجيحء فقد يكون سبب الترجيح بين قراءة وأخرى القرءان» أو السنة» أو أقوال الصحابة والتابعين» أو اللغة» أو غير ذلك. المطلب الثاني: تعريف الاختيار لغة. واصطلاحا:

1 - الاختيار لغة:

و لفظ مكتق من ماده يكرد نز لقتسي + طب ما اهو كين وفلف أو كذ ما ور ام شيعا ولفظ الاختيار يستعمل للدلالة على الاصطفاءء والانتقاء» والتفضيل؛ وخار الشيء واختاره؛ أي: انتقاه» وتخيّر الشيءء أي: اختاره؛ والاختيار: طلب خير الأمرينء ويقال: فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه الخيرا".

2 - الاختيار اصطلاحاً:

الاختيار: " هو أن يعمد من كان أهلاً له إلى القراءات المروية فيختار منها ما هو الراجح عندهء ويجرد من ذلك طريقاً في القراءة على حده "2.

وعرفه الدكتور نبيل آل إبراهيم بقوله: " هو الصورة أو الوجه الذي يختاره القارئ من بين مروياته» أو الراوي من بين مسموعاته؛ أو الآخذ عن الراوي من بين محفوظاته؛ وكل واحد منهم مجتهد في اختياره "/.

وذكر الدكتور نبيل أيضاً تعريف الدكتور الطويل الذي قال؛ معنى الاختيار:" إسناد كل حرف من حروف القراءة إلي صاحبه من الصحابة فمن بعدهم» يعني: أنه كان أضبط لهذا الحرفء وأكثر قراءة وإقراء به» وملازمة لهء وميلاً إليه ".

والمتأمل في التعريفات السابقة يظهر له وبكل وضوح أن القراءء أو الرواة» أو الآخذين عنهم يختارون القراءات من مروياتهم التي سمعوها من مشايخهم؛ ولم يكن الاختيار عفويا؛

(1) انظر: ( مفردات الراغب ص168.» لسان العرب 4/ 264 - 267» عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظء معجم لغوي لألفاظ القرءان الكريم للسمين الحلبي 628/1.: مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي ص115 ).

(2) القراءات القرءانية * تاريخها * ثبوتها * حجيتها * أحكامها لعبد الحليم قابة ص27» إتقان البرهان 181/2. (3) علم القراءات ص31.

(4) المرجع السابق نفس الصفحة.

117

لأن الأصل في القراءات التلقي والسماعء والجدير بالذكر أن اختيار القارئ لقراءة متواترة لا يعني أنه ينتقص القراءات المتواترة الأخرىء. أو يحط من قدرهاء أو يطعن في سلامتها؛

لأن القراء يعتقدون تساوى القراءات إذا كانت متواترة» ويؤمنون أنها قرءان.

»!ا كا 6لا كلا “!ا كلا 6لا كلا 6لا ا

145

المبحث الثاني

رأي العلماء في الترجيح والاختيار

المطلب الأول: رأي العلماء في الاختيار:

القراءة سنة متبعة يأخذها الخلف عن السلفء وعليه فالقارئ ليس حراً في اختيار قراءته حرية مطلقة» لأن الاختيار لا يحصل إلا بعد أن يتقن القارئ المختص روايات عدة من القراءات الصحيحة المتواترة عن أتمتهاء ثم يختار لنفسه من بينها واحدة يثبت عليهاء وتؤخذ عنه!,

ولقد اختار ابن مجاهد القراء السبعة من خمسة أمصارء واكتفى بهم عمن سواهمء واجتهد للدين والأمة والقرءان الكريم؛ ولم يكن اختياره للقراءات عفوياًء وإنما جعل مقياس القراءة المقبولة» وشهرتهاء وشيوعهاء وانتشارهاء وسهولة استيعابهاء من قبل السواد الأعظم في القطرء أو بلد معين» وهذا العمل أجمع معاصرو ابن مجاهدء ومن جاء بعدهم على إجلاله!©.

قال القرطبي رحمه الله: " وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراءء وذلك أن كل واحد منهم اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءات ما هو الأحسن عنده والأولى» فالتزمه طريقة» ورواه؛ وأقرأ به واشتهر عنه.» وعرف به ونسب إليه. فقيل: حرف نافع»؛ وحرف ابن كثير» ولم يمنع واحدٌ منهم اختيار الآخرء ولا أنتكره بل سوغه وجوزهء وكل واحد من هؤلاء السبعة رُوى عنه اختياران» أو أكثرء وكل صحيح "3.

وقال ابن الجزري رحمه الله: " إن إضافة الحروف والقراءات إلى أثئمة القراءة» ورواتهم المراد بها أن ذلك القارئ» وذلك الإمام اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة حسبما قرأ به فآثره على غيره؛ وداوم عليه» ولزمه حتى اشتهرء وغْرف به وقمة فيه وأخة عنه؛ فلذلك أضيفت إليه دون غيره من القراءء وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد "4.

ويتضح من كلام ابن الجزري أن التابعين حملوا عبء إقراء القرءان الكريم بعد الصحابة» وقاموا على ذلك حق القيام» والظاهر أن المقرئ من الصحابة كان يقرئ تلميذه القراءات كلهاء فكان الصحابة» وكبار التابعين يقرؤون بالأوجه كلهاء فاختار طلابهم منها

2) انظر : ( السبعة ص20 - 21 ). 3) الجامع لأحكام القرءان 64/1.

) ! ! (4) النشر 47/1.

( ( ( (

149

مااتقوى عليه السنتهم من .غير اعوجاج» ولم يكن اختيان. القراء للقراءات' من اختراعهه؛ واجتهادهم» ورأيهم» وإنما تلقوها عن شيوخهمء وداوموا عليهاء ولزموهاء فأضيفت إليهم.

فالإمام نافع رحمه الله قال: " قرأت على سبعين من التابعين» فما اجتمع عليه اثنان أخذته؛ وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة "21,

والإمام الكسائي قرأ على حمزة:» وعنه أخذ القراءة» وهو يخالفه في نحو ثلاثمائة حرف؛ تشقن هل كرف :اها ردق انا تحزن 5 وهو كران كووره قز اوقوتر اك امنيا ققد قار

والإمام أبو عمرو قرأ على ابن كثيرء وهو يُخالفه في أكثر من ثلاثة آلاف حرف؛ لأنه قرأ على غيره؛ فاختار من قراءته» ومن قراءة غيره قراءة!.

وم خلال اشر ينك القول::: إن اختياذ اك العلناء المواء ات ”كانت نرونة فبتدك: الك الاحتضان»'والنيسيز» وتسحى إلى الأشيمة :مق دون النتيعاك القر الك" الأخورى: أو إخر الجها هن قرءان المسلمين4.

ولقد سوغ أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله لنفسه اختياراً قائماً على مبدأ الكثرة بمسائل النحو والصرفء واللغة» وأساليب القرءان الكريم» والشعرء وأقوال العرب» ولكن اختياره لوجه من الوجوه لم يكن يعني رفض الوجه الآخرء فكثيراً ما تتساوى عنده القراءتان: المأخوذة» والمتروكة» ويؤثر قراءات أهل الكوفة على غيرهاء إذ يندر أن يختار وجهاً لم يكن لقراء الكوفة فيه مشاركة'ت؛ ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَقَالَ لفتيانه اجعلوا بِضاعَتَهُمْ في رحَالهم ... © (سورة يوسف. من الآية 62 قال الشوكاني رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وأبو عمروء وعاصم من رواية شعبة» وابن عامر( لفتيته واختار هذه القراءة أبو حاتم» والنعاسء وغيرهماء وقراأً سائر الكوفيين: [ لفتيانه 4 واختار هذه القراءة أبو عبيد "7,

وأبو حاتم السجستاني رحمه الله في اختياره حذا حذو أبي عبيدء وسلك نفس الطريقء» وقد تطابق اختياراته اختيارات أبي عبيد في بعض الأحيان؛ ونادراً ما يتميز عنه في الاختيارء ولكنه توخى خدمة أهل البصرة؛ لأنهم اعتزوا به» وافتخروا به وأراد أيضاً مضارعة قرينه

(1) القواعد والإشارات في أصول القراءات ص36 - 37.

(2) انظر: ( الإبانة ص38» القواعد والإشارات في أصول القراءات ص36 - 37 ). (3) انظر: ( الإبانة ص38 ).

(4) انظر: ( القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي لمحمد أحمد الصغير ص45 ).

(5) انظر : ( القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي ص25»: 47: 50 ).

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( التيسير ص105 ).

(7) تفسير فتح القدير 47/3.

1[0

أبي عبيد الذي استأثر بالشهرة» ولكنه لم يلق ما لقيه صنيع أبي عبيد من شهرة» وتأثير في علم القراءات /0.

والمثال السابق أيضاً يوضح اختيار أبي حاتم حيث إنه اختار القراءة التي قرأ بها أبو عمرو البصريء وهذا جلي بيّن.

ومن أقوال العلماء سالفة الذكر يمكن القول: إن القراءة سنة متبعة» والقراء متققون على جواز اختيار القراءات» ولكن بالأصول التي أصلوهاء والضوابط التي وضعوهاء أما إذا كان اختيار القراء للقراءة المتواترة؛ للحطء أو الانتقاصء أو الطعن في نظيرتها فهذا غير جائز. المطلب الثاني: رأي العلماء في الترجيح:

لقد حذر العلماء» والمفسرون من ترجيح إحدى القراءتين المتواترتين على الأخرى ترجيحاً ينتقص من الأخرىء أو يسقطها؛ لأن كلتيهما من القرءان» وهذه أقوال بعض العلماء في ذلك:

قال الزركشيء والسيوطي رحمهما الله: " قال الكواشي: ... ينبغي التنبيه على شيء»؛ وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين ترجيحاً يكاد يسقط الأخرىء وهذا غير مُرضي؛ لأن كلتيهما متواترة "2,

إن الكواشي ينبه على أن الترجيح الذي يكاد يسقط القراءة المتواترة غير مُرضيء ولو قال: يسقط بدون يكاد؛ لكان التنبيه على عدم الترجيح بين القراءات أشد.

قال الوكقي: والسيورظي" ايها" حكن بو اعدن الزاهه عن شلب أنه قبال؟ إذا اختلف الإعرابان لم أفضل إعراباً على إعراب» فإذا خرجت إلى كلام الناس فضلت الأقوى"!3.

ونلاحظ أن ثعلب لم يفضل إعراب قراءة متواترة على إعراب أخرى مثلهاء وفي ذلك زيادة حرص منه حتى لا يقع في المحذور؛ لأن القراءتين قرءان.

وقد ذكر أبو جعفر النحاس اختلاف العلماء في ترجيح قراءة: ( فَكُ رقبة 4 بالمصدرية» والفعلية: ( فَكَ رقبة 44, ثم قال: " والديانة تحظر الطعن على القراءة التي قرأ بها الجماعة؛ ولا يجوز أن تكون مأخوذة إلا عن النبي يو ... فهما قراءتان حسنتان لا يجوز أن تقدم إحداهما على الأخرى "/5,

1) انظر : ( القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي ص51 - 53 ).

(1)

(2) البرهان 419/1» الإتقان 276/1» بتصرف يسير جداً.

(3) نفس المرجعين السابقين.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص686. التيسير ص181 ). (5) إعراب القرءان للنحاس 231/5.

151

وكال يكنا 7# الوئنة عند أهك الفيق أنه إذا فكت القز كان عن الجماغة الأ وان أحدذهنن أجود لأنهما جميعا عن النبي ي» فيأثم من قال ذلك» وكان رؤساء الصحابة رضى الله عنهم ينكرون مثل هذا "1".

قال السيوطي: " قال أبو شامة: أَكَثّرَ المصنفون من الترجيح بين قراءة: ( مالك؛: وملك 214. حتى أن بعضهم بالغ إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى؛ وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين "31,

وقال ابن الجزري رحمه الله: وهناك فرق بين اختلاف القراء واختلاف الفقهاء» فاختلاف القن اله كل حو ورصرؤان عاق سن عق القن وهر كاخيه لقف فو لفاكت النكن ناء اخت كلاف اجتهادي» والحق في نفس الأمر فيه واحدء فكل مذهب بالنسبة إلى الآخر صواب يحتمل الخطأء وكل قراءة متواترة بالنسبة إلى نظيرتها حق وصواب في نفس الأمرء نقطع بذلك» ونؤمن به» ونعتقد أن معنى إضافة كل حرف من حروف الاختلاف إلى من أضيف إليه من الصحابة وغيرهمء إنما هو من حيث إنه كان أضبط له؛ وأكثر قراءة وإقراء به» وملازمة له؛. وميلاً إليه لا غير ذلك!*.

ويفهم من كلام ابن الجزري أن كل قراءة من القراءات المتواترة حق وصوابء ولا يجوز رد أي منهاء ولابد أن يكون ذلك من عقيدة المسلم.

وبعض المفسرين دافعوا عن القراءات المتواترة» ورفضوا الترجيح بينهاء ومنهم الرازي» وأبو حيان» والآلوسيء حيث إنهم وقفوا وقفات مشرفة أمام كل من تسوّل له نفسه المسس بالقراءات المتواترة» أو الانتقاص منهاء وتصدوا للطاعنين فيهاء وفندوا أباطيلهم» ومزاعمهم, ودسائسهمء وبينوهاء ولم يتركوا أي ثغرة لأعداء الإسلام الذين ينفقون الأموال الكثيرة:» ويبذلون قصارى جهدهم لكي يطعنوا في لكر أعارك تيت م عند أنفسهم؛ وأنى لهم ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى أتزل القرءان» وتعهد بحفظهء قال تعالى: « إِنَا تحن تَرّلنا الذَكرَ وَإَِالَهُ تحافظون 4 ( سورة الحجرء الآية 9 ) .

فالرازي رحمه الله يعتمد على السماع في قبول القراءة» لا إلى الأفشى في اللغة» والأقيس في العربية» ويرد بكل قوة على كل من يحاول الانتقاص أو التعدي على القراءات» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « واتّقوا اللّهَ الذي شَسَاءَنُونَ به والأرْحَام إن الله كان

1) إعراب القرءان للنحاس 62/5. 2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص104» التيسير ص27 ). 3) الإتقان 276/1 - 277.

) ) ) (4) انظر: ( النشر 47/1 ).

( ( ( ) اذ

152

عَلَيْكم رقيبًا ( سورة النساءء الآية 1 قال الرازي رحمه الله؛ " ام يار والأرحام ) بجر الميم» قال القفال رحمه الله: وقد رويت هذه القراءة عن غير القراء السبعة. عن

مجاهد. وغيره.؛ وأما الباقون من و م ا ...أماقراءة حمزة فقد ذهب الأكثرون من النحويين إلى أنها فاسدة:» قالوا: لأن هذا يقتضي عطف المظهر على المضمر المجرورء وذلك غير جائزء واحتجوا على عدم جوازه بوجوهء فرد عليها بقوله: واعلم أن هذه الوجوه ليست وجوهاً قوية في دفع الروايات الواردة في اللغاتء وذلك لأن حمزة أحد القراء السبعة» والظاهر أنه لم يأت بهذه القراءة من عند نفسه» بل رواها عن رسول اله وه وذلك يوجب القطع بصحة هده اللغة؛ والقياس يتضاءل عند السماع لا سيما بمثل هذه الأقيسة التي هي أوهن من بيت العنكبوت "!2.

فالملاحظ من المثال السابق أن الرازي يرد على الطاعنين في قراءة الجرء ويعتمد على السماع في قبول القراءات» ويرفض أقيستهم الواهية» ويرد عليهم بقوله: والعجب من هؤلاء النحاة أنهم يستحسنون إثبات هذه اللغة ببيتين من الشعر مجه ولينء ولا يستحسنون إثباتها بقراءة حمزة» ومجاهدء مع أنهما كانا من أكابر علماء السلف في علم القرءان!2.

وألة دياق :ركم انرا كنا كاق بعالم من حطلم ا القن اك كيز | افعو هياء متح عات يرد بكل قوة على كل من يحاول التعدي عليهاء أو المس بقدسيتهاء وخاصة من يرد إحدى القراءات الصحيحة» أو يوجهها توجيهاً غريباً لم يذهب إليه أحد من علماء النموء أو يرجّح قراءة على أخرى لاعتبارات نحوية أو بلاغية» ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « يلون عن لمر وَالميْسرٍ قل فيهما إِنْم بير ومتَافعْ للّاس وَإِنْمُهُمَا أكبرُ من تفعهما ٠.٠‏ 4# (سورة البقرة» من الآية 219 قال أبو حيان رحمه الله: " قرأ حمزة؛ والكسائي: [ إثم كثير بالناءء وقرأ الباقون: ( كبير 4 بالباء» وذلك ظاهر؛ لأن شرب الخمر والقمار من الكبائرء وقد ذكر بعض الناس ترجيحاً ككل قراءة من هاتين الفراءتين غلى الأخرىء وهذا خطأ؛ لأن كلا من القراءتين كلام الله تعالى» فلا يجوز تفضيل شيء منه على شيء من قبل أنفسنا "51.

ويتبين من ذلك أن أبا حيان يرفض الترجيح بين قراءتين متواترتين؛ لأنهما ثابنتان عن رسول الله 4 ويرى أنه لا وجه لترجيح واحدة على الأخرى حتى ولو ظهر حسنة

(1) قراءة متواترة» انظر: ( البدور الزاهرة ص93 ).

(2) تفسير الرازي 170/5.

(3) ب السابق نفس الصفحة.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص182» التيسير ص68 ). (5) البحر المحيط 167/2.

1533

واحدة على أخرى لعلة ماء وكان ينكر على المفسرين والنحويين الذين يرجحون بين القراءات!0.

وعند تفسير قوله تعالى: « من يُصَرّف عنةه يَوْمَئذ فَقَدْ رَحمّة ودّلك الفوز المبِينَ 4 ( سورة الأنعام؛ الآية 16 قال أبو حيان رحمه الله: " قرأ حمزة: وأبو بكرء والكسائي: [ مسن يَصرف ] بفتح الياء» وكسر الراءء مبنياً للفاعل» وقرأ باقي السبعة: ( من يُصرّف) بضم الياءء وفتح الراء» مبنياً للمفعول©: ثم قال: وتكلم المعربون في الترجيح بين القراءتين على عادتهم. فاختار أبو عبيد» وأبو حاتم» وأشار أبو علي إلى تحسينه قراءة: ( صرف ) ميا للفاعل؛ لتناسب [ فقد رحمه ولم يأت ( فقد رحم ويؤيده قراءة عبد الله» وأبي: ( من يَصرف الله4» ورجّح الطبري قراءة» ( يُصرف ) مبنياً للمفعول» قال: لأنها أقل إضماراء قال ابن عطية: وأما مكي بن أبي طالب فتخبط في كتاب الهداية في ترجيح القراءة بفتح اناغ بومكن في احتجاجه بأمثلة فاسدة» قال ابن عطية: وهذا توجيه لفظي تعلقه خفيف يشير إلى الترجيح » وأما بالمعنى فالقراءتان واحد» وقد تقدم انا غير مرة أنا لانرجح بين القراءتين المتواترتين "".

فالملاحظ من المثالين السابقين أن أبا حيان رحمه الله يرد على العلماء الذين يرجّحون بين القراءات المتواترة» ويبين موقفه الرافض للترجيح بين القراءتين المتواترتين» ولذلك يُعَدُ أبو حيان من العلماء المدافعين عن القراءات المتواترة.

والآلوسي رحمه الله له موقف واضح من القراءات المتواترة» فيدافع عنها» ويرد على الطاعنين فيها بالحجة» والدليل» والبرهان» مع إيمانه أنها وحي من عند الله» وسنة متبعة:. ولا يجوز تفضيلء أو ترجيح قراءة على أخرىء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 8 . .. فَيَغْفرُ لمن يَشَاء وَيُعَذْبْ من يَشَاءْ واللّهُ على كل شيء دير > ١‏ ( سورة البقرة» من الآية 284 قال الآلوسي رحمه الله: " طعن الزمخشري على عادته في الطعن في القراءات السبع إذا لم تكن على قواعد العربية» ومن قواعدهم أن الراء لا تدغم إلا في الراء لما فيها من التكرار الفائت بالإدغام في اللام» وقد أجاب الآلوسي عليه بقوله: إن القراءات السبع متواترة» والنقل بالمتواتر إثبات علمي» وقول النحاة نفي ظني» ولو سلم عدم التواتر فأقل الأمر أن تثبت لغة بنقل العدول وترجّح بكونه إثباتء ونقل إدغام الراء في اللام عن أبي عمرو من الشهرة والوضوح بحيث لامدفعله. وممن (1) انظر: ( علم القراءات ص348 ). (2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص254» التيسير ص84 ). (3) قراءة شاذة» وهي بلفظ: ( من يَصضرفه الله], انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص36 ). (4) البحر المحيط 91/4 - 92.,

154

روى ذلك عنه أبو محمد اليزيديء وهو إمام في النحوء إمام في القراءات؛ إمام في اللغات» ووجهه من حيث التعليل ما بينهما من شدة التقارب حتى كأنهما مثلان بدليل لزوم إدغام اللام في الراء في اللغة الفصيحة إلا أنه لمح تكرار الراء فلم يجعل إدغامه في اللام لازم على أن منع إدغام الراء في اللام مذهب البصريينء؛ وقد أجازه الكوفيونء وحكوه سماعاء منهم الكسائي؛ والفراءء وأبو جعفر الرواسي» ولسان العرب ليس محصوراً فيما نقله البصريون فقطء والقراء من الكوفيين ليسوا بمنحطين عن قراء البصرة» وقد أجازوه عن العرب» فوجب قبوله؛ والرجوع فيه إلى علمهم ونقلهم» إذ من عَلمَ حجة على من لم يعلم "!.

ويتضح من المثال السابق أن الآلوسي يرد بالعلم» والحجة على الزمخشري؛ لأنه طعن في قراءة: ( فيغفرٌ لمن 4 بإدغام الراء في اللام» والحق الذي م ار ا متواترة' لا يجوز ردهاء أو الطعن فيهاء قال الشاطبي رحمه الله:

وَدُوتك الأاغام الكبير وقطئّة أبو عمرو'البصري فيه تحفلا3),

نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الرازيء وأبا حيان» والآلوسي من المفسرين المدافعين عن القراءات المتواترة» والرافضين للترجيح بينها؛ لأن ذلك يؤدي إلى تفضيل بعضها على بعض» وهذا يعني: المفاضلة بين كلام الله سبحانه وتعالى .

ولا بد للقارئ من الاعتقاد أنه لا يجوز المفاضلة بين القراءات المتواترة» والذي يفعل ذلك يكون محالفاً لأمر اش لأن القراءات المتوائرة كلها كلام الك وكلامه لا تفاوت فيه .

وبعض العلماء يرجح ويفاضل بين القراءات المتواترة مثل الطبري رحمه الله» وابن عطية» والقرطبي» ووصل ببعضهم الأمر إلى الطعن في القراءة المرجوحة مثل الزمخشري .

فالطيزيى ركس اد تكن اد و 1 ا د الضَّالُونَ »4 (سورة الحجرء الآية 56 ) اختلاف القراء في قراءة: ( ومن يَقْتَطْ), فقال:" قر ترف سات قواه'(لمسكيكنة وو الكرفة 1 وو ل 1 بفتح النون» إلا الأعممشء والكسائي فإنهما كسرا النون في: ( يَقنط24, ثم رجح قراءة الكسر بقوله؛ ( وَمَنْ يَقنط) أولىء وأما الفتح فلا يُعرف ذلك في كلام العرب "!5.

الملاحظ من المثال السابق أن الطبري رحمه الله مع غزارة علمه وجلال قدره يرجّح

(1)ا روح 0 للآلوسي 66/2.

(2) انظر: ( غيث النفع ص67 )

(3) متن حرز الأماني ووجه التهاني المسمى ( الشاطبية ) ص18.

(4) القراءتان متواترتان» 5 السبعة ص367» التيسير ص111 ). (5) ته

5 تفسير الطبري14 |40 -

155

بين قراءتين متواترتين» ويفاضل بينهماء وهذا واضحء حيث إنه قدّم قراءة الكسرء ورد قراءة الفتح؛ لأنها لم تعرف في كلام العرب.

وقد يحمل ترجيحه بين القراءات المتواترة على أنه يختار القراءة التي تكون مناسبة للتفسير الذي يذهب إليه» ويتم التوافق بين القراءة وتفسيرهاء ولا يحصل للقارئ لبس عند تلاوته لهاء والله تعالى أعلم.

وربما كان عذر الطبري في رده لبعض القراءات أنه ينظر إليها من موقع اللغوي النحوي؛ وليس من موقع المفسرء انطلاقاً من إيثاره وجوب موافقة القرءان الكريم للأفصح والأشهر من كلام العرب.

وابن عطية رحمه الله أيضاً قال عند تفسير قوله تعالى: « ... ولكن كونوا ربَانيينَ بما ُنتُم تعَلَمُونَ الْكتَاب وبا كنْتُمْ ترْسُونَ 4 ( سورة آل عمران, الآية 79 ): " قرأ ابن كثير» ونافع» وأبو عمرو: [ تغلمون 4 بسكون العينء وتخفيف اللام؛ وقرأ عاصم. وابن عامرء وحمزة. والكسائي: ل اك التاءء وكسر اللام» وهذا على تعدية الفعل بالتتضعيفءه والمفع ول الثاني على هذه لقتو مه ةوق )تدك ون للقي الامتحا واللقز ليان م ار من المعنى؛ وقد رُجّحت قراءة التخفيف بتخفيفهم: ( تَدْرْسُون 4: وبأن العلم هو العلة التي توجب للموفق من الناس أن يكون ربانياًء وليس التعليم شرطأ في ذلك؛ ورّجّحت الأخرى بأن التعليم يتضمن العلمء والعلم لا يتضمن التعليمء فتجيء قراءة التثقيل أبلغ في المدح» ومن حيث العالم بحال مَنْ يعلم» فالتعليم كأنه في ضمن العلم» وقراءة التخفيف عندي 0

ويلاحظ من المثال السابق أن ابن عطية يرجح قراءة: ( تغلمون 4 بسكون العينء وتخفيف الام بقوله: وقراءة التخفيف عندي أرجح. مع العلم أن القراءتين متواترتان !23 وكان لز اما عليه المساواة يينيماء لأنيما قروان:,

والقرطبي رحمه الله قال عند تفسير قوله تعالى: « ... قَالُواً لئن لَمْ يَرْحَسْنَا رَبُنَا ويَغفر لَنَا لتكوتنَ من الخاسرين 5 ( سورة الأعرافء الآية 149 ): " قرأ حمزة» والكسائي: ( لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا 1 بالتاء على الخطاب» وفيه معنى الاستغائثة» والتضرع. والابتهال في السؤال والدعاء» وقراءة: ( ربّنَا4 بالنتصب على حذف النداءء وهو أيضاً

(1)انظر: ( دراسة الطبري للمعنى ص118 ). (2) المحرر الوجيز 192/3. (3) انظر: ( السبعة ص213» التيسير ص74 ).

156

أبلغ في الدعاء والخضوع فقراءتهما أبلغ في الاستكانة والتضرعء فهي أولى "0.

والملاحظ أن القرطبي رحمه الله يرجّح قراءة حمزة؛ والكسائي: ( لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا بالتاء على الخطاب على قراءة الباقين بالياء بقوله: فقراءتهما أبلغ» فهي أولىء والقراءتان متواترتان!7؛ وكان من واجبه المساواة بينهما؛ لأن كلام الله تعالى كله بليغ؛ء ولا يجوز لأحد مهما كان علمه المفاضلة بين القراءات المتواترة.

ولا ننسى الزمخشري رحمه الله حيث إنه يرجح بين القراءات المتواترة» ويفاضل بينهاء وقد يضعّف بعض القراءات على الرغم من أنها متواترة» وقد يصل ذلك إلى درجة الطعن في القراءة المرجوحة»؛ ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « ... قَالَ هل عَسَيْتَمْ إن كتب عَلَيْكُمُ القتال ألا تقاتلوا ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 246 قال الزمخشري رحمه الله: " وقرىء: ( عَسَيْتَمْ 4 بكاسر السينء

4

وهي ضعيفة "!0. ويتضح من المثال السابق أن الزمخشري رحمه الله يضعف قراءة الكسرء ويطعن فيها بقوله: وهي ضعيفة» ولا أدري ما الذي حمله على تضعيفها ؟ مع أنها قراءة نافعهمن السبعة!#, وعند تفسير قوله تعالى: « وَاصبرٌ تفسك مع الّذِينَ يَدعُون رِبّهُمْ بالْداة وَالْعَشي يُرِيدُون وَجَْهُ ... 4 ( سورة الكهفء من الآية 28 قال الزمخشري رحمه الله: " قرىء: [ بالغدوة ): وبالغداة أجود؛ لأن غدوة عَلَمّ في أكثر الاستعمال "/5. ويتضح من في المثال السابق أن الزمخشري رحمه الله يفاضل بين القراءتين»ء حيث إنه قال عن قراءة: ( بالغداة4: إنها أجود من قراءة: ( بالغدوة) مع أنهما متواترتان 6 ولا تجوز المفاضلة بينهما. خلاصة القول في الترجيح بين القراءات 1 - الترجيح بين القراءات المتواترة إذا كان فيه الانتقاصء أو التضعيفء أو الطعن في القراءة المرجوحة فغير جائزء وأما إذا كان لاختيار قراءة قرءانية مع الاعتقاد الجازم بقرءانية القراءة

1 الماع لأحكام القرءان 273/7.

2) انظر: ( السبعة ص294» التيسير ص93 الإقناع ص402 ).

3) الكشاف 319/1.

4) قراءة متواترة: انظر: ( السبعة ص186» المبسوط في القراءات العشر ص82 ). 5) الكشاف 670/2.

( ) اذ ( ( ( 6) انظر: ( السبعة ص390 ).

! ! ) ! ! !

1537

المتواترة الأخرىء. ومساواتها بالقراءة المختارة فهذا جائز» ودليل ذلك اختيار ابن مجاهد للقراءات السبع. 2 - ترجيح القراءات المتواترة على الشاذة واجب؛ لأن المتواترة قرءان» وأما الشاذة فليست قرءانآء وبيان ذلك من خلال المثال التالي:

عند تفسير قوله تعالى: « قَالُوا بَشَرَتَاكَ بالحق فلا تكن من القانطين 4 ( سورة الحجر الآية 55 قال الطبري رحمه الله: " اختلفت القراء في قراءة؛ ( من القانطين فقرأه عامّة قراء الأمصار: ( من القانطين 4 بالألف. وذكر عن يحيى بن وثاب أنه كان يقرأ ذلك: ( لقنطين 14" بدون ألف "21.

الملاحظ من المثال السابق أن الطبري رحمه الله ذكر اختلاف القراء في قراءة:([ من القانطين ثم رجّح قراءة عامة قراء الأمصار المتواترة على القراءة الشاذة بقوله؛ " والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار؛ لإجماع الحجة على ذلك » وشذوذ ما خالفه "/3,

وترجيح القراءات المتواترة على الشاذة جائزء ولا أحد من العلماء ينكره؛ لأن القراءة الشاذة لست وهنا , 3 - لا يجوز ترجيح القراءات الشاذة على المتواترة» ولا بد من الاعتقاد أن الشاذة ليست قرعانأًء وقد خالف بعض المفسرين هذا الحكم» ومنهم الزمخشري رحمه الله» حيث إنه قال عند تفسير قوله تعالى: ل ثُمَّ إِذَا كشف الضر عنكم إِذَا فريق منكمْ برَبّهِمْ يُشركون 4 ( سورة النمل؛ الآية 54 ): " قرأ قتادة: ([ كاشف الضرً 4 على : فاعل بمعنى: فعل!. وهو أقوى من: ( كشف لأن بناء المغالبة يدل على المبالغة "/5.

وبذلك يكون قد فضّل قراءة قتادة الشاذة على القراءة المتواترة بقوله: إنها أقوى من قراءة: ([ كشف والذي حمله على ذلك اللغة» وكان الأولى به أن يقوي التي نقلت بالتواتر؛ لأن القراءة سنة متبعة» ولا يجوز إخضاعها لأقيسة اللغة.

»ا عا »ا كا »ا 6لا كلا »لا كلا كا كلا ا كلا

(1) قراءة شاذة» انظر 0 في شواذ القرءان ص71 ).

(2) تفسير الطبري 40/14 -

(3) ا السابق.

(4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص73» المحتسب 10/2 ). (5) الكشاف 571/2.

1535

المبحث الثالث

منهج الشوكاني في اختيار القراءات

المطلب الأول: ذكره اختيار العلماء:

لقد ذكر الشوكاني رحمه الله كثيراً من اختيارات العلماء السابقين» حيث إنه يذكر اختيار أبي عبيدء وأبي حاتم في الغالب» وأحياناً يذكر اختيار أبي عبيدة» وسيبويه؛ والفراء» والنحاس» ومكيء ويكتفي بذكر اختياراتهم» وقلما يبدي رأيه فيهاء أو يعلق عليها. أولاً: ذكره اختيار أبي عبيدء وأبي حاتم" ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « ... من بَعْد وَصيّة يُوصى بها أو دين غير مُضارٌ وصيّة من اللّه وَاللَهُ عَليمٌ حَليمٌ 4 سورة النساء, من الآية 12 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثير» وابن عامرء وعاصم: [ يوصى ] بفتح الصادء وقرأ الباقون بكسرها'2, واختار الكسر أبو عبيدء وأبو حاتم؛ لأنه جرى ذكر الميت قبل هذا "!2,

وعند تفسير قوله تعالى: « وَأَمًا الَذِينَ عدوا قفي الْجِنّة خَالدينَ فيها ما دَامَت السَموَات وَالأَرْض إلا مَا شاء رَبّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجَذُوذْ 4 (سورة هود الآية 108 قال رحمه الله: " قرأ الأعمش» وحفصء وحمزة» والكسائي: ([ سعدوا ) بضم السبينء وق رأ الباقون بفقتح السبين*. واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم "/5.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... فَاجِعل بَيْننَا وَبَينَكَ معدا لا تخلفة نحن ولا أنت مكَانَا سُوى *: ( سورة طه. من الآية 58 قال رحمه الله: " قرأ ابن عامرء وعاصمء وحمزة: [ سشوى 1 بضم السين» وقرأ الباقون: بكسرهاا'» وهما لغتان» واختار أبو عبيد وأبو حاتم كسر السين» لأنها اللغة العالية الفصيحة "7,

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وَاضمم إليِكَ جناحك من الرّهب ... 4 ( سورة القصصء من الآية 32 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( الرّهب 4 بفتح الراء والهاء؛ واختار هذه القراءة أبو عبيدء وأبو حاتم» وقرأ حفصء والسلمي» وعيسى بن عمرء وابن أبي إسحاق:

(1) أبو حاتم: سهل بن محمد بن عثمان السجستاني؛ ثم البصريء المقرئء له اختيار في القراءة» توفي سنة خمسس وخمسين» وقيل سنة خمسينء انظر: ( سير أعلام النبلاء 268/12 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص228» التيسير ص78», الاختيار 348/1 ).

(3) تفسير فتح القدير 579/1.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص339» التيسير ص103» الاختيار 459/2 ).

(5) تفسير فتح القدير 661/2.

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص418» التيسير ص123» الاختيار 541/2»: الإقناع ص427 ). (7) تفسير فتح القدير 465/3.

1539

( الرّهب 4 بفتح الراء وإسكان الهاء» وقرأ ابن عامر والكوفيون إلا حفصاً: ( الرُفب) بضم الراء وإسكان الهاء "(0.

ويلاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله عزا قراءة: ( الرَّهَب 4 بفتح الراء والهاء إلى الجمهورء وقال ابن مجاهد: إنها غلط"'» والصحيح ما ذهب إليه الشوكاني» فهي قراءة متواترةا2,

ويتضح من الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله ذكر اختيار أبي عبيدء وأبي حاتم» حيث إنهما اتفقا في اختيار العديد من القراءات» واختلفا أيضاً في اختيار كثير منهاء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ويَسْتَعْجِلوتَكَ بِالعَدَاب ولَن يُخلف اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَومًا عند رَبَّكَ كألف سنة مما تَعْدُون 4 [ عون الهج الآية 45]ء "قال همه الل" قرا ابنق كقتن ‏ وسم د والعنائي :[ مما يدون ) بالتحلية والختان هذه القراءه أو عية اقول ( وينم كتماونة) وقرأ الباقون: بالفوقية) على الخطابء واختارها أبو حاتم "/.

وَعَنِدَ تفسير قوله تماك::<( وَيُوْم تشقق السسّمَاء بِالعَمَام دل المائكةٌ تتزيلاً 4 | متوزاة الفرقان» الآية 25 قال رحمه الله: " قرأ عاصمء والأعممشء ويحيى بن وثاب» وحمزة» والكسائي» وأبو عمرو: ( تشقق 4 بتخفيف الشين» وأصله تتشققء وقرأ الباقون: بتشديد الشين على الإدغام!. واختار القراءة الأولى أبو عبيد » واختار الثانية أبو حاتم "/.

وعند تفسير قوله تعالى: « أُوَمَن يُنَشَأُ في الحليّة وَهْوَ في الخصام غَيْرٌ مّبين 4 (سورة الزخرفء الآية 18 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يَنشأ 4 بفتح الياء» وإسكان النون» وقرأ ابن عباس» والضحاكء وابن وثاب» وحفصء وحمزة» والكسائي» وخلف: بضضدمالياءء وفتح النونء وتشديد الشين. واختار القراءة الأولى أبو حاتم » واختار الثانية أبو عبيد "9.

الملاحظ أن كلا من أبي عبيدء وأبي حاتم له اختيار يختلف عن الآخر في القراءات

التي ذكرها الشوكاني في الأمثلة السابقة» وأحياناً يذكر اختيار واحد منهما فقطء ومن أمثلة ذلك: عند تفسير قوله تعالى: «١‏ وَقَالَ الّذِينَ كقروا أَنذَا كنَا ثرَابًا وَءَأبَآوْنَآ أننَا لَمُخْرَجُون 4

1 2 3 4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص439» التيسير ص128» الاختيار 562/2: الإقناع ص431 ).

(1) : ( النشر 256/2 ). )2( )3( )4 (5] شين ف الفدين 57913 )6( )7( )8 )9(

نظر انظر: ( السبعة ص 493 ). نظر : ( الاختيار 608/2» النشر 256/2 ).

6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص464» التيسير ص132.» الاختيار 580/2» الإقناع ص435 ). 7] تفسير فتح القدير 88/4. 8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص584»: التيسير ص158» الاختيار 692/2. الإقناع ص457 ). 9) تفسير فتح القدير 652/4.

0ظ10

(سووة لط واية 67 قال هيه اده كرا الى عموو «واكفيابيق اند حك المنزف قرا عاصمء وحمزة: باستفهامين» إلا أنهما حققا الهمزتين» وقرأ نافع: بهممزة:. وقرأ ابن عامرء وورشء ويعقوبء ( أإذا) بهمزتين!"» و( إننا 4 بنونين على الخبرء ورجّح أبو عبيد قراءة نافع» ورد على من جمع بين استفهامين!2

الملاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يعزو قراءة: ( أإذا 1 بهمزتين إلى ابن عامر» وورشء» ويعقوب» والصحيح وو لم يوافق ابن عامرء ويعقوب في القراءة السابقة» وإنما الكسائي هو الذي وافقهما!.

ولم يذكر ابن كثير مع أنه وافق أبا عمرو على قراءة تخفيف الهمزة إلا أن أبا عمرو يمد وابن كثير لا يَمْدُه والمعنى: أن أبا عمرو يأتي بألف بعد الهمزة ثم ياء: ( آيدَا1» وأما ابن كثير لا يأتي بألف: ( أيذًا 44.

وقال: إن يعقوب قرأ بهمزتين» والصواب أن القراءة بهمزتين رواية رواح عن يعقوبء وأما رويس فإنه وافق ابن كثير على قراءة: ( أيذا 514.

ومعنى ذكره ليعقوب أنه يعزو القراءات إلى القراء العشرة: إلا أنه لم يذكر أبا جعفر الذي وافق نافعاً على قراءة: 1[ إذا4 بهمزة واحدة مكسورة على الخبر» ولم يذكر خلف البزار الذي وافق ابن عامرء وعاصمء وحمزة» والكسائي» وروح على قراءة: ( أإذا) بهمزتين

وأما قوله: ( إننا لمخرجون 1 بنونين على الخبر فهي قراءة ابن عامرء والكسائي» وروح» وقراءة الباقين: ( إئنا لمخرجون 4 بنون واحدة على الاستفهام!".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ قل أَنْتبَنُونَ اللّهَ بمَا لا يَعلَمُ في السّمَوَات ولافي الأَرْضِ سبْحَاتة وَتَعَالَى عَما يُشسركون ( سورة يونسء الآية 18 قال رحمه الله: " قرأ حمزةةء والكسائي: ( عَم يُشركون ) بالتحتية» وقرأ الباقون: بالفوقية*. واختار القراءة الأولى

أبو عبيد "90

(1) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( السبعة ص485. التيسير ص137» الاختيار 601/2 الإقناع ص438 ). ااام القدير 180/4.

(3) انظر: ( السبعة ص485 ).

(4) انظر: المرجع السابق نفس الصفحة.

(5) انظر : ( الاختيار 601/2 ).

(6) انظر : ( التيسبير ص137» الاختيار 601/2 ).

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص485» التيسير ص137 ).

(8) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص324, التيسير ص99 الاختيار 442/2» الإقناع ص408 ).

(9) تفسير فتح القدير 547/2.

161

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَجَعَلُوا الملائكة الذينَ هُمْ عبَادُ الرّحمّن إنَانَا أشهذوا خَلَقَهُمْ ستكتب شههَادَتهُمْ وَيُسأُلونَ 4 (سورة الزخرفء الآية 19 قال رحمه الله؛ " قرأ الكوفيون: ( عباد 4 بالجمع» وبها قرأ ابن عباسء, وقرأ الباقون: ([ عند الرحمن 4 بنون ساكنة!"» واختار القراءة الأولى أبو عبيد؛ لأن الإسناد فيها أعلى "/2.

في المثال السابق يعزو الشوكاني قراءة: ( عباد 4 للكوفيين فقطء والصحيح أن أبا عمرو وافقهم على هذه القراءة.

وعند تفسير قوله تعالى: # وإذا قيل لهم تعالوًا يسُتغفرٌ لكم رّسُول الله لوًوا رُءْوسَهم وَرَأَيْتَهُمُ يَصدُونَ وَهُمْ مُتتكبرون 4 تنوه شرف كه 58 41 قال كمه ادس قرا لحيو ( لوَؤا) بالتشديدء وقرأ نافع: ( لوؤا) بالتخفيف7, واختار القراءة الأولى أبو عبيدا.

فقراءة7التشفيقة مثل :©( حتو| 4.:وقوادة النشديذ متل 1 متك اتا

فالأمثلة الثلاثة السابقة وضحت,ء وبينت ذكر الشوكاني لاختيار أبي عبيد لوحده. وفي بعض الأحيان يذكر اختيار أبي حاتم لوحده أيضاًء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: 8 . .. ولكن كونوا ربَانيينَ بمَا كنتم تعَلمُونَ الكتاب وبما كنْثمْ تدرُسُون »4 ( سورة آل عمران: من الآية 79 قال رحمه الله: " وقرأ ابن عباسء وأهل الكوفة: ( بما كنتم تعلمون 4 بالتشديد» وق رأ أبو عمروء وأهل المدييبة: [ تعلمون) بالتخفي ف . واختار القراءة الأولى أبو عبيدء قال: لأنها لجع المعنيين» قال مكي: التشديد أبلغ؛ لأن العالم قد يكون عالماً غير معلم» فالتشديد يدل على العلمء والتعليمء والتخفيف إنما يدل على العلم فقط» واختار القراءة الثانية أبو حاتم., قال أبو عمرو: وتصديقها ( تَدْرُسُون 4 بالتخفيف دون التشديد "7.

فقراءة: ( تعلمون 4 بالتشديد من التعليم بمعنى: بكوتكم مُعَلمين» وقراءة: ( تغلمون 4 بالتخفيف» أي: بكونكم عالمين بالكتابء والمعنى: كونوا مُعَلمي الناس يعلمكم ودر شكم ة علمى | الناين بونينو] الهواقار

وعند تفسير قوله تعالى: ‏ وإن كاذوا له ستفزونك من الأرْض ليُخرججوك منها 1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص585. التيسير ص159 ). 2) تفسير فتح القدير 653/4. 3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص636. التيسير ص 171 ). اس فتح القدير 275/5. 5) انظر: ( الاختيار 758/2 ). 6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص213» التيسير ص74» الاختيار 332/1 ). ( ) اذ

57 تفسير فتح القدير 91

١ ١ ١ ١ ١ ١ ١ .) انظر: ( مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني للكرماني ص130‎ )8(

162

وَإِذَا لا يَلبَُونَ خلاقك إلا قليلاً 4 ( سورة الإسراءء الآية 76 ). قال رحمه الله: " وقرأ نافع» وابن كثير» وأبو بكرء وأبو عمرو: ( خلقك 4»... وقرأ ابن عامرء. وحفصء وحمزةةء والكسائي ( خلافك 274... واختار أبو حاتم القراءة الثانية؛ لقوله: « فرح المخلفون بمَقعدهم خلاف رول الله ... 4 ( سورة التوبة» من الآية 81 ) "[2,

وخلافك بمعنى خلفكء أي: بَعْدَكَء يعني بعد خروجكء كقوله تعالى: « فرح المخلفون بمَقعدهمٌ خلاف رَسُول الله ... 34. ثانياً: ذكره اختيار أبي عبيدة» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ٠‏ ... وَلّوْلا دَفْعْ الله النّاس بَعْضَهُمْ ببَعْض لقسدت الأَرْضْ ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 251 قال رحمه الله: " ( ولولا دفع الله 1 قرأه الجماعة» وقرأ نافع: ( دفاع 44 وهما مصدران لدفعء كذا قال سيبويه» وقال أبو حاتم: دافع. ودفع واحد مثل: طرقت نعليء وطارقته؛ واختار أبو عبيدة قراءة الجمهورء وأنكر قراءة: ( دفاع). قال: لأن الله عزّ وجل لا يغالبه أحدء قال مكي: يوهم أبو عبيدة أن هذا من باب المفاعلة» وليس به "5.

وعند تفسير قوله تعالى: « لا يَسَمَعُونَ إِلَى المَلٍ الأعلَى وَيُقدَفُونَ من كل جانب 4 ( سورة الصافات؛ الآية 8 ). قال رحمه الله: قرأ الجمهور: " ( يَسُمَعون 4 بسكون السين» وتخفيف الميم» وقرأ حمزة» والكسائي» وعاصم في رواية حفص عنه: ( يسّمتعون ) بتشديد الميمء والسين6؛ والأصل يتسمعونء فأدغم التاء في 'السين» فالقراءة الأولى ذل على انثفاء سماعهم دون استماعهم» والقراءة الثانية تدل ظ الأفاكيا عوراو لكخان أرسبو كوتنهة الوا الثانية؛ قال: لأن العرب لا تكاد تقول: سمعت إليه» وتقول: تسمعت إليه "7.

ومعنى [ يَسْمَعون إلى الملا الأعلى أي: لكي لا يسمعوا إلى الكتبة من الملائكة؛ وأصل ( يستمعون]: يَتَسمّعون فأدغم التاء في السين !©.

وعند تفسير قوله تعالى: « يَا أَيُهَا اين موا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابْنْ مَرْيَمَ لْحَوَارِيينَ مَنْ أنَصاري إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُونَ تحن أَنْصاٌ اللّه ... 4 ( سورة الصفء من

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص383 - 384» التيسير ص114» الاختيار 509/2 ). (2) تفسير فتح القدير 312/3.

(3) انظر: ( مفاتيح الأغاني ص251 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص187» التيسير ص 69. الاختيار 308/1 ).

(5) تفسير فتح القدير 363/1.

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص547», التيسير ص151» الاختيار 658/2 ).

(7) تفسير فتح القدير 462/4.

(8) ان

8) انظر: ( مفاتيح الأغاني ص 349 ).

163

الآية 14 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثير» وأبو عمروء ونافع: [ أنصاراً لله 4 بالتنوين» وترك الإضافة» وقرأ الباقون بالإضافة!» والرسم مجدل الهو متت ميقا جو لكقان انو مكنيد مايه الإضافة لقوله: ( نَحَنْ أَتصانٌ الله 4 بالإضافة "2.

الملاحظ أن الشوكاني رحمه الله قال: إن أبا عبيدة اختار قراءة: ( أنصار الله 4 بالإضافة والصواب أنها اختيار أبي عبيد!0.

ويلاحظ من الأمثلة السابقة أن الشوكاني رحمه الله يذكر اختيار أبي عبيدة في تفسيره . ثالثاً: ذكره اختيار سيبويه» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... كَتَب ربكم عَلَى نفسه الرّحمّة أنه مَنْ عمل منكم سموءًا بجهالة ثم تاب من بَغده وَأصلح فَأنَهُ عَفُورَ رَحيمٌ 4 ( سورة الأنعامء من الآية 54 قال رحمه الله: " قرأ ابن عامرء وعاصم: بفتح الهمزة من 1 فأنه وقق رًالباق ون نئ[ فإنمم) بالكعسمر4,. فعلى القراءة الأولى تكون أن وما بعدها خبر مبتدأ محذوفء أي: فأمره أن الله غفسون رحيسمء وإهسذا اختقاز سيبوية» وافقسان أب و احاتم أن الحجمملة في محل رفع على الابتداء»ء والخبر مضمرء كأنه قيل: فله [ أَنَهُ غَفُورٌ رّحيمٌ 4 قال: لأن المبتدأ هو ما بعد الفاء» وأما على القراءة الثانية: فالجملة مستأنفة "!0

وعند تفسير قوله تعالى: «مَنْ يُصرف عَنَهُ يَومئذ ققد رحمّه وَدلك القؤز المبين 4 ( سورة الأنعام الآية 16 قال .رحمه الله*" قرأ أهل المدينة: وأهل مكة» وابن عامر: 1 يُصرقف 4 على البناء للمفعول؛ أي: من يصرف عنه العذاب» واختار هذه القراءة سيبويهء وقرأ الكوفيون: [ يَصرف 4 على البناء للفاعل/7» وهو اختيار أبي حاتم» فيكون الضمير على هذه التقراءة بن "لقي

الملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله لم يتحر الدّقة عند عزوه للقراءتين في المثال السابق» فالقراءة الأولى: ( يُصرَف 4 هي قراءة نافع» وأبي جعفرء وابن كثيرء وأبي عمروء وابن عامرء وحفص عن عاصمء وأما القراءة الثانية: ( يضرف) فهي

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص655. التيسير ص171» الاختيار 755/2 ). الاير فتح القدير266/5.

(3) انظر: ( مفاتيح الأغاني ص399 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص258» التيسير ص85 الاختيار 379/1 - 380 ). (5) انظر: ( كتاب سيبويه 134/3 ).

(6) تفسير فتح القدير155/1.

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص254» التيسير ص84 ).

(8) تفسير فتح القدير 136/2.

164

قراءة أبي بكر عن عاصم,ء وحمزة؛ والكسائي» وخلفء ويعقوب!

ويتضح من المثالين السابقين أن الشوكاني رحمه الله يذكر اختيار سيبويه للقراءات بنسبة قليلة في تفسيره . رابعاً: ذكره اختيار الفراءء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « أولئك يُجْرَوْنَ الغزقة بمَا صَبَرُوا وَيُلَقَُوْنَ فيهًا تحيّة وّسلامًا 4 (سورة الفرقان» الآية 75 قال رحمه الله: " قرأ أبو بكرء والمفضلء والأعمشء ويحيى بن وثاب» وحمزة: والكسائي» وخلف: ( يَلقون 1 بفتح الياءء وسكون اللام» وتخفهيف القافء واختار هذه القراءة الفراء» قال: لأن العرب تقول: فلان يلقي بالسلام والت والخيرء وقل ما يقولون: يلقى» وقرأ الباقون:2 بُلَقُونَ 4بضم الياء؛ وفتح اللامء وتثديد القاف!2.» واختار هذه القراءة أبو عبيدء وأبو حاتم "!2

وحجة من اختان قراءة: [ يلقو ).بضء' الياء'وفتح اللام:وتفديد القداف قولة:تصالى: ١‏ وَلَقَاهُمْ رونا (سورة الإنسان» من الآية 11 وحجّة من اختار قراءة: ( يَلقون )4 بفتح الياء»ء وسكون اللام» وتخفيف القاف قوله تعالى: ... فسّاف يَلقون عي 4 ( سورة مريم؛ من الآية 59 ) !4.

يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر اختيار الفراء للقراءاتء وأحياناً يتوافق اختيار الفراءء والزجاجء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « أَفْرأَيْتُمُ اللآت وَالْعْرّى 4 (سورةء الآية 19 قال رحمه الله كن الخنيون :[ اللات 1 يتطيف كان فقيل هو ماكرة فق سحت الل سحصانة كنا تم وقيل: أصله: لات يليتء فالتاء أصلية» وقيل: هي زائدة» وأصله لوى يلوي؛ لأنهم كانوا يلوون أعناقهم إليهاء أو يلتوون عليهاء ويطوفون بهاء واختلف القراء هل يوقف عليها بالتاء؛ أو بالهاء؟ فوقف عليها الجمهور بالتاء» ووقف عليها الكسائي بالهاء'7, واختار الزجاج: والفراء الوقف بالتاء؛ لاتباع رسم المصحفء فإنها تكتب بالتاء "9".

لقد اختار الزجاجء والفراء في المثال السابق قراءة الوقف بالتاء اتباعاً

(1) انظر: ( التذكرة 395/2» الاختيار 376/1» الكنز ص152» النشر 193/2» البدور الزاهرة ص 123 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( التذكرة 577/2» الاختيار 584/2» النشر 251/2» البدور الزاهرة ص284 ). (3) تفسير فتح القدير 110/4.

(4) مفاتيح الأغاني ص305.

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص243», غيث النفع ص272 ).

(6) تفسير فتح القدير 129/5.

165

للرسمء وهو اختيار أبي الحسن ابن غلبون!". حيث إنه ذكر سبباً ثانياً لاختيار الوقف بالتاء» فقال: لتلا يشبه اسم الله سبحانه» وقال أيضاً: ولا ينبغي أن يتعمّد الوقف عليها أحد من القراء؛ لأنها غير تامة» ولا كافية فيه!2.

وقراءة الوقف بالهاء متواترة عزاها علماء القراءات إلى الكسائي من السبعة/» وهذا هو الصحيح عنه» وعليه فلابد من قبولهاء ولا يجوز ردّها لأي سبب كان. خامساً: ذكره اختيار النحاس» ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: « وَقَال لفتيّانه اجعلوا بِضاعَتَهُمُ في رحالهم ... 4 (شووة يؤسحت» من الآية 62 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وأبو عمروء وعاصم من رواية شعبة, وابن عامرئ[ لفتيته واختار هذه القراءة أبو حاتم؛ والنحاسء وغيرهماء وق رأ سائر الكوفيين: [ لفتيانه واختار هذه القراءة أبو عبيد "(,

قال أبو جعفر النحاس رحمه الله: اختار أبو عبيد قراءة: ( لفتيانه لأنها وردت هكذا في مصحف عبد الله وهذا مخالف للسواد الأعظم؛ لأنه في السواد لا ألف فيه ولا نون فلا يُترَكُ السواد المُجْتمَع عليه لهذا الإسناد المنقطع؛ وأيضاً فإن فتية ها هنا أشبه من فتيان؛ لأن فتية عند العرب لأقل العددء والقليل بأن يجعلوا البضاعة في الرحال أشبه» والأصل في فتية أفعلة وإن دهن على لفظها"ا.

والملاحظ أن النحاس اختار قراءةئ[ لفتيته ورد قراءة: 1 لفتيانه لأنها مخالفة لقراءة السواد الأعظم على حد قوله؛ والصحيح أنها مساوية لقراءته التي اختارهاء ويجب قبولهماء ولا يجوز رد أي قراءة منهماء ولا التقليل من شأنهما؛ لأنهما متواترتان!".

وعند تفسير قوله تعالى: « ربّنَآ ءآتهم ضعقيْن من العدَاب وَالعَنْهُم لَعنَا كبيرا 4 (سورة الأحزاب؛ الآية 68 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور : ( كثيراً 4 بالمثلثة» أي لكا سد العدد عظيم القدر شديد الموقع» واختار هذه القراءة أبو حاتمء وأبو عبيد,ء والنحاس»

(1) ابن غلبون: هو أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم » توفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة» انظر: ( الكنز ص30 ). (2) انظر: ( التذكرة 698/2 ).

(3) انظر: ( الكنز ص243»: غيث النفع ص272 ).

(4) انظر: ( النشر 698/2 الوافي في شرح الشاطبية للشيخ عبد الفتاح القاضي ص 149 ).

لاقي القدير 47/3.

(6) انذ

(7)

انظر 110 التيسير ص 105» الإقناع ص 413 ).

166

وقكر] اشن مسهوه» أضبحية ويدين بخ وكب» عاض الباء التوخدول"» أي؟ كير ا في نفسه شديداً عليهم ثقيل الموقع ".

ويلاحظ من المثالين السابقين أن الشوكاني ذكر اختيار النحاس؛: وتبين أن الأخير يرد القوّاعالة أحيانا. سادساً: ذكره اختيار مكيء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: # وليحكم أهل الإنجيل بمّآ أنزل اللّهُ فيه ٠‏ # ( سورة المائدةء من الآبة 47 قال رحمه الله: " قرأ الأعمشء وحمزة: [ ليَحكم 4 بنصب الفعل على أن اللام لام كي» وقرأ الباقون: [ ولْيَحْكُمْ 4 بالجزم '"اعلى أن اللام للأمرء فعلى القراءة الأولىء تكون اللام متعلقة بقوله: ( وءاتيناهه الإنجيل)؛ ليحكم أهله بماأنزل الله فيهء وعلى القراءة الثانية: هو كلام مستأئف. قال م كي: والاختهيار بالجزم؛ لأن الجماعة عليه؛ ولأن ما بعده من الوعيد؛ والتهديد يدل على أنه إلزام من الله لأهل الإنجيل ",

قال مكي رحمه الله: " وحجة من أسكن اللام أنه جعلها لام الأمرء فهو إلزام مستأنف يبتدأ به» أمر أهل الإنجيل بالحكم بما أنزل في الإنجيل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالحكم بما أنزل الله عليه» فقال: «وأن احكم بَيْنهُم بمآ أنزل الله ٠.٠‏ # ( سورة المائدةء من الآية 49 وهو الاختيار ..."/5,

ويبدو أن الشوكاني رحمه الله لم يتحقق من اختيار مكي؛ لأنه اختار قراءة الجزم؛ء ولم يختر قراءة النصب كما قال» وهذا واضح من كلام مكي السابق.

وعند تفسير قوله تعالى: 8 يُعَشَيكُمُ اناس أَمَنَةَ منه . ٠٠‏ # ( سورة الأنفال» من الآية 11 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثيرء وأبو عمرو: ( يغشاكم 1 على أن الفاعل للنعاسء وقرأ البافون: ( يُعَشَيكمُ 4 بفتح الغينء وتشديد الشينء وهي كقراءة نافع» وأهل المدينة في إسناد الفعل إلى الله. ونصب النعاسء قال مكي: والاختيار ضم الياء والتتشديدء

ونصب النعاس؛ لأن بعده 1 أَمَنَةَ مَنَهُ 4. والؤاء في [ منه 4 لفو السذي يفشيهم

1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص523,» التيسير ص145. الإقناع ص 447 ). 2) تفسير فتح القدير 367/4.

3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص244», التيسير ص82. الإقناع ص394 ). 4) تفسير فتح القدير 64/5.

5) الكشف عن وجوه القراءات السبع 411/1.

( ( ( ( ( 6) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص304, التيسير ص95 الإقناع ص405 ).

! ! ! ! ! !

167

النعاسء ولأن الأكثر عليه "(/2,

وخلاصة هذا المطلب أن الشوكاني رحمه كان على اطلاع: وعلم باختيار العلماء للقراءات؛ حيث إنه ذكر في تفسيره الكثير من اختياراتهم» ولكنه يكتفي بذكرها فقطء وقلما يعلّق عليهاء أو يبدي رأيه فيهاء وقد ذكر الباحث منها أمثلة لاختيار كل من أبي عبيدء وأبي حاتم» وأبي عبيدة» وسيبويه» والفراء» والنحاس» والزجاجء ومكيء وكان الشوكاني بكترا طكن ذكر اختيار أبي عبيدء وأبي حاتم. المطلب الثاني: اختياره للقراءات:

المتأمل في القراءات التي عرضها الشوكاني رحمه الله في تفسيره يجد أنه يختار بعسض القواءلت أحيانا» ولكن.بشمنة فليلة .ومكالن ذلك؛

عند تفسير قوله تعالى: « والظالمين أَعَدّ لهم عَذَابا أليماً ( سورة الإنسان» الآية 31 قال وكوداله:" انتصيانة ( الظائفيق :)يفل مق يدل يدتبا قله أى :يني اله المين اص الظالمين؛ لأن ما قبله منصوبء آأي: يدخل من يشساء في رحمته؛ ويعذب الظالمي ن: أي: المشركين» ويكون أعد لهم تفسيراً لهذا المضمرء والاختيار النصبء وإن جاز الرفع»؛ وبالنصب قرأ الجمهورء وقرأ أبان بن عثمان: بالرفع على الابتداء/» ووجهه أنه لم يكن بعده

فعل يقع عليه "41ا, يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني اختار قراءة الجمهور: ( الظالمين 4 بالنصبء وهي القراءة المشهورة.

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ لَقَالُوا إِنَمَا سكرت أَبْصَارَتا بَلَ نحن قَوْمٌ مَسْخُورُونَ © (سورة الحجر؛ الآية 15 قال رحمه الله " قرأ ابن كثير: ( سكرّت ) بالتخفيف» وقرأالباقون: ( كرت بالتشديدا؛ وهو من سكر الشرابء أو من السكرء وهو سدها عن الإحساسء» يقال: سكر النهر: إذا سدّه وحبسه عن الجريء ورّجّح الثاني بقراءة التخفيفء. وقال أبو عمرو بن العلاء: سكرت: غشيت وغطت "5,

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله اختار قراءة التخفيف: وكان لزاماً عليه المساواة بين القراءات المتواترة» لأنها كلها قرءان» ولا يجوز تفضيل قراءة على أخرى

1) انظر: ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 411/1 ).

2) تفسير فتح القدير 369/2.

3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص166 ).

4) تفسير فتح القدير 419/5.

5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص366» التيسير ص110.» الإقناع ص417 ).

) اذ ( ( 6) تفسير فتح القدير 419/5.

! ) ! ! ) )

166

المطلب الثالث: ذكره اختيار المفسرين للقراءات:

ذكر الشوكاني رحمه الله اختيار بعض المفسرين» ولكن بنسبة قليلة جداًء ونبين ذلك من خَاذل المخالي الثاليية:

فعند تفسير قوله تعالى: « ... ولا أُصْغْرَ من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مُبينِ 4 (سورة يونسء من الآية 61 قال رحمه الله: " قرأ يعقوب؛ وحمزة: برفع ( أصغرٌ وأكبرٌ ووجه ذلك أنه معطوف على محل من متقال» ومحله الرفع؛ وقال الزجاج: إن الرفع على الابتداء في قراءة من قرأ بالرفع»؛ وخبره: [ إلا فى كتاب 4 واختاره صاحب الكشاف؛ واختار في قراءة النصب التي قرأ بها الجمهور أنهما منصوبان بلا التي لنفي الجنس "1.

والصحيح أن حمزة:؛ ويعقوب لم ينفردا بقراءة الرفع كما قال الشوكاني» وإنما وافقهما خلف البزار في اختياره» وقرأ الباقون من العشرة بالنصبء والقراءتان متواترتان!.

وعند تفسير قوله تعالى: « نذا كنا عظامًا ّخرة 4 | سورة النازعات: الآية 11 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( نخرة)»: وقرأ حمزة, والكسائي» وأبو بكر: ( ناخرة4. واختار القراءة الأولى أبو عبيدء وأبو حاتم» واختار القراءة الثانية الفراء» وابن جرير "4.

ومن المثالين السابقين يتضح أن الشوكاني رحمه الله يذكر في تفسيره اختيار بععض المفسرين للقراءات.

وخلاصة القول: إن الشوكاني رحمه الله عرض كثيراً من القراءات في تفسيرهء وذكر اختيار العلماء لبعضهاء وقلما يكون للشوكاني رأيء أو تعليق عليهاء واتضح من الأمثلة التي ذكرت أن الاختيار عند العلماء بمعنى الترجيح» فيعمد الواحد منهم إلى القراءات القرءانية الثابتة فيختار منها أوجهاً لاعتبارات معينة» ككونها راجحة عنده» أو نحو ذلك!5.

ويرى الباحث أن هناك فرق بين الاختيار» والترجيح؛ فقد يختار القارئ قراءة متواترة بدون ترجيحها على أخرى مثلها مع اعتقاده أن القراءتين متساويتين وهما قرءان» ولا يفاضل بينهماء ومثل ذلك: اختيار ابن مجاهد للقراءات السبع» وأما التترجيح ففيه تفضيل قراءة متواترة على أخرى مثلها حتى وصل الأمر ببعض العلماء إلى رد بعض القراءات» أو الطعن فيها.

(1) تفسير فتح القدير 155/3.

(2) انظر: ( الاختيار 445/2»: الكنز ص171» النشر 214/2» تحبير التيسير ص123» البدور الزاهمرة ص183 ).

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص670» التيسير ص178» الإقناعء ص481» غيث النفع ص300 ).

(4) تفسير فتح القدير 575/2.

(5) انظر: ( القراءات القرءانية ص262 ).

169

المبحث الرابع

منهج الشوكاني في ترجيح القراءات. والحكم عليها

المطلب الأول: منهج الشوكاني في ترجيح القراءات. ويشتمل على مسألتين: المسألة الأولى: ترجيحه للقراءات:

إن المتتبع للقراءات التي عرضها الشوكاني رحمه الله يجد ترجيحه للقراءات» فيرجح بين القراءات المتواترة أحياناً بقوله: هي أرجحء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... فَاضَرب لَهُمْ طريقاً في البَخر يبس لا تقاف دركاً ولا تخشى »4 العورة اط ين اليه 1779 قال رحمة القن" قز حدر 1لا تق 4 عن انه يكوا الأمرء والتقدير: إن تضرب لا تخفء و[ لا تخشى4 على هذه القراءة مستأًنف. أي: ول انيت تحنقى بسن مرعتصون 'أومن :التعدار» رقتو ] السنحيور: [الاتخت )ته وهي أرجح لعدم الج زم في: [ تخشى ]»: ويجوز أن تكون هذه الجملة على قراءة الجمهور صفة أخرى لطريقء أي: لا تخاف منهه؛ ولا تخشى منه "21.

ويتبين من المثال السابق أنه رجّح قراءة متواترة على مثلهاء وقال: إن قراءة: ( لا تخاف 1 بالرفع أرجح من قراءة: ( لا تخف 4 بالجزم؛ لعدم الجزم في: ( تخشى ): والصحيح أن القراءتين متواترتان» ولا يجوز تفضيل إحداهما على الأخرى .

وتوحيه قراءة الجزم لماحل اتير المرنى اسل اام بن" اكور ااه لفحت ان يدركك فرعون» وجملة: ( ولا تخشى 4 مستأنفة» على معنى: وأنت لا تخشىء كقوله تعالى: ءءء يُوَلوكم الأَدْبَارَ كُمّ لا يُنَصَرُون 4 ( سورة آل عمرانء من الآية 111 ) ا3ا.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... ولَيْبَدلنَهُمْ من بَعْد خوافهم أَمْنَا ...4 (سورة النورء من الآية55 قال رحمه الله: " قرأ ابن كثيرء وابن محيصنء ويعقوبء وأبو بكر: ( ولَيُبْدلنهم ) بالتخفيف من أبدل».وهي قزاءة الحين»:واختازها أبو حاتم» وقرأ. الباقوق بالتشذيد من :مت واختارها أبو عبيد» وهما لغتان» وزيادة البناء تدل على زيادة المعنى» فقراءة التشديد أرجح من قراءة التخفيف "/5,

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص421». التيسير ص124.» الإقناع ص 428» غيث النفع ص185 ). (2) تفسير فتح القدير 474/3.

(3) انظر: ( مفاتيح الأغاني ص275 - 276 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص340» النشر 249/2» البدور الزاهرة ص 279 ).

(5) تفسير فتح القدير 59/4.

10

ويلاحظ أن الشوكاني رجح قراءة التشديد على قراءة التخفيف مع أنهما متواترتان» وكان من الواجب عليه أن يساوي بينهماء ولعله فعل ذلك حتى توافق القراءة التفسير؛ لأنه قال: وهب لكان وؤيادة البقاء كل علن' زبياة» المعت ودوسة 1 لبد غذو 4 لأ الفتصر اعفيق قطرد ات ولا تجوز المفاضلة بينهما.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ وَمَآ أوتين من شّيء فَمَنَاغْ الحيَاة الذنيَا وزيتثها وما عند اللّه حَيْرٌ وأَبْقَى أفلا تَعقلون 5 ( سورة القصصء الآبة60 قال رحمه الله: " قرأ أبو عمرو: [ يعقلون 4 بالتحتية» وقرأ الباقحنون: ( تعقلون) بالفوقية على الخطاب!", وقراءتهم أرجح لقوله: ( ومآ أود نيتم )"1

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله رجح قراءة: ( تعقلون 1 بالفوقية على قراءة: ( يعقلون 4 بالتحتية بقوله: وقراءتهم أرجح لقوله: ( وما أوتيتم 4, وفي ذلك مفاضلة بين قراءتين متواترتين؛ لأن قوله: أرجح على وزن افعل تفضيل؛ وهذا واضح؛ وكان من الواجب عليه المساواة بين القراءتين؛ لأنهما قرءان» ولا تجوز المفاضلة بين كلام الله تبارك وتعالى.

ويرجّح الشوكاني القراءات المتواترة على الشاذة قي بعض الأحيان » ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ... ولؤلا فضل الله عَلَيكُم وَرَحمَنَهُ مَا زتكى منكمْ من أحَد أَبَذَا ولكن الله يُرَكي مَنْ يَشَاءْ وَاللّهُ سميعٌ عَليمُ # (سورة النورء من الآبة 21 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( زكى ) بالتخفيف, وقرأ الأعمشء وابن محيصنء وأبو جعفر بالتشديدا؛ أي: ما طهره اللهء وقراءة التخفيف أرجح لقوله: ( ولكن الله يْركي من قشاء) أي: من عباده بالتتفضل عليهم, والرحمة لهم ".

الملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يعزو قراءة: ( زكى ) بالتشديد لأبي جعفرء والصحيح أن أبا جعفر قرأ بالتخفيفء, وقراءة التشديد انفرد بها ابن مهران!/عن هبة الله عن أصحابه عن روحء؛ وقال في النشر: لا يقرأ بهاء ولذا تركها

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص495. التيسير ص139.» الإقناع ص 440 ). (2) تفسير فتح القدير 218/4. (3) انظر : (النشر 248/2 ). (4) تفسير فتح القدير19/4.

(5) ابن مهران: أبو بكرء أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني الأصلء النيسابوريء الإمام» القدوة» المقرئ» شيخ الإسلام» مصنف كتاب الغاية في القراءات» توفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة»انظر: ( سير أعلام النبلاء 406/16 ).

1/1

في الطيبة!» وذكرها ابن خالويه في الشواذ©.

ويتضح من المثال السابق أيضاً أنه رجّح القراءة المتواترة على الشاذة بسياق الآية» حيث إن الله تعالى قال في آخر الآية: ( ولكن الله يُزكي من يشاء ).

والمثال التالي أيضاً يوضح ترجيح الشوكاني رحمه الله للقراءات بالسياق» فعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ ... ونْرِي فرْعون وَهَامَانَ وَجنودَهُمَا منْهُمْ ما كانوا يَحذّرُونَ © (سورة القتصصء من الآية 6 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( نْرى ) بنون مضمومة؛» وكسر الراء على أن الفاعل هو الله سبحانه» وقرأ الأعمشء» ويحيى بن وثاب» وحمزة؛ والكقسائيء وخلف: [ ويَرَى 1 بفتح الياء التحتية والراء/» والفاعل فرعونء والقراءة الأولى ألأصق بالسياق؛ لأن قبلها ( نريد؛ ونجعل» ونمكن 4 بالنون» وأجاز الفراء: ( ويُرِي فرعون ) بضم الياء التحتية» وكسر الراءء أي: ويرى الله فرعون "!.

وأكينا يرجح القراءات المتواترة على مثلها باعتبار العربية» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: 8 . تظنوين باللّه الظنُونا © ( سورة الأحزابء من الآية 10 قال رحمه الله: واختلدف القراء في هذه الألف في: ( الظنونا 4 فأثبتها وصلاً ووقفا نافع؛ وابن عامرء وأبو بكرء ورويت هذه القراءة عن أبي عمروء والكسائي» وتمسكوا بخط المصحف العثماني» وجميع المصاحف في جميع البلدان فإن الألف فيها كلها ثابتة» واختار هذه القراءة أبو عبيد إلا أنه قال: لا ينبغي للقارىء أن يدرج القراءة بعدهن بل يقف عليهنٌ » وتمسكوا أيضاً بمافي أشعار العرب من مثل هذاء وقرأ أبو عمروء وحمزة» والجحدري» ويعقوب: بحذفها في الوأصل والوقف معاء وقالوا: هي من زيادات الخط؛ فكتبت كذلكء ولا ينبغي التتطلخق :سيا مان اق اعمس :فيدو ووجور هيه التعدطور يا لاخر في غيرهء وقرأابن كثير»ء والكسائي» وابن محيصن بإثباتها وقفأء وحذفها وصلاات, وهذه القراءة راجحة باعتبار اللغة العربية!©.

ويلاحظ في المثال السابق أن الشوكاني يعزو قراءة: ( الظنونا4 بإثبات الأنف وصلاً

ووقفا إلى نافع» وابن عامرء وأبي بكرء ولم يذكر أبا جعفر الذي وافقهم على هذه

(1) انظر: ( الغاية ص338» النشر 248/2» إتحاف فضلاء البشر ص410 ).

(2) انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص101 ).

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص352», الكنز ص213» النشر 255/2» البدور الزاهرة ص297 ). (4) تفسير فتح القدير 192/4.

(5) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( الغاية ص362» الكنز ص4219؛ إتحاف فضلاء البشر ص452 ).

(6) تفسير فتح القدير 318/4.

1/2

القن ؤودة وك اءة: 1 الكلتوكا ##بإننات“ الألك قفا + وتخت فيا هيندلا التجى الجن 6 والكسائي, وابن محيصنء ووافقهم حفصء وخلف في اختياره؛ ولكنه لم يذكرهما!".

ويرجح أيضاً بعض القراءات أحياناً بقوله: أجود» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ولو أنَا كتبَْا عَلَيْهِمْ أن اقَتلُوا أَنفْسَكُمْ أو اخْرّجوا من دياركم ما فَعَلُوهُ إلا قليل منْهُمْ ... 4 ( سورة النساء؛ من الآية 66 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( لا قليل 4 بالرفع على البدل» وقرأ عبد الله بن عامرء وعيسى بن عمر: ( إلا قليلاً4 بالنصب2 على الاستثناء» وكذا هو في مصاحف أهل الشام» والرفع أجود عند النحاة "!2,

ويلاحظ في المثال السابق أنه يجود قراءة الرفع؛ لأنها أجود عند النحاة» ولا شك أن في ذلك مقاضيلة يوخ قر اعتين سقو انو نيرن .يقول النكن 8 ووهة] تسا كد زوك اليا 4 الو ارقم قرءان» وكلام الله عز وجل مقدم على قول البشر.

ولكيانا يرجح بعضٍ الفؤلةاك يقولةة ولك وبيتان 15نك؛«عفته تبون فوله تال : ظ. .. لنحرقنه ثُمّ لتنسقتة في اليم تسقا 4 (سورة طهء من الآبة 97 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( لَنحَرَقَنّهُ 4 بضم النون» وتشديد الراء من حرقه يحرقه؛ وقرأ الحسن يضم النون: وسكون الحاء» وتخفيف الراء من أحرقه يحرقه» وقرأ عليَ؛ وابن عباس» وأبو جعفرء وابن محيصنء وأثشنه ب والعقيلي: ( لنخرقنه ) بفتح النون» وضم الراء مخففة!”. والقراءة الأولص أزلئ "كا

داكا أخرى يرجح بين القراءات المتواترة بقوله : أفصحء ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ولا يَحْرْنْكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ في الكفر إِنَّهُمْ ل يَضرُوا اله شَيْنَا ... 4 (سورة آل عمران» من الآية 176 قال رحمه الله: " قوله: قرأ نافع:( ولا يُحْزِنكَ 1 بضم الياء» وكسر الزاي؛ وقرأ ابن محيصن بضم الياءء والزايء وقرأ الباقون: ( ولا يَحْرّْنك 4 بفتح الياءء وضم الزاي'7» وهما لغتان» يقال: حزنني الأمرء وأحزننيء والأولى أفصح "8.

ويلاحظ من المثال السابق أيضاً أن الشوكاني يرجّح قراءة نافع على قراءة الباقين بقوله: والأولى أفصحء والصحيح أن القراءتين فصيحتان» ومتواترتان» ولا تجوز المفاضلة بينهما.

(1) القراءات الثلاث متواترة» انظر: ( النشر 260/2» البدور الزاهرة ص315 - 316 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص235», التيسير ص80. الإقناع ص392 ).

(3) تفسير فتح القدير 647/1 - 648.

(4) علي: هو الكسائيء انظر: ( البدور الزاهرة ص256 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص324» الكنزن ص197 النشر 241/2» البدور الزاهرة ص256 ).

(6) تفسير فتح القدير 481/3.

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص219» التيسير ص76» الإقناعء ص389, إتحاف فضلاء البشر ص232 ). (8) تفسير فتح القدير 541/1.

6

وعند تفسير قوله تعالى: ٠‏ وقال مُوسى ربّي أَعَلَمُ بمَنْ جاء بِالْهْدى من عنده وَمَنْ تكون لَهُ عَاقبَةٌ الدّار ... 4 (سورة القصصء من الآية 37 قال رحمه الله: " قرأ الكوفيون إلا عاصماً: ( ومن يكون له عاقبة الدار) بالتحتية على أن اسم يكون عاقبة الدار» والتذكير لو قوع الفصل؛ ولأنه تأنيث مجازيء وقرأ الباقون: 1 تكون ‏ بالفوقية!!؛ وههي أوضح من القراءة الأولى "21.

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رجّح قراءة: [ تكون 4 بالفوقية على قراءة: ( يكون ) بالتحتية بقوله: إنها أوضح.

وفي بعض الأحيان يرجح قراءة متواترة على أخرى شاذة بقوله: أفصح., ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: 8 يكاذ البق يَخطف أَبْصارَهُمْ 42 مود الإقتوة ين الآين 30 )قال رحمه الله: " قرأ مجاهد: ( يَخطفف بكسر الطاءا"» والفتح أفصح "4.

في المثال السابق الشوكاني رحمه الله يرجّح القراءة المتواترة على القراءة الشاذة بقوله: إن قراءة: ( يَخطف ) بالفتح أفصح.

وأحياناً يرجّح القراءة المتواترة على الشاذة بقوله أبلغ» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: 1١‏ وَيْشَهِد اللَّهَ عَلَى ما في قَلْبهِ وَهْوَ أَلَدُ الخصام 4 (سورة البقرةء من الآية 4). قال وهاه ا "وق | ابن هيصن[ ونشهة آلا )كدح خترى السضارعة ووقه البنت الشريف" على أنه فاعل؛ والمعنى: ويعلم الله منه خلاف ما قال» ... وقراءة الجماعة أبلغ في الذد "1,

وأحياناً أخرى يرجح القراءة المتواترة على الشاذة بقوله: هي الصوابء ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « كلا سيكفرون بعبَادتهم ويكونون عَلَيْهِمْ ضدًا 4 (سورة مريمء الآية 82 قال رحمه الله: " وقرأ ابن أبي نهيك: ( كلا 4 بالتنوين!7» وروي عنه مع ذلك ضضم الكقاف وفتحهاء ... وقراءة الجمهور هي الصواب "!,

وخلاصة القول: إن الشوكاني رحمه الله يرجح بين القراءات في تفسيره» وتبين من كل ما سبق استخدامه لعدة ألفاظ في الترجيح» وهي: ( أرجح - أبلغ - أفصح ‏ أولى - أجود ‏

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص494» غيث النفع ص216» الحجة في القراءات السبع ص278 ). (2) تفسير فتح القدير 209/4 .

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص3 ) .

(4) تفسير فتح القدير 82/1 .

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص12» إتحاف فضلاء البشر ص201 ) .

(6) تفسير فتح القدير 288/1 .

(7) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص86 ) .

(8) تفسير فتح القدير 440/3 .

1/4

أوضح ‏ راجحة باعتبار العربية ‏ ألصق بالسياق ‏ هي الصواب وأحياناً يرجح بين القراءات المتواترة التي لا تجوز المفاضلة بينها؛ لأنها قرءان» وكلها من عند الله تعالى»ء وأما ترجيحه للقراءات المتواترة على الشاذة فهذا جائز» ويحمد عليه. المسألة الثانية: ذكره ترجيح العلماء للقراءات

لم يقتصر الشوكاني رحمه الله على ترجيحه للقراءات» بل ذكر ترجيح العلماء لهاء ومن أمثلة ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ فَأَرَلّهُمَا الشيْطان عَنْها فأَخْرَجَهُمَا مما كاتا فيه ... 4 (سورة البقرة» من الآية36 قال رحمه الله: " قرأ حمزة: ( فأزالهما 4 بإثبات الألف من الإزالة» وههي التنحية» أي: نحاهماء وقرأ الباقون: بحذف الألف*, قال ابن كيسسان: هو من الزوال» أي: صرفهما عما كانا عليه من الطاعة إلى المعصية» قال القرطبي: وعلى هذا كصسون الأو كان ينعن إلا أن قراءة الجماعة أمكن في المعنى؛ يقال منه: أزللته فزّل "21,

يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يذكر ترجيح القرطبي رحمه الله لقراءة: ( فأزلّهما4 بدون ألف على قراءة: ( فأزالهما4 بالألف بقوله: إن قراءة الجماعة أمكن في المعنى!2. ْ

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وإن لَمْ تفعل فَمَا بَلَغْتَ رسَالَتَهُ 4 [سفووة لدتو مصة الآية 67 قال رحمه الله: " قرأ أبو عمروء وأهل الكوفة إلا شعبة: [ رسالته 4 على التوحيدء وقرأ أهل المدينة» وأهل الشام [ رسالاته 1 على الجمع*» قال النحاس: والجمع أبين؛ لأن رسول الله ك4 كان ينزل عليه الوحي شيئاً فشيئاً » ثم يبينه "1.

عزا الشوكاني رحمه الله في المثال السابق قراءة: [ رسالاته 4 على الجمع لأهل المدينة» وأهل الشام» وشعبة؛ ولم يذكر يعقوب البصري مع أنه وافقهم على قراءة الجمع» والقراءتان متواترتان» وعلى الرغم من ذلك فقد ذكر الشوكاني ترجيح النحاس لقراءة: ( رسالاته ) بقوله: والقراءتان حسنتان إلا أن الجمع أبين6)

وعند تفسير قوله تعالى: ٠١‏ لا فيهًا وَل ولا هُمْ عَنْهَا يُتَرَقُونَ 4 (سورة الصافات:

الآية 47 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: [ يُنزّفون 4 بضم الياءء وفتح الزاي مبنياً للمفعول؛

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص154» التيسير ص653. الإقناع ص372 ).

(2) تفسير فتح القدير 107/1.

(3) انظر: ( الجامع لأحكام القرءان 323/1 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص235 - 236» الكنزن ص150» النشر 240/2» البدور الزاهرة ص117 ). (5) تفسير فتح القدير 79/2.

(6) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 31/2 ).

1/15

وقرأ حمزة؛ والكسائي: ( يُنزفون ) بضم الياءء وكسر الزاي'" من أنزف الرجل: إذا ذهب عقله من السكر فهو: تزيف» ومنزُوف» ومُنزّف» قال النحاس: " والقراءة الأولى أبيين وأصحّ في المعنى؛ لأن معنى [ لا يُنزّفون 1 عند جمه ور المفسرين: لا تذههب عقولهم» فنفى الله عزّ وجل عن خمر الجنة الآفات التي تلحق في الدنيا من خمرها من الصداع. والسكر"2» وقال الزجاج» وأبو علي الفارسي: معنى ( لا يُنزفون 4 بككسر الزاي: لا يسكرون "/3.

ذكر الشوكاني في المثال السابق أيضاً ترجيح النحاس لقراءة متواترة على أخرى مثلها بقوله: أبين» ومراده بذلك أنها أبين من جهة المعنى» والذي يدل على ذلك قوله في المثال السابق: والقراءة الأولى أبين» وأصح في المعنى؛ ثم ذكر السبب.

وعند تفسير قوله تعالى: « وأنا إاكتزنك قال نذا رخن 4 مرر دن الآية 13 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وأهل مكة» وأبو عمروء وابن عامرء وعاصم. والكسائي: ( وأنا اخترتك 4 بالإفراد» وقرأ حمزة: ( وأنا اخترناك 4 بالجمع”» قال النحاس: والقراءة الأولى أولى من جهتين: إحداهما أنها أشبه بالخطء والثانية أنها أولى بنسق الكلام لقوله: ( يا موسى إنى أنا رَبّك ومعنى ( اخترتك 4: اصطفيتك للنبوّة والرسالة "!5. والملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءتين متواترتين»ء ونقل

ترجيح النحاس لقراءة: ( وأنا اخترتك 4 بالإفراد حيث إنه قال عنها: إنها أولى؛ لأنها أشبه بالخط» وأولى بنسق الكلاما؟ا.

وأحيانا شكق ترجيح العلماء للقر لغ لض يدولهم : أفصحء ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: 1 إن المُتافقينَ في الدّرك الأمنقل من الثّار . ٠٠‏ # ( سورة النساءء من الآية 145 قال رحمه الله: " قرأ الكوفيون: ( الدّرك 4 بسكون الراءء وقرأ غيرهم: ( الدَّرَّك 4 بتحريكها”؛ قال أبو علي: هما لغتان» والجمع أذراك؛ وقيل: جمع المحرك أذراك مثل جَمَل وأَجْمَال» وجمع الساكن أذركء مثل: فلس وأفلس: قال النحاس: والتحريك أفصح "3).

(1) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص547» التيسير ص151.» الإقناع ص450 ).

(2) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 419/3 - 420 ).

(3) تفسير فتح القدير 442/5 - 443.,

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( الغاية ص320», الكنزن ص 195» النشر 192/2» البدور الزاهرة ص250 ). شه القدير 450/3.

(6) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 34/3 ).

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص239» التيسير ص81. الإقناع ص393 ).

(8) تفسير فتح القدير 705/1.

106

ويتبين أيضاً أن الشوكاني رحمه الله يرجّح قراءة: ( الدّرك 4 بتحريك الراء على قراءة: ( الدّرك 4 بالسكون بقول النحاس: إن قراءة التحريك أفصح!".

وعند تفسير قوله تعالى: « والسّارق وَالسَارقَةٌ فَاقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ..٠‏ # (سورة المائدة.ء من الآية 38 قال رحمه الله: " وقرىء: [ والسارق والسارقة 4 بالنصب على تقدير اقطعواء ورجح هذه القراءة سيبويه» قال: الوجه في كلام العرب النصبء كما تقول زيداً اضربه؛ ولكن العامة أبت إلا الرفع» يعنى عامة القراء» والسرقة بكسر الراء اسم الشيء المسروق» والمصدر من سرق يسرق سرقاً قاله الجوهري وهو أخذ الشيء في خفية من الأعين» ومنه استرق السمعء وسارقه النظر "2).

الملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءة: 1[ والسارق والسارقة )4 بالنصبء ثم قال: ورجّح هذه القراءة سيبويه بقوله: الوجه في كلام العرب النصبء ولكن أبت عامة القراء إلا الرفعاة)

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ يَرِثْنِي وَيَرِث من آل يَعْقَوب ... © (سورة مريم» من الآية6 قال رحمه الله: " قرأ أهل الحرمين» والحسن» وعاصمء وحمزة:؛ وابن محيصنء واليزيديء ويحيى بن المبارك: ( يرثّني ويرث ] بالرفع في الفعلين جميعاًء على أنهمما صفقتان للوليَّ وليسا بجواب للدعاءء وقرأ يحيى بن يعمرء وأبو عمروء ويحيى بن وثابء والأعمشء والكسائي: ( يرثني ويرث 4 بالجزم فيهما”» على أنهما جواب للدعاء؛ ورجح القراءة الأولى أبو عبيد» وقال: هي أصوب في المعنى؛ لأنه طلب ولياً هذه صفته: فقال: هب لي الذي يكون وارثي: ورجح ذلك النحاس» وقال: لأن جواب الأمر عند النحويين فيه معنى الشرط والمجازاة»؛ تقول: أطع الله يدخلك الجنة. أي: إن تضعه يدخلك الجنة:» وكيف يخبر الله سبحانه بهذا ؟ أعني كونه أن يهب له ولياً يرثه» وهو أعلم بذلك: والوراثة هنا هي وراثة العلم والنبوة على ما هو الراجح كما سلف "5.

لقد رجح الشوكاني رحمه الله قراءة: ( يرثني ويرث ) بالرفع في الفعطين جميعاً على قراءة: ( يرثني ويرث 4 بالجزم فيهما بقول أبي عبيد: إنها أصوب في المعنىء وبقول النحاس: القراءة الأولى بالرفع أولى في العربية وأحسن52.

(1) انظر : ( إعراب القرءان للنحاس 498/1 ).

(2) تفسير فتح القدير 54/2.

(3) انظر: ( كتاب سيبويه144/1»: إعراب القرءان للنحاس 19/2 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص407» التيسير ص120.» الإقناع ص 425 ). (5) تفسير فتح القدير 406/3.

(6) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 6/3 ).

177

وذكر في المثال السابق اليزيديء ويحيى بن المبارك؛» والصحيح أن اليزيدي هو يحيى بن المبارك!2.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وقَالّت هيت لَك ... » ( سورة يوسفء من الآية 32 قال رحمه الله: " قرأ أبو جعفر ونافع: [هيْت 4 بكسر الهاءء وسكون الياءء وفقكح التاءء وقرأعلي» وابن عباس في رواية عنه» وهشام: ( هنت ) بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة» وضم التاءء وقرأ ابن عامر وأهل الشام: 1[ هنت) بكسر الهاء» وبالهمزة: وفتح التاءا©؛ ومعنى [ هيت على جميع القراءات: هلم وتعال؛ لألنها من أسماء الأفعال إل شمر امسن عر كر ارا كد ة فاع مخموية انها شعت تهيأت لك؛. وأنكر أبو عمرو هده القراءة. وقال أبو عبيدة: سثل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء» والهمزة» وضم التاءء فققال: بطل جَغلها بمعنى: تهيأت» اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهي إلى اليمن» هفل تعرف أحداً يقول هكذا ؟ وأنكرها أيضاً الكسائي» وقال النحاس: هي جيدة عند البصريين؛ لأنه يقال: هاء الرجل يَهَاءْ ويَهيء 27 ورجّح الزجاج القراءة الأولى "3,

يتبين من المثال السابق أن الشوكاني رحمه السابق ذكر ترجيح الزجاج لقراءة: ([هيْت) بكسر الهاء» وسكون الياءء وفتح التاء على قراءة: ([ هت بكسر الهاء وبعدها همزة ساكنة وضم التاء» وقراءة:[ هئت 4 بكسر الهاء» وبالهمزة» وفتح التاءء ولم يكن له رأي أو تعليق» وكان من الواجب الرد عليه؛ لأن القراءات الثلاث متواترة» وتجب المساواة بينها؛ لأنها قرءان» ولا تجوز المفاضلة بين آيات القرءان .

وفي بعض الأحيان يذكر ترجيح العلماء للقراءات بقولهم: أبلغ» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ... ولكن كونوا ربَّائيّينَ بمَا كنتم تَعلّمُون الكتاب وما كنتم تْرْسُونَ 4 ( سورة آل عنمن الآية397 )+ قال: رحمة الله" وقرأ اين عياسن» و أهل' الكوفة: [ يما كنتم تعلمون > بالتشديد» وقرأ أبو عمروء وأهل المدينة: ( تعلمون ) بالتخفيف*“. واختار القراءة الأول الو هبيه فال : لأنها لجمع المعنيين» » قال مكي: التشديد أبلغ؛ لأن العالم قديكون اننا لكين تا فالتثنديد يدل على العلم. والتعليم.ء والتخفيف إنما يدل على العلم فقطء واختار القراءة الشانية أبو حاتم.ء

1) انظر: ( ص33 من البحث ). 2) القراءات الثلاث متواترة؛ انظر: ( الغاية ص286» الكنز ص176» النشر 220/2» البدور الزاهرة ص 199 ). 3) تفسير فتح القدير 21/3.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص213» التيسير ص74». الاختيار 332/1 ).

) اذ ( ( (

1/1

قال أبو عمرو: وتصديقها ( تَدْرُسُون 4 بالتخفيف دون التشديد "/2.

ويتضج ن ‏ المنال الشايق أن الشرزكاتي :وحيةة الله ونتكن وجي فتنا 1:4 تكمحون 4 بالتشديد على قراءة: ( تغلمون ) بالتخفيف بقول مكي رحمه الله: إن قراءة التشديد أبلغ.

وأحياناً أخرى يذكر ترجيح العلماء للقراءة المتواترة على القراءة الشاذة بقولهم: هي الصواب» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « نسارغ لَهُمْ في الخَيْرَات بل لا مَسْعْرُونَ 4 ( سورة المؤمنون؛ الآية 56 قال رحمه الله: " قرأ أبو عبد الرحمن السلمي» وعبد الرحمن بن ص بكرة: زم يُسارع ) بالياء التحتية/) على أن فاظه ما يدل عليه أمددناء و هوهو الإمدادء ويجوز أن يكون المعنى: يسارع الله لهم» وقرأ الباقون: [ تُسَارع 4 بالنون» قال الثعلبي: وهذه القراءة هي الصواب لقوله: نمدّهم "!.

والمتأمل في المثال السابق يجد أن الشوكاني رحمه الله ذكر ترجيح قراءة: ( نسارع) بالنون» وهي متواترة على قراءة: ( يُسارع ) بالياء التحتية» وهي قراءة شاذة بقول الثعلبي: وهذه القراءة هي الصواب .

من خلال الأمثلة السابقة تبين ذكر الإمام الشوكاني رحمه الله ترجيح العلماء للقراءات بألفاظ مثل الألفاظ التي رجّح بها القراءات؛ ولكنه يذكر ترجيحهم فقطء وبدون إبداء الرأي أو التعليق» وكان من الواجب عليه المدافعة عن القراءات المتواترة؛ لأنه لا يجوز تفضيل قزاءة منها على أخرى مثلهاء ولكن:تجب المساواة بينها؛ لأنها كلها فنزءان»: وأا تفسضيل القكاغ اك الستر الزن على القناكة قي ساني و مطلون ا اق القوا ولق العامة رمات وتنا الشاذة فليست قرعاناً. المطلب الثاني: منهج الشوكاني في الحكم على القراءات: ويشتمل على مسألتين: المسألة الأولى: حكمه على القراءات:

الشوكاني رحمه الله يحكم على القراءات الشاذة أحياناً بأنها ضعيفة؛ فيقول: وهي قراءة ضعيفة» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ولا يَحْسَبَنَ الّذِينَ كفرُوا أَنَمَا نملي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنَفْسهِمْ ... 4 ( سورة آل عمران؛ من الآية 178 قال رحمه الله؛ " وقرأ يحيى بن وثشاب: إِنَمَا نُمَلى4 بكسر إن'". وهي قراءة ضعيفة باعتبار العربية "6.

(1) تفسير فتح القدير 479/1.

(2) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص98 ). (3) تفسير فتح القدير 605/3.

(4) انظر: ( ص174 - 175 من البحث ).

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص23 ). (6) تفسير فتح القدير 542/1.

1/9

ويتبين من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله حكم على قراءة: ( إِنَمَا نُمْلى 4 بكسر إن أنها ضعيفة باعتبار العربية.

وأحياناً يحكم على بعض القراءات بقوله: ضعيفة جدأء ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ... أن اللّه بَرِيءٌ من الْمُشركين وَرَسُولّة ... 4 ( سورة التوبة؛ من الآية 3 قال رحمه الله: " قرأ الحسن» وغيره: [ ورسوله ) بالنصب عطفاً على لفظ اسم ( أن وقرىء:[ ورسوله ) بالجر”"' على أن الواو للقسم» روى ذلك عن الحسن؛ وهي قراءة ضعيفة جداً "2.

وأحياناً يحكم على بعض القراءات بقوله: ضعيفة شاذة: ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ٠‏ ... وَجعل فيها سراجا وَقَمَرًا مُنيرًا 4 (سورة الفرقان, من الآية 61 قال رحمه الله: " قرأ الأعمش: [ قُمْراً 1 بضم القاف؛ وإسكان الميما» وهي قراءة ضعيفة شاذة "4,

وعند تفسير قوله تعالى: « ون لَكمْ في الأنعام لَعبْرَةٌ نسنقيكم مما في بُطونه من بَيْنِ قث ودم لَبَنَا خالصا سائعًا للشاربين 4 ( سورة الن؛ الآية 66 قال رحمه الله: " قرأ أهل المدينة» وابن عامرء وعاصم في رواية أبي بكر: ( نسقيكم 4 بفتح النون» من سقى يسقيء وقرأ الباقون وحفص عن عاصم: بضم النون/!. من أسقى يسقيء ... وقرىء: [ تسقيكم 4 بالتاء الفوقية» على أن الضمير راجع إلى الأنعام»؛ وقرىء؛ ( يسقيكم 4 بالتحتية على إرجاع الضمير إلى الله سبحانه» وهما ضعيفتان!. وجميع القراء على القراءتين الأوليين "77.

ويلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يحكم على قراءتين شاذتين أنهما ضعيفتان؛ ويرجّح القراءتين المتواترتين» وهذا واضح.

وعند تفسير قوله تعالى: «١‏ وَإِنَي خفت الْمَوَاليَ من وَرآئي ... 4 ( سورة مريم؛ من الآية 5 قال رحمه الله: " قرأ عثمان بن عفان» ومحمد بن علي بن الحسين» وأبوه علي» ويحيى بن يعمر: ( خفت 4 بفتح الخاءء وتشديد الفاءء وكسر التاء» وفاعله ( الموالي ): أي: قلوا وعجزوا عن القيام بأمر الدين بعديء أو انقطعوا بالموت» مأخوذاً من خفت القوم إذا ارتحلواء وهذه قراءة شاذة بعيدة عن الصوابء وقرأ الباقون: ( خفت ) بكسر

(1) القراءتان شاذتان» انظر: ( البحر المحيط 8/5 ).

(2) تفسير فتح القدير 423/2.

(3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص105 ). (4) تفسير فتح القدير 104/4.

(5) القراءتان متواترتان» وسبق تخريجهماء انظر: ( ص110 ). (6) القراءتان شاذتان» انظر: ( البحر المحيط 492/5 ).

(7) تفسير فتح القدير 219/3 - 220.

(8) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص83 ).

0ظ10

الخاء» وسكون الفاء على أن فاعله ضمير يعود إلى زكرياءء ومفعوله الموالي "01.

يتضح من المثال السابق أنه حكم على قراءة: ( خفت 4 بفتح الخاءء وتشديد الفاءء وكسر التاء أنها شاذة بعيدة عن الصواب.

ويلاحظ من الأمثلة السابقة أن كل القراءات التي حكم الشوكاني عليها باللضعف شاذةء والمتتبع للقراءات في تفسيره يجد أنه لا يحكم على أي قراءة متواترة بالضعفء أو الشذوذ.

يذكر الشوكاني في بعض الأحيان حكماً لقراءة متواترة لترجيحها على أخرى شاذة ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ا اللّهُ لا لَه إلا هو الْحَي الْقَيُومُ ... 4 ( سورة البقرة» من الآية 255 قال رحمه الله: " قرأ ابن مسعودء وعلقمة» والنخعيء والأعمش: ( الحي القيام) بالألف/2. وروي ذلك عن عمرء ولا خلاف بين أهل اللغة أن القيوم أعرف عند العربء. وأصح بناءء وأثبت علة "/2,

يلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يحكم على قراءة: ( القيوم] المتواترة أنها أعرف عند العرب» وأصح بناءء وأثبت علة» وذلك لترجيحها على قراءة: [ القيام) الشاذة» وأحياناً يحكم على قراءة متواترة لترجيحها على مثلهاء ومثال ذلك:

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... قَالَ كَمْ لبثْت قال لَبنْتَ يَوْما أو بَعْضَ يوم قَالَ بل لبت مائة عَام ..٠‏ 4 ( سورة البقرة» من الآية 259 قال رحمه الله: " قرأ ابن عامرء وأهل الكوفة إلا عاصماً: ( كم لبثت 4 بإدغام الثاء في التاء لتقاربهما في المخرج؛ وقرأ غيرهم بالإظهار“, وهو أحسن لبعد مخرج الثاء من مخرج التاء "/5,

والملاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يعزو قراءة: ( لبثت 4 بالإدغام إلى ابن عامرء وحمزة. والكسائيء ولم يذكر أبا عمرو مع أنه وافقهم على قراءة الإدغاء!.

وحكم على قراءة الإظهار أنها أحسن من قراءة الإدغام» والصحيح أنهما في الحسن سواءء ولا يجوز تفضيل إحداهما على الأخرى؛ لأنهما متواترتان . المسألة الثانية: ذكره حكم العلماء على القراءات

لم يكتف الشوكاني رحمه الله بذكر حكمه على بعض القراءات في تفسيره؛ وإنما ذكر حكم العلماء غلى كثير منهاء ومن أمثلة ذلك:

1) تفسير فتح القدير 405/3.

2) قراءة شاذة» 4 : ( البحر المحيط 287/2 ). 3 4

القراءتان متواترتان» انظر 3 الشبعة طن 188 الحعة قن القر ]ذلك اينيع 11100 5 كر 51/1

( ( ) ته ( ( 6) انظر: ( السبعة ص188 ).

! ! ) ! ) )

1651

عند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... قَالَ هل عَسَيْتَمْ إن كتب عَلَيْكُمُ القتال ألا تقاتلوا ...4 ( سورة البقرة» من الآية 246 قال رحمه الله: " وقوله: ( هَل عَسَيْتُمْ 4 بالفتح للسين» وبالكسر لغتان» وبالثانية قرأ نافع؛ وبالأولى قرأ الباقون"» قال في الكشاف: وقراءة الككسر ضعيفة:؛ وقال أبو حاتم: ليس للكسر وجه؛ وقال أبو علي: وجه الكسر قول العرب: هو عس بذلكء مثل: حر وشجء وقد جاء فعّل وفعل في نحو نقم ونقمء فك ذلك عسّيت وعسيتء وكذا قال مكي» وقد قرابالكسر أيضاً الحسن»: وطلحة فلا وجه لتضعيف ذلكء؛ وهو من أفعل المقاربة» أي: هل قاربتم أن لا تقاتتواء وإدخال حرف الاستفهام على فعل المقاربة لتقرير ما هو متوقع عنده. والإشعار بأنه كاثقنء؛ وفصل بين عسىء وخبرها بالشرط للدلالة على الاعتناء به "1.

سامح الله الزمخشري حكم على قراءة: ( هل عَسِيْتُمْ 4 بالكسر أنها ضعيفة!7» والصحيح أنها متواترة» ولكن الشوكاني رحمه الله يرد عليه بقول أبي علي» ومكيء وقال: وقد قرا بالكسر الحسن» وطلحة فلا وجه لتضعيفهاء وهذا رد منه على تضعيف الزنمخشري للقراءة المتواترة.

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... واتَقَوأ النّهَ الذي تَسَاءلُونَ به والأَرْحَام ... 4 (سورة النساءء من الآية 1 قال رحمه الله: " قرأ النخعي؛ وقتادة» والأعمش؛ وحمزة: ( والأرحام ) بالجرء وقرأ الباقون: بالنصب“» ثم قال: وقد اختلف أئمة النحو في توجيه قراءة الجرء فأما البصريونء فقالوا: هي لحن لا تجوز القراءة بهاء وأما الكوفيونء فقالوا هي قراءة قبيحة» قال سيبويه في توجيه هذا القبح: إن المضمر المجرور بمنزلة الققتنوينء والتتوين لا يعطف عليه وقال الزجاج» وجماعة: بقبح عطف الاسم الظاهر على المضمر في الخفض إلا بإعادة الخافض كقوله تعالى: « فَخَسَفنا به وبداره الأرض ... 4 ( سورة القصصء من الآية 81 وجوز سيبويه ذلك في ضرورة الشعرء وأنشد:

فاليّؤم قرت نَهْجُونا وتشتمُنا ... فَاذْهَبْ فمَا بك والأيّام من عَجَبا5.

وحكى أبو علي الفارسي أن المبرد قال: لو صليت خلف إمام يقرأ: ([ واتقوا الله الذى تسَاءلُونَ به والأرحام 4 بالجرء لأخذت نعلي» ومضيتء وقد رت الإمام أبو نصر القشيري ما قاله القادحون في قراءة الجر فقال: ومثل هذا الكلام مردود عند أئمة الدين؛ لأن

(1) القراءتان متواترتان» وسبق تخريجهماء انظر: ( ص58 من البحث ).

(2) تفسير فتح القدير 361/1.

(3) انظر : ( الكشاف 319/1 ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص226», التيسير ص78» الإقناع ص390 ). (5) البيت ذكره أبو حيان» انظر: ( البحر المحيط 166/3 ).

152

القراءات التي قرأ بها أئمة القراء ثبتت عن النبي # تواتراء ولا يخفى عليك أن دعوى التواتر باطلة» يعرف ذلك من يعرف الأسانيد التي رووها بهاء ولكن ينبغي أن يحتج للجواز بورود ذلك في أشعار العربء كما تقدم " 0.

والملاحظ أن علماء اللغة طعنوا في قراءة: ( والأرحام 4 بالجر» وحكم عليها الكوفيون أنها قبيحة» وقال البصريون: إنها لحن» ولا تجوز القراءة بهاء وكل ذلك لأنها لم توافق أقيستهم» وقواعدهمء والصحيح أنها قراءة سبعية متواترة لا يجوز ردها أو الطعن فيهاء والعجيب أنهم يحتجون للقراءة بالشعر ويتركون قول قتادة» وحمزة» وغيرهماء وقد دافع الرازي رحمه اللهء وغيره من العلماء عن هذه القراءة 2.

والغريب أن الشوكاني رحمه الله يطعن في تواتر القراءة بقوله: ولا يخفى عليك أن دعوى التواتر باطلة» ثم يجوز ذلك بالشعرء وكان من الواجب عليه الدفاع عنها؛ لأنها قرءان.

وعند تفسير قوله تعالى: ٠١‏ وأما الذينَ عدوا قفي الْجِنَّة خَالدِينَ فيها ما دَامَت المتقيوات وَالأَرْضُ ... 4 (سورة هود من الآية 108 قال رحمه الله: " قرأ الأعمش» وحفصء وحمزة» والكسائي: ( سعدوا 4 بضم السين» 7 الباقون: بفتح السين'؛ قال النحاس: ورأيت علي بن سليمان يتعجب من قراءة الكسائي بضم السين مع علمه بالعربية» وهذا لحن لا يجوز "".

يتضح من هذا المثال أن الشوكاني رحمه الله ذكر حكم النحاس على قراءة: ([ سُعدوا) بضم السين» حيث إنه قال عنها: إنها لحن لا يجوزا"» وكان من الواجب على الشوكاني أن يرد على النحاس؛ لأن القراءتين متواترتان» وهما قرءان» ولا يوجد في القرءان لحن .

وعند تفسير قوله تعالى: «( ... أ ُو لَهُ َه يعن مها ... 4 (سورة الفرقانء من الآية 8 قال رحمه الله: " قرأ ( نأكل4 بالنون حمزة» وعلي»ء وخلفء وقرأ الباقون: ( يأكل ) بالمثناة التحتية/» قال النحاس: والقراءتان حسنتان» وإن كانت القراءة بالياء أبين؛ لأنه قد تقدم ذكر النبي يله وحده » فعود الضمير إليه بين "1.

وذكر الشوكاني أيضاً حكم النحاس على القراءتين في المثال السابق»ء حيث إنه قال:

" والقراءتان حسنتان تؤديان عن معنيين» وإن كانت القراءة بالياء أبين "!*.

ميلعاي رادت

(2) انظر: ( ص153 من البحث ).

(3) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص339» التيسير ص103» الاختيار 459/2 ). (4) تفسير فتح القدير 661/2.

(5) انظر : ( إعراب القرءان للنحاس 303/2 ).

(6) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص206» النشر 250/2» البدور الزاهرة ص 281 ).

(7) تفسير فتح القدير 78/4.

(8) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 152/3 وجملة: ( تؤديان عن معنيين 4 هكذا في الأصلء؛ ولعل عن هنا زائدة.

1063

وفي هذه المرة أيضاً يذكر الشوكاني حكم النحاس على القراءة» ولم يرد عليه» وكان من واجبه الرد؛ لأن القراءتين متساويتان» ولا يجوز تفضيل إحداهما على الأخرى لأي سبب كان؛ لأنهما قرءان» والمفاضلة بين القراءات القرءانية المتواترة لا تجوز.

وعند تفسير قوله تعالى: *# . .. قَذ بلَعْتَ من لذي عَذرًا 4 ( سورة الكهفء من الآية 76 قال زحمه. الله "قرأ الجمهور: [ لذتي ‏ يضم الدال إلا أن تافعاء.وعاضما خففا التون» وقنددها الباقون» وقرأ أبو بكر عن عاصم: ( لُدني 4 بضم اللام وسكون الدال!؛ قال ابن مجاهد: " وهي غلط "2, قال أبو علي: هذا التغليط لعله من جهة الرواية» فأما على قياس العربية فصحيحة "31ا, ْ

يلاحظ في المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله لم يتحر الدقة عند عزوه للقراءات؛ لأن قراءة حفص عن عاصم موافقة لقراءة الجمهور: ( لَدتي 4 بضم الدال: وتشديد النون» وقرأ نافع: ( لَذني 4 بضم الدال مع تخفيف النون» وأما شعبة فقرأ: ( لَدذني) يُشم الدال شيئاً من الضمء وقيل: إنه قرأ: ( لَدْني 4 بفتح اللام» وسكون الدال» وقيل قرأ شعبة: ( لُدني1 بضم اللام» وتسكين الدال والقراءة الأخيرة هي التي قال عنها ابن مجاهد: إنها غلط/".

والملاحظ في المثال السابق أن الشوكاني ذكر حكم ابن مجاهد على قراءة شعبة بأنها غلطء ثم جاء بحكم أبي علي عليها بقوله: وأما على قياس العربية فصحيحة .

وعند تفسير قوله تعالى: « لا تَحْسَبَنَ الّذِينَ كقروا مُعْجِزِينَ في الْأَرْض ... 4 (سورة النور» من الآبة 57 قال رحمه الله: " قرأ ابن عامر» وحمزة: وأبو حيوة: ( لا يحسبن 4 بالتحتية بمعنى: لا تحسبن الذين كفرواء وقرأ الباقون: بالفوقية" أي: لا تحسبنَ يا محمدء والموصول المفعول الأوّل» ومعجزين الثشانيء؛ لأن الحسبان يتعدى إلى مفعولينء قاله الزجاج والفرّاء وأبو عليء وأما على القراءة الأولى» في كون المفعول الأول محذوفا آى+ لا يسيزة الليخ كنروا اتسهد»قال التحاس: وها علمت أحكذا يعصريا ولا كوه إلا وسبو كط كاده حو 0

يتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله نقل الحكم على القراءة أنها خطأ من

(1) سبق تخريج القراءات» انظر: ( ص9 من البحث ).

(2) السبعة ص396.

(3) تفسير فتح القدير 381/3.

(4) انظر: ( السبعة ص396 ).

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( التيسير ص132.» الإقناع ص435. غيث النفع ص 201 ). (6) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 60/4 ).

154

قول النحاس: إن أهل العربية واللغة البصريين؛ والكوفيين يخطئون قراءة حمزةا.

فالنحاس يخطئ القراءة بإخضاعها لأقيسة أهل اللغة» والشوكاني ينقل قوله» ويتركه بدون الرد عليه» ولا أدري ما الذي حملهما على ذلك؛ وهم يعلمون أن القراءة سنة متبعة ؟ وقراءة حمزة سبعية متواترة» ولا يجوز رذها بفشو لغة» وقياس عربية, ولا بقول بصريينء ولا كوفيين» ولا غيرهم .

وعند تفسير قوله تعالى: « ... وَلُؤلا دع اله الماس بَعْضِهُمْ ببَغض لَقسَدت الأَرْضْ ... »4 ( سورة البقرة» من الآية 251 قال رحمه الله: " ( ولولا دفع الله 4 قرأه الجماعة» وقرأ نافع: ( دفاع 14؛ وهما مصدران لدفعء كذا قال سيبويه؛ وقال أبو حاتم: دافع: ودفع واحد مثل: طرقت نعليء؛ وطارقته» واختار أبو عبيدة قراءة الجمهورء وأنكر قراءة: 1 دفاع)» قال: لأن الله عز وجل لا يغالبه أحدء قال مكي: يوهم أبو عبيدة أن هذا من باب المفاعلة» وليس به "/3,

في المثال السابق ذكر الشوكاني إنكار أبي عبيدة لقراءة: [ دفاعه المتواترة» وهذه القراءة قرءان» ولا يجوز ردهاء أو انتقاصهاء أو التقليل من شأنها؛ لأنها مساوية للقراءة التي اختارها .

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... وكلمّةٌ اللّه هي الْعْلَيَا ... 4 ( سورة التوبة: من الآية 40 قال رحمه الله: " قرأ الأعمشء» ويعقوب: بنصب [ كلمة1 حملاً على جعل» وقرأ الباقون: برفعها») على الاستئناف» وقد ضعف قراءة النصب الفراءء وأبو حاتم "/5.

وتضعيف قراءة: ( كلمة 4 بالنصب غير جائز؛ لأن يعقوب أحد القراء العشرة المشهورينء وقراءته متواترة تلقتها الأمة بالقبول .

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ يَسَأَلُونَكَ عن الشهر الْحَرَام قتّال فيه ... 4 ( سورة البقرةء من الآية 217 قال رحمه الله: " وقرأ ابن مسعودء وعكرمة: ( يسألونك عن الشهر الحرام » وعن قتال فيه وقرأ الأعرج: ( قتال فيه 4 بالرفع» قال النحاس: وهو غامض في العربية "7.

(1) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 146/3 ).

(2) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص187 - 384» التيسير ص69 ).

(3) تفسير فتح القدير 363/1.

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنزن ص168» النشر 210/2» البدور الزاهرة ص167 ). (5) تفسير فتح القدير 459/2.

(6) القراءتان شاذتان» انظر: ( البحر المحيط 154/2 ).

(7 ) تفسير فتح القدير 300/1.

1053

في المثال السابق الشوكاني رحمه الله ذكر قراءتين شاذتين» وحُكم النحاس على قراءة: ( قتال فيه 4 بالرفع» حيث إنه قال: وهو غامض في العربية!"» وحكم النحاس السابق على قراءة الرفع الشاذة هو المطلوب إذ من نكيم القراغة المتؤائرة عليها .

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ زيّن للّذينَ كَقَرُوا الْحيّاة الذنيَا وَيَسْخْرُونَ من الذين آمَنوا وَالَدِينَ اتقؤا فَوْقَهُمْ يَْمْ القيامَة ... 4 ( سورة البقرة: من الآية 212 قال رحمه اللله: " قرأ مجاهدء وحميد بن قيس: ( زين 4 على البناء للمعلوم!)» قال النحاس: وهي قراءة شاذة؛ لأنه لم يتقدم للفاعل ذكر "!3,

ويلاحظ من المثال السابق أيضاً أن الشوكاني رحمه الله أورد حكم النحاس على قراءة ( زين 4 على البناء للمعلوم بالشذوذ. وأراد بذلك ترجيح القراءة المشهورة؛ لأن القراءة المتواترة قرءان» وأما الشاذة فليست كذلك.

وعند تفسير قوله تعالى: « ... ولا تَذَرْنَ وَدًا ولا سُوَاعًا ولا يَغوث ويَعغوق وتمئرًا 4 (سورة نوح, من الآية 23 قال رحمه الله: " وقرأ الأعمش: [ ولا يغوثاً ويعوقاً 4 باالصرفا5, قال ابن عطية: وذلك وهم ".

والملاحظ أن الشوكاني رحمه الله ذكر حكم ابن عطية على قراءة: ( ولا يغوثاً ويعوقاً) بالصرف أنها وهم؛ لأنها شاذة.

وتبين من خلال ما سبق بجلاء ووضوح ترجيح الشوكاني رحمه الله للقراءات» وذكره ترجيح العلماء لهاء وظهر حكمه؛ وحكم العلماء على بعض القراءات» ولكن بنسبة قليلة جداً بالنسبة للقراءات التي عرضها في تفسيره؛ وبعض العلماء عند حكمه على القراءات وصل به الحد إلى الطعن في بعض القراءات؛ وقلما يدافع الشوكاني عن القراءات المتواترة عند الطعن فيهاء أو تضعيفهاء واتضح أيضاً أنه نقل كثيراً عن النحاس رحمه الله.

ا »ا »اا »ا »ا كا »ا كا ا »ا كلا »اا لا

(1) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 308/1 ).

(2) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص13 ).

(3) تفسير فتح القدير 294/1.

(4) انظر: ( إعراب القرءان للنحاس 303/1 ).

(5) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص162» إتحاف فضلاء البشر ص558 ). (6) تفسير فتح القدير 358/5.

1566

الفصل الخامس القراءات في الميزان عند الإمام الشوكاني وفيه مبحثان: المبحث الأول ماله من مميزات المبحث الثاني ما عليه من مأآخذ

الفصل الخامس القراءات في الميزان عند الإمام الشوكاني المبحث الأول

ماله من مميزات

من خلال تتبع القراءات التي عَرَّضها الشوكاني رحمه الله في تفسيره تبين أنه عالم متبحر في القراءات» حيث إنه اعتنى بهاء وكان له أسلوب متميز في عَرّضها وتوجيهها وتفسيرهاء وظهر منهجه في الترجيح والاختيار» وكل ذلك يدل على كثرة اطلاعه؛» وسعة علمه» وتبحره ورسوخ قدمه في علم القراءات» ومن المميزات التي تميز بها الشوكاني عند عرضه للقراءات مايلي: 1 - يعتبر الشوكاني موسوعة في علم القراءات» واتضح ذلك من خلال عرضه للقراءات في تفسيره» حيث إنه يذكر القراءات منسوبة إلى قرائها غالبآء وقد ينسبها إلى بلدانها. 2 - لقد أكثر من ذكر القراءات في تفسيره؛ ولم يترك إلا اليسير منهاء ولم يقتتصر على القراءات المتواترة فحسب, بل ذكر القراءات الشاذة» وكان لذلك الأثر في بيان المعاني وخدمة التفسير. 5 عند كوم الفواءلك بهذا غانا بذكن القز داك المكرائن #دوكضيها على غيوهاه فتك ارا قراءة الجمهورء والجماعة» والعامة» والقراء السبعة» والعشرة» وبعد ذلك يذكر باقي القراءات» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: 7 وفي السّمّاء رزفكم وما تَوعَدُونَ * (سورة الذاريات؛ الآية 22 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( رزقكم 4 بالإفراد» وقرأ يعقوب» وابن محيصنء ومجاهد: ( أرزاقكم ]1 “بالجمع "2.

ويتبين من المثال السابق أن الشوكاني ذكر قراءة الجمهور المتواترة» ثم بعد ذلك ذكر القزاءة الشلذة. وهدا مضسبي نلك أنه ونه بعلن اقتسدؤة القسو زوانك أجسهانا توسقان انعد عله تفسون قله تعالى: ١‏ وإني خفت الْمَوَاليَ من ورائي ... © (سورة مريمء من الآية 5)» قال رحمه الله:" قرأ عثمان بن عفان» ومحمد بن علي بن الحسينء وأبوه علي ويحيى بن يعمر: [ خفت 4 بفتح الخاءء. وتشديد الفاءء وكسر التاء؛ وفاعله ( الموالي ): أي: فوا وغكسز وعدن

(1) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص145 ). (2) تفسير فتح القدير 103/5. (3) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص83 ).

165

القيام بأمر الدين بعدي» أي التعتفو اليكو ماكو مدن خفت القوم إذا ارتحلواء وهذه قراءة شاذة بعيدة عن الصوابء وقرأ الباقون: ( خفت 4 بكسر الخاء وسكون الفاء على أن فاعله ضمير يعود إلى زكرياء » ومفعوله الموالي "!".

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله بيّن القراءة الشاذة بقوله: وهذه قراءة شاذة بعيدة عن الصواب. 5 - يعتمد على اللزواية والسماع في تيون القراءة» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ض انيه إن كانَ هَذا هو الحق من عندك ... 4 ( سورة الأنفل من الآية 32 قال الشوكاني رحمه الله: " قرئ: بنصب( الحق 21 على أنه خبر كان» والضمير للفصلء ويجوز الرفع/ة, قال الزجاج: ولا أظن أن أحداً قرأ بهاء ولا اختلاف بين النحويين في إجازتهاء ولكن القراءة سنة "(4. ويتضح من المثال السابق أن قراءة الرفع جائزة في العربية» ويجيزها النحويون» ولكنهم لا يعدونها قراءة؛ لأن القراءة تحتاج إلى الرواية» والسماع: والمشافهة» والشوكاني يقول: ولكن القراءة سنة. 6 - استخدامه القراءات لبيان مسائل العقيدة» والتزامه بمنهج السلف الصالح في ذلك. ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « بل عَجِبْت ويَسْخْرُون # (سورة الصافات, الآية 12). ذكر الشوكاني قراءة الجمهور: ( بل عجبت 4 بالنصب على الخطاب للنبي 4 : وذكر قراءة حمزة والكسائي بضمها'"»وقال: " والعجب إن أسند إلى الله فليس معناه من الله كمعناه للعباد "!5', 7 - استخدامه اك لبيان المسائل الفقهية» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: «يَا أيُْهَا الَذِينَ عَمَنوا إِذا ق قَمْتم إلى الصّلاة فَاعْسلوا وَجُوهَكم وأ يدِيكمْ إلى المَرافق وَامْسَحُوا برْءُوسكم وأَرَجِلَكُمْ إلى الكعبين ... # (سورة المائدة» من الآية 6 قال رحمه الله؛ " قرأ نافع: [ وأرجلكم )4 بنصب الأرجل؛ وهي قراءة الحسن البصريء والأعمشء» وقرأابن كثيرء وأبو عمروء وحمزة: ( وأرجلكم ) بالجر”7» وقراءة النصب تدل على أنه يجب غسل الرجلين؛ لأنها معطوفة على الوجه؛ وإلى هذا ذهب جمهور العلماءء. وقراءة الجر تدل على أنه يجوز

(1) تفسير فتح القدير 405/3.

(2) قراءة متواترة» وهي قراءة الجمهورء انظر: ( إتحاف فضلاء البشرص297 ). (3) قراءة شاذة» وهي قراءة الأعمش: انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص49 ). (4) تفسير فتح القدير 385/2.

(5) القراءتان متواترتان» انظر: ( النشر 267/2» البدور الزاهرة ص333 ).

(6) انظر: ( تفسير فتح القدير 463/4 ).

(7) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص242», التيسير ص82 ).

159

الاقتصار على مسح الرجلين» لأنها معطوفة على الرأسء وإليه ذهب ابن جرير الطبري» وهو مروي عن ابن عباسء قال ابن العربي: اتفقت الأمة على وجوب غسلهماء وما علمت من رد ذلك إلا الطبري ... "01, 8 - ومما يحسب له عنايته بتوجيه القراءات» والاحتجاج لها بالرواية» أي: بالمأثورء والمعنى: أنه يوجه القراءات بالقرءان أو بقراءة أخرىء أو يوجهها من السنة المطهرة؛. أو من أقوال الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين لهم بإحسان . 9 - ويحسب له أيضاً توجيهه للقراءات؛ والاحتجاج لها دراية» أي: باللغة: والمعنى: أنه يحتج للقراءات بالنحوء والشعرء والبلاغة» والاشتقاق» ولغات العرب ولهجاتهم؛ وأقوال علماء اللغة. 0 - ويُعَدْ له ترجيحه للقراءات المتواترة على القراءات الشاذة» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « كلا سيكفرون بعبّادتهم ويكونون عَلَيْهِمْ ضدًا 4 ( سورة مريمء الآية 82)» قال رحمه الله: " وقرأ ابن أبي نهيك: ( كلا 4 بالتنوين!2» وروي عنه مع ذلك ضمّ الكاف وفتحهاء ثم قال: وقراءة الجمهور هي الصواب "1.

فالمثال السابق يبين ترجيحه قراءة: ( كلا4) بدون تنوين» وهي متواترة على قراءة: ( كلا بالتنوين؟ لأنها قراءة شاذة. 1 - ومما يُعَدْ له أيضاً أنه يقتم القراءة المتواترة على القراءة الشاذة في الاختيارء ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « ... والظالمين أَعَدَ لَهُمْ عَذَاباً أليما 4( سورة الأسان» :من الآيشة 31 قال رحمه الله: " انتصاب ( الظالمين 4 بفعل مقدّر يدل عليه ما قبله؛ أي: يعذب الظالمينء نصب الظالمين؛ لأن ما قبله منصوبء أي: يدخل من يشاء في رحمته. ويعذب الظالمي نء أي: المشركين» ويكون أعد لهم تفسيراً لهذا المضمرء والاختيار النصب» وإن جاز الرفع» وبالنصب قرأ الجمهورء وقرأ أبان بن عثمان: بالرفع على الابتداء'» ووجهه أنه لم يكن بعده فعل يقع عليه "/5,

ويلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءة: ( الظالمين 1 بالنصب واختارها؛ لأنها متواترة» ولم يختر قراءة: ( الظالمون 1 بالرفع؛ لأنها شاذة.

(1) تفسير فتح القدير 26/2. (2) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص86 ). (3) تفسير فتح القدير 440/3. (4) قراءة شاذة» انظر: ( مختصر في شواذ القرءان ص166 ). (5) تفسير فتح القدير 419/5.

0آ1

المبحث الثاني ماعليه من مأآخذد

لقد كان للقراءات التى عرضها الشوكاني في تفسيره أثر واضح.ء وفوائد كثيرة في بيان المعاني» وخدمة التفسيرء وعلى الرغم من سعة علمه واطلاعه في علم القراءات إلا أن القراءات التي عرضها لم تسلم من بعض المآخذ التي تحسب عليه» ولا بد من التنبيه عليهاء وبيانها لإتمام الفائدة» وبيان ذلك في النقاط التالية: 1 - حكمه على بعض القراءات المتواترة بالشذوذ» ومثال ذلك: الحكم على قراءة: [ ابن أمَّ) بالكسر بقوله: إنها لغة شاذة» والقراءة بها بعيدة» وقد سبق الكلام عن هذه القراءة!» والصحيح أنها متواترة» وهي قراءة ابن عامرء وشعبة» وحمزة» والكسائي!2. 2 - ومما يؤخذ عليه ذكره الطعن في بعض القراءات المتواترة بقوله: هي لحنء أو قبيحة. أو رديئة ومن أمثلة ذلك: عند كلامه عن قراءة حمزة: ( أإمة 4 بهمزتين» قال رحمه الله: أكثر النحويين يذهب إلى أن هذا لحنء لأن فيه الجمع بين همزتين في كلمة واحدة:؛ ورده لقراءة: ( أيمة 4 بإخلاص الياء مع أنها متواترة» وقال عنها: إنها لحن» واستدل بقول الزمخشري: " وأما التصريح بالياء فليس بقراءة» ولا يجوز أن تكون قراءة» ومن صرح بها فهو لاحن محرف "!3ا,

وقد سبق تخريج القراءات وذكر رد ابن الجزري رحمه الله على الزمخشري “.

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله يرد قراءتين متواترتين بقوله: إنهما لحن» ويحتج على طعنه للقراءتين بمذهب النحويين» وقول الزمخشريء مع أن القراءتين متواترتان» ويجب قبولهماء ولا يجوز الطعن فيهماء أو الانتقاص منهماء أو المفاضلة بينهما .

وعند تفسير قوله تعالى: #8 ... مَا أَنَا بمُصرخكم وما أَنَتمْ بمُصرخي ٠ءء‏ 4 ( سورة إبراهيم» من الآية 22 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ([ مصرخي ‏ بفتح الياء» وقرأ الأعمش» وحمزة كن الناء لاعت لمحتل العنقاء سكيد قال القدواءة تومه كبا ركاه متسكرقل بون سلم عن خطأء وقال الزجاج: هي قراءة رديئة» ولا وجه لها إلآ وجه ضعيف يعني: ما ذكرناه من أنه كسرها على الأصل في التقاء الساكنين "/5,

1 2

انظر: ( ص66 من البحث ).

انظر : ( التيسير ص93 الكنزن ص162 ).

3) الكشاف 2/ 238.

4) انظر: ( ص115 من البحث ).

5) القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص362» التيسير ص 109.» الإقناع ص415 ) .

6) تفسير فتح القدير130/3.

! ) ! ! ! )

1031

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر قراءة حمزة: وذكر طعن كل من الفراء» والزجاج فيهاء فقال الفراء: إنها وهم من حمزة» وقل من سلم من خطأء وقال الزجاج: إنها رديئة» ثم قال الشوكاني بعد ذلك: قال قطرب: إنها لغة بني يربوع يزيدون على ياء الإضافة ياءء ولا يكفي هذا الرد منه أمام الطعن في قراءة متواترة» وكان من الواجب عليه أن يرد عليهم بكل قوة؛ لأن قراءة حمزة متواترة» ولا يجوز رذهاء أو الطعن فيهاء أو الانتققفاص منها؛ لأنها قرءان.

وذكر الشوكاني رحمه الله قراءة: ( والأرحام 4 بالجرء وطعن بعض العلماء فيهاء فقال: وقد اختلف أئمة النحو في توجيه قراءة الجرء فأما البصريونء فقالوا: هي لحن لا تجوز القراءة بهاء وأما الكوفيون» فقالوا هي قراءة قبيحة» قال سيبويه في توجيه هذا القبح: إن المضمر المجرور بمنزلة التنوينء والتنوين لا يعطف عليه. وقال الزجاج.» وجماعة: بقبح عطف الاسم الظاهر على المضمر في الخفض إلا بإعادة الخافضء» وحكى أبو علي الفارسي أن المبرد قال: لو صليت خلف إمام يقرأ: ( واتقوا الله الذى تَسَاءلونَ به والأرحام 4 بالجر لأخذت نعلي ومضيتء وقد سبق الكلام عن ذلك» وتخريج القراءتين!2 3 - عدم اللاي لا ردقي كوور القار دلت عند تفسير قوله تعالى: «يَا أيُهَا الذي عامنوأ إذَا 3 قُمتَمْ إلى الصّلاة فاغسلوا وجُوهكم وأ يديم إلى الْمَرافق وَامْسَخوأ برؤوسكم وَأَرَجِلَكم إلى الكعبّين ٠.٠‏ # (سورة المائدة» من الآية 6 قال رحمه الله: "( وَأَرَجْلَكَم إلى الكعبين 4 قرأ نافع بنصب الأرجل؛ وهي قراءة الحسن البصري والأعمش ء وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة بالجر " /.

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله لم يتحر الدقة عند عزوه للقراءتين فيعزو قراءة؛ ( وَأَرَجْلَكُمْ 4 بالنصب إلى نافع فقطء ولم يذكر ابن عامرء والكسائي» وحفص حيث إنهم وافقوا نافعاً في قراءة النصبء وعزا قراءة: [ وَأَرَجْلكَمْ )4 بالجر إلى ابن كثيرء وأبي عمروء وحمزة فقطء ولم يذكر شعبة مع أنه وافقهم في قراءة الجرا".

وعند تفسير قوله تعالى: ١‏ ... انظرُوأ إلى تَمَرِه إذَ1 أنْمَرَ ويئعه إن في ذَلكُمْ لآيَات لَقوْم يُومنُونَ © ( سورة الأنعام من الآية 99 قال رحمه الله: " قرأ حمزة؛ والكسائي: [ ثُمْره1 بضم الثاء والميم؛ وقرأ الباقون بفتحهما؛ إلا الأعمش فإنه قرأ: ( ثُمْره) بضم الشاءء وسكون

1 3 القراءتان متواترتان» انظر: ( السبعة ص242» التيسير ص82 ). 4) القراءتان متواترتان» انظر: ( البدور الزاهرة ص122», النشر ص196»؛ إتحاف فضلاء البشر ص270 ).

(1) اذ ل ال (2) ته )3( )4

102

الميم تخفيفاً "2.

فالشوكاني في المثال السابق يعزو القراءات إلى القراء الأربعة عشرء والصحيح أنه لم يتحر الدقة في ذلك؛ لأن خلف في اختياره» والأعمش وافقا حمزة» والكسائي في قراءة: ( ثُمْره1 بضم الثاء والميم» ولم يقرأ الأعمش: ( ثُمْره4 بضم الثاءء وسكون الميم تخفيفاً©.

ويتضح من المثالين السابقين أن الشوكاني رحمه الله لم يتحر الدقة عند عزوه لبعض القراءات. 4 - احتجاجه للقراءات الضعيفة الشاذة بالقرءان» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: « وَالَذِينَ كقَرُوا لَهُمْ نار جَهَنَمَ لا يُقَضى علَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ... 4 ( سورة فاطرء من الآية 36 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( فيموتوا 4 بالنتصب جواباً للنفي» وقرأ عيسى بن عمرء والحسن: ( فيموتون 74. قال المازني!': على الععطف على [ يقضى)؛ وقال ابن عطية: هي قراءة ضعيفة؛ ولا وجه لهذا التضعيف بل هي كقوله تعالى: « ولا يْودْنَ لَهُم فَيَعْتَدْرُونَ 4 ( سورة المرسلات» الآية 36 ) "!5,

ويتضح من المثال السابق أن الشوكاني رحمه الله ذكر تتضعيف ابن عطية لقراءة: ([ فيموتون 4 بإثبات النونء ثم رد على ابن عطية بقوله: ولا وجه لهذا التتضعيف؛ واحتج للقراءة الضعيفة الشاذة بآية قرءانية كما هو واضح. 5 - عزوه للقراءة الشاذة بما يوهم أنها متواترة؛ ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ... أََبِالبَاطل يُؤمنون وبنغمت الله هُمْ يكفرون»؛ ( سورة النحل من الآية 72 قال رحمه الله: " قرأ الجمهور: ( يؤمنون ) بالتحتية» وقرأ أبو بكر: بالفوقية على الخطاب "5.

ويلاحظ من المثال السابق أن الشوكاني ذكر قراءة: [ يؤمنون ) بالتحتية منسوبة إلى الجمهورء ثم نسب قراءة: ( تؤمنون 4 بالفوقية إلى أبي بكرء ويقصد شعبة» وشعبة لم يقرأها هكذاء وإنما وافق الجمهور على قراءة: [ يؤمنون 1 بالتحتية.

وعزوه القراءة بالتحتية لأبي بكر عن عاصم بالخطأ يوهم أنها متواترة؛ والصحيح أنها قراءة شاذة!7,

(1) تفسير فتح القدير 186/2.

(2) انظر: ( إتحاف فضلاء البشر ص270 ).

(3) قراءة شاذة» انظر: ( المحتسب 201/2 ).

(4) المازني: بكر بن محمد بن عدي البصريء أبو عثمان؛ قرأ القرءان على يعقوب» توفي سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائتين» انظر: ( سير أعلام النبلاء 270/12 ).

(5) تفسير فتح القدير 422/4.

(6) تفسير فتح القدير 226/3.

(7) انظر: ( مختصر في شواذ القران ص73 ).

103

6 - ترجيحه للقراءات المتواترة على مثلهاء ومثال ذلك: حكمه على قراءة: ( كم لبثت ) بالإدغام» أنها أحسن من الإظهارء وقد سبق الحديث عن ذلك!". حيث إنه حكم على قراءة الإدغام أنها أحسن من قراءة الإظهارء وهذا يبين أنه يفاضل بين القراءات المتواترة؛ والصحيح أنهما في الحسن سواءء ولا يجوز تفضيل إحداهما على الأخرى؛ لأنهما متواترتان.

ويمكن القول إن ضلوعه في اللغة العربية» واعتماده عليها في التفسير من الأسباب التي حملته على اعتبارها في الترجيح بين القراءات» والمفاضلة بينهاء والمثال التالي يوضح المقصود: فعند ذكره اختلاف القراء في قراءة: ( الظنونا 4 أثنى على قراءة ابن كثيرء والكسائي» وابن محيصن: بإثباتها وقفء وحذفها وصلاًء فقال: وهذه القراءة راجحة باعتبار اللغة العربية» وهذه الألف هي التي تسميها النحاة ألف الإطلاق» مع العلم أنه ذكر قراءتين متواترتين غير هذه القراءة المتواترة إلا أنه رجّحها عليهما باعتبار العربية» وقد سبق الحديث عن هذه القراءات الثلاث/2. 7- ويؤخذ عليه أيضاً ذكره القراءات الشاذة في تفسيره من دون الحكم على شذوذهاء ومن أمثلة ذلك: قراءة: ( ولا آمي البيت الحرام وقراءة: ( طيركم 4. وقراءة: ( تبياض وتسواد 4: وقد سبق الحديث عن هذه القراءات» وتخريجهاة. 8 - ومما يؤخذ عليه أنه يذكر بعض القراءات ليست منسوبة لأحدء وقد تكون القراءة متواترة» ومثال ذلك: عند تفسير قوله تعالى: ( وإِنّ لكم في الأنعام َعبْرَةَ نسقيكم مما في بُطُونها 00 ( سورة المؤمنون؛ من الآية 21 قال رحمه الله: " قرئ: ( نسقيكم 4 بالنون على أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى» وقرئ: بالتاء الفوقية”/على أن الفاعل هو الأنعام "/5.

ويلاحظ من المثال السابق أنه ذكر القراءتين من غير نسبتها لأحدء واكتفى بقوله: قرئ» مع أن القراءتين متواترتان» ومعلوم أن لفظ قرئ بالبناء للمجهول يفيد التمريض والتضعيف. 9 - ومما يؤخذ عليه أنه لم يوثق من كتب القراءات المعتمدة.

وعلى كل حال فإن هذه المآخذ القليلة ليست بشئ أمام علمه الغزير في القراءات» وهذه أيضاً الملاحظات لا تكاد تذكر أمام القراءات الكثيرة التي ذكرها في تفسيره؛ والتي كان لها الأثر البالغ في بيان المعاني» وخدمة التفسير.

ا كا كا كا »ا كا كا كا كا كلا اا عا

(1) انظر: ( ص181 من البحث ).

(2) انظر: ( ص172 من البحث ).

(3) انظر: ( ص66 من البحث ).

(4) القراءتان متواترتان» انظر: ( الكنز ص1584» النشر 228/2» البدور الزاهرة ص 225 ). (5) تفسير فتح القدير 595/3.

104

الخاتمة وتشتمل على: خلاصة البحث. والتوصيات. والفهارس العامة.

الخاتمه

لقد تمت بحمد الله وعونه كتابة هذا البحث» وأختمه بملخص للبحثء مع ذكر أهم النتائج والتوصيات. أولاً: ملخص البحث:

اشتمل البحث على تمهيد» وخمسة فصولء وخاتمة . 1 - التمهيد: واشتمل على تعريف القراءات لغة واصطلاحاًء وأركان القراءة المقبولة» وأنواع القراءات القرءانية» وأهمية القراءات في تفسير القرءان الكريم» والتعريف بالقراء الأربعة عشر ورواتهم. 2 - الفصل الأول: ترجمة الشوكاني» وحياته العلمية» واشتمل على مبحثين» أما المبحث الأول فتحدثت فيه عن اسمه؛ء ونسبه» ومولده» ونشأته» ووفاته» وعقيدته» ومذهبه؛ وأما المبحث الثاني فكان للحديث عن طلبه للعلم» وكلام العلماء فيه» وشيوخه؛ وتلاميذه» وآثاره العلمية» ومصنفاته. 3 - الفصل الثاني: القراءات التي عرضها الإمام الشوكاني في تفسيرهء وتضمن مبحثين» أما المبحث الأول فكان فيه الحديث عن أنواع القراءات التي عرضها في تفسيره - المتواترة» والصحيحة؛ والشاذة وأما المبحث الثاني فقد تكلم فيه الباحث عن نسبته للقراءات إلى قرائها وبلدانهاء أو نسبتها إلى الجمهورء أو الجماعة» أو العامة» وذكره القراءة ليست منسوبة لأحد. 3 - الفصل الثالث: منهج الإمام الشوكاني في توجيه القراءات» واشتمل على ستة مباحث: المبحث الأول: تعريف التوجيه» ومصطلحاته» ورأي العلماء فيه» والمبحث الثاني: توجيه القراءات بالمأثورء واشتمل على توجيه القراءات بالقرءان» أو بقراءة أخرىء أو بالسنة المطهرة؛ أو من أقوال الصحابة والتابعين» والمبحث الثالث: توجيه القراءات من لغة العرب» واشتمل على توجيه القراءات بالاشتقاق» والشعرء والبلاغة» والنحو » ومن أقوال المفسرين» وعلماء اللغة» ولغات العربء والمبحث الرابع: توجيه القراءات بالرسم العثمانيء, وأحكام التلاوة» واشتمل على: تعريف الرسم العثماني لغة واضطلاحاء وتوجيه القراءات بالرسم العثماني» وبأحكام التلاوة والتجويدء والمبحث الخامس: توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية» ومسائل العقيدة» والمبحث السادس: ذكره القراءات بدون توجيه. 4 - الفصل الرابع: وموضوعه منهج الإمام الشوكاني في الترجيح والاختيار» واشتمل على أربعة مباحث: في المبحث الأول: تعريف الترجيح والاختيار لغة واصطلاحاًء والمبحث الثاني: رأي العلماء في التوجيه والاختيارء والمبحث الثالث: منهج الشوكاني في اختيار

1056

القراءات» ويتضمن ذكره اختيار العلماء» واختياره للقراءات؛ وذكره اختيار الفسرين لهاء والمبحث الرابع كان الحديث فيه عن منهجه في ترجيح القراءات؛ والحكم عليها.

5 - الفصل الخامس؛ القراءات في الميزان عند الشوكاني» وتضمن مبحثين: المبحث الأول: ماله من مميزاتء والمبحث الثاني: ما عليه من مآخذ.

6 - الخاتمة: واشتملت على ملخص للبحثء وأهم النتائج والتوصيات.

»!ا كا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا “!ا كلا ا

1057

ثانياً: أهم النتائج» والتوصيات: أ - أهم النتائج:

لقد توصل الباحث من خلال البحث إلى نتائج مهمة. وفيما يلي أهم هذه النتائج: 1 - الشوكاني رحمه الله على الرغم من أنه تربى وعاش في بيئة زيدية» إلا أنه تأثر بعقيدة أهل السنة والجماعة» فهو سلفي العقيدة» ومن المدافعين عن عقيدة السلف. وظهر ذلك من خلال عرضه لايات العقيدة في تفسيره. حيث إنه فسرها على مذهب أهل السنة» وبعض القراءات التي عرضها في تفسيره كان لها نصيب في بيان بعض مسائل العقيدة على مذهب السلف الصالح. 2 - لقد ترعرع الشوكاني في بيئة المساجد. وحفظ القرءان من صغره. وتلقى القراءات على مشايخ صنعاءء ونكاد نرجح أن قراءته للقرءان برواية قالون عن نافع والله تعالى أعلم . 3 -لقد لاقت شخصية الشوكاني» وعلمه» وفكره؛ ومصنفاته عناية العلماء والدارسين. 4 - عناية الشوكاني رحمه الله بالعلم والتعليم ورّثت كتباً ومصنفات كثيرة» والتي منها تفسير فتح القدير الذي يعد من المراجع الهامة في التفسير والقراءات المتواترة والشاذة. 5 - يعتبر علم القراءات من العلوم الأساسية لفهم الآيات القرءانية» وبيان معانيها؛ لأن العلاقة بين القراءات والتفسير علاقة تفسير وبيان» وعلم القراءات هو الخادم الأمين لعلم التفسير مما جعل المفسرين يتخذونها مصدراً من مصادر معانيه؛ لأن القراءات تعطي للفظة القرءانية معاني جديدة» وقد اعتنى العلماء بها لأهميتها في التفسيرء ولم تقتتصر عنايتهم بالقراءات المتواترة فقط» وإنما اعتنوا أيضاً بالشاذة؛ لأنها تعتبر مرجعاً هاماً في تفسير القرءان الكريم: وذلك بحمل القراءة غير الشاذة عليها في المعنى» ولا سيما إذا كان المعنى مبهماً عند البعض. 6 - عرض الشوكاني رحمه الله في تفسيره القراءات بأنواعها: ( المتواترة ‏ الصحيحة ‏ الشاذة وكل ذلك لبيان المعاني» وخدمة التفسير. 7- القراءات التي عرضها الشوكاني منها ما نسبه إلى النبي ي. أو إلى الصحابة والتابعين» ونسب منها إلى القراء السبعة» أو العشرة:؛ أو الأربعة عشرء أو غير هم ونسب منها إلى أهل البلده وكقير ا بن ينس القن دالت اك الخشيوى تكو دكن القزااء اث ستسوية انين العامة 1 الجماعة ولكن بنسبة قليلة» وذكر بعضها ليس منسوباً لأحدء وأحياناً يغالف الصواب عند عزوه للقراءات. 8 - توجيه القراءات فن جليل به تعرف جلالة الألفاظ وجزالتهاء وأجاز أكثر العلماء توجيه القراءات» والاحتجاج لهاء ولكنهم نبهوا على أمر مهمء وهو عدم توجيه قراءة متواترة وإسقاط

105

أخرى مثلهاء أو الانتقاص منهاء واستخدموا العديد من الألفاظ في التوجيه» ومنها التوجيه. والعلل» والحجة» والتخريج» والمعاني» والانتصارء والإقناع.

9 - اعتنى الشوكاني رحمه الله بتوجيه القراءات» واحتج لها بالقرءان» والسنة؛ وأقوال الصحابة» ومن مصاحفهم: ومن أقوال التابعين» ونظراً لضلوعه في اللغة فقد وجه القراءات بالاشتقاق» والشعرء والبلاغة» والنحوء ومن أقوال علماء اللغة؛ ولغات العربء واحتج للقراءات من أقوال المفسرين» وبأحكام التلاوة والتجويدء والرسم العثماني؛» ووجه بعدض القراءات لبيان مسائل العقيدة والفقه» وذكر بعض القراءات بدون توجيه.

0 - اعتنى العلماء والمفسرون بالترجيح والاختيارء وأكثرهم على جواز ذلك على ألا تكقون المفاضلة بين القراءات المتواترة» أو الانتقاص من القراءات المتواترة الأخرىء أو الطعن فيهاء وقد حذر العلماء من ترجيح إحدى القراءتين المتواترتين على الأخرى ترجيحاً ينتقص من الأخرىء أو يسقطها؛ لأن كلتيهما قرءان.

1 - اختيار الشوكاني رحمه الله للقراءات كان قليلاً في تفسيره؛ ولكنه ذكر اختيار العلماء لهاء وأكثر من ذكر اختيار أبي عبيد وأبي حاتم» وذكره لاختيار أبي عبيدة وسيبويه والنعاس كان أقل من المتوسطء وذكر اختيار الفراء ومكي والزجاج ولكن بنسبة قليلة» وعند ذكره لاختيار العلماء قلما يكون له راي أو تعليق» وإنما يكتفي بذكر اختياراتهم فقط.

2 - يرجّح الشوكاني رحمه الله بين القراءات المتواترة لدرجة المفاضلة بينها بألفاظ كثيرة منها: ( أرجح - أبلغ ‏ أفصح - أولى ‏ أوضح باعتبار العربية ‏ ألصق بالسياق ‏ هي الصواب ويرجح أحياناً القراءات المتواترة على الشاذة» ويحمد على ذلك؛: وقلما يرجح قراءة شاذة على قراءة متواترة.

3- ذكر الشوكاني ترجيح العلماء للقراءات» وكان مكثراً من ذكر ترجيح النحاس للقراءات؛ وقلما يكون للشوكاني رد أو تعليق على العلماء الذين رجحوا بين القراءات المتواترة بالألفاظ التي ذكرت في البند السابق للمفاضلة.

4 - وحكم الشوكاني على بعض القراءات الشاذة بالضعف والشذوذ. وتضعيفه للقراءت المتواترة أو الحكم عليها بالشذوذ كان قليلاًء ولكنه ذكر حكم بعض العلماء على بعصض القراءات المتواترة بالضعف والشذوذء وقد يصل ذلك إلى الطعن فيهاء ومثال ذلك: ذكره طعن العلماء في قراءة ( والأرحام 4 بالجرء وقلما يكون للشوكاني رأيء أو تعليقء أو رد عليهمء وكان من الواجب عليه الرد عليهم؛ لأنه لايجوز الطعن أو الانتقاص أو المفاضلة بين القراءات المتواترة؛ لأنها كلها قرءان» والقراءة سنة متبعة» وأصلها الرواية والسماع. وإذا تواترت القراءة لايجوز تحكيمها إلى الأفشى في اللغة والأقيس في العربية» بل القراءات هي الحكم على اللغة.

109

4 - حكم الشوكاني على القراءات قليل جداً بالنسبة للقراءات التي عرضها في تفسيره . 5 - علم القراءات من العلوم التي صانت اللفظ القرءاني من التحريفء والتشكيك؛ والطعن . 6 - وجود بعض المآخذ التي سبق ذكرها ليست بشيءء ولا تقلل من علم الشوكاني الغزير في كثير من الفنون» والتي منها القراءات» والتفسير. ب - أهم التوصيات:

لقد توصل الباحث من خلال البحث إلى توصيات مهمة:؛ وفيما يلي أهم هذه التوصيات: 1 - علم القراءات من أشرف العلوم لتعلقها بكتاب الله عز وجلء وبلادنا تفتقر لهذا العلم؛ لذلك يوصي الباحث الجامعة الإسلامية بفتح قسم خاص بالقراءات يتلقى فيه الطلاب القراءات العشر على مشايخ وعلماء متقنين؛ لنشر هذا العلم في ربوع وطننا الحبيب» ومعلوم أن الكثير من طلبة العلم متشوقون لتحصيل علم القراءات النظري والعملي. 2 - يوصي الباحث بفتح مكتبة خاصة بالقراءات» وتزويدها بالكتب اللازنمة أسوة بمكتبة التخريج الخاصة بكتب الحديث الشريف. 3 - ويوصي الباحث طلاب العلم باقتناء كتاب تفسير فتح القديرء ودراسته» والاستفادة منه في التفسيرء والقراءات؛ والحديث, والعقيدة» والفقه» وغير ذلك من العلوم؛ لأن الشوكاني رحمه الله جمع فيه بين الرواية والدراية. 4 - يوصي الباحث بجمع كل القراءات التي عرضها الشوكاني في تفسيره في رسالة علمية» وتخريجها من كتب القراءات المعتمدة» والحكم عليهاء وتعديل الأخطاء التي خالف الشوكاني فيها الصواب عند عزوه للقراءات» وقد عزمت على ذلك إن شاء الله وأسأل الله عز وجل أن يعينني على هذا العمل؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

6 كا “ا كلا كلا كلا كلا كلا 6لا كلا ا

200

الخلاصة

لقد تم هذا البحث بعون الله وتوفيقه» وكان الحديث فيه عن منهج الشوكاني رحمه الله في عرض القراءات في تفسيره فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية» وأجمل خلاصة نتائج البحث في النقاط التالية: أولاً: تفسير فتح القدير من المراجع المهمة التي خدمت المكتبة الإسلامية؛ واستفاد منه الباحثون وطلبة العلم» ومازالت كنوزه تحتاج إلى بحث وبيان من قبل الدارسين. ثانياً: الشوكاني رحمه الله عرض القراءات بأنواعها في تفسيره؛ لذلك يعد هذا التفسير مرجعاً هاما من مراجع القراءات. ثالثاً: اعتنى الشوكاني رحمه الله بتوجيه القراءت والاحتجاج لها بالقرءان» والسنة» وأقوال الصحابة والتابعين» والرسم العثماني» وأحكام التلاوة والتجويد. وكان لتوجيهه القراءات الأثر البالغ في بيان المعاني» وبيان بعض مسائل الفقه والعقيدة» ويحتج لبعض القراءات بلغات العرب» وأقوال أهل اللغة والمفسرين. رابعاً: قلما يدافع الشوكاني عن القراءات المتواترة عند الطعن أو الانتقاص منها. خامساً: على الرغم من كثرة القراءات التي عرضها في تفسيره إلا أن حكمه:؛ ونقله لحكم بعض العلماء عليها كان قليلاً. سادساً؛ عناية الشوكاني بعزو القراءات إلى قرائها وبلدائنهاء وتوجيههاء والترجيح بينهاء وذكره اختيار العلماء لهاء كل ذلك كان سبباً في بيان المعاني» وخدمة التفسير. سابعاً: خالف الشوكاني رحمه الله الصواب عند عزوه بعض القراءات إلى غير أصحابها في ثامناً: عند ترجيحه بين القراءات المتواترة استخدم بعض الألفاظ التي تدل على المفاضلة بينهاء ورجح القراءات المتواترة على الشاذة» وقلما يرجح قراءة شاذة على متواترة. تاسعاً: حُكمُ الشوكاني على القراءات» ونقله حكم بعض العلماء عليها كان قليلآء وعلى الرغم من ذلك وردت بعض الأخطاء عند الحكم على بعض القراءات في تفسيره.

وفي ختام هذا البحث أسأل الله عز وجل أن يثيب الشوكاني رحمه الله على ما قدّم للإسلام والمسلمين» ويضاعف لنا وله الحسنات» ويغفر لنا وله الزلات» ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنه صالح الأعمالء إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالميْن :

201

الفهارس العامة

أولا: فهرس الايات.

ثانياً: فهرس الأحاديث.

ثالثاً: فهرس أبيات الشعر.

رابعاً: فهرس الأعلام.

خامساً: فهرس المصادر والمراجع. سادساً: فهرس الموضوعات.

سم ] دح | دن | حد 3

هادف امه افا

/

ا‎

ِ ا ا در ره 4 2 وا 13 5©...

.14 .15 .16 .17 .15 19 .,0 .21 0 .,.23 . 24 25

أولا: فهرس الايات

سورة الفاتحة « ملك يوم الذّين 4 « إِيّاكَ عبد وِيّاك نسمتعين 4 « اهدن ا الصّراط المُستقيمَ 4 ( ...غير التعضلوب عليه ... © سورة البقرة 9 يُحَادعُونَ اللَهَ وَالذين ءَامَنُوا وَمَا يَحْدَعُونَ إلا أُنفسَهم وَمَا يشعرون » « يكَادُ الببرق يَخطّف أَيْصَارَهمْ ١‏ فأرلهُمًا الشيْطان عَنها ... 4 ... وَأنتم تتلون الكتاب ... 4

4

ون أبتاعكم # ... فأخذتكم الصّاعقة وأنتم تنظرون ... 4 إذ أخذنا ميتّاة يي | ترآئيل لا تَعبْد إلا اللّه.. ثاق بَنِي السسني ون

.. أوكلمَا عَاهدُوا عهدا نبدَهُ فريق مهم . ١‏ .. فيا تولوا تم وجه الله . 07 قالوا اتَحَد اللهُ ولدَا . 42 وذ جَعلْنَا البَيْت مَتَابَة للثاس وَأَمنَا ... 4 ووصَّى بها إيْرَاهيمٌ بنيه ويَْقوب 006 .. قال هل عَم إن كتب عَلَيكمْ القتال . 4 ٠.‏ ول يَرَى الذين ظَلَمُوأ . 8 يي ع

. فإذآ كم من عرقات فاتكروا اللّهَ عند المشعر الحرام. ع .. وَيْشَهِد الله عَلَى ما في قلبه . ع

زْيّنَ للذين كفرواً الْحَيَاة الذنيَا . 4 203

0 01 2 2 2 010 01١ .١_ د١‎ .. 2

ي إه أن إلى

20 36 44 49 55 59 83 83

100 115 116 125 132 146 165 1/3 108 108 204 212

الصفحه

10 69 100 40

69

174 - 7 1/5

3 50 98 -9 81 114 98 -7 117- 2 18 86 10 112 104- 8 1566 19 132 20 81

174- 7 186 - 2

الرقم

26 27 ,.25 ,9

.0 .31

32

3 34 .35 .36 37 35 ,.9

.40 .41 2 3 4 .45 .46 7 48

49 .30

الآية

يَستألوتَكَ صِ الشهر الحرام قتال فيه 4 يَسألونكَ عن الْحَمْر والمَئسر ... 4

زولا كرتوش حر لطيرق ا مِّن ذَا الذي يُقْرِضْ الله قرْضًا حَسنًا قَقْضاعفَهُ لَه أَضعَاقا كثيرة ...4 « ... قال هل عَسَيُْمْ ... 4 « ... ولول دقع الله الئاس بَعْضَهُمْ بِبَعْض ... »4

2 2 01١ ,

« يآ أيَُا الذين أَمنوا أنفقوا مما رَزقناكمْ من قبل أن يأتي يوْمٌ لا نعْ فيه ولا خلَةٌ ولا شقاعة ... » « الله لآ إَِهَ إلا هْوَ الح الَيُومُ ... 4 (١‏ ... وانظن إلى العظام كيف تنشرها ... 4 ( ... فقطرة إلى مزمترة ... © « وإن كان ذو عمئرة فنظرة إِلَى مَيسْرّة ... © ١‏ .. فتدَكَرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى 4 0 قرا لسن ونان وكسيا ما يناة .4 سورة آل عمران « فَإِن حَآجُوك فقل أسلّمت وجهي للّه وَمَن ن أتبعن . 4 « ... مالك المُلك ... 4 « قل إن كنتم تحبُون الله فَاتَبعُوني يُحَبِيكمُ اللَهُ ويَغفر لكم ذُنوبكُمْ 4 « ... فإِنَ اللّهَ ل يُحبُ الكافرين 4 « ... وَحَصور! ونبيًا مّنَ الصّالحين 4 « فَنَادنْهُ المَلآئكَةُ وَهْوَ قآكمٌ يُصلّي في المخراب .. 4 « وت طآئقة ... 4 «(مَا كان لبر أن ييه الل الكتاب وَالحكم والنئّة ... 4 « ولكن كونوا رَبَانيِينَ بمَا كت ون الكتاب وبما كنتم تَدرُسُون 4 « ولا يَأمْركُمْ أن تتَحذُواً الملآئكة وَالتييْنَ أَربَابا... 4 « يَوْمَ يض وجُوةٌ وتمئو وجو ... 4

204

217 219 222 245

2416 251

254

225 259 259 200 2300 2062 204

20 26 31 32 39 39 69 79 79

50 106

الصفحة 156535 153

138- 1 1/0

182- 58

- 163- 1

165 119

1651

65- 0

1581- 9 56

50 50 1534

126 10 41 41 58

102- 6

10 18

162- 6

178- 16

63

الرقم

.51 52 .33 54

35 6 37

56

39

0 61

62 63 .64 65 66 67 65 69

00 ./11

2 2/3

الاية « ... يُولُوكمْ الأثبَار ثم ل ينصرون »

« وكين مّن نبي قات مَعَهُ رِيُونَ ... ©

( ستلقي في لوب الذين كفربوأ الراخيا ... ©

« ... لمَغفرة م الله وَرَحْمَة خَيْر سما يَجْمَعُونَ 4 « ولا يَحْْنَكَ الذي يُسَارِعُونَ في الكقر ... 4 «ولا يَحْنَبْنَ الذين قروا ... 4

« ... وبالزيُر وبالكتاب المنير»

سورة النساء

« ... واتقوأ الله الذي تَسَآعلُون به وَالأَرْحَامْ ... 4

« ... وإن كانَ رَّجْل يُورث كَلالَة أو امئرأة ولَهُ أخ أو أخت فلكل واحد مَنَهُمَا السّدُس ... 4 « ... من بَعْد وصيّة يُوصى بها أو دين ...4 ٠«‏ ... ولا تَعْضلوهن لتذهِبُوا بببغض مآ أَنَيْتصُوهن إلآ أن يَأتِينَ بفاحشة مُبَيّنة ... 4 « وإنا ردم اتبدال زج مَكانَ زواج ... 4 « ... أو لامَتمٌ النسَاء ... » (١‏ ... ما فَعلوهُ إلا قليل منهُمْ ... © ذلك الفشيل مره الله وكف, زالله عليمًا من الله وكفى ٍ « وإِنَ منكم لَمَن لَبيَطنَنَ ... 4 « إِنّ المُتافقينَ في الدّرك الأمنقل من النار ... 4 « ... والمُقيمينَ الصّلاة ... 4 « ... فسيْدخلهمْ في رحمة مَنَهُ وقضل ... © سورة المائدة ... ولآ ءَامينَ البَيت الحَرام ... 4 ... وَامْسَحُوا بؤوسكم وأَرْجْلكم إلى الكعتتين ... 4

سوه | مهيا

وين لطت امسا مز 4 « وَالسّارق والسارقة فَاقَطَعْوا أَيديَهُمَا ... 4

205

111 146 1531 1537

1/6 1/15 1634

12

12 19

20 012 66 1/0 12 145 162 1/5

38

الصفحة 1/0 103 10 53

172-71 1/9

10

2 -152 - 2ظ1 15

139 102

1423 136 1 43 7 176 104 43

63 -88- 1 - 5

189- 7 22

1777-9

الرقم 4 5 1/6 1 1/8 9

.50 61 652

53 564 55 586 657

55 9 0 01 ,2 ,3 4 5 06 037 8 ,9 100

الآاية

ل يَا أَيُهَا الرّئُول لا يَحْزئكَ الذين يُسَارِعُونَ في الكفر ... 4

« ليحك أل الإنجيل مآ أنزل الله فيه ... »

«. وأن احكم بيهم مآ أنزل الله ... ©

« ... وإن لم تفعل فمَا بلغت رسالتة 4

4 ... ترى أَعَيْنهمْ‎ ... ٠

«... فم لمْ يَجِدْ فصِيَامٌ ثلاثة أَيَّامِ ... * ٠‏ سورة الأنعام

( ... سوه ديهم ... 4

لمن يُصرف عنة يكذ فقا رّحمة ... 4

« ... كتب ربكم على نفسه الرّحمّة أنّهُ مَننْ عمل مِككُمْ سُوءًا

بجهالة ثم تاب من بَعده وأصلح أنه غفورٌ ريم ©

ثم ركو إِلَى الله مَولآَهمْ الحق ... »

« ... انظروا إلى مره ذا أَنْمرَ وينعه ... »

« وكدَلكَ نصرّف الآيّات وليقولوا درسنت ولَنبيَهُ لقوم يَعلَمُونَ 4

« إن الذين قرقوا ديتهُم ... 4

«.... دين قا مله إنراهيمَ حنيقا ومَا كان من المشركين © سورة الأعراف

«.... وطفهًا يَخصفان علَِهمَا من وق الجنة ... 4

« وإذَا قعلوأ فاحشة قَالوأ وَجَدتا عَلَيْهّآ َابَاعنَا ... 4

٠ 0‏ وتودوا أن تلكم اْجنَة أُورثُتَمُوهَا 0

« ... ثم استوى عَلَى الْعَرْش ... 4

« ... يُغشي اليل اهار ... 4

4 ... وَهْو الذي يُرْسلَ الريّاح بُشراً‎ ٠

» ... ...ما لكم من إله غَيْرهُ‎ ٠

« إِنكم لتأنُون الرجَالَ شَهوَة من ذون التستاء ... 4

« حقيق عَلَى أن لآ أقول عَلَى اللّه إل الحق ... 4

« وَجَآءَ السّحرة فرعو قَالُوا إِنَ لنَا لأجرًا إن كُنا نحن الْعَالبيينَ 4

© ... ألا نما طَآئرهم عند الله‎ ...

« ... فأتوا على قؤم يَعكفون عَلَى أصنتام لَهْْ ... ©

« ... وإن يَرَوأ ستبيل الرشد لا يتَحذُوهُ ستبيلاً ... 4

206

41 17 49 607 83 89

16 534

62 599 105 1539 161

22 28 43 54 54 531 539 81 105 113 131 135 146

الصفحة 115 167 167

175- 4 52

136 - 0

22

164- 4 1604

28 192-71 106 139 118

1 43 412 39 108 96 59 120 048 120 63 109 74

الرقم 101 102 103 104 105

106 107 1058 109 110

111 112 113

114 115 116 117 1158 119 100 121

102 123 124 125 126

الاية « ... قالوا لئن لَمْ يَرْحَْنَا ربُنَا ويَغْفرلَنا لََكُودنَ من الْحَاسرين 4 « ... قال ابن أَمّ إن القوم امنتضتعفوني ...4 «١‏ ... إِذ يعْدُونَ في اللسّنت ... 4 «...قالُوا بَلَى شهدتا أن تَقُولُوا يَوْمْ القيامَة إِنَا كنا عَنْ هَذَا غافلين 4 « فَلَمّآ َانَاهُمَا صالحاً جِعَلا لَهُ شركآء فيمآ ءَانَاهُمَا ... 4 سورة الأنفال ٠. 0‏ قاتفوأ الله وَأصلحُوأ ذَات بينكم 7 0 ا يُشيكمْ النعاس أنه منة ا «( واتقواً ف فتن ل تصيبن الذين ظلَمُوأ منكُم خاصّة .. 4 ظ .. الهم إن كان هَذَا هو الحّق من عنداك . ل ف وَاعلَمُوا أنمَا عَنمتم من شيء فَأنَ لله خشَة ولول ولذي لقربَى واليتامَى والسَاكين وان السّبيل ... 4 « إذ أَنتَمْ بالعُدوة الدُنيَا وَهُم بِالعُذوة القصنوئ ... 4 «( وأعدوا لَهُمْمَا استَطعتم من قوّة ومن ربَاط الخيل . 4 « وإن جَنَحُوا للسّلم فَاجتَح لَهَا وتَوَكل عَلَى اللّه . 8 سورة التوبة (... أن الله ري من المُشركين وَرمئُولة ... » 7 ... ققانلوا أدمّة الكفر إِنَهُم لآ يمان لَهُمْ ... © « إِنمَا النسيء زيَادَة في الكفر ... 4 . وكلمة اله هي اليا . 4 ا الله فنسِيَهُمْ | ل « فرح المخلفون بمَقعدممْ خلاف رسُول الله ...4 « والَذين اتَخذُوأ سَنْجِدَا ضرارا ... 4 « لذ جَآءكُمْ رسول من أَنفسكُم ... 4 سورة يونس « الر ... 4 ل أكانَ للناس عَجِبَا أن أوْحيْنَآ إلى رَجْل مَنهُمْ . 5 « هُو الذي يُسَيْرَكُمْ في لَب وَالبَخر ... 4 <( هتالك تبلو كل نفس مآ أسلقت...4 «( قل يفضتل الله وبرّخمته فبذلك فلَيْرَحُوا هو خَيْرٌ سما يَجَْعُون © 207

149 1[0 163 1/2 0ظ1

11 25 32 41

412 00 61

12 37 40 07 981 107 128

22 30 56

الصفحة 156 62 52 121 14

23 167 19

189- 9 102

102 115 115

150 140- 5 95 155 96 162 74

101- 5

581 140 565 53

61- 4

الرقم 127 128 129

1130 131 132

134 135 136

137

135 139

140 141 102 143

144 145 146 101 145 149

الآية «إوما يَعْرْبْ عن ربك من مثقال ذرّة في الأرض ولا في السّمآء» « ... ولآ أْصْغر من ذلك ولآ أَكبَرَ ... 4 « ... لآ تنديل لكلمات الله ... 4 سورة هود

يَوْمَ يَأت لا تكَلَمُ نفس إلا بإذنه فمنْهُم شقي وسعيد4

... فَحْمَيَت عَلَيكُمْ أَنْزمُكْمُوَهَا وَأَنتمْ لَهَا كَارهُون 4

... يَا بي اركب مَعَنَا ولا تكن مَعَ الكافرين 4 وك الذينَ عدوا قفي الجئة خَالدين فيهًا. #

سورة يوسف

م 2 2 2

ف دواعت لون مها بن # «... وقالت هَيْت لك ... 4 «( وقال لفتيّانه اجعلوا بضاعَتهُمٌ في رحالهم ... 4

سورة الرعد ( ... وتخيل صيوان َع صتران ... »

سورة إبراهيم « ...مآ أنا بمتصنرخكم وما نتم بمتصترخي ... © « ريّنا اغفر لي ولواليأ ...4

سورة الحجر « إنا تذن تلا الذكر ونا لَه َحَافَظُونَ » « لقالُوا نما سكرت أَبْصارتا . 4 « قالُوا بتشرتاك بالحق قلا تكن من القانطينَ 4 « قال ومن يَقنط من رَحْمة ره إلا الضتالون »

سورة النحل « وتحمل أَنْقَالكمْ إلى بلد لم تكونو بَالغيه إلا بث بشق الأنفس ...4 « ثم إَِا كشف الضُر عَنَكمْ ... 4 « ون لكمْ في الأنعام لعب نستقيكم مما في بُطونه... © «... أَفبالبَاطل يُؤمنون وبنعمت اللّه هُمْ يكفرون»4 0 .. أَيْنمَا يوجهة لآ يَأَت بخيْر . 4

« ... لَعَلَكُمْ تُسلمُون 4

208

61 61 64

105 28 42 108

31 32 62

22 41

15 525 56

534 66 712 16 581

الصفحة 119 166 143

134- 6 599

129 183- 9

20 1/8

150- 4 166 -

101

101 67

132 1656 1535 155

76-0 1535

180- 0 153 86 78

الرقم 1530 1531 1532

1533 1534 1535

156 1537 1535

1539

1060 161

162 163

164 165 166 167 1656

169 1/0 1/1 172

الا « ... ولنجزِينَ الذين صبّرُواً ... 4 « وإذا تلن ءَايَةَ مكان آيّة ... 4

3

6

« ثم إن ربك للذين هَاجرُواً من بَعْد ما فتتوأ ... © سورة الإسراء «إِنّ هَذَا القرءان يهدي للّتي هي أَقُوَم 4 .رادا يفوي > « قل لو كان مَعَهُ أله كما يوون إِذا لاتغا إنَى ذي اعرش (يَوْمٌ ناغو كل أناس بِإِمَامَهم ... 4 « ...وَإِذا لا ينون خلافك إلاقيلاً 4 « ... أو يكون لَك بيت من رُخرف ... »4 سورة الكهف « وَاصبر' تفستك مَعَ الّذين يَدُعُونَ رَبَهُمْ الغا وَالَعَشيّ يُرِيِدُونَ وَجْهَةُ ... 4 « ... قا بغت من لني عذْرا 4

« فأرتاتاآ أن يِيدلَهُمَا ربُهُمَا يرا مَنهُ زكاة وأقرب رحمًا 4

4 فَأنبَع ستبا‎ ١ سورة مريم‎ 4 ... وإتي خفت لماي من وآرائي‎ ( © ... يرثي ويَرث من آل يَعقوب‎ « 4 أفرأَيت الذي كفر بيات وقال لأُوتينَ مالا وَولّدا‎ « 4 كلا سَيكفرون بعبَادتهم ويكونون عَلَيْهِمْ ضدًا‎ « © إن الذين أَمَنوا وَعَملُوا الصّالحات سَيجِعَلَ لَهُمْ الرَحمَنْ وا‎ « سورة طه‎ وأنا اخترتك فاستتمع لما يُوحَى‎ « 4 .فاجع بَيَْنَا وبَْئّكَ معدا لا نخلفة تحن ولآ أنت مكَانًا مئوى‎ ..« 4 لاتخاف دركًا ولا تخشى‎ ... « 4 ... وإِنَ لك معدا أن تخلقة‎ ... « 209

596 101 110

35 012

711 16 53

28

16 581

55 56

7 52 596

13 56 0 567

الصفحة 539 143 21

68 121

52 162

66- 0

1537

1854-9

- 70- 2

143- 6 596

101- 6

188- 0 177

119

190- 4 7

106 1539 100 0

الرقم 1/3 1/4

1/5 11/6 177

1/8 1/9 160 161

1632 163 1634 165

1656 1637

16 1659 0ظ1 101

02ظ1 103 104 105

الاية «...ولا تْجل بالقرءان من قبْل أن يُقضى إِلَيِكَ وحيّة...4 سورة الأنبياء « ... وإن كان مثقال حبَّة مّنْ خرلدل أَتَيْنَا بها ... 4 « وَلسليْمَانَ الرّيح عَاصفة ... 4 ٠‏ وَحَرامٌ عَلَى قريّة أَهلكنَاها أَنَهُمْ ا يَرْجِعُونَ 4 سورة الحج 8١‏ .. وترى الناس متكارى وما هُمْ بسنكارى . 0006 ص ..يُحلُوْنَ فيهًا من أُسَاور من ذَهَب ولَؤْلوَا ولبَامُهُمْ فيهًا حَرِيرٌ 4 « ... وَأَطعمُوا القانع وَالمُغْتن ... 4 « ... وإِنّ يَومًا عند ربّك كألف سنة مما تَعْدُونَ 4 سورة المؤمنون (١‏ ... نسقيكم سا في بُطُونهَا ... 4 « نسارغ لَهُمْ في الَْيْرَات بل لا يَشعْرُونَ »4 « قل من رب السّمَوات السّئع ورب العرّش الْعَظيم * لله قل أفلا تتقون 4

سورة النور « وَالْخَامسَة أن لحنت الله َيِه إن كان من الكاذيين» ظ. .. ولا فضل الله علَيُمْ وَرَحْمتة مَا زكى منكمْ من أحد أَبَذَا ولكن الله يك مَن يام ... 4 الور هراز فكو 0 « ... ولَيَالَهم من بَعْد خوافهم أمنأ ... » إلا تبن الذين كفرُوا مُعْجِزِينَ في الأرُض...4 سورة الفرقان « أو تكون له جنة يأكل منها . 1 « ... ونزل الملائكة ... 4 « وَيَوْمَ تشقق السََآءُ بالعمام ... 4 ل تَبَاركَ الذي جَعَل في السسّمّآء بُرُوجَا وَجَعل فيهًا سراجا وقَمَرًا مُنِيرا 4 20

597 114

41 81 565

23 36 17

21 56 67

57 6

21

22 27 زهره 531

25 25 61

الصفحه 1/3

67 117 30

116 127 113 0ظ10

194- 3 1/9

72-7 127

15 1/1

52 68

170- 6 1634

163 539 160- 0 180- 3

الرقم 156

1057 10

109 200

201

202 203 204

205 206 207 208 209

210 211

212 213

214

215

الآاية ( ... يلون فيها تحية وسلامًا »

سورة الشعراء لا يكونوا مُؤمنين 4

« بلسّان عربي مبين »4

عًَ

« لَعلَكَ بَاخعْ نفك أ

سورة النمل « ألا يَسْجْدُوا لله الذي يُخْرجٌ الْحَاءَ في السّموات والأرض ويَعلَم مَا تخفون وما تغلنون ... 4 « فَلَمّا جَآءَ سُليْمَانَ قال أتمدُوئن بمّال فَمَآ ءَاتاني اللَهُ خَيْرٌ مما تكو 4 « ... ومن شكر فَإنمَا يَشَكرٌ لنفسه ... 4 ل« فَأنجِيْنَاهُ وأَهلَهُ إلا امْرأَتهُ قدرتَاهَا من الغابرينت 4 « وقال الَّذِينَ كوا نذا كُنَا ثُرابًا وءَابَونآ أئنا لَمْخْرَجُونَ 4 سورة القصص «... وتري فراغؤن وَهَامَانَ وَجْنودَهُمَا ... 4 « وَأَوْحَيْتآ إلى أمّ مُوسى أن أرْضعيه ... » « ... وَاضمُم إِليْكَ جناحك من الرّهب ... 4 « ... ومن تكون لَهُ حَاقبَةَ الدّار ... 4 «. ومَآ أوتيتم من شيء فممَاغ الحياة نيا وَزينتها وما عند الله خَيْر وأبقى أقلا تعقلون 4 ( قفتا به وبداره الأرض ... » « ... كل شئاء هَاللك إلا وجهة لَه الْحُكم وَإِليْه ترْجَعون © سورة العنكبوت « وَوَصَينَا الإنسّان بوالديْه حدننا ... 4 « ... ثُمّ الله يُشئ النشأة الآخرة ... 4 سورة الروم « وَمَآ ءَاتَيتم من ربا لَيَربُوَ في أُمْوَال النّاس قلا يربو عند الله وَمَآ اينم من زكاة ... 4 « ومن ءَليّاته أن يُرسل الرَيّاح مُبَشرَات ... »4

211

105

22 25

36

40

531 67

32

37

60

51

58

20

39

46

الصفحه 165

67 91

116 137

135

143

1060

1/2

133

1539

1/4

1/1

162 41

105 133

134

596

216 217 218

220 221

222 2023 224

225

226

227 228 2209

2230 231 232

2253 234 235 236

« ... الذي أَحسن كل شيء خلقة ... 4 « ... من قرّة أن ... 4 ( فلا تلم نفس مّآ أخفي لَهُم مّن قرّة أَعَيّن ... 4 « فأغرض عَنْهُمْ وانتظر' إِنَهُم مُتَطرئون 4 سورة الأحزاب 5 ربّتآ َأتهمْ ضعقيْن من العَدَاب والعنهُم لَعْنا كبيرا 4

سورة سبأ

2, 2

... إن تشأ نضف بِهمْ الأرْض أو ندتقط عَليهِمَ قا ... 4

ل( وَلسليْمَانَ الرّيح غدُوُها شهْرٌ وَرَواحهَا شر .. 0 « فَلَمّا قضيْنا عَلَيْهِ المت ما دَلّهُمْ عَلَى مَوته إلا دَآبَةَ الأرض تأكل منسأتة... »4 « وقالوا َمَنا به وأَنى لَهُمْ التداوش ...4

سورة فاطر « ... وإن تذغ مُتقلّة إلى حملهًا لا يُحْمل منهُ شيء ولو كان ذَا « إنمَا يَخشى الله من عباده العُلمَآء 4 « جنات عدن يَدخلوتها يُحَلُونَ ... © « وَالْذِينَ كقَرُوا لَهُمْ نار جِهنَمَ لا يَُضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا 2

سورة يس

« إِنَا جَعلَنَا في أَحتاقهم أغلالاً ... 4 (١‏ ... فأغشيَْاهم فهُمْ لآ ُنصرون » « ما ينظْرُونَ إلا صنيحَة واحدة تأحَذُهُمْ وَهْمْ يَخْصّمُونَ »

سورة الصافات

« والصّافات صفا * فَالزاجرات زَجْرًا * فالتاليّات ذكرًا ... 4 لوالا ينتسئون إلى الملا الأظى د “>

« ... فأتبَعَهُ شهّاب اقب 4

٠ 3‏ عَجِبْت ويَسْخْرُون 4

212

17 30

10

68

12

14

52

16

28

33 36

الصفحه

13 14 68

106- 9

172 166

1130 117 110

111

67

14 123 103

128- 0 109

131

131 163 596

- 140- 2 1059

الرقم 237 238 209

240 241 212 213 244 245 216 217 28 249 250 251

252

2253 254

225 256

257

الاية ٠‏ لا فيهًا غول ولا هُمْ عَنَها يُنرَونَ 4 « ... قانظر' مَذًا مَرَى ... 4 «( أصنطفى البنات عَلَى البَنين 4 سورة ص

« وَعَجِبُواً أن جاءهم مدر مَنهُمْ ... 4 « ... إن هذا لشئء عُجَابْ 4 « ... وَعَذّني في الخطاب 4

سورة الزخرف « إِنَا جَعلَْاهُ قراءاناً عربياً 4 (١‏ أو يندأ في الحلية ... © ٠‏ وَجَعلُوا المَلائكة الذينَ هُمْ عبَادُ الرسّحمّن إِنانًا أشهذوا خَلْقَهُمْ ستكتب شهَاتهُم ويُستألون 4 « وَهُوَ الذي في السَّآء إِلَه وفي الأرض إِلَّه... 4

سورة الجاثية (١‏ ... ليَجزِي قؤمًا بما كانوا يكسبون » « ... وَجَعل على بَصّره غشاوة ... 4 « وترى كل أُمّة جَائيَّةَ كل أَمّة تاْعَى ... 4 « وَلِذَا قبل إن وعد اللفحق والنكاعة لا ريب فيهَا ... 4

سورة محمد ٠‏ إن يَسألكمُوهَا فَيحْقكم تَبَْلُوا وَيُخْرج أضنعاتكم »

سورة ق

« ومن اليل فَسَبّحْهُ وَأبَارَ السُجُود 4

سورة الذاريات « وَالسّمآء ذَات الْحُبْك 4 « وفي السّمآء رزقكم وَمَا توعذون »4

سورة الطور « ... ألحقتا يهم ديهم ... © « وَلِدْبَارَ النجُوم 4

سورة النجم « أَفرأَيتُمْ اللآت وَالْعْرَى * وَمَنَاةَ الدَالتّة الأخرى 4

213

17 102 153

23

16

19

54

14

23

28

32

37

40

22

21 49

20 9

الصفحة

175-55 60 121

140 140 109

91 1060 162

66

60

111

61

122

71

75- 0

116 16

16 60

111- 9

الرقم 2538

259 260

261

262

263

264

265

266 267

268 269

200 1س/2 22 213

2/14 2/15

الآاية افنشاهااما بعدى» سورة الرحمن « وَالْحَبُ ذو العتصف والرَيْحَانَ 4 « يُرْسل عَلَيْكمَا شواظ من تار وَنْحَاس ... 4 سورة الواقعة («١‏ غربًا أترابًا 4 سورة الحديد « الّذِينَ يَْحَلُونَ ويَأمْرُونَ النّاسَ بِالْبُخل ... 4 سورة المجادلة «. الذين يُظَاهررون متكم من نسآئهم ما هن أمَاهم ... © سورة الحشر نوها رانك الراتول كدو ونا نهاك اكه فقتر ا 41 سورة الصف « يآ أيُهَا الذين أمَنُوا كونوا أنصار اللّه ... 4 سورة الجمعة « ... قامنعوا إلى ذكر اللّه ... © « ... فانتشرروا في الأرض ... 4 سورة المنافقون « ... وَاللَّهُ يَشهدُ إن المُتافقين لَكَاذِبُونَ 4 « وَإِذا قيل لَهُمْ تَعَالُوا يَسَغفِرْ لَكُمْ رول الله لوا رُعُوسَهُمْ وَرأَيتهُمْ يَصْدُون وَهُمْ نتكبرون 4 « ... فَأَصّدّق وأكن مّنَ الصّالحين 4 سورة الطلاق « ... وَأقِيمُواً الشهادة للّه ... 4 سورة الملك (١‏ وليك كرا بريد عانا حير ...4 سورة المعارج «( سأل سسائل بعذاب واقع 4 (١‏ والذين هم بشهاداتهم قادئون » « ... كأنَهمْ إلى نصلب يوفضئون » ْ 214

54

12 35

37

24

14

10

10

23 43

الصفحه 109

123 100

69

79-02

1158

43

163

21 596

597 162

104

58

123

103

596 113

27

218

2/19 200

ال 262

2203 204

205

256

267 2058

209

200

201

الآاية سورة نوح «... ولا تَدَرنٌ وَدَا ولا سُوَاعًا ولا يَغوث وَيَعُوق وتسئرًا 4 سورة المزمل « يَآَيُّهَا المزمّل 4 سورة المدثر ( ولا تمدن تسنتكثرا 4 سورة القيامة « فإذا برق البَصر 4 « إِنّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقراءاتة *قإذَا قرأَنَاه فاتبع قراءاته 4 سورة الإنسان « ... وَلَقَاهُمْ تضثرة وسروراً 4 « والظالمين أَعَدَ لَهُمْ عَدَاباً أليماً 4 سورة المرسلات «( فقدرنا فنغمّ القادرئون 4 « ولا يوذن لَهُم فيَحَدرُونَ »4 سورة التازعات « أئذَا كنا عظامًا تَخرّة 4 سورة الأعلى « بل تؤثرون الْحيّاة الدُنيًا 4 سورة الفجر «( والشقع والوثر » « والليل إِذَا يس 4 « فَأُمًا الإنسّان إِذَا ما ابتلاهُ ريه فأكرمة وتَسّمَهُ فيقول ربّي أكرمّن * وَأمّآ إِذَا ما ابتَلامُ فقَدرَ عَلَيْهِ رزقة فقول ربّي أهَائن 4 سورة الليل « وما خلّق الذَكرَ وَالأننّى 4 سورة العلق « أن رَءَآهُ استغنى 4

215

1/01

11 31

23 36

11

16

16 5

الصفحه

156

113

78-3

112

165 190- 8

143 103

169

599

103

- 127- 0

135 128

14

134

الرقم الآية سورة الزلزلة 2 9 فمَن يَعْمَلَ مثقال ذرة خيْرا يَرَهُ *ومن يَعْمَلَ مثقال ذرة قشر 4

سورة القارعة 3 « وتكون الجبَال كالعون المنفوش 4

سورة الكوثر ١ 4‏ إنآ أَعْطْيْنَاكَ الكوثر 4

سورة الناس 5 « ملك الثاس 4

عا كز كز عد كإد كد كإد عإد عد عد عإد عاد

216

الصفحه

60

21

113

10

3

ىد أ هاا | د إمهة اذا

.1

ثانياً: فهرس الأحاديث

طرف الحديث أن النبي يك كان يقرأ: ( في عين حمئة 4 مخففة أن رسول الله يك كان يقرأ: ( اهدنا الصراط المستقيم 4 بالصاد أن رسول الله ب كان قرأ: ( من أنفسكم ) بفتح الفاء»وكسر السين أن رسول الله يك كان قرأ: ( ننشزها ) بالزاي إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر خيركم من تعلم القرءان وعلمه

سددوا وقاربوا

عم الرجل صنو أبيه

قراءة ابن عباس: ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج 1

لا حسد إلا في اثنتين فق :لآ يشكن النان لايشكن اله

عا 6 عاد كاد كز علد عد كإد كز عد عإد عاد

217

الصفحة 6 -101 100

101- 5

100- 5 39

42 101 22

10 كا إعداإنئة ا ض احداى أ |دةامة اطا

سم | هم ]| عم | عم | عم | هم | عم | هم | عم | يم | وح ه إعنداي إ| سن |ا< زإ[هم|ا» د (مهو|اهااه

ثالثاً: فهرس أبيات الشعر

مطلع البيت اغا المسناء من كدر يد متا توعذ يا ابن تَيْم ألا هل أنَى نَيْمَ بْنَ عَبْد متاءة أمنَ أجل حل لا أَبَاكَ ضربتة أمُون كألواح الإران تسأتهًا جَعَل البَيت متاباً لَهُمْ جرائكا خر جراد الكلوك حباؤك خير حبا الملوك سقى قومي بني مَجْد وأسنقى ضرينا بمنسأة وَجْهَة عَلَى مُكثريهم رزق من يَعتريهم فأما الكريم السر في الطيب نافع قَعت زماناً عَنْ طلابك للعلا أن ثييرا في أفانين وله وَدُوتَكَ الادغامَ الكبير وقَطِبُهُ وذا النصنب المصوي لا ماده ول أن لقمَانَ الْحَكيْمَ تعرضتت ونفسك فانع ولا تنعني فاليم قبت تهجونا وتشتمتا

عا 6 عاد عاد كز علد عد كإد كز زد عد كإد عاد

216

الصفحة

110 112 112 111 111 112 113 113 110 110 113

23 111 113 111 1535 113 112 112 1632

رابعا: فهرس الأعلام المترجم لهم اسم العلم إيبراهيم بن السري بن سهل - الزجاج أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي المازني - أبو عمرو البصري أبو محمد القاسم بن فَيْرُه بن خلف بن أحمد الرعيني - الشاطبي أبومحمد بن مهران الأسدي - الأعمش أحمد بن الحسين بن مهران الاصبهانيء أبو بكر - ابن مهران أحمد بن عامر الحدائي أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام» ابن تيمية أحمد بن عبد الله الضمدي أحمد بن مجاهد أحمد بن محمد الشوكاني أحمد بن محمد بن أحمد بن مطهر الحرازي أحمد بن محمد بن عبد الله بن نافع بن أبي بزة - البزي أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني» أبو العباس - ثعلب إدريس بن عبدالكريم الحداد إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله المروزي البغدادي الوراق إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري امرئ القيس بدر الدين ابن بهادر ابن عبد الله الزركشي بكر بن محمد بن عدي البصريء أبو عثمان - المازني تفي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبدالسلام بن عبد الله بن تيمية جرير بن عطية الخطفي جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الحسن بن أبي الحسن يسار البصري الحسن بن إسماعيل بن الحسين بن محمد المغربي الحسن بن محمد السحولي الحسن بن محمد العنسي الحسن بن محمد بن عبد القادر - أبوعلي الفارسي

219

1/1 49 138 52

52 30 25 590 32 32 49 26 113

163 38 112

33 49 53 532

حفص بن سليمان الكوفي الأسدي

حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الدوري

حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي الزيات

حميد بن قيس الأعرج

خلاد بن خالد الصيرفي الكوفي

خلف بن هشام البزار

الخليل بن أحمد الفراهيدي

رفيع بن مهران البصري - أبو العالية الرياحي

روح بن عبد المؤمن الهذلي البصري

زر بن حبيش

زهير ابن أبي سلمى

سعيد بن مسعدة» الأخفش

سليمان بن محمد بن مسلم بن جمّاز - ابن جِمّاز

سهل بن محمد بن عثمان السجستاني - أبو حاتم

السيد محمد بن محمد بن زيادة» الحسن اليمني

سيف بن موسى بن جعفر البحراني

شريح بن يزيد الحضرمي - أبو حيوة

شعبة بن سالم الأسدي الكوفي - أبو بكر بن عياش

شمر بن يقظان بن المرتحل العقيلي - ابن أبي عبلة

شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري

شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي

شهاب الدين بن إسماعيل بن عثمان المقدسي - أبو شامة

شيبة بن نصاح بن سرجس المخزومي المدني

صالح بن زياد بن عبدالله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود السوسي

طاهر بن عبد المنعم » أبو الحسن - ابن غلبون

طرفة بن العبد

طلحة بن مصرف اليماني الهمداني الكوفي

عاضد ون أن النكوة الكرقي' ارق

عاصم بن العجاج الجحدري البصري - الجحدري 220

29 26 29 34 30 29 233 26 22 28

113 96 26 31

158 51 53 73 28 73 28

23 27 166 111 29 28 105

عبد الرحمن بن حسن الأكوع

عبد الرحمن بن قاسم المداني

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج

عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن عبد الرب بن علي

عبد الله بن أبي إسحاق الحظرميء ابن أبي إسحاق

عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان

عبد الله بن إسماعيل النهمي

عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي - أبو عبد الرحمن السلمي

عبد الله بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي - الأصمعي

عبد الله بن كثير

عبد الملك بن قريب بن عليء الأصمعي

عبد الله بن محمد بن هاشم الزعفراني

عثمان بن سعيد - ورش

عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموي القرطبي - أبو عمرو الداني

علي بن إبراهيم بن عامر الشهيد

علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري - ابن حزم

علي بن أحمد هاجر الصنعاني

علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي - الكسائي

علي بن محمد بن سالم النوني الصفاقسي

علي بن هادي الصنعاني

عمران بن ملحان التميمي البصري العطاردي - أبو رجاء

عيسى بن مينا - قالون

عيسى بن وردان الحذاء - ابن وردان

غيلان» أبو الحارث بن عقبة بن بهيشء ذو الرمة

القاسم بن سلام - أبو عبيد

قاسم بن يحيى الخو لاني

لبيد بن ربيعة بن عامر

الليث بن خالد البغدادي - أبو الحارث

محب الدين عبدالله بن الحسين بن أبي البقاء العُكبّريَ - أبو البقاء 221

49 50 23 49 22 29 50 28 537 25 114 24 24 113 24

49 38 52 30 11 30 13 24 31 112 19 531 110 30 123

محمد بن أحمد الشاطبي الصنعاني محمد بن الصلت البغدادي - ابن شنبود محمد بن المتوكل» أبو عبد الله اللؤلؤي - رويس محمد بن المستنير البصريء أبو علي - قطرب محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري محمد بن حسن الشجني الذماري محمد بن زيادء أبو عبد الله - ابن الأعرابي محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المخزومي - قنبل محمد بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي - ابن محيصن محمد نثرة: السلطة أبوى “الحسن. ين ستيوة محمد بن محمد الشجني الذماري محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي - أبو عمر الزاهد محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأسدي - المبرّد محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي - أبو حيان محمد بن علي بن حسين العمراني الصنعاني محمود بن عمر بن أحمد الزمخشري الخوارزمي معمر بن المثنى التميمي البصري - أبو عبيدة مكي بن أبي طالب القيسي موفق الدين الكواشي» أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع البغدادي ميمون بن قيسء» الأعشى نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم نصر بن عاصم هادي بن حسن القارني الصنعاني هبة الله بن جعفر هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة الدمشقي يحيى بن المبارك اليزيدي يحيى بن محمد الحوثي الصنعاني يحيى بن وثاب الأسدي الكوفي الكاهلي يزيد بن القعقاع المدني - أبو جعفر يعقوب بن إسحاق بن يزيد بن عبد الله البصري 222

53 25 32 114 17 531 101 25 34 25 531 590 114 16 532 012 101

590 113 23 26 531 1/1 27 33 30 33 26 31 31

خامساً: فهرس المصادر و المراجع 1 - القرءان الكريم. 2- الإبانة عن معاني القراءات» لمكي بن أبي طالب القيسي.» ت: 437ه», تحقيق محي الدين رمضانء دار المأمون للتراث. ط1ء 1399ه - 1979م. 3 - إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع؛ لأبي شامة المقدسيء ت: 665ه» تحقيق إيراهيم عطوة عوضء دار الكتب العلمية» بدون تاريخ. 4- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشرء لشهاب الدين أحمد الدمياطي الشهير بالبناء ت: 1117ه», وضع حواشيه الشيخ أنس مهرة» منشورات محمد علي بيضون. دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» 1422ه -2001م. 5- إتقان البرهان في علوم القرءان» لفضل عباسء دار الفرقان» بدون تاريخ. 6 - الإتقان في علوم القرءان» لجلال الدين السيوطي. ت: 911ههء تحقيق فواز أحمد زمرليء دار الكتاب العربيء» بيروت - لبنان» ط2؛: 1422ه - 2001م. 7- الاختيار في القراءات العشرء لأبي محمد عبد الله بن علي الحنبلي البغدادي المععروف بسبط الخياطء ت: 541ه, تحقيق عبد العزيز السبرء 1417ه. 8- أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات» لأحمد محمود عبد السميع الحفيان» منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1422ه - 2001م. 9- أضواء البيان في إيضاح القرءان بالقرءان» للشنقيطيء عالم الكتب» بيروت» بدون تاريخ. 0 - الإعجاز والقراءات» فتحي عبد القادر فريدء دار العلوم للطباعة والنشرء ط1ء 1402ه - 2م. 1- إعراب القرءان» لأبي جعفر النحاس» ت: 338ه, تحقيق زهير غازي زاهدء عالم الكتبء مكتبة النهضة العربية» ط2» 1405ه - 1985م. 2 - إعراب القراءات السبع وعللهاء لابن خالويه» ت: 370هء, تحقيق وتقديم عبد الرحمن بن سليمان العثيمين» مكة المكرمة - جامعة أم القرى؛ مكتبة الخانجيء القاهرة.ء ط1ء 1413ه - 2 م. 3 - إعراب القراءات الشواذء لأبي البقاء العُكبّري: ت: 616ه, دراسة وتحقيق محمد السيد أحمد عزوزء عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع» بيروت - لبنان» 1417ه -1996م. 4 - الأعلام للزر كليء دار العلم للملايين» بيروت؛ طكء 1980م. 5 - الإقناع في القراءات السبع؛ لأبي جعفر الأنصاري المعروف بابن الباذشء. ت: 540ه»؛ تحقيق أحمد فريد المزيديء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1419ه - 1999م.

223

6 - إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرعانء لأبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري» ت: 616هه دار الكتب العلمية» بيروت - لبنانء» ط[1ء - 1979م.

7 - إنباء الغْمّر بأبناء العُئْر لابن حجر العسقلاني» ت: 852هه دار الكتب العلمية: بيروت - لبنان» ط2» 1406ه - 1986م.

8 - الأنسابء, لأبي سعد عبد الكريم بن محمدء ابن منصور التميمي السمعاني» ت: 562ه, تقديم وتعليق عبد الله عمر الباروديء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1408ه - 1988م.

9 - أوضح المسالك إلى ألفية مالك» للأنصاري ومعه مصباح السالك إلى أوضح المسالكء دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع؛ 1420ه - 2000م.

0 - البحر المحيط» لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي» ت: 745ه», دراسة وتحقيق وتعليق عادل عبد الموجود وآخرين» منشورات محمد علي بيضون. دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» طء 1422ه - 2001م.

1 - البحر المديد في تفسير القرءان المجيدء لأبي العباس المهدي؛ تحقيق عمر أحمد الراوي» منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1423ه - 2002م.

2 - البداية والنهاية» لأبي الفداء ابن كثيرء ت: 774هه دار الفكرء بيروت؛ طبعة جديدة منقحة. 8ه-1978م.

3 - البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع؛ للشوكاني» ت: 1250ه, دار المعرفة» بيروت- لبنان» بدون تاريخ.

4 - البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» للشيخ عبد الفتاح القاضيء مكتبة انس بن مالك» مكة المكرمة. ط1ء 1423ه - 2002م.

5 - البرهان في علوم القرءان» لبدر الدين محمد بن عبد الله الزركشيء ت: 794ه», خرج حديته وقدم لهء وعلق عليه مصطفي عبد القادر عطاء منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» 1422ه - 2001م.

6 - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة» للسيوطي. ت: 911ه, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» المكتبة العصرية» بيروت» بدون تاريخ.

7 - تاريخ الفرق الإسلامية ونشأة علم الكلام» لعلي مصطفى القرابيء؛ مكتبة الأنجلو المصرية؛» ط22 5 م.

8 - تاريخ بغداد؛» للخطيب البغدادي.» ت: 463ه, دار الفكرء بدون تاريخ.

9 - تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة» لابن الجزريء ت: 833: دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1404ه - 1983م.

224

0 - التحرير والتنويرء لمحمد الطاهر بن عاشورء دار سحنون للنشر والتوزيعء تونسء بدون تاريخ.

1 - تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين» لابن الجزريء شرح الشوكاني» تخريج وتحقيق سيد إبراهيم وآخرينء دار الحديثء القاهرة. ط1ء 1419 - 1998م.

2 - التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية» لفالح بن مهدي آل مهديء. تصحيح وتعليق عبد الرحمن بن صالح المحمودء مكتبة الحرمين» الرياضء ط2 ٠‏ 1405ه.

3 - تذكرة الحفاظء. لشمس الدين الذهبي» ت: 748ه, وضع حواشيه زكريا عميرات» منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1419ه - 1998م.

4 - تفسير السمرقندي المسمي: بحر العلوم» لنصر بن محمد بن أحمدء أبو الليث السمرقنديء. ت: 1ه., تحقيق علي محمد معوض وآخرينء دار الكتب العلمية؛ بيروت - لبنان» - 1993م.

5 - التفسير الكبير المشهور بمفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي » دار الفكرء بدون تاريخ.

6 - تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرءان» لابن جرير الطبريء ت: 310ه دار الككتب العلمية» بيروت - لبنان»ء 1412ه - 1992م.

7 - تفسير عبد الرزاق» ت: 211ه», تحقيق دكتور محمد عبده» منشورات محمد علي بيضون» دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان » ط1ء 1419ه ‏ 1999م.

8 - تفسير غرائب القرءان ورغائب الفرقان على مصحف التهجد لنظام الدين القمي النيسابوري» ت: 728هء ضبطه؛ وخرج أحاديثه الشيخ زكريا عميراتء دار الكتب العلمية» ب يروت - لبنان» ط1ء 1416ه - 1996م.

9 - تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسيرء للشوكاني» ت: 1250ه» حققه وخرج أحاديثه سيد إبراهيم» دار الحديثء القاهرة» 1423ه - 2003م.

0- نفسير فتح القدير للشوكاني.ء ت: 1250هء طبعة دار إحياء التراث العربي» بيروت» بدون تاريخ.

1 - التفسير والمفسرونء لمحمد حسين الذهبيء مكتبة وهبة» القاهرة» ط6» 1416ه - 1995م. 2- تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع» تأليف سيد لاشين» وخالد محمد الحافظ العلمي؛ دار الزمان للنشر والتوزيع؛ ط4: 1421ه.

3- تقريب النشر في القراءات العشرء لابن الجزري.ء ت: 833ه», تحقيق علي عبد القدوس عثمان الوزيرء دار إحياء التراث العربي» بيروت - لبنان»ء ط1ء 1421ه - 2000م.

4 - تهذيب التهذيب» لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني» تحقيق مصطفي عبد القادر عطاء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1415ه - 1994م.

225

5 - تهذيب الكمال في اسماء الرجال لجمال الدين أبي الحجاج يوسف المزيء ت: 742ه» تحقيق بشار عواد معروفء مؤسسة الرسالة» ط1ء 1413ه - 1992م.

6 - تهذيب اللغة» لأبي منصور الأزهريء ت: 370هء تحقيق عبد السلام هارون» راجعه الأستاذ أحمد علي النجارء الدار المصرية للتأليف والترجمة» بدون تاريخ.

7- توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيراً وإعراباً عبد العزيز الحربيء دار ابن حزم للنشر والتوزيعء» ط1ء 1424ه - 2003م.

8 - التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني» ت: 444ه, دار الكتب العلمية» بييروت - لبنان» ط1ء 1416ه - 1996م.

9 - الجامع لأحكام القرءان» لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبيء مراجعة وضبط وتعليق محمد الحفناوي» خرج أحاديثه محمود عثمان» دار الحديثء القاهرة» بدون تاريخ.

0 - الجرح والتعديل» لعبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس» أبو محمد الرازيء ت؛ 327ه. دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

1 - حجة القراءات» لأدئن زرعة:؛ عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة» ت: 450ه, تحقيق وتعليق سعيد الأفغاني» مؤسسة الرسالة» بيروت. ط4. 1404ه - 1984م.

2 - الحجة في القراءات السبع» للحسين بن أحمد بن خالويه» ت: 370ه, تحقيق عبد العال مكرمء مؤسسة الرسالة» ط6. 1417ه - 1996م.

3- الحجة في علل القراءات السبع» لأبي علي الفارسي. ت: 377» تحقيق علي النجدي نالصف وآخرينء مراجعة الهيئة المصرية العامة للكتاب» 1403ه -1983م.

4 - الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار الحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبو بكر بن مجاهد.ء لأبي علي الفارسيء تعليق كامل مصطفى الهنداوي؛ دار الكتب العلمية؛ بيروت - لبنان» ط1ء -2001م.

5 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانيء» ت:430ه., المكتبة السلفية» بدون تاريخ.

6 - حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشرء تأليف عبد الرزاق البيطارء تحقيق» وتنسيق» وتعليق محمد بهجت البيطارء دار صادرء بيروت؛ ط1ء 1413ه - 1993م.

7 - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر بن عمر البغدادي. ت: 1093هم, تقديم وإشراف محمد نبيل طريفيء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1418ه - 1998م.

8 - در السحابة في مناقب القرابة والصحابة» للشوكانيء» تحقيق حسين عبد الله العمريء دار الفكقر

المعاصرء بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

226

9 - الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي» ت: 756ه»؛ تحقيق علي محمد معوض وآخرينء قدم له أحمد محمد صبرة:؛ دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان»ء ط1ء 1419ه - 4 إام.

0 - دراسة الطبري للمعني من خلال تفسيره جامع البيان» إعداد محمد المالكيء المملكة المغربية» وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية» 1417ه - 1996م.

1 - دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرءان للخرازء لإبراهيم بن أحمد المارغني التونسي» تحقيق عبد الفتاح القاضيء دار القرءان للطباعة والنشر والتوزيعء القاهرة» بدون تاريخ. 2 - ديوان الأعشىء, تحقيق فوزي عطويء الشركة اللبنانية للطباعة والنشر والتوزيعء بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

3- ديوان الشوكاني ( أسلاك الجوهر تحقيق ودراسة حسين بن عبد الله العممريء ط22 - 1986م.

4 - ديوان امرئ القيس» تحقيق حنا الفاخوريء دار الجيل» بيروت؛, ط1ء 1409ه - 1989م. 5- ديوان طرفة بن العبد» دار صادر بيروتء بدون تاريخ.

6 - الرسائل السلفية في إحياء سنة خير البرية يله لالشوكانيء دار الكتب العلمية. بيروتء» -1930م.

7- روح المعاني في تفسير القرءان العظيم والسبع المثاني» لأبي الفضل محمود الآلوسيء ت: دار الفكر. بيروت» بدون تاريخ.

8 - سنن أبي داوود السجستاني» سليمان بن الأشعث.ء ت: 275ه» تخريج وتعليق الإمام الألباني» اعتني به مشهور سلمانء مكتبة المعارفء الرياضء» ط1ء 1417ه.

9 - سنن الترمذيء لمحمد بن عيسىء ت: 279ه», تخريج و تعليق الإمام الألبانيء اعتتني به مشهور سلمان:ء مكتبة المعارفء؛ الرياضء. ط1ء 1417ه.

0 - سير أعلام النبلاء» للذهبيء ت: 748ه»ء مؤسسة الرسالة» ط11؛» 1422ه - 2001م.

1- السيل الجرار المتدفق علي حدائق الأزهارء للشوكاني» ت: 1250ه»ء تحقيق محمود إبراهيم زايدء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» 1405ه - 1985م.

2 - شذرات الذهب في أخبار من ذهبء لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي» ت:1089ه» طبعة جديدة» دار أحياء التراث العربي» بيروت» بدون تاريخ.

3- شرح العقيدة الواسطية؛ لابن تيمية» ت: 728ه», شرح محمد الصالح العثيمين» خرج أحاديثه واعتنى به سعد بن فواز الصميلء دار ابن الجوزيء ط6؛ 1421ه.

4 - شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائهاء جمع وتصحيح أحمد الشنقيطيء دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيعء ط3. 1980م.

227

5 - شرح ديوان جريرء تأليف محمد إسماعيل الصاويء منشورات دار مكتبة الحياة» بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

6 - شرح كتاب التيسير للداني في القراءات المسمى الدر النثير والعذب النميرء لأبي محمد المالكي الشهير بالمالقي» ت: 705ه, تحقيق عادل عبد الموجود. وعلي معوضء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1424ه - 2002م.

7- صحيح البخاريء لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاريء» ت: 256ه», مراجعة وضبطء وفهرسة الشيخ / محمد علي القطبء. والشيخ همام البخاريء المكتبة العصرية» بيروت» ط2» -1997م.

8 - صحيح الجامع الصغير وزيادته» المسمى ( الفتح الكبير لمحمد ناصر الدين الألباني»ء جمعية إحياء التراث الإسلامي. ط3؛ 1421ه - 2000م.

9 - صحيح مسلمء لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري» ت: 261ه, تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي» مطبعة دار إحياء الكتب العربية» بدون تاريخ.

0 - ضبط لفظ القرءان و معناهء لمحمد رواس قلعجيء منشورات لجنة مكتبة البيت» شركة الشعاع للنشرء الكويت. ط1ء 1406ه - 1986م.

1 - طبقات الحفاظ؛ للسيوطي.ء ت: 911ه, دار الكتب العلمية» بيروت- لبنان» ط2,» 1414هل- 4 م.

2 - طبقات المفسرين» لشمس الدين الداوديء ت: 945: راجع النسخة» وضبط أعلامها لجنة من العلماء» دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

3 - طبقات فحول الشعراءء لابن سلام الجمحي» تحقيق محمود محمد شاكرء طبعة دار المدني - جدة,

4 - طلائع البشر في توجيه القراءات العشر لمحمد الصادق قمحاويء ط1ء بدون تاريخ.

5 - العبر في خبر من غبرء للذهبي» تحقيق محمد زغلولء دار الكتب العلمية» بييروت - لبنان» بدون تاريخ .

6 - العقيدة الصافية للفرقة الناجية» لسيد سعيد عبد الغني» تقديم سعود الشريم وآخرينء دار طيبة الخضراءء مكة المكرمة» ط1ء 1422ه - 2001م.

7 - علم القراءات» لنبيل بن محمد إبراهيم آل إسماعيلء تقديم عبد العزيز أل الشيخ» مكتبة التوبة» الرياض - السعودية؛ ط1؛ء 1421ه - 2000م.

8 - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ معجم لغوي لألفاظ القرءان الكريمء؛ للسمين الحلبيء» تحقيق» وتعليق محمد التونجيء عالم الكتب. ط1ء 1414ه - 1993م.

9 - غاية النهاية في طبقات القراءء لابن الجزريء دار الكتب العلمية؛ بيروت - لبنانء ط3» -1982م.

2258

0 - الغاية في القراءات العشرء للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني. ت: 1هه دراسة» وتحقيق محمد غياث الجنباز» دار الشروقء الرياض - المملكة العربية السعودية» ط2: 1411ه - 1990م.

1 - غيث النفع في القراءات السبع» لعلي النوري الصفاقسيء ت: 1118هء؛ ضبطه ونسخهء وخرج أحاديثه» محمد عبد القادر شاهين؛ دار الكتب العلمية؛ بيروت لبنان» ط1ء 1419ه - 9م.

2 - الفرق بين الفرقء لعبد القادر بن طاهر بن محمد البغدادي الإسفرائيني» التميمي» تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميدء دار المعرفة» بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

3 - في رحاب القرءان الكريم؛ لمحمد سالم محيسنء مكتبة الكليات الأزهرية.» 1400ه -1980م.

4 - القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي؛ لمحمد أحمد الصغيرء دار الفكر المعاصرء بيروت - لبنان» ط1اء 1419ه - 1999م.

5 - القراءات القرءانية * تاريخها * ثبوتها * حجيتها * أحكامها * لعبد الحليم قابة؛ إشرافء ومراجعة» وتحقيق مصطفى سعيد الحن» دار العرب؛ بيروتء» ط1ء بدون تاريخ.

6 - القراءات» لشعبان محمد إسماعيلء دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة» - 1986م.

7 - القواعد والإشارات في أصول القراءاتء للقاضي أحمد الحمويء ت: 791» تحقيق عبد الكريم بكارء دار القلم» دمشق» ط1ء 1406ه - 1986م.

8 - الكاشفء, للذهبيء ت: 748ه»ء تحقيق عزت علي عبد عطية» موسي محمد علي الموشي دار الكتب الحديثة» القاهرة. ط1ء 1392ه - 1972م.

9 - كتاب التاريخ الكبيرء: للبخاري» ت: 256ه, طبع تحت مراقبة محمد عبد المجيد خانء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

0 - كتاب التذكرة في القراءات» لأبي الحسن طاهر بن غلبون» ت: 399هء, تحقيق عبد الفتاح بحيري إبراهيمء الزهراء للإعلام العربي» القاهرة. ط2» 1411ه - 1991م.

1 -كتاب السبعة في القراءات» لأبي بكر ابن مجاهدء ت: 324ه», تحقيق شوقي ضيفه دار المعارف ط3»؛ بدون تاريخ.

2 -كتاب المصاحف لابن أبي داوودء ت: 310هء مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع» بدون تاريخ.

3 - كتاب سيبويه لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبرء تحقيق وشرح عبد السلام هارون؛ دار الكتب العلمية بيروت؛: ط3؛ 1408ه - 1988م.

4 -الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل» لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي. ت: 538ه, تحقيق عبد الرزاق المهديء دار إحياء التراث العربيء» ومؤسسة الرسالة» بيروت - لبنان» ط2؛. 1421ه - 2001م.

229

5 - الكشف عن وجوه القراءات السبع» لمكي بن أبي طالب القيسي. ت:437ه, تحقيق د. محي الدين رمضان» مؤسسة الرسالة» ط2؛» 1401ه - 1981م.

6 - الكنز في القراءات العشرء لعبد الله الواسطي. ت:740ه» تحقيق هناء الحمصيء دار الكتب العلمية» بيروت- لبنان» ط1ء» 1419ه - 1998م.

7 - لسان العربء لمحمد بن مكرم بن منظور الأنصاريء ت: 711هء دار صادرء بيروتء بدون تاريخ.

8 - لسان الميزان» لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني» مؤسسة الأعلمي للمطبوعات» بيروت - لبنان» ط3» 1406ه - 1986م.

9 - لطائف الإشارات لفنون القراءات» لشهاب الدين القسطلاني» تحقيق عامر السيد عثمان» وعبد الصبور شاهينء القاهرة» 1392ه - 1972م .

0 - المبسوط في القراءات العشرء لأبي بكر الأصفهانيء» تحقيق جمال الدين محمد شرفه دار الصحابة للتراث بطنطاء ط1ء 1424ه - 2003م.

1 -متن الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبعء. للشاطبيء» ت: مؤسسة قرطبة؛ط1» 1421ه - 2001م.

2 - مجمع البيان في تفسير القرءان» للفضل بن الحسين بن الفضل الطبرسيء ت: 548ه. تحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتيء دار إحياء التراث العربي» ومؤسسة التاريخ العربي» بييروت - لبنان »ط1ء بدون تاريخ.

3 - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنهاء لأبي الفتح عثمان بن جني الأزدي» ت: 392ه., تحقيق علي النجدي ناصف وآخرينء لجنة إحياء التراث الإسلامي» بدون تاريخ.

4 - المحرر الوجيز في تفسير القرءان العزيزء لابن عطية الأندلسيء» ت:518ه, تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد » منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط]1ء - 2001م.

5 - مختار الصحاح, لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازيء» دار الحديثء القاهرة» بدون تاريخ.

6 - مختصر في شواذ القرءان» لابن خالويه» ت: 370هه» دار الهجرة: بدون تاريخ.

7 - المستدرك على الصحيحينء لمحمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.ء ت: 405ه»؛ تحقيق مصطفى عبد القادر عطاء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1411ه - 1990م.

8 - المستنير في تخريج القراءات المتواترة من حيث اللغة - الإعراب - التفسير لمحمد سالم محيسنء دار الطباعة المحمدية بالأزهر - القاهرة» 1396ه - 1976م.

9 - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي» تأليف أحمد بن محمد بن علي المقرئ الفيومي» ت: 770هء, تصحيح مصطفى السقاء بدون تاريخ.

230

0 - معاني القرءان» لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراءء ت: 207ه, تحقيق عبد الفتاح شلبي» دار السرورء بدون تاريخ.

1 - معاني القراءات» لأبي منصور الأزهري.ء ت: 370ه», تحقيق ودراسة عيد مصطفى درويش» وعوض بن حمد القوزي» ط1ء 1412ه - 1991م.

2 - معجم الأدباء. لكامل سلمان الجبوري» منشورات محمد علي ب يضون. دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1424ه - 2003م.

3 - معجم البلدان» لشهاب الدين» أبي عبد الله ياقوت الحموي.ء ت: 626ه, تحقيق مزيد عبد العزيز الجنديء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان»ء ط1ء 1410ه - 1990م.

4 - معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة» مكتبة المثني» دار إحياء التراث العربي» بيروتء بدون تاريخ.

5 -المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية» لإميل بديع يعقوبء, دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1417ه - 1996م.

6 - المعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرينء بدون تاريخ.

7 - معجم حفاظ القرءان عبر التاريخ» لمحمد سالم محيسنء دار الجيل» بيروت؛ ط1ء 1412ه - 2 م.

8 - معجم مقاييس اللغة» لابن فارسء تحقيق عبد السلام هارونء دار الجيل» بيروت» بدون تاريخ. 9 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصارء للذهبيء» ت: 748ه, تحقيق لأبي عبد الله محمد حسن إسماعيل الشافعيء دار الكتب العلمية» بيروت لبنان» ط1ء 1417ه - 1997م.

0 - مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني؛ لأبي العلاء الكرماني» ت: 563ه, دراسة» وتحقيق عبد الكريم مصطفى مدلجء دار ابن حزمء بيروت - لبنان» ط1ء 1422ه -2001م.

1 - المفردات في غريب القرءان» لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني» ت: 502ه, راجعه وقدم له وائل أحمد عبد الرحمنء المكتبة التوثيقية» القاهرة» بدون تاريخ.

2 - المكرر فيما تواتر من القراءات وتحررء لأبي حفص عمرو بن قاسمء المعروف بالنشارء من علماء القرن التاسع هجريء تحقيق: أحمد محمود عبد السميع الشافعي الحفيان» منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية بيروت - لبنان» ط1ء 1422ه - 2001م.

3 - منجد المقرئين ومرشد الطالبين» لابن الجزريء ت: 833ه, مكتبة القدسي للنشر والتوزيع» ط1ء 1416ه - 1996م.

4 - منهج أبي حيان في عرضه للقراءات وأثرها في تفسيره البحر المحيط؛. رسالة ماجستيرء لأحلام محمد طويرء 1421ه - 2000م.

5 - منهج الإمام الطبري في القراءات في تفسيره؛ للدكتور عبد الرحمن الجمل» رسالة ماجستيرء الجامعة الأردنية. 1412 - 1992.

231

6 - منهج القرطبي في القراءات وأثرها في تفسيره» رسالة ماجستيرء لجمال سحلوب؛: 1426ه - 5م.

7 - المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق طيبة النشرء لمحمد سالم محيسنء مكتبة الكليات بالأزهرء دار الأنوار للطباعة» ط2» 1389ه - 1978م.

8 - الموسوعة القرءانية المتنخصصة:؛ إشراف وتقديم محمود حمدي زقزوقء القاهرة. 1423ه- 3م.

9 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال» للذهبي» تحقيق علي محمد البيجاويء» دار المعرفة» بييروت- لبنان» ط1ء 1382ه - 1963م.

0 - النشر في القراءات العشرء لابن الجزريء ت: 833ه»ء قدم له علي الضباع» وخرج أحاديثه زكريا عميرات» منشورات محمد علي بيضونء دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان» ط1ء 1418ه - 8 م.

1 - نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخيار» للشوكاني.» ت: 1250هء طبعة جديدة منقحة:؛ دار ابن حزمء بيروت - لبنان» ط1ء 1421ه - 2000م.

2 - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيههاء لمحمد سالم محيسنء دار الجيل» بيروت؛. ط1ء 1417ه -1997م.

3 - هجر العلم ومعاقله في اليمن» لإسماعيل بن علي الأكوعء؛ دار الفكر المعاصرء بيروت - لبنان» ط1ء 1416ه - 1995م.

4 - الوافي في شرح الشاطبية» لعبد الفتاح القاضيء دار السلام للنشر والتوزيع والترجمة» ط]1ء - 2003م.

5 - الوسيط في تفسير القرءان المجيدء لأبي الحسن الواحدي النيسابوريء» ت: 460ه, تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وآخرينء دار الكتب العلمية» بيرون - لبنان» ط1ء 1415ه- 1994م. 6 - وفيات الأعيان» لأبي العباس شمس الدين بن محمد بن خلكان» ت: 681هء تحقيق: إحسان

عباسء دار الثقافة» بيروت - لبنان» بدون تاريخ.

عا 6 عاد عاد كز علد كد كإد كز عد عد عإد عاد

232

سادساً: فهرس الموضوعات الموضوع المقدمة التمهيد: مدخل في علم القراءات» وأهميته في تفسير القرءان الكريم المطلب الأول: تعريف القراءات. المطلب الثاني: أركان القراءة المقبولة. المطلب الثالث: أنواع القراءات. المطلب الرابع: أهمية القراءات في التفسير المطلب الخامس: القراء الأربعة عشرء ورواتهم الفصل الأول: الإمام الشوكانيء وحياته العلمية المبحث الأول: الإمام الشوكاني. وعقيدته؛ ومذهبه المطلب الأول: اسمه» ونسبه المطلب الثاني: مولده» ونشأته» ووفاته المطلب الثالث: عقيدته ومذهبه المبحث الثاني: حياة الشوكاني العلمية المطلب الأول: طلبه للعلم المطلب الثاني: كلام العلماء فيه المطلب الثالث: شيوخه؛ وتلاميذه المطلب الرابع: آثاره العلمية» ومصنفاته الفصل الثاني: القراءات التي عرضها الشوكاني في تفسيره المبحث الأول: أنواع القراءات التي عرضها المطلب الأول: ذكره القراءات المتواترة المطلب الثاني: ذكره القراءات الصحيحة المطلب الثالث : ذكره القراءات الشاذة المبحث الثاني: نسبة القراءات إلى قرائهاء وبلدانها المطلب الأول: ذكره القراءات منسوبة إلى قرائها المطلب الثاني: ذكره القراءات منسوبة لأهل البلد المطلب الثالث : ذكره القراءات منسوبة إلى الجمهورء أو العامة» أو الجماعة المطلب الرابع: ذكره القراءات غير منسوبة لأحد الفصل الثالث: منهج الإمام الشوكاني في توجيه القراءات

2233

المبحث الأول: تعريف التوجيه. ومصطلحاته؛ ورأي العلماء فيه المطلب الأول: تعريف التوجيه ومصطلحاته المطلب الثاني: رأي العلماء في التوجيه المبحث الثاني: توجيه القراءات بالمأثور المطلب الأول: توجيه القراءات بالقرءان» أو بقراءة أخرى المطلب الثاني : توجيه القراءات بالسنة المطلب الثالث : توجيه القراءات من أقوال الصحابة» أو من مصاحفهم المطلب الرابع: توجيه القراءات من أقوال التابعين المبحث الثالث: توجيه القراءات من لغة العرب المطلب الأول: توجيه القراءات بالاشتقاق المطلب الثاني: توجيه القراءات بالشعر المطلب الثالث : توجيه القراءات من أقوال المفسرين» وعلماء اللغة» ولغات العرب المطلب الرابع: توجيه القراءات بالبلاغة المطلب الخامس؛ توجيه القراءات بالنحو المبحث الرابع: توجيه القراءات بالرسم العثماني. وأحكام التلاوة الفظلبة الأول: تغريف الريكم لعةة واضَطالاحا المطلب الثاني: توجيه القراءات بالرسم العثماني المطلب الثالث: توجيه القراءات بأحكام التلاوة والتجويد المبحث الخامس: توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية ومسائل العقيدة المطلب الأول: توجيه القراءات لبيان الأحكام الفقهية المطلب الثاني: توجيه القراءات لبيان مسائل العقيدة المبحث السادس: ذكره القراءات بدون توجيه الفصل الرابع: منهج الشوكاني في الترجيح والاختيار المبحث الأول: تعريف الترجيح والاختيار المطلب الأول: تعريف الترجيح لغة» واصطلاحاً المطلب الثاني: تعريف الاختيار لغة» واصطلاحاً المبحث الثاني: رأي العلماء في الترجيح والاختيار المطلب الأول: رأي العلماء في الاختيار المطلب الثاني: رأي العلماء في الترجيح المبحث الثالث: منهج الشوكاني في اختيار القراءات المطلب الأول: ذكره اختيار العلماء 234

56

56

59

595

595

100 102 105 1058 1058 110 114 100 112 125 125 126 1129 136 136 139 102 145 146 146 101 149 149 1531 139 139

المطلب الثاني: اختياره للقراءات المظلب الكالك: ذكره اكتيار المفسرين للقراءاك

المبحث الرابع: منهج الشوكاني في ترجيح القراءات؛ والحكم عليها

المطلب الأول: منهج الشوكاني في ترجيح القراءات المطلب الثاني: منهج الشوكاني في الحكم على القراءات الفصل الخامس: القراءات في الميزان عند الشوكاني المبحث الأول: ما له من مميزات

المبحث الثاني: ما عليه من مآخذ

الخاتمة

الخلاصة

الفهارس العامة

فهرس الاآيات

فهرس الأحاديث

فهرس أبيات الشعر

فهرس الأعلام

فهرس المصادر والمراجع

فهرس الموضوعات

225

166 169 100 1/0 1/9 1637 16 101 156 201 202 203 217 218 219 223 2233

111

عطا أنامطة ككللة غآ . طملاكخ 01 ماعط عطا نإ لعطقتصمة مععط حفط لاعتوعوع؟ 115" علط 2)125ء0165 12 ( لطتط 01 ل0ع25ع1م ع5 طمللخ :22233) تصهء]اتتمطذ-لخ 01 ل0مطأاعحط 62 عع181-020 طتدط 01 50012 عغطا 01 5مأفصمامعدء عطا ع مكنال غأهدمرء 0 عط م7111 10 عطامع مله 1[ .عع08ع120171 3120 23113605 ماععتاع6 وعماططامء

الأعتوع5ة1 قلطا 01 دالتاوع1 عطا 01 5102 1[عمم

أ[. ععطعتع1ع1 ]01132م122 مله 15 اعع1-0020لخ طنهة1 01 2مأهسممامعء ع1 : أوتا"] . 5أ2ع5]30 3201 5اعطعتدعوع1 101 1تا1ع15ا 135 320 11131215 ع1مد[؟] عطا 0عتكرع5 غ00 20 ما عله0ه6 قلطا 01 طامعل عطا صداع117 10تامطد كتعطعتوعوع] تتعتاع 1101

1101: 30 201.

15 غ1, 50. 5001 615 12 غمو1ء0)-[لخ 01 05طكا 1آد 0ع1أمعدع01 لمدعاكتقطد : 560120 . ©1611 ]120001130 مله كه 60251010

عطا, طقصضطناك , هتنا( عطاكن 56 5001 كتلط 0ع01]6مم50 تماتقطك : لستطط1' . 112110اعع1 01 13585 كاعء:101101 220 221025 مطامء 01 هلخ تتم

طع177 ]06122 امع تتتاعع1 عطا 5لمعقعل :12117 امهع] كتقطد : طأتتنده"] 110

كه عطز ع1ه600 قلط ص1 :119تاكتأمعام أمدمء0) لعأ معوع01 اممع]اكتتقطذ : 111 . 3أع31آ1 وتاعطاه 01 كمم1واعع0 عطا

210 0615025 15 10 41-0019224 361515116125 12 لعأوع1211 تمع[ كتتقطكذ : عط التاممطاة مغ (9ه1[ء051157م و5ع53157 كلط1'. وعتتاصتامء

01 عندهد 0ع116111)د عط طعط7؟؟ 0ع0ممع»511 ع5 ]201 1135 امتهعاتتقطك : طأأمسعمء5 15 15 10 201 10216ء0)

15 عط 061224) اع 1ناعع1 عع تكاء6 0م31 1ألعتء 0111 تمدع تتقطذ معط 1 : اخطع اا . أوء6 عطا ما وتع؟اع1 70105 5010

71 , :131 1735 061221 01 العططاع 0[ 1'5مدعانتتقط5 اع تامطالخ : طاسزاح .5001 قط مآ وعكلة]2215 ع2اه5

24 ططلة؟1 1760ء5 70 امهءا[كتقطك دوع1ط مغ طذالذث عءامكمآا 1 : كللمسا”] 00ج قلط د5ع0011 طقلاخ :54133 .كستائن/1