الجامعة الإسلامية - غزة عمادة الدراسات العنليا كليةأصولالدين قسم التفسير وعلوم القرآن

فضل محمد صلى الله عليه وسلم وأمته في القرآن الكريم

(دراسة موضوعية)

إعداد الطالب محمد عبد الخالق محمد خله

إشراف الدكتور/ رياض محمود قاسم

قدم هذا البحث استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين

:هنس 5..ء"”

(مُحَمَّدْ رسئول الله وَالّذين مَعَهُ أَشْدَاءٌ على الكقار رُحَمَاءِ بَيْنَهُمْ نَرَاهُمْ ركعًا سُجدًا يعون فضنًا من الله وَرِضوانا سيمَاهُم في وُجوههم من أَثَر السّجُود ذلك مِثَلَهُم

في التؤراة وَمَتلهُمْ في الإنجيل كزع أخْرج شطأة قزر فاستغلظ فاستوى علَى صوق تتح الإراع ا ليَغيظ بهم الكقار وَعَدَ الله الذين آَمَنوا وَعَملُوا الصالحات منْهُم مَغفرة وَأَجِرًا عَظيمَ) | (الفتح:9؟)

إلى روح والدي الكريمين الذين هما سببٌ في وجودي وهدايتي وتعليمي بعد الله تعالى رحمهم الله تعالى وأسكنهما فسيح جناته.

إلى رفيقة دربي في الحياة زوجتي الغالية التي صبرت معي على حلو الحياة ومرها.

إلى أبنائي وبناتي الأعزاء الغاليين على قلبي وأزواجهم وأبناءهم.

إلى إخوتي الأحباب وأزواجهم وأبناءهم وأخواتي الحنونات وأزواجهن وأبنائهن. إلى إخواني في الله وأصحابي وأصدقائي الذين أخلصوا لي في أخوتهم وصحبتهم وحسن معاشرتهم.

إلى عائلتي وعشيرتي وأهل بلدتي الطيبة .

إلى هذه الحركة الغراء ومن أسسها شيخ فلسطين وإخوانه.

إلى الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض هذه البلاد المقدسة.

إلى الذين قضوا نحبهم وأيديهم على الزناد ثابتين في سبيل الله.

إلى الذين ينتظرون الشهادة وما بدلوا تبديلد.

إلى محضن العلم والعلماء» ومخرجة الأبطال والشهداء الجامعة الإسلامية برئاستهاء وعمدائهاء وأكاديميهاء والعاملين فيها.

إلى كل من أحب العلم والتعليم وناضل من أجل تحصيله.

إلى زملائي في كلية أصول الدين والدراسات العليا.

أقدم هذا الجهد المتواضع سائلاً المولى عز وجل أن يتقبله مني بقبول حسن وينفعني به في الدنيا والآخرة وينفع به الإسلام والمسلمين

شكر وتفسدير

انطلاقا من قول الله تعالى إومن يشكر فإنما يشكر لنفسه (لقمان:؟١)فإني‏ أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان بعد الله تعالى معترفاً لأهل الفضل بفضلهم لأستاذي ومشرفي فضيلة الدكتور/رياض قاسمء الذي عاش معي هذا البحث كله بدون أي تقصير فبذل لي من أغلى وقته الخاص وفتح لي بيته وذلل لي الكثير من الصعابء, بتوجيهاته ونصائحه المفيدة» فجزاه الله عني كل خير» وجعل ذلك في ميزان حسناته. كما أتقدم بالشكر والعرفان لأستاذي الفاضلين رن ده المناقشة:

الدكتور/ عبد السلام اللوح

الدكتور/ جمال الهوبي

الذين منحاني شرف الموافقة على مناقشة البحث وإثراءه بما أنعم الله عليهم من العلم والحكمة وتصحيح ما فيه من خطأء حتى يخرج البحث في أجمل صورة فجزاهم الله عني كل خير. والشكر موصول لبيتي الثاني لهذا الصرح الشامخ رائد العلم ومخرج العلماء والمجاهدين؛ والشهداء الجامعة الإسلامية» ممثلة برئاستها وعمدائهاء وكذلك الشكر الجزيل لجميع العاملين فيها من أكاديميين وإداريين وخدمات.

والشكر كل الشكر لعمادة الدراسات العليا ممثلة بعميدها والإداريين والعاملين فيهاء التي أعطتنا هذه الفرصة الذهبية لإكمال الدراسات العلياء والشكر موصول لكليتي الحبيبة كلية أصول الدين ممثلة بعميدها والإداريين وجميع الموظفين فيهاء والتي كانت لي المحضن الأول للعلم في هذه الجامعة.

والشكر موصول إلى كل من ساعدني وساهم معي في إتمام هذه الرسالة المتواضعة سواء بفكره أو جهده أو بدعائه لي بالتوفيق وأخص بالذكر أخي الحبيب الشيخ /ناصر معروفء. وأخي الشيخ محمود خله؛ وابن أخي الحبيب/ ميسره أحمد خله الذي قام بطباعة هذه الرسالة وبذل فيها أغلى وقته.وكذلك الشيخ / عبد الباري خله» أسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم فجزاهم الله عني كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة

الحمد لله رب العالمين» حمداً كثيراً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه: والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمديك وعلى آله وصحبه أجمعين» وأشهد أن لا إله إلا الله » وحده لا شريك له» خلق فسوىء وقدر فهدىء وجعل الذكر والأنثى»وخلق الموات والحيّاة ليبلوكا أيذا أحشن. عملا . وأشهد أن محمذا عيذة وومنولة» بلع الرسحالة ليذه الأمة كما أمره بها ربه» فكان خير مبلغ» وخير ناصح لأمته» حتى وضعها على المحجة البيضاءء ليلها كنهارهاء لا يزيغ عنها إلا هالك.

أما بعد:

فإن من سنة الله تعالى في خلقه» أن فاضل بين المخلوقات كلهاء ففضل المؤمنين من الآدميين على جميع مخلوقاته. وفاضل بين المؤمنين» ففضل الأنبياء على سائر المؤمنين. وفاضل بين الأنبياء ففضل محمداً 6 عليهم. وفاضل بين الملائكة» ففضل جبريل -عليه السلام - عليهم. وفاضل بين الأمم» ففضل أمة محمدقة على الأمم كلهاء فجعلها خير أمة أخرجت للناس. وفاضل بين الناس» فجعل المؤمنين والصالحين خيراً من الكافرين والطالحين. وفاضل بين الأماكن والمقدساتء؛ فجعل المساجد خير بقاع الأرضء؛ وجعل المساجد الثلاثة خير مساجد الأرض كلهاء حتى أنه لا تشد الرحال إلا إليها. وفاضل بين هذه المساجد الثلاثة فجعل المسجد الحرام أفضلهاء ثم المسجد النبويء ثم المسجد الأقصى. وفاضل بين البلاد» فجعل مكة أفضلهاء ثم المدينة» ثم بلاد الشام. وفاضل بين الأمور المعنوية» ففضل الخير على الشر والصلاح على الفسادء والحسنة على السيئة» والإيمان على الكفرء والحسن والجمال على القبح» والنور على الظلمة» والفرح على الحزن. وما جعل الله تعالى هذا التفضيل بين مخلوقاته إلا من باب إسداء نعمته سبحانه على مخلوقاته» ليكرم من يستحق التكريم في الدنيا قبل الآخرة» وليمحص ويمتحن هذا الإنسان» ليحدد مصيره إما للثواب وإما للعقاب. وإذ يكتب الباحث في فضل محمد #8 وأمته على الخلائق كلهاء يرى أن الأفضلية والخيرية ليست لقباً أطلق على محمدفة وأمته من غير مضمونء ولكنه عنوان لحقيقة تجسدت في شخص محمدهة وأمته» حقيقة تجسدت في محمد 45 حيث سما بالإيمان؛» فأصبح أحب أهل الأرض إلى ربه وحقيقة تجسدت في أمتهء في دينها وفي عقيدتهاء وتفكيرهاء وتوجهات قلوبها وأقوالهاء وأفعالهاء حتى كانت النموذج الفاضل الذي يريهه الله تعالى للبشرية» حيث أخذت الدين لنفسها ولغيرها من الناس» فعملت بالدعوة إلى الحق والنهي

عن المنكرء حتى أصبحت أحب أهل الأرض إلى الله تعالى» فقال لها ا كنتم خير أمة أخرجت للناس» ( أل عمران١١٠)‏ ولكن لما تنكبت عن طريق ربهاء أذلها الله تعالى فأصبحت في ذيل القافلة بعد أن كانت في طليعتهاء وصارت تتسول على موائد الفكر الإنساني؛ بعد أن كانت بالقرآن منارة الهدى للحيارى والتائهين» وأخذت تضطرب في سيرهاء وتتأرجح في فكرهاء لا تعرف إلى أين المسير.

سبب اختبار الموضوع وأضميقه:

١‏ - أن هذا الموضوع له أهمية كبيرة في حياة هذه الأمة المفضلة على الأمم كلهاء وإن كانت قد غفلت عن هذه الأفضلية»

؟ - لأن الأمور اختلطت في حياة الناس» فأصبحوا يفضلون المفضول على الفاضلء والسيئ على الحسن» حتى وصل الأمر ببعضهم أن يفضل الطالحين على الصالحين» وأهل الكفر على أهل الإيمان» وأماكن اللهو على أماكن العبادة.

* - من خلال قراءة الباحث للقرآن الكريم وقف على آيات كثيرة تتعلق بفضل محمدقة وأمته مما شجعه على الكتابة في هذا الموضوع.

؛ - تشجيع بعض الأساتذة للباحث للكتابة في هذا الموضوع. الذي لم يطرح من قبل في رسالة علمية حسب علمه.

5 - محبة الباحث لهذه الأمة ونبيها#ة مما شده للبحث في هذا الموضوع. ولأجل الوصول لبيان فضل هذه الأمة على الأمم كلهاء وفضل نبيها على الخلق كلهم.

أهداف البحث:

١‏ - مرضة الله تعالى» فهي أسمى غاية في هذه الحياة الدنيا.

؟ - بيان سنة الله تعالى وعظمته في خلقه للمخلوقات» والتفضيل بينها.

" - بيان الفاضل والمفضول في هذه المخلوقات وبيان درجة التفاضل بينها.

4 - بيان حقيقة هذه الأمة وكرامتهاء وموطن عزتها بين الأمم» ومقامها عند ربها جل وعلا.

ه - بيان مظاهر هذه الكرامة في هذه الأمة» متى تبقى لها ومتى تفقدها.

5 - بيان الذلة التي وصلت إليها هذه الأمة لتركها مقومات عزتها وكرامتها.

٠‏ - إثراء المكتبة الإسلامية ببحث علمي في هذا الموضوعء حيث أن الباحث لم يجد أي رسالة علمية في هذا الموضوع.

الدراسات السابقة في هذا البحث : بعد الإطلاع على الدراسات السابقة في هذا الموضوعء ومن خلال مراسلة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة السعودية» ومن خلال الكشف في المكتبة الإلكترونية للجامعة الإسلامية في غزة: لم يجد الباحث رسالة تتناول هذا الموضوع من كل جوانبه» لكنه ورد على شكل إشارات في بعض الكتب أو على شكل مقالات بسيطة» على الشبكات الإلكترونية» أو بعض المجلات.

مدهج البحث : لقد اعتمد الباحث على المنهج الاستقرائي حسب خطوات التفسير الموضوعي وذلك عن طريق:

١‏ - جمع الآيات القرآنية التي تتناول هذه الدراسة من جميع نواحيها.

١‏ - وضع كل مجموعة من الايات تحت عنوان مناسب لها.

" - كتابة الآيات مدار البحثء بالرسم العثماني برواية حفص عن عاصم.

؛ - تفسير الآيات من كتب التفسير القديمة المعتمدة والحديثة.

د - عزو الآيات إلى سورهاء وذلك بذكر إسم السورة ورقم الآية.

5 - ذكر سبب نزول الآية إن وجد.

- الاستدلال بالأحاديث النبوية» والآثار التي تخدم البحث؛. وعزوها إلى مصادرها مع ذكر

حكم العلماء عليهاء إن لم تكن في الصحيحن ما أمكن. - عمل تراجم للأعلام المغمورين وكذلك البلدان والأماكن غير مشهورة. 4 - توثيق النصوص المنقولة في الهامش» مبتدثاً بذكر اسم الكتاب واسم المؤلف؛ وترك البيانات التفصيلية في فهرس المراجع.

٠‏ -توضيح الكلمات الغريبة من خلال المعاجم اللغوية.

١‏ - عمل خاتمة للرسالة تشتمل على أهم النتائج والتوصيات.

١‏ - إعداد الفهارس اللازمة للآيات القرآنية والأحاديث الشريفة»؛ والأعلام والمصادرء والمراجع والموضوعاتء وذلك ليسهل الانتفاع بهذه الدراسة.

خطة البحث

وتحقيقاً لهذه الأهداف فقد وضع الباحث خطة لهذا البحث تشتمل على :مقدمة - وأربعة فصول -وخاتمة - ومجموعة فهارس للآيات والأحاديث والأعلام والمصادر والمراجع والمواضيع وذلك على النحو التالي: -

.#

المقدمةه وتشتمل على أهمية الموضوع وسبب اختياره» وأهداف البحث.والدراسات السابقة» ومنهج اد 2 ود 3

الفصل الأول

سنة الله في التفضيل بين الخلائق وفيه مبحثان: - المبحث الأول: تفضيل الادميين المؤمنين على كثير من المخلوقات وفيه ثلاثة مطالب؛ - المطلب الأول: تفضيل الآدميين المؤمنين على الملائكة وفيه أربعة وجوه: - أولاً: تفضيلهم بسجود الملائكة لآدم -عليه السلام - ثانيً؛ تفضيلهم على الملائكة بالعلم ثالثاً: تفضيلهم على الملائكة بحرية الاختيار رابعاً: تفضيلهم على الملائكة بتسخيرهم لقضاء حوائجهم المطلب الثاني: تفضيل الآدميين المؤمنين على الجن وفيه أربعة وجوه: - أولآً؟ فشينيم على الجن في الصوزة ومنادة الخلق ثانياً: تفضيلهم على الجن في حمل الرسالة ثالثاً: تفضيلهم على الجن بالسبق بالإيمان بدعوة النبي ي رابعاً: تفضيلهم على الجن بأمر أبيهم إبليس بالسجود لآدم -عليه السلام - المطلب الثالث: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام وفيه أربعة وجوه؛ - أولاً:“تفضيلهم على الأنعام بالهيئة والصورة ثانياً: تفضيلهم على الأنعام بالعقل والتفكير ثالثاً: تفضيلهم على الأنعام بتسخيرها وتذليلها لهم رابعاً: تفضيلهم على الأنعام بالخلود في الآخرة

خامساً: تفضيلهم على الأنعام بالتكليف

المبحث الثاني: تفضيل الادميين بعضهم على بعض

وفيه ثلاثة مطالب: -

المطلب الأول: تفضيل الآدميين المؤمنين على الكافرين

وفيه ستة وجوه:؛ -

أولاً: تفضيلهم على الكافرين بسعادة الحياة الدنيا

ثانياً: تفضيلهم على الكافرين بالاستقامة على الأخلاق وحسن العقل والتفكير ثالثاً: تفضيلهم على الكافرين في سكرات الموت وفي القبور

رابعاً: تفضيلهم على الكافرين عند البعث والنشور

خامسا: تفضيليم عل الكافزين عند الحسات

سادساً: تفضيلهم على الكافرين في دخول الجنة وعدم خلود العصاة منهم في النار المطلب الثاني: تفضيل الأنبياء على سائر البشر

وفيه خمسة وجوه: -

أوال: تقصيلهد على النكين بيقرة: الأيمان ]لا كفا بالقيوة و« الرسالة

ثانياً: تفضيلهم على البشر بتأييدهم بالمعجزات

فالتا تفظيلهم على البشيرة بالضيذق: و الشكمة ورجاحة القن

رابعاً: تفضيلهم على البشر بالعصمة من الذنوب

خامساً: تفضيلهم على البشر في درجات الجنة

المطلب الثالث: تفضيل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض

وفيه ثلاثة وجوه: -

أولا: تفضنين الرتسل على الأنيناء

ثانياً: تفضيل أولي العزم من الرسل على باقي الرسل

ثالثاً: تفضيل أولي العزم بعضهم على بعض

ومن أمثلة هذا التفاضل: -

١‏ تفضيل آدم -عليه السلام - على الرسل بالأبوة الأولى للبشرية» وسجود الملائكة له. ؟ - تفضيل نوح - عليه السلام - على الرسل بطول العمر وطول الدعوة.

تفضيقن: إن افير طلية: العلا - .علق الرزسل ببالتحلة بك تغالع الإناقة للستلين» و ابوه

؛ - تفضيل موسى -عليه السلام - على الرسل بتكليم الله له واصطناعته لنفسه. © - تفضيل عيسى - عليه السلام - على الرسل أن خلقه من روحة» ورفعة إلى السماءء وإنزاله في آخر الزمان. الفصل الثاني

فضل محمد صلى الله عليه وسلم وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: تفضيل محمديّ على الخلق كلهم وفيه خمسة مطالب؛ - المطلب الأول: فضل محمديّ على الخلق بالسيادة على ولد آدم المطلب الثاني: فضل محمد يله على الخلق بأنه رحمة للعالمين المطلب الثالث: فضل محمد يغ على الخلق بالمقام المحمود يوم القيامة المطلب الرابع: فضل محمديّ على الخلق بأنه أول من يدخل الجنة من الخلق كلهم المطلب الخامس: فضل محمديّ على الخلق بشهادته على جميع الخلائق المبحث الثاني: فضل محمديّ على الأنبياء والمرسلين وفيه سبعة مطالب: - المطلب الأول: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بختم الرسالة المطلب الثاني: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بعموم الرسالة المطلب الثالث: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بكثرة المعجزات المطلب الرابع: تفضيل محمديّك على الأنبياء والمرسلين بالشفاعة الكبرى المطلب الخامس: تفضيل محمد على الأنبياء والمرسلين بأن رفع الله ذكره المطلب السادس: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بالإسراء والمعراج المطلب السابع: تفضيل محمدك على الأنبياء والمرسلين بخصال لم تعط لنبي قبله وفيه ثلاثة مطالب: - المطب الأول: فضل محمديّ بذكره في الكتب السماوية السابقة المطلب الثاني: فضل محمديّ بذكره على ألسنة الأنبياء والمرسلين

المطلب الثالث: فضل محمديّ بشهادة أهل الكتاب له

الفصل الثالث وفيه مبحثان: - المبحث الأول: فضل أمة محمدي على جميع الأمم ويتلخص فيما يلي: - أولاً: فضل أمة محمد بخير نبي محمدية ثانيا: فضل أمة محمد يل بخين كتاب: (القرآن) خالثا* فخل: أن محمد قله بكسن 'الشهون دهن رامطيان رابعاً: فضل أمة محمد 6 بخير الأيام يوم الجمعة ويوم عرفة خامساً: فضل أمة محمدؤق بالوسطية والشهادة على الأمم كلها ساسا :قصل أنة مكمه قابآن هناها اللد تفلن بالأنة المسحتياء سابعاً: فضل أمة محمد و بتورثها عقائد الأنبياء السابقين والإيمان بهم ذافنا فضمل أنة كس كله نادي الأمة النمفوطة المركوية تاسعاً: فضل أمة محمد 4 بالتيسير وعدم الحرج عاشراً: فضل أمة محمد و بالعفو عنها في حديث النفس والوسوسة الحادي عشر: فضل أمة محمد يه على الأمم بعفو الله عن خطأها ونسيانها وما استكرهت عليه الثاني عشر: فضل أمة محمد يه بصلاة العشاء الثالث عشر: فضل أمة محمديّ بالستر على أعمالهم في القبول والرد الرابع عشر: فضل أمة محمد يل بالسلام والتأمين الخامس عشر: فضل أمة محمد يه بالسحور للصوم السادس عشر: فضل أمة محمد يك بتعدد أنواع الشهادة فيها السابع عشر: فضل أمة محمد يك بأن جعل فيها المجددين للدين الثامن عشر: فضل أمة محمد يله بالغر والتحجيل التاسع عشر: فضل أمة محمد يِه بالنصر والتمكين إلى يوم الدين

العشرون: فضل أمة محمد وي بأنهم الأكثر عدداً في الجنة والأولون في دخولها الحادي والعشرون: فضل أمة محمد يه بعظم شفاعة بعضها لبعض الثاني والعشرون: فضل أمة محمد كي بدخول الكثير منها الجنة بدون حساب المبحث الثاني: تفضيل الصحابة على جميع أمة محمديّة وفيه ستة مطالب: - المطلب الأول: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بالسبق للإسلام وغربته الأولى المطلب الثاني: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بصحبة النبي 6 المطلب الثالث: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بذكرهم في الكتب السماوية السابقة المطلب الرابع: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بمدح القرآن لهم المطلب الخامس: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بزيادة محبتهم وطاعتهم لرسول اللدي المطلب السادس: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بجهادهم مع رسول اميك الفصل الرابع فضل أهل الشام على كثير من الأمة

وفيه مبحثان! - المبحث الأول: فضل بلاد الشام بفضل بلادهم وفيه ستة مطالب؛ -

المطلب الأول: فضل الشام بذكر بركتها وقدسيتها في القرآن الكريم المطلب الثاني: فضل الشام بذكر رسول المي لفضلها

المطلب الثالث: فضل الشام بالمسجد الأقصى المبارك

المطلب الرابع: فضل الشام بمهبط الأنبياء وملتقى الرسالات فيها المطلب الخامس: فضل الشام بأنها أرض الجهاد والرباط إلى يوم القيامة المطلب السادس: فضل الشام بأنها أرض المحشر والمنشر المبحث الثاني: فضل أهل الشام

وفيه عدة مظاهر لفضلهم: -

١‏ - فضل أهل الشام بدوام الجهاد والرباط فيهم إلى يوم القيامة

١‏ - تمايز أهل الشام بالنصر والتمكين من الله تعالى على غيرهم

- تحقيق أهل الشام لبعض خصال قد ذكرها النبيكة فيهم

؟ - إخبار النبي يه عن فضلهم

الخاتمةه وفيها: أهم النتائج والتوصيات

الفهارس وفيها: - ١‏ لخهرس الآيات

؟ - فهرس الأحاديث

١‏ - فهرس الأعلام المترجم لهم - فهرس المراجع والمصادر ه - فهرس الموضوعات

الفصل الأول سنة الله في التفضيل بين الخلائق وفيه مبحثان: - المبحث الأول: تفضيل الادميين المؤمنين على كثير من المخلوقات

المبحث الثاني: تفضيل الادميين بعضهم على بعض

المبحث الأول تفضيل الادميين المؤمنين على كثير من المخلوقات وفيه ثلاثة مطالب: - المطلب الأول: تفضيل الآدميين المؤمنين على الملائكة

المطلب الثاني: تفضيل الادميين المؤمنين على الجن

المطلب الثالث: تفضيل الادميين المؤمنين على الأنعام

الفصل الأول سنة الله تعالى في التفضيل بين الخلائق

إن من إبداع الله تعالى في خلق هذا الكون» أن جعل سنة التفضيل بين المخلوقات؛ وما ذلك إلا لحكمة أرادها الله جل وعلاء والتي من أهمها: تناسق نظام هذا الكون مع بعضه البعض » من أجل تسيير حركة الحياة فيه» وذلك من خلال اعتماد المخلوقات بعضها على بعض في الحياة» ولبيان هذه السنة العظيمة في الحياة » وضع الباحث في هذا الفصل مبحثين.

المبحث الأول تفضيل الادميين على كثير من المخلوقات

لقد كرم الله تعالى الآدمي المؤمن على كثير ممن خلق في هذا الكون لقوله تعالى : ا(وَلقد كَرّمنا َي آدَمَ وَحَملنَاهُمْ في الْبرَ وَالبَخْرِ وَرَرَقنَاهُم من الطَيْبَات وَفَضَلنَاهمْ علَى كثير مَمَّنْ خَلَقنَا تفضيلاً © (الإسراء :؛)

لقد جعل الله تعالى هذه الكرامة للآدمي» شرفا وتفضيلاء كرم نفي النقصان» لاا كرم المال. وهذه الكرامة يدخل فيها خلقهم على هذه الهيئة» في امتداد القامة» وحسن الصورةةء وحملهم في البر والبحر بإرادتهم» وقصد تدبيرهم؛ وبما خصهم من المطاعمء والمشارب» والملابس» وكرمهم بالنطقء والفهم» والتمييزء والكلام» والخط» والصحيح الذي يعول عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف:!")

وإن كان الله تعالى قد فضل هذا الآدمي على كثير من المخلوقاتء فهناك من المخلوقات ما هو أفضل منه في بعض الخصالء فقد جعل الله تعالى في بعض الحيوانات خصالا يفضل بها ابن آدم» كجري الفرس» وسمعه وإيصاره.؛ وقوة الفيل» وشجاعة الأسدء وكرم الديك.!؟ا

(') انظر الجامع لأحكام القرآن » لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ج ٠١‏ ص59

المطلب الأول : تفضيل الآدميين المؤمنين على الملائكة

لقد خلق الله تعالى الملائكة» وجعلها من أحسن مخلوقاته الخلقية » فقد خلقها من نورء كما بين ذلك النبي © في الحديث الصحيح [ خلقت الملائكة من نور » وخلق الجان من مارج من نار » وخلق ابن آدم مما وصف لكم ] ١١‏ ثم إن الله تعالى اصطفاها لعبادته في السماءء وتسيير أمور عباده في الأرضء وأعطاها من القوة والقدرة؛ ما لم يعطه لأحد من مخلوقاته؛ ومع هذا كله فإن الله تعالى» فضل الآدمي المؤمن عليها. يقول الطحاوي: " وقد تكلم الناس في المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر ٠»‏ وينسب إلى أهل السنة تفضيل صالحي البشرء والأنبياء فقط على الملائكة "1. أوجه تفضيل الآدميين المؤمنين على الملائكة أولا: تفضيلهم بسجود الملائكة لآدم عليه السلام

أخبر الله تعالى الملائكة » بأنه سيجعل في الأرض خليفة » وهو آدم وذريته. ثم أمرهم بالسجود له إذا ما سوى خلقه » ونفخ فيه من روحه ء وذلك في قوله تعالى:

(١‏ فَإذَا سويت وتقخت فيه من رُوحي فَقَعُواً لَهُ ساجدين 6 (الحجر )١:‏ والمعنى: "(سويته):

أي سويت خلقه » وعدلت صورته الإنسانية » وكملت أجزائه» (ونفخت فيه من روحي): النفخ هو إجراء الريح في تجاويف جسم آخرء ومعناه تهيئة البدن لتعلق النفس الناطقة به» وإضافة قوله: (من روحي) هي إضافة تشريف وتكريم للآدمي» مثل: ناقة الله وبيت الله" وقوله: (فقعوا له ساجدين): الفاء تدل على أن سجودهم واجب عليهم عقب التسوية والنفخ » بدون تراخ » وهو أمر بالوقوع » ليدل على أن الأمر بالسجود واجب عليهم » والسجود سجود تحية وكرم ‏ الااسموة عياف :ونه أن فكري ادن رام نان مكار قاكه كيف يتاه وبين وقا' :1 يقول سيد قطب رحمه الله' لقد كان خلق الإنسان من عناصر هذا الطين اللزج » المتحول إلي صلصال »٠‏ ثم النفخة العلوية التي فرقت بينه وبين سائر الأحياء » ومنحه خصائص الإنسانية » وهي التي أفردته منذ نشأته عن كل الكائنات الحية » فسلك طريقا غير طريقها » فما أبقته في

('! صحيح مسلمء كتاب الزهد والرقائق» باب في أحاديث متفرقة ١9952‏

(" العقيدة الطحاوية » تحقيق جماعة من العلماء » ص "١١‏ - خرج أحاديثه محمد ناصر الألباني

('انظر فتح القديرء للإمام محمد بن على بن محمد الشوكاني ج ١‏ ص ١54‏

مستواها الحيواني وبي يي التي أوصلته بالملاً الأعلى» وجعلته أهلا للاتصال بالله تعالى » والتلقي عنه" !' اللطائف :

ومن اللطائقنالتن تكدفت للباحة ف هذه الآنة: نالفي هنا فل :ظنئ المخلوقات الأخرى بخلقته من عنصر الطين » إنما فضل بنفخ الروح فيه » لقوله تعالى (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)» وهذا ما يدل على قيمة الروح في جسد ابن آدم حيث لا اعتبار له بدونها.

ثانياً: تفضيلهم على الملائكة بالعلم :

لقد أظهر الله تعالى هذا الفضل لآدم أمام الملائكة في أول حياته . وذلك حينما عرض الله تعالى على الملائكة » أمر خلافة آدم في الأرض »قال تعالى(ا وذ قَال رَبك للْمَلائكَة إنّي جاعل في الأرْض خَليقَة) (البقرة:.*) فتساءلت الملائكة عن سر ذلك: ( قَالُوأً أَتَجْعلَ فيهًا من يُفْسدْ فيها ويَسْفكَ الدّمَاء وتذن نُسَبّحْ بحمدك وتَقَدس لَك قَالَ إنَي أَعَلَمُ مَا لا تَعلمُون » ( البقرة: .*)

والسؤال هناء إنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك » يقولون : ياربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء » مع أن منهم من يفسد في الأرض » ويسفك الدماء» فإن كان المراد عبادتك » فنحن نسبح بحمدك . ونقدس لك . أي نصلي لك » ولا يصدر منا شيء من ذلك أي الفساد وسفك الدماء. وهلا وقع الاقتصار علينا ؟ . فقال تعالى مجيبا لهم عن هذا السؤال: ( إني أعلم مالا تعلمون ) أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها » ما لا تعلمون أنتم » فإني سأجعل منهم الأنبياء » وأرسل فيهم الرسل» ويوجد منهم الصد يقون والشهداءء والصالحونء والعباد» والزهاد » والأولياءء والأبرارء والمقربون» والعلماء» والخاشعونء والمحبون له تبارك وتعالى» المتبعون لرسله."" ولما أراد الله تعالى انايظين للملاتكة فضل الادني علبي + أجز وابيق ادم والبلائكة امداظطرة علمية» حيث لخصها الله تعالى في قوله: «( وَعَلَمَ آدَم الأسْمَاءَ كلَّهَا ثم عَرَضَهُمْ عَلَى الملائكة قال أنبئوني بِأَممَاء هؤلاء إن كنتمْ صادقين* قالوا سبْحَانكَ لا علَم لَنَا إلاما عَلْمَنَا إِنَك أنت العليمُ الحكيم * قال يَا آدَمْ أنبئهم بأَسمائهم قَلَما أَنبَأَهُمْ بأمنمَائهم قَال أَلَمْ أقل كم 1 َعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَات والأَرْض وأَعَلَمُ مَا تَبْدُونَ وما كنت تَكُتّمُونَ 6 (البقرة 7١‏ - 8" )»لقد علّم

'أفي ظلال القرآن لسيد قطب ج ه ص ٠١”‏ ') انظر تفسير القرآن العظيم »للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي ج١‏ ص7

الله تعالى آدم -عليه السلام - أسماء الأشياء كلها » على أغلب الأقوال. ثم عرضها على الملائكة وقال لهم: أنبئوني بأسماء هذه الأشياء» فعجزت الملائكة عن تسميتهاء وقالت ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا فقال الله تعالى: (يا آدم أنبئهم بأسمائهم)» فلما أنبأهم بهاء علمت الملائكة أن آدم .عليه السلام - يفضلهم في العلم.

إن إخبار آدم -عليه السلام - بأسماء المسميات» دلالة واضحة على شرف الإنسان» وتفضيله على غيره من المخلوقات » ومنها الملائكة التي تساءلت عن سر هذه الخلافة لآدم - عليه السلام - في الأرضء وأيضا دلالة واضحة على فضل العلم على العبادة» فإن الملائكة أكثر من الآدميين عبادة» ومع هذه الكثرة للعبادة لم يكونوا أهلا لاستحقاق الخلافة في الأرضء ثم دلالة على أن من شروط الخلافة في الأرض وجود العلم الذي به يتم إدارة الأرض وغمارزني 1"

ثالثاً : تفضيلهم على الملائكة بحرية الاختيار

لقد شهدت الملائكة على نفسها » بعدم حريتها بالاختيار » حيث قالت لله تعالى» حينما عرض عليهم أن ينبئوه بأسماء الأشياء فقالت : (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ). وكأنهم يقولون : ياربنا ليس لنا حرية الاختيار في التعليم » حتى نتعلم ما لم نتعلمه منك.

أما الآدمي ٠‏ فلقد أعطاه الله تعالى القدرة على الاختيار ء والإرادة المستقلة التي تختار الطريق » والقدرة على الإبداع بالتفكير والتعلم. يقول سيد قطب رحمه الله :" إنه التكريم في أعلى صوره لهذا المخلوق الذي يفسد في الأرض ويسفك الدماءء ولكنه وهب من الأسرار ما يرفعه على الملائكة . لقد وهب سر المعرفة » كما وهب سر الإرادة المستقلة التي تختار الطريق . إن ازدواج طبيعته » وقدرته على تحكيم إرادته في شق طريقه » واطلاعه

بأمانة الهداية إلى الله تعالى » بمحاولته الخاصة 6 إن هذا كله من بعض أسرار تكريمه".!"'

إن الملك رسول منفذ لأمر ربه؛ فالملائكة ليس لها من الأمر شيء » بل الأمر كله لله الواحد القهار » وهم ينفذون أمره » قال تعالى: ( لا يَسبقونة بالقول وَهم بِأمْره يَعْمونَ © (الأنبياء ؟5) وقال تعالى: # يخافون ربّهُم مّن فؤقهم ويَفعلون ما يُؤْمَرُونَ 6 (النحل.)» فكل منهم له مقام

(''انظر التفسير المنير » وهبة الزحيلي ج ١ص‏ ١؟”١‏ 9" في ظلال القرآن ج ١‏ ص 5/8

معلوم لا يتخطظاه؛. وهو على عمل قد أمر به لا يقصر عنه ولا يتعداه. )0 أما الآدمي » فقد كرم عليهم بحرية الاختيار لأعماله » وأفعاله » مع المحاسبة عليها » والسؤال عنها يوم القيامة» لأنها من النعم التي أنعم الله تعالى بها على الآدميين» قال تعالى «وإن تَعْدُواً نعمت الله لا تخصوها ©( إبراهيم4) .

رابعاً ؛: تفضيلهم على الملائكة بتسخيرهم لقضاء حوائج الآدميين .

إن عبادة الملائكة لله تعالى لا تقتصر على التسبيح» والتهليل» والتمجيد فقط بل متيل على تتفية إراذة الله كال يقابين أمون العالة العلوي والسفلي:"بامن أله :تال ومشيئتة: فكل حركة في السموات والأرض من حركات الأفلاك؛ والنجوم؛. والشمسء والقمر والرياح» والسحابء والنبات» والحيوان» فهي ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسموات والأرضء كما قال الله تعالى: [ فَالْمُدبّرَاتَ أُمْراً 4 ( النازءت «). والقرآن الكريم » قد دل على علاقة هذه الملائكة بالآدمي» وتسخيرها له قال تعالى: « وَالتَازعَات غرقاً*والنَاشطات نشطاً © ١‏ النازعت ١-5؛‏ "وهي الملائكة التي تنزع أرواح الكافرين نزعا شديدا » والملائكة التي تنشط عند قبض أرواح المؤمنين والصالحين نشطا أي تسلها برفق" .'"١‏ وكقوله تعالى: ( قل يَتوفاكم مَلَكَ المَؤت الذي وكل بكم ثم إلئ ربّكمْ تَرْجَعُونَ »© (سجدة00) وهو الملك الموكل بقبض أرواح الخلائق كلها عنتما ستهي آجالها + وتنضعه: بها إلى وبها ع3 وجل» أي قل يا "متحمد لهولاء'الكافرين» الفتكبريق»: الفدكرين: ليفك إنة “عند ذهاية اآجالكم ميركل يكم . ملك 'الموت الموكل: يقيضن أرواحكم »لينزعها من أجسادكم ثم ترجعون بعد ذلك إلى ربكم.!' والملائكة ملازمة للآدمي في حياته كلها » فمنها الموكل بإلهامه للخير والحث عليه؛ كما ورد في الحديث عن النبي 86 [ إن للشيطان لمة بابن آدم »وللملك لمه » فأما لمة الشيطان ٠‏ فإيعاد بالشر » وتكذيب بالحق » وَأما لمة الملك + فإيعاد بالخين وتضديق: بالحق + فمن :وجد من ذلك شيئا فليعلم أند'من الله .> ومن وجد الأخرى ء فليتعوذ من الشيطان ٠‏ ثم قرأ « الشيْطان يَعدكمْ الققر ويَأمُركم بالقخشاء واللّهُ يعدكم مَغْفرَة مُنْهُ وقضلاً وَاللّهُ اسع عليمٌ © «بتره ++0].!“) ثم إن منهم من سخر

7" انظر إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم الجوزية ج١‏ ص ه7١‏

(' انظر أيسر التفاسير لكلام العلي الكبيرء لأبي بكر جابر الجزائري جه ص07.ه

('' انظر المرجع السابق ج54 ص75

' أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن عن رسول اللهة# » باب ومن سورة البقرةج١‏ ص5١"‏ ح 1188 حسنه الترمذي

بالدعاء للمؤمنين » والاستغفار لهم » وذلك في قوله تعالى: ( الَّذِينَ يَحْملُونَ العرش ومن حولة يُسَبَحُونَ بحمد ربّهِمْ ويُؤمئون به ويَسِتَغْفرُونَ للّذين آمَنُوا ربّنَا وسغت كل شيء رَحمّة وعلماً فَاغفر للّذِينَ تَابُوا وَاتَبَعُوا سبيلك وقهم عَدَابْ الجحيم* ربَنَا وأَدْخْلْهُمْ جنات عدن التي وَعَدتَهُمْ ومن صَلّحَ من آبَائهم وأزواجهم وذْريّاتهم إن أنت العزيز الحكيم* وقهم السينات وَمَنْ تق السّيّئات يَوْمَنذْ فقذ رحمتة وذلك هُوَ الفوز العَظيمُ © (غفر 7-) يقول النبي 45 في الحديث الصحيح [ والملائكة يصلون على أحدكمء ما دام في مجلسه الذي صلى فيهء يقولون: اللهم ارحمه » اللهم اغفر له اللهم تب عليه » مالم يؤذ فيه» ما لم يحدث فيه ]!'! ثم إن منهم من سخر لحفظ أعمال الآدميين » يكتبونهاء ويحصونهاء ليرفعوها إلى الله تعالى؛ « ما يَلفظ من قل إلا لَدَيْه رقيب عتيد © ى ٠١‏ ). وقال تعالى: (( وإِنّ عَلَيْكُمٌ تحافظين* كرام كاتبين* يَعْلمُونَ ما تَفعَلُونَ 6 (الانفطار١ 0١-١‏ .

ثم إن منهم الموكلين في نفخ الروح فيهم» وهم في أرحام أمهاتهم» كما ورد في الحديث الصحيح [ إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفه» ثم يكون علقة مثل ذلك ؛ ثم يكون مضغة مثل ذلك ٠‏ ثم يرسل إليه الملك » فينفخ فيه الروح ويأمر بأربع كلمات : بكتب رزقه » وأجله» وعمله » وشقي أو سعيد ].!"ا

والخلاصة في علاقة الملائكة بالآدميين : أن الملائكة موكلون بالإنسان من حين كونه نطفة إلى آخر أمره؛ وهم موكلون بخلقته » ونقله من طور إلى طور آخرء وتصويره » وحفظه في أطباق الظلمات الثلاث ٠»‏ وكتابة رزقه» وعمله »وأجله؛ وشقاوته وسعادته. وملازمته في جميع أحواله » وإحصاء أقواله وأفعاله » وحفظه في حياته » وقبض روحه عند مماته »وعرضها على خالقه وفاطره؛ء وهم الموكلون بعذابه ونعيمه في البرزخ » وبعد البعث» وهم أولياؤه في الدنيا والآخرة»: وهم الذين يدعونه للخير » وينهونه عن الشرء وهم المصلون كسلء ويثبتونه إذا جزع؛ وهم الذين يسعون في مصالح دنياه وآخرته !"ا

وأما خلاصة القول في فضل الآدميين على الملائكة» يقول ابن الجوزي؟" ما أزال

ا رواه مسلم» كتاب المساجد ومواضع الصلاة» فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة ح549 (') صحيح البخاريء كتاب بدء الخلق» باب ذكر الملائكة 7570782 ('' انظر إغاثة اللهفان ص ١921948‏

فصورة الآدمي أعجب من ذوي أجنحة » وإن تركت صورة الآدمي لأجل أوساخها المنوطة بها » فالصورة ليست الآدميء إنما هي قالب, ثم استحسن منها ما يستقبح في العادة» مثل خلوف فم الصائم» ودم الشهداءء والنوم في الصلاة» فهذه الصورة معنوية يحكم عليها بالمعنى وليس بالمظهرء كيف يفضلون وقد سجدوا لناء وهذا صريح بتفضيلنا عليهمء» وإن كان التفضيل بالعلم» فقد قالوا: ( لا علم لنا إلا ما علمتنا ثم إن آدم -عليه السلام - أنبأهم بعد اعترافهم بعدم العلم» فهل فضلت الملائكة بكثرة العبادة ؟ كيف وهذا طبعهم» فهل يتعجب من الماء المنحدر في سرعته ؟ إنما العجب من مصاعد يشق الطريقء ويغالب العقبات» أليس بعدنا عن المعرفة الحقيقة» وضعف يقيننا بالناهي» وغلبة شهوتنا مع الغفلة» يحتاج إلى جهاد عظيم » أعظم من جهادهم ؟ فو الله لو ابتلي أحد المقربين بما ابتلينا به» لم يقدر على التماسك . يصبح أحدنا وخطاب الشرع يقول له: الكسب لعائلتك» واحذر من كسبك . وتارة يقال للخليل -عليه السلام - : اذبح ولدك بيدك » واقطع ثمرة فؤادك بكفيك؛ ثم قم إلى المنجنيق لترمى في النار. ثم يقال لموسى -عليه السلام - : صم شهرا ليلا ونهاراء ثم يقال للغضبان: اكظم غيظكء وللبصير اغضض بصرك. وللمستلذ بالنوم تهجدء ولمن مات حبييبه اصبرء ولمن أصيب ببدنه اشكر » وللواقف في الجهاد لا تفرء ولمن وقع في المرض لا تشك إلى الخلائق . فهل للملائكة من هذه الأشياء شيء يفتنون به ؟ . ثم إن أكثرهم في خدمتنا » بين كاتبين عليناء ودافعين عنا » ومسخرين لإرسال الريح والمطر لنا ء بل أكثر وظائفهم الأسكففان تنا فيل ذلك طون عل 11

المطلب الثاني : تفضيل الادميين المؤمنين على الجن

إذا كان الله تعالى قد فضل المؤمنين من الآدميين على الملائكة» الذين اصطفاهم الله تعالى لعبادته وتسيير أمور عباده فمن باب أولى أن يفضل الآدمي المؤمن على الجني مهما بلغ في إيمانه. ومن أوجه تفضيل الآدميين المؤمنين على الجن : أولا : تفضيلهم على الجن في الصورة ومادة الخلق

قال تعالى: « لقد خلقنا الإنسان في أَحْسَن تقويم » ( التين ؛) أي في أحسن صورة» شك ومطليل ميقتسي القامنة > سو الأعطناء!'' ولقة وين« العو ل عر بوحك + طبيعة خلق

'أصيد الخاطر » للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي البغدادي “»ص0٠9.5ه‏ 0 انظر تفسير ابن كثير ج5: ص١”7ه‏

الجن وأصل مادة خلقهم فقال: ( وَالجَآنَ خَلَقَنَاهُ من قَبْلَ من نار السّمُوم © (الحجر ‏ ). قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد: من خالصه وأحسنه. وقال النووي: المارج اللهب المختلط بسواد النار. ''! وقال تعالى: ( وَحَلّقَ الْجَانَ من مارِج مّن نار 6 ( الرحمن .٠١‏ لقد بدأ الله تعالى في بيان خلق الإنسان » ثم عرج بعده على بيان أصل خلق الجانء وهذا بيان فضل رتبه كما هو معروف في بلاغة التأخير والتقديم في اللغة» وأما من جانب عنصر مادة الخلق» فهذا يدل على شرف عنصر الآدمي المخلوق من الطين والتراب» والذي هو محل الرزانة» والثقل» والمنافع» بخلاف عنصر خلق الجان» وهو عنصر النار التي هي محل الخفة» والطيش والفسادا"ا وأما من جانب الهيئة والصورة؛ فقد بين الله تعالى فضل الآدمي في هيئته وصورته على سائر مخلوقاته » ومنهم الجن ٠‏ فقال تعالى معاتبا هذا الآدمي على هذه النعمة والتي قصر بأداء حق شكرها لله الذي منحه إياها فقال تعالى: # يا أُيْهَا الإنسان ما غرّك بربّك الكريم * الذي خَلَقَكَ فَسَوَاكَ فَعَدَلَكَ* في أي صورة ما شاءَ رَكَبَكَ © الانغطار +-. وقال أيضا: (لقذ خلقنا الإنسان في أَحْسن تقويم » (لتين؛)» أي ركبك تركيبا قويما معتدلا في أحسن لكان بواحمك البيفات !وفنا ون كلق وأفيحة على قضل الكشى اف “ناد كلف رفي صورته »وفي تركيبه» حيث إن الآدمي يبقى على هيئته الآدمية التي اختارها له الله تعالى محافظا على كرامته بصورته» أما الجان فإنهم يتصورون ويتشكلون بأشكال خارجة عن نطاق أصل صورتها وهيتتهاء بل تهبط بهذا التشكل إلى مستوى أدنى من مستواها»كالتشكل بصور شريرة؛ كصورة كلب» أو حيوان مفترسء أو حية سامة قاتلة» أو صورة حيوان بليد كحمار أو ما يشبه ذلك؛: وهذا ما وضحته السنة المطهرة في روايات صحيحة:؛ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله #6 [ إن بالمدينة جنا قد أسلموا » فإذا رأيتم منهم شيئا فأذنوه ثلاثة أيام » فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان ] !*ا

وقد قتل أحد الصحابة حية من حيات البيوت فكان في ذلك هلاكه كما ورد في الحديث [ أن فتى كان يستأذن رسول الله يوم الخندق بأنصاف النهار » فيرجع إلى أهله. فأستأذنه يوما فقال له رسول الله ©# خذ عليك سلاحك . فإني أخشى عليكء فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع ٠‏ فإذا امرأته بين البابين قائمة ٠‏ فأهوا إليها الرمح ليطعنها به » فقالت له:

('' من كتاب عالم الجن والشياطين جزء » د » عمر سليمان الأشقرمص١٠‏

['" انظر تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان » عبد الرحمن السعدي» ص “٠7١‏ ('! انظر تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 77١‏

) رواه مسلم؛ كتاب السلام؛ باب قتل الحيات وغيرها 775

أكفف رمحك وادخل البيت حتى تنظر مالذي أخرجنيء فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوا إليها بالرمح فانتظمها به » ثم خرجء فركزه في الدار » فاضطربت عليه؛ فما يدري أيهما كان أسرع موتا : الحية أم الفتى ! قال فجئنا إلى رسول الله #6 فذكرنا ذلك لهء وقلنا: أدع الله يحييه لناء فقال: استغفروا لصاحبكمء ثم قال: إن في المدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منه شيئا فأذنوه ثلاثة أيام » فإن بدا لكم بعد ذلك فأقتلوه » إنما هو شيطان ] "١‏

وقد بين النبي #6 أن الحيات مسخت من الجنء كما مسخت القردة والخنازير من اليهودء قال النبي 46 [ الحيات مسخ الجن صورة: كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل ] !"ا ولما رأي إبليس أن الله تعالى قد خص آدم بأنواع الكرامة» حيث خلقه بيده في أحسن صورة:» وأجمل هيئهوألبسه رداء الحسن» والجمال» ونفخ فيه من روحه؛ وأسجد له ملائكته» وعلمه أسماء كل شيءء وميزه بذلك عن الملائكة» وأسكنه جنته» عندها تحرك الحسد والغل في قلب إبليسء» فعزم على معاداته حتى قال: لأن سلطه علي لأعصينه؛ ولثن سلطت عليه لأهلكنه». فلما أمرت الملائكة بالسجود لآدم» تحركت نار الغيرة والحسد في قلبه» فامتنع عن السجود له معرضا عن النص الصريح. فقابله بالرأي الفاسد القبيح»فقال معترضا على أمر ربه تعالى:9[ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين»4 (ص::؛) فكانت النتيجة الطرد من رحمة الله رب العالمين:ولذلك توعد إبليس آدم وذريته بالضلال والإغواء قال تعالى:لا قال أرأيّتك هذا الذي كرّمت عَلَيَّ لئن أخَرتن لي يوم القيَامّة لأحتنكن ذُرَيّتَهُ إلا قليلاً © (الإسراء "١‏ ) فبهذه المقدمات الفاسدة» جمع بين الظلم والجهلء والكبر والحسد والمعصية؛ فأهان نفسه كل الإهانة من حيث أراد تعظيمهاء ووضعها من حيث أراد رفعتهاء وأذلها من حيث أراد نه

ثانياً : تفضيل الآدميين المؤمنين على الجن بالنبوة والرسالة

لقد كرم الله تعالى الآدمي على سائر مخلوقاته » ومنهم الجن » فجعل الرسالة والنبوة على الأرض في البشر . أما رسل السماء للأرض فجعلت من الملائكة وما كان من الجن نبي ولا رسول » باستثناء المبلغين منهم للقرآن الذي سمعوه من النبي كه وهذا لم يكن من باب النبوة والرسالة»إنما من باب تبليغ دعوة الله تعالى » وذلك في قوله تعالى:( وَإِذْ صَرفنا إِلَيْكَ تفراً من

(') رواه مسلم» كتاب السلام؛ باب قتل الحيات وغيرها 7775

'' المعجم الكبير للطبراني؛ باب العين» أحاديث عبد الله بن عباس ح9174١١‏ : ج١١‏ ص 54١‏ »؛ ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة ح875١‏ » ج4 ص45”95

(''انظر إغاتة اللهفان» ص 5١6-5١5‏

الجن يَستَمعُونَ القرآن قََما حَضَرُوةُ قَالُوا أنصتوا فَنَمَا قُضي ولُوا إلى قومهم مُنذرِينَ » ( الأحقاف )١1‏ وتبليغ الدعوة إلى دين الله وتوحيده؛ قد قام بها غير الإنس والجن وهو نوع من الكلور حميك كا خضي متامتان. عليه الفنلام وان الرسوق القيلة بون سلما بطلده السام : وبلقيس» حتى أسلمت لله رب العالمين» وما ذلك إلا ببذل الجهد لدعوة الله تعالى» والذي قام بها هذا اليدهة الذي كان على كين اله وترحيده:

يقول السيوطي :" إن جمهور العلماء سلفا وخلفا » على أنه لم يكن من الجن قط رسول », ولا نبي » كذا روي عن ابن عباس ومجاهد » ومما يرجح أن رسل الله تعالى جميعهم من الإنس » في الأرض » ومن الملائكة في السماء إلى الأرض » قوله تعالى: ( اللَّهُ يَصطفي من الملائكة رْسُلاً ومن النّاس إن اللّهَ سميعٌ بَصيرٌ © (لحج )٠‏ فهذه الآية تدل على حصر الرسالة في صنفين من المخلوقات »؛ وهما الملائكة والناس ولم يذكر الجن معهم أبدا .

أما قوله تعالى: ( يَا مَعْشَرَ الجن والإنس ألم يأتكم رّسل منكم يَقصون عَلَيْكمْ آيَاتي ويُنذرُوتكم لقاء يَوْمكمْ هَذَا ...4 (الأدمام 1١‏ ." والرسل من بني آدم » والنذر من الجن؛ والآية فيها ماف أن نلق أحدك .وه الأنس» ومن إضافة ها اللبعض للقن كفو نه تال : ( يتقسرج منْهُمَا اللَولُوٌ وَالْصَرْجَانُ © ( الرحمن ؟2)» إنما يخرجان من أحدهما وهو المالح دون العذب؛ والمعنى :ألم يأتكم رسل من جملتكم » ولكن الرأي الأرجح أنهم ليس من جنس الفريقين معاء

يلتق الأفن خامن ا"

ثالثاً : تفضيل الآدميين المؤمنين عليهم بالسبق بالإيمان بدعوة النبي86

إن الأمة جميعها من السلف والخلف, قد أجمعت بسبق الإنسان على الجآن بالإيمان بدعوة النبي .فقد ذكرت السيرة النبوية المشرفة أن أول من آمن بالنبي #8 من أهل الأرض: من النساء خديجة » ومن الرجال أبو بكر ه » ومن الصبيان علي . وقد ذكر "أن أول فريق من الجن آمن بدعوة النبي جن نصيبين » وذلك بعد عودته من الطائف؛ وقد سلطوا عليه سفهاءهمء فأراد الله تعالى أن يشرح صدره بعد هذه الحادثة المؤلمة؛» ويهون عليه فصرف إليه نفرا من الجن يستمعون إلى القرآن منه » حيث أن الجن كانت تسترق السمع من السماءء فلما حرست السماء ورجموا بالشهبء قالوا: إن هذا الحدث وراءه أمر

عظيم» فأرسلوا سبعة نفر أو تسعة من أشراف جن نصيبين» فضربوا في الأرض حتى بلغوا

!"تسبي محاسق التأويل » محمد جمال الدين القاسمي » ج5: ص ٠‏ بتصرف يسير

تهامة » بين اليمن ومكة » ثم إلى وادي نخلة» فوافقوا رسول الله وهو قائم في جوف الليل يصلي فاستمعوا لقراءته » فرجعوا إلى قومهم منذرين» يقولون : إنا سمعنا قرآنا عجبا.!"ا

وروي عن سعيد ابن جبير: أنه ما قرأ رسول © على الجن ولا رآهم » إنما كان يتنو في صلاته » فمروا به » فوقفوا مستمعين وهو لا يشعر » فأنبأه الله باستماعهم.!'' وقيل: بل أمر الله رسوله أن ينذر الجن» ويقرأ عليهم » فصرف إليه نفرا منهم جمعهم له»كما قال في الحديث :[ إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة» فمن يتبعني ؟ قالها ثلاثا » فأطرقوا إلا عبد الله ابن مسعود قال: لم يحضره ليلة الجن غيري ٠‏ فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة في شعب الحجون»!"! فخط لي خطاء وقال لا تخرج منه حتى أخرج إليك ؛ ثم افتتح القرآن »وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على رسول الله» وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه» حتى ما أسمع صوته . ثم انقطعوا كقطع السحابء فقال لي رسول الله ##ه : هل رأيت شيئا ؟ قلت: نعم :

رجالا سودا مستثفري ثياب بيض » فقال : أولئك جن نصيبين.]!؟)

ما يراه الباحث في التوفيق بين الرأي الأول الذي قاله سعيد بن جبير وبين الرواية الثانية : أن السماع الأول لم ير فيه النبي #6 الجن الذين أرسلهم قومهم ليبحشوا عن خبر منعهم من استراق السمع من السماء »فهؤلاء قد سمعوا القرآن من النبي في صلاته » ثم ذهبوا لقومهم يخبرونهم بما سمعوا. أما الاستماع الثاني:فقد كان أمرأً من الله تعالى لرسوله بالذهاب إلى الوادي الذي فيه معشر الجن » لينذرهم بالقرآن » فذهب » والتقى بهم هناك .

وخلاصة القول : إن أول من سابق للإيمان بدعوة النبي و هم أصحابه من الإنس . وهو مناط التفضيل للآدميين المؤمنين على الجن »٠‏ لقوله تعالى:[ والسّابقون السسابقون *أولئك المُقَرَبُونَ * فِي جِنَاتَ التّعِيم» (الواقعة ١١-5١‏ )

('! الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل » لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر

الزمخشري ج ؛ ص08١”‏

() تفسير النسفي لأبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي ج5: ص8١١‏

() الحجون: بفتح أوله على وزن فعول؛ موضع بمكة عند المحصب وهو الجبل المشرف حذاء مسجد البيعة الذي يقال له مسجد الحرسء» وهو شعب من شعاب مكة » انظر معجم ما استعجم لأبي عبيد عبد الله الأندلسي ج ١‏ ص77؛

اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» أحمد بن أبي بكر البوصيريء باب كتاب

الأدب»ءج7,ص 15 اح /الامره

رابعا: تفضيل الآدميين المؤمنين عليهم:بأمر أبيهم إبليس بالسجود لآدم .عليه السلام -

لما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم بعد نفخ الروح في جسده » كان إبليس في صفوف الملائكة ولم يكن منهم » ولكن أمر معهم بالسجود له » فسجدت الملائكة ؛. ورفض إبليس السجود استكبارا على أمر الله » وحسدا لآدم» قال تعالى: ا( وَإِذْ قُلَنَا للملائكة اَجْدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمْر ربّه أَفتتَخَذُونَه وَدْرَيّتَهُ أوليَاء من ذوني وَهُمْ لَكُمْ عَدْوٌ بنّس للظّالمين بَدنَا 4 (لكيف )٠.‏ » ولقد اختلف أهل التأويل في معنى قوله :كان من الجنء فقال بعضهم: إنه كان من قبيلة يقال لهم الجن. وقال آخرون بل كان من خزان الجنة» فنسب إلى الجنة. وقال آخرون: بل قيل من الجنء لأنه من الجن الذين استجنوا عن أعين بني آدم. وقال ابن عباس: كان اسمه قبل المعصية؛ عزازيل؛ وكان من سكان الأرضء» وكان من أشد الملائكة اجتهاداء وأكثرهم علماء وهذا ما دعاه للكبر على أمر الله وكان من حي يسمى جننا. وفي قول آخر لابن عباس: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن» خلقوا من نار السموم من بين الملائكة» وكان اسمه الحارثء وكان خازنا من خزان الجنة. وخلقت الملائكة من نور غير هذا الحي.وقال قتادة: هو من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجق::وفا حجن “عن: عيادة'رية»وقال يعطبيه : ما كان من التلائكة طرفة ين قط ورحه لأسق الحق كدان أده معلية السله ددهو اهيل لان ا

والذي يراه الباحث ويرجحه في المسألة» أن إبليس من فصيل الجن» وليس من فصيل الملائكة» لأنه لو كان من الملائكة ما ذكر الله تعالى نسبه في الآية (كان من الجن وإنما تقرب لهمء ودخل في صفوفهم, بكثرة عبادته لله تعالى قبل المعصية؛ وما أمر بالسجود لآدم مع الملائكة» إلا ليبين الله تعالى له فضل آدم عليهء كما بينه للملائكة بالمناظرة العلمية في معرفة الأسماء كلهاء مع السجود له ثم أنه لو كان من الملاتكة لما عصا ربه كبقية الملائكة» حيث أنهم مجبولون على الطاعة» وعدم المعصية» لقوله تعالى « لا يَعْصون الله مَا أمَرَهُم ويَفعلون ما يُؤْمَرون) (التحريم:؟).

جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير الطبري ج5١‏ ص5١‏ بتصرف

المطلب الثالث: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام

لقد فضل الله تعالى المؤمنين على أصحاب العقول.من الملائكة والجن» فمن باب أولى أن يكون الفضل للمؤمنين على الأنعام المسلوبة العقل والتكليفء والتي لا تسير إلا بالغريزة والشهوة» وبيان هذا التفضيل على الأنعام يتلخص فيما يلي ؛ -

أولاً: تفضيل الآدميين المؤمنين عليهم بالهيئة والصورة :

بالنظر إلى صورة الإنسان وهيئته» وصورة الحيوانات وهيئتهاء نجد المفارقة الكبرى في الخلق. فالله تعالى جمل الإنسان» وجمل خلقته» وصورته؛ فقال جل وعلا مبينآً فضله على الإنسان في جمال صورته: ( في أي صُورة ما شاءَ ركبك 6 (الانفطاره). وبالمقارنة بين صورة الإنسان وهيئته» مع صورة الأنعام وهيئتهاء نجد المفارقة في التفضيل بين الجنسين» فشتان بين صورة وجه الإنسان» وبين صورة وجه الحيوان بكل أنواعه» وشتان بين عورة مستورة في الآدميء الله تعالى أمر بسترها وجوباًء وبين عورة مكشوفة لم تستر إلا بذيل لا يسترء شتان بين هيئة الآدمي يمشي على قدمينء مستقيما ومعتدل القامة» وبين هيئة الحيوان الذي يمشي على أربعة أطراف مكباً على وجهه: قال الله تعالى في ذلك:« لقذ خَلقنا الإِنْسَانَ فِي أخسن تقويم © ( التين ؛).والمعنى أن الإنسان قد يهبط إلى أسفل سافلين» أي إلى مرتبة أدني من مرتبة البهائم» إذا ما انحرف عن الفطرة التي فطره الله عليهاء ولم يجمع بين جمال التكوين الطبيعيء والتكوين الروحيءفهو مهيأ لأن يهوي إلى الدرك الذي لا يبلغ إليه مخلوق قطء حيث تصبح البهائم أرفع منه» وأقوم لاستقامتها على فطرتهاء وإلهامها تسبيح ربهاء وأداء وظيفتها في الأرضء بما هديت إليه» بيمنا هذا المخلوق الذي هو في أحسن تقويمء يجحد نعمة ربه» ويرتكس مع هواه إلى درك لا تملك البهيمة أن ترتكس إليه.!")

ثانياً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام في العقل والتفكير

لقد كرم الله تعالى الآدمي على جنس المخلوقات كلهاء ومنها جنس الأنعام» بأن منحه نعمة العقل والتفكيرء ليفكر بهذا العقل» ويبدع في أمور حياته. هذه المنحة التي حرمت منها الأنعام والبهائم كلهاء فخلقت تعمل بالشهوة والغريزة» لا بالعقل والإدراك. والله تعالى أمر الآدمي أن يسخر هذه المنحة العقلية لطاعته» وعبادته» وهو الهدف الذي من أجله استخلف في الأرضء قال تعالى:8 وما خَلَقْتَ الجن والإنس إلا لِيَعْبْدُون © (الذاريات:٠‏ )

(') انظر في ظلال القران ج 8 ص 5٠١‏

والله تعالى جعل هذا التكليف على الآدمي أمانة ثقيلة.عرضها على السماوات والأرض والجبال» وما فيهاء فأبت هذه المخلوقات كلها حملهاء خوفا من سوء عاقبة حملهاء وعدم أدائهاء ولكن حملها هذا الآدمي بمحض إرادته» متحملا نتائج حمله لهاء قال تعالى:8 إنَا عَرَضْنا الأَمَانة عَلَى السموات والأرْض والجبال فَأَبَيْنَ أن يَحملتها وأشفقن منها وَحَمَلَها الإنسّان إنَهُ كَانَ ظَلومًا جَهُونَا » (الأحزاب07. لقد اختلف المفسرون في معنى هذه الأمانة على أقوال: - ١‏ - "هي كل ما يؤتمن عليه من أمر ونهي وشأن دين ودنياء والشرع كله أمانة» وهذا قول اللا ١‏ - "الأمانة الطاعة» والفرائض التي فرضها الله تعالى على عباده؛ لقول ابن مسعود: الأمانة أداء الصلوات» وإيتاء الزكاوات» وصوم رمضانء وحج البيت» وصدق الحديث» وقضاء الدين» والعدل في المكيال والميزان» وأشد من هذا كله الودائع "٠"‏ * - وزاد بعضهم بعد أن عَدَدَ أغلب ما سبق أمانة العقل والتفكير :7" والذي يراه الباحثء الجمع بين أراء المفسرين في معنى الأمانة التي قبلها الإنسان ورفضها غيره فهي التكاليفء والعقل معاء حيث إن الله تعالى لا يكلف عبدا قد فقد عقله وتفكيره» فالعقل وسلامته» شرط من شروط أي عبادة من العبادات» فلا تكليف إلا بوجود العقل» وهذا إجماع علماء الأمة. وبين الله تعالى أن الآدمي إذا ضيع الأمانة ولم يسخر العقل والتفكير في طاعة اللهء كان في مرتبة أدنى من مرتبة البهائم قال تعالى! وَلَقَد ذَرأَنَا لجَهنَمَ كثيرًا من الجن والإنس لَهُمْ قلوب لا يَفقهون بها ولَهُم أَعَبْنَ لا ييُصرون بها ولَهُمْ آَدَانَ لا يَسْمَعْونَ بها أولئك كالأنعام َل همْ أضل أولئك هُمْ الغافُون © (الأعراف4١1)‏ والمعنى أن الله تعالى بعد أن تكلم عن بعض الأقوام في الآيات السابقة» الذين كذبواء وعاندوا أنبيائهم» وهم اليهود والمنافقون» أراد الله تعالى بيان حال هؤلاء » فجعلهم في مرتبة أدنى من مرتبة البهائم والأنعامء فصرح جل وعلا لرسوله أن هؤلاء الذين قصصنا عليك من أخبارهم؛. أضل من البهائم» وهم الذين ذرأناهم لجهنم بعظمتناء وكأنه قيل ما لهم رضوا لأنفسهم طريق جهنم؟ .قيل لأن لهم قلوب لا يفقهون بهاء الفقه الذي كلفوا به وهو النظر في أدلة التوحيدء وثبوت النبوة» ولهم أعين لا

(')تفسير البحر المحيطء أبو حيان محمد بن يوسف بن على بن حيان ج/ا ص": ١‏ ١'اتفسير‏ معالم التنزيل» أبو محمد الحسين بن سعود البغوي ج”5 ص١7‏ ('! انظر تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ج7١7١‏ ص77١‏

يبصرون بها الإبصار النافع في أمور الآخرة الباقية»ولهم آذان لا يسمعون بها ما ينفعهم. ثم بين حال هؤلاء في الدنيا حينما سلبت منهم هذه المعاني السامية» من عقل وسمع وبصرء أنهم بعدوا عن معاني الإنسانية» فأصبحوا كالأنعام في عدم الفقه» بل وصلوا إلى حالة أن يكونوا أضل منهاء لأن الأنعام تهرب إذا ما سمعت صوتا منكراء يترتب عليه ضرها وتنتظر ما ينفعها من الماء والمرعىء فتقصده. والأنعام لا قدرة لها على ما يترتب على هذه المدارك من الفقه» وهؤلاء مع قدرتهم على ذلك أهملوه عن رتبتها. كما أن من طلب الكمال وسعى له مع نزاع الشهوات علا على درجة الملائكة بما قاسى من جهاد النفس. وفي هذا إشارة إلى أن الإنسان جعل في خلقه وسطا بين الملك الذي هو عقل صرفء والحيوان الذي هو شهوة مجردة» فإن غلب عقله كان أعلى بما عالجه من جهاد الشهوات في أحسن تقويم من الملائكة» وإن غلبت عليه شهوته كان أسفل من الحيوان بما أضاع من عقله فكان أسفل سافلين:!") ثالثاً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام بتسخيرها وتذليلها لهم

إن من أكبر نعم الله تعالى التي لا تحصى على هذا الآدميء أن سخر له هذا الكون بما خلق فيه لخدمته وتسيير حياته في الدنيا. ومن أهم المسخرات للآدمي جنس الأنعام التي ذلنها اله فيو يكو فا كيت بقار أن اه قال تعالى( وم يرا أنَا خَلَقنَا لَهُمْ مما عملت أَيْدينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالكون *وَدَلََنَاهَا لَهُمْ متها ركوبْهُمْ ومنها يَأكلُون *وَلَهُمْ فيهًا متافغ ومَشارِبْ أقَلا يشكرون » (يس١77-71-7)‏ والمعنى: أن الله تعالى يذكر الآدميين بهذه النعمة التي ذلل لهم فيها هذه الأنعام» والتي لولا تذليله لها وتسخيرهاء ما استطاعوا تملكهاء التصرف بهاء فلو خلقت هذه الأنعام وحشية ما استطاعوا 0 ولذلك أوجب الله تعالى شكر هذه النعمة» قال تعالى (( لتَستَوُوا علَى ظهوره ثم تذكرُوا نقمة َبَكمْ إذَا استوَيتُم عَلَيْهِ وتقولوا سسبْحَان الذي سخر لنَا هذا وما كنا لَهُ مُقرنين * وإِنّا إَى ربّنا َمُنقلبُونَ 6 (الزخرف )١14-17‏ ثم إن من نعم تسخير الأنعام للآدميين» أن جعل منها ما يأكلون لحومهاء ويشربون ألبانها ويلبسون جلودها و أوبارها وأصوافها!"ا رابعاً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام بالخلود في الآخرة

إن من حكمة الله تعالى في خلق الأرضء أن جعل الله الآدمي فيها خليفة» يقوم بعمارتهاء دون أن يخلد فيها. حيث إن الخلود لا يكون إلا في الآخرة:؛ إما خلود نعيم لمن قام بحق الخلافة» والتي أصلها عبادة الله تعالى «( وما خَلقْت الجن وَالإنْس إلا لِيَعْبُدُونُ»

7" انظر نظم الدرر في تناسب الآيات والسورء البقاعي ج”#ص586١‏ '! انظر تفسير النسفي ج54 ص١‏

(الذاريات57)»: وإما خلود في النار لمن خالف حقيقة وجوده وخلافته في الأرض. و الله تعالى ما جعل الأنعام مخلدة» في الدنيا ولا في الآخرة» إنما جعلها وسيلة لخدمة المستخلفين في الأرضء وهم الآدميون» ولذلك ليس لها بعد البعث خلود في جنة ولا في نارء إنما يقضي الله تعالى عليهاء بعد عدل الحساب فيما بينهاء بالفناء التام» قال تعالى9 إنَا أَنذَرتَاكمْ عَذَابَا قَرِيبًا يَوْمَ ينظ المَرْع ما قَدَمَتَ يَدَاهُ ويقول الكافر يَا ليتتني كنت ترابًا © (النبا.؛) والمعنى: أن الله تعالى يجمع الوحوشء والسباعء والأنعام كلهاء فيقتص لبعضهم من بعضء وهذا من عدله سبحانه وتعالى بين الخلائق» قال النبي 4 [...حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء]»!' ثم يقول لهم بعد هذا القصاص العادل كونوا ترابا. حينها يتمنى هذا الآدمي الذي 58 في الأرضن: :ولم يعمل بدق خلافته؛ فكفن وجحدء أن لى كان في الدنيا خنزيراً» حني 'يصيق في هذا اليوم تراباء كما صارت الوحوش والسباع والأنعام!"ا

'! صحيح مسلم » كتاب البر والصلة والآداب» باب تحريم الظلم ح75/87 ''١‏ أنظر تفسير مقاتل لأبي الحسن مقاتل بن سليمان الأزدي ج"ص؛ 44

المبحث الثاني

وفيه ثلاثة مطالب: - المطلب الأول: تفضيل الآدميين المؤمنين على الكافرين

المطلب الثاني: تفضيل الأنبياء على سائر البشر

المطلب الثالث: تفضيل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض

المبحث الثاني

تفضيل الادميين بعضهم على بعض وكما أن الله تعالى فاضل بين الآدميين وباقي المخلوقات؛ فقد فاضل أيضا بين الآدميين فيما بينهم» قال تعالى( وَرَفَعَنَا بَعْضَهُمْ قوق بَعْض دَرَجَات ليَتَخذَ بَعْضْهُمْ بَعْضًا مخريًا وَرَحمَة رَبك خَيْرٌ مما يَجْمَعُونَ © (الزخرف") . ولبيان التفاضل بين الآدميين فيما بينهم وضع الباحث لهذا المبحث ثلاثة مطالب. المطلب الأول: تفضيل المؤمنين من البشر على الكافرين

إن من عدل الله المطلق» أنه ما ساوى بين من آمن بدعوى الرسلء ورسالاتهم» وبين من أنكر وجحد وكفرء قال تعالى « أَفَمَنْ كان مُوْمنَا كَمَنْ كان فاسقا لا يَسْتَوونَ*أمّا الذين آَمَنُوا وَعَملُوا الصّالحات فَلَهُمْ جنات المأوى نزلا بمَا كانوا يَعمَلُونَ*وأمًا الّذينَ فَسقوا َمَأَوَاهُمُ الثّارٌ..... © ( السجدةه١‏ .0 . فقد فضل الله تعالى المؤمنين على الكافرين في الدنيا

وتتلخص هذه المفاضلة بين المؤمنين والكافرين في الأمور الآتية: - أولا: تفضيل المؤمنين على الكافرين بالسعادة في الحياة الدنيا

لقد فطر الله تعالى الإنسان على البحث عن السعادة في الدنياء فكل إنسان يبحث عن السعادة» ولذلك نجد أن أي تصرف يتصرفه الإنسان» تكون غايته فيه تحصيل السعادة. فالذي يبحث عن الحبء يحب لأجل تحصيل السعادة» والذي يبحث عن امرأة حسناءء يتزوجها لأجل تحصيل السعادة» والذي يدرسء يكد لينجح ويحصل الشهادة» فالغاية تحصيل السعادة: فكل تصرفات الإنسان في الدنيا مبنية على غاية هي تحصيل السعادة.

ولكن هل سعادة الدنيا هي السعادة الحقيقة؟ إن السعادة الحقيقية للإنسان في الدنيا لا تتحقق بكثرة المال» ولا بعلو الدرجات» ولا بتحصيل الشهادات» ولا بنكاح النساء» وكثرة العيال» إنما السعادة الحقيقية تحقق عند الإنسان بمدى علاقته مع ربه» والتزامه بدينه» والسير على نهج نبيه» وأما من قطع هذه العلاقة مع ربه» فإن له الشقاوة بدلا من السعادة» قال تعالى (وَمَن أغرّض عن ذكري فَإنَ لَهُ مَعيشّة ضنكا وتحشرَة يَوْمَ القيَامة أَعْمَى © (طه؛؟١)‏ والمعنى: أن من ذكره الله تعالى» فتولى عن ذكره ولم يقبله» ولم يستجب له؛ ولم يتعظء سيكون له هذا المقام» وهو مقام الضنك في المعيشة الضيقة» في المنازل والأماكن والمعايش.

قال ابن عباس في تفسير الضنك: " هو الشقاء " الذي عكس السعادة» وقال مجاهدا'!: الضنك هو الضيق في الحياة:!"ا

وقد اختلف العلماء في مكان هذا العيش الضنكء فمنهم من قال في الدنياء ومنهم من قال في القبر» ومنهم من قال في الآخرة في جهنم. قال قتادة!"' في تفسيرها: هم أهل الكفر في النارء وقال آخرون: هم أهل الحرام في الدنياء وصف الله معيشتهم بالضنكء وقال أبو سعيد الخدري: المعيشة الضنك هي عذاب القبرء يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه :“ا

والذي يراه الباحث أن هذه المعيشة الضنكء هي في الدنيا وفي القبر» وليست في الآخرة» لقوله تعالى:( وَتَحُشرُة يَوْمَ القيَامّة أَعْمَى فكانت المقدمة الضنك في الدنياء ثم العمى في الآخرة.

إن علاقة الالتزام والارتباط بين الإنسان مع ربهء تحقق محبة الله تعالى للإنسان» والتي هي أعظم وأكثر سعادة» يحققها الإنسان في الدنياء والتي تؤدي إلى سعادة دائمة في الآخرة» وبهذا قال تعالى في الحديث القدسي:[ ما زال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أخنة لثار

وتحصيل محبة الله تعالى» هي علامة من علامات قبول الله للعبد» كما روي في الحديثت [ إذا أحب الله العبد دعا جبريل: إن الله يحب فلان فأحبه» فيحبه جبريل ثم ينادي في السماءء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوهء فيحبه أهل السماءء ثم يوضع له القبول في ارهن ]0

وخلاصة القول في هذه المسألة: أن المؤمن الذي وفق لطاعة الله وعبادته» المنعم عليه بمحبته» المغمور بسعادة الدنيا والآخرة بهدايته له» قد فضل على الكافر المنكر الجاحد لنعم الله تعالى» المعرض عن طاعته؛ المحروم من محبته؛ الشقي في حياته وآخرته.

(') ترجمة: هو مجاهد بن جبير أبو الحجاج المكي الأسودء تابعي كبير مولى السائب بن أبي السائب» شيخ القراء والمفسرينء أخذ القرآن والفقه والتفسير عن ابن عباس

('' انظر جامع البيان في تأويل القرآن ج5١ص ١55‏

() ترجمة: هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيزء حافظ العصر قدوة المفسرين والمحدثين» وهو تابعي كبير ولد سنة ٠ه‏

) انظر المرجع السابق ج١ص ١55‏

صحيح البخاريء كتاب الرقاق» باب التواضع ح07٠55‏

'! صحيح البخاريء كتاب بدء الخلق» باب ذكر الملائكة ح05٠7‏ »؛ صحيح مسلمء كتاب البر والصلة والآداب» باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عبادهء 7751

رد

ثانيً: تفضيل المؤمنين على الكافرين بالاستقامة في الأخلاق وحسن العقل والتفكير

إن من نعمة الله تعالى على الإنسان» أن منحه نعمة العقل والتفكيرء الذي بهما يهتدي إلى السلوك القويم» والأخلاق الحميدة. المؤمن اهتدى لطريق الإيمان وعمل بهذه النعمة: وَوَضَعَينا فى بنكاتها لصحي فاهتدى يها+ورشد سلوكة: .وحافظ على' الاقف أما العافن فقد ضل الطريق» وعطل هذه النعمة التي وهبها الله تعالى له» وهي نعمة العقل والتفكيرء وبتعطيلها عَطّل سلوكه وأخلاقه. فأصبح كالبهائم؛ بل هو أضل» قال تعالى: «( أرَأيت من انَحد إلَهَهُ هواه أفأنت تكون عَلَيْه وكيلاً* أم تحسسب أن أكترَهُم يَسْمَعُونَ أو يَعقلون إن هُم إِنَا كانأنعَام بَلَ هُمْ أضل ستبيلاً » (الفرقان 49 -44). ومن مظاهر المؤمنين الذين استقاموا على دين الله تعالى» على الكافرين الذين انحرفوا عنه» إن الله تعالى وعد المؤمنين بأفضل مكان في الآخرة وهي الجنة» وتوعد الكافرين المنحرفين بأخبث مكان في النارء قال تعالى: ( إن الله يُدْخل الذي أمنوأ] وَعَملُوا الصالحَات جنات تخري من تحتها الأنهار وَالَذِينَ كفْرُوا يَتمَتعغون لون كَمَا تأكل الأَنْعَامُ وَالنَارْ متاق نيك 4 ( محمد؟١).‏

ثم إن الله تعالى بشر الذين استقاموا على دينه واهتدواء بالبشارة السارة في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: «( إن الّذِينَ قَالُوا رَبّنَا الله ثُمّ استقامُوا تَتتَرَلَ عَلَيْهِمُ المَائكةٌ أنَا تَحَافُوا ونا تدز تو وَأْشرو | بالجنة التي كنْثُمْ تُوعدون* تَحن أُوليَاؤْكُمْ في الحيّاة الدنْيَا وفي الآخرة ولَكُمْ فيها ما تَشتّهي أَنْشْكُمْ ولكُمْ فيها ما تَدَعُونَ © (فصات.71-7). والمعنى : قال عمر #: الاستقامة هي أن تستقيم على الأمر والنهي» ولا تروغ روغان الثعلب. وقال عثمان ؛: هم الذين اخلصوا العمل لله تعالى» وقال الحسن!' كه :هم الذين استقاموا على أمر الله تعالى فعملوا بطاعته»؛ واجتنبوا معصيته. أما قوله تعالى :( تتنزل عليهم الملائكة) قال ابن عباس4ك: عند الموت» وقال قتادة عند البعث من القبور. وقوله تعالى: ( ألا تخافوا ولا تحزنوا ) قال مجاهد: ألا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة» ولا تحزنوا على ما خلفتم من أهل وولدء فإنا نخلفكم في ذلك كلهء وقوله تعالى: ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) قال وكيع ابن الجراح: البشرى تكون في ثلاثة مواطن: عند الموتء وفي القبرء وعند البعث: !"ا

(')ترجمة: هو الحسن بن محمد بن الحنيفية الهاشمي الإمام» وجده علي ب بن أبي طالب» وهو من كبار التابعين» حدث عن ابن عباس وكبار الصحابة.

('"انظر معالم التنزيل» ج: ص”١٠‏

3

إذا الاستقامة كما عرفها علماء التفسيرء ليست مظهرا خاليا من المعاني؛ ولا كلاماً بدون مضمونء ولا تنحصر في أمر معين من أمور الحياة» بل هي حقيقة تترجم على أرض الواقغ؛ قبي“ شعور :في الضيعين؛ وسلوك في للحي وصي. على التكليف» .وخلق بين النامل» أمرها كبير وعسيرء لا يقدر عليه إلا أهل الإيمان» وتهبط عنه عزيمة أهل الكفر.

فم ]قن أهل "اماق :يسككقون :عند ناهذا الام التيرج امن 'ششية الملاتكة وولقييه ومودتهم» ويستحقون أن يقولوا لهم ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي وعدتم من الله نحن أولياؤكم في الدنيا والآخرة» وها هي الجنة التي أنتم سائرون إليهاء فيها ما تشتهي أنفسكم وتلذ بها أعينكم» حصّلتموها بمغفرة الله ورحمته.(') ثالثاً: تفضيل المؤمنين على الكافرين في سكرات الموت وفي القبور: -

إن" الفؤوة مق أنه النضناكته الوزاقعة كلى انان » كما عيماها القران الكريم مضيية الموتء قال تعالى:( يا أيُهَا الَذِينَ آمّئوا شَهَادَة بَيَنِكُمَ إذا حضر أحَدَكُمْ المَوْتْ حين الوصِيّة اثثان ذوًا عَدَل مِثكُم أو آخران مِن غيركم إن أنثم ضربثم فِي الأرّض فأصابَثكم مُصِيبَة المؤت تحبِسُونَهُما من بَْد الصّلاة فيقَسمَان بالله إن ارتبتَمْ لا تشتري به ثَمنَا ولو كان ذا قربَى ونا َكثْمُ شَهَادة الله إِنَا إِذَا لمن الآثمين 6 ( المائدة>١٠)‏ وإن من أعظم مقدمات هذه المصيبة» وأشدهاء سكراتهاء قالت عائشة وهي تصف ساعة احتضار النبي6 [ فجعل يدخل يديه في الماء يمسح بهما وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات ]أ'"!. وقد أخبر القران الكريم عن السكرات حال الاحتضار فقال :( وَجَاءَتَ سكرةُ المت بالحق ذلك ما كنت منة تَحِيدُ © (ق5١)‏ وفي هذه السكرات» يختلف حال المؤمنين عن حال الكافرين في شدتها وصعوبة خروج الروح فيهاء فالقرآن يصف لنا حال الكافرين في سكرات الموت وهي تنزح أزؤاحهم من أجسادهم :دوعا شديداء 'وكأنها الضوف الذي ألقي في غصن شوكء ثم ينزع الصوف من الشوكء فقال تعالى:8 والتَازعات عَرْقَا © (النازعات١)‏ وصور حال المؤمنين وأرواحهم تنشط من أجسادهم بسهولة؛ وكأنها الماء يُسال من فم السقاء» فقال تعالى: ( وَالنّاشطات نشطًا © (النازعات؟). وأيضا وصف حال المؤمنين في هذا الموقف العصيب في معالجة سكرات الموتء حيث يُثبت المؤمنون على إيمانهم» فتهرع إليهم الملائكة؛ لتلقينهم كلمة التوحيد» أما الكافرين فتهرع إليهم الشياطين؛ لتثبتهم على الكفر» وتصرفهم عن التوحيدء قال تعالى: « يُتْبّتَ الله الذِينَ آمَنُوا بالقول التّابت في الحَيَاةٍ الدّنيَا وَفِي الآخِرَة وَيْضِل

(') انظر في ظلال القرآن جا ص79 '! صحيح البخاري » كتاب الرقاق» باب سكرات الموت ح١٠١55‏

الح

الله الظَالِمِينَ وَيَفْعَل الله ما يَشَاء » ( إبراهيم77) والمعنى: إن الله تعالى يثبت المؤمنين الذين ثبتوا على كلمة التوحيد في الدنياء حتى إذا ما تعرضوا للفتن» لا تزغ قلوبهم وألسنتهم عنهاء كما ثبت أصحاب الأخدود عليها عندما تعرضوا لفتنة الإلقاء في النار مقابل التخلي عنهاء فرضوا بنار الأخدود مقابل أن يثبتوا على كلمة التوحيد. أما في الآخرة: فالجمهور على أن التثبيت يكون في القبرء وذلك بتلقين الجواب الصحيح عند سؤال الملكين» عندما يسألانه» من ربكء وما دينك؛ ومن نبيك» فيلقن: الله ربيء والإسلام ديني» ومحمد # نبيي. فأما الظالمون» والكافرون فلا يثبتهم الله تعالى في مواطن الفتن» فتزل أقدامهم وهم في الدنياء وفي الآخرة هم أزلء فلا ثبات عند سؤال الملكين» إنما يجيبون لا ندري لا ندريء فيقال لأحدهم: له خلمت :رزلا شرؤت!!,

ولقد صور النبي 6 أحوال المؤمنين وأحوال الكافرين» عند خروج الروح؛ في الدنياء وعند دخول القبر في الآخرة» في حديث رواه البراء بن عازب؛ قال [ خرجنا مع رسول الله في جنازة رجل من الأنصارء فانتهينا إلى القبر ولم يلحدء فجلس رسول الله 6 وجلسنا حوله؛ كأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكث في الأرضء فرفع رأسه فقال: انتفيكو] بالامة “هذا القير درقتن أو كلا ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنياء وإقبال من الآخرة؛ نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه؛ كأن وجوههم الشمسء» معهم كفن من أكفان الجنة» وحنوط من حنوط الجنة»حتى يجلسوا منه مد البصرء ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسهء فيقول أيتها النفس الطيبة» أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوانه؛ قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فم السقاءء فيأخذهاء فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عينءحتى يأخذوهاء فيجعلوها في ذلك الكفن» وفي ذلك الحنوطء ويخرج منها كأطيب نفحة مسكء؛ وجدت على وجه الأرضءفيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنياء حتى ينتهوا به إلى السماء الدنياء فيستفتحون له فيفتح له» فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليهاء حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة» فيقول الله: اكتبوا كتاب عبدي في عليين» وأعيدوه إلى الأرضء فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم؛ ومنها أخرجهم تارة أخرى. قال فتعاد روحه في جسده. فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي اللهء فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام» فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله؛ فيقولان له وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله» فآمنت به وصدقت»

”"انظر تفسير الكشاف ج١‏ ص/7ه

71

فينادي مناد من السماءء أن صدق عبديء فأفرشوه من الجنة» وألبسوه من الجنة» وافتحوا له باب إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها وطيبهاء ويفسح له في قبره مد بصره. ويأتيه رجل حسن الوجه». حسن الثياب» طيب الريحء فيقول: أنا عملك الصالح؛ فيقول ربي أقم الساعة»ء حتى أرجع إلى أهلي ومالي. قال وإن العبد الكافر» إذا كان في انقطاع من الدنياء وإقبال من الآخرة» نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه؛ معهم المسوخ» ويجلسون منه مد البصرء ثم يجئ ملك الموت» حتى يجلس عند رأسهء فيقول: أيتها النفس الخبيثة» أخرجي إلى سخط من الله وغضب. قال: فتفرق في جسده. فينتزعها كما ينتزع السفودا'! من الصوف المبلول» فيأخذهاء فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عينء حتى يجعلوها في ذلك المسوخ, فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرضء فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان ابن فلان» بأقبح أسمائه التي كانوا ستولديها في اانا بعتي رخني رار إلى اللنماء التدياء مستت كاد يقتي لعزاقم قرا وستحول الله © ( إن الذين كَدَبُوا بآيَاتَا وَاسنتكبّرُوا عَنَهَا لا ثة تقتّحُ لَهُمْ أَبْوَابْ السّمَاء ولا يَدْخْلُونَ الجِنَّة حَنَى يَلِجِ الجمّل في سم الخيّاط وكذّلكَ نَجزي المُخرمين »© «الأعراف:40).فيقول الله اكتبوا كتابه في سجيلء؛ في الأرض السفلى؛ فتطرح روحه طرحاء ثم قرأ:(ا حُنفاءَ لله غيْرَ ممشركينَ به ومن يُشَرِك بالله فَكأنمَا خَرَ من السّماء فَتَخْطفه الطَيْرُ أو تَهُوي به الرّيح في مكان سحيق 6الحج:0"). فتعاد روحه في جسده. ويأتيه ملكان» فيجلسانه ويقولان له:من ربك؟ فيقول:هاه هاه لا أدريء فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدريء فيقولان له ما هذا الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدريء فينادي مناد من السماءء أن كذبء فافرشوه من النارء وافتحوا له باب إلى النارء فيأتيه من حرهاء وسمومهاء ويضيق عليه قبره» حتى تختلف فيه أضلعه. ويأتيه رجل قبيح الوجه؛ قبيح الثياب» نتن الريح» فيقول :أبشر بالذي يسوءكء, هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول: من أنت فوجهك يجئ بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيثء فيقول ربي لا تقم الساعة] ١‏

ومما يدل على عذاب القبور في حق الكفار قوله تعالى في حق آل فرعون8ا النَارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غدوًا وَعَشيًا وَيَوْمَ تقوم السّاعَةٌ أذخلوا آل فرعن أَشَدَ العذَاب» (غافر:؛).

('! السفود: الشوك ”2 سنن أبي داوودء كتاب السنة» باب المسألة في القبر وعذاب القبر ح ”475 صححه الألباني

رابعاً: تفضيل المؤمنين على الكافرين عند البعث والحشر

بعد الانتهاء من حياة البرزخ وبعد النفخة الأولى؛ التي يصعق بها الخلائق جميعهاء يي الموت؛ حيث يقبض روحه بيده بعدها تنفخ النفخة الثانية التي بها تنشق الأرض عما في بطنهاء قال تعالى «وإذا الْأَررْضُ مدت *وألقت مَافيهًا وتكلّت » (الانشقاق" -4) ويكون البعث على حالتين: بعث فيه الأمن» وعدم الخوفء؛ والحزن من الفزع الأكبر» وهو للمؤمنين» قال تعالى8 نا يَحْرنهُم الفزّع الأكبرٌ وَتَتَلَقَاهُم المتائكة هذا يَوْمَكُم الذي كنْتَمْ تَوَعَدُونَ © (الأنبياء؟١٠).‏ وبعث فيه الذلة والانكسار من هول المطلع؛ قال تعالى: (يَوْم يَخْرَجُونَ من الأجداث سراعا كأنهُم إلى نصب يُوفضون* خاشعة أَبْصَارُهم ترهقهم ذل ذلك اليوم الذي انوا يُوعَدُونَْ» (المعارج”؛ -؛؛). فكل إنسان يبعث على الحالة التي مات عليهاء فمن مات على طاعة بعث عليهاء ومن مات على معصية بعث عليهاء وهذا ما بينه النبي #8 في حجة الوداع؛ عندما سقط رجل عن ناقته وهو يطوف حول الكعبة» فماتء فقال النبي لأصحابه: [غسلوه بماء وسدرء وكفنوه في ثوبيه» ولا تمسوه بطيبء ولا تخمروا رأسه؛ فإنه يبعث يوم القيامة ملب] ''. وكذلك في الحشر» يتفاضل المؤمنون على الكافرين» حيث يحشر الخلائق كلها على حالة واحدة؛ لا تختلفء فيكونوا حفاة عراة غرلاً كما ورد في الحديث الصحيح قال#:[ تحشرون حفاة عر افاعرالاء فقاليعة عانشة:"قلقدريا وسول: الله ::الرحال و الشداء يتكلن يخصهم إلتدى يعطن؟ فقال: الأمر أشد من أن يهمهم ذلك]!' .ويكون التفاضل والتمايزء في كيفية الحشر والسوق إلى الله تعالى» قال تعالى! يَوْمّ نَحْشَرٌ المُتقين إِلَى الرّحمَن وفدًا* ونسُوق المُجرمينَ إلى جَهَتَمَ وردًا #[مريمه -45). في هذه الآية تشخيص لحشر جماعتين من البشرء كل جماعة تحشر على حالها التي ماتت عليه؛ فالتي ماتت على الإيمان» تحشر في حالة يرضى الله تعالى عنهاء ويستقبلها بالرضىء وكل فرد من هذه الجماعة على حالة تختلف عن غيره في نفس الجماعة؛ وذلك على حسب إيمانه. ولقد قرأ علي له هذه الآية وقال: والله ما يحشرون على أرجلهم ولا يساقون سوقاء ولكنهم يُؤتون بنوق من نوق الجنة» لم تنظر الخلائق كمثلهاء عليها رحال من الذهب, وأزمتها الزبرجدء فيركبون عليها حتى يطرقون باب الجنة/"ا

صحيح البخاري -كتاب الجنائز باب الكفن في ثوبين ح ١١56‏

؟)صحيح البخاري - كتاب الرقائق باب كيف الحشر ح55571 ؟) أنظر الدر المنثور في التأويل بالمأثور للسيوطي- ج ص75١ه‏

75

أما حال أهل الكفرء فإنهم يحشرون على وجوههم عمياًء يتخبطون من العمىء قال تعالى(وَسَن يَهِد الله فَهُوَ المُهتد ومن يُضلل فلن تجد لَهُمْ أُوليَاءَ من دونه وتحخشِرُْهُمْ يوم القيّامّة عَلَى وَجُوهِهِمْ ميا وبُكمًا وَصمًا مأوَاهمْ جهنم كلما حَبّت زدْنَاهُمْ سعيرا) الإسراء؛؟).

أي أنهم يحشرون على حالة أضل من حالة البهائم» فهي تمشي على أرجلها الأربعء» أما هم فيمشون على وجوههمء التي تكبرت عن السجود لله في الدنياء والله تكفل بذلها في أرض المحشرء عند البعث» فيسجدها رغم أنفهاء ويسيرها في أرض المحشر عليها إذلالاً لها بين الخلائق» لأنها ما تذللت لله تعالى في الدنيا. وقد تعجب أصحاب النبية من حال هذا الحشرء فقالوا: [ يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنياء قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ]!")

أما تفاضلهم في أرض المحشرء فأهل الإيمان يحشرون مستظلين تحت عرش الرحمنء يُجنبون حر شمس المحشرء والتي فوق رؤوسهم مقدار ميلء كماروي في الحديث[سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله “وهو لاهو أهلة الإيفان.. أما أهل الكفر» فلا ظل لهم ولا رحمة من حر شمس هذا اليوم» حتى يلجمهم العرق بأعمالهم: ويطول عليهم هذا اليوم بخمسين ألف سنة من أيام الدنيا قال تعالى:9تَْرْجُ المَلائكةٌ وَالرُوحٌ إِليْه في يَوْم كان مقدَاره خمسين ألف سنة) (المعارج؛)» قال ابن عباس في تفسيرها: هو يوم القيامة في طول ذلك العدد في شدته» وهوله على أهل الكفر. وقال عكرمة: هو مقدار ما يُقضى فيه من الحساب, قدر ما يُقضى بالعدل في خمسين ألف سنة من أيام الدنيا. وقيل لا يراد حقيقة العدد إنما أريد به طول الموققف يوم القيامة وما فيه من" الغدائد:!" وأما 'المومن فعليه كما بين صلاتي الظهر والعصرء كما ورد في الحديث عن النبيغة أنه قال: [ يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر],!*ا خامساً: تفضيل المؤمنين على الكافرين عند الحساب

وكما فضل المؤمنون على الكافرين في قبورهم» وفي بعثهم» وحشرهم, فهناك تفاضل بينهم في وقوفهم بين يدي الله تعالى للحساب» فإن المؤمنين يأتون ربهم وكتبهم بأيمانهم» فيحاسبهم الله بها حسابا يسيراء وتكون النتيجة معروفة؛ وهي الانقلاب إلى الأفل

() صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم ح 577٠١‏ (') صحيح البخاري كتاب الآذان باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد ح0٠55‏ ()أنظر الجامع لأحكام القرآن ج ص77

)روه الحاكم في مستدركه » ج١٠‏ ص8 .١5١‏ ح 784: صحيح الإسناد على شرط الشيخين

ا

بحالة السرور والفرحء قال تعالى ( فَأمّا مَنْ أوتي كتَابَهُ بيتمينه* فسَوف يُحَاسَبْ حسابًا يَسيرًا* ويَنقلبْ إلى أهله مَسْرُورًا © (الانشقاق»-4)» وأما الكافر فيأتي ربه جل وعلا وكتابه بشمالة من رون|اء.ظهره: قيحانيت الات العديرة ويدعن على نسيه بالؤيل والاسوؤ فال تعالى:( وَأَمّا مَنْ أوتي كتَابَهُ وَرَاء ظهره* فَسّوف يَدْعُو تُبُورًا * وَيَصلّى سعيرًا 6 (الانشقاق- 25-٠‏ والمعنى في قوله: ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) هو أن تعرض عليه سيئاتهه ثم يغفرها الله له ورد في الحديث الصحيح من حديث عافشة قالت: قال رسول الله #6 [ من نوقش الحساب هلكء فقلت يا رسول اللهء فإن الله يقول: فسوف كانه خسان كيز "قال تذلك العو

أما قول ( وينقلب إلى أهله مسرورا ) يعني في الجنة من الحور العين وزوجات الدنياءوالسرورء وما أوتي من الكرامة. وقوله:( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ) قال المفسرون: تغل يده اليمنى إلى عنقه» وتجعل يده اليسرى وراء ظهره. يقول:يا ويلاهديا ثبوراهء وهذا يقوله من وقع في هلكه؛ء وقوله: (إنه كان في أهله مسرورا) يعني في الدنياء مسرورا باتباع هواهء وركوب شهواته:!"ا في قوله: (ويصلى سعيرا)قراءتان» قرأ ابن كثير» ونافع» وابن عامرء والكسائيء (وَيُضصَلَى) بضم الياء وتشديد اللام» وقرأ عاصمء وأبو عمروء (ويّصلى) بفتح الياء الخفيفة:!"ا

الجمع بين القراءتين: ( يَصلى) بفتح الياء» يعني أنه يذهب بقدميه إلى جهنمء؛ وهو يدعوا على نفسه بالويل والثبور» أما القراءة الثانية بالضم والتشديدء فتدل على شدة الزجر وأخذه بعنف على يدي الملائكة حتى يلقوه في جهنمء إلقاء فيه الذلة والتوبيخ» والشدة.

وهناك حالة أخرى لأهل الإيمان بعد انقضاء الحساب ينطلق المؤمن في أرض المحشر ينادي بين الخلائق؛ فرحا مسروراء هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه؛ فيغبطه أهل المحشرء ويتمنون صحبته إلى الجنة قال تعالى:( فَأما مَنْ أوتي كتَابَه بيمينه فيَقول هَاوُمْ اقْرَءُوا كتابية إني ظَتَنت أني مُلَاق حسابِيَة © (الحاقة؟١‏ -.؟)!) وأما لكافع تلاق قن" رضن الفكلين رعو رقر ان زا كتين أركك: عدالده واأشن أذو بث اح الفا فيلعنه أهل المحشرء جميعهم وهم يقولون: اللهم لا تجمعنا معه.قال تعالى:9( وَأَمّا مَن أوتي

)سنن الترمذي كتاب صفة القيامة والرقاق والورع عن رسول الله » باب ما جاء في نضح بول الغلام ح ١477‏ صححه الألباني

''' انظر تفسير زاد المسيرء لابن الجوزي ج1 ص4

(')انظر المرجع السابق ج9 ص05

()انظر تفسير ابن كثير ج54 ص5١4‏

8

كتَابَهُ بشماله فيَقُول يا لَيتني َم أوت كتابيّة ولمْ أذ ما حسابيّة يا ليها كانت القاضيّة ما أَغْنى عني مَاليَه هَلَكَ عَنَي سَلَطَانِيَةُ © (الحاقةه؟ -:؟). سادساً: تفضيل المؤمنين على الكافرين في دخول الجنة والنار

وكذلك يتمايز المؤمنون على الكافرين يوم القيامة بعد انتهاء الحساب» في إرسالهم إلى أماكنهم في الجنة أو النارء فيرسل المؤمنون إلى الجنة» زمرا وجماعاتء تحفهم الملائككة من كل جانبء تبارك لهم هذا الإرسال الكريم. ويدعٌ الكفار إلى النار زمرا وجماعات» تسوقهم الملائكة سوق البهائم؛ تلعنهم وتوبخهم بهذا الإرسال الخبيث» قال تعالى'( وسيق الذِين كَقَرُوا إلى جَهِنَمَ مرا حتى إذا جَاءْوها فتحت أَبْوَابُهَا وال لَهُمْ خزنتها َم يَأتكمْ سل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ويُنذرُونَكم لقا يومكم هذا قالوا بلَى ولكن حقت كلمَة العذاب على الكافرين قيل اذخلوا أَبْوَاب جَهِنْمَ خالدين فيها قبس مَتْوَى المَتَكبّرِينَ © (الزمر؛-5/).

تبين الآيات حال أهل الكفرء حيث يساقون إلى أبواب جهنم سوقا عنيفاء فيه التوبيخ والتبكيت» أفواجا وجماعات» بعضهم على إثر بعضء كل أمة على حدة؛ حتى إذا وصلوا إلى أبوابهاء فتحت الأبواب السبعة» التي كانت مغلقة قبل أن يدخلوهاء وهي أبواب الدركات السبع للنار» فتقول لهم خزنة جهنم؛ حين دخولهم فيهاء قولا فيه التوبيخ والتقريع ( ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم) وهذا جنس استقبال مهين لهم فقولهم: منكم؛ أي من جنس الإنس حتى لا تكون لهم حجة على الله فيكون الرد من الكفارءالاعتراف بالذنب» يوم لا ينفع هذا الاعتراف والندمء فيأتيهم الجواب على هذا الاعتراف والإقرار منهم » أن ادخلوا أبواب جهنم التي أعدت لكم؛ فبئس ما رضيتم لأنفسكم من مسكن ومضجع.!''

وأما حال المومتين' في 'مبوقهم إلى الجنة» قال تعالى:9( وسيق الَّذينَ انَقَوْا رَبّهُمْ إلى الجنّة زْمَرًا حَنّى إِذَا جَاءُوها وفتحت أَْوَابُهَا وقَالَ لَهُمْ خزتتهَا سلامٌ عَلَيْكُمْ طبتم قاذخلوها خالدين #(الزمرم) شتان بين سوق فيه التوبيخ قال فيه تعالى(بئس مثوى المتكبرين)» وسوق فيه الترحيب قال فيه تعالى: ( سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) .

لقد عبر الله تعالى عن أخذ الفريقين للجنة أو النارء بلفظ السوقء فما الفرق بينهما؟. فالجواب: إن المراد بسوق أهل النارء طردهم إلى العذاب بالعنف والشدة» كما يفعل بالأسير» إذا سيق إلى حبسه أو قتله. أما المراد بسوق أهل الجنة»وهو سوق مراكبهم التي تنقلهم من أرض المحشرء إلى باب الجنان» وهذا فيه تكريم وتشريف لهم بإسراعهم إلى دار الكرامة؛

''انظر تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل» الخازن أبو الحسن على بن محمد بن إبراهيم البغدادي ج

١ ص‎

>232:39

والمقامة والرضوانء فالمؤمنون إذا ما جاءوا أبواب الجنة» ووصلوا إليها» وجدوها مفتحة جاهزة لدخولهم فيهاء وهذا معنى التعبير بالواو» في قوله( وفتحت) دلالة على أنهم وجدوها مفتحة» جاهزة لاستقبالهم» لإدخال السرور إلى أنفسهم عند رؤيتها مفتحة» بخلاف أهل النار» عندما يصلوا إلى أبواب جهنمء فيجدوها مغلقة» وهذا فيه الإذلال والإهانة لهم» وشدة العذاب لهم حينما تفتح فجأة في وجوههمء وقيل إن الواو دلالة على أن أبواب الجنة ثمانية» وهي أكثر من لي النار السبعة» فالعرب تعطف بالواو فيما فوق السبعة»؛ فيقولون :سبعة وثمانيةأ'' ومن التفاضل والتمايز بين المؤمنين والكفار» في دخول الجنة والنارء أن عصاة المؤمنين الذين رجحت سيئاتهم على حسناتهم» وقضي بهم إلى جهنم» يأخذون عقوبة معينة فيهاء ولمدة محدودة. تختلف عن عقوبة أهل الكفرء حيث يدخلون في الدرك الأعلى من النار والتي تسمى جهنم؛ حيث لا خلود فيها أبداء والعذاب فيه أخف بكثير عن عذاب باقي الدركات السفلى» فتراعى العبادات والطاعاتء التي أداها ذلك العاصيء كما قال في الحديث:[ منهم من تأخذه النار إلى كعبيه» ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه» ومنهم من تأخذه النار إلى حجزيه »ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه؛ ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته ] !"ا

المطلب الثاني: تفضيل الأنبياء على سائر البشر

لما استخلف الله تعالى الآدمي في الأرضء جعل لهذا الاستخلاف عوامل بقاءء تسيره بين الناسء» ومن أهم هذه العوامل» إرسال الرسل والأنبياء لتعريف الناس على الله تعالى» والله تعالى اصطفى الأنبياء من جنس الناس أنفسهم لتبليغ رسالته لهم» قال تعالى: الله يَصطّفي من الملائكة ريا ومن ) التّاس إن الله سميعٌ بَصيرٌ» (الحجه). ومن طبيعة المْرسّل أن يكون أفضل من المُّرسّل إليه» حتى يستطيع أن يؤثر فيهم» وليكون أهلا لحمل الرسالة. ومن أهم خصال التفضيل بين الأنبياء والبشرء ما يلي: - أولاً: تفضيل الأنبياء على البشر بقوة الإيمان والاصطفاء

إن رابطة الإيمان هي أقوى رابطة بين الله تعالى وعباده» والله تعالى يصطفي لهذه الرايعلة من ومن عناةة وهذة الحكة :زا تحفق ديق الغية رورننه الخككرة الكلا عه و الساةة

'' انظر تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل ج * ص5م !'١‏ صحيح مسلم » كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلهاء باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها ح7/514

قال تعالى في الحديث القدسي [ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه......] (". فالاصطفاء للأنبياء من الله تعالى» ارتضاء واختيارء يتحقق بالعبودية لله تعالى» فكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية» علت درجته عند ربه» واستحق أن يُشَرّف بلقب العبد الذي هو من أكتوف: المقامنات:: ولذلك <ما: حققد الأنبياء ‏ من" لقب: العيؤدية: الحقه» هو نتاج كمال» تحقيق الطاعة لله تعالى» وهي مُحصلة الإيمان» الذي عجز عن تحقيقه بهذا الشكل باقي البشر:!"ا والإيمان عند الأنبياء يختلف في قوته وصلابته عن الإيمان عند البشرء حيث إن الإيمان»ء درجات ومراتبء والأنبياء هم أعلاها مرتبة» والنبي #6 جعل مراتب الدين ثلاثة» أعلاها الإحسان» وأوسطها الإيمان» ويليها الإسلام» فكل محسن مؤمن» وكل مؤمن مسلمء وليس كل ومن مكستاء ولااكل مسله مؤمذا:'" والأنبياء يلقوا أغلى مانب النذين وهو الإحسان» فما من نبي إلا كان محسناء بعكس البشرء فما نال هذه الدرجة والمرتبة منهم إلا القلة القليلة» وبدرجة لا تتكافأً مع إحسان الأنبياء» الذي أوصلهم إلى درجة النبوة» والرسالة.

ثانياً: تفضيل الأنبياء على البشر بتأييدهم بالمعجزات

إن من سنة الله تعالى في بعث الأنبياء والرسل» أن جعل لكل نبي أو رسول معجزة. دالة على صدق نبوته» أو رسالته» قال تعالى:(! ولَقَد أَرْسلنا من قبْلكَ رُسُلا إلى قومهم فَجَاءُوَهمْ بالبِيّات فَانتقمَا من الّذين أَجِرَمُوا وكان حقَا عَلَينَا صر المُؤمنين © (الروم؛؛). أي بالمعجزات» والحجج النيرات الدالة على صدق رسالتهم ونبوتهم!ا والمعجزة لغة: هي من العجزء أي نقيض القدرة والحزم» فيقال عجز عن الأمر عجزاً فهو غير قادر على فعله؛ أي فهو عاجز: !"ا المعجزة اصطلاحا: هي أمر يعجز البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان بمثله أو هي أمر خارق للعادة خارج عن حدود الأسباب المعروفة يخلقه الله تعالى على يد مدعي النبوة عند دعواه إياها شاهدا على صدقه !"ا

صحيح البخاريء كتاب الرقاق» باب التواضعء ح565057

() انظر العقيدة الطحاوية ص ١55‏

() انظر كتاب الإيمان لابن تيمية ص5

انظر فتح القدير ج54 - ص775

انظر تاج العروس من جواهر القاموس للمرتضى الزبيدي ج5١١‏ ص١٠٠‏ مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ص 7

"5١

والله تعالى أيد بعض البشر بالكرامات»؛ التي تختلف في خصائصها عن المعجزات» فالمعجزة هي للأنبياء فقط» أما الكرامة فهي للبشر عامة. ولا يجوز للنبي أن يخفي المعجزة لأنيا محيدقة اندوقك: إنا "انكر امه كلل موز لسراكيوا أن يلوو ها إلذ الشيرو ري تن لز له الرياء في نفسه. والمعجزة يُتحدى بها بعكس الكرامة التي لا يجوز التحدي بها. ولقد تحدى كل نبي قومه بأن يأتوا بمثل معجزته؛ فما استطاع أحد منهم ذلك » فموسى -عليه السلام - تحدى فرعون وقومه بمعجزة العصاء وردوا عليه بحبال السحرء فكان الغلبة للمعجزة على السحرء قال تعالى:( قَالُوا يَا مُوسى إِمّا أن تلق وإمّا أن تكون أُوّل من ألقى* قال بل ألقوا فإذا حبالهمْ وَعصيْهم يُخَيّل َيِه من سخرهم أنَهَا تسنعى* فَأوْجَسَ في تفسه خيقة مُوسى* فُلَنَا نا تخف إِنَكَ أنت الأَعلّى* وألْق ما في يَمينك تلقف ما صَّنَعْوا إِنَمَا صتعوا كَيْدُ ساحر ونا يُقَلحُ السّاحرٌ حَيْث أتى* فألقي السّحَرةٌ سُجِدا قَالُوا آمَنَا برب هارون ومُوسى » ( طهره" ١٠١؛),.‏ والمعنى: أن السحرة قالوا لموسى: إما أن تلقي عصاك التي جئت بها متحدياء أو نكون أول من يلقيء والمراد هنا هو إلقاء العصا على الأرضء فكان رد موسى -عليه السلام - أن أمرهم بالالقاع أوالا الكو متمجلاقة أكلين, خلن مدر هر قبعة أن القو | "رتفي سدوهم انه حفيفة ذلك أنهم لطخوا حبالهم وعصيهم بماء الزئبق» ثم عرضوها لحرارة الشمس الشديدة» مما جعلها توتز وتتدرك: فوقع الخوت:في فلب موسىوالذي هومن -طبيعة البشو: حتى اول أن يفر من أرض المبارزة؛ لولا أن ناداه ربه» بأنه هو الأعلى وأمره بإلقاء عصةة المعجزة. تكاف اصرق الععة فلي الدنشن, هرك المبدوة ددا للك كاك مارلا 3 غلية الشلام:ت ويف منحر هد وتكماو | ذلك نيد فز حرق ويطشه لهم سقايل مغفر# الله لهنم على ذنوبهم وكفرهم.!") ولقد حاولت قريش تحدي رسول الله 48 لمعجزة القرآنء التي جاءهم بها محمد #6 والتي قال عنها رب العالمينا قل لئن اجِتَمَعت الإنِسْ والجن على أن يأتوا بمثل هذَا القرآن نا يَأتون بمثله ولو كان بَعْضْهُمْ لض ظهيرا» (الإسراء:88)؛ معتمدين على فصاحة ألسنتهم وقوة بلاغتهم وبيانهم» فكانت النتيجة الفشل والهزيمة» والاعتراف بعدم القدرة على الإتيان بمثله. وذلك لما أهم قريشا أمر هذه الدعوة » وعند اقتراب موسم الحج اجتمعت قريش ليقولوا قولاً واحداً في شأن محمدقك لوفود العرب الوافدة لبيت الله الحرام» فقال لهم الوليد بن المغيرة: أجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيُكذب بعضكم بعضاء قالوا: فأنت فقل» وأقم لنا رأياً نقول

”"انظر فتح القدير ج؟ ص 57١‏

7

به» قال: بل أنتم فقولوا أسمعء فقالوا: نقول: كاهن. قال: لا والله ما هو بكاهنء لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه. قالوا: فنقول: مجنون» قال: ماهو بمجنونء لقد رَاينا الحتون وعوشاءة فنا نهر محلقة .وال وسوسته: فلو |#النقؤل تازه قال ما بهو بشاعن لقد عرفنا الشعر كله» رجزه وهزجه» وقريضه.؛ ومقبوضه. ومبسوطه. فما هو بالشعرء قالوا: فنقول ساحرء قال: ما هو بساحرء لقد رأينا السحار وسحرهم, فما هو بنفثهم ولا عقدهمء قالوا: فما نقول؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة؛ وإن عليه لطلاوة وإن أصله لعذق» وإن فرعه لمُثمرء وإنه يعلو ولا يُعلى عليه وما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطلء فعيره بذلك أبو جهل فقال له: لا أراك إلا أنك قد صبأت» وأظهر له انزعاجه مما قال في القرآن» فلما رأى الوليد ذلك في وجه أبي جهلء قال له: أمهلني أفكر في الأمرء ففكر وقدر ثم جاء لهم بغير ما اعترف بحقيقة القرآن؛ فقال: لا أرى إلا أن نقول إن هذا إلا سحر يؤثر» ففزل فيه قوله تعالى ( إِنَهُ فَكرَ وَقَدرَ* فقتل كيف قَدْرَ* ثُمَّ فتل كيف قَدّر* ثُمٌ تظر* ثم عبس وَبَسَرَ* ثُمَّ أبّرَ وَاستكبَرَ* فَقَالَ إن هذَا إِنَّا سخر يُوْثَرُ * إن هذا إِنَا قو البشر* سأصليه سقر)ا (المدشر:8 4-1 م)! )١(‏ ثالثاً: تفضيل الأنبياء على البشر بالصدق والحكمة ورجاحة العقل

لقداكان الأنبياء من أصدق قر امهم لسانا وأ جحهم عقلا وأكثز هم.حكمة::والله عالق بين هذه الخصال الحميدة» فيهم في آيات عدة: قال تعالى! وَاذْكَرْ في الكتّاب مُوسى إِنَهُ كان مُخلّصا وكان رَمنُونًا تبيَا4(مريم:21) وقال تعالىا ولوطا آنَيْنَاهُ حكمًا وعلْمًا وَتَجَيْنَاهُ من القريّة التي كانت تَعْمَل الخبائث إِنَهُم كَانُوا قَوْمَ سَؤء فاسقين » (لأنبياء:14). وقال تعالى في وصف رسول الله 4 «( وإنك لَقلى خلق عظيم 6 (القلم:؛) . و جمع له أفضل الخصال الحميدة التي اتصف بها جميع الأنبياء والمرسلين. ولقد ظهرت رجاحة عقول الأنبياء على أقوامهم» من خلال مخاطبتهم لهم؛ فهذا إيراهيم - عليه السلام - يخاطب قومه ويحاورهم في عبادة الأصنامء بعد أن قام بتحطيمهاء لما أعرضوا غن دغوقه بح اغقزفوا تفن كلال هذا الحوان بقاهة عد ؤلهم وستتاطياء كنال بال (١‏ فَجعنَهُمْ جِدَاذًا إِنَا كيرا لَهمْ لَعلّهُمْ إِلَْه يَرْجَعُونَ* قَالُوا مَن فَعَلَ هذا بآلهتنا إِنَه من الظالمين* قَالُوا سمعنا فَنَى يَدكرَهم يُقَالَ لَهُ إِيْرَاهِيم * قَالُوا فَأَنُوا به علَى أَعَيْنَ النّاس لَعَلَهُم يتشهدون *قَالوا أأنت فَعَلَتَ هذَا بآلهتنا يا إِيْرَاهِيمُ * قَالَ بل فَعَلَهُ كبِيرُهُم هذا فَاسْأَلوهُم إن كَانُوا يتطقون »قفَرَجِعُوا إلى أنفسهم فَقَالُوا إِنَكمْ أَنتَمْ الظَالمُون #(الأنبياء:/ه -؛1).

7" انظر الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ص ٠١1١-١٠٠١‏

7

والمعنى: لما حطم إبراهيم -عليه السلام - أصنامهم التي عكفوا على عبادتهاء أقاموا له محكمة علنية على رؤوس الأشهادء أرادوا بها التشهير في شخصه أمام أعين الناسء فوجهوا له السؤالء ليقيموا عليه الحجة» فقالوا(أأنت فعَلت هذا بألهتنا يَا إِْرَاهِيمُ) » فنظر إليهم بعقلة المفتوح» وقلبه الواصل بربه؛ فلم يجد إلا أن يسخر منهم» ويجيبهم بإجابة متناسبة مع انحطاط عقولهم» وتفاهتهاء فقال لهم[ بَل فَعَلَهُ كبيرُهُمْ هَذَا فَاسنألُوهُمْ إن كانوا ينطفون)» فكان التهكم من إبراهيم -عليه السلام - واضح في الإجابة» ولا داعي لتسميتها كذبة» كما ادعى البعضء» فكأنه يقول لهم إن آلهتكم لا تدري من حطمهاء أنا أم كبيرهم هذاء ولذلك فسألوهم إن كانوا ينطقون ويجيبونء فهذا الحوار العقلي الساخر من عقولهم؛ قد هزهم هزاًء حتى ردهم إلي شيء من التدبر والتعقل» والتفكيرء فقالوا لبعضهم البعض! ‏ إِنْكمْ أنثُمُ الظَالمُون)؛ إن هذا الاعتراف كان بادرة خير لو استثمروهاء حيث اعترفوا بظلمهم» وتفاهة عقولهم بهذه العبادة لأصنام لا تنطق ولا تعقل» ولا تنصر نفسهاء ولكن الكبر والعناد» أعاد قلوبهم إلى الكفر والجحودء وبطر الحقء فقالوا له : ( لقد علمت ما هؤلاء ينطقون). إن الأولى كانت رجعة للنفوسء والثانية نكسة على الرؤوسء فكان رده على هذه النكسة» ردا فيه العنشف والتبكيت «أف لَكم ولما تَعْبدُون من دون الله فنا تغقلون 4 (الأنبياء:57). إن انتكاسهم هذا أخرجه عن صبره وهو الصبور الحليم» حيث أخذتهم العزة بالإثم» كما تأخذ الطغاة في كل زمان أمام غلبة الحجة عليهم» وحين فقدهم الحجة على ألسنتهم» فيلجأون إلى القوة الظالمة» فحينها قالوا: ( حَرّقوهُ وَانَصرُوا الهتكم إن كنتم فاعلين 6 (الأنبياء:8):[")

ولقد ظهرت حكمة رسولنا يه ورجاحة عقله في إدارة الأمور بين أصحابه فضلا عن محاورة أعدائه» مثال ذلك ما روي أنه: [قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم النبي يل : دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعتوا معسرين]!"ا وجاء فتى شاب إلى النبي يل فقال : [يا رسول الله ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه» مه فقال: أدنه فدنا منه قريبا فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك؛ قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم؛ قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يارسول الله جعلني الله فداءك؛ قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك؛ قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم» قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك»

("انظر في ظلال القرآن ج5ءص 45ه -47ه

3

قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك؛ قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه» وطهر قلبه؛ وحصن فرجه؛ فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء] ١١‏

رابعاً: تفضيل الأنبياء على البشر بالعصمة .

إن من فضل الأنبياء على البشرء أن عصمهم عما ينافي مقتتضى المعجزة: كالكذب في التبليغ» والكفر»وتعمد الكبائر والصغائرء لأن وقوعهم فيها لزم الناس عدم إتباعهم»وآن ترد عليهم شهاداتهم» ووجب زجرهم.ء واستحقاق العذاب والذنب عليهم» وعدم نيلهم عهد النبوة.ء ولا يكونوا من المخلصين ولا من المسارعين في الخيرات» وغير معدودين من المسصطفين الأخيار» فالمعجزة تقتضي الصدق في دعوى النبوة» وما يتعلق بها 0 ا وشرعية الأحكام . والجمهور على وجوب عصمتهمء عما يتنافى مة مقتضى المعجزة.!

وإن عدم العصمة لهم يتنافى مع وصف الله لهم في آيات كثيرة:. بأنهم من المصطفين الأخيارء فإن الاصطفاء يتناول جميع الأفعال والتروك؛ فثبت أنهم كانوا أخيارا في كل الأمورء وهذا ينافي صدور الذنب عنهم:!"ا

أما ما وقع منهم في بعض الحوادث التي أنزل الله تعالى بها قرآنا يعالجها. فهي تقفع في مسمى خلاف الأولى» حيث كان النبي»ة يفعل الفعل يرى أنه هو الأولى لخدمة الدعوةء فينزل التوجيه بالعدول عن هذا الفعل» لفعل آخر أفضل منهء ومثال ذلك قوله تعالى عبس وتَولَّى * أن جَاءَهُ الأغمى * وما يُدْرِيكَ لَعلَّهُ يزكى * أو يَذَكرُ فَتَنْقَمَهُ الذكرى * أَمَامَن اسنتغتى* فَأنت لَهُ تصَدّى * وما عَلَيْكَ نا يزكى * وأما من جَاءَكَ يَسَعَى * وَهُوَ يَخشى * فَأنت عَنَه تَلَهّى)( عبس:١ )٠١-‏

كان النبي#مشغولاً بأمر جماعة من كبراء قريش يدعوهم إلى الإسلام حينما جاءه ابن أم مكتوم الرجل الأعمى الفقيرء وهو لا يعلم أنه مشغول بأمر القوم يطلب منه أن يعلمه مما علمه الله » فكره رسول الله هذا وعبس وجهه وأعرض عنه » فنزل القرآن يعاتب الرسول #عتاباً شديداً؛ ويقرر حقيقة القيم في حياة الجماعة المسلمة في أسلوب قوي حاسم » كما

ر,مسند الإمام أحمد باقي مسند الأنصارء حديث أبي أمامة الباهلي» ح708١١‏ صححه شعيب الأرناؤط. انظر شرح المقاصد للعلامة مسعود بن عمر بن عبد الله الشهير بالنفتازاني ج”*اص8/١٠”؟‏ (') انظر تفسير مفاتيح الغيب -فخر الدين الرازي ج١‏ آية

والبعتى: أن “هذا التوجية ليذه الحائكةم هن أمر +عظيم هدا إئة معدزةة من معجصز اك الفسزان والإسلام الأولى» فهي الحقيقة التي أراد الله تعالى إقراراها في الأرضء والتي يترتب عليها الحياة الطبيعية الصحيحة للبشرية» فالحقيقة التي استهدفها هذا التوجيه هي الإسلام في صميمه؛ من جانب سماحته وعدله؛ وتقويمه للبشرء هذه الحقيقة ليست مجرد كيف يعامل فرد من الناس» أو صنف من الناس كما هو المعنى القريب من الحادثة والتعقيب عليهاءإنما ههفي أبعد من هذا جداء إنها كيف يزن الناس كل أمور الحياة؟ ومن أين يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهمء التي يزنون بها؟ ثم أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية» إلهية بحتة» آتية من السماء» غير مقيدة بملابسات أرضهم ولا موصوفات حياتهم وتصوراتهم.!"ا أما باقي البشر فالنبي #6 بين لنا أنه ما من أحد من البشرء إلا وقد يتعرض للخطأ ويقع فيهء. فقال46:[ كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ]!"ا خامسا: تفضيل الأنبياء على البشر في درجات الجنة

لقد بين النبي6 أن الجنة درجات وأن النار دركات» وأن أهل الجنة فيها يتفاوتون في درجاتهم؛ وأن أهل النار يتفاوتون فيها في دركاتهم؛ فكل موكل به عمله» يرفعه في الجنة درجات» ويخفضه في النار دركات. ولقد بين الله تعالى أن درجات الأنبياء» ومقاماتهم هي أعلى الدرجات والمقامات قال تعالى(إوَمَ يْطع الله وَالرَسُولَ فَأُولَئكَ مَعَ الذين أَنْعمَ الله عَلَيْهِمْ من النْبينَ وَالصَديقين وَالشهداء وَالصّالحين وَصَدْنَ أُولَئكَ رفيقا) (النساء:ه:) . لقد قسم الله تعالى الناس أربعة أقسام» بحسب منازلهم ودرجاتهم في العلم والعمل وهي على

القسم الأول: أعلى الدرجات وهي للأنبياء. وحث الناس على ألا يتأخروا عنهم, فهم الفائزون بكمال العلم والعمل.

القسم الثاني: وهم الصديقون الذين صمدت نفوسهم بمراقي النظر والحجج والآيات» وأخرى بمعارج التصفية والرياضاتء إلى أوج العرفان.

القسم الثالث: هم الشهداء الذين بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة الله تعالى.

القسم الرابع: هم الصالحون الذين صرفوا أعمالهم في طاعة ربهم وأموالهم في مرضاته:!"ا () انظر في ظلال القرآن ج / ص 455

(') سنن الترمذيء كتاب صفة القيامة والرقاق والورع عن رسول الله باب ما جاء في نضح بول الغلام؛ 584 حَ

7”

والنبي 46 يحدث عن درجات الأنبياء في الجنة» فيقول لأصحابه [إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون الكوكب الدري الغارب في الأفق؛ الطالع في تفاضل الدرجات»قالوا يا رسول الله: أولتك النبيون؟ قال:بلى؛ والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين]!"! والجنة درجات والناس يتحصلونها برحمة الله وفضل أعمالهم؛ وهم يتفاوتون فيهاء والنار دركات والناس يلقون فيها بسخط الله عليهم بسوء أعمالهم» وهم يتفاوتون فيهاء قال #6 [ إن في الجنة مائة درجة» أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيل الله. ما بين الدرجتين كما بين البشاء و الأ وطن

ولقد أخبر النبية أن أعلى درجة في الجنة هي الفردوس الأعلىء ولذلك دعا لنفسه بهاء وطلب من الأمة أن يدعوا الله له بها بعد انتهاء سماع الآذان» ووعد من يدعوا له بها أن ينال شفاعته» قال 6 [ من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة» والصلاة القائمة» آت محمداً الوسيلة» والفضيلة» وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدتهء حلت له شفاعتي يوم القيامة] (4)

المطلب الثالث: تفضيل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض

إن الأنبياء والرسل هم أشرف الخلق عند الله تعالى» وهم الأعلام التي يهتدي بها الناس» فتصلح دنياهم وآخرتهمء؛ وهم الموجهون من الله تعالى لتعريف الناس به والإخبار عنه وذلك بما أوحى إليهم من العلم» وما أنزل إليهم من الكتب. والله تعالى قد فاضل بين الرسل والأنبياء بعضهم على بعضء قال تعالى « تلك الرّسئّل فَضَلنَا بَعْضَهُمْ علَى بَعْضِ منْهُم من كلَمَ الله وَرَقَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَات » (البقرة:+20). ووجوه التفاضل بينهم في ما يلي: - أولاً: تفضيل الرسل على الأنبياء

لقد فرق الله تعالى في كثير من آيات القرآن بين الأنبياء والرسل؛ ليبين لنا مدى المفاضلة بينهم» قال تعالى:9( وما أَرْسلَنَا من قَبْلكَ من رَسُول ولا تبي إلا إذا تَمَتَى ألقَى الشيطان في أُمنيّتهِ ... » (الحج:؟0). ووصف بعض رسله بالنبوة والرسالة ليدل على أن

© انظر تفسير البيضاوي ص 7١7”‏ () صحيح البخاري» كتاب بدء الخلق» باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة » ح 5757

()صحيح البخاريء, كتاب التوحيدء باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم» ح 777 () صحيح البخاريء كتاب الأذان» باب الدعاء عند الأذان» ح 515

ا

الرسالة أمر والنبوة أمر آخرء فالرسالة زائدة على النبوة» قال تعالى9 وَاذْكَرٌْ في الكتّاب مُوسى إِنَّهُ كان مُخلّصا وكانَ رولا تَبيّا 4 (مريم:21). ثم جعل عدد الأنبياء أكثر من عدد الرسل؛ ليعمم ويخصص بينهم؛ ورد أن رجلا سأل النبي يك [قال : يا رسول الله كم كانت الرسل قال كلت ماثة و كمين عقر ها ةا وهذا وجه من وجوه التفاضل بينهم حيث إن الرسالة أعم من النبوة» فكل رسول نبي» وليس كل نبي رسولاً قال العلماء في تعريف الفرق بينهم: أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه» والنبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ؛ وقال بعضهم: إن الرسول من أوحي إليه

بشرع جديد والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله:!"ا

ولقد كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء» كلما مات نبي قام نبي غيره؛ فكل أنبياء بني المزاائيل دوفن يريجو لكدة قري موسى ,عليه التزلام د برهي "الور |0 جما يال علب فضل موسى -عليه السلام - عليهم جميعاً !"ا ثانيا: تفضيل أولي العزم من الرسل على باقي المرسلين

إن من عقيدتنا الإسلامية معرفة أولي العزم من الربيل - طبهم اشام كيك آمو الله تعالى نبيه محمداًف أن يصبر كصبرهم؛ قال تعالى:( فَاصبرْ كمَا صبَرَ أونو العزم من الرُسُل ولا تستغجل لَهمْ كأَهُمْ يَْمَ يَرُونَ ما يُوعَدُون لَمْ ينوا إلا ساعة من نهار بَلاغْ فَهَل يُهْلَك إلا القوم القاسقون » (الأحقاف:ه”). هذا أمر من الله تعالى لمعرفتهم حتى يتسنى لنا ولنبيناقة التأسي بهمء والله تعالى قد ذكرهم في القرآن بأسمائهم» قال تعالى : « وإذ أخذنًا من النبيّينَ مينَاقَهُمْ ومنك ومن نوح وَإيْرَاهِيم وَمُوسى وعيسى ابْن مَرْيَمَ وَأَخذنا منْهُمْ ميئاقا عَلِيظًا » (الأحزاب:")والمراد من الكاف في قوله (ومنك) الرسول محمدكه !“ا وفي هذه الآية بيان فضل أولي العزم من الرسل على الرسل جميعاً وفضل محم دقة عليهم جميعاً فقد خص الله تعالى محمدا 46 من ذلك العموم لأولي العزم حيث ابتدأ به لتشريفه عليهم» ثم أتبعه بقية الرسل من أولي العزمء الذين هم أصحاب الكتبء ومشاهير أرباب الشرائع: تأكيداً لمقامهم بين الأنبياء والرسل؛ وفضلهم عليهم ورتبهم على حسب ترتيب

المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص»ء كتاب التفسيرء باب من سورة الفاتحة ج١‏ ص 788 وقال صحيح على شرط مسلمء وأقره الذهبي.

' انظر الرسل والرسالات د عمر الأشقر ج 5 ص 5

()انظر الرسل والرسالات ج 5 ص 75

(:) انظر عقيدة المسلم -لأبي بكر الجزائري ص١7‏

57

الزمان» فبدأ بنوح أول المرسلين اي أول رسل بني إسرائيل » ثم ختمهم بعيسى آخر المرسلين لبني إسرائيل من أنبيائهم. ١١‏ ثالثاً: التفاضل بين آدم عليه السلام وأولي العزم من الرسل فيما بينهم

لقد بينا في شرحنا لقوله تعالى (وَإِدَ أحَدْنا من النَبِيّينَ مِينَاقَهُمْ ومنك ومن نوح وإبراهيمَ وَمُوسى وعيسى ابن مريم | وَأَحَدَنَا منهُمْ ميتَاقَا غَليظًا)» أن أولي العزم من الرسل فضلوا على من سواهم من الأنبياء والرسل؛ ولكن هناك تفضيل خاص فيما بينهم؛ يتفاضل بعضهم على بعضء» ومثال ذلك: - .١‏ تفضيل آدم -عليه السلام - بالأبوة الأولى وسجود الملائكة له إن لكل نبي من الأنبياء اصطفاء خاصء اصطفه الله تعالى به على غيره من الأنبياءء وذلك

بخصال جعلها له ولم يجعلها لغيره» ومنها: - أ - إن الله تعالى اصطفى آدم -عليه السلام - بالأبوة الأولى للبشرية كلهاء والأنبياء من ا

وهذا ما بينه الله تعالى في ندائه للبشرية كلها في آيات كثيرة من القرآن الكريم منهاقوله تعالى[ يا بَني آَدَمْ خَدُوا زيتتكم عند كل مَسنْجد وكلُوا وَاشرَبُوا ونا شَنْرفُوا إكَه نا يُحبْ المُسْرِفِينَ » (الأعرف:!5). وقوله تعالى:9 يَا بني آدَمَ إما يتينم رْسل منكم يَقَصُون عَلَيكُم آيَاتي فَمَن انَقَى وَأَصلحَ قَنَا خوف عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْرَنونَ 4 (الأعراف:ه”) وقوله تعالىلا ألم أَعْهد إِلَيكمْ يَا ني آدَمْ أن نا تَعَبْدُوا الشيْطان إِنَهُ لَكمْ عَدْوَ مُبِينَ 6(يس:.٠)‏

ب - اصطفاه عليهم بأن خلقه بيده

لقد خلق الله تعالى آدم بيده ثم نفخ فيه من روحهء والخلق بيده كان خلقاً فيه التفضيل لآدم سيد اساي م يي

العالين 6 (ص:ه)1"ا

ت - تفضيله بأمر الله تعالى الملائكة بالسجود له

لقد جعل الله تعالى السجودء سجودين» سجود عبادة» وسجود تحية» فسجود العبادة هو وضع الوجه على الأرضء وهي عبادة لا تنبغي لأحد مهما كان شأنه إلا لله تعالى» فمن سجد لأحد

() انظر تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم لأبي السعود . ج/ا ص47 (') عقيدة المسلم ص4 4

"1

تكله اذ أذ انعا فيه اح كاتفا متمدو ادن يمكري فلي كلك فل نان ترون وي يمه غيره» وكان فعله شركاً أكبرء لا يغفر إلا بالتوبة قبل الموت!")

أما سجود التحية فهو كسجود الملائكة لآدم -عليه السلام - بأمر من الله تعالى» وكسجود يعقوب -عليه السلام - وزوجه وأبنائه ليوسف - عليه السلام - قال تعالى! ورفع أَبَوَيْهِ على العرش وخروا له منُجّدَا... © (يوسف:١٠٠).‏

ولقد اختلف الناس في كيفية سجود الملائكة لآدمءبعد أن اتفقوا أنه لم يكن سجود عبادة» فقال الجمهور: هذا أمر للملائكة بوضع الجباه على الأرضء كالسجود المعتاد في الصلاة؛ إنما كان ذلك سجودا وتكريما لآدم وإظهارا لفضله» وطاعة لله تعالى» وكان آدم بذلك كالقبلة لنا. قال قرع تلم يقن النيجود: التعكاده إكما كان :فيه التذلل بن الاتفيادم أ اخضهوا. لقم واقرننا له بالفضلء ثم اختلفوا في هل كان السجود خاصا بآدم فقط» ولا يجوز لغيره من العالم إلا لله تعالى» أم هو جائز لغيره من بعده؟كما كان ليوسف من أبيه وأخوته؛ لقوله تعالى( وخروا له سجدا).فالذي عليه أكثر أهل العلم أنه كان مباحا إلى عصر رسول اللهقك؛ !') وقد ورد النهي بعد ذلك؛ قال النبي ‏ [لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها].'"ا

ويرى الباحث في الفرق بين فضل السجود لآدم وفضل السجود ليوسف: أن آدم -عليه السلام - نال فضل سجود التحية» من خير المخلوقات وهي الملائكة كلهاء تشريفاً وتكريماً له ولم ينل أحد من الأنبياء هذا التكريم» فإن كان يوسف -عليه السلام - قد سجد له أحد سجود تحية» فهو عدد محدود لا يتجاوز العشرة» وهم من رحمه؛ وهو سجود محبة» بدون تكليف. بخلاف السجود لادم» حيث سجدت له ملائكة السماء كلهاء ولم تكن تعرفه من قبلء فهو سجود تكليف من الله تعالى.

؟. تفضيل نوح -عليه السلام - بطول العمرء وطول الدعوة: -

إن من سنة الله تعالى في خلقة أنه كلما طغى الفساد في بقعة من الأرضء؛ أرسل فيها رسولاًء ليذكر أهلها بالله؛ ويعيدهم لفطرتهم التي فطروا عليها وهي فطرة الدين والصلاح. ويبقي هذا الرسول بهم» يدعوهم حتى يقضي الله فيما بينهم؛ قال تعالى! إنا أرْسَلتَاكَ بالحق بَشيرًا

(')عقيدة المسلم ص4 4 ()انظر الجامع لأحكام القرآن ح١‏ ص 785 (؟) سنن الترمذيء كتاب الرضاعء باب ما جاء في حق الزوج على زوجته. ح51١١‏ » قال الألباني: حسن

صحيح

وتذيرًا وإن من أُمّه إِنَا خَنَا فيها تير 6 (فاطر:؛ ؟)وقال تعالى « ولكل أمّة رَسُول فَإِذًا جاء رَمُولهُمْ قضي بَيَْهُمْ بالقسط وَهُمْ نا يُظَلَمُونَ © (يونس:"؛)

وإن من أهم. الخضال"' التي فطيل' الله اتعالى يها نوها -.غليه البتلام -.على الأنبيناء أن جعله أول من بعث في الأرضء بعد آدم -عليه السلام - كما يقول أهل الموقف يوم القيامة عندما يشتد عليهم الحشرء فيذهبوا إليه» متوسلين بأن يشفع لهم عند ربهم ليقيم لهم الحساب» بعد أن ذهبوا لآدم -عليه السلام - فاعتذر إليهم حياءً من اللهء لأكله من الشجرة التي نهي عنهاء

فيقول لهم: [ ..... اذهبوا لنوح, فيأتونه يقولون له: يا نوح إنك أول الرسل إلى أهل الأرض» وسماك الله عبداً شكوراء ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا إلى ربك

والذي يراه الباحث؛ أن القرون التي سبقت نوحاء كانت على الإسلام؛ وما كان فيها كفر كما قالوا: إن قابيل وقومه كانوا أهل كفرء إنما كانوا أهل معاصي وذنوب.

والقرن الذي عاش فيه نوح -عليه السلام - كان قرن تقديس لبعض الأولياء» والصالحينءالذين ماتوا على الإيمان الصادقء فبالغ الناس في تقديسهم حتى عبدوهم» وهو أول فساد وشرك منهم؛ قال تعالى(إوَقَالُوا لَا تَذَرْنَ آلهتكم ونا تَذَرْنَ وّدًا ونا سُواعًا ونَا يَغوث ويَعُوق وتَسئرًا* وَقَذْ أَضلُوا كثيرا ونا تَزد الظّالمين إِنّا ضنَانًا 4[نوح:4-7؟). أما من جانب فضل طول العمر فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماء وهو يدعو قومه إلى الله تعالى» قال تعالى( ولَقَد أَرْسَلتا نوحا إلى قومه فلَبث فيهم ألف سسنة إِنَّا خَمْسِينَ عَامَا فَأَحَدَهُمْ الطُوفَانْ وَهُمْ ظالمُون © (لعنكبوت:16). فصبره عليهم هذه المدة الطويلة» التي ما مكث مثلها نبي ولا رسول فيما نعلم» هي من فضائل نوح - عليه السلام - على الأنبياء.

ثم إن من فضائل نوح -عليه السلام - أنه الأب الثاني للبشرية كلهاء وذلك بعد أن أغرق الله تعالى من على الأرضء إلا ذريته كما قال تعالى[ وَجَعَلَنا ذَرَيتَهُ هُمْ البّاقين » (الصافات:07). *. تفضيل إبراهيم -عليه السلام - بالخلة لله. والإمامة للناسء والأبوة الثالثة للأنبياء: - لما أجرى الله تعالى الامتحان العظيم لإبراهيم -عليه السلام - وذلك في قوله تعالىإوإذ انتلى إنزاهيم ريه بقمات فَائمهْنُ قل ني جاعلك لئاس إملما قال ومن ذريْتي قال نايل عفدي الظالمين 6 (البقرة:4؟١).‏ امتن عليه بأن منحه منحة عظيمة» وشترفة كرفا لا يُضاهىء وذلك أن جعله للناس إمامآء ولقد اختلف المفسرون في الكلمات التي أتمهن الله تعالى لإبراهيم» قال بعضهم: هي أسهم الإسلام؛ وقال آخرون: هي سنن الإسلام؛ مثل قص

() صحيح البخاريء كتاب أحاديث الأنبياء» باب (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك) ح0٠.5؟؟‏ .

الشارب»والمضمضة:والاستنشاق والسواك» وفرق الرأسء وتقليم الأظافرء وحلق العانة» ونتف الإبط» والختان» والغسل بعد الغائط والبول بالماء» وقال آخرون: هي الطهارة:؛ وقالوا: ذبح ولده والشمس والكواكب والقمر والهجرة. والخلاصة أنه يجوز أن يكون المراد جميع ما ذكر في تفسير"الكلمات".» لأن إبراهيم ابتلي بابتلاءات كثيرة؛ لم يُبتلى بها أحد من قبله» فصبر عليهاء ولذلك سماه الله تعالى أمة وحده؛ قال تعالى9إِن إِبْرَاهِيمَ كان أُمّةَ قَانتَا لله حنيقا وَلَمْ يَكُ من المُشركين » (النحل:0؟1).!") ثم إن الله تعالى بعد هذه الخصال الحميدة التي ظهرت في إبراهيم -عليه السلام -. اختاره خليلاً له من دون البشر إلا محمدافك قال تعالى ( ومن أَحْسَن دينا ممّن أسلمَ وَجْهه لله وهو مُحْسن وَاتَبَعَ ملّة إِيْرَاهِيم حنيقا وَانَحَدَ الله إيْرَاهِيمَ خَليلَا © (النساءنه؟١)‏ . فما تحصل إبراهيم هذه الخلة وما استحقهاء إلا بعد أن قام بجميع الأوامرء الكثيرة التي أمرهء وامتحنه الله بها. والخلة هي: خالص المحبة وغايتها؛!"ا

ثم إن الله تعالى جعل الأنبياء كلهم من بعده من نسله» حيث جعل أنبياء بني إسرائيل وآخرهم عيسى عليه السام - من سلالة ابنه إسحقء قال تعالى! وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق ويَعْقوب وَجَعَلنَا في ذُرَيّته النبُوَة وَالكتاب وَأَتيْتَاهُ أجْرَهُ في الدنيَا وإِنّهُ في الآخرّة من الصالحين #العنكبوت:7١).‏ فكل كتاب أنزل من السماء على نبي من الأنبياء بعد إبراهيم -عليه السلام - فهو على أحد ذريته» وهذه خلعة سنية لا تُضاهىء ومرتبة علية لا تباهى:١"ا‏ ؛. فضل موسى - عليه السلام - بتكليم الله له واصطناعه لنفسه

لقد امتن الله تعالى على موسى -عليه السلام - بنعم كثيرة قد تكون بعضها مميزة له على كثير من الأنبياء» كقوله تعالى9 وَأَلقَيتَ عَلَيْكَ مَحَبَّةَ مني وَلتّصنَعَ على عَيْني 6(طه:ه"). ومعناه أن الله تعالى قذف عليه محبة منه» فجعله محبوبا للناس» حتى ما رآه أحد من الناس إلا أحبه» وهذه ميزة لم تحقق لكثير من الأنبياء» فما أن رأته زوج فرعون حتى قذف في قلبها محبته» فوقفت حاجزا في وجه فرعونء لألا يقتله وألقت له العذر مباشرة:. قبل أن يشرع بالحكم بقتله» قال الله تعالى « وَقَالَت امْرَأَة فرعن قَرَةٌ عَيْن لي ولك نَا تَقتلوهُ عسَى أن ينْقَعنَا أو نتَحْدَهُ ولَدَا وَهُم لا يَشْعْرُونَ) (القصص:؛) فما أن رآه فرعون ونظر إليه» حتى وقعت محبته في قلبهءقال ابن عباس: أحبه الله وحببه إلى خلقه» وقال البعض: جعل عليه

() انظر جامع البيان في تأويل القرآن ج ١‏ ص ١١‏ () انظر قصص الأنبياء لابن كثير ص55 ١‏ () انظر المرجع السابق ص”5١ ١54-‏

مسحة من جمالء لا يكاد يصبر عنه من رآهء وقال قتادة" كانت في عيني موسى ملاحة» ما رآ اك إل" لحية» وقال عكرينة!" + المشى جخلية فياك كينا وتلاحة فلا يراك لك إلا أخيفه حتى أحبك فرعون فسلمت من شره؛ وأحبتك آسيا زوجه فتبنتك".!"ا

أما قوله(ولتصنتعَ على عَيْني)» قال قتادة وغير واحد من السلف: أي تطعم وترفه وتغذىء بأطيب المآكلء» وتلبس أحسن الملابسء بمرآى منيء وذلك كله بحفظيء. وكلاءتي لكء فما صنعت بك ولكء وقدرته من الأمور التي لا يقدر عليها غيري"ا

والذي يراه الباحث :أن الله تعالى ألقى محبته على كل الأنبياء»ء وبهذه المحبة؛ اصطفاهم للنبوة والرسالة» ولكن لم يعكس هذه المحبة في قلب كل البشرء كما فعلت لموسى - عليه السلام - بل كرهوهم أشد الكراهة وعادوهم بهذه الكراهة» مثال ذلك إبراهيم -عليه السلام - نجد أن أقرب المقربين إليه» وهو أبوه ظهرت كراهيته له لما خالفه بالعجادة؛ فطلب منه هجرانه» ونوح -عليه السلام - أعلن قومه كراهيتهم له» فقالوا له:لولا رهطك لرجمناك» حتى أن زوجه أعلنت كراهيته فخالفته في دعوته وكانت من المغرقين. وعيسى -عليه السلام - كرهه أعدائه حتى حاولوا قتله» لولا أن نجاه منهم؛ وأخيراً نبينا محمد 6 كرهه زبانية الكقفر في قريشء حتى أقرب المقربين منه عمه أبو لهب وزوجه أم جميل ناصبوه أشد العداءء وآذوه أشد الإيذاءء حتى أخرج من مكة إلى المدينة بهذه الكراهية» أما موسى -عليه السلام - فنجد أن فرعون قاتل الأطفال قد أحبه من أول نظرة؛: حتى أصبح لا يصبر على فراقه كما ورد في السير.

أما صناعته على عين الله فكل الأنبياء صنعوا على عين الله كما صنع موسى -عليه السلام - فكانوا مكللين برعاية الله تعالى» سواء في مأكلهم أو مشربهم؛ أو مسكنهم» أو حفظهم من أعدائهم .

وأهم هذه الخصال التي فضل بها موسى -عليه السلام - على الأنبياء» هي خصلة الكلام من الله تعالى له» وهي التي انفرد فيها موسى - عليه السلام - على الأنبياء جميعهم. وذلك الكلام مباشرة مع الله تعالى» فخطاب الله تعالى للأنبياء كان على وجهين» خطاب غير مباشر وهو عن طريق الوحي أو الإلهام» أو رؤيا المنام» وهو للأنبياء والرسل» وخطاب مباشرء وهو

)١‏ ترجمة: هو عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة» سيد بن مخزوم في زمانه» من كبار التابعين وهو ثقة كان قليل الحديث.

(') انظر الجامع لأحكام القرآن ج١١اص85١‏

() قصص الأنبياء ص 775

الكلام المباشر بين الله تعالى وموسىءقال تعالى:8# َنَمّا أنَاهَا نودي من شاطئ الواد الأَيْمَن في الْقعة المباركة من الشجرة أن يَا مُوسى إني أنا الله رب العاّمِينَ » ( القصص :.*) وقال تعالى! هل أنَاكَ حديث مُوسَى * إِذ نَادَاهُ ريه بالواد المُقدس طوى» (النازعات:٠ )١1١- ١‏ عيقول القرطبي؟ أن الأمة قد أجمعت على أن الرب تعالى» خصص موسى -عليه السلام - وغيره مخ المضتطفيق: من الملائكة» بكلامه:فكان اختصباضنه خرزقاً للعادة ول .يكن ذلك تنا كتنان لموسى اختصاص له بالتكليم من اه". "١‏ 5. تفضيل عيسى -عليه السلام - عليهم بأنه روح الله. وبرفعة للسماءء وإنزاله في آخر الزمان

لقد أرسل الله تعالى عيسى -عليه السلام - في بني إسرائيل» فكان آخر أنبيائهم» وكان من أولي العزم من الرسلء ولقد لاقى من قومه من العذاب والمضايقة» حتى حاولوا قتله: ولذلك جعل الله تعالى له من الكرامة» والفضل على غيره من الأنبياء ببعض الخصال» ومنها: - أ- أن جعل ميلاده معجزة: -

حيث خلقه الله تعالى من غير أب؛ ونفخ من روحه في رحم أمهه فأنجبته» قال تعالى: ا(واذْكرْ في الكتاب مَرْيم إذ انتبذّت من أهلها مكانًا شرقيًا* فَاتَحَدَت من ذونهم حجبًا فَرْسَلنا إِلَيْهَا رُوحتا فَتَمثَلَ لَهَا بَشرًا سَويًا * قَالت ني أَعْودُ بالرّحْمَن منك إن كنت تقيّا* قَال إِنمَا أنا رسئول ربّك لأهب لَك غلامًا زكيا4 (مريم:1). والمعنى: أنه حينما انتبدت مريم عن قومها المكان الشرقيء لتخلوا مع ربها في عبادتهاء أرسل الله تعالى لها روحه وهو جبريل -عليه السلام - في صورة آدميء حسن المظهرء سوي الخلق» فلما رأته فزعت منه خوفا على نفسهاء فاستعاذت بالله منه قائلة[إِنَّي أَعُودُ بالرّحْمّن منك إن كنت تقَيّا) أي إني أستجير بالرحمن منك أن تنال مني ما حرمه عليك؛ إن كنت ذا تقوى له» تتفي محارمه وتتجنب معاصيه» لأن من كان لله تقي يتجنب ذلك: فكان الرد منه أن قال لها: يا مريم إنما أنا رسول ربك إليك لأهب لك غلاما طاهرا مطهرا من الذنوب والمعاصيء فاستعجبت من شأنهاء كيف سيكون لها ولد وهي غير متزوجة» ولم تكن بغية» فألقت عليه السؤال( قالت أَنَى يَكُونْ لي علَامٌ ولَمْ يَسْسَدْني بَشرٌ ولَمْ أَكُ بَغيّا) بمعنى هل من زوج أتزوجه. أم يبدأ الله خلقه في بطني ابتداء؟ فكان رده عليهاء هكذا الأمر كما تصفين من أنك لم يمسسك بشر ولم تكوني بغياء ولكن ربك قال إن الأمر عليه هين» وأنه خلق الغلام في بطنك من دون أن يمسك رجلء وما

(') الجامع لأحكام القرآن ج1١‏ ص5”5

ذلك إلا لأجل أن يجعله آية للناس» وحجة على خلقه؛ ورحمة منا لك» ولمن آأمن وصدقء وأن هذا الذي سيّخلق منك أمر قد قضاه الله تعالى/") يقول الطبري في كيفية نفخ الروح؛ في قوله تعالى:( وَمَرْيَمَ ابت عمران التي أخصنت َرْجَهَا فَتَفَخنا فيه من روحتا وَصَدَّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتيت #التحريم:؟1). الك ل ريا لح وت اراي عر ار و ملحي الدرع من خرق أو فتق» يسمى فرجاء وكذلك كل صدع وشق في حائطهء فهو فرج. فقوله تعالى (فنفخنا فيه) أي نفخنا في جيب درعهاء وذلك فرجها"':!"ا ب -رفعه إلى السماء بقدرة الله تعالى: -

لما تآمر بنو إسرائيل عليه ليقتلوه» وأنجاه الله تعالى من منهم؛ ورفعه إليه إلى ا ا رَسُولَ الله وما قَتَُوه وما بوه ولكن شه َم وإن الذي اختلفُوا فيه لفي شك مثة ما لَه به من علم إِنّا اتباع الظّن وما قتَلُوهُ يَقينَا* بل رَفعَهُ الله َيِه وكان الله عَزيرًا حكيمًا #(النساء )١58- ١51:‏ والمعنى: أن بني إسرائيل لما تضايقوا من دعوته؛ أرسلوا إلى أحد ملوك اليونان» وهو من عبدة الكواكبء؛ أن بد بيننا رجل يدعي النبوة في بيت المقدس» منكر علينا عبادتناء ومضايقاً لولاتك عندناء فأرسل إليهم أن حاصروه واقتلوه» فعمد عدد منهم إلى مكان إقامته في بيت المقدسء: حيث كان جالساً مع بعض حواريه؛ فحاصروه وطلبوا منه الخروج إليهم» أو أن يدخلوا عليه فيقتلوه» فنظر عيسى - عليه السلام - إلى أصحابه» وقال من يرضى أن بُلقى عليه شبهيء ويكون رفيقي في الجنة؛ فقبل ذلك أصغرهم سناء فألقي عليه الشبه. والله تعالى رفعه من فتحة في السقفء إلى السماءء ودخلت اليهود على مجلسه. فلما رأوا ذلك القتاتبة كلنواا آنه يذو 'فلهذوة وضلبوه ث فتلوو !1 أما من جانب نزوله مرة أخرى في آخر الزمانء فالله تعالى أخبرنا بذلك» قال تعالى:آا وإن من أهل الكتاب إِنَا لَيُوَمتَن به قبْلَ موته وَيَومَ القيّامئة يكون عَلَْهِمْ شهيدا © اانساء:ه٠).‏ أي قبل خروج عيسى ابن مريم؛ وقيل: قبل موت عيسىء وقيل: قبل موت اليهودي والنصراني؛ وقيل: إن عيسى - عليه السلام - سيدرك أناساً من أهل الكتاب» حين يبعث» وسيؤمنون به.

() انظر جامع البيان في تفسير القرآن ج5١‏ ص5؛ ()المرجع السابق ج5١‏ ص”“7؛ (9©) انظر تفسير ابن كثير ج١‏ ص17ه

وقيل أيضا: ليس يهودي ولا نصراني يموت أبدا حتى يؤمن بعيسىء قيل لابن عباس: أرأيت إن خرن من فوق بيت؟ قال: يتكلم به في الهواءء فقيل أرأيت إن ضُرب عنق أحدهم؟ قال: يتلجلج بها لسانه.!"ا

والذي يراه الباحث: أن إيمان أهل الكتاب بعيسى - عليه السلام - مُقيد بنزوله في آخر الزمان» فما من أحد من أهل الكتاب قد عاصر نزوله إلا سيؤمن به قبل أن يموت ذلك الكتابي» والأحاديث الواردة في ذلك» تدل على هذا القول» ومنها[ لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد]!" ,

()انظر فتح القدير ج١‏ ص7١7‏ () صحيح البخاري» كتاب البيورع» باب» قتل الخنزير» نا

الفصل الثاني صلى الله عليه وسلم

وفيه ثلاثة مباحث: الخلق كلهم علي المبحث الأول: تفضيل محمديّة ئ المرسلين أنبياء والمرسلد الثاني: فضل محمدكّ على الأنبد لمبحث التائى: ا 0 2

محمد قبل بعثته فض عل قو ٠‏ المبحث الثالث: تفضيل

/اء

المبحث الأول تفضيل محمديّ على الخلق كلهم

وفيه خمسة مطالب: -

المطلب الأول: فضل محمدي على الخلق بالسيادة على ولد آدم المطلب الثاني: فضل محمد و على الخلق بأنه رحمة للعالمين المطلب الثالث: فضل محمد يه على الخلق بالمقام المحمود يوم القيامة

المطلب الرابع: فضل محمدي على الخلق بأنه أول من يدخل الجنة من الخلق كلهم

المطلب الخامس: فضل محمديّة على الخلق بشهادته على جميع الخلائق

م

الفصل الثاني

فضل محمد صلى الله عليه وسلم لقد ذكر الله تعالى شرف نبيه © وفضله بأعلى مراتب الشرف والتفضيل ووصفه بأجمل وصفء فقد أخبرنا ربنا عز وجل أنه بعثه رحمة للعالمين» فقال جل وعلا # وما أَرسلناك إلا رَحْمّة للعالمين» (الأنبياء:7١٠)‏ وأخبر بأنه أرسله بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله تعالى بإذنه وسراجاً منيراً» قال تعالى( يا أَيُّهَا النَبِي إنَا أرَسَلَنَاكَ شاهدًا وَمْبَشرًا وتذيرًا » (الأحزاب:45) ولبيان مقامه وفضله عند الله تعالى أخبرنا جل وعلا أنه دعوىء أبويه إيراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - قال تعالى ( ربَّنَا وَاجعَلنَا مُنلِمَين لَكَ ومن ذَريّتنَا أَمّةَ صُثلمَة

لك وأرنا متاسكنا وَتْبْ عَلَيْنَا إنكَ أَنت التَوَابْ الرّحيم © (البقرة:»؟1) "كت انق تماك لهات حدل أعلابية محرة بن العم السيسة التسدال أن اجون تي

. عي 3 3

لرسول الله ومتبعا له قال تعالى ١‏ قل إن كنتمٌ تحبُون الله فاتبعوني يُحبِيْكمُ الله وَيَغفر

و

ذنوبكم والله غفورٌ رَحيمٌ © (آل عمران:1”) . ولبيان المزيد من فضل محمد#ة قسم الباحث هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث: - المبحث الأول

تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم إن أفضل ما على وجه الأرض هم الأنبياء والرسلء والله تعالى بين أن محمد 86 هو أفضلهم ( وإِذ أحذنا من النبَين ميثاقهُمْ ومنك ومن نوح وَإيْرَاهيمَ ومُوسى وعيسى ابن مَْيمَ وَأَخَذنا منْهُمْ ميتَاقا غليظا © ( الأحزاب:؛) وبهذا يكون محمد © أفضل ما على وجه الأرض من المخلوقات جميعهاء ولبيان هذا الفضل قسم الباحث هذا المبحث إلى خمسة مطالب: - المطلب الأول: فضل محمد صلى الله عليه وسلم على الخلق بالسيادة على ولد آدم

لقدانيق: اند تغالة كل هذه الأمة بان أرنشك: النها سكت لوطو بيد البشوية كيك

2 اعكي سم و‎ ١

حريص عَليْكمْ بالمُؤمنين رَءْوف رحيمٌ © (التوبة:؟1)

والمعنى: أنكم تعرفون نسبه وحسبه من العرب من بني إسماعيلء قال ابن عباس: ليس من العرب قبيل إلا وقد ولدت النبي # ولهم فيهم نسبء '''. وقال عن نفسه [ ما ولدت من سفاحء أهل الجاهلية شيء» ما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام]!"ا

ولقد أقر النبي#6 بأن له السيادة على البشرية كلهاء فقال [ أنا سيد ولد آدم يوم القيامة» وأول من ينشق عنه القبرء وأول شافع وأول مشفع]!"ا وفي رواية [ أنا سيد الناس يوم القيامة].!“) وبين فضله في سلالة نسبه» فقال [ إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل» واصطفى قريش من كنانة» واصطفى من قريش بني هاشم؛ واصطفاني من بني هاشم]!*. وقد يسأل سائل ويقول: كيف نوفق بين قوله 46 أنا سيد ولد بني آدم» وبين قوله[ لا تفضلوني على موسى فإن الناس يُصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشاً بساق العرشء فلا أدري هل أفاق قبليء أو كان ممن استثنى الله؟ ]!") والجواب: إن حديث لا تفضلوني على موسىء قد قاله8 في موقف أراد به أن يعالج قضية خطيرة لطالما كان يحذر أصحابة منهاء وهي التفاخر بالعصبية» والحمية » فقد وقع جدال بين رجل مسلم من أصحابه ويهوديء فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على البشرء فما كان من المسلم إلا أن لطمه على وجهه وقال له: أتقول ذلك ورسول الله بين أظهرنا؟ فذهب اليهودي إلى النبي5ك يشكو له ما فعل به المسلم؛ فلما رأى النبي 8 ما فيه من التفاخر والتعصب الجاهليء الذي كان ينهى عنه» أراد أن يغلق هذا الباب؛: الذي هو من فعل الجاهلية» ولأن الله تعالى حرم التفاخر بالأنساب» فذكر 6 هذا الحديث السابق الذي يفيد أن المذموم هو التفضيل على وجه الفخر والتعصبء الذي فيه الانتقاص من حق المفضول. وهناك قول آخر وهو أن قوله:( لا تفضلوني على موسى) أي لا تفضلوا رسول على رسول بعينه» فالتفضيل العام لا يُمنع »أما التفضيل الخاص فيُمنع خوفاً من التفاخر وانتقاص حق الغير.وأما قول النبي 86؛ [ لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس ابن متى]!"' وقوله 86:

(') انظر الكشف والبيان لابي إسحق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي جه ص4 ١١‏ ''' سنن البيهقي الكبرىء باب نكاح أهل الجاهلية وطلاقهم» 1١805‏ , ج/ا ص90١.‏ (') صحيح مسلمء كتاب الفضائلء باب فضل نبينا على جميع الخلائق ح5777.

() صحيح البخاري كتاب بدء الوحي باب ذرية من حملنا مع نوح» ح 5١7‏ ()صحيح مسلم؛ كتاب الفضائل » باب فضل نسب النبي 8# ح1717٠7‏

()صحيح مسلمء كتاب الإيمان» باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ج781.

(') صحيح البخاري » كتاب أحاديث الأنبياء» باب وإن يونس لمن المرسلين ح71١5.‏

ف قال أناخيو من :يوني ابن حت فك كدي 1٠١‏ هيذا لبن فيداتيي: للشسنامين أن راتخلوا محمداً على يونسء إلا من باب التفاخر والتعصبء والدليل على ذلك أن الله تعالى قد أخبر عن يونس أن الحوت قد التقمه وهو ملام» لفعل أغضب الله تعالى فيه وهو ترك قومه. والانتقال لغيرهم بدون إذن من ربه» هارباً من آذاهم؛ قال تعالى:( وَدَا الشُون إِذ ذهب مُعَاضبًا فَظَنَ أن لَنْ تقدر عَلَيْهِ فنَادَى في الظَلمَات أن نا إِلَه إنَا أنت سمبْحَاتك إنِي كنت من الظالمين » (الأنبياء:/810) ,

ثم إن الله تعالى طلب من محمد عدم التشبه بيونس في صبره؛ وطلب منه الإقتداء بأولي العزم من الرسلء قال تعالى: ( فَاصبرْ لحكم ربّكَ ولا تكن كصاحب الخُوت إذ تادّى وَهُو مَكظومٌ © (القلم:8؛) وقوله تعالى: (( فَاصبر كَمَا صبّرَ أولو العم من الرّسل ونا تَسستغجل لَهُمْ نهم َم يرون ما يُوعلون لم يلوا نا ساعَة من تهار بَلَاغْ فهَل يُهِلَكُ إلا القوم القاسقون» (الأحقاف:0م) (")

والخلاصة: أن ل إذا كان على وجه التفاخر والتكبر» لقوله تعالىلا ونا تَصَعْرْ حَدَكَ للّاس ولا ب تمش في الأَرْض مَرَحَا 0 ولقول ةفق [ أرحية إلر أن تواسكوااهتن "لا ونس أحة على أحة» :ول زفي أحد على الخ |1

إذا كان هذا في حق الخلائق العاديين» فكيف في حق أنبياء الله تعالى.

المطلب الثاني: فضل محمد صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين

لقد أرسل الله تعالى نبيه محمداك إلى البشرية كلها بعد فترة من الرسل منقذاً لها من ضلالات الكفرء وظلمات الجهلء بسفينة النجاة» - ألا وهي الإسلام -. يقودها محمد #8قال تعالى : ( وما أَرَسَلْنَاكَ إِنَا رَحْمَة للْعَالَمينَ)(لأنبياء:؛0٠)‏ أي رحمة للعالم من أهل الأرض من الجن والإنس وغيرها من دواب الأرض. ورحمة محمدقة في الخلائق على ضربين: أولاً:ضرب في الدنيا وينقسم إلى قسمين: - القسم الأول: الرحمة العامة في الدنيا فك بجكلة اله 'تعالى عه ربحنة للبشويةكلهاء 'حيث إند حجنا هته القشيف: والشح والتمان: الذي كان يحل بالأمم السابقة» عندما تعاند وتكذب أنبيائهاء كما فعل بقوم نوح بالغرق» وقوم

(') صحيح البخاري ٠‏ كتاب تفسير القرآنء باب إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح ح8/؟57.

(') انظر العقيدة الطحاوية ص ١5٠١‏ (') صحيح مسلمء كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلهاء باب الصفات التي يعرف بها أهل الجنة ح9١٠١ه‏

اه

هود وصالح بالرياح السامة؛ والصيحة المهلكة؛ وقوم شعيب بتار يوم. الظلة: وقنوم لوط بالخسفء وقوم موسى بالمسخ إلى قردة وخنازيرء ولذلك قال الله تعالى: ( وما أَرَسلَنَاكَ إنا رَحمَةَ للعالمين». والمعنى: كأن الله تعالى يقول له يا محمد » وعزتنا ما أرسلناك للناس بعظمتنا العامةءإلا على كونك رحمة للعالمين كلهم» من الجن والإنسء طائعهم وعاصيهمء طائعهم بالثواب الذي يبلغه إلى جنات النعيم في الآخرة, فيكون بذلك مصدر سعادتهم في الدنيا والآخرة. وأما عاصيهم فبحجب العقاب عنهم في الدنياء كالخسف والمسخ والدمار؛ء وغير ذلك مما أصاب الأمم السابقة بذنوبها ومعاصيهاء فنحن نمهلهم ونترفق بهم إظهارا لشرفك؛ وإعلاء لقدرك؛» حتى أننا نرد الكثير منهم إلى دينك» فيكونوا بعد العداء أنصارا وأعوانا لك ولدينك:!")

وأيضاً من رحمة النبي6ك؛ قوله تعالى لنبيه! وما كان الله ليُعدْبَهُمْ وأنت فيهمْ وَمَا كَانَ الله معَدَبَهُمْ وهم يَستغفرُون » (الأنفال؟") والمعنى: أن الله تعالى أظهر مقام النبيقة وفضله على الخلائق كلهاء فقال ما كان الله تعالى ليجدد فيهم العذاب الذي كان يحل بالأمم السابقة» ما دمت فيهم يا محمدء وذلك لعلو مقامك عند ربك وفضلك وشرفك. القسم الثاني: الرحمة الخاصة في الدنيا

وهي رحمته لأمته حيث إن الله تعالى جعل ما يسد مسده بعد موته في أمته التي آمنت به قال تعالى( وما كان الله مُعَدَبَهُمْ وَهُمْ يَستَغْفرُونَ) وهذه فيها بيان لفضل محمد 86 على أمته في الدنياء حيث ظل النبي #6 يبكي ويتوسل إلى ربه في الدنيا يقول: اللهم أمتي أمتيء خوفاً عليهم من الخسف بعد موته: حتى طمأنه ربه بأن جعل الاستغفار في هذه الأمة تفضلاً منه لكرامته عند ربه دفعاً للعذاب عنهاء وأمانا لها في الدنيا. يقول أبو موسى الأشعري"إن في هذه الأمة أمانان» أمان بالنبي وقد مضىء وأمان بالاستغفارء فهو كائن فيهم إلى يوم القيامة:!"ا ثانياً: ضرب في الآخرة: وهي على قسمين: القسم الأول: الرحمة العامة في الآخرة وهي تشمل الخلائق كلهاء حيث يشفع النبي#ه في الخلائق لقيام الحساب فيهم» بعد أن عانوا من هول المحشرء ما عانوا ولاقوا من شدته ما لاقواء حتى ذهبوا لأولى العزم من الرسل

() انظر نظم الدرر جه ص5؟7١‏ ()انظر معالم التنزيل للبغوي ج”؟ ص517”

ىه

يتوسلون إليهم أن يشفعوا عند ربهم لإقامة الحساب» وتخليصهم من موقف الحشرء فكلهم يعتذرون إليهم حياءً من الله تعالى وخوفاً منه» حتى ينتهي الأمر إلى محمد 4 فيقبل منهم الطلب» عن أبي هريرةه مرفوعاًء [ يجمع الله الأولين والآخرين» في صعيد واحدء فيأتون آدم» ثم نوح. ثم إبراهيم» ثم موسىء ثم عيسى» حتى يأتوا محمداء فيقول: فأنطلق فآتي العرشء فأقع ساجداً لربي عز وجلء ثم يفتح الله لي» من محامدهء وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي» فأقول: أمتي يا ربء أمتي يا ربء فيقال: يا محمدء أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة؛» وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك مخ الأدوات ا

القسم الثاني: الرحمة الخاصة بأمته في الآخرة

حيث كان النبي6 يفكر كثيراً في أمته وما سيحدث لهم في الآخرة؛ء بين يدي الله تعالى؛ فيبكي كثيراً خوفاً عليهم؛ إلى أن طمأنه ربه جل وعلاء قال تعالىلا وَنَسَوف يُغطيك رَبك فترضّى» (الضحى:ه) وأرسل له البشارة مع جبريل عندما قرأ قول إبراهيم - عليه السلام - فمن تبعني فإنه مني» وقول عيسى -عليه السلام - إن تعذبهم فإنهم عبادك» فقال: اللهم أمتي أمتيء فقال له مبشراً: [سنرضيك في أمتك ولا نسوءك]. !"وقد حدث 45 عن همه وفكره في هذه

الأمة فقال:1[ أول ما تشق الأرض عنيء فأقول رب لا أسألك نفسي اإنما أسألك أمتي مدي

وفي قوله تعالى: (وَلسّوف يُعْطِيك ربك فترضى) : يقول ابن عباس: هي الشفاعة في أمته ُ , )5

حدى يرصى .

ومن مظاهر رحمته الخاصة لأمتهقة

أولاً: الشفاعة

وهذا بيان لبعض المواقف التي تكون فيها شفاعة محمد لأمته:

٠.١‏ أن النبي © أعطي في الدنيا دعوة مستجابة كما أعطيت لكل الأنبياء من قبله استعجلوا بالدعاء بها في الدنيا ولكنه 88 رحمة بأمته ادخر هذه الدعوة ليشفع لأمته بها يوم

') صحيح البخاريء كتاب تفسير القرآن» باب ذرية من حملنا مع نوح 2 ح57 47

') صحيح مسلمء كتاب الإيمان» باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقة عليهم,» ح١.”؟‏

') صحيح البخاريء كتاب التوحيد» باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ح5157 5) تفسير الخازن ج/ا ص758

) / ) )

ارك

القيامة» ورد في الحديث [ ما من نبي إلا له دعوة مستجابة» فأنا أريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة]!")

0.١‏ ثم إنه #8 بين من هم المحتاجون لشفاعته من هذه الأمة وركز على أن تكون لهم الشفاعة» فقال[ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] !"ا

*.2 وقد شده اهتمامه © بأمته أن يكون لهم الأحسن والأفضل لما ينجيهم من عذاب الله فبين أنه قد عرض عليه مغريات ليوم القيامة مقابل الشفاعة فرفضها مقابل أن يتحصل الشفاعة لأمته» لعلمه © ما في الشفاعة من كثير نجاة للأمة فقال 8 لبعض أصحابه وهم معه في سفر[ آتاني الليلة آتي من ربي عز وجل فخيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة» فاخترت الشفاعة» قالوا يا رسول الله: اجعلنا من أهل شفاعتكء فقال رسول الله [ ... أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك بالله شيتا من أمتي]!")

٠.4‏ ثم إنه ‏ بعد أن يفرغ من شفاعة أهل الكبائر من الأمة» يبحث عن المقلين في الإيمان من هذه الأمة والذين دخلوا النار وما في قلوبهم إلا الرذاذ من الإيمان فيسعى بالشفاعة لهم» كما ورد في الحديث قال [...فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلدك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمدارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل] 4)

(() صحيح البخاري ٠‏ كتاب الدعوات ٠»‏ باب لكل نبي دعوة مستجابة» ح59/ه

(') سنن الترمذيء كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول اللهء باب منه ح475 ؟؛: صححه الألباني (') مسند الإمام أحمدء باقي مسند الأنصارء حديث عوف بن مالك الأشجعي ح774/87, صححه شعيب الأرنؤوط

(4:) صحيح البخاريء كتاب التوحيدء باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ح 65٠١‏

5:

وقال48 [ يُخرج من النار قوماً بشفاعة محمد 4 فيدخلهم الجنة؛ فيسميهم أهل الجنة | : 1

ثانياً: الحوض

إن من دواعي رحمة الله تعالى لهذه الأمة بنبيها» أن أكرمهم الله تعالى بالحوض ينتظرهم نبيهم6ة عليه يوم القيامة ليسقيهم منه شربة بيده لا يظمئون بعدها أبدء وذلك بعد أن يشتد بهم العطش في أرض المحشرء كما قال #6 في خطبة حجة الوداع: [ أنا فرطكم على الخوضن»'فلأداز عق :رجالا مذكم والأغلين. عليهم فيقال: إنك. لا ندري ما أحدقوًا يدك 1١1]‏ أي أنه تقبل كل هذه الأمة على الحوضء فيطرد منهم أقوام بدلوا وغيروا في دينهم» وفي نهج نبيهم» وما ذلك الطرد إلا نتاج السير وراء سراب الضلالات في الدنياء والتمسك بفرق ضالة مضللة؛ واعتناق أفكار معادية للإسلام» فهؤلاء رفضوا البقاء على نهج نبيهمء فاس تحقوا الطرد عن حوضه. والسؤال الذي يُطرح: هل الحوض هو الكوثرء الذي ذكر في القرآن في قوله تعالىإإنا أعطيْتاك الكوؤثر» (الكوثر:١)‏ ؟. والجواب: من خلال تفسير النبيقك في الحديث الذي رواه أنس ‏ قال[ أغفيّ رسول الله 86 إغفاءه» فرفع رأسه مبتسماً فقالوا له: بما ضحكت؟ فقال رسول الله #6 إنه أنزلات علي آنفاً سورة فقرأ : (إنَا أَعَطَيْتَاكَ الكوثَرَ) ثم قال لهم: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا: الله ورسوله أعلم» قال: هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثيرء ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكبء يختلج العبد منه» فأقول: يا رب إنه من أمتيء فيقال لي: لا تدري ما لحف نهاك | يقول الطحاوي؟ ومعنى ذلك أن نهر الكوثر في الجنة يشخب فيه ميزابان من ذلك الكوثر إلى الحوض الذي هو في عرسات القيامة قبل الصراطء فهو يختلج منه» وعنه يُمنْع أقوامٌ قد ارتدوا على أعقابهم »فهؤلاء لا يجاوزون الصراطهء ولا يدخلون الجنة حتى يمنعوا عن الكوثر» فالمنع على الحوض وليس على الكوثر.

00 صحيح البخاري» كتاب الرقاق» صفة الجنة والنار حَ 6664 (') صحيح مسلمء كتاب الفضائلء باب إثبات حوض نبينا وصفاته ح 5751 (') صحيح مسلم؛ كتاب الصلاة» باب حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة ح0٠4*0‏

زعاله

إذاً هناك فرق بين الحوض وبين الكوثر وكلاهما للنبية تفضيلاً له على جميع الخلائق". ١!‏

إن من محبة الله تعالى لنبيه محمد 6 أن دله على ما يفضله به على الخلائق كلها يوم القيامة فقال تعالى: «( ومن اللَيْل فَتَهَجَدْ به نافلّة لك عسى أن يَبْعَقَكَ رَبك مَقَامَا مَحْمُودًا » (الفشو )4 واسعنى' القهتجة: هوا الترقظ بهذ وقد 3 فصان 'انسا للعييلاة لأنةتيننة لياه فالشهجية هو القيام إلى الصلاة من النوم. والدليل هو ما قاله الحجاج بن عمر صاحب النبية حيث قال: أيحسب أحدكم أنه إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد؟ إنما التهجد الصلاة بعد رقدة. ثم الصلاة بعد رقدة» ثم الصلاة بعد رقدة» كذلك كانت صلاة رسول الله #ك. ومعنى نافلة لك : أي كرامة لك على غيرك من البشرء وهذا التوجيه من الله تعالى لنبيه 48 بالتهجد لنيل المقام المحمودء هو من باب الأمر بالتنفل على جهة الندب؛ حيث أنه إذا تطوع بما ليس واجباً عليه فهو زيادة في الدرجات:!"ا

وللعلماء ثلاثة أقوال في المقام المحمود والذي وعده ربه جل وعلا:

القول الأول: الشفاعة للناس جميعاً يوم القيامة لقيام الحساب» وذلك كما ورد في الحديث الصحيح[ إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا!"!» كل أمة تتبع نبيهاء تقول يا فلان اشفع لي» حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي46 فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ]!؛! .وهذا معنى قوله © ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر) . وقد يسأل سائل: وهل الأنبياء محرومون من الشفاعة؟ الجواب: أن الشفاعة شفاعتان» شفاعة كبرى عامة» وهي للنبيه خاصة به كرامة له من دون الخلائق» وشفاعة أخرى لإخراج مذنبين من النارء وهذه تتحصل للأنبياء والعلماء والشهداء وغيرهم.

(() شرح العقيدة الطحاوية ص 7717

)١(‏ انظر تفسير الجامع لأحكام القرآن ج ٠١‏ ص”7ه”

(*) جثاً: أي جماعة وثروى هذه اللفظة جْتِيّ بتشديد الياء : جمع جَاث وهو الذي يَجلس على ركبَتيْه . الفواية في عرمة اران 12 من ال 1

(4:) صحيح البخاريء كتاب تفسير القرآن؛ باب قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 417١72‏

كه

القول الثاني: أن المقام المحمود هو إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة» وهذا ما نسبه#8 لنفسه. وتذلك فى قولة'[ نيدي لزاع الصف ولا فحر وهام في قسن سواه لحف لزاه عر"

وهذا ما يدل على سيادته على البشرية كلها حتى الأنبياءء حيث إن كل الخلائقء المؤمنة تحت قيادة هذا اللواء حتى الأنبياء» وهذا من أشرف ما أعطي نبينا من فضل وشرف. والذييراه الباحك أن المقام المحمود شامل لما تقدم» فقد أعطي الشفاعة الكبسرى للخلاقق» وأعطي لواء الحمدء الذي استظل تحته جميع المؤمنين حتى الأنبياء» وأعطي القرب من الله تعالى» فهو من أقرب ما يكون من الله تعالى.

المطلب الرابع: فضل محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أول من يدخل الجنة من الخلق كلهم

إن الله تعالى جعل الجنة والنار وجعل لكل أهلهاء وجعل النار في مقدمة الجنة»ء ركه هرت المرولل ف هيرق الكل الاير ان السزر اطلو ازا كاك سمطو ف وار واقف على باب الجنة» هو نبينا محمد 6 وهذا فضل من الله تعالى له ومنه على الخلائق كلهاء قال 6©: [ أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة» فأقعقعها!'! ] '". وفي رواية أخرى يقول © [ آتي باب الجنة فأستفتح» فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمدء فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك] 4 عن كان روا وافت: الفمنميفة دان بوانت و قاط الأت ل دي مده لله على لكات انه أل من يدخل الجنة؛ ويفتح بابهاء فإذا كان هو أول الداخلين» فمن الطبيعي أن تكون أمته هي من أول الداخلين معه إلى الجنة» حيث كل أمة تتبع إمامها ونبيهاء قال تعالى( يَوْمَ نَذْعوا كل أناس بِإِمَامهم فَمَنْ أوتي كتابَه بيَمينه قأُوَِك يَقَرَءُونَ كتَابَهُمْ ولا يُظََمُون فَتينَا » (الإسراء:١)‏ وقوله6 للأعرابي[أنت مع مق أحببيقه ]1":

)١(‏ سنن الترمذيء كتاب تفسير القرآن» باب ومن سورة بني إسرائيل» 7١58‏ » صححه الألباني

(') أقعقعها: أي أحركها لتصوت والقعقعة حكاية حركة الشيء يسمع له صوت . تحفة الأحوذي ج 4 ص 5

(') سنن الدارمي» كتاب المقدمة» باب ما أعطي النبي من الفضل» ح٠©‏

(')صحيح مسلمء كتاب الإيمان» باب في قول النبي أنا أول الناس يشفع في الجنة ح917١‏

(5) صحيح مسلم؛ باب المرء مع من أحبءح54178

/اه

المطلب الخامس: فضل محمد صلى الله عليه وسلم بشهادته على جميع الخلائق

إن من عدل الله سبحانه وتعالى على جميع الخلائق يوم القيامة» أن يُشهد بعضها على بعضء حتى لا يبقى لأحد حجة على اللهء فيجعل لكل أمة شهيداً عليهاء من أنفسها وهو نبيها الذي أرسل فيهاء قال تعالى « فَكَيْف ذا جتنا من كل أُمّة بشهيد وجتنَا بك علَى هَؤلَاءِ شهيدًا) (النساء: ١؛)‏ . ثم إن الله تعالى يُعلي من شأن نبيه محمد 8 فيجعله الشهيد العام للخلائق كلهاء حتى على الأنبياء جميعاًء قال تعالى (وجتنا بك عَلَى هَؤْلاء شهيدًا) وهم الأنبياء الذين شهدوا على أقوامهم. وفي هذه الآية خاطب الله تعالى نبيه محمداً 46 مظهراً له مكانته بين الخلائق يوم القيامة؛ بعد أن أظهر عدله وكرمه في القضاء بينهم» حيث تعامل مع حسناتهم وسيئاتهم؛ بمثقال الذرة فيجازي على السيئة بمثلهاء ويجازي بالحسنة أضعاف أضعافهاء في قوله تعالى: ( إن الله نا يَظلمُ مثقال ذرّة وإن تك حسنة يُضاعفها وَيُوت من لذنة أجرًا عَظيما) (النساء:.؛).حيث جعله الشاهد الأول على الخلائق كلها. لما نزلت هذه الآية على النبي6ه بكى بكاءاً شديداً من شدة الفرح» وأمر ابن مسعود أن يقرأ عليه هذه السورة حتى إذا ما وصل إلى هذه الآية» بكى من شدة الفرح»!''عن ابن مسعود[ أن النبي 6 قال لي اقرأ عليً» قلت يا رسول الله: اسع ع كر الك ىح يباام روي اراك مار ادا اين أتيت إلى هذه الآية( ه لح ا تر رن حسبكء فإذا 00000 أ يقول القرطبي في كتاب التذكرة» في مسألة شهادة النبيقة على قومه الذين ما رآهم' ليس من يوم إلا لوه ار أمته غدوة وعشية؛ فيعرفهم بأسمائهم وأعمالهم» فلذلك يشهد عليهم» بقوله تعالى (فكيْف ؛ إذَا جئنا من كل أُمّة بشهيد وجتنَا بك على هَؤْنَاء شهيدا) ثم قال رداً على من ضعف الحديثء لأن فيه رجل مبهم لم يُسم قال: إن الأعمال تعرض على الله تعالى كل يوم اثنين وخميسء وعلى الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة» فلا تعارض بين هذا القول والحديث السابق» فإنه يُحتمل أن يخص نبينا ما يُعرض عليه كل يوم » ويوم الجمعة» مع الأنبياء عليهم السلاء".!" ولكن الله تعالى بين حال

(') انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ١‏ ص488 (') صحيح البخاريء كتاب تفسير القرآنء باب (فكيْف إِذَا جتنا من كل أُمّة بشهيد وَجِنْنَا بك على هَؤلَاء شهيدًا) ح45857؛

(') كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة القرطبي ص 595

مه

الكافرين بعد هذه الشهادة من رسول الله على فساد عقائدهم؛ التي إما أظهروهها وإما أضمروهاء وعلى كل ما كفروا وأنكرواء وعلى كل ما تفاخروا واختالوا» بين حالهم في حضرته جل وعلا وهو حال الخزي والخجل والندامة» حينها يود كل واحد منهم لو تسوى به الأرضء بدلاً من هذه الفضيحة على رؤوس الأشهاد» وأمام إلهه الذي كفر به ونبيه الذي

كذب 00

(') انظر في ظلال القرآن ج١‏ ص17

4

المبحث الثاني فضل محمديّ على الأنبياء والمرسلين

وفيه سبعة مطالب: - المطلب الأول: تفضيل محمديّة على الأنبياء والمرسلين بختم الرسالة

المطلب الثاني: تفضيل محمدي على الأنبياء والمرسلين بعموم الرسالة

المطلب الثالث: تفضيل محمديّة على الأنبياء والمرسلين بكثرة المعجزات المطلب الرابع: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بالشفاعة الكبرى المطلب الخامس: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بأن رفع الله ذكره المطلب السادس: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بالإسراء والمعراج

المطلب السابع: تفضيل محمديّ على الأنبياء والمرسلين بخصال لم تعط لنبي قبله

المبحث الثاني فضل محمد صلى الله عليه وسلم على الأنبياء والمرسلين

إن من أوثق عرى الإيمان هو التصديق بالأنبياء جميعهم؛ والتصديق بفضل بعضهم على بعضء كما نص على ذلك في قوله تعالى:( تلك الرٌسل فَضَلنا بَعْضَهُم علَى بَعْض منْهُم مَنْ كلّمَ الله وَرقَعَ بَعْضَّهُمْ دَرَجَات) (البقرة : 17) والله تعالى فضل نبينا محمداً 4 على جميع الأنبياء والمرسلين» وذلك بتفضيله على عموم الخلق كما قال في الحديث [ أنا سيد ولد آدم ولا فخر] وفي قوله تعالى( وإذ أَحدْنَا من النبيّين ميتَاقَهُمْ ومنك ومن توح وإِيْراهيم وَمُوسى وعيسى ابْن مَرْيْمَ وَأَخذنا منْهُمْ ميثاقا عَليظا © ( الأحزاب:"). فتقديمه في الذكر هو تقديم بالرتبة كما أثبتنا في المباحث السابقة.

ولبيان فضل محمد © على الأنبياء والمرسلين قسم الباحث هذا المبحث إلى سبعة مطالب وهي على النحو التالي: المطلب الأول: تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم على الأنبياء بختم الرسالة

قد دلت التضصوطل وأجمعت الأمة على أن متحمدا 88" هو نخاتم الأنبياء والمزسلين» فلا تبي بعده» ولقد انطلى لقب الكذب على من ادعى النبوة بعده» كما كان حال مسيلمة وأمثالهء قال تعالى : ا( ما كان مُحَمَدْ أبَا أحد من رجالكمْ ولكن رّسول الله وَخَاتم النَبيينَ وكان الله بكل شيْء عليمَا) (الأحزاب : ٠؛)‏ فالله تعالى قد فضله على الأنبياء بختم النبوة على الأرض كلهاء ومن مظاهر فضل ختم الرسالة ما يلي: -

أولاً: فضلها بكمال الدين والشريعة:

قال تعالى:9 اليم أكملت لَكم ديتكم وأَْمَمْتَ عَليْكُم نغمتي وَرضيت لَكُمْ الإسْلامٌ دينَا » (المائدة:*) » والمعنى: أن الله تعالى قبل أن يعلن عن كمال الدين» وإتمام النعممة على هذه الأمة» تكلم عن كمال الشريعة في دين محمد وذلك من خلال مقدمة سورة المائدة " ) قال تعالى: ا يَا أَيُهَا الّذين آَمَنوا أوفُوا بالغقود أحلت لَكم بَهِيمَهُ الأنعام إلا ما يُتَلَى عَلَيْكُمْ غير مُحلّي الصَيد وأَنتمْ حُرْمٌ إن الله يَحكمْ ما يُريد ...م يا أَيهَا الَذِينَ آَمَنُوا كونوا قَوَامِينَ

(') انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ج” ص ١8٠١‏

لله شهدَاء بالقسنط ونا يَجْرِمتَكُم شتآن قَوْم علَى أنَا تَعدلُوا اغدلوا هو أَقْرَبْ للتقوى واتقوا الله إن الله خَبيرٌ بما تَعمُونَ 6 (المائدة:١‏ -8) يقول الشوكاني في تفسيره لمقدمة هذه الآيات

" إن الله تعالى افتتح هذه السورة بهذه الآيات» فيها من البلاغة ما تتقاصر عنده القوى البشرية» مع شمولها لأحكام عدة: منها الوفاء بالعقود» ومنها تحليل بهيمة الأنعام؛ ومنها استثناء ما سيتلى مما لا يحلء ومنها تحريم الصيد على المحرم؛ ومنها إباحة الصيد لغير المخوعاار لا

وقد حكى النقاش أن أصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له: "أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآنء فقال: نعم أعمل مثل بعضهء فاحتجب أياماً كثيرة» ثم خرج فقال: والله ما أقدرء ولا يطيق هذا أحدء وإني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة» فنظرت فإذا هو قد نطق

بالوفاء ونهى يعن النكك: وحلل تجليلاً خاماء ف :اسقى بعد انتقاء. ثم أخبر: عن كدركته وعن حكمته في سطرينء ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا".!"ا

ولو تأملنا في هذه السورة كيف وضع الله تعالى قواعد كمال التشريعء قبل أن يبين لنا كمال الدين» لعلمه جل وعلا أن كمال الدين يستلزم كمال التشريعء فبدأ بالأمر بوفاء العقودءوهي العقود التي بين الناس» في المعاملاتء والعقود التي بينهم وبين الله تعالى في تطبيق الأحكام الشرعية» ثم شرع الله تعالى ببيان ما أحل للناس من بهيمة الأنعام وما استثنى من هذا التحليل» وبيان متى يحل بعضها ومتى يُحرم؛ ثم وضع قواعد تشريعية في التعامل مع شرائع الإسلام» ومع من يقوم بأدائها من المشركين» وخاصة شعيرة الحجء وما يتعلق بها من مناسك وأزمنة محرمة ومحللة» ثم بيان مشروعية الصيد متى يحل ومتى يحرم؛ وأين يحل وأين يحرمء ثم بين سماحة التشريع الإسلامي مع البُغضاء الذين سبق لهم الاعتداء» وبيان ألا يدفع هذا البغض المسبق إلى حب الانتقام منهم؛ بأكل حقوقهم؛ والاعتداء عليهم؛ بل أمرهم بالتعاون والبر إليهم بدلاً من العدوان؛ وهذا بيان بسماحة الشريعة الإسلاميةه ثم بعد هذا الشروع في المحللات وكيفية التعامل مع زمانها ومكانها» شرع في بيان المحرماتء التي أببتقت من النخللاك: مكل الفد والميقة التي لن"فتكى باآلة التذكية» ولهم الهدزين ومننا بنع بالأصنام ولغير الله تعالى» وما شرع في الصيد ما هو حلال وما هو حرام أكله؛ وبيان حرمة الإستقسام بالأزلام التي هي من عمل الجاهلية» وبيان فسوق العمل بها.!"/

(') فتح القدير ج١‏ ص (')المرجع السابق ج؟ ص 0 انظر تفسير الشعراوي 1 ص ٠‏ لح

15

وبعد هذا الإجمال لكم من الشرائع التي تسير أمور المسلمين وهي من صلب دينهم» بين الله تعالى أن الكافرين غلموا أن دين الإسلام قد اكتمل بهذه الشرائع» مما قذف في قلوبهم اليأس من النيل من نفوس أهلهء أو التأثير بطعنهم فيه أن يردوهم عن الإسلام إلى دينهم؛ ثم العلن صراحة بكمال الدين وشرائعه؛ وتمام النعمة على المسلمين بهذا الكمال» فقال(الِيَوْمْ أكملت لَكمْ ديتكم وَأَنَمَمْت عَلَيْكُمْ نغمتي ورضيت لَكمْ الإمنَام دينا) ثم دعا المسلمين إلى عدم الخشية من الكافرين» ووجوب الخشية فقط من الله رب العالمين.

وعد ها النياق: كمال الديى: كانه اسيهاته يرد كل هن ال دين وماذا أل قن عه قةه المخونات؟ و اتلك شويع اله كمال مياق ها أحل" لهم يعد ينا زه علو ا:مكزاء تن العطريد وتوابعه» أو كل ما هو طيب بعيد عن المحرمات» وبيان تحليل أكل طعام أهل الكتاب» ا 3 ا 0 0 ووضوء وتيمم ليسهل على الأمة عبادتها.!"ا

بهذه الشرائع اكتمل دين نبينا محمد بهذا الكمال فضل على غيره من الأنبياء الذين أرسلوا إلى أقوام لم يكتمل الدين وشرائعه فيهم» بحصر زمن الدعوة فيهم» ولعدم أهليتهم للكمال» وبذلك قال نفر من اليهود لعمر #: [إنكم تقفرأون آية في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهودء لاتخذنا ذلك اليوم عيداء فقال: وأي آية؟ قالوا : (الِيُوْم أكملت لكم ديتكم وأَنَمَمْت عَلَيْكُمْ نغمتي ورّضيت لكمُ الإسلام دينا). قال عمر: والله إني أعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله 86 والساعة التي نزلت فيهاء نزلت على رسول الله 8 عشية عرفة في يوم جمعة] !"ا

ثانياً: فضلها بثبات الشريعة وعدم قبولها للنسخ.

إن من فضل الله تعالى أن جعل رسالة محمد # خاتم الرسالات» وجعل شرائع هذه الرسالة ثابتة إلى يوم القيامة» غير قابلة للنسخ لأنها آخر الرسالاتء فلا نبي بعده ولا رسالة بعدهاء فالرسالات السابقة لم تكن ثابتة» فكل رسالة كانت تنسخ برسالة رسول جاء بعد رسولهاء أما زوالة مسد قل فين موويقة علي لالت السابقة» قال تعالى:( وَأَنْرلَنَا إِليْكَ الكتاب بالحق

0 انظر فتح القدير جا ص 18 )حم النقادي كناب الاموامك وله لان رسي 2

117

مْصدقًا لما بن يَدْه من الكتاب وَمْهيْمنَا عليه قَاحكم بَيَهُمْ بما نل الله ونا تتبع أوَاءَهُم ما جاءْك من الحق لكل جَعلنَا منكم شرعة ومنهَاجا ولو شاء الله لجعَلكُم أمّة واحدة ولكن يُوكمْ في ما أنَاكم فاستبقو بقوا الخَيْرَات إلى الله مَرَجِعْكُمْ جميعًا فَيْنََئَكُمْ بمَا كنَثَمْ فيه تختلفون ) (المائدة:8؛).

المعنى: بعد ما أمر الله تعالى أهل التوراة والإنجيل وهم اليهود والنصارىء أن يحتكموا لنصوص شرائعهم المتوافقة مع شريعة الإسلام» التي جاء بها محمدقة خاطب نبيه #6 أنه أنزل إليه الكتاب المعروف بالكمال» وهو القرآن المتلبس بالحق والصدقء والذي هو مهيمن على الكتب السابقة كلها وشاهد على الشرائع التي لم ينسخها القرآن» والمحفوظة عن التغيير لصدقها وصلاحية العمل بهاء وبين الأحكام المنسوخة التي نسخها القرآن» والتي لم يصلح بقاؤهاء وهذا دليل على أن الشرع الإسلامي شرع محفوظ من التبديل أو النسخ بشريعة أخرىء حيث إن هذا الخطاب من الله تعالى هو بمثابة شهادة منه لأصول هذه الشرائع والكتاب الذي يضمهاء وأنه هو الحق من الله تعالى» وأنه حفظ من التحريف والتبديل؛/١‏

ثم أمره أن يحكم بينهم بهذه الشرائع الثابتة وأن لا يتبع أهواءهم التي تخفي الشرائع الثابتة؛ وتحكم بالشرائع المنسوخة وذلك في قوله تعالى (فاحكم بَينَّهُمْ بمَا نل الله ولا تتبع أَهْوَاءَهُم عَمَا جَاءَكَ من الحق) ثم بين أن لكل أمة شرعها الخاص بهاء والذي يصلح لقيادتها وأن هذه الأمة يصلح لها هذا الشرع الكامل؛ الذي يقودها في حياتهما( لكل جَعَلَنَا منَكُمْ شرعَة ومنهاجا) !"ا

المطلب الثاني: تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم على الأنبياء بعموم الرسالة

إن .من أفضل ما شرف به نبينا محمدقك على الأنبياء كلهم»: عموم رسالته؛ فقدادلت التصوهن .واتفق الأجماع على عموم ارشالة معنف للقلين الإنس:والمن وكيين اليرت خاصة؛ كما زعم بعض أهل الكتابء قال تعالى [ تَبَارَكَ الذي نَل الفرقَانَ عَلَى عَبْده ليكون لْعَائمينَ نذيرًا »© (الفرقان:1) » وقال تعالى 9 وما أرسئتاك إلا كافة للثاس بَشيرًا وكذيرا ولكز

(() انظر تفسير روح المعاني للألوسي جه ص١‏ (') انظر المرجع السابق ص؟

1

أكْقَرَ النّاس نا يَعْلَمُونَ © إسبا:8؟). وأخبر 46 عن نفسه؛ أنه رسول الله إلى الناس عامةء والرسول من طبعه وصفاته أنه لا يكذب على المرسل فيهمء فقال 46 [ لا يسمع بي رجل من هاه الأمة يوذ نوالا تصتدر اف يقن للا وؤامن :بن الأ امكل القارة]!"اوقان [ اميك عستا سم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي ... وكان النبي يُبعث في قومه خاصة وبّعثت إلى الناس عامة]!"ا

ويتبين من عموم رسالة محمدقة ما يلي :

.١‏ أنه بهذا العموم أفضل الأنبياء والمرسلين» وذلك أنه كلما توسعت مهمة أي عامل في مكان عمله؛ فهو بيان نجاحه وفضله على من هو أدنى منهء وكذلك كلما توسعت وسالتوني عن محيطها فهي علو شأن لصاحب هذه الرسالة» فما دامت رسالة محمدقة قد خرجت عن يلها لحن لسك هه بوه نك مك مك الغالو بترو فقوي ونان لعلو ارا هنا كن اذه الرسالة#8» وخاصة أن رسالته شملت الإنس والجن.

2.١‏ أن أمته أفضل الأمم؛ ففضل الأمة بفضل المبعوث فيهاء وما دام هو أفضل الأنبياءء فمن الطبيعي أن يكون شرفها من شرف نبيهاقة

2٠.*‏ إن حاجة أهل الكتاب لرسالته؛ لا تقل عن حاجة العرب وعباد الأصنام لهاء فهم في حاجة لتجديد شريعتهم التي حرفت ودخلها الكثير من الضلالات» والتي ذكرها القرآن الكريم قال تعالى ون منهم لفريقا يُوؤون أَلسنتهمْ بالكتاب لتَحْسَبُوهُ من الكتاب وما هُوَ من الكتاب ويقولون هُوَ من عند الله وَمَا هُوَ من عند الله ويقولون عَلَى الله الكذب وَهُم يَعَلَصَون) (آل عمران:8"). ولأجل الرد على التجريح الذي حل بأنبيائهم ممن حرف هذه الكتبء فقد قالوا في موسى -عليه السلام - قولاً عظيماًء الله تعالى برأه منه» قال تعالىإيّا أَيُهَا اذين آَمَنْوانَا تكونوا كالّذِينَ آذوا مُوسى فَبَرَأهُ الله مما قَالُوا وكان عند الله وَجيها) (الأحزاب:54) . وقالوا في داود وسليمان قولا حيث نسبوا إليهم الزنا والسحرء والله تعالى أنكر ذلك عليهم؛ » قال تعالى( وما كفر سَلَيْمَانَ ولكن الشيّاطين كفَروا يُعَلَمُونَ النّاسَ السسّخر) ( البقرة:؟١٠).‏ وأيضاً قالوا في عيسى - عليه السلام - وأمه قولاً عظيماًء حيث اتهموا أمه - عليها السلام - بالزناء من رجل من بني إسرائيل» قال تعالى(وبكفرهم وَقَولهِمْ على مَريَمَ بُهتَانَا عظيمَا) ( النساء؛ 5ه6٠١),‏

المطلب الثالث: تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم بكثرة المعجزات ودوامها

(') صحيح مسلمء كتاب الإيمان» باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد إلى جميع الناس ح57١‏ (') صحيح البخاري؛ كتاب الصلاة» باب جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ح/7؛

إن المعجزة كما أسلفنا في تعريفها هي أمر خارق للعادة» مقرونة بالتحدي مع عدم المعارضةء!' 'يجريها الله تعالى على يدي صاحب رسالة» لتبرهن على صدق نبوته: '"والله تعالى قد ميز الأنبياء عن البشر بالمعجزاتء فما من نبي إلا كانت له معجزة مصدقة في دعوته؛ والمعجزات تختلف في حجمها وقوتها وكثرتهاء من نبي إلى نبي آخرء فكل نبي كانت معجزته موافقة لطبيعة القوم الذين بُعث فيهم» من ناحية عنادهم وما اشتهروا به من فنون» وتنقسم المعجزة إلى قسمين: معجزة معنوية» ومعجزة حسية» وأن من أهم ما ميز نبينا محمدقة في معجزاته» وفضله بها على الأنبياء أنه ما من نبي سبقه؛ إلا كانت له معجزة أو معضن المعد 31 الكيية فقظ أما تنوكا متحدد اكلا ققد رع اليا الكحمجةة لوي 01 وبيان ذلك فيما يلي: - ١‏ - المعجزات المعنوية: كإنزال القرآن عليه. وهو أعظم المعجزات؛ وأبهر الآياتء وأبين الحجج الواضحاتء لما اشتمل عليه التركيب المعجز الذي تحدى به الإنس والجنء» أن يأتوا بمثله» فعجزوا عن ذلك مع توافر دواعي أعدائه على معارضته؛ وفصاحتهم وبلاغتهم» حتى تحداهم بعشر سور منه؛ فعجزواء ثم تنازل إلى التحدي بسورة واحدة من مثله» فعجزوا عنه؛ وهم يعلمون عجزهم وتقصيرهم عن ذلكء قال تعالى! قل لَئن اجِتَمَعَت الإِنِسْ وَالجنُ علَى أن يَأنوا بمثل هذا القرآن نَا يَأنُونَ بمثله ولو كان بَعْضَهُمْ لبَعْض ظهيرًا © (الإسراء:هه). ) وقال أيضاً أَمْ يَقولون افْترَاهُ قل فَأَنُوا بعشر سئور مثله مُفتَرَيَات وَاذغوا مَن اسَتَطَعْتمْ من ذون الله إن كَنتُمْ صادقين © («ود:؟١»‏ وقال تعالى! وإن كَنْتُمْ في ريب ممّا تَزْلنَا على عَبْدنَا فقأتوا بسئورة من مثله وَادْغوا شهدَاءَكُمْ من دون الله إن كنْتّمْ صادقين 6 (البقرة:؟"). فقد بين الحق جل 0-0 أن الخلق عاجزون عن معارضة هذا القرآن» ولو بسورة واحدةء وأنهم لا يستطيعون ذلك أبداً لا حاضراً ولا مستقبلاء ومثل هذا التحدي كان يصدر عن واثق بأن ما جاء به لا يمكن للبشر معارضته ولا الإتيان بمثله» ولو كان منقولاً من عند نفسه

(') انظر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج١‏ ص١7١”‏ )انظر مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج١‏ ص انظر الإتقان في علوم القرآن ج؟١‏ ص١١”‏

()انظر معجزات النبي - ابن كثير ص ”” -5؟

11

لخاف أن يُعارض فينفضح, ويعود عليه نقيض ما قصده من متابعة الناس له. ورسول اللهقة معروف عنه أنه من أعقل الناس وأصدقهمء فلا يرضى لنفسه أن يُقيل على أمر يكذب به.!") ومن معجزاته المعنوية أيضاء سيرتهقك وأخلاقه وأقواله وأفعاله وشريعته وأمته وعلم أمته ودينهم وكرامات صالحي أمته. لأن كرامات الأولياء في أمة هي معجزة لنبيهاء وتدبر حسبه ونسبه؛ وبلده وأصله وفصله» حيث كان من أشرف أهل الأرض نسباًء من صميم سلالة إبراهيم» الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب» ثم هو دعوة إبراهيم -عليه السلام - بالنبوة» ثم هو من صفوة قريشء ومن مكة أم القرىء وبلد البيت العتيق» الذي هو حجيج الناس كلهاء ثم أنه ذكر في كتب الأنبياء بأحسن وصفهء ثم كان من أكمل الناس تربية ونشأة» حيث عُرف بالصدق والبر ومكارم الأخلاق» والعدل وترك الفواحشء والظلم وكل وصف مذموم من صغره؛ وكان مشهوداً له بذلك من كل من آمن ولم يؤمن به. ثم إنه كان رجلا أميا من أمة أمية لا تعرف ما يعرفه أهل الكتب السماوية السابقة» ولكنه بعد الأربعين سنة جاءهم بما هو أعظم مما عندهم؛ وبكلام ما سمعه الأولون والآخرونء وبه أقام الدين في حقبة زمنية قليلة حتى ظهر على أهل الأرض جميعهم.!"ا

١‏ -المعجزات الحسية: وهي كثيرة أجريت على يدي محمدقة ومنها:

أ_ انشقاق القمر إلى نصفين:

قال تعالى:! |3 َتَرَبَت السسّاعة وانشق القَمرٌ 4 (القمر:١).‏ لقد اتفق العلماء والأئمة سابقاً ولاحقاًء أن القمر قد انشق لرسول الله #6 آية له على صدق نبوته» وقد وردت أحاديث صحيحة تبين وتوكد هذا الاتشفاق !"منها:

لي 5 ق القمر بمكة فرقتين» فقال تعالى (اقَتّرَ ربت ٠‏ السّاعة وانشق ق القمَر) ] ١‏

قوع ورا النقاريع كن ان ابن لاله انرق ق القمر في زمان النبي 48 ].!*) ب _ ومنها ما هو متعلق بالجمادات». ومنها ما هو متعلق بالحيوانات:

(')انظر معجزات النبي - ابن كثير ص ”7 -54؟

(') انظر المصدر السابق ص”5

© انظر تفسير الشعراوي ج١‏ ص5١١١‏

()/صحيح مسلم » كتاب صفة القيامة والجنة والنارء باب انشقاق القمر ح07٠/5‏

() صحيح البخاريء كتاب تفسير القرآن» باب (وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) ح818:

11/

*أما ما يتعلق بالجمادات :

فمثل تكثير الماء في غير موطنء ونزول الماء من بين أصابعه» » عن أنس؛ قال: [ رأيت رسول الله © وحانت صلاة العصرء والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه. فأتى رسول الله 86 بوضوء فوضع يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه» فتوضا الناس حتى توضئوا من عند آخرهم] !'".

وما رواه البراء ابن عازبء قال: [ كنا يوم الحديبية أربعة عشر مائة» والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة؛ فجلس رسول الله © على شفير البثئرء فدعا بماء فمضمض ومج في البئرء فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى رويناء وروت أو صدرت ركابنا] !"ا

وتكثير الطعام: روي عن أبي هريرة كان يقول:[ والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع؛ وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع؛ ولقد قعدت يوماً على طريقهم"الصحابة" الذي يخرجون منه؛ فمرً أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل» فمرَّ عمر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل» فمر أبو القاسم5ة فعرف ما في وجهي وما في نفسيء فقال: أبو هريرة» قلت له: لبيك يا رسول اللهء فقال ألحقء فاستأذنت فأذن لي؛ فوجدت لبناً في قدح؛ قال: من أين لكم هذا اللبن» فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان» قال: أبا هرء قلت: لبيك يا رسول الله قال: انطلق إلى أهل الصفة فادعوهم لي» قال وأهل الصفة أسنان الإسلام» لم يأووا إلى أدهفل ولا مال إذا جاءت رسول الله #6 هدية أصاب منها وبعث إليهم منهاء وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم» ولم يصب منهاء قال: وأحزنني ذلك» كنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقفوى بها بقية يوميء وليلتي» وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم.ء وقلت: لم يبق لي من هذا اللبن» ولم يكن من طاعة الله ورسوله بدء فانطلقت ودعوتهم فأقبلواء فاستأذنوا فأذن لهم» فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: أبا هريرة خذ فأعطهم» فأخذدت القدح فجعلت أعطيهم؛ فيأخذ الرجل القدح» فيشرب حتى يروىء ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله8ك فأخذ القدح فوضعه في يدهء وبقي فيه فضله ثم رفع رأسه ونظر إليّ وتبسم وقال: أبا هريرة قلت: لبيك رسول الله؛ قال: بقيت أنا وأنت» قلت: صدقت يا رسول الله» قال: فاقعد واشربء قال: قعدت فشربتء ثم قال لي: اشرب» فشربتء فما زال

(') صحيح البخاري » كتاب الوضوءء باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة ١5352‏ (') صحيح البخاري » كتاب المناقب» باب علامات النبوة في الإسلام ح1017ه؟

1

يقول لي اشربء فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق لا أجد له في مسلكاء قال: ناولني القدح فرددت إليه القدح فشربء من الفضلة]:!")

« أما ما يتعلق بالحيوانات:

عن أنس قال:[كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه( أي يسقون عليه) وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره؛ وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله 6 فقالوا: إنه كان لنا جمل نستني عليه وأنه استصعب عليناء ومنعنا ظهره؛ وقد عطش الزرع والنخلء فقال رسول الله لأصحابه:قومواء فقامواء فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي8ة نحوه. فقالت الأنصار: يا رسول اللهء إنه قد صار مثل الكلب» وإنا نخاف عليك صولته» فقال: ليس علي منه بأسء فلما نظر الجمل إلى رسول الله #6 أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله بناصيته» أذل ما كان قطء حتى أدخله في العملء فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل أن تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لكء فقال: لا يصلح لبشر أن يسجد لبشرء ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجهاء من عظم حقه عليهاء والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنفجر بالقيح والصديد» ثم اس تقبلته فلعةة ها دك عقي ؛

ويرى الباحث: أن أغلب المعجزات الحسية للأنبياء السابقين كان مثلها لرسول الله #6 وزاد عليهم بالمعجزات المعنوية» فإن كانت النار برداً وسلاماً على إبراهيم -عليه السلام - فقد كانت النان بودا وسلاماً على بعطن أصحابه الذين عَذبوا بالنارء وكرامة الأولياة: فحني رمن هي معجزة لنبيه» وإن كانت عصى موسى -عليه السلام - معجزة له » يفجر بها الماء من الحجرء فقد كان الماء يتفجر من بين أصابعه»كما حدث يوم تبوك لما انقتطع الماء عن الجيشء, فدعا ربه وفتح أصابعه» وانهالت الماء من بينها حتى شرب القوم كلهم؛ كما ورد في السيرة.

وإن كانت الجبال قد سبحت مع داود -عليه السلام فقد سبح الحصى بين يدي رسول الله 85 كما ورد في الأحاديث الصحيحة؛ وإن كان سليمان -عليه السلام - قد خاطب البهائم» فقد صح عن النبي أن كلمهاء منها الجمل والغزال والذئب.

(') مسند الإمام أحمدء باقي مسند المكثرين» باقي المسند السابق ٠١70١‏ . صححه شعيب الأرنؤوط وقال

على شرط البخاري (') مسند الإمام أحمدء باقي مسند المكثرين» مسند أنس بن مالك ح”7١77١‏ » قال شعيب الأرنؤوط: صحيح

11

وإن كان عيسى -عليه السلام - قد أبرأ الأكمه والأبرص » فقد أشفى رسول اللهقه مثلها كما ورد في روايات صحيحة:؛ وإن كانت عصى موسى -عليه السلام - قد أضاءت بالنور معجزة يتحدى بها فرعونء فقد أضاء الله تعالى النور لرسولناقة يوم الخندق» حيث خرج من الصخرة التي ضربها رسول الله 8 بمعوله نور ملأ ما بين السماء والأرضء أراه بها قصور كسرى والشام. عن عبد الله ببْن عَمْرِو » قال [ أمر وول الله صلّى الله عليه وسَلْم بالخنذق 0 المَديئة » فَأَتَاهُ 3 كأخيروة 0 َجَدُوا ا م تستطيغوا أن عرفا بحم منهًا » فَقَالَ اك" الل أغجِر ؛ فحت :

الرُومُ » ثمِّ ضرب أخرى مثلهًا » قال : الله أكبّرٌ » وَجَاءَ الله بحميّر أَغْوانًا وأنصارا] )١‏

وإ كان الله كمال كلم مترسى كايا :الراك المققسى ظواى+ ققد كوم اله الل فينه ينكين عند سدرة المنتهى» قال تعالى« ثُمَّ دَنَا فتَدَلَى * فَكَانَ فَابَ فَوْسَيْن أو أدتى* فَأُوْحَى إِلَى عبده مَا أوؤحى* ما كدب الفوّاذ ما رأى * أَقَتَمَارُونَهُ عَلَى ما يَرَى * وَلَقَد رَآهُ تزلةَ أخرى * عند سدرة المُنتَهى » (النجم:٠-؛١)‏ »

إذاً كل المعجزات وغيرها الكثير الكثير» هي زيادة فضل للنبيقة على الأنبياء كلهم؛ مع معجزته الخالدة؛ التي لم تنقض إلى يوم القيامة» فكل معجزة انتهت بموت نبيهاء إلا معجزة النبي 6 فهي المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة.

المطلب الرابع: تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم بالشفاعة

الشفاعة اصطلاحا: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة»!'! وهي تنقسم إلى كتين “شقاعة بأكطللة وشقاعة صيتصيمة. الشفاعة الباطلة: وهي ما يتعلق بها المشركون بأصنامهم؛» حيث يعبدونهاء ويطلبون منها الشفاعة ويزعمون أنها شفعاء لهم عند الله» قال تعالىاوَيَعَبدُونَ من دون الله مالا يَضْرَهُم ولا يَنفَعُهُم | ويتقولون هؤلاء شَفَعَاوْنا عند الله قل أَتْتبَتَون الله بما لا يَعلَم في السَّمَاوّات ولا في الأَرْض مبْحاتَه وتَعالَى عَمًا يُشْرِكُونَ » (يونس:18١).‏ وهذه الشفاعة باطلة عند الله كما قال الله تعالى! قَمَا تَنَقَعْهُمْ شقاعَةُ الشافعين » (المدثر:8؛) . الشفاعة الصحيحة: وهي ما كانت بشروط معينة:!")

(') كتاب الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة» باب الإمارة ج ص١7”‏ () شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب» لسليمان بن محمد اللهيميد ص ١75‏

أوالا: :وكا /اللداتقالى عن الشاقم» سبوا كان نيا أو شهيداك أ عالما أو شيالهاء أو أخبات أو آباء » أو أبناء صالحين» قال تعالىا وكَمْ من ملك في السّمَوات لا تغني شَقَاعَتَهُمْ شَيْنَا إلا من بعد أن يَأَذَنَ الله لمن يَشَاءْ وَيَرْضّى) (النجم:؟).

ثانياً: رضا الله تعالى عن المشفوع له؛ إلا في الشفاعة الكبرى لبدء الحساب فهي للجميع. ثالثاً: إذنه جل وعلا في الشفاعة:؛ فالله تعالى لا يسمح لأحد بالشفاعة حتى الأنبياء» إلا بإذنهه. قال تعالى!( من ذا الذي يَشْقَعْ عند إِنَا بإذّنه) (البقرة:هه؟) "(١‏

ومن خير ما فضل بهو على الأنبياء أن أعطاه الشفاعة الكبرى للبشرية كلها ببدء الحمساب بعد شدة العناء في المحشرء وقد أسلفنا ذكرها في المباحث السابقة» حيث أشفق منها آدم أبو البو عليه السلام+ نولم هزه غليها» و اتفق متها نوج عليه التبلام - أنو اليشن نود اندرو يجرؤ عليهاء وأشفق منها إبراهيم -عليه السلام - وهو أبو الأنبياء كلهم وخليل الرحمن» ولم بجر غلنهاء وأشقق نننها موسي اظلية النداكم + كليم الله والذي اصتطتحة الللالنفسة وعلئ.عينة ولم يجرؤ عليهاء وأشفق منها عيسى -عليه السلام - روح الله وكلمته ولم يجرؤ عليهاء وتجرأ عليها محمدقك لعلمه أنها كرامة له وليست لغيره من الأنبياء» لقوله تعالى9إومن اللَيْل فَتَهَجَدْ به تافلة لك عسى أن يَبْعَنَكَ رَبّكَ مَقامًا مَحْمُودَا) (الإسراء:4). قال ابن تيمية في شرح العقيدة الؤاسطية: " فهذه .هي الشفاعة العظمىء وهي المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون» والذي وعده الله أن يبعثه إياه والذي يحمده عليه أهل الموقف جميعاًء وقد أمرنا نبينا 848 إذا سمعنا النداء أن نقول بعد الصلاة عليه اللهم رب هذه الدعوة التامة» والصلاة القاتمة؛ آت محمداً الوسيلة» والفضيلة» وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدتيا !"ا

ثم شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة» حيث لا يُسمح لأحد بدخول الجنة حتى يشفع رسول الله #6 لداخليها بدخولهاء وهذا من شرفه ## على سائر الأنبياء والمرسلين» وقد أسلفنا شرح ذلك في المباحث السابقة.

المطلب الخامس: تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم بأن رفع له ذكره

إن من أهم كرامات محمدمة عند ربه أن رفع له ذكره على الخلائق كلهاء حتى الأنبياء» فقال تعالى«! وَرَفعْنا لكَ ذِكْرَكَ) (الشرح:؛) .

(') انظر شرح العقيدة الواسطية (متن العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية) 455 (') انظر شرح العقيدة الواسطية 455 (') المرجع السابق ص448

الا

أي النبوة وغيرهاء وأي رفع مثل أن قرن اسمه #6 باسمه عز وجل في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعة له» وصلى عليه في ملائكته» وأمر المؤمنين بالصلاة عليه» وخاطبه بالألقاب» مثل يا أيها المدثرء يا أيها المزملء يا أيها النبي؛ يا أيها الرسول؛ وذكره الله تعالى في كتب الأولين» وأخذ على الأنبياء - عليهم السلام - وأممهم أن يؤمنوا به © !") عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله 46 [ آتاني جبريل -عليه السلام خقال: إن ربك يقول لك: أتدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله تعالى أعلم؛ قال: إذا ذكرت ذكرت معي].9) ويشير إلى ذلك قول حسان:

وضم الآله اسم النبي إلى اسمه إداقال في الخمسن المؤتن أشيد"! يقول الباحث: لقد أعطى الله تعالى رسوله©ه في مقام الرفعة والذكر» أفضل ما أعطي الأنبياء كلهم» فإن كان الله تعالى أسجد الملائكة لآدم -عليه السلام - فهي مرة ما تكررت» ولكن الله تعالى صلى على محمدقك وأمر الملائكة والناس أجمعين أن يصلوا عليه إلى يوم القيامة» قال تعالى « إن الله وَمَلايِكتة يُصَلُونَ على التّبِي يا أيْهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلُوا عَلَيْه وَسَلَمُوا تَسَلِيمًا #(الأحزاب :01). وإن كان الله تعالى خاطب كل نبي باسمه كقوله: يا آدم » يا نوحء يا إبراهيم؛ يا لوط يا عيسىء فقد نادى حبيبه محمداًفك بأشرف الألقاب والرتب؛ فقال: يا يها الرَمُول بَلَعْ ما أنزل إِلَيْكَ من ربَّك 6 (المائدة؛5) وقال تعالى/ يا أيّهَا ابي ذا طلقم النسَاء فَطَلَقُوهْنَ لعدّتهنّ وَأَخْصوا العدّة 4 (الطلاق:1). وإن كان الله تعالى رفع بعض أنبيائه إلى السماء مكاناً علياء فقد رفع حبيبه46 مكاناً لم يبلغه أحد من الأنبياء ولا الملائكة» حتى بلغ سدرة المنتهىء التي قال عندها جبريل -عليه السلام - لمحمد #6 يا محمد تقدم؛ فقال له: يا جبريل أفي هذا المقام يترك الخليل خليله» فقال: يا محمدء أنت إذا تقدمت اخترقت وأنا إذا تقدمت احترقت 47 وإن كان الله تعالى قال لإبراهيم أذن بالناسء فإن الله تعالى أمر المؤمنين في العالم بأسره أن يأذنوا باسم الله ومعه اسم محمدفة. وإن كان الله تعالى إذا ما اشتد الأمر بأحد الأنبياء أقسم له بنفسه أنه سيفعل كذا وكذاء فإنه قد أقسم لمحمد بعمره حباً له وإجلالاً له» قال تعالى الَعَمْرَكَ إِنْهُمْ لفي سكرتهم يَعْمَهُونَ ‏ (الحجر:؟/)

(') انظر تفسير روح المعاني ج١١‏ ص؟”

(') صحيح ابن حبان؛ كتاب الزكاة» باب ذكر الإخبار عن إباحة تعداد النعم للمنعم على المنعم عليه في الدنيا ح7”3787 ؛ ج 8 ص ١75‏ ضعفه شعيب الأرنؤوط

() انظر تفسير روح المعاني ج7١‏ ص؟”

()انظر تفسير روح المعاني ج 5 ص١5‏

07“

المطلب السادس: تفضيل محمد ##على الأنبياء بالإسراء والمعراج

إن الله تعالى جعل لكل نبي من الأنبياء مناجاة» منها ما كان عن طريق الوحي» وهو ما حدث لأكثر الأنبياء والرسل» ومنها ما كان من وراء حجاب؛ كما حدث لموسى -عليه السلام - في الواد المقدس طوىء قال تعالى ( وكلَمَ الله مُوسى تكليمًا 6 (النساء:»١1)‏ . أما مناجاة محمدقه فهي مناجاة خاصة. لم تكن لأحد من الأنبياء من قبله» حيث اختار له ربه جل وعلا مناجاة خاصة في السماء؛. حيث أرسل له جبريل -عليه السلام - فعرج به إلى السماء» وهناك كانت المناجاة العظمىء والتي تشرف بها محمد 6 على سائر الأنبياء والمرسلين.!'' فإن كان موسى -عليه السلام - قد كلمه الله تعالى وناجاه عند طور سيناءء فالله قغالى: ناجى منحمدا غنة سدرة المنتهى» وكتاة بين مكانينء مكان' الفلى: في الشماء لا يتعداة أحد حتى الملائكة المقربون» ومكان أرضي يمشي فيه ويدخله كل الناس» ولا يحجب عن أحد. وشتان بين مناجاة الله تعالى يأمر بها موسى -عليه السلام - أن يصوم أربعين يوماء ليرود نفسه لهذه المناجاة» ومناجاة الله تعالى أمر ملائكته بشق صدر نبيه محمد #6 وغسله وحشوه بالعلم والنورء والإيمان» قبل أن يعرج إلى السماء. ولقد اختلف العلماء في كيفية الإسراء والمعراج» هل هي بالجسد والروح في حال اليقظة:؛ أم هي بالروح فقط في حال النوم؟ فقال بعضهم: هي بالروح فقطء وليس بالجسدء ولكن الأصح بالجسد والروح 5 وفي حالة اليقظة. و قال بعضهم: هي مرتان» مرة بالروح والجسدء ومرة بالروح فقط خروجاً من الخلاف؛ !"ا يقول الطحاوي: " ومما يدل أن الإسراء بجسده في اليقظة» قال تعالى: #سَبْحَانَ الذي أسْرَى بعبده ليا من المَسنجد الحرام إلى المَسنجد الأقصى الذي باركتا حولة لذريّة من آيَاتنا نه هو السّميع البَصيرٌ #(الإسراء:1). والعبد هو عبارة عن مجموع الجسد والروح؛ كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح. وهذا هو المعروف عند الإطلاق وهو الصحيح؛ فيكون الإسراء بهذا المجموع؛ ولا يمتنع ذلك عقلاً » ولو جاز استبعاد صعود البشر إلى السماءء لجاز استبعاد نزول الملائكة منهاء وذلك يؤدي إلى إنكار النبوة وهو كفر".!"ا

()انظر القول المبين في سيرة سيد المرسلين لمحمد الطيب النجار ص4 ١5‏ (') العقيدة الطحاوية ص5

ل

وقد أورد البقاعي في تفسيره لسورة الإسراء بعض اللطائف القيمة» قال في بعضها: لما ختم الله تعالى سورة النحل ببيان فضل إبراهيم -عليه السلام - وأمر الأمة بإتباعه» وتعهد بنصرة أولياءه وأنصاره مع ضعفهم في ذلك الزمان» وقلة عددهم وكان ذلك من خوارق العادات» حتى ظن القارئ للآيات أن إبراهيم -عليه السلام - أفضل من محمدم#افتتح الله تعالى سورة الإسراء بما اختتم به سورة النحل؛ من خرق للعادات بعد أن نزه نفسه ومدحها فقال تعالى (مُبْحَانَ الذي أسنرى بعبده لَيْنَا من المَسنجد الحَرام إِلَى المَسنْجد الأقصى الذي بَاركنَا حولة لثريّه من آيَاتنا إِنّه هْوَ السّميع البَصير) .حيث نزه نفسه الشريفة من توهم واستبعاد ذلك الأمرء وبين أنه قادر على أن يفعل الأمور العظيمة في أسرع وقتء ثم إن فيها تنويهاً وإعلاماً بأن محمداقة هو رأس المحسنين وأعلاهم رتبة» وأعظمهم منزلة» بما آتاه الله من الخصائصء والتي منها المعراج إلى السماء؛ "١‏

بدأ الله تعالى السورة بسبحانء والتي معناها: تنزيه الله عن كل نقصء وعن كل شائبة يضيفها إليه أعداؤه» لعلمه جل وعلا أن القوم سيكذبون هذا الخبر» ثم بين زمن هذه الرحلة ليلاً ليدل على أن هذا الأمر الجليل العظيم كان في جزء يسير من الليل» وأن محمداقك لم يحتج فيه إلى صوم أربعين يومأ كما كان مع موسى -عليه السلام - في مناجاته مع ربه. فكان الانطلاق من الفرش: إلى العرقن, قر بين حجن وساذ تقلة الانظلاق هي المشيكة الكراء قله سول وهي إلى المسجد الأقصىء وبيان بركة مكان الوصولء ليربط جل وعلاء بين بركة المكان وبركة الزائر إليه» وهو الذي شرف بالعبودية؛ 7")

وقوله تعالى( لنريّة من أَيَاتتَا هو بيان لغرض هذه المعجزة الخارقة» وهي الرؤية بالعين والقلب لهذه الآيات» السماوية والأرضية؛ء كما رأى إيبراهيم -عليه السلام - ملكوت السماوات والأرضء ولما كان المعول عليه في إدراك الآيات» حس السمع والبصرء ولما كان تمام الانتفاع بذلك هو العلم» ولما كان هذا النبي قد خصه الله بكمال الحس؛ حتى كان حس غيره معه عدماء عبر عن ذلك كله بقوله تعالى(هُوَ السّميعُ البتصير) . فلفظ إنه يعود على هذا العبد الذي اختصه بالإسراء وهو محمدقة. ومعنى السميع: أي سميع بالأذن والقلب» سميع بالإجابة لنا والإذعان بأوامرنا. وبصير: بصراً وبصيره والدليل ما أخبر به قومه من الآيات» وصدقه

بالدلالات» حيث وصف كل ما سألوه من وصفء عن رحلته الأرضية؛. سواء في بيت

()انظر نظم الدرر 36 ص72 77 ()انظر التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي ج١‏ ص1717/

المقدس ووصفه لهمء أو في طريقهاء حيث وصف لهم المقبلة منه» حتى اضطر من سمع هذا الضف أن يقواع؟ أما الونضيفت: قحك قدو انا الو سيق فت ذا

والذي يراه الباحث: أن البصر على أقسام» بصر بالعين» وبصر بالعقلء» وبصر بالقربة» وبصر النبوة» أما بصر العين فهو مطلق لكل الناس يرى كل واحد من البشر على قدر ما أعطاه الله تعالى من قوة بصر في عينيه» وأما بصر العقل فهو لأولي الألباب من الناس الذين توعان :يه اكه اوحرف و اها رطان القرية قن الاق حم الا لباه بود فررن لذر الخد وأما بصر النبوة فهو خاص بالأنبياء اصطفاهم الله تعالى بها للنبوة» فرسولناقة جُمعت له هذه الأنصناك كلها قرفا وكورها له فكان مطلعا علض الملك و الملكو 2 والفيى البسورة غك قحال تعالى ما زَاغٌ البَصّرُْ وما طَغَى* لَقَدْ رأى من آيَات ربّه الكبْرى) (النجم:؟٠ .)1١6-‏ وقال4ة [إن الله تبارك وتعالى زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها » وإن ملك أمتي سيبلغ مازوي لي منها 0

أما:بصيرة العقل:فقك كان :رسول: ان و أكمل' الناين" عقاف وقهما حش :ذانث لد فتويان فيك نبوته في حل كثير من مشاكلهم الاجتماعية» وخاصة نزاعهم في وضع الحجر الأسود.أما بعد النبوة فالله تعالى هو الذي هدى عله قال تعالى9ومَا ينطق عن الهَوَى *إن هو إلا وَخْيْ يُوحى» (النجم:”-؛) .

المطلب السابع: تفضيل محمدكة بخصال لم تعط لنبي قبله

إن الله تعالى قسم الأعطيات على أنبيائه كل على حسب فضله وطبيعة قومة وطبيعة رمثالتهبولالك: اعطق "هيدا اخصنالا ما اعطاق للخدياء المتابقنى “سبو قو المفكز له أوفن الشرائع؛ كما قال في الحديث الصحيح[ أعظيت خمساً لم يعطهن أحد من قبلي:.نصرت بالرعب مسيرة شهرء وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراء فأيما رجل من أمتي أدركته الفيدلذة: فيصل وأحلك لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي» وأعطيت الشفاعة» وكان النبي يبعث إلى قومه؛ وبعثت إلى الناس عامة].!"ا وهذا بيان لبعض الخضال الثي خصت لنبينا محمد كك

(') انظر نظم الدرر ج54 ص17؟؟ (') صحيح مسلمء كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ح7885 (') صحيح البخاريء كتاب التيمم » باب قول الله تعالى فتيمموا صعيدا طيبا ح5؟؟

١‏ - النصرة بقذف الرعب في قلب أعدائه: وهذه من أفضل ما أعطي رسول اله من خصال ما أعطاها لنبي من قبله » وذلك أن سلاح الرعب كان لرسول الله 46 سلاحاً فتاكاً يزلزل قلوب أعدائه» إما من قبل أن يخرج إليهم» بمسيرة شهر وإما على أرض المعركة»ء فهذه قريش لما غدرت بعهودها التي أبرمتها مع رسول الله #6 وقتلت من حليفه خزاعة» تحرك الرعب في قلب قريش وسادتهاء فعقدت مجلساً استشاريا , وقررت أن تبعث قائدها أبا سفيان ممثلاً لها ليقوم بتحديد الصلح مع النبي 48 مقابل هذا الغدر» وتحرك أبو سفيان إلى المدينة» ولم ينجح بذلك» حتى عاد إلى مكة خائباًء ولما أخبر قومه بما لاقاه من النبي 86 وأصحابه؛ سقط الرعب في قلوبهم» وبقيّ هذا الرعب مسيطراً على قلوبهم من محمد

#فوجيشه حتى دخل النبي8 والمسلمون مكة فاتحين تملا قلوبهم الطمأنينة والسكينة واتقين بنصرة الله لهمّ» فلم يجدوا من قريش من يشهر في وجوههم سيفاء بل لجؤوا إلى البيت الحرام؛ مؤتمنين فيه» وبعضهم أغلق على نفسه باب داره خوفاً ورعباً من محمد

قو المسلمين» قال تعالى ماناً على رسوله هذا النصر بسلاح الرعب8 إِنَا فَتَحنَا نك قَنْمَا مُبينَا* ليغفر لَكَ الله ما تَقَدَمَ من ذنبك وما تَأَخَرَ وَيْتمَ نعْمَتَهُ عَلَيِكَ ويَهديك صراطا سُنْتَقيمَا* ويَنْصّرك الله تصرًا عَزيزًا* هو الّذي أَنَزل السكيتة في قُلُوبِ المُؤمنين ليَزْدَادُوا إِيمَانَا مع إيمَانهم ولله جُنودْ السَّمَاوَات والأرض وكان الله عَليمًا حكيمًا © (الفتح:١‏ -؛).!" وأما سلاح الرعب في أرض المعركة؛ وخير شاهد عليه يوم بدر حيث خرجت قريش بعيرها ونفيرهاء متبطرة ومرائية ومعاندة لله ورسوله» حتى قال زعيمها أبو جهلء لما أخبر بنجة القاففة» وأقيل عليه بالرجوع: وعم الفكان؛ قال مسما باللاك والعزى” لا ترجع حت زد بدو فنقيم بها ثلاثاًء ننحر الجزورء ونطعم الطعام» ونشرب الخمرء وتعزف علينا القيان» وتسمع العرب بمسيرنا وجمعناء فلا يزالون يهابوننا أبداأ"ا؛ فلما تراءا الجمعان» قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب» وتحول الاستبشار بالنصر إلى رعبء يخلع قلوبهم» ويزلزلهاء حتى أصبحوا طعما لسيوف الموحدين» يتساقطون بين قتيل وأسيرء وفر با قيهم إلى مكة» يجر ذيول الخزي والعار والهزيمة» والله تعالى أخبر رسوله أنه هو الذي نصر الثلة المسلمة» بمدد من عنده وهزم الثلة الكافرة» بسلاح الرعبء قال تعالى- ‏ إِذْ يُوحي ربك إلى المائكة أني مَعَكُمْ

2 5

َتبتُوا الذين آمَنُوا سألقي في قُلُوب الّذِينَ كقَروا الرُغب فَاضربُوا فوْق الأعْتّاق وَاضْربُوا

')انظر الرحيق المختوم ص07٠‏ 5 () انظر تفسير ابن كثير ج7١‏ ص 77١‏

كلا

منْهُمْ كل بَنَانَ) (الأنفال:؟1) أي هو الذي رما السهام في أعناقهم وأجسادهم؛ ورما الرعب في قلوبهم» فالتقت السهام المادية مع الرعب المعنويء فتزلزلت أجسادهم النجسة فهزموا.

يقول القطان في تفسيره "إذا كنتم أيها المؤمنون قد انتصرتم عليهم وقتلتموهم فإنكم لم تفعلوا ذلك لقوتكم» بل إن الله تعالى هو الذي نصركم عليهم بتأييده لكم؛ وإلقاء الرعب في قلوبهم

وما رميت أيها الرسول إذ كنت ترمي التراب والحصا في وجوههم. ولكن الله تعالى هو الذي رمى فأفزعهم".!"ا

هذا مع مشركي العرب من قريش وحلفائهاء أما مع أهل الكتاب» فيوم بني النضير ويوم خيبر» وقينقاع خير شاهدء حيث كان في كل معركة ولقاء بين النبي6ة وجماعة من اليهودء كرن النيوة: عن مكرى غال يرن الامتتار بالاضوه رؤلكن إذامذ القن الجيعان» لقف الل تعالى في قلوبهم الرعبء قال تعالى! هُوَ الذي أخْرَجَ الذين كقَرُوا من أهل الكتّاب من ديّارِهم لأول الحشر ما ظَنَنتُمْ أن يَخْرّجُوا وَظَنُوا أَنَهُمْ مَانعتْهُمْ حْصُونْهُمْ من الله فَأَنَاهُمُ الله من حَيْث لَمْ يَحتَسبُوا وقدذَفَ في قلوبهم الرُعْب يُحْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ يديهم وَأَيْدي المُؤمنين فَاعْتَبِرُوا يَا أولي الأَبْصّار» (الحشر:؟)؛ ["

إن من أسرار هذا السلاح؛ أنه يتحول من قلوب المؤمنين» ويُقذدف في قلوب المشركين» فأغلب المعارك التي خاضها المسلمون مع أعدائهم كان الرعب بداية يملأ قلوب المسلمين؛ من كثرة عدد عدوهم وعدتهم» وتكون المعنويات العالية في صفوف جيش المشركينء مغترين بعدتهم وعددهم» ولكن سرعان ما يُحول الله تعالى هذا الرعب في قلوب الموحدين إلى طمأنينة وسكينة» فيستبشروا بالنصر» وتحول الطمأنينة في قلوب أعدائهم إلى رعب وخوفء فينهزموا قبل بدء المعركة» وخير دليل أن المسلمين أقبلوا على أرض بدر بخوف شديدء لقلة عددهم وعدتهم وعدم اودم للحربء؛ حتى جادلوا الرسول في ذلك» قال كا : (كما أَخْرَجَكَ ربك من بَْتك بالحق وإِنّْ فَرِيقًا من المُؤمنين لَكَارِهُونَ* يُجَادلُونَكَ في الحق بَعْدما َبَيّنَ كأنَمَا يُسَاقُونَ إِلَى المّوت وَهُم يَنَظرون » ( الأنفال: -*) ولكن سرعان ما تحول هذا الرعب والخوف في قلوب المؤمنين او رطناتيية وسكة و استتتان. باللسير بن أن أنزل الله عالق عليه النعائن وول طن السساء الحظن» وقلل: جيسن الأعداء: فى أغينيه :وقدف الررعتت في قلوب الأعداء لما كثر الله تعالى عدد المؤمنين في أعينهم في أرض المعركة فهزموا.

© تفسير القطان ج ٠٠١‏ )انظلن المفضيل:فى ايك العرب قزل الات للتكنون جراد هلي 11 .من

/ا/0

وكذلك يوم الأحزابء الله تعالى وصف لنا حال المؤمنين» لما رأوا الأحزاب بكثرة عدتهم؛ ونزولهم عليهم من كل جانب» وما حل في قلوبهم من خوف وفزع فقال تعالى:9 إِذ جَاءُوكُمْ من فوقكم ومن | أسنقل منكم وإذ زّاغت الأَنْصَارٌ وبلغت القلُوبْ الحتاجر وتظنون بالله الظَنُونَا * هنالك ابتلي المُؤمنون وزلزلوا زِلْرَانًا شديدًا» (الأحزاب:١٠ )١١-‏ ولكن سرعان ما تحول حال المؤمنين من الخوف إلى الاستبشار بالنصر والطمأنينة» فقالوا بللسان المطمئن بنصر الله : هذا هو وعد الله الصادق الذي وعدنا ورسوله؛ قال تعالى ١‏ وَلَمّا رأى المُؤمنون الأَحْرَاب قَالُوا هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصدق الله وَرَسُولْهُ وَمَازَادَهُم إِلَا إِيمَانا وتسليمًا » (الأحزاب:؟7) . وتحولت الطمأنينة في قلوب جيش الكفر إلى خوف ورعب.!'' قال تعالىا ورد الله الَذِينَ قروا بِعَيِظهم لَم يَنَالُوا خَيْرًا وكقى الله المومنين القتال وكان الله قَويًا عَزيزًا* وَأَنَرَلَ الّذينَ ظَاهَرُوَهُمْ من أهل الكتاب من صِيّاصيهمْ وَقَدَفَ في َلُوبِهم الرُعْب قريقا تقتلون وَتأسرون قَرِيقا) (الأحزاب:5؟ -15).

١‏ - جعل الأرض له ولأمته مسجداً وطهورا: إن من مظاهر محبة الله تعالى لنبيه محمد فك أن يسر العبادة على أمته» ومن مظاهر التيسير في عبادة أمته» أن يسر لهاا في صلاتها وظهووهاء: حيث: جعل كل الأرطن لأمئه 'مسجدا وظهون أ» فخلا عن الأمم السابقة الثي كاديت لا قبل صلاتهم إلا في كنائسهم ومحاريبهم؛ قال تعالى ( وما جَعَل عَلَيْكُمْ في الدّين من حرج 4 (الحج:8١).‏ وجعل طهورها الماء والتراب»؛ فإذا ما غاب الماء حل التيمم بالتراب بدلاً عه وهذا منَةَ من الله وفضل لأمته» قال تعالى:(( وإِن كنم مَررْضَى أو عَلَى ستقر أو جَاء أحدٌ منكم من الغائط أو نَامستم النساء قَلَمْ تَجدُوا مَاء فَتَيَسَمُوا صعيدًا طَيَبًا فَامْسَحُوا بوجوهكم وأ يديكم إن الله كان عَفوًا عَفورا) ( النساء:”؛) يقول ابن حجر في معنى طهوراً " إن الطهور الطاهر المطهر لغيره؛ وليس الطاهر فقطء فلو كان المراد به الطاهر فقط لم يتبت به الخصوصية ١!‏

ورد في الحديث أن رسول الله قام يصلي يوم تبوك» فاجتمع وراءه رجال من أصحابه بكريو :]1 حبك الكتروهة" البيع» فال اليد رلك | عطيت” اللبلة تكسا نما تيوق آحة

()انظر أيسر التفاسير اج ص 5:5 ١‏

(') فتح الباري ج١‏ ص/ 4

7/1

قبلي» 1 غلك ل الأرسن سرجه وظحورأء يننا ركشي النغيلاة ديه وصليتء وكان من قبلي يعظمون ذلكء إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم] ١7‏

* - وأحل الله له الغنائم: إن الله تعالى قد أحل الغنائم للنبي محمد ##: وخصئه بهاء وكانت الأمم الكتابية السابقة تجمع الغنائم» فتنزل نار من السماء فتحرقهاء فالله تعالى رحم نبينا وأمته» فأحل لهم هذه الغنائم» يستمتعون بها لضعفهم وعجزهم وفقرهمء قال تعالى9وَاعْلمُوا نما غَنمتَمْ من شيء فأَنَ لله خمْسَة وللرّسُول ولذي القَرَبَى وَاليتَامَى وَالمساكين وان السّبيل.....© (لأنفال:1؛). عن أبي هريرة ه قال:قال رسول الله 1:46[ غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا ينبغي لرجل ملك بُضع امرأة» وهو يريد أن يبني بهاء ولما يبن بهاء ولا أحد بنا بيوتاً ولم يرفع سقوفهاء ولا آخر اشترى غنماً أو خلفات وهو ينتظر ولادها. فغزاء فدنى من القرية صلاة العصر أو قريب من ذلكء فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمورء اللهم احبسها عليناء فحبست حتى فتح الله عليهم» فجمع الغنائم» فجاءت يعني النار - لتأكلها فلم تطعمهاء فقال: إن فيكم غلولاًء فليبايعني من كل قبيلة رجل؛ فلزقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول: فجاءوا برأس بقرة من الذهب؛ فوضعوهاء فجاءت النار فأكلتها» ثم أحل الله لنا الغنائم» لما رأى ضعفنا وعجزناء فأحلها لنا] !"ا

: - جعل شرعه في معجزته: إن المتقحص في معجزات الأنبياء السابقين جمعيهم» يجد أن هناك انفكاك وفصل ما بين معجزة هذا النبي» وبين شرعه الذي جاء به فالمعجزة كانت لهم لإتبات صدق الرسالة» وليست للتشريعء فما وجدنا علاقة بين عصا موسى -عليه السلام - وبين التوراة التي أنزلت عليه. وما وجدنا علاقة بين معجزة داود -عليه السلام - بتكليمه الدواب كلهاء والزبور. وما وجدنا علاقة بين إحياء الموتى؛ وإبراء الأكمه والأبرصء. في معجزة عيسى - عليه السلام - و الإنجيل الذي أنزل عليه. أما رسولنا محمدقة فإننا نرى أن أعظم معجزة له هو القرآن» وأن شرع رسالته كلها في هذا القرآن» قال تعالى9إنَا أَنَْلنا إِلَيْكَ الكتاب بالحق لتَحْكمَ بَيْنَ النّاس بما أرَاك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا) (النساء:ه١٠)‏ وقال تعالى:( وَأَنَرْلَنَا إِلَيْكَ الذّكر لتَبَيّنَ للناس ما نزْل إِلَيْهمْ وَلَعََهُمْ يَتفكَرُون) (النحل:؛؛) وقال تعالى :9 وما أَنَْلنَا عَلَيْكَ الكتاب إنَا لتَبَيْنَ لَهُمْ الذي اختلفوا فيه وَهُدَى وَرَحْمَة لقم

يُؤُمنون» (النحل:14) . ولذلك ما وجدنا من تشريع لحلال أو حرامء أو أمر أو نهي إلا قد انبثق

(') مسند الإمام أحمد » مسند المكثرين من الصحابة» مسند عبد الله بن عمرو بن العاص ح78١7‏ » صححه شعيب الأرناؤط () صحيح البخاري؛ كتاب فرض الخمس ٠‏ باب قول النبي أحلت لي الغنائم» ح5؟١؟‏

2724

من هذا القرآنء الذي هو المعجزة الخالدة لنبيناقة أو من السنة التي أستمد أصلها من القرآن: هيك ل كفقالك نين القز ان نو الشقة #البيتة مسفسو :لقو 1 1

د - جعل الله تعالى دين محمدية فوق الأديان كلهاء وأمته فوق الأمم كلها: لقد تكفل الله تعالى لنبيهمحمد كفك من أول بعثتة بالظهؤر يفجعل ديثه الذي ارخضى له فوق: الأتينان كلها قال تعالى:( هو الذي أَرْسَل رَسُولَه بالهدى ودين الحق ليُظْهِرَهُ على الدين كلّهِ ولو كرة المُشركون » (الصف: ؟والتوبة؛:”) ,

والمعنى: أنه تعالى قد أرسل محمداًفة بدين الإسلام؛ دين الحق الثابت؛ المتمثل بالقرآن» الذي هو هدئ للمتقين» لأجل أن يظهره على الدين كله رغم كراهية الكافرين» والمشركين لهذا الظهون. ولقد اختلف العلماء في هاء الضمين: في قوله" ليظهن' على من تعود؟» هل غلئ النبي6ة ؟ بمعنى أن يُظهر محمداً©ة على جميع أهل الأديان كلهاء أو تعود على الإسلام الذي هو دين الحقء ليُظهره على الأديان كلهاء والتي نسخت به. لكن أغلب أهل العلم جعلوها عائدة على الإسلام» وذلك عند نزول عيسى -عليه السلام - حيث حينها لا يبق دين سوى دين الإسلام !"ا

وجعل أمته فوق الأمم كلهاء قال تعالى( وجاعل الَذِينَ انَبَعْوكَ فق الَذينَ كقَرُوا إلى يوم وهذا القول لعيسى -عليه السلام - ولكن لمّا بعث الله محمدأقك كان من آمن به يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله؛ على الوجه الحقء فكان أتباع محمد#ة هم أتباع لكل نبي على وجه الأرضء إذ قد صدقوا الرسول الذي دعاهم للتصديق بجميع الأنبياء والرسل» فكانوا أولى بكل نبي من أمته الذين يزعمون أنهم على ملته وطريقته وهم كاذبون» ولما كانوا هم المؤمنين بالمسيح الإيمان الحقء كما آمنوا بنبيهم محمدقة ؛ فهم الذين ظهروا على مشارق الأركن وشغارجهاودانك الهم الأرطى + ؤلنا كانو] هم التومتين بالسسيع حشنا بسصلبوا فسن النصارى بلاد الشام» وأجلوهم إلى بلاد الروم. ولا يزال الإسلام وأهله فوقهم إلى يوم القيامة» حيث أخبر الرسول#ه بأن أمته سيفتحون القسطنطينية» ويغنمون ما فيها من الأموال» ويقتلون الروم مقتلة عظيمة جدأء لم ير الناس مثلهاء ولا بعدها. وكذلك فعل باليهود الذين

() انظر التفسير والمفسرون للذهبي ج١‏ ص” (5) انظر تفسير روح المعاني ج9١‏ ص

كذبوا بعيسىء وقالوا فيه وفي أمه قولاً فاحشأ عظيماء حيث أظهر عليهم المسلمين الذ 4 1 3 6 6 1 . 1 1 1 9 صندقو أو آمنوا بتنواقه» .حمى ' أجلوؤ هع من 'كباز هم و نموا أموالهم بلي ا

(') أنظر تفسير ابن كثير ج١‏ ص5؟١‏

4

المبحث الثالث تفضيز يه قبل بعنتا

وفيه ثلاثة مطالب: - المطب الأول: فضل محمديّ بذكره في الكتب السماوية السابقة

المطلب الثاني: فضل محمديّة بذكره على ألسنة الأنبياء والمرسلين

المطلب الثالث: فضل محمديّغ بشهادة أهل الكتاب له

م

المبحث الثالث تفضيل محمد #6 بذكره قبل بعثته

إن من مظاهر محبة الله تعالى لنبيه وتفضيله على سائر الأنبياء أن أعلن عنه قبل بعتته» وما كان ذلك إلا لنبينا محمد # دون الأنبياء جميعهم.

ولبيان ذلك الفضل قسم الباحث هذا المبحث إلى ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: فضل محمد 6 بذكره في الكتب السماوية السابقة

لقد ذكر محمد في الكتب السماوية السابقة كلهاء وما ذلك إلا لعلو قدره ومقامه عند لله تعالى» وبين الأنبياء والمرسلينء قال تعالى (الَذِينَ يَتبعُون الرّسُولَ التَبي الأمَيّ الذي يَجِدُونَهُ مكتوبًا عنْدَهُمْ في التوؤراة والإنجيل )(الأعراف:7١1)‏ لقد كانت اليهود تعلم أن محمداك نبيّ مرسل - وأن الله تعالى أوجب عليهم الإيمان به واتباعه» وأوجب عليهم ترك دينهم» واتباع دينه» وأوجب عليهم أن يأمروا المشركين عبدة الأصنام الذين لا كتاب لهم أن يتبعوه؛ وبهذه المعرفة وهذا العلم بحقيقة محمدقة عندهم وفي كتبهم كانوا إذا ما قاتلوا العرب»: وهزموا أمامهم؛ يقول بعضهم لبعض: تعالوا نستفتح على العرب بمحمد الذي وعدنا أنه يخرج لنا نبي من العربء فيقولون: اللهم بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أنك تخرجهء إلا نصرتنا عليهم. فيجابون أحياناً الدعاء. ولكن لما بُعثْ النبي 6 في العرب ومن العربء كفروا به حسداً من عند أنفسهم والله تعالى لعنهم بهذا التكذيب؛ والإنكارء قال تعالى: ( وكانُوا من قَبْلُ يَستفتكون على الذين كقروا قَلَمَا جَاءَهُم مَا عَرَقُوا كفروا به فَلَعْنَهَ الله عَلَى الكافرين 6 (البقرة:15).!"! وفي رواية عن عبد الله بن سلام أحد أحبار اليهود الذين أسلموا » أنه لما رأى أوصافه في التو تسق" لتسالامه يكوا :[ :إن التحد ضدفة سوك ف" :نا أرنكاك تماهدا وميحقوا

(') انظر كتاب الشريعة للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجرّي ص 70١‏

*ترجمة الإمام الأجري:هو أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الأجري البغدادي المكيءولد سنة57/4ه ونشأ ببغداد بمحلة تسمى" درب الأجر"» ثم انتقل حاجاً إلى مكة؛ فأقام فيها حتى توفاه الله سنة٠5”‏ ه - أخذ العلم عن أبي مسلم الكحيء وأبي شعيب الحرانيء. وخلف العكبريء. وأحمد الحلواني وجعفر بن محمد القرياتي» وغيرهمء وتتلمذ على يديه خلق كثير منهم: الحافظ أبو نعيم الأصفهانيءوأبو القاسم عبد الله السكري.وعبد الله العكبري

/

ونذيرأء وحرزاً للأمين» أنت عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ؛ ولا نحاب في الأسواق؛ ولا يجزى بالسيئة إلا مثلهاء ولكن يعفوا ويتجاوز» لن أقبضه حتى يقيم الألسنة المتعوجة؛ بأن يشهدوا أن لا إله إلا اللهء يفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماء وقلوباً غلفاً]!") أما ما وجد في كتب النصارى من صفات رسول الله 6 والإخبار به» قال تعالى في حقهم:

(١‏ ذلك بأنّ منْهُم قسيسين وَرّهبَانَا وَأَنَهُمْ لا يَستَكبِرُونَ *وإذَا سمغوا ما أنزل إِلَى الرسُول ترى أَعَيْتَهُمْ تفيض من الدَمْعِ مما عرَهُوا من الحق يَقُولُون ربا آمنَا فَاكتبنا مَعَ الشاهدين» (المائدة: ١م‏ -85) ,

والمعنى: لقد فرق الله تعالى في هاتين الآيتين بين اليهود والمشركين من ناحية:؛ وبين النصارى من ناحية أخرىء وذلك من الجانب الإيماني وتقبلهم للنبي8ة حيث أن اليهود هم أصحاب قلوب قاسية؛ والمشركين أصحاب عقائد متوارثة عن أبائهم وأجدادهم. صعب عليهم تركهاء آما التصازئ فعندهم الفساوسة والرهبان 'الذين يلين كثير متهم للحق لمآ ينسمعوه: فالآيات نزلت في حق النجاشي وأصحابه من القساوسة والرهبان» الذين لما سمعوا ما أنزل على النبي 46 بكت عيونهم وصدقت قلوبهم؛ فسرعان ما أمنوا وطلبوا من الله أن يكونوا من الشاهدين بالحق عليه:!"ا

وقصة النجاشي مع المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى الحبشة؛ فارين بدينهم؛ والحوار الذي دار بين جعفر بن أبي طالب والنجاشي وقساوسته من جانب آخرء خير دليل على أن وصف الرسول68ه موجود في الإنجيل» وذلك أن رسول اللهقة بعث جعفر بن أبي طالبء وعبد الله بن مسعودء وعثمان بن مظعون رضي الله عنهم؛ في رهط من أصحابه إلى النجاشي ملك الحبشة: فلما بلغ ذلك المشركين بعثوا عمرو بن العاص برهط منهم سبقوا أصحاب النبي8ة إلى النجاشيء فقالوا له: إنه قد خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامهاء زعم أنه نبي وأنه بعث إليك رهطا ليفسدوا عليك قومكء فأحببنا أن نأتيك ونخبرك خبرهمء فقال: إن جاءوني نظرت فيما يقولون» فقدم أصحاب النبي#ه فأتوا إلى باب النجاشي» فقال استأذن لأولياء الله فقال: إئذن لهم مرحبا بأولياء اللهء فلما دخلوا عليه سلمواء فقال لهم: ما منعكم أن تحيوني بتحيتي؟ فقالوا : حييناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة» فقال لهم: ماذا يقول صاحبكم في عيسى وأمه؟ قالوا: يقول هو عبد الله وكلمة الله وروح منه ألقاها إلى مريم؛ ويقول في مريم: إنها العذراء الطيبة البتول» فأخذ عوداً من الأرض فقال: ما زاد

(') سنن الدارميء المقدمة» باب صفة النبي في الكتب قبل مبعثه ح5 (') انظر تفسير زاد المسير لابن الجوزي ج7١‏ ص07*

4

عيسى وأمه على ما قال صاحبكم شيئاً فوق هذا العودء فكره المشركون قوله وتغيرت له وجوههمء. فقال هل تعرفون شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا: نعم؛ قال: اقرءواء فقرأوا ووجوه القنسوق: والرتهبان كلما تقزعو] تحدرة<ذموطية :مما فرفوا:من: الحق: فقال الله تعال “فتيهم (١‏ ذلك بن منهُم قسيسين وَرٌهبَانَا وَأَنهُمْ لا يَستكُبِرُونَ* وإِذَا سمو ما أنزل إِنَى الرَسُول ترى أَعَيْتَهُمْ تفيض من الدَمْع مما عَرَفُوا من الحق يَقُولُونَ رَبَنَا آمنا فاكتبنَا مَعَ الشاهدين» (المائدة: 85 -؟85) 00 فاليهود ظاهروا المشركين عبدة الأوثان على المؤمنين حسداً للنبيقة بدلاً من يظاهروا المسلمين لأنهم مثلهم أهل كتاب على عبدة الحجارة والأوثان.

وفي لفظ النصارى في الآية قولان: أحدهما أنه أراد النجاشي وأصحابه لما أسلمواء أو قوماً من النصارى كانوا متمسكين بشريعة عيسى - عليه السلام - التي تبشر برسول اشهقك فلما جاء الرسول سرعان ما أسلموا به» وبهذا يكون اللفظ خاصاً بطائفة معينة من النصارى وليس بعمومهم؛ وقال البعض الآخر: هو عام يراد به النصارى في كل زمان» حيث إنهم أقل عداوة للمسلمين من اليهود والمشركين» ولذلك نجدهم يقبلون على الإسلام أكثر منهم. /

وقد يظن البعض أن الآيات تمدح التصداة ى فقسا كلقا ).هذا غير صحيح ففساد عقيدتهم في عستن ا لودو اخ فنا من فساد عقيدة اليهودء ولكن المدح على الليونة في قبول الحق» فهم ألين وأقرب لقبول الحق من اليهود.

المطلب الثاني: فضل محمد #بذكره على ألسنة الأنبياء والمرسلين

لقد دكن :تنينا محمد 6 على ألسنة الأدبياء.والمرسلين جميهمء حيث عهد الله تال إلى جميع الأنبياء وأخذ عليهم الميثاق أن يصدقوا محمداً في نبوته ورسالته. وأن يوصوا أقوامهم أن يصدقوه ويؤمنوا به. إذا ما بُعث فيهم؛ قال تعالى( وَإِذْ أَخَدَ الله مياق النَبِيينَ لما َتَينكُمْ من كتاب وحكمّة ثم جَاءَكُمْ رسُول مُصدّق لما مَعَكُمْ لَتُوَمنْنَ به ولَتَنْصرنَة قَالَ أأفرركم َأَحَدْئَمْ عَلَى ذَلكُمْ إصري قَالُوا أَفْرَرْنَا قَالَ فَاشَهَدوا وأَنَا مَعَكُمْ من الشاهدين © (آل عمران:١8)‏

00 انظر تفسير زاد المسير ج323 ص؛72 و١٠‏ ()انظر الجامع لأحكام القرآن ج" ص*7”

وبهذا يكون قد جرى ذكره على ألسنة جميع الأنبياء والمرسلين» ولذلك قال6ه حينما قالوا له: يا رسول الله أخبرنا عن نفسكء قال [ أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى]!"

فقد ذكره إبراهيم -عليه السلام - حيث دعى الله أن يبعث في ذريته النبي الخاتم» الذي يقيم في هذه الأمة شريعة التوحيد. قال تعالى:9 رَبَنَا وَابْعَثْ فيهم رَسُونَا منْهُمْ يَتلو عَلَيْهمْ آيَتكَ وَيْعَلّمُهُمْ الكتاب والحكمة وَيْرَكَيهِم إِنَكَ أَنَتَ العزيزٌ الحكيم) (البقرة:5؟1).

والمعنى: هذا نداء من إبراهيم -عليه السلام تقدمه عدد من النداءات والأدعية وغرضه أن يجعل الرسالة في ذريته لتشريعهم وحرصاً على إتمام هديهم.!"ا

يقول ابن عاشور: " إنما قال فيهم ولم يقل لهم لتكون الدعوة بمجيء رسول برسالة عامة: فلا يكون ذلك الرسول رسولاً إليهم فقطء ولذلك حينها نعلق(رسولاً) ليعم» فالنداء في قوله( ربنا وابعك) اماظن نين حمل الدع اك النتغاطفة» ومقلين هذه النداعر عير حت قإخة الرسول الذي هو من ذرية إبراهيم وإسماعيل كليهماء وأما غيرهم من الرسل غير العرب ليسوا من ذرية إسماعيل» وشعيب من ذرية إبراهيم وليس من ذرية إسماعيل؛» وهود وصالح هم من العرب العادية» وليس من ذرية إبراهيم ولا من ذرية إسماعيل".!"ا

ثم ذكر عيسى - عليه السلام - مبشراً به بما وجد وصفه في التوراة التي أنزلت على موسى - عليه السلام - فصدق هذه التوراة فتكلم مبشراً بما فيهاء قال تعالى:« وَإِذْ َال عيسى ابْنْ ميم يَا بني إسنرائيل إِنّي رمئول الله إِلَيكم صقا لما بَيْنَ يَدَيّ من التؤراة ومبَشرًا برَسُول يَأتي من بَعْدي اسئمّة أَحْمَدْ )(الصف:١).‏

والمعنى: إنما أخبر عيسى -عليه السلام - بمجيء رسول من بعدهء لأن بني إسرائيل لم يزالوا ينتظرون مجه رسول تان بعد اللناتخاضهم من بوائن النكسلطين يهم هذا الانتظار هو ديدنهم؛ فهم موعودون لهذا المُخلص لهمء على لسان أنبيائهم من عهد موسى - عليه السلام - إلى عهد عيسى - عليه السلام - فكان وعد عيسى كوعد من سبقه من أنبيائهم, وهذا الوعد هو تنبيه من عيسى حعليه السلام - أنه ليس هو المخلص لهم الذي ينتظرونه» إنما المخلص والمنتظر هو محمدهة الذي سيجيء من بعدهء والذي لما أراد الله تعالى للبشر أن يستعدوا لقبوله وقبول رسالته» ذكره في التوراة والإنجيل:!*ا

() كتاب المستدرك على الصحيحينء باب تفسير سورة الأحزاب» ج١‏ ص 54١8‏ صحيح الإسناد ولم 51

()انظر أيسر التفاسير ج١‏ ص ١١5‏

() التحرير والتنوير لابن عاشور ج١‏ ص ”7

() انظر التحرير والتنوير ج4١‏ ص؟7١‏

كم/

المطلب الثالث: فضل محمد #6بشهادة أهل الكتاب له

لقد أنكر الله تعالى على العرب المنكرين لرسالة محمد # بوجود آية عظيمة تدل على صدق نبوته» وثبوت رسالته» وهي معرفة علماء بني إسرائيل وشهادتهم له بأنه نبي الله قبل محمد قال تعالى 9 أُوَلّمْ يكن لَهُمْ آيَةَ أن يَعَلَمَهُ عْلَمَاءْ بني إسنرائيل)/الشعراء:157) ثم بين في موضع آخر من القرآن أن الذين أوتوا الكتاب» يعني التوراة والإنجيل» يعرفون نبوة

2 1

محمدقك وصدقه كمعرفتهم لأولادهم؛ قال تعالى: «الَذِينَ آَنيْنَاهُمْ الكتاب يَعْرفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبنَاءَهُمْ وَإِنَ فريقا منهم لَيَكتَمُونَ الحق وَهُمَ يَعْلَمُونَ © (البقرة:145). وخير شاهد على ذلك شهادة عبد الله بن سلام وغيره من علماء اليهود وأحبارهم؛ حيث إن عبد الله بن سلام بلغه مقدم رسول الله 6 للمدينة» فأتاه فقال: [إني أسألك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي» قال:ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ فقال رسول الله #6 أخبرني بهن آنفاً جبريل -عليه السلام - قال عبد الله بن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة» فقال رسول الله أما أول شرط من أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغربء وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوتء, وأما الشبه في الولد فان الرجل إذا عشر المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه لهء وإذا سبق ماؤها كان الشبه لهاء قال عبد الاين ,مبلام أشهد أنك رسول انلد]/

وأما شهادة علماء النصارى فكثيرة منها شهادة النجاشي لما تلاقا مع وفد المماجرين إلى دياره على رأسهم جعفر بن أبي طالبء وقال له: حدثني عن قول نبيكم في عيسى وأمه. فلما حدثه قال: والله ما زاد عيسى وأمه عما قال صاحبكم عن هذا العود. فنزل في حقه وحق أصحابه قوله تعالى(آلك بأنّ منَهُمْ قسّيسين وَرُهَبَانَا وَأَنَهُمْ لا يستكرُون * وَإِذَا سمغوا ما أنزل إلى الرّسُول ترَى أعيَْهُم تفيض من الذئع ممًا عرفوا من الحق يَقَولُونَ ربّنَا آمنَا فَاكتْبنَا مَعَ الشاهدين)

()صحيح البخاريء كتاب أحاديث الأنبياء» باب خلق آدم وذريته ح 5779

/ام/

الفصل الثالث فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفيه مبحثان: -

المبحث الأول: فضل أمة محمديّة على جميع الأمم

المبحث الثاني: تفضيل الصحابة على جميع أمة محمديّة

8/1

المبحث الأول

فضل أمة محمديّة على جميع الأمم ويتلخص فيما يلي: - أولاً: فضل أمة محمديّ بخير نبي محمديك ثانياً: فضل أمة محمد يك بخير كتاب (القرآن) ثالثاً: فضل أمة محمد ك4 بخير الشهور شهر رمضان رابعاً: فضل أمة محمد ك4 بخير الأيام يوم الجمعة ويوم عرفة خامساً: فضل أمة محمديّ بالوسطية والشهادة على الأمم كلها سادساً: فضل أمة محمد يك بأن سماها الله تعالى بالأمة المجتباه سابعاً: فضل أمة محمد و بتورثها عقائد الأنبياء السابقين والإيمان بهم ثامناً: فضل أمة محمد ي بأنها الأمة المحفوظة المرحومة تاسعاً: فضل أمة محمد ب بالتيسير وعدم الحرج عاشرا: فضل أمة محمد ك4 بالعفو عنها في حديث النفس والوسوسة الحادي عشر: فضل أمة محمد يه على الأمم بعفو الله عن خطأها ونسيانها وما استكرهت عليه الثاني عشر: فضل أمة محمد يه بصلاة العشاء الثالث عشر: فضل أمة محمدي بالستر على أعمالهم في القبول والرد الرابع عشر: فضل أمة محمد يه بالسلام والتأمين الخامس عشر: فضل أمة محمد يه بالسحور للصوم السادس عشر: فضل أمة محمد يه بتعدد أنواع الشهادة فيها السابع عشر: فضل أمة محمد يله بأن جعل فيها المجددين للدين الثامن عشر: فضل أمة محمد ب بالغر والتحجيل التاسع عشر؛ فضل أمة محمد 4 بالنصر والتمكين إلى يوم الدين العشرون: فضل أمة محمد يه بأنهم الأكثر عدداً في الجنة والأولون في دخولها الحادي والعشرون: فضل أمة محمد يل بعظم شفاعة بعضها لبعض الثاني والعشرون: فضل أمة محمد يه بدخول الكثير منها الجنة بدون حساب

14

الفصل الثالث فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم

إن الله تعالى فضل أمة محمد#ة فجعل لها خصائص تجعل ريح الإيمان تهب عليها ذائماًمخضائض:في. العقيدة عوقي الغبادة» و الأغصال والأخلاق: و اليقين»:و التوكل: والإيثار» والاعتزاز بالدين. فشجرة هذه الأمة لا تزال تثمرء وخليتها لا تزال تعسلء ولم تستطيع أمة أن تقوم مقامهاء ولا أن تؤدي دورهاء فشرارة الحياة والطموح كامنة أبدا في رمادهاء ولا يزال فيها رجال تتجافى جنوبهم عن المضاجعء يدعون ربهم خوفا وطمعاء وتسيل دموعهم على خدودهم في ساعات السحرء خوفاً من الله تعالى» وحباً للقائه» فهذه الأمة أحبها الله تعالى فحباها بهذه الخصائصء ومرً عليها بهذه الصفات التي لن تموت فيها أبداً. بهذه قال عنها ربها جل وعلا(كنتم خير أمّة أخرجت للناس تَأْمُرُونَ بِالمَغْرُوف وتنهون عن المتكن وكو متو الله #ان عجر فيجيا :غلى كل كرد دن هذه الم أن قف سويت ويفكر أين هو من صفات هذه الأمة» وماذا طبق منهاء ولأي منها انتمى» حتى تبعثشه من هزله إلى الجدء ومن غفلته إلى اليقظة» ليقول للعالم بأسره مفتخرا: أنا ابن هذه الأمةء بكل فخر واعتزاز !"ا ولبيان هذا الفضل في أمة محمد#ة قسّم الباحث هذا الفصل إلى مبحثين» وهي على النحو التالي: -

المبحث الأول

إن الله تعالى فضل هذه الأمة على البشرية كلهاء فجعلها خير أمة أخرجت للناس قال تعالى «(كنتم خَيرَ أَمّة أخرجت للثاس تَأْمْرُونَ بالمَغْرُوف وتنهون عن المُنكر وتؤمنون بالله » ( آل عمران:١١١).‏ فهي بهذا خير الأمم جميعا إلى قيام الساعة» وقد وضع الله تعالى بعمض الشروط لهذا الفضلء وهي الإيمان بالله تعالى إيماناً حقاً ليس فيه أي شائبة» إيمان بأسمائه وصفاته؛ وكماله جل وعلاء وتنزيهه عن أي نقصء ثم الجمع لخصال الخير كلهاء وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء لتكون أمة خير رجالها مفاتيح للخيرء مغاليق للشرء

(9) انظر كتاب مبشرات النصر والتمكين د سيد حسين العفاني ص 537"

كما قال النبي [ إن من الناس ناس هم مفاتيح للخيرء مغاليق للشرء وإن من الناس ناس هم مفاتيح للشرء مغاليق للخير ع 0

فهذه الأمة هي أمة مفاتيح الخير بين الأمم؛ قال النبي 4 مادحاً أمته ومبيناً خيريتها :[ أنتم تتمون سبعين أمة» أنتم خيرها وأكرمها على الله] '". إن هذه الأمة خير أمة تقوم على صيانة الحياة من الشر والفسادء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء إنما هي أمة عرفت مقامها فما بالغت فيه؛ كما بالغت اليهود والنصارى 7 وَقَالَتَ اليَهُودُ وَالمَصارَى تخن أَبْتَاءٌ الله وَأَحبّاوُهُ © (المئدة:10). وعرفت دورها في الحياة» فنهضت بتكاليف الأمة الخيرة» مع ما وراء ذلك النهوض من متاعب ومشاقء فقامت تدعوا إلى الخير وتنهى عن المنكرء تنشر الخير وتقضي على الفسادء ولقد لخصت هذه الفضائل لهذه الأمة في ما يلي: -

أولاً: فضل أمة محمد بخير نبي محمد 46: -

لقد كرّم الله تعالى أمة محمد 46 بأن جعل لها من نفسها رسولاً إليها هو سيد المرسلين» وخاتم النبيين» ورحمة لكل العالمين» فشرف الأمة وفضلها بشرف وفضل من بُعث فيهاء قال تعالى اهو الذي بَعَثَ في الأمَبّينَ رَسُولا منْهُم يَتَلُو عَلَيْهِمْ آيّاته وَيُزكيهم وَيُعلَمْهُمْ الكقاب والحكمّة وَإن كَانوا من قبل لفي ضلال مُبين» (الجمعة:؟) . وقال تعالى لإلَقَدْ جَاءكم رسول من أنفسكم عزيز عَلَيْه ما عنم حريص عَلَيْكم بالمُؤمنين رَءُوف رَحيم © (التوبة:8١1).‏ فشرف قصال شحة ف أنه رحنة العامة حي أن زمدالته احكث منورينة الباق لفولة تقال

« وما أَرْسلناك إِنَا كافَةَ للنّاس بَشيرًا وتذيرًا ولكن أَكثَّرَ النَّاس لا يَعْلَمُونَ) (سبائه؛). وأخذت عمومية الزمان قال تعالى! ا ولكن رسئول الله وَخَاتَمَ النَبيينَ وكان الله بكل شيْء عليمًا»

( الأحزاب:0؛) فهي رسالة لكل زمان ومكانء ورسالته جاءت تعالج داء البشرية كلها وآفاتها في كلل ركان تفلا تجن قضيه في :الله افو 'نعزاة:البرية لاقني رمبدالة مشند هيا يعالجها خير علاج. قال تعالى( ونْتَرّل من القرآن ما هو شقاءٌ وَرَحْمَةٌ للمؤمنين » (الإسراء:؟8) فهو المعالج للداءات وهو الرحمة المانع لدخولها في المجتمعات؛ لو اتبعت البقرية هذه الوسالة:

(') سنن ابن ماجة » المقدمة » باب من كان مفتاحا للخير ح727 » حسنه الألباني (') سنن الترمذيء كتاب تفسير القرآن» باب ومن سورة آل عمران» ح١0٠٠‏ » حسنه الألباني (') انظر كتاب معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي ص 7٠١‏ -77

11١

ثانياً: فضل أمة محمد #6بخير كتاب (القرآن): -

لقد فضل الله تعالى القرآن على الكتب السماوية السابقة بأن جعله الله تعالى المعجزة الباقية الخالدة لمحمدقك وأمته. وجعله الرسالة الخاتمة لرسالات الأنبياء جميعهم» وجعل إعجازه بتحدي البشرية في كل زمان ومكان وإلى قيام الساعة. وأيضاً بتمزيق حجب الغيب الثلاثة حجاب الزمن الماضيء وحجاب الحاضرء وحجاب المستقبل» بل أنه دخل إلى أعماق النفس البشرية» ليظهر ما يخفيه الإنسان ولا يبوح به» وكذلك من فضله على الكتب جميعها أنه أنبأ عن أشياء لم يكن العقل البشري يعتقد أنها ستحدث؛ أو يمكن أن تحدث؛ وتحدث عن نتائج حروب لم تكن قد حدثت بعدء كحرب الروم والفرسء قال تعالى! الم* غلبت الرُومْ* في أذتى الأرض وَهُمْ من بَغد عَلَبهمْ سيغلبُون* في بضنع سنين لله الأمرُ من قبل ومن بَغذ وَيوْمذ يَفْرَحٌ المُؤمنُون6 (لروم:٠‏ -؛) . وقوله تعالى9 سَيْهْرَمْ الجمْغ وَيُوَلُونَ الدَبْرَ © (لشر:ه؛) . ونبأ عن مصير شعوب قد اندثرت كعاد وثمودءونبأً عن حقيقه في الوليد بن المغيرة هو لا يعلمها في نفسه؛ حيث قال تعالى( عَثُلَ بَعدَ ذَّلكَ زنيم6 (القلم:1) .أي أنه لقيط كما قال بعسض العلماء» وذلك لما كذب القرآن بعد أن شهد ا وآمن أنه من عند الله.ء فالله تعالى أراد أن يظهر له في القرآن حقيقة في نفسه هو لم يعرفهاء وذلك لبيان صدق القرآن الذي كذبه,

وتحدث عن علم الأجنة التي ما تحدث عنها أي كتابء قال تعالى! ولَقَدْ خلقنا الإنسَانَ من سلانَة من طين * ثُمَّ جَعلنَاهُ نطقَةَ في قَرَار مكين* كُمّ حَلَقنَا النطقة عَلَقَةَ فَخلَقنَا العلقة مُْضعَة فَحَلَقنَا المْضفَة عظَامًا فََسَْنَا العظام لحا كُمَ أنشأناه خَلَقَا آخرَ فتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَن الخالقين» (المؤمنون: ١١‏ -14) . ورمز إلى ما في باطن الأرض ليبين للبشرية أن باطن الأرض مليء بالثروات قال تعالى 9 لَهُ ما في السموات وما في الأَرْض وما بَيْنَهُمَا وَمَا تخت القّرَى» (طه:), وتحدث عن عالم السماء وما فيه من شموس وأقمار وكواكب» وتكلم عن باطن البحار وما فيها من ثروات قال تعالى( يَخْرّجٌ منْهُمَا اللَولْوَ وَالمَرْجَانٌ © (الرحمن:؟. هذا قليل من كثير مما حوى هذا القرآن من أعاجيب ومعجزات خلت منها الكتب السماوية السابقة؛!")

ثم إن هذا القرآن كرم بعدم مساسه إلا بطهارة» لقوله تعالىلا لا يَمَسِنّهُ إلا المُطَهُرون» (الواقعة:75). ثم إن هذا القرآن حفظ من التحريف والتبديل في شرائعه وأحكامه؛ قال تعالى

() انظر معجزة القرآن للشعراوي ص”

14

( إِنَا تذن تَدَلنَا الذّكرَ وإِنّا لَهُ لَحَافظونَ #(لحجر:؛). فما حفظ كتاب سماوي من التحريف والتبديل إلا القرآن. ثم إن هذا القرآن جعله الله تعالى كتاب تعبد لأمة محمدقة فما من أمة من الأمم تعبدت بكتابهاء إلا هذه الأمة.

بهذه الفضائل للقرآن كرمت أمة القرآن» أمة محمدقك على الأمم جميعهاء فهي تقرأه في صلاتهاء وتتحصد الحسنات بقراءتها لقرآنهاء قال النبي ي [من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة:؛ والحسنة بعشر أمثالهاء لا أقول الم حرفء ولكن ألف حرف .ولام حرف »وميم

حرقك]!.

ثالثاً: تفضيل أمة محمد ##بخير الشهور شهر رمضان: -

إن الله تعالى شرع للبشرية الصوم لعلمه تعالى أنه من أكبر عوامل ضبط الشهوة والهوى في تاوس النابو» في الزمو الست اصايط تسريه عن شوو انار هركت فسان تمان كلتق الإنسان وخلق معه نفسه وجعل لكل نفس هواهاء فلو أطلق كل إنسان لأهوائه العنان في كل محال ءلفسيت الأرسن: والأضبيكف: السراة لااتطاف م ولذلف سيل اللداتعالى "صبوس زامضان ركنا هاما من أركان دين الإسلام» ولأجل ذلك كانت فرض الصوم في جميع الأمم السابقة» صاحبة الرسالات السماوية» قال تعالى ليا أَيُّهَا الّذِينَ آَمَنُوا كتب عَلَيْكُمْ الصِيَام كما كتب عَلَى اذين من قَبْلكُم لَعَلَكَمْ تَتَقَُون) (لبقرة:18) . فالآية بينت أن الصوم فريضة في كل دين أنزله الله تعالى؛ والله تعالى فرض الصوم في قرآننا بصيغة نهائية» نسخ فيها ما كان من صيغ في الأمياق: السايقة حت كان التدريتة في :الضوم :بالزيانة»«والتكويل. من فصل إلى فصبل. [حي» فلذلك قد تمايزت أمة محمد بهذه الصيغة النهائية» صيغة الصوم في شهر رمضانء» حيث كانت هي الصيغة الضابطة لشهوات النفس وأهوائها.!"! ومن فضائل أمة محم ده في رمضان على الأمم كلها:

١‏ - نزول القرآن في هذا الشهر: - قال تعالى( شَهرٌ رَمَضان الذي أنزل فيه القرآن هذى لاس وَبَيْنَاتَ من الهدى والفْرقَان 6 (البقرة:0105. والمعنى أن هداية الأمة الإسلامية وبدء التشريع فيها ورحمتهاء في نزول القرآن التي تشرفت فيه في رمضان :"ا

سين" التدمدق :كالب قضفل القرارة يلت ما جا مق نقن الحرقاامق" القزان ما للافن الأحر ند اقلا صححه الألباني

(') انظر كتاب الإسلام لسعيد حوى ص”57١‏

()انظر اللباب في علوم الكتاب لعمر بن علي بن عادل ج”" ص 7174

47

- فيه ضاعف الله للأمة حسناتها:‎ - ١

فقد ورد في الحديث [ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك]!"ا

- أحل فيه لهذه الأمة جماع النساء في ليالي رمضان: -

وقد كان مكرما غلن الأمذ الستابقة تحيك كان الرتحل :إذا! أشي :آحل :نس الأكحل والتشرب والجماع إلى صلاة العشاء الآخرة» فإذا صلاها ولم يفطر حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى اليوم التالي» فكان كرامة الأمة في رمضان أن خفف عنها هذا المحرم؛ فجعل الأكل والشرب والجماع حتى يظهر الفجر الصادقء قال تعالى( أحل كم لَيْلَة الصّّام الرّقث إنَى نسائكم هن لبَاس لكمْ وأنتم لبا لَهْنَ علم الله أنكم كنم تختانون أنفسكم قاب عَلَيكمْ وَعَقَا عنكم فَالآنَ بَاشرُوهْن وابْتَوا ما كتّب الله لكم وكلوا وَاشربُوا حتَى يَتبَيّنَ لَكمْ الخَيْط الأَْضْ من الخيط الأمنود من الفجر...غ «البقرة:187) عن البراء قال : لما نزل صوم شهر رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله فكان الرجال يخونون أنفسهم فأنزل الله (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم ) '"أوعن كعب بن مالك قال: [كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر من عند النبي ‏ وقد سمر عنده فأراد امرأته فقالت : إني قد نمت فقال : ما نمت ووقع عليها وصنع كعب مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فنزنلدت الآية] "١‏

: - وفضلت هذه الأمة في رمضان بليلة القدرء التي هي خير من ألف شهر: -

قال تعالى9إنَا أَنْرَلَنَاهُ في لَيْنّة القذر*وما أذراك ما لَيْنَهُ القذركثيْنَةُ القذر خَيْرَمن ألف شهر» (القدر:1-") والمعنى أن هذه الليلة تعادل في فضلها ألف شهر من أعمال الأمم السابقة» م الفضل والكرم لهذه الليلة حيّر الألباب وأدهش العقول» حيث من الله تعالى على هذه الأمة الضعيفة في قوتهاء فقواها بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهرء عُشْرَ رجل

تعر حدر ازا دقفا ب ثيفا وكسائية منة ا

() صحيح البخاري» كتاب اللباس » باب مايذكر في المسك 2

()صحيح البخاريء كتاب تفسير القرآن» باب (أحل كم ليْلَة الصيّام الرقث إِلَى نسائكم هن لبَاسٌ 2 وات لبَاسُ لَهْنَ ) 45.08

()مسند الإمام أحمد » مسند المكيين» حديث كعب بن مالك الأنصاري »١575/8‏ تعليق الأرناؤوط إسناد حسن

() انظر تفسير السعدي ١ه‏

1

د - وفضلت أمة محمد في رمضان بخصال لم تعطها أمة من قبلها: -

كما ورد عن النبي6 أنه قال[أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطرواء ويزين الله عز و جل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك» ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره؛ ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل إنما يوفى أخره ]ذا قشي تعيلم ]|0

رابعاً: فضل أمة محمد #6بخير الأيام يوم الجمعة ويوم عرفة: -

لقد جعل الله تعالى في حياة هذه الأمة أياماً مباركة مفضله تمتاز بها عن الأمم كلهاء تتققرب فيها إلى الله بالعبادة والدعاءء ويُقبل فيها دعاؤها كما قال النبي 88 عن يوم الجمعة [ خير يوم طلعت فيه الشمس وفيه خلق آدم -عليه السلام - » وفيه أدخل إلى الجنة» وفيه أخرج منهاء ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة].!'' وقد ذكر الله تعالى يوم الجمعة في القرآن لعلو شأنه: قال تعالى:( يا أَيْهَا الَذِينَ آَمَنُوا إِذَا نودي للصلّاة من يوم الجمُعة فَاسنعَوا إلى ذكر الله وَذَرُوا البَْعَ ذَلكم خَيْرٌ لَكمْ إن كنتم تَعلَمُونَ ) (الجمعة:ة).

أما يوم عرفة فقد ورد عن فضله أنه من أفضل أيام قبول الدعاء» وجعل الوقوف في أرضه من أعظم أركان الحج؛ بل هو الركن الأساس في الحج؛ حيث قال النبيفة [الحج عرفة]. !"ا والنبي #6 سن فيه الصوم» وقال عن صوم يومه أنه من أفضل صوم التطوع؛ حيث ورد أن صومه يكفر سنة ماضية قال النبي 4 [ صيام عرفة يكفر السنة والتي تليها وصيام عاشوراء يكفر سنة] !*!. وقد ذكر الله تعالى فضل يوم عرفة مع باقي الأيام التي تسبقه في شهرهء قال تعالىلا والفجر* وليَال عَشر* © (الفجر؛١‏ -").

خامساً:تفضيل أمة محمد 5 بالوسطية والشهادة على الأمم كلها: -

")ميقل الإمام أحمدء باقي مسند المكثرين مسند أبي هريرة: لا85ىلا » ضعفه الأرناؤوط صحيح مسلم» كتاب الجمعة؛ باب فضل الجمعة. 7654/

1

سنن النسائي» كتاب مناسك الحج» باب فرض الوقوف بعرفة ح5١١"‏ . صححه الألباني.

3

(0 (0 (0 (0

مسند الإمام أحمدء باقي مسند الأنصارء حديث أبي قتادة الأنصاري ح75١77»:‏ صححه الأرناؤوط.

لفك كرح ابلهاتعالن هذه الأمة أن ليا آمة وبنظا .بين الأمدء لتشهذ” عليها يوم اكه م رنبوياء فهي أمة وسطا في أحكامهاء زوكيظلا في شوانكيا: قال تعالى ( وكذلك جَعلناكم امة نظا لتكونوا شهدَاء على النّاس ويكون الرّسُول عَلَيْكمِ شهيدًا #لالبقرة:147) . يقول الطبري في تفسيره" أرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين» فلا ههم أهل غلو فيهء كغلو النصارى الذين غلو بالترهب وفي قولهم في عيسى ما قالوا فيه. ولا ههم تسيو ور قله تتشنين النوود. لذو يطلو ا عقت (الاتكالج روعطى ١‏ الب له روكيو ا خفني ولو وكفروا به ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه» فوصفهم بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله ا 0

بهذه الوسطية اختارها الله تعالى لتشهد على الناس جميعاًء في مقام الحكم بالعدل بينهم. إن أمة محمد #6 أمة الوسط بكل معاني الوسطء. سواء بمعنى الحسن والفضلء أو بمعنى الاعتدال والقصدء أو بالمعنى المادي الحسّيء فهي أمة الوسط في التصور والاعتقادء فلا تغلو في التجرد الروحيء ولا في الارتكاس الماديء فهي أمة الوسط في التفكير والشعورء فلا تتبع كل ناعقء وتقلد التقليد الأعمىء ولا تغلق منافذ التجربة» فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطهاء وهي أمة الوسط في التنسيق والتنظيمء لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائرء ولا تدعها للتشريع والتأديبءفلا تكل الناس إلى سوط السلطان؛ ولا تكلهم إلى وحي الوجدان» ولكن مزاج بين هذا وذاك. وهي أمة الوسط في الارتباط والعلاقات» لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته» ولا تطلقه كذلك فرداً أثراً جشعاًء لا هم له إلاذاته. وهي أمة الوسط في المكان والزمان» حيث تتوسط أقطار الأرض من شرق وغربء وجنوب وشمال» فهي في موقعها هذا تشهد للناس جميعاًء وتشهد على الناس < جميعاء وهي تتوسط البشرية في الزمان» تنهي عهد الطفولة من قبلهاء وتحرس عهد الرشد العقلي من بعدهاء تقف في الوسطء تنفض عن البشرية ما علق بهاء من أوهام وخرافات في عهد طفولتهاء وتسير برصيدها العقلي على الصراط المستقيم:!"ا

بهذه الوسطية التي ذكرناها حق لها أن تكون الأمة الشاهدة على البشرية» سواء في الدنيا أو في الآخرة؛ قال تعالى (إوكذّلك جَعَلنَاكُم أُمّةَ وَسَطًا لتكوثوا شهدا على الناس ويكون الرّسُول عَلَيْكُمْ شهيدًا © (البقرة:؛1). فهي تشهد للأنبياء أنهم بلغوا رسالاتهم إلى أقوامهم» قال [يجيء نوح وأمته فيقول الله: هل بلغت؟ فيقول:نعم إي ربء فيقول لأمته: هل بلغكم.ء

(') تفسير جامع البيان في تفسير القرآن ج١‏ ص ه () كتاب مبشرات النصر والتمكين ص 57” 55/7

45

فيقولون 9 كلجا ناس حي تيوك لنوج : من يشهد لك؟ فيقول ا 50 تعالى (لتكونوا شَهدَاء ع الّاس) فيدعونء فيشهدون له بالبلاغء : ثم أشهد عليكم] ؛!")

سادساً: فضل أمة محمد ##على الأمم بأن سماها الأمة المجتباة: -

قال تعالى( وَجَاهِدُوا في الله حق جهاده هو اجِتبَاكُم وَمَا عل علَيكُمْ في الدّين من حرج » (الحج:؟) والمعنى: أن الله تعالى اجتبى هذه الأمة واصطفاهاء فما جعل عليها في دينها ضيق» بل وسع عليها وسهله لهاء وكما قال قتادة: أعطيت هذه الأمة ثلاثاً لم يعطها إلا نبيءمنها: كان يقال للنبي: أنت شهيد على قومكء وقال الله لهاإلتكونوا شهدَاءَ عَلَى النّاس)» وكان يقال للنبي: سل تعطء وقال لهالا وَقَالَ رَبُكُمُ اذغوني أستجبا لَكمْ 6 (غافر:.6.!"!

سابعاً: فضل أمة محمد ##على الأمم بتورثها عقائد الأنبياء السابقين والإيمان بهم: -

إن أمة محمد هي الأمة الوحيدة التي آمنت برسالات الأنبياء السابقين بدون استثناء أحد منهم» وآمنت بعقاتدهم التي جاءوا بهاء قال تعالى! قُولُوا آَمَنَا بالله وما أنزل إَِينَا وَمَا أنزل ِلَى إِبْرَاهِيمَ وإسماعيل وإسحاق وَيَعْقَوب والأسبَاط وما أوتي مُوسى وعيسى وَمَا أوتي الَبيُونَ من رَبّهمْ نا نقرق بَيْنَ أحد منهُمْ وَتَحن لَهُ مُسلمُون» (البقرة:*17). والمعنى: أن النبي محمد جاء برسالة الإسلام للمسلمين وأمرهم أن يقروا بحقيقة الإيمانء» والتي تتضمن الأيهاق الله نعل و( عووهة عن :كل تقطن ووطفه يكل سنفة كمال »و الإيفان ينا أتزل اليه وهو القج الى النكة 5 القناة عه انون على" الأساء كليل عيوما وتحصبوضا دون ريق بين أحد منهمء في دعوى الرسالة والنبوة» فالإيمان بالأنبياء وكتبهم؛ إيمان على وجه العموم: نا اماه كرت نيو «والتفظيول ,وهب الاتبناق كد سففيلاة .وه العامة الريك يما أبدة محمدقة على أي ملة ادعت أنها على دين. فاليهود والنصارى والصابئون وغيرهمء وإن آمنوا برسلهم فقد كفروا بغيرهم من الرسلء وتركوا الإيمان بكتب رسلهم؛ والتي جميعها أخبوك: برعئالة "ونيو ممه ل فذلك:ركريو| قد آمتوا يتيمكن زمبالاك البيتائهد وكتيروا

0

(') صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن» باب قوله تعالى (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه) ح9؟؟

(') انظر الجامع لأحكام القرآن ج؟١‏ ص84

2 . 6 7

4/

ثامناً: فضل أمة محمد ##على الأمم بأنها الأمة المحفوظة المرحومة: -

إن الله تعالى كرم محمداًفة أن أعطاه أغلب ما سأل لأمته» ولذلك قد أكثر من السؤال لأمته: ومن خير ما سأل الله تعالى لأمته» أن يجعلها أمة محفوظة مرحومة؛ قال 8 [ سألت ربي ثلاثاء فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة» سألت ربي ألا يُهلك أمتي بالسسّة» فأعطانيهاء وسألت ربي أن لا يُهلك أمتي بالغرق» فأعطانيهاء وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم؛ فمنعنيها].!")

وأيضاً جعل من بركات محمد كك في أمته أنها أمة مرحومة في الدنياء ومرحومة في الآخرة: فلا يُعذبها العذاب المخلد في النارء كما هو حال أهل الكفر من الأمم السابقة» قال النبي6ة

[ إن هذه الأمة أمة مرحومة» عذابها بأيديهاء فإذا كان يوم القيامة» ذفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركينء فيقال: هذا فداؤك من النار]:!"ا

ويجمع بين قوله تعالى[ وما كان الله ليُعذَبَهُمْ وَأنت فيهم )(لانفل:5). وبين قول النبي 86 [عذابها بأيديها] هو أن الله رفع عنها عذاب الدنيا الذي فيه زوالها كلياًء كما حصل للأمم السابقة» حيث كان العذاب ينزل على الأمة كلهاء فلا يدع فيها كافراء وأمام عين نبيهاء أما هذه الأمة فهي مرحومة, فعذابها الدنيوي هو عذاب لا يطول كل الأمة» إنما عذاب مفرق» ولا يؤدي إلى هلاك الأمة كلهاء إنما هو بأس للأمة فيما بينهاء فلا يكون بالشدة التي كانت في الأمم السابقة.

تاسعاً: فضل أمة محمد #6على الأمم بالتيسير وعدم الحرج: -

لقد ضئيق على الأمم السابقة في شرائعهاء وما ذلك إلا لتعنتها مع أنبيائهاء أما هذه الأمة فالله تعالى يسر لها شرعها ودينهاء قال تعالى ١‏ يُرِيدُ الله بكم اليْسْرَ ولا يُرِيدْ بكم الحْسْرَ ولتكملوا العدّة ولتكبّرُوا الله علَى ما هداكم ولَعَلَكُمْ تشكرون» «البقرة:140) . وقال تعالى! الَذِينَ يَتَبعُونَ الرسُول التبي الأمَيَ الذي يَجدُونة مكتوبًا عندَهُمْ في التؤراة والإنجيل يَأَمْرْهُمْ بِالمَغْرُوف ويَنهَاهُمْ عن المذكر وَيْحل لَهُمْ الطيّبَات وَيحَرمُ علَيِهمْ الخبادث ويَضعْ عَنَهُم إِصرَهُمْ » الأعراف:57١).‏ والمعنى: أن الله تعالى أحل لهم الحلال الطيب؛ ووضع عنهم التثقيل الذي كان في دينهم» وحرم عليهم كل ما هو خبيث من الأطعمة كلحم الخنزير ومال الرباء وكل ما أباحوا لأنفسهم من حرام» ووضع عنهم أيضاً ما كان قد أخذ الله عليهم من الميثاق» فيما حرم

(') صحيح مسلمء كتاب الفتن وأشراط الساعة» باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ح0٠5/31‏ (') سنن ابن ماجة» كتاب الزهدء»باب صفة أمة محمد ح47917 » صححة الألباني

17

عليهم: والتجديد في الشرائع» وهذا مصداق قوله تعالىا ونا تحمل عَلَيْنَا إصرًا كما حَمَلقَهُ على الذين من قَيْلنَا © (البقرة:25؟): 7 قال 46 [ إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسرء وكره لها العسر]:!"ا

عاشراً: فضل أمة محمد ##على الأمم بالعفو عنها في حديث النفس والوسوسة: -

إن الله تعالى قد منّ على هذه الأمة أن رفع عنها المحاسبة على الوسوسة وحديث النفسء قال تعالىلا لله ما في السّمَوات وما في الأَررْض وإن تَبَدُوا ما في أنفسكم أو تخفوة يُحَاسِبْكُمْ به الله فيَغْفرُ لمن يَشَاءْ وَيُعذَبْ من يَشَاءْ والله عَلَى كل شَيْء قَديرٌ #(البقرة:84. والمعنى أن ظاهر الآية تدل على أن الله تعالى سيحاسب العباد على ما أضمرته أنفسهم أو أظهرته من الأمورء التي يحاسب عليهاء وبعدها يغفر أو يُعذب من يشاءء ولكن العلماء اختلفوا فيها إلى أقوال :(5)

الأول: أنها وإن كانت عامة؛ فهي مخصوصة بكتمان الشهادة» فمن كتمها سيحاسب على كتمانهاء سواء أظهر للناس أنه كاتم للشهادة أو لم يُظهرء ولكن هذا القول مردودء لما في الآية من عموم اللفظ.

الثاني: أن ما في الآية مختص بما يطرأ على النفوس من الأمور التي هي بين الشك واليقين. الثالث: أنها محكمة عامة ولكن العذاب على ما في النفس يختص بالكفار والمنافقين.

الرابع: أن هذه 0 النبيقة في الحديئ] إن الله فقو ليقن أمظ محقم ديه افحيا ]1 فرك أب مرو لماتالث (وإن تَبْدوا مَا في أنفسكم أو تَخفوه يُحَاسِبْكُمْ به الله) اشتد ذلك على أصحاب النبي© فأتوا رسول الله #8 ثم بركوا على الركب وقالوا: أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق» الصوم والصلاة والجهاد والصدقة؛ وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقهاء فقال رسول الله 46 : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم( سمعنا وعصينا)ء بل قولوا: (سمعنا وأطعناء غفرانك وإليك المصير)ءفقالوا :ربنا سمعنا وأطعناء فلما اة قترأها القوم ذلت بها ألسنتهم؛ فأنزل الله في أثرها(آمَنَ الرّسُول بما أنزل إِلَيْه من ربّه وَالمُومنُونَ كل آَمَنَ بالله ومتائكته وكتبه ورمئله

١

انظر فتح القدير ج؟ ص 7717

مسند الإمام أحمد ح5/ ”7 وصححة الألباني في السلسلة الصحيحة ح ه57١‏

انظر أيسر التفاسير ج١‏ ص7817

') صحيح البخاريء كتاب الطلاق؛ باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون 5755

51

(0 (0 (0 (0

18

نا نقرّق بَيْنَ أحد من رسئله وقَالُوا ستمعنا وَأَطَعْنا غفراتك ربّنا وَإِلَيْكَ الممصير ) (البقرة:8). فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل اوور جا ررحي لجيه وَعَلَيْهَا مَا اكتسبّت» (البقرة:25) ١!‏

الحادي عشر: فضل أمة محمد ##على الأمم بعفوا الله عن خطأها ونسيانها وما استكرهت عليه: -

وهذا في قوله تعالىا رَبَّنَا لا تَوَاخذنا إن سينا أ أَخَطَأْنَا #(البقرة:8١).‏ وقوله تعالى إمَن كقر بالله من بعد إيمانه إلا من أكرة وَقَلَبُهُ مُطْمئنٌ بالإيمّان) (النحل:*0٠).‏ قال © [ إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه].!'' قال ابن حجر "في الحديث إشارة إلى عظيم قدر أمة محمد لأجل نبيها وذلك بقوله "تجاوز لي" وهذا فيه إشعار باختصاصها" !"ا

الثاني عشر: فضل أمة محمد ##على الأمم بصلاة العشاء: -

إن من حب الله تعالى لهذه الأمة أن زاد عليها في عبادتها له» وخاصة في الصلاة؛ أكثر من الأمم السابقة» وما ذلك إلا كفارة لذنوبهاء فجعل صلاتها تأخذ قسطأً من النهار وقسطا من الليلء وهي صلاة العتمة» وهذا معنى قوله تعالى (فَسبْحَانَ الله حين تَمْسُون وحين تصبخون» (الروم:17) . لقد ذكر الرازي في تفسيرها عدة آراء: -

١‏ -قال بعض المفسرين المراد منه الصلاة» أي صلوا واذكرواء إشارة إلى الصلوات الخمس

؟ - وقال بعضهم أراد به التترية أي التتابع في الشيءءفقد نزهوه عن صفات النقصء» ووصفوه بصفات الكمال

يقول الرازي؟ وهذا أقوى» والمصير إليه أولى» لأنه يتضمن الأول؛» وذلك لأن التتري المأمور به يتناول التتري بالقلب» وهو الاعتقاد الجازمء والتتري باللسان وهو الذكر الحسنء» والتتري بالأركان وهو العمل الصالحء فالأول هو الأصلء والثاني ثمرة الأولء والثالث ثمرة الثاني» وذلك لأن الإنسان إذا اعتقد شيئاً ظهر من قلبه على لسانه؛ وإذا قال ظهر صدقه في مقاله من أحواله وأفعاله بالأركان؛ فاللسان ترجمان الجنان» والأركان برهان اللسان» والصلاة

١

لعو ارا

سنن ابن ماجة » كتاب الطلاق» » باب طلاق المكره والناسي ”5 7١‏ فتح الباري ج١١‏ ص "”ه ') انظر مفاتيح الغيب ج١١‏ ص47

3

(0 3 (0 (0

هي أفضل أعمال الأركان» فهي مشتملة على الذكر باللسان والقصد بالجنان. والله تعالى خص بعض الأوقات بالأمر بالتسبيح وهي الصلاة » لأن أفضل الأعمال أدومهاء ولأن الإنسان لا يستطيع أن يصرف جميع أوقاته إلى هذا التسبيح لأجل مشاغل الدنياء والله تعالى أشار إلى أوقات إذا أتى العبد فيها تسبيح الله تعالى أي الصلاة» يكون كأنه لم يفتر عنهاء وهي أول النهار ووسطه وآخره؛ فآخر النهار هو جزء من الليل» وليس آخر الليل» لأن آخر اليل جُعل للنوم والراحة". ١!‏ )

ثم استطرد في تقسيم ركعات الصلاة على أوقات النهار فقال: إذا صلى الإنسان ركعتين أول النهار"الصبح" حُسب له صرف ساعتين من النهار» ثم إذا صلى أربع ركعاتء وقت الظهرء حُسب له صرف أربع ساعات؛ وإذا صلى أربعاً في آخر النهار"العصر" حسب له أربع أخرىء فإذا صلى المغرب والعشاء سبع ركعات» حصل له صرف سبع ساعاتء فيكون مجموع ما تحصل عليه من ذكر الله بالصلوات الخمس سبعة عشر ساعة؛ وتبقى من ساعات اليوم سبع ساعات وهي قسطه من الراحة وهي النوم» والنائم مرفوع عنه القلمء فيقول الله تعالى لملائكته إن عبدي صرف جميع أوقات تكليفه في تسبيحيء فلم يبق لكم أيها الملائككة عليهم أي مزية: إذ ادعيتم بقولكم «( نُسَبْحْ بحمدك وَنْقَدَسَ لَك » (البقرة:.+). على سبيل الانحصارء فهم مثلكم ومقامهم مثل مقامكم في أعلى عليين. !"ا

وقد ورد في فضل صلاة العشاءء أنها كرامة لأمة محمدقة قال #6 [أعتموا بهذه الصلاة فإنكم قد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم].!"ا

وفي رواية لمسلم[ إنكم تنتنظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم]

الثالث عشر: فضل أمة محمد ##بالستر على أعمالهم في القبول والرد: -

إن من المعروف في الأمم السابقة أنهم كانوا يُفضحون في رد أعمالهم إليهم» وذلك أنهم كانوا إذا قربوا قرباناً إلى الل كال تؤلكنآن:من: المبماء قتاكل ما تقبل منهاء وتدع هن]) لايقهلء» فيُقتضح صاحبه به؛ وبيان ذلك في قصة قابيل وهابيل قال تعالى(إواتل عَلَيْهِمْ نبَأ ابت آَدَم بالحق إذْ قَرَيَا قُريَانَا تقل من أحدهما وَلَمْ يُتَقبُّ من الآخَر 6 (المائدة:؟). قال المفسرون على إن هذا الأمر في قابيل وهابيل ابني آدم؛ حيث قرب كل منهم قرباناً إلى الله تعالىء والله

(') مفاتيح الغيب ج١١‏ ص47 (') انظر المرجع السابق ج١؟‏ ص"؟4 0 مسند الإمام أحمد» باب حديث معاذ بن جبل» 5 55010 9 ص77 تعليق شعيب الأرناؤوط إسناده

() صحيح مسلم » كتاب الصلاة ومواضع الصلاة» باب وقت العشاء وتأخيرهاء ح9؟5

تعالى أرسل ناراً فحرقت قربان هابيل وهو علامة قبوله» ولم تقرب قربان قابيل وهي علامة عدم قبوله؛ مما أدى به إلى بغضه وقتله حسدا من نفسه على هذا القبول لقربان أخيه» وعلى هذه الفضيحة في عدم قبول قربانه؛ !")

وهذا بيان فضل أمة محمد على الأمم السابقة بأن أعمالهم لا تحتاج إلى نار تتزل من السماء فتفصل في قبولها وردهاء إنما سترها عليهم.

الرابع عشر: فضل أمة محمد #6على الأمم بالسلام والتأمين: -

إن الله تعالى قد كرم هذه الأمة بتحية السلام» فجعلها لها في الدنياء ولها ولكل المؤمنين في الآخرة. فأما في الدنيا فقد شرع الله تعالى لهم السلام تحية أمان وسلام فيما بينهم» قال تعالى يا أيُهَا الذين آمنوا نا تذخلوا بيُونا غير بيُوتكم حَتى تَستأَنسُوا وَتَسلَمُوا علَى أهلها ذَلكم خَيْرَ كم لَعَلَكُمْ تَدَكَرُونَ» (لنور:0١).‏ ثم إن الله تعالى فرض على من ملم عليه بهذه التحية أن يردها على من حياهء لشرفها ومكانتها عند الله تعالى» فقال:1 وَإِذَا حُيَيِتَمْ بتحيّة فَحَيُوا بأخسن منها أو رْدُوها إن الله كَانَ عَلَى كل شيء حسيبًا) (النساء:15).

أما في الآخرة فإن السلام هو تحية الله والملائكة لأهل الجنة» قال تعالى( وأذخل الذي متو وَعملُوا الصّالحات جنات تَجْرِي من تحتها الأنهارٌ خَالديت فيها بإأن رَبْهِمْ تَحِيَْهمْ فيقا سَلامٌ» (براهيم:+). وأيضاً تحية بعضهم لبعض في الجنة» قال تعالى8دَعْوَاهُمْ فيها سْبْحَاتَكَ الهم وَتَحيّتَهُمْ فيهًا سلام» (يونس:١٠).‏ وفي قوله (وَتَحيّتَهُمْ فيها سلامٌ) وجهان:

أحدهما: إن تحية أهل الجنة إذا تلاقوا فيها السلامة» وهو قول الجمهور.

والثاني: أن التحية هاهنا الملك؛ أي أن ملكهم فيها دائم السلام» ومأخوذة من قولهم في التشهد التحيات لله أي الملك الله:!"ا

وفي المحيي لهم بالسلام ثلاثة أوجه:

١-أن‏ الله يحييهم بالسلام.

؟ -أن الملائكة يحيونهم بالسلام.

اذ أن خضي بحن ما بالق

(() انظر البحر المحيط لأبي حبان محمد بن يوسف بن علي بن حبان ج”" ص 475 0 المرجع السابق»ج'ص ١7١‏

ولقد بين النبيق#في فضل أمته بالسلام والتأمين حيث حسدتها الأمم الأخرىء فقال[ ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين]:!')

الخامس عشر: فضل أمة محمد #6على الأمم بالسحور للصوم: -

إن الله تعالى جعل السحور لهذه الأمة بركة تتقوى به على صومهاء قال تعالىلا وكنوا وَاشربُوا حَتّى يَتبَيّنَ لَكمْ الحَيْط الأَبْيَضْ من الخَيْط الأسود من القخر) (البقرة:10) .وهذا السحور لم يشرع في الأمم السابقة» ولذلك ورد في الحديث أن 00 كان يحث أصحابه على الأخذ بهذه الفضيلة» فقال [ تسحروا فإن في السحور بركة].!"! وقال [ إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوها] !"ا

وقال في حديث مبيناً فضلنا في صيامنا على أهل الكتاب؛ فقال 4# [ فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر]

السادس عشر: فضل أمة محمد #6على الأمم بتعدد أنواع الشهادة فيها: -

لقد كان من المعروف في الأمم السابقة أن الشهيد هو من مات في سبيل الله في الحرب على يدي عدوه؛ ولكن الله تعالى كرم الأمة المحمدية» فجعل الشهادة فيها على عدة وجوهء أعلاها ما كان في أرض المعركةءفهناك عدة وجوه للشهادة في أمة محمد © لخصها النبي في قوله لأصحابه[ ما تعدون الشهيد منكم؟ قالوا يا رسول الله: من قتل في سبيل الله فهو شهيدء قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل» قالوا: فمن يا رسول اللهء قال:من قتل في سبيل الله فهو شهيد»ومن مات في سبيل الله فهو شهيدء ومن مات بالطاعون فهو شهيدء ومن مات بالبطن فهو شهيد] .”أ

) سنن ابن ماجة»؛ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيهاء باب الجهر بآمين ج857 وصححه الألباني.

0( (') صحيح البخاريء كتاب السحورء باب بركة السحور من غير إيجاب ج977١‏ (') سنن النسائي» باب فضل السحورء ح١5١7‏ ج4 ص ”457

() صحيح ابن حبان؛ باب ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمرء ح-554117؛ ج48 ص 2754 إسناده صحيح على شرط مسلم

(() صحيح مسلمء كتاب الإمارة» باب بيان الشهداء ح٠05٠5‏

وفي رواية لأحمد قال رسول الله #6 [ ما تعدون الشهيد فيكم» قالوا يا رسول الله: من قتل في سبيل الله فهو شهيدء قال: إن شهداء أمتي لقليل» القتل في سبيل الله شهادة» والبطن شهادة» و الكو ووش فيو القواف قاذ لماصو شا 1

السابع عشر: فضل أمة محمد ##على الأمم أن جعل فيها المجددين للدين: -

إن الأمم السابقة كانت إذا فشت فيهم الضلالة سرعان ما تنتشر فيهم ويجتمعون عليهاء حتى رهبانهم وأحبارهمء وهذا مدعاة لتحريف كتبهم» وعقائدهم وشرائعهم. أما هذه الأمة المحمدية فقد تكفل الله تعالى بحفظ دينها عليهاء قال تعالى9إنَا نَحنْ تَزْلنَا الذكر ونا لَه تَحَافظون » (الحجر:4). ومن أبواب هذا الحفظ أن الأمة لا تجتمع على ضلالة وأن الله تعالى يبعث فيها من يجدد لها دينهاء حتى لا تضل الأجيال المقبلة بعدهاء وقد ورد في الحديث أنه قال # [ إن لكل قرن من أمتي سابقون]»!'! فالخيرية في هذه الأمة لا تنقطع.!"ا لقوله © [ إن الله يبععث ليذم الأمة غك : زأنن كل ساكة بكة: مق :تحدد لمأ دينها كا

ولقد اقتبس النبي 88 استمرار خيرية الصالحين من أمته وعدم انقطاعهم؛ وتجديد عطائهم لأمتهم من قوله تعالى9 أَلَمْ تر كيف ضَرب الله متنا كلمّة طَيْبّة كشجرة طَيْبّة أصْلْهَا تبت وَفَرْعْهَا في السسّمَاء * تؤتي أُكلّهَا كل حين بِإِذن رَبّهَا) (براهيم:» -5؟) . فشبه الإنسان المسلم في استمرار عطاؤه وتجديده وعدم انقطاعه بهذه الشجرة» التي ضربت مثلاً في القرآن بالكلية الطينة الك تقرح من اللساك الطيب »فال النبن. 48 [ إن من الجن شجرة الآ فز ورقهاء وإنها كمثل المسلم......].!*)

قال علماء الحديث إن هذه الشجرة هي النخلة التي لا ينقطع عطاؤهاء ودائمة التجديد في عطائها للبشر والدواب» فهي تعطي البلح ثم الرطب ثم التمر على مدار العامء فالمسلم عطاؤه متجدد مستمر لا ينقطع؛ ولو انقطع سرعان ما عاد للتجديد؛ !"ا

)١(‏ مسند الإمام أحمد» باب مسند أبي هريرةء ح28078 ج77 ص ,»"3٠‏ تعليق شعيب الأرناؤوط : إسناده

صحيح على شرط مسلم

8 جامع الأحاديث للسيوطي 6 ص إسناده حسن (')انظر كتاب مبشرات النصر والتمكين ص //؟ () سنن أبي داود » كتاب الملاحم» باب ما يذكر في قرن المئة ح4731ءقال الألباني صحيح (() صحيح البخاري » كتاب العلم؛ باب قول المحدث حدثنا وأخبرنا وأنبأنا ح51

5)انظر فتح الباري ج١‏ ص5 ١‏

الثامن عشر: فضل أمة محمد #6على الأمم بالغر والتحجيل: -

إن الله تعالى قد ميز أمة محمدقة بمميزات يعرفها بها نبيهاة يوم القيامة وخاصة أنه ما عاصر جميع أمته. فهو لا يعرف من أمته إلا من عاصره. ولكن سيعرفهم يوم القيامة بهذه المميزات» التي أعطاها الله تعالى لهم» ومنها السجود الذي يبعث النور في وجوه الساجدين لله تعالى» قال تعالى في وصف أصحاب محمدقة والذين هم عنوان هذه الأمة إلى يوم القيامة «( سيمَاهُمْ في وُجُوههم من أَثْر السّجُود» (الفتح:*') ثم الوضوء الذي أمرنا الله تعالى بفعله عند الصلاة» قال تعالى8 يا أَيّهَا الذينَ آَمَنُوا ذا قُمتُمْ إلى الصّنّاة فَاعْسلُوا وجُوهكم وَأَيِديَكم إلى المَرافق وَامْسَحُوا بِرْءْوسكم وَأَرْجِلَكُمْ إِلَى الكَعبَيْن....© (لمائدة:*).

وقد بين النبيقة فضل الوضوء على أمته يوم القيامة» قال #8 [ إن حوضي أبعد من إيله من عدن: لهو أشد بياضاً من الثلج؛ وأحلى من العسل باللبن» ولآنيته أكثر من عدد النجوم؛ وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه:. قالوا يا رسول: أتعرفنا يومئذ؟ قال: نعم» لكم سيماً ليست لأحد من الأمم؛ تردون علي غرأ محجلين من أثر الوضوء].!') إذا هذه الأمة مميزة عن الأمم كلها يوم القيامة بنور سجودهاء وبالغر والتحجيل في وضوءها.

ما يراه الباحث: أن الله تعالى جعل نور السجود في الصلاة؛ ونور التحجيل من أثر الوضوءء ورائحة المسك في خلوف فم الصائمين في أمة محمدقك؛ لتتميز هذه الأمة بهذه السمات»ء عن الأمم كلهاء في أرض المحشرء وذلك أن رسالة محمد باقية من بعده إلى يوم القيامة؛ وأمته باقية ببقاء رسالته» وذلك خلاف الأنبياء السابقين» وهو لم ير من أمته إلا أصحابة الذين صاحبوه في دعوته؛ والله تعالى أعطاه الشفاعة كرامة لأمته فهو يتعرف بهذه السمات على أفراد أمته في أرض المحشرء الذين لم يرهم في الدنيا.

التاسع عشر: فضل أمة محمد ##على الأمم بالنصر والتمكين إلى يوم الدين: -

ما من أمة من الأمم السابقة إلا كتب الله تعالى عليها الهزيمة والدمار بعد علوهاء إلا أمة محمد فإن الله تعالى قد بشرها بالعلو حتى لو هزمت في مرحلة من المراحلء فنجد أن الله تعالى قال لبني إسرائيل (وَقَضَيْنَا إِلَى بني إسنرائيل في الكتاب لَتَفسدنٌ في الأرْضٍ مَرَئَيْنِ وَلَتَعلْنَ عَلوًَا كبيرًا © (الإسراء:؛). ثم إن الله تعالى وعدهم بالدمار التام بعد هاذين العُلوين» فقال

(() صحيح مسلمء كتاب الوضوءء باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء ح417 ١‏

تعالى ( فَإِذَا جاءَ وَعْدُ الآخرة ليَسُوءُوا وجُوَهكمَ وليَدْخْلُوا المَنْجِدَ كمَا دَخَلُوهُ أوّل مَرَة وَليْتبَرُوا مَا عَلَوا تتبيرا © (الإسراء:؛). ْ والمعنى أن الله تعالى أخبر عن علوهم في الأرض مرتين واصطحابهم الفساد مع كل علوء وإحلال العذاب والدمار عليهم مع كل فسادء فبين الله تعالى أنهم قد فسدوا الفساد الأول فأرسل عليهم من يسومهم سوم العذاب» وذلك على يدي بوخذ نصر البابلي» حيث قتل رجالهم, وسبى نسائهم وأطفالهم» وبعد ذلك عاد علوهم وفسادهم مرة ثانية» والله تعالى حذرهم من مغبة هذا الفسادء» وذكرهم بما حل بهم من دمارء وتوعدهم بإرسال من يسومهم سوء العذاب إن عادوا للفساد الثاني»!! / ودمر علوهم دماراً شديداء فقال لهم8! إن أَحْسَنْتم أَحْسَنتم لأنفسكم وإن أسأتم فَنَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدْ الآخرة لِيَسسُوءُوا وُجُوهكم وليَدذخلوا المَنْجِدَ كما دَخَلُوهُ أوّل مَرَة وليُتبَرُوا ما عَلَوا تتبيرا *عَسى ربكم أن يَرْحَمكُمْ وإن عتم غدنا وَجِعَلنَا جهِنَمَ للكافرين حصيرا) (الإسراء:» -8) . أي إن عدتم للفساد عدنا للدمار والإذلال في الدنيا وما ندخره لكم في الآكزة من العذاه: و التفاك 37

قال قتادة: قد عاد بنو إسرائيل فسلط عليهم محمدية وأصحابه يأخذون منهم الجزية عن يد وهم صاغرون!!"ا

والذي يراه الباحث أن تسليط محمدقة وأصحابه عليهم لم يكن الدمار النهائي لهم؛ حيث إن علوهم لم يكن علواً شاملاً لجميع اليهود كما هو الحال الآن» إنما كان علواً لبعض أحياء اليهود في جزيرة العربء أما العلو المتوعد به دمارهم النهائي هو العلو الذي بدأ في زماننا هذا والذي نراه لليهود الآن حيث تحكموا في مقدرات العالم بأسره؛ والذي يمتد إلى خروج الدجال حيث يكون لهم الدمار النهائي كما قال رسول الله 4 [لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود وينطق الحجر والشجرء يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله.....].!*ا

هذا هو حال الأمم السابقة في علوهاء أنه لا يدوم» وأنه ليس فيه التمكين المستمرء أما أمة محمدقك فعلوها موجود دائماً ولكنه مرتبط بإقامة الدين» ووجود الإيمان» ووجود النصرة لدين الله تعالى؛ فهو معرض للظهور في كل لحظة إذا وجد الإيمان والعمل به» ولذلك قال

(') انظر تفسير ابن كثير ج' ص 7/8

(')انظر المرجع السابق ج؟ ص 78

(') انظر تفسير ابن كثير ج17 ص 55

(') صحيح مسلمء كتاب الفتن وأشراط الساعة؛ باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني كنت مكانه ح ؟ى>ي553_3

تعالى'( ولا تهنوا ولا تخزنوا وأَنتم الأغّؤن إن كنتم مُؤْمنينَ 6(آل عمران::١1).‏ وقال تعالى( يا أَيّهَا الّذينَ اموا إن تَنصرُوا الله ينصركم ويُتَبَت يُتَبَت أَقُدَامكم» (محمد:»). وقال تعالىلا وَعَدَ الله الذي مَنوا منكم وعملوا الصّالحات لَيَستَخْلقنَهمْ في الأرض كما استخلف الّذينَ من قَبْلهمٍ وَليْمَكدَنَ لَهُمْ دينهم الذي اررتضى لَهُم ولبْبَدلَنَهُم من بَعْد خوفهم أَمَنَا) (النور:هه) . يقول ابن كثير:" هذا وعد من الله تعالى لرسوله بأنه سيجعل أمته الولاة على الناس فيصلح بهم العباد: ووخضع لهم العتاد؛ ولييدلتهم بعد خوفهم أمنا وحكي "1

والله تعالى وعد محمدافك وأمته بظهور دينهم وعلوهم على كل أهل الكفر» ويظهر هذا العلو جلياً أيام ظهور المهدي وعيسى -عليه السلام - قال تعالىإهُو الذي أَرْسَل رَسُولَهُ بالدَى ودين الحق ليُظْهرَهُ علَى الدين كله ولو كرة المُشركونالتوبة:+). وقال 4# موضحاً هذا الوعك فرع اليل يكن هذه ا لأمسةبالتضييو والمشاء و التمكيرخ _ 0

العشرون: فضل أمة محمد #على الأمم بأنهم الأكثر عدداً في الجنة والأولون في دخولها: -

إن الله تعالى من على أمة محمد 6 بأن جعلها أقل الأمم عدداً في الدنياء وأكثرها في الجنة: وأسبقها دخولاً فيهاء وهذا ما وضحه النبي لما نزلت عليه أوائل سورة الحج قال تعالى (١‏ يَوْم تروتهَا تذهل كل مُرضعة عَم أَرْضعت وتضع كل ذّات حمل حَمْلَهَا وترى النّاسَ منكارى وما هُمْ بسكارى ولكنّ عَذَاب الله شديذ) (الحج:؟) [نزلت هذه الآية على النبيقة وهو في مسيرء فرجع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه» فقال: أتدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم يقول الله لآدم: يا آدم قم فأخرج بعث النار» من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعينء فكبْرَ ذلك على المسلمين» فقاله سددوا وقاربوا وأبشرواء فو الذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعيرء أو كالرقمة في ذراع الدابة» وإن معكم لخليقتين ما كانتا في شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج].!'' وفي رواية عن عمران بن حصينهه عن النبي #6 أنه قال[ إني

() تفسير ابن كثير ج؟ ص 5١17‏ (') صحيح ابن حبان» باب ذكر وصف إشراك المرء باللهء ح 65٠06‏ 2 ١ءةدص‏ 5 إسناده صحيح (') كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: كتاب الفتن» ح 877/اج / ص 7١9‏ صححه أحمد

والحاكم

لأرجوا الله أن تكونوا ربع أهل الجنة» فكبرواء ثم قال إني لأرجوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة»فكبرواء ثم قال إني لأرجوا أن تكونوا نصف أهل الجنة» فكبروا.....].!")

هذا بيان لفضل أمة محمد في كثرة عددها في الجنة» حيث إنها الأمة القليلة في عددها في الدنياء الكثيرة في عددها في الجنة» وبسبقها للحساب بين يدي الله تعالى على الأمم كلهاء كما ورد في الحديث أن رسول الله 8 قال:[ نحن آخر الأمم وأول من يحاسبء يقال: أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون] !"ا

الحادي والعشرون: فضل أمة محمد ##على الأمم بعظيم شفاعة بعضها لبعض: -

إن من كرم الله تعالى على أمة محمدقة أن جعل فيها الشفعاء وهم كثرء حتى أنه جل وعلا جعل من الأمة من يشفع لبعضهم البعضء مثل الشهداء والعلماء والصالحينء وما أكثرهم في هذه الأمة» والدليل على شفاعة الصالحين قوله تعالى في رده لشفاعة الظالمين يوم القيامة»

( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يْطَاعْ 6 (غافف:10) . والمعنى: أنه ليس للظالمين يوم القيامة الذين ظلموا عدي كال هذى الدنياء من صاحب يشفع لهم, فيُقبل» ولا شفاعة منهم

لغيرهم تقبل !"ا وقد بين النبي #6 عظم شفاعة الشهداء يوم القيامة» فقال:[ يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته] )5(

وف النبي كه عظم شفاعة أمته ب بعضها لبعضء فقال:[ إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مدرء وإن من أمتي من يُعظم في النار حتى يكون أحد زواياها!:!*ا

الثاني والعشرون: فضل أمة محمد #6#على الأمم بدخول الكثير منها الجنة بغير حساب: -

إن الله تعالى جعل الحساب على الخلائق لبيان عدله في خلقه؛» والله تعالى يمايز بين الخلائق في حسابه؛ فهناك من توزن أعماله ويحاسب على كل صغيره وكبيرة» قال تعالى9فَمَنْ يَعْمَل مثقال ذْرَّة خيْرًا يَرَهُ* ومن يَعْمَل مثقال ذَرَة شرًا يَرَهُ (الزلزلة:” -4). وقال تعالىا فَأَمّا مَنْ َقلَت موازيئه* فَهُوَ في عيشة راضيّة* وأمًا مَنْ حَفت موَازينة* فَأمهُ هَاويّة» (القارعة:” -5) . () صحيح البخاريء كتاب أحاديث الأنبياء» قصة يأجوج ومأجوج ح/74؟

(') سنن ابن ماجة» كتاب الزهدء باب صفة أمة محمد 574٠‏ » صححه الألبانى.

() انظر جامع البيان ج5 ”*صه”؟ ْ

() سنن أبي داوودء باب الشهيد يشفع » ح54 757 ج7١‏ ص 7772, صححه الألباني

() سنن ابن ماجه» كتاب الزهدء باب صفة النار ح5777 ؛» صححه الألباني

وهناك من يُعطى الخير الكثير» والجزاء الوفير يوم القيامة بغير حساب ولا ميزان» قال تعالى9 إِنَمَا يُوَفَى الصابرون أَجْرَهُم بغَيْر حساب4(نزمر:١٠).‏ يقول الطبري" إنما يُعطي الله أهل الصبر على ما لاقوا في الدنيا أجرهم في الآخرة بغير حسابء يقال لهم: ثوابهم بغير ةا

وبين النبية فضل أمته في أعمالها حيث بين أن الكثير من أمته يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب؛ ويغدق عليهم الخير في الجنة» بغير مكيال؛ قال 46 [ يدخل الجنة من أمتي سبعون ألنا أو كمتساقة الكمها اذكو يحضم : أخذاا لمكن -لا تفلن .رليم حك يكل لخر وجوههم على ضوء القمر ليلة البدر].!"ا

وقال أيضاً:[ وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب؛ مع كل ألف سبعون ألفأء وثلاث حثيات من حثياته].!"ا

وإن عدد السبعين ألف بالنسبة لعدد الأمة قليل» ولكن الكثرة والبركة في حثيات اللهء التي لا يعلم عددها إلا الله تعالى.

() جامع البيان ج “ص ١7١‏ 0 صحيح البخاري » كتاب الرقاق» باب صفة الجنة والنار ح4: 165

(') سنن الترمذي كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ح747”7, صححه الألباني

المبحث الثاني

تفضيل الصحابة على جميع

وفيه ستة مطالب: - المطلب الأول: تفضيل الصحابة على جميع

المطلب الثاني: تفضيل الصحابة على جميع

المطلب الثالث: تفضيل الصحابة على جميع

السابقة المطلب الرابع: تفضيل الصحابة على جميع

المطلب الخامس: تفضيل الصحابة على جميع

لرسول اللمكة

المطلب السادس: تفضيل الصحابة على جميع

أمة محمدعَلر

الأمة بالسبق للإسلام وغربته الأولى

الأمة بصحبة النبي ك4

الأمة بذكرهم في الكتب السماوية

الأمة بمدح القرآن لهم

الأمة بزيادة محبتهم وطاعتهم

الأمة بجهادهم مع رسول اللديلة

المبحث الثاني

تفضيل الصحابة على جميع أمة محمد وا

وكما أن الله تعالى قد فاضل بين الخلائق» وفضل أمة محمدهة على الخلائق كلهاء فإنه جل وعلا قد فاضل بين أمة محمد #6 فيما بينهاء ومن مظاهر هذا التفاضلء؛ فقد فضل الصحابة "أصحاب النبي6" على جميع أمة محمدقة فيكون بذلك هم أفضل أهل الأرض جميعاًء بعد الأنبياء والرسل. ولبيان فضل أصحاب النبي#ه فقد قسم الباحث هذا المبحث إلى ستة مطالب: - المطلب الأول: فضل الصحابة على جميع الأمة بالسبق للإسلام وغربته الأولى: - إن الله تعالى جعل لكل نبي حواريين يؤازرونه في دعوته» ويتحملون معه مشاق الدعوة إلى الله تعالى» وهؤلاء هم أهل السبق لنصرة أنبيائهم» ورفعة دينهم» وكذلك فقد جعل لنبينا محمدقة أصحاباً تحملوا معه مشاق هذه الدعوة» وأذى أهل الكفر وعذاباتهم؛ فكانوا هم أههل السبق لنصرة دعوة الله» وحازوا على وسام الشرف من الله تعالى» حيث بشرهم بأنهم هم السابقون المقربون يوم القيامة؛ قال تعالى!( والسّابقون السابقون*أولنك المُقَرَّبونَ» (الواقعة:١٠ )١١-‏ . والمعنى: أن الله تعالى مدح أهل السبق والاستجابة لدعوة الإسلام» فجعلهم في مقام القربة عنده يوم القيامة» ولقد اختلف أهل التأويل في هوية هؤلاء السابقين» فقال ابن عباس "هم أهل السبق للهجرة مع النبي" حتى قال عنهم السابقون إلى الهجرة في الدنياء هم السابقون للجنة في الآخرة ". 7 أوقال تعالى: « للفقراء المّهَاجرينَ اذينَ أخرجُوا من ديارهم وَأَمُوَالهم يَبَتغون فَضنًا من الله وَرِضوانا وَيَنَصرُون الله وَرَسُولَهُ أوتتك هُمْ الصّادقون) (لحشر:*). قال عكرمة: هم السابقون للإسلام» وقال بعضهم: هم السابقون إلى إجابة رسول الله في الدنيا فهم السابقون إلى الجنة في الآخرة ''أوقيل: قد التمار هون لق التوبة وأعمال البرء لقوله تعالى(وَسَارِعوا إِلَى مَغفرَة من رَبَُّمْ وجنّة عَرْضُّها السّمَوات وَالْأَررْضْ أعدّت للمُتقين * الَذِينَ يُتفقَونَ في السّرّاء وَالضّراء والكاظمين الغيظ والعافين عن

(')الكشف والبيان ج1 ص7١‏ ()انظر تفسير معالم التنزيل ج/ا ص4

11١

التّاس والله يُحبُ المُخسنين» (آل عمران:17-؛17) ٠١‏ ) وقال بعضهم: هم أول الناس روحاً إلى المسجد في الصلوات الخمس "١"‏

والذي يراه الباحث: أن هذا السبق وإن كان أول من حاز على شرفه أصحاب النبي 86 وفضلوا به على جميع الخلائق» فإن فضله يبقى شرفاً لكل من سابق في هذه الأمة لنصرة دعوة الله سبحانه وتعالى في كل زمن يحتاج فيه الدين النصرة» وتحمل الأذى في سبيله فيكون من أهل السبق في زمانه» وينطبق عليه قوله تعالى(وَالسابقونَ السابقون* أولئك المُّربُونَ). والدليل على ذلك قول النبي46 في الحديث [ بدأ الإسلام غريباًء وسيعود غريباً كما بدأء فطوبى للغرباء].!'' ولكن وإن كان كثير من المسلمين قد شارك أصحاب النبيقك في شرف السبق إلى نصرة دين الله» والسبق إلى أعمال الخيرء فإن أصحاب النبي8ة قد تميزوا بسبقهم عن سبق غيرهمء في هذه الأمة» فهم أول من لاقى من الأذى وتحمل الشدائد مع نبيهمة. في أول مسيرة الدعوةءوفي بدء ظهورهاء وهم الذين دفعوا * ثمن السبق فيها أغلى ما يملكون من أرواح ودماء وأموال وأوطان وبنين» فقد تركوا أوطانهم وهاجروا منهاء وعادوا أقرب المقربين إليهم» حتى آبائهم وأبنائهم» وما ذلك إلا نصرة لدين الله حتى نزل في حق الكثير منهم قرآن» قال تعالى في حق بعضهملإوّمن النّاس من يَشرِي نفسة ابتغاء مَررْضَاة الله والله رَعُْوف بالعبّاد6 (لبقرة:0٠).‏ وهم أول من خاض المعارك في سبيل نصرة دين اللهء كيوم بدر وأحد والأحزابء فقال تعالى في حقهملاآ من المُؤمنين رجال صدَقوا ما عَاهَدُوا الله عَلَيْه فَمنْهُمْ مَنْ قضى تَحبَّهُ ومنهم من يَنتَظر وما بَدَلُوا تَيُديل(الأحزاب:؟؟).

ولذلك فإن النبي 46 أوصى بأصحابه خيراًء وحذر من التعدي عليهم بالقتتل أو السب أو الشتم» فقال [لا تسبوا أصحابيء والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه].!؟! وفي هذا رد على أهل الضلالة والانحراف من غلاة الشيعة: الذين تطاولوا بألسنتهم على أصحاب النبي © بالسب والشتم ونسبة الكفر والضلال لهم.

') انظر لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن جا ص ١5‏

انظر تفسير معالم التنزيل جا ص4

صخاريده » كتاب الإيمان ٠‏ باب بيان أن الإسلام بدأ غريباء وسيعود غريباً كما بدأ ح45١‏ سنن أبي داودء كتاب السنة» باب في النهي عن سب أصحاب الرسول 45558 ؛. صححه الألباني

1

ّ

(0 (0 (0 (0

1

المطلب الثاني: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بصحبة النبي 85

إن لمقام الصحبة مع رسول الله 4 عند الله تعالى شأن عظيم ميز الله تعالى فيه أصحاب محمد عن غيرهم من الأمة» بل من البشرية كلهاء ولذلك مدحهم في كثير من آيات القرآن» في مواقف كثيرة» أو صفات حميدة . ومن أعلى تزيعات المدع مين اد لاي »أ بمديم في مقام الصحبة» قال لماوز عد ول الله وَالَذِينَ مَعَهُ أَشدَاغ على الكقار رْحَمَاء بَيْنْهُم تراهم رَكَعًَا سُجّدًا يبتغون فضلاامن الله وَرضوانا سيمَاهُمٌ في وُجُوههمْ من أثر السّجُود)(الفتح:؟1).والمعنى: أن الله تعالى مدح فيهم هذه المصاحبة الكاملة بالطاعة والتأييدء وذلك بقوله(وَالَّدِينَ مَعَه) أي الذين داوموا معه على السمع والطاعة والنصرة والفداء بالنفس والمال والأهلء والذين غُرفوا بما عاهدوا الله عليه ! ١‏

فقد بدأ الله تعالى المدح والثناء في هذه الآية على رسولهمء وأثبت له الرسالة التي أنكرها سهيل ابن عمرو ممثل أهل الكفر في توقيع صلح الحديبية» حيث قال للنبي6ة" لو عرفناك يسول ادها عسد نالك فقالن : (تطنة و مزل الله). وبعدها أثنى على هذه الجماعة المصاحبة لرسول اللهء التي آمنت وصدقت بدأ" فرسم الله تعالى في هذه الآية صورة وضيئة لواقع هؤلاء الصحابة» صور من عدة لقطاتء لأبرز حالاتهاء لقطة تصور حالهم مع الكفار (أََدَاءْ ع الكقار) » ولقطة تصور حالهم مع أنفسهم[رَحَمَاءْ بَيْنَهُمْ)» ولقطة تصور هيئتهم في عبادتهم (تَرَاهُم ركع سُجّدَا)» ولقطة تصور قلوبهم وما يشغلها ويجيش بهاإيبتغونت فضنًا من الله وَرِضْنْوانا)» ولقطة تصور أثر هذه العبادة والتوجه إلى الله(سيمَاهمْ في وُجُوهِهمْ من أقر السُجُود)ء ثم بعد ذلك لقطة تبين تشبيههم بالزرع الذي أخرج ثمره؛ فتقوى سوقه بهذا التنمرء حتى أعجب جماعة من الزراع وأغاظ جماعة أخرى.

لقد كان هذا من أعلى مراتب المدح لصحابة رسول الله 88 التي استحقوها بصحبتهم لرسول الله © والتي تميزوا بها عن باقي الأمة» حتى ظهر هذا التميز بسمات الصلاح في وجوههمء والتي اختلف المفسرون في معناهاء فقال بعضهم: إنه أثر محسوس لكثرة السجود التي تميزوا به» حيث يتعلق التراب والطين في جبهة الساجدء أو علامة تظهر في جبهة الساجد من كثرة

سجوده.,

(() انظر اللباب في علوم الكتاب ج1١‏ ص7١ه‏ 5

(') انظر أعلام النبوة للماوردي ص ١7١‏ (') انظر في ظلال القرآن ج/اص517 -14ه

1١11

وقال بعضهم: إنه أثر يظهر يوم القيامة على أرض المحشرء في وجوههم لقوله تعالىا ترَّى المُؤمنين وَالمُؤمتات يَسنْعَى نُورْهمَ بَيْنَ أَيديهمْ وَبأيْمَانهِمْ 6 (الحديد:1). وقال بعضهم: هو أثر نفسي يتركه السجود في نفوس الساجد من راحة وطمأنينة يشعر بها بعد سجوده وركوعه:!"ا ولقد ذكر النبي8ة فضل صحبتهم الميمونة» فقال [ اشتقت لإخواني قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله» قال: أنتم أصحابي

وفي هذا الحديث بيان لفضل صحابة رسول الله على كل من جاء بعدهم» حيث حازوا على التفرد بفضل الصحبة» واكتساب فضل الأخوة ضمنا مع كل المؤمنين» حيث قال تعالى/ إِنَمَا المُؤمون إخوة © (الحجرات:١٠١).‏

المطلب الثالث: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بذكرهم في الكتب السماوية السابقة: -

إن من أهم مناقب صحابة النبي #6 الذين صاحبوه في دعوته إلى الله» ذنكرهم في الكتب السماوية السابقة» كالتوراة والإنجيل؛ كقوله تعالى! ذَّلكَ مَتَلْهُمْ في التّؤراة وَمَتَلْهُمْ في الإنجيل كزَرْع أخرج شطأة فَأرَرَهُ فَاستغلظ فاستوى علَى سنوقه يُعْجِبْ الرّرّاع ليَغيظ بهم الكفار) (الفتح:4؟) والمعنى في قوله(ذلك)أي صفات أصحاب رسول الله في التوراة» وهي الشدة على الكفارء والرحمة بالمؤمنين» وحالة السجود والركوع. الذي ترك في وجوههم سمات الصلاح ولق

أما المعنى في قوله(وَمَلْهُمْ في الإنجيل)» أي أن هذا الزرع الممثل به أصحاب النبي ##أخرج فراخه؛ (فأزَرٌَ) أي شد إزره فقواهء فالمؤازرة من المعاونة»( فاستغلظ) أي صار من الدقة إلى الغلظة»(فاستوى على مئوقه) أي استقام على قصبه وهي جمع ساقء فهذه الصفات الحميدة العجيبة» وما تولد منه أعجب الزراع الذين يتفننون في فن الزراعة» وفي المقابل .أغاظ قلب فئة لا تحسن فن الزراعة» فملئت قلبها بالحسد على هذه الجودة من الزرع.!*ا

إن هذا المثل ضربه الله تعالى لبدء أمر الإسلام وترقيه في الزيادة» إلى أن قوي واس تحكمء لأن النبي# قام وحده ثم قواه الله تعالى بمن آمن معدء كما الطاقة الأولى من الزرع بما

يتخرج منه» حتى أعجب الزراع.

(') انظر التحرير والتنوير لابن عاشور ج5١‏ ص5١٠‏

(') صحيح مسلمء كتاب الطهارة» باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل عند الوضوء ح545١‏ (') انظر أيسر التفاسير جه ص86١١‏

()انظر تفسير السعدي ص 715

2

يقول عكرمة: " إن هذا الزرع الذي زرعه محمدهك قد أخرج شطئه بأبي بكرء وآزره بعمرء واستغلظ بعثمان» واستوى سوقه بعلي" ١١‏

وقيل إنه مكتوب في الإنجيل: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع؛ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر !"ا

وتقيا مهاد القحاتى فى شيفات: أضيكات؟ النبى ل التق اسشقيطة تن ,لصوو و الاييسل: والتي جمعها القرآن» نرى أن النبيقة يضرب المثل ويشبه بين الزرع الطيبء وبين أصحابه ومن سار على هديهم؛ فقال:1[ إن من الشجر لشجر لا يسقط ورقهاءوإنها كمثل المسلم] !"ا

وقد استنبط النبي 4 هذا المثل من قوله تعالى9أَلَمْ تر كيف ضَرب الله متلا كلمّة طَيْبَة كشجرة طَيّبّة أُصلْهَا نَابت وَفَرْعْهَا في السّمَاء 6(إيراهيم:؛١).‏ فالكلمة الطيبة تمثل الرجل المؤمن الذي ل دين الله تعالى: والشجرة الطيبة هي كما قال العلماء النخلة.

المطلب الرابع: تفضيل الصحابة بمدح القرآن لهم: -

إن من مظاهر رضا الله عن أصحاب النبي#ه أن الله تعالى قد مدح مواقفهم التي قدموها لخدمة دين الله تعالى؛ والتي تمايزوا وتفاضلوا عن البشر كلهم بها في قرآنه؛ فالله لا يضيع أجر المحسنين» ومن هؤلاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم. كما أنه في المقابل ذكر كثيرا من أهل السوء الذين علم الله تعالى أنه لا تغير في حالهم إلى الأصلح؛ فذكرهم بالسوء

والشر والتوعد بالنار» كأبي لهب وأبي جهل وابن المغيرة وغيرهم من أهل الكفر.

والله تعالى قد مدح أصحاب النبيقة على وجهين: وجه جماعيء: ووجه انفرادي.

أولاً: المدح الجماعيء وهو على ثلاثة وجوه ؛ -

١‏ - مدح جماعي عام: حيث مدح أصحاب النبي8ة بصفة جماعية» دون تمايز بين أحد منهم جمع فيه بين المهاجرين والالطنازة كال تعالى ققد ل الله وَالّذِينَ مَعَهُ أُشَدَاء على الكقار رحمَاء بَيْنَهُمْ تراهم ركعًا مهدا يَبْتَغُونَ فَضنًا من الله وَرضوانا سيماهم في وجوههم من أَثَر السّجُود)(لفتح:*؟). وكقوله تعالى9وَالسابقون الأَوَلونَ من المُهماجرين والآنصار والذين اتَبعْوهم بإحسان رضي الله عَنَهُمْ وَرَضوا عنة وأَعَدَ لهم جنات تجرِي تحتها الأنهار خالدين فيها أَبَدَا ذلك القوؤز العظيم)التوبة:٠٠٠).‏ وكمدحه أصحاب بيعة الرضوان» وهم من

(') تفسير الكشاف اج ص ١ه"‏ (') انظر المرجع السابق ج5 ص ٠١5”؟‏ () صحيح البخاري ٠‏ كتاب العلم» باب قول المحدث حدثنا وأخبرنا وأنبأنا ح51

المهاجرين والأنصارء الذين بايعوا الرسول#ه على الموت لمّا تسرب أن قريش قتلت عثمان رسول رسول الله 4 إليهم» قال تعالى(إلَقَد رضي الله عن المُؤمنين إذْ يُبَايعُوتَكَ تخت الشجرة فَعلمَ ما في قُلُوبهم فَأَََلَ السكيتة عَلَيْهمْ وَأََابَهُم فنحَا قَريبَ) (دفتع:ه). ١7‏ )

١‏ - مدح جماعي خاص بالمهاجرين: وفيه مدح الله تعالى المهاجرين الذين هاجروا مع نبيهم» تاركي الأهل والأموالء والبلدان لأجل الله تعالى ولنصرة نبيهك؛ قال تعالىاللْفقَرَاءِ المُهاجرين الَذِين أخْرِجوا من ديارهم وأَموَالهم يَبتغونَ فضنًا من الله وَرِضوانا وَينصرون الله وَرَسنُولَهُ أولئك هُمْ الصّادقون» الحشر:؛) . يقول ابن كثير" هؤلاء الذين خرج وا من ديارهم وخالفوا أقوامهم ابتغاء مرضات الله ورضوانه؛ وهم الذين صدقوا قولهم بفعلهم. وهؤلاء هداساذاك الماجر يز"

وقوله أيضاً في المهاجرين إن الّذينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وجاهَدُوا بِأَمْوَالهم وأنفسهمْ في سَبيل الله 6(الأنفال:؟7). والمعنى: أن الله قد قسم المؤمنين في مكة بعد هجرة رسول الله 8 إلى المدينة إلى قسمين؛ قسم: هم الذين وافقوه في هجرته فهاجروا معه؛ تاركي الأموال والأولاد والأرضء فهؤلاء هم المهاجرون الأولون الذين سابقوا وسارعوا معه في هجرته؛ ولم يتأخروا لزمن طويلء فالله تعالى وصفهم بصفات أربع؛ مدحهم فيها:!"ا

الأولى: أنهم آمنوا بالله. وملائكته» وكتبه» ورسلهء واليوم الآخرء وقبلوا جميع التكاليف التي بلغها لهم رسولهم 4# ولم ينكروها أبداً.

الثانية: صفة الهجرة ومفارقة الأوطان» وترك الأقارب والجيران في طلب مرضة الله الي

الثالثة: صفة الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس» حيث ضاعت بهذه الهجرة أموالهم ومساكنهم» وضيعهمء ومزارعهمء وأنفقوا ما تبقى معهم من المال» في سبيل نصرة دين الله. الرابعة: أنهم من أول الناس سبقاً لهذا الفضلء فضل الهجرة والإنفاق في سبيل الله تعالى. وى هم الذين' حالفو | أمرة فامتوا يذ ول زواهروا معد فاش الى ها قبل مكهم هذا الإيمان: ولا استحقوا أن يمدحواء بل ذمهم الله تعالى» قال تعالى9ا إن الذِينَ تَوَفَاهُمْ المَلّائقةٌ ظَالمي

(') التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر ج١١‏ ص58١‏ (') تفسير ابن كثير ج14)ص717؟؟ ()انظر مفاتيح الغيب ج ١١‏ ص١7ه‏

1١15

أنفسهم قَالوا فيمَ كَنتُمْ قَالوا كنا سُنْتَضْعَفِينَ في الأرض قَالُوا أَلَمْ تكن أَرْض الله وَاسعَة فَتْهَاجِرُوا فيها فَأُولَئكَ مَأُوَاهُمْ جَهَنَمٌ وَسَاءَت مصيرًا) (النساء:0.0")

- مدح جماعي خاص بالأنصار: وهؤلاء هم الذين لما هاجر إليهم النبي8# بطائفة من أصحابه من أهل مكة» آووهم ونصروهم؛ فسموا بالأنصار قال تعالى9 وَالَّذِينَ تَبَوَءُوا الدَارَ والإيمَان من قَبْلهِمْ يُحبُونَ مَنْ هاجر إِلَيِْمْ ولا يَجَدُونَ في صُدُورهمَ حَاجة مما أوتوا وَيُؤْثرُون عَلَى أَنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يُوق شح تفسه فَأُولَئكَ هُمْ المُقلخون» (الحشر:4). والمعنى: أن المراد في قوله (الدار): هي المدينة»وهي دار الهجرة: تبوأها الأنصار قبل المهاجرينء وتقديرها: الذين تبوءوا المدينة والإيمان من قبلهم.

فإن قيل: هل تبوعوا الإيمان قبل المهاجرين بمعنى هذه الآية؟ فالجواب: ليس المعنى أنهم تبوءوا الإيمان قبل المهاجرينء إنما المعنى أنهم جعلوا الإيمان مستقراً ووطناً لهم لتمكنهم منه» واستقامتهم عليه» أو أنهم تبوءوا الدارء وتبوءوا الإيمان قبل أن يهاجر لهم المهاجرون.!"ا

ثانياً: الوجه الانفرادي: وهو أن الله تعالى قد مدح بعض أصحاب النبي #6 بصورة إنفرادية: على عمل قدمه أو قام فيه استحق به المدحء كقوله في حق أبي بكركه 9وَسَيْجِنَبْهَا الآتقَى* الذي يُوتي مَالَهُ يتزكى)(الليل:10-1), عن قتاده في قوله: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) يقول : "ليس به مثابة الناس ولا مجازاتهم إنما عطيته لله.!"! وقد نزلت الآية في أبي بكرء قد أعتق ناساً لم يلتمس منهم جزاءً ولا شكورآء وهم ستة أو سبعة؛ ومنهم بلال وعامر ابن فير ©)

وقوله تعالى! فَأَمّا مَنْ أَعطى واتَقَى* وصدّق بالحُستّى) (اليل:ه -+). قال ابن الزبير"إنها نزلت في حق ابي بكر". وقوله تعالى ( وَاتَبِعْ سبيل من أناب إِلَيَ ثُمّ إلى مرجعكم فأنبئكم بمَا كنتم تَعْمَلُونَ6 التمان:6١)‏ قال ابن عباس" إنه أبو بكر".!”اوقوله تعالى9وَالَذِي جَاءَ بالصّذق وصدّق به أُولئكَ هُمْ المُتقُون» (دزمر:0”). قال عليه؟ إن الذي جاء بالصدق محمدقك والذي صدق هو أبو بكر ".1')

)1 انظر مفاتيح الغيب ج ١١‏ ص١7ه‏

(') انظر مفاتيح الغيب ج79١‏ ص05

(') انظر الدر المنثور ج8/ ص57

()انظر تفسير معالم التنزيل ص5؟١١‏

()انظر كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري ج١1‏ ص64 (() انظر المرجع السابق ج١‏ ص84

١1١ا/‎

وقد يكون المدح بتأييد الله لأحد على رأي أبدى به وهو ما يسمى الإقرارء وهذا أسلوب من أساليب المدح في القرآن تكررت في آيات كثيرة» كتأييد رأي عمرهه في أسرى بدر حيث استشار النبيقكه أصحابه فيهم؛ فكان لعمر رأيّ مغاير لآراء الصحابة فيهم. ولقد استشار النبي 6 الناس في الأسرى يوم بدرء فقال: إن الله قد أمكنكم منهم» فقام عمر: فقال يا رسول الله إضرب أعناقهم؛ فاعرض عنه النبي فك ثم عاد فقال يا أيها الاناس إن الله قد أمكنكم منهم؛ وإنما هم إخوانكم بالأمسء فقام عمر فقال: يا رسول الله إضرب أعناقهم؛ فأعرض عنه النبي5ك ثم عاد 6 فقال للناس مثل ذلكء فقام أبو بكر فقال: يا رسو الله نرى أن تعفو عنهمء وأن تقبل منهم الفداء» قال: فذهب عن وجه رسول الله 8 ما كان فيه من العم فعقا"عتهم وقبل ستهم الفداي قال : فأنزل الله تعالى ل ما كَانَ لنَبِيّ أن يَكُونَ لَهُ أسترّى حتى ين في الأرْض تريئون عرض الذنيًا والله يُرِيِدْ الآخرة والله عَزِيرٌ حَكيمٌَ» (الأنفال:407)] (") فهذه الآية مؤيدة لرأي عمره وكرامة له وفي ذلك قال عمرهه [وافقني ربي في ثلاث» قلت يا رسول الله: لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى» ؛ فنزلت(إوإذ جَعَلَنَا البَيتَ مَتَابَةَ للناس َأمنَا وَانَحْذُوا من مَقَام إِيْرَاهِيمَ مُصلّى 6 (البقرة:ه؟١)‏ . وقلت يا رسول الله: إن نسائكم يدخل عليهن البر والفاجرء فلو أمرتهن أن يحتجبن» فنزلت8إيَا أَيّهَا النَبِيُ قل لأزواجك وبناتكَ ونساء المُؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْههنَ من جلابيبهنٌ ذَلك أدتى أن يُعْرَفْنَ فلا يُوْذَيْنَ وكان الله غفورًا رحيمًا #(الأحزاب:51). واجتمع على رسول الله نساءه في الغيرة» فقلت لهن: عسى ربه إن ظلفكق أن ييدلة أزواجا كينا كن فراتة عي ريه إن طللكن أن إإئلة أؤواجسا خيسدا منكن مُسَلمَات مُؤْمتات قانتات تائبّات عَابدَات سائحات َيْبَات وَأَبْكارًا» (التحريم:ه)/] (" وكذلك مدح الله تعالى عثمان بن عفان في عبادته وفي إقافه فى مويل أن قا الله تعالى مادحاً عبادته9 أَمْ من هو قانت أنَاء اللَيْلِ ساجدًا وقائمًا يَحّرُ الآخرة وَيَرْجُو رحمة ربّه قل هل يَسسْتّوي الذين يَعْلَمُونَ والَذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنَمَا يَتَدَكرُ أولو الأنبَاب» الزمر::). قال عمر رضي الله عنه: إنها نزلت في عثمان».! ونزل في حقه أيضاً قوله تعالى«الَذينَ يُنفقون أْوانُمْ في ستبيل اله ثم لا ينبكون ما أنققوا ما ولا أذى لهم جرهم عند رهم ونا خف عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَخزَتون» (البقرة:51١).‏ وقوله تعالى إن الَذينَ م سبَقت لهم منا الخسنتى أوقك

(') مسند الإمام أحمد » مسند المكثرينء باقي المسند السابق ح547١7١»‏ قال شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره (') صحيح البخاري . كتاب تفسير القرآن» باب واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ح؟448 (') انظر لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ص ١854‏

١18

عَنْهَا مبْعدُون* لا يَسْمَعُونَ حَسيسَهَا وَهُمْ في ما اشتهت أَنَفْسُهُمْ حَالدُونَ © (لأنبياء:١١١-١0٠).‏ يقول على # : أن هذه الآيات نزلت في حق عثمان !"ا

وكذلك مدح الله تعالى طلحة بن عبيد الله ه في ثباته مع رسول الله 6 يوم أحدء حينما انكشف أصحاب النبي#ه عن رسول الله وفروا من أرض المعركةء[ لما رجع النبي#6 إلى المدينة» صعد المنبر» فحمد الله وأثنى عليهفقرأ (إمن المُؤمنينَ رجال صَدَقوا ما عَاهَدُوا الله علَيِه فَمنَهم مَنْ قَضى تحبَهُ ومنهُم من يَنتظرٌ وما بَدلُوا تبديلا4 (الأحزاب:.2). فأقبل طلحة وعليه ثوبان أظفران» فقام رجل فقال يا رسول الله: من هؤلاء؟ فقال النبي#6: أيها السائل هذا منهم» وأشار إلى طلحة]:!"ا

وقد مدخ اله تعالق' ويد بن حارثةهه ورذكره في القرآق بابمة 'فما ذكو أحة سن المتسلميق باسمه إلا زيد» قال تعالى9وإِذ تقول للّذي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ وَأنَعمت عَلَيْه أنسك عَلَيْكَ زَْجِكَ وائّق الله وتخفي في تفسك ما الله مُبْديه وتَخشى النَّاسَ والله أحق أن تَحْشا فَلَما قَضَى ريد منها وَطْرًا زَوَجِتاكهَا لكئ لا يكون علَى المُؤمنينَ حَرَجٌ في أزواج أُدعيّائهم إِذَا قَضوا منهُن وَطرًا وكان أَمْرٌ الله مَفعغُولا6(لأحزاب:/7). وهذا شرف عظيم لزيد بن حارثة ه.حيث كان يُدعى زيد بن محمدء من شدة حب رسول اللهك له فنزلت هذه الآية» لتبطل عادة التبني:!"ا وكذلك مدح الله تعالى صهيب الرومي4» حينما ترك ماله الكثير لكفار قريشء مقابل أن يهاجر مع رسول اللهقك؛ قال تعالى(ومن الناس من يَشَرِي نفسة ابتغاءً مَرْضّاة الله والله رّءعُوف بالعباد 6 (البقرة:0107؟) ,

أخرج ابن مردويه عن صهيب#© قال: لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي# قالت لي قريش: يا صهيب قدمت إلينا وما مال لك؛ وتخرج أنت ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبداء فقلت لهم: أرأيتم إن دفعت إليكم مالي» تخلون عني؟ قالوا نعم» فدفعت لهم ماليء فخلوا عنيء فخرجت حتى قدمت المدينة» فبلغ ذلك النبي46 فقال: ربح البيع صهيب مرتين؛ فنزلت الكية كا

') كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة ص 5١7‏ ') كتاب الأحاديث المختارة؛ لأبي عبد الله ابن أحمد المقدسيء ح17١8ج ٠"‏ ص8١‏ إسناده حسن انظر صفة الصفوة ص 51١‏ لابن الجوزي

فتح القدير ج١‏ ص 55٠١‏

ءّ

(0 (0 (0 (0

>16

المطلب الخامس: تفضيل الصحابة على الأمة بزيادة محبتهم وطاعتهم لرسول#6

إن من أهم عوامل الإيمان في عقيدتناء محبة رسول الله » وتقديم هذه المحبة على محبة أي شيء في الحياة» حتى النفسء وهذا ما قاله النبي 86 لعمرهكك ؛. حينما قال له عمر :[لأنت أحب إلي من كل شيء » إلا نفسي, فقال له النبي6ة والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسكء فقال له عمر إفإنه الآن» والله لأنت أحب إليّ من نفسيء. فقال النبي6ة الآن يا عمر].!'ا وقول النبي #6 [ ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان» أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما 00 م

ولقد ظهرت محبة أصحاب النبي 46 أكثر من محبة الأمة له بأسرهاء وذلك بافتدائهم أرواحهم له» وبحماية دعوته؛ وبما أنفقوا من مال وأهل في سبيل محبته فطبقوا قول الله تعالى(قل إن كنتم تحبُون الله فَاتبعُوني يُحَبِيكمٌ الله وَيغْفِر لكم ذَنُوبِكمْ والله عَفُورٌ رَحيمٌ » (آل عمران:١”)»‏ المعنى: أن الله تعالى قد ربط محبته بمحبة رسوله6 حيث لا تكون المحبة إلا بالإتباع» فلما أعلنت اليهود أنهم أحباء الله وأولياؤه» ولما قالت النصارى: إنها اله حزيق حتكتة لم ولما سجدت قريش للأصنامء فقال لهم رسول اللهء لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم» فقالوا: ما نعبدهم إلا محبة لله وقربى له فنزلت هذه الآية» تنكر عليهم هذه المحبة المزيفة» الخاطئة الكاذنبة» وتبين لهم» أن محبة الله مربوطة بمحبة محمد وأتباعه:!"ا

وقد تجسدت محبة أصحاب رسول الله #6 له في مواقف شهدت لهم بها الأعداءء أن ليس هناك أحد يحب أحداًء كحبهم لمحمدق فلما صلبت قريش خبيب بن عدي لدم بينها وبينه في يوم بدرء وأخذوا يضربونه بالسهام حتى نزف دمه؛ جاءه أبو سفيان يعرض عليه غلى أن يكون شع كاده طك' الشتاب موقن ماقي فى ملت فافض تلاك وفنا واندانا أرضى أن أكون معافى بين أهلي ومحمد يشاك بشوكة في قدمه في المدينة» فقال أبو سفيان: والله ما رأيت أحداً يحب أحداًء كحب أصحاب وبحي البح ا

(') صحيح البخاريء كتاب الأيمان والنذور» باب كيف كانت يمين النبي ج5715 (') صحيح البخاريء كتاب الإيمان» باب حلاوة الإيمان ح5١‏

(') انظر مفاتيح الغيب ج48 ص ١95‏ () انظر الرحيق المختوم ص71

ولقد ظهرت أيضاً محبة أصحاب النبي6 له حينما ضرب كفار قريش الحصار على رسول الله 5 في شعب أبي طالب» فتضامنوا مع رسولهم حتى أكلوا ورق الشجرء وقطع الجلد من شدة الجوع: حتى مكثوا على ذلك ثلاث سنينء قطعت فيها عنهم الميرة والمادة» فلم يترك المشركون طعاماً يدخل مكة ولا بيعاً إلا بادروا فاشتروه» حتى لا يصل إليهم في الشعب» وبقي حالهم على ذلك حتى سمع من وراء الشعب أصوات الصبيان والنساءء يبكون من شدة الجوع؛ وما ذلك إلا محبة لرسولهم 46.!")

وهناك مواقف فردية من أصحاب النبي6ة تبين مدى محبتهم له» ومثال ذلك ما كان من أبي بكر في مكة حينما جاء عقبة بن أبي معيط ليتعدى على رسول اللهقة بالأذى فوقف في وجهه أبو بكر وقال له أتقتلون رجلا أن يقول ربي اللهء فما كان من عقبة وبعض المشركين الذين تكاثروا عليه إلا أن انهالوا عليه ضرباً حتى أدموه؛ وفقد وعيه؛ وحينما أخذوه لبيته و أفاق من إكنناقة: أحذ سال فق وشو اند يقن ناذا نعل ستول الكل سر فقن الطعام والشراب حتى أخذوه ليرى رسول اللهقك وليطمئن على حاله؛ وكان يتهادى بين اثنين ف أخله امن كد مزعي 1

وكذلك ألقت أم عمارة في يوم أحد بنفسها على رسول الله 88 عندما اشتد وطيس المعركة واف معط العتيحائة :عقه:قأحنك لتلقى نه -ضرباتالنيوف والر ماده حت أشني تحددها بثلاث عشرة جرحاًء وكان أعظم جراحها ضربة ابن قميئة على عاتقهاء تقول أم عمارة: رأيتني وقد انكشف عن رسول اللهقيوم أحدء فما بقي إلا في نفير ما يُتمون عشرة: وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه؛ والناس يمرون به منهزمين» ورآنا ولا ترس معيء فرأى رجلا مولياً ومعه ترسء فقال النبي6: إلق ترسك إلى من يقاتل» فألقاه فأخذته» فجعلت أترس بد عن رسول اشكك.!

وكذلك أحب علي رسول الله 6 في صغره: فكان من المسارعين لقبول دعوته؛ وهو أول من افتدى رسول اللهقك بنفسه» حيث نام في فراشه ليلة هجرته» وتحمل خطر الموت في هذه الليلة من أهل الكفر في قريشء وما ذلك إلا محبة لرسول الله 46 وبهذه المحبة زوجه رسول اللد؛ ريحانة قلبه فاطمة ابنته» وقد قال عنه رسول الله #8 يوم خيبر: اليوم أعطي الراية

(')انظر الرحيق المختوم ص ١77”‏ (') انظر السيرة لابن هشام ج١‏ ص 589 (')انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ج /)ص”١4‏

١1١

لرجل يحبه الله ورسوله» حتى تنافس أصحاب النبي#6 أيهما يكون صاحب ذلك الحظء فإذا به يعطيه لعلي ابن أبي طالبكك. !"ا

وكذلك من النساء السميراء بنت منسيء التي قالت للنبي46: كل مصيبة بعدك جلل» وذلك لما أخيرت: يوم أحد يبقل اينيها التعمان. ومليد فقالت: ما فكل«رسول: اشاقلاة قالوًا: خيزاء هع بحمد الله صالحء على ما تحبينء فقالت: أرونيه أنظر إليه» فأشاروا لها إليهء فقالت: كل مصيبة بعدك يا رسول الله جلل:!"ا

أما من جانب الطاعة لرسول الله 6 فقد أثبت أصحاب النبي#ه في مواقف كثيرة مدى طاعتهم المطلقة لرسول الله حتى تمايزوا بطاعتهم عن طاعة بني إسرائيل لموسى -عليه السلام - . ومن مظاهر التمايز بينهم وبين بني إسرائيل في الطاعة ما يلي: -

١‏ قالت اليهود لموسى - عليه السلام - لما قرأ عليهم وصايا التوراة « وإِذ أَخَدْنَا مِينَاقَكُمْ وَرَفَعنَا فَوَقَكُمْ الطُورَ خَدُوا ما أَنَينَاكمْ بقُوّة وَاسْمَعُوا قَالُوا سمعنّا وَعَصَيْنَا » (البقرة:6. أما أصحاب النبي © قالوا: سمعنا وَأْطعنا عُقْرَانَكَ رَبّنَا وَإِلَيْكَ المصير» (البقرة:285).

؟ - قالت اليهود لموسى - عليه السلام - لما خرج بهم لفتح بيت المقدس بأمر من الله تعالىء فوجدوا فيها القوم الجبارين» قال تعالى عنهم: ( قَالُوا يَا مُوسَى إنَا ل تَدْخْلَهَا أَبَدَا مَا دَامُوا فيها فَاذْهَبْ أنت وربّكَ فقاتنًا إِنَا هَاهُنَا قَاعدُون 4(لمائدة:؛؟). ولكن لما خرج أصحاب النبي6ة يوم بدر مع رسولهم للقاء قريشء فأراد النبية أن يطمئن لثباتهم معه وعدم خذلانهم له: فقال لهم أشيروا عليء فقالوا: والله يا رسول الله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى - عليه السلام - اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون؛ ولكن نقول لك إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.

" قال بنو إسرائيل لموسى - عليه السلام - حينما اشتد عليهم أذى فرعون بعد إسلامهم معه (١‏ قَانوا أوذينا من قَبْل أن تيا ومن بَعد ما جنتنَا قَالَ عسى ربكم أن يُهلكَ عََدُوَكُم وَيَسْتخلقكم في الأرض فَيَنظر كيْف تشمو 6 (الأعراف:5١١).‏ أما أصحاب النبي8ة لما اشتد عليهم الأذى والخناق يوم الأحزاب, قال الله تعالى عن موقفهم:(( وَلَمّا رأى المُؤمنون الأَخزَاب قَالُوا هذا ما وَعَدَنَا الله وَرَسُولهُ وَصدق الله وَرَسُوله وما رَادَهُمْ إلا إيمَانا وَتَسَليمًا

6 (الأحزاب:؟7) ,

(')تهذيب سيرة ابن هشام لعبد السلام هارون ص١””7‏ (') انظر كتاب مغازي الواقدي ج١‏ ص597”

فد

-إن بني إسرائيل لما أدركهم فرعون وجنوده فقدوا الإيمان والتوكل على اللهء فقالوا اتوك علد الما ها كلاه ارداق ,علي : لما ترَاءى الجمْعَان قال أُصْحَابْ مُوستى إنَا لَمُدْركون» (الشعراء:1*) . أما أصحاب النبي6 لما أثخنوا بالجراح بعد معركة أحد فحاول يعن المقطيق أن يقيلو | اهز انيم ووتز ا الرعي في قلويهه ققالوا لهم كن قري #داجينه لكم للقضاء عليكم» فقالوا كما قال الله تعالى عنهم «الَذِينَ قَالَ لَهُمْ النَاسْ إِنَ النّاس قَدْ جَمَعُوا لَكمْ فَاحشَوْهم قَرَادَهُم إيمَانَا وقَالوا حَسبْنَا الله ونم الوكيل)(آل عمرن:7) .

8 بجي : اشر اتيل: لما الخلنوا في جقائل اوسيل عندهم ورظليوا انق حوفي خغيه اللا > إن يخبرهم بالقاتل عن طريق ربه جل وعلا فقال لهم: أن يذبحوا بقرة» وذلك بأمر ربهم؛ فقالوا له مكذبين « أَنَد تتخذنا هْرُوا قَال أَغوذ بالله أن أكون من الجاهلين»االبقرة:77). ولكن أصحاب النبي 8 صدقوا نبيهم في أدق أمور الغيب» ومنها حينما أخبرهم يوم حفر الخندق حول المدينة » فقال الله أكبر فتحت فارسء ثم الله أكبر فتحت الروم؛ ثم قال الله أكبر جاء الله بحميّر أعواناً وأنصارى.!'' فحينها صدقه أصحابه خير التصديق وما كذبه إلا منافق معلوم النفاق» طبع الله على قلبه بالكفر.

وبهذا التمايز قال الله تعالى في بني إسرائيل ( لَنْفْسِدْنَ في الأرْض مَرَتَيْنَ ولَتَعَلْنَ عنُوًا كبير1)(الإسراء:؛) . وقال في أمة محمدقة ( كنم خَيْرَ أُمّة أخرجت للناس» (آل عمران:1١)‏ .

المطلب السادس: تفضيل الصحابة على الأمة بجهادهم مع رسول اللهقة: -

ومن خين ما فصل يه أضحات الننى :على الأنة كلها انمد هم أول فن ‏ تحمتك عبء الجهاد في سبيل نصرة هذا الدين» فكانوا هم السابقين الأولين لفريضة الجهاد في سبيل الله مع رسول اللهقة» حتى عاشوا حياتهم كلها جهاد ونصرة لدين الله تعالى» ولرسول الشهقة. حتى سموا بفرسان النهارء رهبان الليل؛ والله تعالى قد حفظ لهم هذا الشرف بالسبق للجهاد في سبيل الله فقال تعالى 9وَالذِين أَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا في سبيل الله وَالَذينَ أوَؤا وتصروا أولئك هم المُؤمثون حَقَا لَهُم مَغْفرَة وبزق كَرِيمٌ ‏ (الأنفل:74). يقول البقاعي في نظم الدرر؟ لما تقدمت أنواع المؤمنين» المهاجر والناصر والقاعدء وذكر أحكام موالاتهم» أخذ يبين تفاوتهم في الفضلء فقال (وَالَذِينَ أَمَنُوا)ء أي آمنوا بالله وما آتى منه.(وَهَاجَرُوا) أي مع نبيهم48 وسابقوا بالهجرة؛ (وَجَاهَدُوا في ستبيل الله) أي بما تقدم من المال والنفسء أو بإحداهما في سبيل اللهء فبذلوا الجهد في إذلال هذه في سبيل اللهء كما بذل

) أنظر كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: أحمد البوصيري »ج ص 77٠١‏

رالا

الأعداء الجهد في إذلال أنفسهم وأموالهم لمحاربة الله ورسوله.( وَالذينَ أووا وتنضروا) أي من هاجر إليهم من حزب الله (أُولَئك هُمْ المُؤمئونَ حقا) أي هذا الصنف من البشر هم المؤمنون حق الإيمان "1"

يرى الباحث أن أصحاب النبي © كفاهم فخراً وعزة وشرفاً بجهادهم مع رسول الله #6 ما خذلوه في معركة من معاركه مع أهل الكفر ولا في غزوة من غزواته؛ كما فعل بنو إسرائيل مع أنبيائهم» فما خذله إلا منافق معلوم النفاق» لفظه أصحاب النبي#ه4 وعاملوهم بالبغض والكراهية؛ فكان الخذلان من بني إسرائيل لأنبيائهم خذلاناً جماعياًء أما خذلان أصحاب النبي فهو خذلان فرديٌ» حدث من فتئة قليلة من أصحاب النبي8ة .

('انظم الدرر ج”*ص9؟

١

الفصل الرابع فضل أهل الشام على كثير من الأمة وفيه مبحثان: -

المبحث الأول: فضل بلاد الشام بفضل بلادهم

المبحث الثاني: فضل أهل الشام

المبحث الأول فضل بلاد الشام بفضل بلادهم وفيه ستة مطالب: - المطلب الأول: فضل الشام بذكر بركتها وقدسيتها في القرآن الكريم المطلب الثاني: فضل الشام بذكر رسول اندي لفضلها المطلب الثالث: فضل الشام بالمسجد الأقصى المبارك المطلب الرابع: فضل الشام بمهبط الأنبياء وملتقى الرسالات فيها

المطلب الخامس: فضل الشام بأنها أرض الجهاد والرباط إلى يوم القيامة

المطلب السادس: فضل الشام بأنها أرض المحشر والمنشر

١15

الفصل الرابع فضل أهل الشام على كثير من الأمة لقد بينا في الفصل السابق أن الله تعالى كرم أمة محمد © فجعلها خير أمة أخرجت للناس.وأنه تعالى جعل سنة التفاضل فيما بينهاء ففضل الصحابة رض وان الله عليهم على جميع الأمة» وكذلك فإن الله تعالى جعل لأهل الشام بعض الخصال التي تتفضل بها على كثير من الأمة.

ولبيان هذا الفضل لأهل الشام فقد قسم الباحث هذا الفصل إلى مبحثين:

المبحث الأول فضل أهل الشام بفضل بلادهم

إن أرض الشام أرضّ مباركة»؛ بارك الله تعالى فيهاءفالناظر إلى كتاب الله تعالى؛ وَإلى ما ووذ فى منة النبئققافي فصل يلاد الشام عامةء 'وبيت المقدس:وما خوله:خاضة يفون لمكا ررركة سف البلا عنكا ادرتعال ‏ ف]ذ| كان هله البركعة وهةة الناسجية ليذه الأرض قد أغفلت عن كثير من أهل هذه الأمة» فقد انتبه أعداء هذه الأمة في قديم الزمان وحديثه لهذا الفضل» وهذه البركة لهاء فجعلوها مطمعاً لهم؛ فشدوا رحال جيوشهم لغزوهاء فما كانت حروب الرزوء والقرين قبل:الإسلام فيما نيتيم الائزاغا على خيرات هذه الشبلاد: وبركة العيش فيهاء ومأ كانت الخروب الصليبية بعد الإسلام مغ المسلمين إلا طمعاً في ضضم بلاد الشام لمستعمراتهم» والسيطرة على مقدساتها لأجل طمس الإسلام فيها. ولقد ثبت أن ابن تيمية رحمه الله اعتمد مناقب الشام في الكتاب والسنة؛ لأجل تحريض المسلمين لقلاقاة وضد حيوكن النكان عند عَوَوهم لبلا الا فنهيئن عن القزّار مق بلاد الشام؛ إلى أي بلد كمصر وغيرهاء بل ألزمهم بفتوى شرعية بوجوب القيام فيهاء ورغب في الجهاد على: أاضهاء والرياظ على تتورساء كنا حث الجيان المصبزي بالاسماد: إلى يفن" النشناء اضلة النقاد بعك ا ولبيان فضل الشام على كثير من البلاد فقد قسم الباحث هذا المبحث إلى خمسة مطالب: -

() انظر كتاب إسعاد الأخصا بذكر صحيح فضائل الشام والأقصى لهشام بن موسى العارف القدسي ج١‏ ص ١١‏

ترجمة للكاتب: هو أبو عبد الرحمن هشام بن فهمي بن موسى العارف سلفي المذهب قدسي المحلة

١ /

المطلب الأول: فضل الشام بذكر بركتها وقدسيتها في القرآن الكريم

لقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين بركة بلاد الشام عامة» وبيت المقدس وجواره خاصة منهاء قال تعالى ( وَأَوْرثَنَا الهؤم الذين كانوا يُستَضَعَفُونَ مَشارق الأرض ومَغَارِبَهَا التي بَاركنًا فيها.... . ) (الأعراف:177).

والمعنى: أن الله تعالى قد ذكر في هذه الآية الاستخلاف لالصالحين الصابرين من بني إسرائيل في هذه الأرض المباركة والتي يُعنى بها كما قال العلماء أرض الشام» بعد ذكر غرق فرعون وجنده مباشرة مع أن عملية الاستخلاف ما كانت على أرض فرعون في مصرء بل كانت في أرض الشام. وما كان هذا الاستخلاف في عهد موسى - عليه السلام - بل بعد موته» وبعد تيه بني إسرائيل أربعين سنة» وما ذلك إلا ليدلل الله تعالى على أن سنته في هلاك الظالمين» وسنته في استخلاف الصالحين المؤمنين لا يحجبها زمان ولا مكان؛: فمتى تحقق الطغيان» تحقق الدمارء ومتى تحقق الصلاح تحقق الاستخلاف في الأرض. فهذه الآيات هي بمثابة طمأنة للنبي #5 وأصحابه الذين لاقوا أشد ألوان العذاب على يد أعداء الله في مكة» وهي تحمل في طياتها دعوة للصبر والثبات» ليحققوا الاستخلاف في الأرضء» وهي أيضا بمكانة نيان لفضل هذه الديازء :دياز الشاي حيث كانت أزطن اتتخلاق: للسطنالحين: ودمار للمتعالين المتجبرين:!"ا

يرى الباحث أن الله تعالى ما مكن للصالحين من بني إسرائيل في الأرضن بعد معجزة الغفرق لفرعون وجنده مباشرة» لأن بني إسرائيل بعد نجاتهم بقيت نفوسهم مشدودة لحب العبودية والتبعية»؛ حيث إنهم طلبوا من موسى -عليه السلام - عبادة العجل» وأرجلهم ما زالت مبللة بماء البحرء وبقيت في نفوسهم رواسب الجاهلية التي زرع فيها الجبن والضعف؛ وحب الالتواء هروباً من تحمل التبعات» فكانت معركة موسى -عليه السلام - مع نفوسهم» أشد من معركته مع فرعونء فلذلك حرم هذا الجيل من الاستخلاف في الأرض المقدسة. ولكن بعد أن انقضى هذا الجيل الذليل المستعبد» وجاء جيل الصلاح. الله تعالى مكنّ لهم واس تخلفهم في الأرض المباركة؛ وفي هذا درس للأمة الإسلامية بأن الله تعالى؛ حتى لو دمر الطغاة من أهل الكفرء لن يمكن لهم حتى يغيروا ما بأنفسهم» وينتصروا عليهاء ويتحرروا من رق الشهواك وعيونية الناسياة خض كوت أهلا لاس تخلاف:

() انظر في ظلال القرآن ج؟ ص 57١‏

١78

*ومنها قوله تعالى في بيان فضل الشام وتَجَيَْاهُ وَلُوطًا إلى الأرْض التي بَارَكنَا فيهًا للْعَالَمينَ)(الأنبياء: 0

والمعنى: أن الله تعالى جعل أرض الشام أرض نجاة لإبراهيم -عليه السلام - ولوط الذي آمن به وهو أول نبي تحدى أهل الكفر كي اتلك لظيو أمكانتهد «فخريجا إن لاطي المباركة والتي هي بلاد الشام كما قال أهل العلم؛ فيكون معنى أنجيناه أي أخرجناه. فل ذلك عدي بحرف "إلى" في قوله (إِلَى الأررض التي بَاركْنَا فيهًا للْعَالْمينَ). وقيل إنها متعلقة بمحذوف وقع حالاً» ويكون المعنى: أي نجيناه منتهياً إلى الأرض التي باركنا فيها. والمراد ها ايض الشداق افق خوج هن يالا الطراق إلى افلستظين في جاه القنام القن وامن فك يتنوم البركاتء ففيها البركات الدينية حيث بعثة الأنبياء فيهاء والبركات الدنيوية حيث خصب أرضها وطيب تمارها؛ !"ا

بقول ابن جرير الطبري؟ إنه لا خلاف بين جميع أهل العلم أن هجرة إبراهيم - عليه السلام - من العراق كانت إلى بلاد الشام» وبها كان مقامه أيام حياته» وإن كان قدم مكة وبنى بها البيت وأسكنها ابنه إسماعيل - عليه السلام - مع أمه هاجرء فهو لم يقم فيها ولم يتخذها وطناً لنفسهء وكذلك لوط -عليه السلام -.!")

*ومنها قوله تعالى ( وَلسَلَيْمَانَ الرّيح عَاصقَة تَجري بِأمرِه إِلَى الأرْض التي بَاركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين)(لأنبياء:41). حيث إن الله تعالى سخر الريح لسليمان - عليه السلام - تجري له في هذه الأرض المباركة» يقول ابن جرير في تفسيرها" إن الله تعالى سخر لسليمان ابن داود -عليهما السلام - الريح عاصفة» وعصوفها شدة هبوبهاء تجري بأمره أي بأمر سليمان -عليه السلام - إلى الأرض التي بارك فيها وهي أرض الشام» حيث كان يأمر الريح أن يسير به حيث يشاءء ثم يأمرها أن تعود به إلى منزله في أرض الشام "!"ا

*ومنها قوله تعالى( وَجَعَلنَا ينهم وبَيْنَ القرَى التي بَاركنَا فيها قُرَى ظاهرَةٌ وَقَدَرْنَا فيا السيْرَ سيروا فيها ليَاليَ وأَيّامَا آمنين4 (سبا:16). إن الله تعالى قد حكا عن بركتها في ثمارها وزروعها وحلول الأمن والأمان في ديارهاء الأمن من الجوع؛ والأمن من الخوفء حيث إن بلاد الشام هي ملتقى الأسفار في رحلات التجارة ما بين جزيرة العرب وكثير من البلاد؛

(9) انظر تفسير روح المعاني ج/ا١‏ ص١7‏ (') تفسير جامع البيان في تأويل القرآن ج1١‏ ص74 -ه؟ () المرجع السابق ج0١‏ ص6"

05

يقول ابن كثير في هذه الآية: "أن الله تعالى قد ذكر ما كانوا فيه من النعمة» والغلبة والعيش الهنيء الرغيد» والبلاد المرضية والأماكن الآمنة» والقرى المتواصلة المتقاربة بعضها من بعضء مع كثرة أشجارها وزروعها وثمارهاء بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حمل ماء وزاد» فأينما نزل وجد الماء والطعام ووجد الأمن والأمان» فهو يقيل في قرية ويبيت في أخرى بمقدار ما يحتاج لسيره» وهذه من بركة بلاد الشاء".!")

*ومنها قوله تعالىإوالتين وَالزَيْتُون * وطور سينين* وَهدَا البلّد الأمين * لَقَد حَلَقَنَا الإنسان في أَحْسّن تقويم © التين:1-؛). والله تعالى أقسم ببركة بلاد الشام فعبر في القسم بخيراتها التي أكرمها الله تعالى بهاء والتي هي مصدر من مصادر الحياة الرئيسية.

يقؤل. أبن كثين "هذه محال ثلاثة بعث الله تعالى في كل واخد منها نبيا موصلا من أولي العتوم الذين هم أصحاب الشرائع الكبرىء فالأول محلة التين والزيتون» وهي بيت المقدسء والتي بُعث فيه عيسى -عليه السلام والثاني هو طور سيناء الذي كلم الله تعالى موسى بن عمران -عليه السلام - فيه» والثالث هو مكة وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمناء وهو الذي أوسل افيه بحن ا 1"

#ومنها قوله تعالى9وجَعَلنَا ابن مَريمَ وأمّهُ آيَةَ وآوَينَاهُمَا إِلَى رَبُوة ذات قَرَارٍ وَمَعين* يَا أيُهَا الرْسْل كلُوا من الطَيّبَات وَاعْمَلُوا صالحًا إني بما تَعْمَلُونَ عَليمُ4 (المؤنون:.ه -1ه). إن الله تعالى بين أنه منّ على نبيه عيسى -عليه السلام -وعلى أمه بنعمة الأمن والحفظ في بقعة من هذه الديارء لمّا فر من كيد الكافرين .

والمعنى: أن الله تعالى جعل عيسى -عليه السلام - وأمه آية للناس» فأجرى عليهما آيات لم يجرها على أيديهم» فهو وأمه آية للناس حيث أجرى فيهما معجزة الخلقء فالله تعالى خلقه من غير أب» وحملت به أمه من غير زوجء فهما بذلك آية ومعجزة للبشرء حيث خرجوا عن قانون البشرية؛ وكما جعله وأمه آية للناس فقد أجرى على يديه آيات منها إحياء الموتى بإذن الله» وإبراء الأكمه والأبرصء وجعل لأمه كرامة الطعام» حيث كانت ترزق الطعام وههي صغيرة في غير أوانه حتى تعجب ذكريا -عليه السلام - من ذلك؛ فتمنى أن يكون له ولد مثلهاء قال تعالى (إفَتَبَلَهَا رَبُهَا بقبُول حَسن وأَنبَتَهَا نبَانَا حسنا وكقلها زكري كلّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زكريًا المخراب وجدَ عندهَا رقا قَال يَا مَرِيمُ أنى لَك هذَا قَانَت هُوَ من عند الله إن الله يرق مَن يَشَاءْ بعَيْرٍ حساب * هتالك دَعَا زكريًا ربّهُ قَالَ رب هب لي من لَذنك ذَرَيّة طَيَيَة إنَك

() تفسير ابن كثير جح ص ()المرجع السابق ج4 ص١”ه‏

سميع الدّعاء» اآلعمران/” «!؛ فلما فرا بدينهما آواهما الله تعالى إلى مكان مرتفعء؛ قال العلماء: إنها إيلياء (القدس).» وقيل إنها الرملة» وقيل هي غوطة دمشقء وكلها في الشامء وهذه الربوة التي هي ذات قرار ومعين أي الأرض المستقرة التي يستقر بها السكان لأجل خيراتها وثمارها الكثيرة» ومائها الجاري الطاهر على وجه الأرضء السهل في مجراه.!") *ومنها قوله تعالى في ذكر بركتها في سورة الإسراء « سَيْحَانَ الذي أسرى بعبده لَْنَا من المَنْجد الحرام إِلَى المَسنجد الأقصى الذي بَاركنا حَوله لنريّهُ من آيَاتنَا إمَه هو السميغ الببصير» الإسراء ١‏ |. وقد أن تفصيلها فيما بعد.

المطلب الثاني: فضل الشام بذكر الرسول 65 لفضلها في السنة

لقد بين النبي 5 فضل الشام وأهلها في أحاديث كثيرة» حيث وجه الموحدين من أمته إلى

الفرار في زمن الفتن إليهاء ورغب في سكناهاء والرباط على أرضهاء وهذه بعض الأحاديث

النبوية التي تدل على ذلك:

١‏ - عن زيد بن ثابت # قال : [ بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما حين قال طوبى للشام طوبى للشام قلت ما بال الشام قال الملائكة باسطو أجنحتها على الشام] ”ا

؟ - عن ابن عمر # أن النبي 6 قال: [ اللهم بارك لنا في شامناء اللهم بارك لنا في يمنناء قالوا: وفي نجدنا؟ قال: هناك الزلازل والفتن» وبها أو قال: منها يخرج قرن الشيطان].!"ا

" - عن أبي حوالة عن النبي6ه قال:[ ستجندون أجنادا جندا بالشام» وجندا بالعراق» وجندا باليمن» قلت : يا رسول الله اختر لي قال : عليكم بالشام فمن أبي فليلحق بيمنه وليسق من غدره فإن الله عز و جل تكفل لي بالشام و أهله].!*ا

(')انظر تفسير الرازي ج7”“ص ”787

(') مسند الإمام أحمد؛» مسند الأتصارء ح91١0٠73‏ » صححه شعيب الأرناؤوط

(') صحيح البخاريء كتاب الجمعة» باب ما قيل في الزلازل والآيات ح1*١٠‏

(') صحيح ابن حبان» باب ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من سكنى الشام عند ظهور الفتن بالمسلمين» ح كركك7 ج1 ١ص‏ 16 8إسناده صحيح

١7١

؟ - قال #6 [إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ولا يزال أناس من أمتي منصورين لا يبالون من خذلهم حتى تقوم الساعة]!

ه - قال #6 :[ بينما أنا نائم رأيت عمود الإسلام احتمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوبٌُ به» وأتبعته بصريء فحمل به إلى الشام» ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام].!"ا والذي يراه الباحث أن هذه الأوصاف لم تكن لأهل بلد سوى أهل الشام» حيث إن الطائفة المنصورة موجودة ومستمرة فيهم في كل زمان» وفي زماننا هذاء فجند الإسلام في بلاد الشام وخاصة في غزة: هم الفئة المنصورة التي مُيزت على الأمة كلها بنصرها على عدوهاء وما حرب الفرقان منا ببعيد. ثم إن الإيمان نراه قد نقص في بلاد الحجاز رغم أنها هي منبع الإيمان» وكذلك في العراق ومصر واليمن» ولكن نرى بزوغ نوره في بلاد الشام»وخاصة في فلسطينء وتحديداً في قطاع غزة: والضفة وفلسطيني الداخل» فما نراه من صحوة إسلامية في بلادناء قد تفوق بلاد كثيرة من بلاد المسلمين رغم قلة العددء» وشدة المحن والابتلاءات.» ثم إننا في هذه الدان تحت كقالة الله تعال يأكنا أتلفنا من قبل قلق يطيهنا اله بيده الكقالة أبداء فما نراه من ثبات ونصره في بلادنا رغم الحصار وشدة القهرء وتكالب قوى الشر جميعها

في العالم كله على شعبنا.

المطلب الثالث: فضل الشام بالمسجد الأقصى

لقد من الله تعالى على بلاد الشام بالمسجد الأقصىء الذي أمر الله تعالى نبيه سليمان بن داود -عليهما السلام - ببنائه على أساسه القديم» كما بنى إيراهيم -عليه السلام -الكعبة على أساسها القديم» ولقد سكن الجبارون هذه الأرض المقدسة» فأفسدوا فيهاء فسلط الله تعالى عليهم يوشع بن نونءفأهلكهم فيها وقضى عليهم؛ ثم سلط الكفار على بيت المقدسء» فصيروه مزبلة» فأوحى الله تعالى لسليمان -عليه السلام - فبناه.!"

ولقد ذكر الله تعالى المسجد الأقصى في القرآن الكريم؛ لبيان فضله وبركته. قال تعالى 9سسْبْحَانَ الذي أسرَى بعَبْده لَيْنَا منَ المَسسْجد الحَرام إلى المَنجد الأقصى الذي بَاركنَا حولة لنريّة من آيّاتنا نه هو السميع الببصير) الإسراء ١!‏ أ

()مسند الإمام أحمدء مسند الكوفيين» بقية حديث معاوية بن قرةء حج5173١‏ . صححه شعيب الأرناؤوط (')مسند الإمام أحمدء مسند الأنصارء باقي حديث أبي الدرداء» ح777١7‏ » صححه شعيب الأرناؤوط

() انظر فضائل القدس لابن الجوزي ج ١‏ ص"

01

والمعنى: أن الله تعالى ذكر قدسية ديار الشام وبركتهاء وذلك بالربط بين أعظم مكانين مقدسين على وجه الأرضء المسجد الحرام والمسجد الأقصىء في رحلة هي بمثابة معجزة لأعظم نبي أرسل في البشرية كلها هو محمد#ة. والله تعالى بدأ بذكر هذه الحادثة المعجزة بتنزيه نفسه عن كل نقصء وعن كل سوءء عما ينبغي من أمور الدنيا التي تجرى على البشرء وذلك لبيان عظمته في هذه المعجزة» وقدرته على كسر حاجز الزمان والمكان» ثم ذكر الإسراءء وهو السير ليلاً حيث لا يكون الإسراء إلا بالليل» ليبن أن هذه الرحلة الطويلة التي لا تقل مسافتها عن أربعين ليلة سفراً قد انقضت في جزء يسير من الليل» و هذا سر من افون هذه الع ا

ثم قوله (بعبده): قال العلماء: لو كان للنبي 46 اسم أشرف منه لسماه به في تلك الحالة العظيمة» فقال بعضهم :لما رفعه الله تعالى إلى حضرته السنية وأرقاه فوق الكواكب العلية» ألزمه اسم العبودية. وقوله (إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)؛ أجمع أهل العلم أنه المسجد الذي هو في بيت المقدس في فلسطينء والبركة هنا في أرضهاء ومناخهاء وثمارهاء وماءهاء وأهلهاء ثم باركها بمهبط الأنبياء فيها.!"ا

ومن بركات المسجد الأقصى التي عادت على بلاد الشام كلها:

١‏ - قد ذكر رسول الله 5 في فضل بيت المقدس بشارة لساكنيه» أو من جاور سكناهء فقال © [ لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقء لعدوهم قاهرين» لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك. قالوا: يا رسول الله وأين همء قال: ببيت المقدس وأكناف بيث المقدس] !"ا

١‏ ثم إن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع للناس في الأرضء حيث قال الله تعالى أن أول بيت وضع للناس في الأرض هو البيت الحرام؛ قال تعالى« إن أل بيت وضع للناس لذي ببَكَة مُبَاركا وَهُدَى للْعَالَمِينَ) (آل عمرن:4).فما دام قد ذكر لفظ الأول فلا بد أن يكون له ثاني وثالث» وقد ورد في الحديث أن المسجد الأقصى قد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام بأربعين سنة» قال أبو ذر سألت رسول الله #6 [فقلت يا رسول الله: أي مسجد وضع

00 انظر تفسير الرازي ج. “*ص ١917‏ (') انظر الجامع لأحكام القرآن ج١٠‏ ص ١59‏ (')مسند الإمام أحمد؛ مسند الأتصارء حديث أبي أمامة الباهلي» ح1 5181 » قال الأرناؤوط صحيح لغيره

1١7

في الأرض أولء قال: المسجد الحرام» قلت: ثم أيء قال المسجد الأقصىءقلت: كم بينهماء قال: أربعون سنة] ()

- ثم إن المسجد الأقصى هو من أحد المساجد الثلاثة» التي لا تشد الرحال إلا إليهاء قال 85 [لأاققة الزيكال إل إلى ثلافة يناف » الممتفة' الكر أن ومسكدى :هذا والمسجدة الأقصي] !"ا والله تعالى قد أخبر عن علو بني إسرائيل وفسادهم» ودمارهم مع كل علوء وفساد في المسجد الأقصىء وأكنافه» وهذا بيان لفضله قال تعالى(وَقَضَيْنَا إِلَى بني إسنرائيل في الكتاب لنفسدنٌ في الأَررْض مَرَتَيْن ولتَعْلْنَ عَلُوًَا كبيرًا “قدا جَاءَ وَعْدْ أولاهما بَعَثَنَا علَيكُمْ عبَادًا نا أولي بَأس شديد فَجَاسئُوا خلال الدّيّارٍ وكانَ وَغَدَا مَفغولا» الإسراء» ٠»‏

والمعنى: إن الله تعالى قد حكم على بني إسرائيل حكماً لا نسخ فيه» ولا هو يقبل النقضء أن يفسدوا في الأرض مرتين» وأن فسادهم هذا سيقام على علو لهم في الأرضء والأرض هي داه لخاد »وت امتة يك الفدين كنا فاك كن مق السحانه والخانمين ةيو العو لكين هر علو طغيان وتكبرء وبغيء واستطالة» وغلبة على الخلائق» فلما حدث الفساد الأول والثاني» بعث الله عليهم من يسومهم سوء العذاب» وقد اختلف العلماء في طبيعة الفساد الأول والثاني» على من وقع؟ والدمار على يد من جرى؟.

قال بعضهم: إن الأول قد وقع على أحد أنبيائهم وهو أرمينياء حيث دعاهم فكذبوه. فحبسوه وجرحوه. فأرسل الله عليهم جالوتء. حيث كان ذا بأس شديدء فقتلهم شر قتله» فبعث الله تعالى طالوت ومعه داود حعليه السلام - فقتل جالوت» ثم عاد ملكهم مرة ثانية؛ ليعود فسادهم الثاني.

وقال بعضهم: هو بخذ نصر البابلي الذي جاء في المرة الأولى» فهُزم من بني إسرائيل» حيث كانوا على بقية دين وإيمان» فلما بدلوا وغيروا في أنفسهم؛ جاءهم مرة ثانية» فقتلهم ودمرهم تدميراء وذلك بعد أن استحلوا المحارمء وقتلوا نبيهم شعياء فدخل بيت المقدس هو وجنوده. فقتلهم حتى أفناهم.

وقيل: إن المقتول في المرة الأولى هوزكريا -عليه السلام - حيث اختبأ منهم في جذع شجرة» فدلهم الشيطان عليه» فنشروه مع الشجرة إلى نصفين.

والراجح في القول هو قتل شعيا وحبس أرمينيا.

() صحيح مسلم» حَ 21 جَ 5*تدص؟ (')صحيح البخاري » كتاب الجمعة» باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة » ح8952١١‏

١

ثم رد عليهم الكرة وعاد ملكهم وعلوهم بعد قتل داود - عليه السلام - لجالوت؛ ومدهم الله بالأموال والبنينء قال تعالى( ثم ردَدنَا لم الكرّة عَلَيْهِمْ وأمددتاكم بأموال وبنين وَجَعلتاكم أكثّرَ نفيرًا» الإسراء :5 | ,"ا

أما الفساد الثاني فقد وقع على زكريا ويحيى - عليهما السلام ثم محاولة قتل عيسى -عليه السلام - حيث رفعه الله تعالى إلى السماءء» فحينها أرسل الله عليهم من يسومهم سوء العذاب» وليسوءوا وجوههمء فأظهروا المساءة في وجوههم بالإهانة والقهرء ودخلوا بيت المقدسء فدمروهء وأخربوه. وأحرقوا التوراة فيه» حتى ما أبقوا شيئا من آثار حضارتهم وعمرانهم, وكان المسلط عليهم في هذه المرةء ملك من ملوك الفرس الذي ملكه في بابلء واسمه بيردوسء وقيل هو قيصر الروم أسيانوس. وكان بين الدمارين نحو من خمس مقة يف1" والذي يراه الباحث أن فساد اليهود وعلوهم لم يتوقف على هذين العلوين» الذين ذكرا في السورة: إنما كانا نموذجاً لفطرتهم الشاذة المبنية على الفساد» فهاذان الفسادان قد حصلا وكانا من أعلى درجات العلو والفساد» وقد دمر ولكن ده أسطورة الفساد في حياتهم؛ بقي قانون الله تعالى» ووعده فيهم قال تعالى (وإن عَُدتمْ عُدنا وَجَعلْنَا جَهَنْمَ للقافرين حصير!) الإسراء ‏ | فهاهم قد عادوا مرة ثانية في عهد النبي#ة وحصل ما حصل لهم من دمارء استحقاقاً للعقوبة على يدي النبي#8 وأصحابه» ثم عادوا مرة ثانية في هذا الزمان» حيث العلو الكبير» والفساد الذي ملأ الأرضء فما سلم بيت المقدس وأكنافه وساكنيه من فسادهم. حتى طال الحجر والشجر والبشرء فها نحن ننتظر فيهم وعد الله تعالى وقانونه(وإن عَدتَمْ حدتا ) فننتظر عودة من يسومهم بإذن الله تعالى سوء العذاب» وخاصة من أبناء هذه الديار المقدسة. المطلب الرابع: فضل الشام بمهبط الأنبياء وملتقى الرسالات فيها

إن من أهم فضبائل الشنام أن «جعل الل قعالك أغلب رسالات الأنبياء فيهاء وخاضة في خؤان يك المفس في فلسظيق: :بل كنك جره عبد من الأسياء ليها وهذا'دليل :فضلها على غيرها من البلدان» حيث تشرفت بهذه الدعوات» وهؤلاء الأنبياء. ثم إن من دخلها من الأنبياء وخرج منها بقيت تتوق نفسه للموت على أرضهاء أو بالقرب منهاء كما كان مع موسى - عليه السلام - حيث إنه لما قارب أجله دعا ربه أن يقربه من بيت المقدسء أو الأرض المقدسة ولو برمية حجرء فكان له ذلك من ربه جل وعلا. قال أبو هريرة»: قال رسول

(') انظر الجامع لأحكام القرآن ج١٠‏ ص/7/,١ ١17/8-‏ () انظر التفسير المنير ج ١١5‏ ص؟>”7 -14؟

١

الله [ جاء ملك الموت إلى موسى - عليه السلام - فقال له: أجب ربكء قال: فلطم موسى - عليه السلام - عين ملك الموتء ففقأهاء قال: فرجع الملك إلى الله تعالى» فقال: إنك أرس لتني إلى عبد لك لا يريد الموتء وقد فقأ عيني» قال: فرد الله إليه عينه» وقال: ارجع إلى عبديء فقل : الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة» فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شضعرة فإنك تعيش بها سنة» قال: ثم مه؟ “كاك :اث سوت» كان : قالآن من قريث رف انتي سين الأرض المقدسة رمية حجر] !"ا

وإن من فضلها أن أول نبي دخل الأرض المقدسة في الشام هو إبراهيم -عليه السلام - ونبي الله لوط - عليه السلام وذلك بعد أن طرده قومه من دياره في أرض العراقء بعد نجاته من نار النمرود. ولقد صحبه في هذه الهجرة نبي الله لوط -عليه السلام - الذي آمن به. قال تعالى(فَآمََ لَه لوط وقَالَ إني مُهَاجِرٌ إلَى بي إنّهُ هو العزيزٌ الحكيمٌ © السعبوت+. فدخل أرض مصرء ثم تيمن إلى الأرض المقدسة وحط فيها. أما لوط -عليه السلام - فقد نزح بما معه من أموال كثيرة بأمر إبراهيم -عليه السلام - إلى أرض الغور المعروف بغور زغرأ"»والذي يبعد عن مدينة القدس ثلاثة أيام».وهي بالقرب من أريح؛ فنزل بمدينة سدوم!", قال تعالى(إوَنَجِيْنَاُ لوطا إِلَى الأرض التي بَاركنا فيها للْعَالَمِينَ)الأبياء:01)» فمن بركتها أنها كانت أرض نجاة لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام ومعه نبي الله لوط -عليه السلام -. ولقد أوحى الله عن إلى إبراهيم أن يمد بصره وينظر شمالا وجنوباًء وشرقاء وغرباء ثم بشره بأن هذه الأرض كلها سيجعلها لك ولخلفك إلى آخر الدهرء وستكثر ذريتك فيهاء وهذه البشارة قد اتصلت بهذه الأمة المحمدية» فكانت من بركاتهاء!”) ويؤيد ذلك قول النبي# [ إن الله زوى لي الأرضء فرأيت مشارقها ومغاربهاء وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها]:!*ا

ثم إن هذه الأرض المقدسة مولد نبي الله إسحق -عليه السلام - » حيث كانت البشارة لإبراهيم وزوجه سارة -عليهما السلام - لما مرت الملائكة بها » حيث كانوا ذاهبين إلى مدائن قوم

(') البخاري - كتاب الجنائز - باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة ونحوها ح7*9١‏

(١)زغر:‏ قرية بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام» وزغر اسم بنت لوطء عليه السلام» نزلت بهذه القرية فسميت باسمهاء وهي في واد ردي في أشأم بقعة» وعين زغر تغور في آخر الزمان وهي من علامات القيامة كما جاء في حديث الجساسة» (انظر معجم البلدان ج “ا ص )١57”‏

(؟) سدوم : مدينة قديمة في فلسطين على شاطئ البحر الميت وهي التي أجرى الله تعالى عليها الخسف والدمار لفعل أهلها(انظر معجم البلدان ج 5 ص )١5١‏

() انظر قصص الأنبياء لابن كثير ص ١77‏

()صحيح مسلمء كتاب الفتن وأشراط الساعة؛ باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعضء» ح7885

١75

لوطء لتدميرها بسبب كفرهمء وفعلهم الفاحشة» قال تعالى وَلَقَدْ جاءت رُسُلنا إيراهيم بالبُشرى قَالوا سلاما قَالَ سلَامٌ هَمَا تبث أن جاءَ بعجل حنيذ* فَلَمّا رأى أَيْدِيَهُمْ نا تصل إِلَيْه تَكرَهُم وَأُوْجِس منْهُمْ خيقة قَالُوا لا تخف إِنا أرسلنا ِلَى وام لوط* وَامْرأتهُ قَائمَةٌ فَضحكت فبَشَرَتَاهَا بإسحاق ومن وراء إسنحاق يَعَقُوب) امرد »+ 7

والمعكن :ان المافعة سابك لازاه ليه الدالك “«الشرى بك شرو ادق تعاي» السلام - وهم في طريقهم لتدمير قوم لوط -عليه السلام؛ بما اقترفوا من فاحشة؛ فحسبهم أناساً من البشرء فأسرع لضيافتهم؛ فقام بذبح عجل سمينء فلما قدمه إليهم ورأى أيديهم لا تمتد إليه» خاف منهمء فحينها كانت البشارة له بإسحق» ومن ورائه يعقوب -عليهما السلام ٠‏ وقد تعجبت زوجته من هذه البشرى» فصكت وجهها من شدة التعجبء لكبر سنها وسن زوجهاء قال تعالى 9فَأَْبَت امْرَأَنَه في صرَّة قصكت وَجهها وَقَالَتَ عَجُورٌ عَقيمُ) الذاريات:؟5). ولكن الملائكة أكملت او ا 5 الله بك قال عالق (قالوا أنغقبين جميع أفعاله 500 محمود ممجد ا وذاتهء! ') ولذلك قال ا 53

[ قد علمنا السلام عليك» فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمدء كما صليت على إبراهيم وعلى ال إبراهيم؛ وبارك على محمد وعلى ال محمدء كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد].!"ا

ثم إن الله تعالى بشره بمولد يعقوب في حياته؛ قال تعالى(إوَام رأَتَهُ قَائمَةٌ فُضحكت فَبَشْرنَاهَا بإسنحاق ومن وراء إسنحاق يَعْقَُوب6[مره:,!, فكان مولد إسحق - عليه السلام - ويعقوب - عليه السلام - وذريتهم من بعدهم في الأرض المقدسة. وكذلك كانت الأرض المقدسة محضن موسى -عليه السلام - حيث تربى على أرضها بعد فراره من فرعون وقومه؛ لما حاولوا قتله؛ وتزوج على أرضها ابنة الرجل الصالح نبي الله شعيب - عليه السلام - في مدين!"! قال تعالى9وَلَمًا توَجّة تلقاء مَدْيّنَ قال عَسى ربّي أن يَهْديني سواء السّبيل* ولا ورد مَاءَ مين وجد عَلَيْه أَمّةَ من النّاس يُسقُورة ووجد من دونهم امْرأتين تَدُودَان قَال ما خَطبْكُمَا قَالَنَا نَا تسنقي حنّى يُصدر الرّعَاء وَأَبُونَا شيخ كبين* فَسقى لَهُمَا ثُمّ تَولَى إلى الل فَقَالَ رب "لي

(') انظر تفسير ابن كثير ص 45١‏ -457

(')صحيح البخاريء كتاب أحاديث الأنبياء» باب قول الله تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا)» 77792

(') مدين: هي قرية قريبة من معانء في أطراف الشام مما يلي ناحية الحجازء قريبة من بحيرة قوم لوط وهي المدينة التي أهلك الله فيها اصحاب الأيكة وهم قوم شعيب - عليه السلام - وكان هلاكهم قبل زمان موسى - عليه السلام - » (انظر معجم البلدان» ج5 ص27)

١ 1/

ل و تمشي على اسئتخيّاء قَالّت إنّ أبي يَدْعُوكَ ليَجزِيك أجْر ما اس سيك ا فنمااحاءة وفص عليه الفصضن قال ذا تحف تجوت مدل القنوام الظالمين» القصص 7١‏ 18 |, والمعنى: أن موسى -عليه السلام - بعد قتله لرجل من آل فرعونء فر خارجاً من مصر وهو خائف يتلفت من شدة الخوف من فرعون وقومه؛ وهو لا يدري أين يذهبء. يقول بعض العلماة؟ إن انه تعالة “قه بأرسل النشملكا على فؤمن فايقه الطريق إلى ارهن مكين: فتاه ليها حتى وصل إلى بكر هاء الذي هو متقاء للكامن: وزلفوا ايو كوجة هناك أمنا اشبحةه اليف حيث وجد الناس يسقون مواشيهم» ويملؤون أو عيتهم, وبالجانب تجلس فتاتان» معهن قطيعاً من ا تنتطران ولا تزاحمان الرجال؛ فشدته الغيرة عليهن» فذهب وسألهن عن سبب تنحيهماء فقالتا له: إننا لا نزاحم الرجال» وإنا ننتظر السقاية» حتى يفرغ الرجال؛» وأن السبب في إتياننا هناء كبر سن أبينا فهو شيخ كبيرء يقول أكثر أهل العلم: إنه شعيب -عليه السلام فما كان منه إلا أن سقا لهن» بعد رفع الصخرة الكبيرة» التي غطا بها الرجال البثر دون الاكتراث بهنء والتي لا يقوى عليها العصبة من الرجالء وبعد أن قفلتا إلى أبيهن أخبرنه بخبر من سقا لهن» وتحدثئن عن قوته وأمانته» مما دعا أباهن إلى إرسال إحداهن لاستدعائه. ليجزيه أجر سقايته لهن» فعادت إحداهن إليه تستدعيه لأبيهاء وقد رأت منه أمانة لم ترها من الرجال؛» مما حذاها أن تتحدث لأبيها عن أمانته» والطلب منه أن يستأجره لهن» فهو القوي الأمين» قال تعالى (إقَالَت إِحَدَاهُمَا ا أبَت اسْتأجرة إنّ خيْرَ مَن اسْتأجرت القوي الأمين»(النصص ٠‏ !,فعرض عليه شعيب -عليه السلام - طلب الاستئجار عنده مقابل زواجه إحدى الابنتين»قال تعالى! َال إِنَي أريذ أن أُتكحك إحدى ابْتتَيَّ هَاتَْن علَى أن تأجرتي تَمَانيَ حجج فَإِن أتمَئت عَشرًا فَمن عندك وما أرِيدُ أن أشق ق عَلَيِْكَ ستجدني إن شَاء الله من الصالحين» (القصص:7؟) واتفقا على مدة ثمان سنين» وزيادة سنتين من عند موسى على المدة المعروفة» وقد تم ذلك بزواجه إحداهن والمكث لهذه المدة المتفق عليهاء حتى عاد إلى مصرء بزوجته وأولاده.!"ا بهذا تكون أرض الشام هي محضن التربية السليمة لنبي الله موسى -عليه السلام - اختلفت عن تربية قصر فرعون المليء بالشهوات» وأمور الكفر من عبادة لفرعون؛ وغيرها. وقق كانت أراضن الشاء سفن لدعوة إلياس واليسع -عليهما السلام - قال تعالى9وَإنَ إِلاسَ لمن المُرسّلين* إِذ قال لقؤمه أنَا تتقون * أَتَدْعُونَ بَعْنَا وتدّرُون أَحْسَن الخالقين* الله ربكم

(') انظر تفسير ابن كثير ص:59 -91؟

1١7

ورب أبَائكم الأوّلين * فَكَدَيُوهُ فإِنهُم لمُخضرون * إِنَا عباد الله المُخلّصين» الصافات ١| 178 ١١#!‏ لقد كان إلياس -عليه السلام - أحد بني إسرائيل وقيل إنه من أولاد هارون - عليه السلام -. ولقد أرسله الله تعالى إلى أرض بعبلك ونواحيها في الشامء وقد إتبعه اليسع -عليه السلام - حتى صار من بعده نبياً في بني إسرائيل. وقد جعل الله تعالى اسمه مناسباً لأمرهء حيث كان كين ليأ من قوش بحت أفر متهم إلى الجبال» فاستحفى:فيها عدذاً من السنين» مصنا دع كوي _التسة: عثد كفيواا مدقيسو شخ القدره على ا لإمسالفاية هلكا دوق أن بتتكنؤا فسن قتله.!'! وكذلك كان يوشع بن نون -عليه السلام - هو الفاتح للديار المقدسة» والمخلص لها من نش الجيابؤة النين: تجبروا غلى أرضيهاء حيث قاد الجيل الجنيد الذي تربى على الإنضاك الصادق من بني إسرائيل؛ بعد أربعين سنة من تباطؤ جيل الخذلان في عهد موسى -عليه السلام.- والذي كنت انث عليه اليه والشتاةلعضيانة لموسى عليه السلام .حك ففالوا؛ إن فيها قوماً جبارين: وأنا لن ندخل هذه الديار ما داموا في داخلهاء حتى قالوا له: إذدهب أنت وربك فقاتلاء إنا ها هنا قاعدون؛ قال تعالىا وَإِذْ قال مُوسى لقؤمه يَا قوم اذكرُوا نغمّة الله عَلَيْكمْ إذ جَعل فيكم أَنبيَاء وَجِعَلكمْ لوكا وآتاكم ما لَمْ يوت أحَدَا من العالمين* يَا قَوْم اذخلوا الأررْض المُقدسة التي كنب الله لَكمْ ونا تَرتَدُوا على أَذبَاركم فَتَنقَلبُوا خاسرين* قَالُوا يَا مُوسى إن فيها قَوْمًا جِبّارِينَ وإِنا لَن نَدخلَهَا حتى يَخْرُجُوا منها قإن يَخْرْجُوا منهافَإنَا دَاخلُون» انائدة:0٠‏ "1, " فكانت الأرض المقدسة موطن الصراع بين صف الموحدين الذي قاده يوشع بن نون -عليه السلام - كما قال بعض المفسرين» وقال البعض الآخر إن الذي قاد هذا الجيل هو نبي الله شيمويلء وذلك أنه لما مات موسى -عليه السلام - خلف من بعده يوشع بن نون -عليه السلام - في بني إسرائيل» فأقام فيهم التوراة» وأمر الله تعالى» حتى قبضه الله تعالى» فخلف فيهم من بعده كالب حتى قبضء ثم حزقيل حتى قبضء ثم عظمت الأحداث في بني إسرائيل ونسوا عهد الله فعبدوا الأوثان» وعظمت فيهم الخطاياء حتى سلط الله عليهم جالوتء الذي قاد العمالقة في الديار المقدسة؛ فظهروا على بني إسرائيل فقتلوا أكثرهم» وسَبُوا ما تبقى منهم» وذلك بين غزة وعسقلانء وبقيت فيهم امرأة حُبلى. فدعت الله تعالى أن يُخرج منها غلاماً يكون على يديه خلاص بني إسرائيل من الجبابرة» فولدت غلاماًء سمته شيمويلء نسبة إلى أن الله تعالى قد سمع دعائهاء فدفعته في بيت المقدسء ليتعلم التوراة حتى كان المنقذ لبني إسرائيل حيث بعثه الله فيهم نبياً!"' قال تعالى:9 أَلَمْ تر إلى الملإإ من بَني

()انظر نظم الدرر ج11 صسص 7377 )انقو فح الداري فى توج مع اللكارقي ع 7 9 (') انظر تفسير البغوي ج١‏ ص55

15

إسنرائيل من بَعْد مُوسى إذ قالوا لتبي َهُم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عَسيم إن كتب عَلَيْكُمُ القتال ألا ثقاتلُوا فَالُوا وما لَنَا أنَا نقاتل في سبيل الله وَقَدْ أخرجتا من ديَارنَا وأبّنائنا قلمًا كتب عَلَيْهمُ القتال تولُوا إن قَلِينا منهُم والله عليم بالظالمين» البقرة !55 ؟ | . فأوحى الله إليه أن ابعث فيهم طالوت ملكاً عليهم» حيث أمَّره على جيش الموحدين» وكان من جنده داود -عليه السلام - ودارت المعركة بينهم وبين أهل الكفر من الجبابرة الظالمين الذين أفسدوا في بيت المقدس » وانتصر صف الموحدين من بني إسرائيل على الجبابرة؛ ودخلوا الأرض المقدسة؛ وكان القضاء على جالوت ملك الجبابرة على يدي داود -عليه السلام - والذي كان من سلالة يعقوب -عليه السلام - فلما قتل داود جالوتء, أحبه بنو إسرائيل» حتى ملكوه عليهم» فصار الملك إلى داود -عليه السلام - » فجمع له الله تعالى بين الملك والنبوةء - أي بين خيري الدنيا والآخرة وهذه مفارقة في بني إسرائيل» حيث كان الملك في سبطء والنبوة في سبط آخرء ولكن الله تعالى جمع الأمرين لداود - عليه السلام قانتعال

«( فَهَرَمُوَهُمْ بإذن الله وقتل دَاؤود جالوت وَآَنَاهُ الله الملك والحكمّة وَعَلَمَهُ ممَايَشاءْ) البقرة:51؟). وهكذا كان الملك لداود -عليه السلام - في الأرض المقدسة والتي هي رمز بلاد الشام» فكانت هذه الأرض مبعث يوشع بن نون - عليه السلام - ونبي الله شيمويل:!")

ثم إن سليمان -عليه السلام - ورث من أبيه داود -عليه السلام الملك والنبوةء في الأرض المقدسة» فميراث الأنبياء لا يكون مالاً إنما يكون نبوة» لأن الأنبياء كما قال النبي46: لا نورث مالآ إنما تبقى للناس صدقة؛ قال تعالى (وورث سَلَيْمَانَ داؤود وَقَال يَا أيُهَا اللَاسْ َلْمنَا متطق الطَيْرٍ وأوتيتا من كل شَيء إن هذَا لَهُوَ القضل المّبين» امل .

والمعنى: يقول الزمخشري: " ورث منه النبوة والملك» دون سائر بنيه وكانوا تسعة عشرء وكا نقاوة أكون الذاين تعيد ا + وبلوناه فضي تو قر الناس لنعمة الله تعالى» ولذلك قال للناس ففاظيا وتكويز ا :انتيوه اش عليه مرشرهيا نإناء واعكو انا بيقانيا: كان لزنا أنه الناين علمتنا متطق الطَيْرٍ وأوتيتا من كل شَيء إِنّ هذا لَهْوَ القضل المُبين4.!''اانمل:1).

وبقيت ديار بيت المقدس في الشام محضناً لدعوة الأنبياء من بني إسرائيل» حتى وصلت إلى نبوة زكريا ويحيى -عليهما السلام - وقد مدح الله تعالى لرسوله محمدقة نبيه زكريا ويحيى وعيسى وإلياس» قال تعالى«( وزكريًا ويَحْيَى وعيسى وَإليَاسَ كل من الصالحين» الاسام ها ثم

أمره أن يقص على الناس خبر زكريا وابنه يحيى -عليهما السلام - وما كان من أمرهما

(')انظر تفسير معالم التنزيل ج١‏ ص55” (') كتاب الكشاف ج” ص 95؟

في الديار المقدسة؛» حيث رزق الله تعالى زكريا الولد بعد مشيب الشعر ووهن العظم؛ ليزرع في الناس الأمل وعدم اليأس من رحمة الله تعالى» قال تعالى2( كهيعص *ذكرٌ رَحمّة ربّك عَبْدَهُ زكريًا نادى رَبَّهُ ندَاء فيا قال رب إني وَهَن العَظْمُ مني وَاشْتَعل الرّأس شَيْبًا ولَمْ أكن بذغائة ربأ شيا “وني خفت المَوالئ من واي وكَانَت امرأتي عَاقرًا فهبا لي من قذئك ولي *يَرثّني وَيَرثْ من آل يَعْقُوب وَاجِعَلْهُ رب رضيًا*يَا زكريًا إنَا نبَشرّك بغلام سمه يَحْيَى لم تجعل لَه من قبل سميّا) امريم ١!‏ 2 1,

والمعنى: أن الله تعالى قد أثنا على عبده ونبيه زكريا -عليه السلام - بنداءه الخفي الذي فيه الإسرار بالدعاء» بعيداً عن أعين الناس وأسماعهم» في عزلة يخلص فيها لربه ويكشف له عما يثقل كاهله ويكرب صدره. فيناديه من قرب واتصال بقوله(رب .....). بلا واسطة وبدون حرف النداء» لبيان القرب من ربه؛ ومع أنه يعلم أن الله تعالى يسمعه ويراه من غير دعاء ولا نداء» ولكن لأنه مكروب والمكروب يشعر بالراحة بالبث لربه»ويشعر بأنه محتاج إلى الشكوى إليه» لعلمه أنه الرحيم بعباده» فلذلك كان هذا الدعاء للتنفيس عما يثقل النفس من كرب وحزنء واعترافه بأن الله تعالى قد عوده الاستجابة له إذا دعاهه وكان سبب دعائه خوفه على ميراث بني إسرائيل في النبوة» حيث كان يخشى عليها الضياع منهم»بسبب عدم صلاحهم للقيام بهاء قال تعالى (يَرِثني وَيّرِث من آل يَعقوب)» والميراث هو النبوة وكان هذا الميراث في بيت المقدسء حيث نبوة أنبياء بني إسرائيل» فاستجاب له ربه؛ فرزقه بنبيه يحيى -عليه السلام - الذي قتل على يدي اليهود وهو يدعوهم إلى الله تعالى:7')

يرى الباحث: أن هذا الميراث للنبوة في بني إسرائيل في بيت المقدس» ليس مبرراً بأن تكون هذه الديار هي ميراتهم» وأنه لا حق لغيرهم بهاء فهؤلاء الأنبياء ما كانوا يهوداً ولا كانوا نصارىء إنما كانوا مسلمين من سلالة نبي الله إبراهيم -عليه السلام والذي نطق بالإسلام في حياته؛ قال تعالى (إمَا كان إِبْرَاهِيمٌ يَهُوديًا ولا تصرانيًا ولكن كان حنيفا مُسَلِمًا وما كان من المُشركين» آل عمران 77 |, وكذلك يعقوب - عليه السلام - قد مات على الإسلام» حيث جمع أبنائه وهو على فراش الموتء ولقنهم الإسلام قبل موته» قال تعالى ((أَمْ كُنّثُمْ تهِدَاءَ إِذ حضر يَعْقَوب الموت إذَ قَالَ لبنيه ما تعْبدُون من بدي قالوا تَعبد إِلَهِكَ وال آبَائك إراهيم وإسماعيل وَإسْحَاق لها واحدا وتحن له مُسلمُون» البقرة ١| ٠"!‏

بهذه المعطيات نعلم أن الأرض المقدسة لا تكون إلا لسلالة الأنبياء المسلمين الراضين بالإسلام» وليس الرافضين له؛ فمن رضي بالإسلام ديناً فهو من ميراث هؤلاء الأنبياءء

() انظر في ظلال القرآن ج14)ص7١٠77‏

ل

ويستحق السكنى في هذه الديار المقدسة» ومن رفض الإسلام وقاتل أبناء الإسلام» فلا حق له في هذه الديار المقدسة حتى لو كان من سلالة الأنبياء.

وكذلك كان في بيت المقدس مبعث نبي الله عزيراً -عليه السلام - وكان من علماء بني إسرائيل» يحفظ التوراة عن ظهر قلبء وهو الذي مر على القرية الخاوية على عروشهاء فتعجب في كيفية إحياء هذه القرية وأهلها بعد هذا الخراب» فكان تعجبه تعجب دهشة» وليس من باب الشكء قال تعالى أو كَالّذي م عَلَى قَرْيَة هي خَاويَةٌ علَى غرُوشها قَالَ أن يُحبِي هذه الله بَعْدَ موتها فَأَمَاتَهُ الله منّة عام ثُمَ بَعنّهُ َال كم لبقت قَالَ لبثت يَوْمًا أو بَعْضِ يَوْم قَال بل لَبنْت منة عام فَانظر إِلَى طعامك وشرابك لَمْ يَتسَنَه وَانظن إلى حمارك ولتَجعظّك أآيَة للنّاس وَانْظر إِلَى العظام كيف تُنْشِرها كم تَكْسُوهَا لَحما لما تبن لَهُ قَالَ أعلَمُ أن الله على كل شَيْء قَدير» البرة:54؟. ولقد اختلف أهل العلم فيمن مر عن هذه القرية» وعن ماهية هذه القرية؛ فقال بعضهم: إن الذي مر هو العزير -عليه السلام - وذلك حينما غزا بوخذ نصر الأرض المقدسة» فقتل من بني إسرائيل جمعاً كثيراء وسبا جمعاً آخرء وكان من بين السبي عزير بن شرخياء وجاء بهم إلى بابل» ولكن بعد عودة عزير من السبي راكباً حمارهء مر على قرية تسمى دير هرقل على شط دجلة؛ فطاف في القرية فلم ير فيها أحداًء وعامة شجرها حامل بالفاكهة» فأكل من الفاكهة؛ واعتصر من العنب فشرب منه؛ وجعل فضل الفاكهة في سلة وفضل العصير في زقء فلما رأى خراب القرية وهلاك أهلهاء قال: ( أنَى لذي لله بحا شركها) + قانانة اح ينه طم تع يعلة: فتاله ريدك لست نان بوتا أ بعضء فأخبره: أنه قد مات مئة عام ثم أحياه» ثم جعله ينظر إلى حماره كيف يحيه لهه. وينظر إلى طعامه كيف حفظه من التلفء ليدلل له كيف يحيى الخلائق بعد موتها يوم القيامة»وبعد ذلك ركب عزير حماره حتى أتى محلته فأنكره الناس وأنكرهم؛ وأنكر منازلهمء فانطلق حتى أتى منزله» فإذا به بعجوز عمياء مقعدة قد أتى عليها مائة وعشرون سنة» كانت تعرفه من قبلء فقال لها عزير: يا هذه هذا منزل عزير؟ قالت: نعم وبكت؛ وقالت: ما رأيت أحداً من كذا وكذا سنة يذكر عزيراء قال: فإني أنا عزير كان الله قد أماتني مئة سنة ثم بعثني» قالت: إن عزيراً كان رجلاً مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية؛ فأدغ الله أن يرد لي بصري وعافيتي»: حتى أراكء فدعا لهاء فرد الله تعالى لها بصرها وعافيتهاء وقامت تمشي على أرجلهاء فنظرت إليه وقالت: أشهد بالله إنك عزير» فانطلقت إلى بني إسرائيل تخبرهم بشأنه» فكذبوهاء فلما أخبرتهم برد بصرها وعافيتها على يديه؛ انطلقوا معها ليروا عزيراً ومعهم أبناؤه» فعرفه كبيرهم بشامة في كتفه»فصدقوهء وقال لهم: إن الله

١

بعثني إليكم لأجدد التوراة» التي حفظتها عن ظهر قلبء فقالوا: ما جعل الله التوراة في صدر ربكل حدما دهت إلا أن كون: أنه بتعانت مقزلكية عز ين ابن اله

وقيل إن الذي أماته الله تعالى هو أرمينياء بعد أن دعا على قومه بالهلاك لما كذبوه؛ فأماتهم الله جميعاًء فلما رأى هذا الهلاك فيهم؛ ندم وقال: (أنى يُحْيي هذه الله بَعْدَ مَوتهًا)» فكانت قصة الإماتة والإحياء له» وهذا في بيت المقدس بعد أن خربها بوخذ نصر!!")

ثم كان عيسى - عليه السلام - آخر أنبياء بني إسرائيل» على أرض الشام»ء حيث إن أمه - عليها السلام - قد نذرتها أمها لخدمة بيت المقدسءقال تعالى 9 قات امأ عمرَان ربا نسي درت لَك ما في بَطني مُحَرَرًا فَتَقبّلَ مني إِنَكَ أنت السّميغ العليم» |آلعمران:ه*|, فلما وضعتها في محرابه تساهم عليها علماء بني إسرائيل على أيهم يكفلهاء كارك كر كيت كرا دصي السلام - قال تعالى( فتقبَلهَا بها بقبُول حَسن وأَنبَتهًا نبَانَا حَسَنا وكقلها زكريًا لَمَادَخَل عَلَْهَا زكريًا المخراب وجد عندها رقا قَالَ يا مَريَم أنى لَك هذا قَانَتَ هو من عند الله إن الله يَرْرّق من يَشاءٌ بغَيْر حسساب» العمران»5!.

وتكفلها نبي الله زكريا - عليه السلام - بالرعاية حتى كبرت,ء فنفخ الله تعالى بها من روحه فآنجبت عيسى - عليه السلام - قال تعالى 9فَانَحَدَتَ من دونهمْ حجابًا فَأَرسلْنَا لها رُوحَنَا نَمل لَهَا بَشرَا سويًا* قَالَتَ إني أغوذ بالرَحْمَن منك إن كنت تقيًا* قال إِنمَا أنا رَسُول ربّك لأهَب لَك غلامًا زكيّاغ |مريم٠‏ 1 وقد لا قى ما لاقى من سوء خلق قومه؛ وتصديهم لدعوته» فحاولوا قتله في الأرض المقدسة» والصاق القول الذي فيه البهتان العظيم لأمه - عليها السلام - قال تعالى!(! وبكفرهم وَقَولهم عَلَى مَرْيَمَ بُهْنَانَا عَظيمَا) انساء,ء؛ ٠5+‏ . والله تعالى قد أخبر أنه رفعه إلى السماء بعد ما توفاه بالنوم» وخلصه ممن أرادوا قتله من اليهودء بعد أوشوا به إلى بعض الملوك الكفره في ذلك الزمان» فحاصروه في بيت المقدسء فلما حان وقت دخولهم عليه ألقى الله تعالى شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده؛ ورفع عيسى من روزنه من ذلك المكان إلى السماءء وأهل البيت ينظرون إليه ودخل الشرطء فوجدوا ذلك الشاب الذي ألقيَ عليه الشبه» فأخذوه ظانين أنه نبي الله عيسى -عليه السلام - فصلبوه. ووضعوا الشوك على رأسه إهانة له» فظنوا أنهم قد قتلوه:!"ا

فبهذا شرفت بلاد الشام وخاصة بيت المقدس بميلاد عيسى - عليه السلام - وأمه؛ ورسالته ونبوته ورفعه منها إلى السماء.

00 انظر تفسير معالم التنزيل ج١1‏ ص 77١‏ (') انظر كتاب قصص الأنبياء لابن كثير ص"*ه

١57

المطلب الخامس: فضل الشام بأنها أرض الجهاد والرباط إلى يوم القيامة

لقد كرم الله تعالى بلاد الشام على كثير من ديار المسلمين بكرامة الجهاد والرباط في سبيل اللهء فالصراع بين الحق والباطل على أرضها قائمٌ إلى يوم القيامة»وخاصة بين أهل الإسلام وأهل الكتاب» من يهود ونصارىء والصراع فيها يفرض على أهلها أن يكونوا في رباط وجهاد إلى يوم القيامة. ولما سأل الحوالي النبي#8 أن يختار له الموطن الآمن من لكو قرع :من الكى كأهتان تمواق تناد ركان لد ونا بلا جك وؤباط إلى بورع ةع أبي حوالة عن النبي48 قال:[ ستجدون أجناداً جنداً بالشام وجنداً بالعراق وجنداً باليمنءقلت يا رسول الله: إختر لي» قال: عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه» وليسق من غدرهء فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهله].'

وخير دليل على وجود الجهاد والرباط فيها إلى يوم القيامة» قوله 4# [ لا تزال طائفة من أمتي منصورينء لا يضرهم من خذلهم؛ حتى تقوم الساعة» قالوا: أين هم يا رسول اللهء قال: في بيت المقدسء وأكناف بيت المقدس]؛!"ا

ولقد بين النبي8ة فضل الرباط والجهادء فقال 8# [رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليهاء والروحة يروحها العبد في مكيل :الله أو :العو ختوديتة الذذيا لواما عليينا] 7

وقد كان المقام في الثغور بنية المرابطة في سبيل الله أفضل من المجاورة بالمساجد الثلاثة؛ باتفاق العلماء» 3 جنس الجهاد أفضل من جنس الحج. قال تعالى «أَجَعلتم سقايّة لكا وعمّارة المَسنْجد الحَرام كمَن آمَنَ بالله واليوم الآخر وَجَاهَدَ في سبيل الله لا يَستؤون عند الله والله نا يَهُدي القوم الظّالمين 4 |العوبة ١| ١9‏

وقد أجاب النبيقة لما سئل عن أي الأعمال أفضلء قال:[ 0 الله ورشحولة» فيل كنم ماذاءقال: جهاد في سبيل الله» قيل: ثم ماذاء قال: حج مبرور] “ا

فبهذا تكون أرض الشام لشهرتها بالجهاد والرباط في سبيل الله أفضل من كثير من ديار المسلمين» وهذا ما دفع أبا الدرداء ه أن يكتب لأخيه سلمانه هلم إلى الأرض المقدسة»ء

() سبق تخريجة

(')مسند الإمام أحمد. مسند الأنصارء حديث أبي أمامة الباهلي» ج١8١7‏ » قال الأرناؤوط صحيح لغيره (')صحيح البخاريء كتاب الجهاد والسيرء باب رباط يوم في سبيل الله 5/3157

(')/صحيح البخاريء كتاب الإيمان » باب من قال أن الإيمان هو العملء» ح75٠‏

1

أرض الجهاد والرباطء لأنه سمع النبي6ه يقول:[ الشام صفوة الله من بلاده. يسوق إليها صفوة عباده. من خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه و من غيرها إليها برحمته].!"ا

وقد قدم على معاوية بن أبي سفيان وفد من العراقء فقال لهم معاوية: مرحباً بكم وأهلاء قدمتم على خير خليفة» وهو جنة لكم» وقدمتم الأرض المقدسة:» وقدمتم أرض المحشر والمنشرء وقدمتم أرضاً فيها قبور الأنبياء !"ا

ولبيان فضل الجهاد والرباط في هذه الديار المقدسة» فإن الله تعالى سخر نواميس الكون ليوشع بن نون -عليه السلام - في إحدى معاركه مع الطغاة بعد موسى - عليه السلام - لإتمام عملية النصر على عدوه؛ فحبس الشمس له لإتمام نصرهء وما حبست الشمس لأحد من الأنبياء» والفاتحين في أي بقعة من بقاع الأرض إلا ليوشع بن نون -عليه السلام - في الأرض المقدسة؛ !"ا

ومن مظاهر فضل الشام بالجهاد في سبيل الله نجد أن النبي6ة قد اهتم بإرسال الجيوش إليهاء لتقاتلك نصارى الروم من أهل الكتاب على أرضهاء ومن هذه الجيوش جيش يقوده ابن رواحة» وزيد بن حارثة» وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً وفي صفوفهم خالد بن الوليد وذلك لغزوة مؤتة!“) على أرض الشام» وهذه من أكبر معارك الإسلام في عهد النبي8ة حيث إنها كانت معركة دامية» وكانت مقدمة لفتوح بلدان النصارى؛ وتحرير أرض الشام من أيدي الصليبين.

وقد كانت هذه المعركة بعد أن قتل رسول رسول اللهق؛ على يدي أحد ملوك الغساسنة الموالين للروم في أرض الشامء فأرسل النبي6ه إليهم هذا الجيشء. فما أن وصلوا حتى فوجئواء بأعداد كبيرة من جيوش الرومء قد اجتمعت عليهم لم يكن لجيش الإسلام كفاءه بهم من حيث العدة والعدد. ودارت المعركة وقتل زيدء ثم جعفرء ثم ابن رواحة» ثم وقع اختيار المسلمين على خالد بن الوليد ليقود الجيش؛ فوضع خالد #5 خططاً عسكرية جديدة في هذه المعركة؛ لم يعهدها العرب من قبل» وكان بها وبفضل الله أولاً نجاة جيش المسلمين بأقل الخسائرء حتى أن الله تعالى زوى أرض المعركة للنبيه ينظر إليهاء ويقول لأصحابه: [

(')المستدرك على الصحيحين كتاب الفتن والملاحم 85565 ج 5 ص ههه

(') انظر إسعاد الأخصا ج١‏ ص

(')انظر المرجع السابق ج١‏ ص ١١‏

() مؤتة: هي قرية بأدنى بلقاء الشام» بينها وبين بيت المقدس مرحلتان» (انظر معجم البلدان» جه ص١؟؟)‏

١ هع‎

أخذ الراية زيد فأصيبء ثم أخذها جعفر فأصيبء ثم أخذها ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم].!")

وهذه#المعركة رغم أنها لم تحضيل للمسلميق :الثار لرستؤلهم الذي قذل» إلة أنها كانت لها تتنائع كبيرة وعظيمة حيث إنها أرعبت قبائل العرب المجاورة: والتي كانت تكن العداء للمسلمين»حيث قاتل المسلمون أعظم دولة كانت على وجه الأرض في ذلك الزمان» ورجعت بخسائر قليلة جد » مما حدا بكثير من القبائل أن تدخل الإسلام؛ إما خوفآء وإما اقتناعاً بأن الله هو الذي نصرهمء ومن هذه القبائل: بنو سليم» وأشجع؛» وغطفانء وذبيانء وفزارههء وغيرهاء فكانت هذه المعركة من فضائل الجهاد على أرض الشام» وسبباً في إسلام الكثير من العربك النعانين: تتا واسشاق الكقو ون القائل هن سكت كفن وامضمانها لحي المسلمين "١,‏

وكذلك قد ظهرت بركات الجهاد في بلاد الشام في غزوة تبوك؛ حيث شعر قيصر الروم بأن معركة مؤتة وإن لم تحقق للمسلمين مكاسب عسكرية, إلا أنها حققت مكاسب مادية وسياسية؛ إذ بدت كثير من القبائل العربية التي تواد الروم» تفكر في الاستقلال عنهاء والانضمام بالولاء للمسلمين» فشعر أن هذا خطرٌ عظيمء قد يداهم حدوده بعد ذلك» ففكر بغزو دولة الإسلام في المدينة» والقضاء عليهاء قبل أن يتحقق هذا الحلم للمسلمين؛ وقبل قيام التمرد والثورات من قبائل العرب عنده؛ وبدأ قيصر الروم على أرض الشام يعد العدة» لينطلق بجيش جرار لغزو المدينة» فلما ترامت الأخبار للنبي #6 بما أعد قيصر عزم على مباغتتهم في حصونهم وديارهمء قبل أن يزحفوا إلى المدينة» وأخبر رسول الله #8 أصحابة بهذه الغزوة لخطورتهاء مع أنه لم يكن يُخبر عن أي غزوة قبلها. "وقد كانت هذه الغزوة في ظروف صعبة تحدث عنها القرآن» وبين أنها اختبار للمسلمينء ليميز المؤمنين عن غيرهمء قال تعالى : « ما كان الله ليدّرَ المُؤمنين علَى ما أَنتَمْ عَلَيْهِ حتّى يمير الخبيث من الطيّب وما كان الله ليُطْعكُمْ عَلَى الغَيْب ولك الله يَجتَبِي من رله مَنْ يَشَاءْ فآَمنُوا بالله وَرّسله وإن تُوْمئُوا وتَتَقُوا فلكُمْ جر عظيم © |آلعمران!4١‏ |. فخرج لهذه الغزوة كل من كان شبأتقاً في إيمانه» وتخلف عنها كل من كان متانفا» حكن ضبان "التخافه عنيا ناوه عن :فاق المجك النتكلت فيا تسحت فيا إلا منافق معلوم النفاق» عدا الثلاثة الذين تاب الله عليهم في القرآن» قال تعالى9ا وَعَنَى الثَّلاقَة

(() صحيح البخاريء كتاب المناقب»باب مناقب خالد بن الوليد ح/اه17؟ (') انظر الرحيق المختوم ص9" -995؟ (')انظر المرجع السابق ص 499 55/8

١55

الَذِينَ خَلَفُوا حَتّى إِذَا ضاقت علَيْهِمْ الأرْضْ بما رَحْبَتَ وضاقت علَيْهِم أَنفسُهُمْ وَظَنُوا أن لا مَنْجَأً من الله إلا إِلَيْه ثُمّ تَابَ عَلَيْهمْ لِيَنُوبُوا إن الله هو التَوَابْ الرّحيم 4 التوبة1:0!, وتسابق المسلمون على الإنفاق بأموالهم في سبيل الله على هذه الغزوة» وتقاعص المنافقون حتى أنهم لمزوا المنفقين بألسنتهم وأعينهم» حتى أنزل الله تعالى فيهم قرآناً يوبخ أفعالهم؛» قال تعالى 9الَذِينَ يلُمرُون المُطّوّعين من المُؤمنين في الصّدقات والَّذِينَ لايتجدون إلا جُهْدَهْمْ فَيسْخَرُونَ منِهُمْ سخر الله نهم وَلَهُمْ عَذَابْ أَليم) التربة.»؛.

والله تعالى حث المسلمين على الخروج لهذه الغزوة لأهميتهاء قال تعالى! انفرُوا خقافا وثقالا وَجاهذوا بِأَمْوَالكم وأنفسكمٌ في سبيل الله ذَلكمْ خَيْرٌ لم إن كنتمْ تَعلَمُون » التوبة:.!؛ وبدأ خروج النبي والمسلمين إلى تبوك أرض الشام» وظهر في هذا الخروج موقفان» موقف المؤمنين الصادقين الذين لم يجد النبيكة ما يحمليم علي فنا كات منيم إل لقو ج ناكسا قال تعالى9 ولا عَلَى الذين إِذَا مَا أنَوكَ لتَحملَهُمْ قلت لا أجد ما أحملكم عَلَيْه تَولوا وَأَعْيْنْهُمْ تفيض من الدّمْع حَزنا ألا يَجدُوا ما يُتفقون 6 |العوبة:* | وموقف آخر كان من المنافقين الذين اختلقوا الأعذار لكي لا يخرجوا قال تعالى وجا المكاروة من الأغراب ليُؤْدَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الذين كدَبُوا الله وَرَسُونَهُ سَيْصيب الذين كَقَرُوا منْهُم عَذَابْ ألم اتوبة..٠‏ والله تعالى بين لرسوله #6 حال هؤلاء المخلفين وأنه تعالى هو الذي خلفهم؛ لعلمه تعالى ما في خبايا نفوسهم من حب إيقاد الفتنة في الصف المسلمءولعلمه جل وعلا أنهم لو خرجوا معه ما كان منهم إلا الخذلان ووضع الفتنة وزيادة الخبال في صفوف المسلمين»؛ قال تعالى[ لؤ خرَّجُوا فيكم ما زاذوكم إلا خبَالا ولأوضعُوا خلالكم يَبغونكم الفتنة وفيكمٌ سَمَّاعُون لَهُمْ والله عَليمٌ بالظالمين * لقد ابْتَغَوًا الفثتة من قَبْلَ وقَنَبُوا لك الأمُوزَ حتى جَاء التق وظهزة أمْرُ الله وَهُمْ كارِهُون » التوبة #؛|, ووصل رسول الله إلى تبوك في أرض الشام وعسكر فيهاء مستعداً للقاء الروم؛ وحث الجيش على الثباتء والجهاد لنيل خيري الدنيا والآخرة:. فرفع من معنويات الجيش حتى تشوقوا للقاء الروم. وأما الروم لما سمعوا بزحف المسلمين دب في قلوبهم الرعبء فلم يجترئوا على التقدم صوب المسلمين ولا لقاءهم؛ بل تفرقوا في البلاد داخل حدودهمء فكان لذلك أحسن الأثر بالنسبة لسمعة المسلمين العسكرية» في داخل الجزيرة العربية وأجزائها النائية» فبذلك يكون المسلمون قد حصلوا مكاسب سياسية» ومادية كثيرة» لم يكونوا ليحصلوها لو وقع القتال بين الجيشين » فكانت أرض الشام أرض بركة وكرامة على النبي © وجنده » حيث توافدت قبائل العرب من كل حدب وصوب على أرض تبوك تصالح

1

رسول الله وتعطيه الجزية» مثل أهل إيلياء وأهل جرباءوأهل أدرجء وأهل ميناءء فكتب لهم رسول الله الكتب والعهود والمواثيق بذلك» وجاء خالد بن الوليد بأكيدر دومة الجندل» مقيدأء حيث اختطفه من قصرهء فصالح رسول الله 8 على مال كثير»ه من البعير والغنم؛ والدروع والرماحء وأقر بالجزية.!"ا ْ

وهكذا بقيت بلاد الشام رمزاً للرباط والجهاد ضد أعداء الله تعالى» بعد عهد رسول اشكة حتى عهد الفتوحات الإسلامية» زمن الخلفاء الراشدين» وما بعدهم» فهذه معركة اليرموك على أرض الشام» حيث شهدت أعظم معركة عرفها تاريخ حروب المسلمين مع أعدائهم, كسر فيها أنف أعداء الله تعالى من الروم» حيث قتلوا مقتلة عظيمة لم تمر في حياتهم» وذلك على يدي خالد بن الوليد #5 الذي قاد الجيش الإسلامي الغير متكافئ مع جيش الروم لا بعدة ولا بعددء إنما زادوا عليهم بقوة الإيمان وعلاقتهم مع رب العالمين.

لقد قام أبو بكر في تولية الأمراء وعقد الألوية والرايات؛ فبعث عمرو بن العاصه إلى فلسطينء فخرج إليها حتى نزل العرمات من أرض الشامء وبعث شرحبيل بن حسنة * إلى الأردن» فلما علم الزوم بهذه الزحوف في أرضن الشام» خافوا خوفاً شديداء فكتبوا إلى هرَقئَل يعلمونه بما كان من الأمرء وقد كان في حمصء ويقال إنه في بيت المقدسء فلما انتهى إليه الخبرء قال لهم: ويحكم إن هؤلاء أهل دين جديدء وإنهم لا قبل لأحد بهمء فأطيعوني وصالحوهم على نصف خراج الشام» وإن أبيتم أخذوا منكم الشام» وضيقوا عليكم جبال الزوة ولك ما ادهع كلانت فاسظن أن يبعكا اليهم الجيوش الزروكنيية #لمقابكة جيسوس المسلمين» نزولاً عند رغبتهم» حتى بلغ جيوش الروم التي دخلت فلسطين أكثر من مئتي ألف مقائتل» وكان عدد جيش المسلمين واحداً وعشرين ألفاء عدا جيش عكرمة بن أبي جهلك» الذي كان واقفا في أطراف الشام» وعدده ستة ألاف مقاتل» فأرسل قيادات جيش الإسلام لأبي بكر يذكرون له كثرة عدد جيش الروم؛ وطلب المددء فقال أبو بكر: والله لأشغلن النصارى عن وينارمن الفيطاق نكال ين الرليده فينك لله وهى في قراف أن يفك إلى القدء خطداءة ويكون هو الأمير عليهم؛ ثم كتب إليهم أن اجتمعوا وكونوا جنداً واحداء والقوا جنود المشركين فأنتم أنصار الله» والله ينصر من نصرهء ويخذل من خذله؛ ولن يؤتى مثلكم على قله» ولكن من تلقاء الذنوب فاحترسوا منهاء ونزل جيش الروم أرض اليرموك بأمر من هرقلء. واجتمع جيش المسلمين مع قياداتهم المتعددة» وأشار عليهم خالد أن يجتمعوا تحت إمارة واحدة» يتولى كل أمير إمارة ليلة» واستأذنهم في الأولى» وكان له ذلك ووضع لهم الخظطظ المشكوية" القي لزنن لما مف موقيل فقنة لقيش إلى الوية: رطع طن كل لدزاء

() انظر الرحيق المختوم ص 5979 -/7؟5

١ 8

أميرء وثبت كل قوم على راية» وبدأت المعركة وثبت المسلمون على راياتهم» وبدأ الجيش افلم ردن لفظة ل رسمها لهم خالد بن الوليد© » حيث أبلوا بلاءًٌ حسناء فكانت المقتلة في جيش الروم بالآلاف؛ حتى حُسمت المعركة من أول ليلة؛ حيث قتل من جيش الروم مثتا ألف مقاتل؛ فكان في اليوم الثاني التشتت لجيش الروم في البلدان» وأخذ خالد بجيشه يطارد فلولهم في بلاد الشامء حتى وصل إلى دمشق فقتل منهم خلقاً كثيراء ثم تتبعهم إلى حمص حيث مقام هرقلء فلما بلغ الخبر إلى هرقل إرتحل من حمصء وقال قولته المشهورة: " أما الشام فلا شام وويل للروم من المولود المشئوء". !"ا

وهكذا كانت الشام موطن عزة ونصرة للمسلمين بالجهاد على أرضهاء ومقتلة ومقبرة للغزاة الروم الكفرة.

وكذلك كانت الشام في عهد خلافة عمر بن الخطاب» أرضاً للجهاد والرباطء حيث فتحت الديار المقدسة» وخرر بيت المقدس من الرومء الذين كانوا مستعمرينها من قبل الإسلام» وذلك لما فرغ أبو عبيدة من دمشقء فكتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الإسلامء أو يبذلوا الجزية» أو يؤذنوا بحربء فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه» فركب إليهم مع جنوده. وحاصر القدس؛ وضيق عليهم؛ حتى أجابوا إلى الصلح؛ بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر يتسلم منهم مفاتيحهاء فجاء عمر بعد أن كتب إليه أبو عبيدة بذلك الشأن» وسار بالجيوش نحوهم حتى وصل مشارف بيت المقدسء فلما تلاقى الأميران عمر وأبو عبيدة عزم أبو عبيدة على تقبيل يد عمرء فعزم عمر على تقبيل قدمي أبي عبيدة» لإنجازه مهمة فتح بيت المقدسء فكف أبو عبيدة وكف عمر عن ذلكء ثم سار عمر وصالح نصارى بيت المقدسء واشترط عليهم إجلاء الروم من بيت المقدسء وكتب إليهم كتاب مصالحة وأمان. وهكذا تشرف بيت المقدس بالجهاد على أرضه حتى حُرر من أهل الشرك!"ا

وكذلك كانت موقعة قيسارية وأجنادين على أرضهاء واللتان اشتهرتا في تاريخ فتوحات فلسطين. فمعركة قيسارية خاضها معاوية بن أبي سفيان # حيث أرسله عمر بن الخطاب نه لنتسيا "كسان :ليها حاصو ها 'وؤااحقة اهلهااسن اع حدية كان اخرها اخ فئار 1 ققالا شديداء فشد عليهم معاوية» واجتهد في قتالهم» حتى فتح الله عليه فقتل منهم خلقاً كثيراًء يقال أكثر من ثمانين ألفاء ولاحق الذين انهزموا من المعركة؛ حتى أكمل بهم المائة ألف

('" انظر البداية والنهاية لابن كثير ج 7 ص؛ ١5-‏ () انظر البداية والنهاية ج ص5ه -/اه () انظر المرجع السابق ج ص

١48

أما أجنادين فقد كتب عمر إلى عمرو بن العاص يوجهه إليهاء فسار بجيشه إليها» حتى وصل إلى الرملة فوجد عندها جمعاً من الروم» تأمر عليهم الأرطبون» وهو قائد من أعظم قيادات الروم» مشهور بالدهاء والمكر والخديعة وفنون الحرب» فحاصرهم عمرو حصاراً شديداء ودخل على الأرطبون بنفسه متخفياً بحجة المحاورة بين الطرفين» لأجل معرفة ما داخل حصونهم؛ وكان مخادعة من عمرو للأرطبون» حتى شك الأرطبون بالذي يحاوره أن يكون هو عمرو بن العاص#ه أو أكبر المقربين إليه» مما حذا به أن يغدر به ويقتله» فأوعز لأحد جنوده باغتياله خارج الحصن. فانتبه عمرو لهذه الخديعة وهو خارج من الحصنء فرجع إلى الأرطبون وأشار إليه قائلاً:إني أحد عشرة رجال من المقربين لعمرو بن العاص؛ فهل لك أن آتيك بهم للمشاورة» فوافق الأرطبون وأسر في نفسه قتل العشرة بدلاً من قتل واحدء فمنع قله ويكوع عمر وتلق الحضين بالماء كلها علد .عمل ون اللقطات في المدينة هنا حدكة. عضت حتى قال: رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب» وبقيّ عمرو محاصراً لها فشدٌ عليهم وقتل منهم خلقاً كثيرًء حتى فتحهاء وقتل الأرطبون فيها.!''

وهكذا توالى الجهاد والرباط على أرض الشام؛ حتى كانت الغزوات الصليبية على بلاد المسلمين» وخاصة بلاد الشام» حيث دارت المعارك الضارية على أرضهاء حتى بعث الله صلاح الدين» الذي كسر شوكة الصليبين» في موقعة حطينء؛ وظهر أحمد باشا الجزار في عكاء فحطم آمال نابليون الذي قاد الحملة الفرنسية على بلاد المسلمين» فدخل فلسطين بعد أن هزم الجيوش العربية في مصر وبعض بلاد الشام» وهناك قال قولته الشهيرة بعد هزيمته أمام جيش الإسلام في عكا: " لقد دفنت آمالي وأحلامي تحت أسوارك يا عك' وفر هارباً إلى فرنسا في جنح الظلام» وسيأتي تفصيل عن ذلك فيما بعد.

المطلب السادس: فضل الشام بأنها أرض المحشر والمنشر

ومن فضل بلاد الشام عند الله تعالى أن جعلها موطن الحشر والنشر يوم القيامة»

وذلك مما ورد في الكتاب والسنة» فعن أبي ذره قال: [ قلت يا رسول الله أخبرنا عن بيت المقدسء فقال: أرض المحشر والمنشرء أموه فصلوا فيه» فليأتين على بيت المقدس ولبسطة

()انظر البداية والنهاية ج صهه -5ه

قوس» أو مسحة قوس في بيت المقدسء أو من حيث يرى بيت المقدسء. خيرٌ من كذا وكذا] (0) ١‏

أما ما ورد في كتاب الله قال تعالى #واسئتمع يَوْمَ يناد المتاد من مكان قرِيب) إق:0؛ | والمعنى: أن استمع إلى ما يوحى إليك من أحوال القيامة» يوم ينادي إسرافيل -عليه السلام - أو جبريل -عليه السلام - على الخلائق وذلك من فوق قبة الصخرة: وقيل هي صيحة يوم القيامة أي النفخ في الصور النفخة الثانية من إسرافيل» وقيل إن إسرافيل ينفخ وجبريل ينادي؛ فيقول: أيها الناس هلموا للحسابء» بحيث يصل النداء لكل فرد من أهل المحشرء والمكان القريب هو بيت المقدسء من فوق الصخرة المشرفة» والتي هي أقرب الأرض إلى السماءء وهذا قول أكثر أهل العلم: !"ا

يقول القرطبي في تفسيرها: إنه ملك قائم على صخرة بيت المقدسء فينادي أيتها العظام البالية» والأوصال المتقطعة يا عظاماً نخرة» ويا أكفاناً بالية» ويا قلوباً خاوية: ويا أبداناً فاسدة» ويا عيوناً سائلة» قوموا للعرض على رب العالمين» والمنادي هو صاحب الصورء ينادي من صخرة بيت المقدس !"ا

وقال تعالى ل قَضَرِب بَيْنَهُمْ بسُور لَهُ بَابْ بَاطنه فيه الرَحْمَةٌ وَظاهِرْهُ من قبَله العَذَابْ» الحديد ١‏ , والمعنى: أن السور حاجز بين الجنة والنارء أو بين أهل النار وأهل الجنة» والله تعالى وصف السور المذكور في الآية أن باطنه فيه الرحمة» وهو الذي يلي أهل الجنة» حيث النعيم المقيم الذي لا ينقطع؛ وليس له مثيل» وهذا رحمة لأهل الجنة» أما الباطن الآخر وهو الظاهر من السور هو الذي يلي أهل النارء وهم أهل الكفر الذين يصب عليهم العذاب من كل جانب» والسور فوق بيت المقدس. وقيل إن المؤمنين يسبقون المنافقين إلى الجنة» فيبقى المنافقون محصورون خارجهاء والسور هو سور الجنة الذي حصر بين الفريقين» ففي داخل الحئة الرتخطة وخاريجها العذابا كك المنافقية !4)

يقول الطبري: "هذا السور الذي ذكر والذي ضرب الله به بين المؤمنين وبين المنافقين» هو ساحن بين أهل الكنة وأهل النارا م و عورفو بيت ال

( ) سنن ابن ماجة » كتاب إقامة الصلاة والسنة فيهاء باب ماجاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس.ح407١»‏ ضعفه الألباني

() انظر فتح القدير جه ص 17

(') كتاب التذكرة القرطبي ص ١7”‏

() فتح القدير ج5 ص4 ٠١‏

()تفسير جامع البيان في تأويل القرآن ج77 اص ١595‏

١١

وقال تعالى (فإذا هُمْ بالسّاهرة) (التّزعات:؛١1).‏ يقول القرطبي: "هي أرض الشام؛ أرض المحشر والمنشر".!'!

وقوله تعالى( فو الذي أخرج الذين كفْرُوا من أهل الكتاب من ديَارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يَخْرّجُوا 4 ادر ؟ !. والمعنى: أن أول حشرهم في الدنيا والذي هو مقدمة حشرهم في الآخرة في أرض الشام. وفي ذلك قال النبي 46 لليهود لما أخرجهم: [ أخرجوا فقالوا: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشرء وهذا أول الحشر]. وفي ذلك قال ابن عباس " من شك أن الحشر في الشامء فليقراً هذه الآية". !"ا

وعن النبي#ة أنه قال :[ ههنا تحشرون ها هنا تحشرون ها هنا تحشرون ثلاثا ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم توفون يوم القيامة سبعون أمة أنتم آخر الأمم وأكرمها على الله تبارك وتعالى. 04 فاشاز بيده إلى الشدام فقال إلى ها هنا تعشرون] 1"

(') كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرةء ص ١5/8‏

(') انظر المرجع السابق ص ١75‏

(') انظر مسند الإمام أحمدء باب حديث حكيم بن معاوية البهزي ج ؛ ص 445 تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن رجاله ثقات رجال الصحيح.

١١

المبحث الثاني فضل أهل الشام وفيه عدة مظاهر لفضلهم: -

فضل أهل الشام بدوام الجهاد والرباط فيهم إلى يوم القيامة تمايز أهل الشام بالنصر والتمكين من الله تعالى على غيرهم تحقيق أهل الشام لبعض خصال قد ذكرها النبي6 فيهم

إخبار النبي يل عن فضلهم

١ 7ه‎

المبحث الثاني

فضل أهل الشام وكما أن الله تعالى قد بارك في أرض الشامء كذلك بارك في أهلهاء قال تعالى9( سبْحَانَ الذي أسْرى بعبده ليلا من المسنجد الحرام إِلَى المَسنجد الأقصى الذي بَاركنَا حولة لذريّة من آياتنا نه هُوَ السّميع البتصير» الإسره: |,والآية دليل على بركة أهل الشام وساكنيهاء قال القرطبي: " قال العلماء على أن المسجد الأقصىء هو الذي ببيت المقدس في فلسطينء وأن البركة المذكورة» هي بركة في أرضها وفي مناخهاء وفي تمارهاء وفي أهلها وساكنيها» ثم بركة بموطن أغلب الأنبياء فيه"!"! ومن مظاهر فضل أهل الشام: - ١‏ - فضل أهل الشام بدوام الجهاد والرباط فيهم إلى يوم القيامة لقد عرف التاريخ أهل الشام بأنهم أكثر أهل الأرض جهاداً ورباطاً على الثنفورء حيث إن أرض الشام هي ثغر من ثغور الإسلام» بل من أهمهاء ولذلك كانت مطمع المستعمرين من أهل الكفر على مدار الزمان. طمعوا في خيراتهاء ومناخهاء وحاولوا طمس الإسلام على أرضهاء وهدم المسجد الأقصى الذي هو منارة الإسلام فيها. ولذلك نظر اليهود المستعمرون إلى هذه الديار نظرة عقائدية» زعموا فيها أنها أرض ميعادهم؛ وأنها أرض أجدادهم» وأنها مسكنهم قبل الطرد والشتات في الأرض على يدي من سامهم سوء العذاب من قبل.ول ذلك عادوا إليها تحت هذا المسمى ونشروا الفساد. قال تعالى ا«( وَقَضِيْنا إلَى بني إمنرائيل في الكتّاب لتَفسدنَ في الأرض مَرَتَيْن وَلَتَعلْنَ علو كبيرًا» الإسراء ؛ و الله تعالى أخبر عن زوال هذا الفساد من هذه الديار وذلك بجهاد أهل الإسلام على أرضهاء قال تعالىا فَإِذَا جَاءَ وَعَدْ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكم وليَذخلوا الصَنْجِدَ كما دَخَلوهُ أوّل مرَّة وَليْتبَرُوا مَا عَلَوًا تتبيرَا (الإسراء:؛). وكذلك ما أثبته النبي6ه بقوله [ لا تقوم الساعة حتى تقائلوا اليهود وينطق الحجر والشجر يا عبد الله يا مسلم ورائي يهودي تعالى فاقتله] .!"ا

()الجامع لأحكام القرآن ج١٠‏ ص7١‏ (') صحيح مسلمء كتاب الفتن وأشراط الساعة:؛ باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يعون مكانة » ح5171

١:

وما نراه في هذا الزمان على أرض بيت المقدس من جهاد شعبناء ومقاومته لليهود» لهو خير مبشر لأهل الشامء لأنهم قَدَرْ الله تعالى لمقاتلة اليهودء والقضاء على فسادهم وعلوهم في بيت المقدس. ثم إن مجاهدة أهل الشام لأهل الكفر لم يكن متوقفا على مقائلة اليهود فقط بل إنهم جاهدوا الصليبين من قبل على أرضهمء فقد حدث التاريخ عن الحروب الصليبية في أرض الشام» وما أصاب الصليبين من قتل ودمار على يدي أهل الشام ومن ساندهم» سواء في زندمن صلاح الدين الأيوبي» أو في زمن الحملة الصليبية بقيادة نابليون بونابارت. الذي حطمت آماله الاستعمارية تحت أسوار عكا في فلسطين. أما في زمن صلاح الدين لمّا كثرت فتوحاته في سواحل الشامء وأوجع أهل الكفر بسهامه وسطوته؛ كان لا يتجاسر على فتح بيت المقدسء لكثرة ما فيه من قوة جيش النصارىء وما أعدوا فيه من العدة والعدد للقاء أي جيش يغزوهمء لكون بيت المقدس كرسي دين النصارى» ولكن شاء قدر الله أن يُؤسر في بيت المقدس شاب مسلم من أهل دمشقء» كتب وهو في سجنه أبياتاً من الشعر أرسلها إلى صلاح الدين» قال فيها: أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكس

جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس

كل المساجد طهرت وأنا على شرفي منجس فلما وصلته هذه الأبيات, تحركت في نفسه الغيرة على بيت المقدس» فعزم على تحريرها مهما كلفه ذلك الأمرء!'! فأخذ حينها يستدعي ويحث جند الشام وجند مصر للجهاد لأجل فتح بيت المقدس. وانطلق صلاح الدين بالجيش من دمشق» وحاصر الكركء وكان عليها القافد الصليبي (البرنس إرناط ) وكان هذا من أشد أعداء الإسلام والكارهين للنبي6 حتى إنه كان قاطعاً لطريق الحجاج لبيت الله الحرام؛ يقتلهم ويسب نبيهم محمداً 4 فحاصر صلاح الدين قخبرهه حت فتهها وأخذه أسيراء- فم سار في" البلدان الشنامية يفتحها واحدة تلو الأخرى» حكى وصل إلى طبرية؛ وفيها استعصم الإفرنج» وعزموا على المقاومة لعلمهم أنها إذا أخذت منهم انتهى ملكهم؛ فقاوموا مقاومة شرسة؛ فحاصرهم صلاح الدين وشد عليهم شدة رجل واحدء حتى وقع الرعب في قلوبهم» فقتلوا منهم خلقاً كثيرآء ومكن الله تعالى للمسلمين من رقابهم فأبزو] متهم عددا كبيْز ا مق بينهم ملكهم ويحاشيتة) وكانت هذه المعركة معركتة حطدين المشهورة؛ وبعد انتهاء المعركة قدّم صلاح الدين إرناط لقتلنه على رؤوس الأشهاد من

(') انظر الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل لمجير الدين الحنبلي العليمي » ج١‏ ص8١؟‏

١ همه‎

النصارىء ليعلمهم بما فعل في المسلمين وبما تطاول على رسول الله وقال له: ها أنا اليوم أنتصر للنبي#ة » فضرب عنقه» وفصل رأسه عن جسدهء وأخذ يجره أمام جمع النصارىء ويقول لهم: هذا جزاء من تعدى على الإسلام ونبي الإسلام؛ !"ا

ثم واصل زحفه في بلاد الشام حتى فتح عكا والناصرة» وصفورية:» وقيسارية» ونابلس» ثم دخل لبنان وفتح بلدانهاء ثم عاد لفلسطين مرة أخرىء ففتح عسقلان وغزة والرملة» ثم رحل إلى بيت المقدس لفتحهاء فلما سمع الإفرنج بمقدمه اشتد رعبهمء فما أن وصل إلى مشارفها وقد تحصن :في داخلها ستون ألفاً من جنود الإفرنج؛ قاتلو قتالاً شديداء حتى خارث قواهم أمام جند الإسلام» فطلبوا المصالحة من صلاح الدين» فرفض وقال: ما أخذتموه من المسلمين بالسيف لا يرد إلا بالسيفء فحينها أرسلوا مهددين بأنهم لا يموت منهم أحد حتى يقتل أو يجرح أحداً غيره ثم هددوا بقتل أسرى المسلمين الذين بحوزتهم» وهددوا بخراب البيت والصخرة المشرفة» وهدم البيوت المجاورة وحرقها قبل الاستسلام» مما دعا صلاح الدين للنزول للصلح؛ بشرط أن يدفع كل رجل منهم عشرة دنانيرء والمرأة خمسة دنانيرء والطضفل دينارين» فمن عجز عن ذلك فهو أسيرء ووافق الإفرنج على ذلك وخرجوا من بيت المقدسء وبهذا تطهر بيت المقدس من رجس أهل الكفر من النصارى بفضل وبركة الجهاد في سبيل 0

للله. أما عن جهاد أهل الشام للحملة الفرنسية فقد عرفت بلاد الشام بمقاومتها وجهادها للحملة الفرنسية بقيادة القائد الفرنسي نابليون» والتي جاست في بلاد الشام بعد مرورها بمصرء. حيث الت فتلت أهلهاءام عيزوت التريش من مقس عن طرق البره جيك خاصر فلقتها ثانية أيام قاوموا فيها مقاؤمة شديدة؛ حتى فرغت مؤنتهم وذخيرتهد: فطلبوا من تابليون الأمان ليستسلمواء فقبل منهم وأعطاهم الأمان» وأجلاهم عنهاء ثم سار إلى غزة وخرب بساتينهاء وأباد أشجارهاء وخرب قلعتها وذلك بعد أن احتلهاء ولكن بدون أن يفتك بأهلها لأنهم تظاهروا له بالطاعة» وطلبوا منه الأمان أسوة بأهل العريشء ثم سار بجيشه حتى وصل إلى يافاء حيث كان :عساكزها متخصيكين في حاميقياء حاضو هه تاريل لهم رسولا يطلت متهم الأسكتسافة فقتله جند يافاء ورفضوا الاستسلام» وقاوموا مقاومة شديدة» فما كان من نابليون إلا أن وجه عليهم مدافعه وشدد الضرب فيهم» حتى أوقع فيهم آلاف القتلى من الجنود والأهالي» وبعد أن دخلها قام بالمذبحة التي عُرفت بمذبحة يافا البشرية» والتي أسالت الدماء في الشوارع

(١)انظر‏ الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل » ج١‏ ص8١؟‏ (') انظر المرجع السابق ج١‏ ص77” -79؟

١5

والأسواق» من أجساد النساء والصبية والرجالء» ثم توجه إلى عكا حيث كان جيش أحمد باشا الجزار متحصنا في أسوارهاء فما أن وصل جيش نابليون عكا حتى وجد من أهلها وجيشها مقاومة شديدة لم ير نابليون مثلها إلا في نابلس جبل النارء حيث قاوم أهلها مقاومة شديدة» نكلوا بها في جيش نابليون» واشتد القتال في عكا حتى أوقعوا في جيش نابليون ما يزيد عن الثلاثة آلاف جندي؛ ومات من الطاعون أكثر من ألف جنديء» فاضطر نابليون للإنسحاب والفرار بجنوده من عكا وهو يقول: دفنت آمالي تحت أسوارك يا عكاء فما كان من أهل عكا إلا أن طاردوا فلول جيش الفرنسيين وقتلوا منهم أكثر من ألفء؛ وغنموا منهم غنائم كثيرة؛ حتى أخرجوهم من فلسطين ودخلوا حدود مصر.وهكذا ظهرت شجاعة أهل الشام بجهادهم وقائهم أمام أكيق غزوة في القتوق' الأوسط على ينلد المسلميق !"ا

؟ - تمايز أهل الشام بالنصر والتمكين وأنهم قدر الله في اليهود

لقد تميز أهل الشام على غيرهم بالنصر من الله تعالى» حيث إن الله تعالى وعد المسلمين إذا انتصروا لواجبهم نحو أرضهمء ودينهم بأن يتكفل بنصرتهمء قال تعالى لإيَا أَيّهَا الذين آمَنوا إن تنصزوا الله ينصركم وَيُثْببت أقدامكم » محمد 7 | 5

ثم إنهم قدر الله تعالى لمقارعة اليهود في ديار الشامءقال تعالى 9وإِذْ تَأَذْنَ ربك ليَبْعتّنَ عَلَيْهمِ إِلَى يَوْم القيَامّة مَنْ يَسسُومُهُمْ سُوء العدّاب إِنّ رَبَّكَ لسريع العقاب ونه لَقفورٌ رَحيمٌ » (الأعراف:5717١)‏

والمعنى: أن الله تعالى قضى وأمر على اليهود ليبعثن عليهم من يسومهم أشد العذاب وأخزاه بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر الله تعالى وشرعة:» واحتيالهم على المحارم؛ فلقد ضرب موسى - عليه السلام - عليهم الخراج سبع سنين» وقيل أكثر من ذلك فكان هو أول من ضرب إلى قهر النصارى وإذلالهم إياهم» وأخذهم الجزية منهمء, ثم جاء الإسلام ومحمد #6 فكانوا تحت قهره وذمته» يؤدون الخراج والجزية» ثم يكون آخر أمرهم أنهم يخرجون أنصارا للدجال؛ فيقتلهم المسلمون مع عيسى -عليه السلام - وذلك آخر الزمان.

ولقد ذكر كثير من الصحابة أن الذي يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة» محمدقك وأمته.!")

”50- ص784‎ ١ انظر إتحاف الأعزة في تاريخ غزة » الشيخ عثمان مصطفى الطباع ج‎ )١(

ترجمة للمؤلف: هو من مواليد غزة سنة ١٠١١٠١ه‏ عمل بالتجارة بين الشام وغزة لفترة طويلة حتى ترك ذلك وكرس جهده بعد ذلك للأعمال الأدبية والدينية» وأسس مكتبة الجامع العمري في غزة. وتقلد عدة مناصب حتى توفاه الله تعالى سنة

)١(‏ انظر إسعاد الأخصا ج١‏ ص

١ /اه‎

والذي يراه الباحث أنه لم يوجد في ديار المسلمين من انتصر لواجبه نحو أرضه ودينه في هذا الزمان كأهل الشام وخاصة أهل بيت المقدس » وذلك من خلال مقاومة وجهاد اليهود المحتلين لأرضهم ومقدسهم الأقصىء فما من أحد قارع اليهود ولا أوغل في دمائهم سوى أبناء فلسطين» مع قلة إمكانياتهم المادية والسدو رمع لق دا النفس ل النسية وتنا ذلك إلا لأنهم نصروا الله في دينهم وجهادهمء والله تعالى حقق لهم وعده الذي وعدهم؛ فشعب فلسطين رجع إلى دينه وثبت على صحوته الإسلامية المباركة؛ واختار الإسلام طريقا اوور ري يه

تحقيق أهل الشام لبعض الخصال التي ذكرها فيهم النبي6 : - لقد أخبر النبي8ة عن وجود طائفة من أمته تثبت على حقهاء وتقهر عدوهاء ومع ذلك تخذلها أمتهاء قال 4 إنَا َال طَائقَةٌ من َس على الحقّ ظاهرين لوهم قاهرين لا يترم من حَالَفَهُمْ نا مَا أَصَابَهُمْ من لََوَاءَ حَتّى يَأْنيهُمْ مر اللّه وَهُمْ كَدَلكَ قَالُوا يَا رول اللَّهِ وآيِنَ هُمْ قال بيت المقدس وأكناف بت المقدس]." فأهل الشام في بيت المقدس وما جاوره؛ قد غرفوا بالثبات على الحق في ديارهم» رغم ما كلفهم هذا الثبات من خسائر مادية وبشرية» وذلك بالقتل والأسرء و الحصارء و التجويعء» وقطع الإمدادات المعيشية» ومحاولات الطرد المستمرة لأبناء هذا الشعب. وبالنظر إلى الشعوب الأخرى ما وجدنا شعباً ثبت على حقه وفي ديارهءرغم الغزوات المتلاحقة له على مدار مئات السنين كشعب فلسطينء والتي هي جزء من بلاد الشام» وما رأينا شعباً على وجه الأرض خذل من العالم بأسره كالخذلان الذي وقع على شعبنا من العالم بأسرهء حتى من أهل دينه» وعروبته» ومع ذلك ما انهزم أمام هذا الخذلان» فطبق عليه حديث النبي © وما كان هذا الخذلان بدعة في هذا الشعب بل كان على مدار التاريخ؛ فقد خذل في ثوراته على أرض فلسطين قبل النكبة» حتى وقع مجاهدوه فريسة لعصابات اليهود المهاجرة ثم خذلوة في عام :النكبة حيت أرميلوا جيؤشا عزبية ما قأئلت النهوة إثفا سسلنت الأرحن لليهودء وهاهم قد خذلوه في هذا الزمان في انتفاضته؛ ومقاومته لليهود حتى أص بحوا العين الساهرة لأمن اليهود. ومع ذلك صبروا على هذا الخذلان.

5757 ص‎ ١ انظر تفسير ابن كثير ج‎ )١( مسند الإمام أحمدء مسند الأتنصارء حديث أبي أمامة الباهلي» ح1 5181 » قال الأرناؤوط صحيح لغيره‎ ١

١ مه‎

وهم الذين قهروا اليهود بقتالهم وجهادهم وثباتهم وصمودهمء قهراً لا مثيل له حتى حققوا نصراً عليهم ما حققته الجيوش العربية والإسلامية من قبل؛ فبشائر النصر قادمة لهم ببشرى النبي 46 بقوله (حَنَّى يَأتيَهُمْ أَمْر اللّه وَهُمْ كَدَلكَ) أي النصر والتمكين.

- إخبار النبي#6 عن فضلهم

* عن عبد الله ابن حوالة الأسدي عن النبي #6 قال[ ستجدون أجناداء جنداً في الشام؛ وجنداً بالعراق؛ وجنداً باليمن» قال عبد الله فقمت فقلت: خر لي يا رسول الله فقال: عليكم بالشام فإنها صفوة الله في أرضه. يجتبي إليها صفوته من عباده إن الله تكفل لي بالشام وأهلها]. !"ا يرى الباحث في قوله ( إن الله تكفل لي بالشام وأهلها) أن هذه الكفالة من الله تعالى قد صاحبت شعبنا في ديارناء صاحبته في مقاومته بإمكانياته البسيطة» فنصرته على ترسانة عسكرية لا يوجد لها مثيل في العالم بأسره إلا القليل» وصاحبته في حصاره من قوى الشرء فالله تعالى يسوق لهم رزقهم من حيث يحتسبوا ومن حيث لا يحتسبواء وصاحبته في خذلان العالم كله له» فأمدهم بالنصر والسكينة والطمأنينة» والملائكة تقاتل معهم في حروبهم.

*عن أبي هريرة ‏ قال رسول الله [ إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي» هم أكر عا العو فراساء و أخودهم بتاذهاء يويد اشييم الننن] 2

يرى الباحث أن هذا تحقق في زمن الحروب الصليبية على بلاد الشام في زمن صلاح الدين» حيث انطلق ببعثه من دمشق يجمع جنود المسلمين من مصر والشامء لمقاتلة الصليبين» فكقان أكرى العرت:فرفبا .ركان أحودهع 'قوة ويناتهاء ويف ويحيده أيه الله الديق:

*عن أبي الدرداء» قال رسول اندي [ فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة جانب مدينة يقال لها دمشق» من خير مدائن الشام].!"! وفي رواية [من خير منازل المسلمين]:

*عن معاوية بن قرةآ”) عن أبيه قال: قال رسول الله 45: [ إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم:

لا تزال طائفة من أمتي منصورينءلا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة] !"ا

(() صحيح ابن حبان» باب ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من سكنى الشام عند ظهور الفتن بالمسلمين» ح 705 ج75 اص 15 1إسناده صحيح

(') سنن ابن ماجة؛ كتاب الفتن» باب الملاحم» ح0٠05٠5؟‏

(') سنن أبي داوود » كتاب السنة» باب في الخلفاء» ح0٠554‏ » صححه الألباني

(0

( اترجمة: هو معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رئابء إمام عالم ثبت وهو من كبار التابعين» يكنى بأبي

مسند الإمام أحمد» باقي مسند الأتنصار» حديث جبير بن نفير » ح818١51‏ »؛ صححه الأرناؤوط

إياس» وهو بصري حدث عن والده وعن علي بن أبي طالب وابن عمر وأبي هريرة (') سنن الترمذي » كتاب الفتن عن رسول اللهء باب ما جاء في الشامء 7١97‏ ؛. صححه الألباني

١4

يرى الباحث أن جهاد أهل فلسطين لليهود لهو خير الصلاحء والذي يعود أثره على الأمة الإسلامية كلها حيث هم الذين رفعوا رأس الأمةعأمام أعدائها بجهادهم لهم.

* عن أبي أمامة قال: قال رسول الله 46 [ لا تَزال طائفَةَ من أُمّتي على الحَق ظاهرين َعدوَهمْ قاهرين لا يَصنْنُهُمْ سن حَالقَهُمْ إلا ما أَصَابهُمْ من لأواء حتى ينهم أ اللّه وَهُمْ كلك قَانُوا يَا رَسُول الله وَيْنَ هُمْ قال ببَيْت المقدس وأكتاف بَيْت المقدس] "١١.‏

*عن أبي أمامة قال: قلت:[ يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبِي إيراهيم: وبشرى عيسىء ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور الشام]. !"ا

يقول ابن كثير: " إن تخصيص الشام بظهور نوره إشارة إلى استمرار دينه ونبوته ببلاد الشام» ولهذا تكون الشام في آخر الزمان معقلاً للإسلام وأهله» وبها ينزل عيسى عليه السلام" ل"

(') مسند الإمام أحمد؛» مسند الأتصارء حديث أبي أمامة الباهلي» ح1 5181 » قال الأرناؤوط صحيح لغيره (') مسند الإمام أحمدء باقي مسند الانصارء حديث العرباض بن سارية» ح1758١7‏ » صححه الأرناؤوط لغيره

(') تفسير ابن كثير » ج١1‏ ص ١1٠١‏

إلى

الخاتمه الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحاتء فبعد الانتهاء بحول الله وقوته من كتابة هذا البحث المتواضعء في فضل محمد #6 وأمته على الخلائق أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت لتحقيق الهدف الذي كان من أجله هذا البحث» فإن كنت قد وفقت فيه فمن الله تعالى وحدهء وإن كنت

قد أسأت فمن نفسي ومن الشيطان» فحسبي أنني بشر يصيب ويخطئ. والكمال لله وحده.

ولتي لا امتطيء أن أحصني قضدل زسوله عضد كف ففشيله هن منهمن الدكعالي» كان مخالى

(وكان فضل الله عَلَيْكَ عَظيمَا)(النساء:١1).‏ وبعد: فقد خلصت في نهاية هذا البحث إلى عدة

نتائج من أهمها: -

١‏ - إن التفاضل بين المخلوقات سنة جعلها الله تعالى من سنن الحياة في هذا الكقون وهي حكمة أرادها الله تعالى.

١‏ - إن الإنسان مكرم على جميع المخلوقات بدينه وعقله وهيئته»والعقل والهيئة مكرمات بالدين» فإن بعد عن الدين فهو أهبط من الأنعام ببعده عن دينه»فلا عبره للعقل والهيئة بدون الدين.

؟ - إن هذا الكون بما فيه من مخلوقات» مسخرة لخدمة الآدميين في الأرضء ولتسيير حياتهم فيها.

: - الآدمي أفضل من الجن في صورته وهيئته» وسبقه للإيمان» وحمله النبوة والرسالة» حيث لم يكن رسول أو نبي من الجن.

5 - الآدميون يتفاضلون فيما بينهم بالإيمان والتقوى» وأعمال الخير والنفع للغير.

5 - الله تعالى اصطفى الأنبياء من بين البشر جميعهم» فهم أفضل البشر وأكرمهم على الله تعالى.

علقد فضل الله تعالى بعض الأنبياء والمرسلين على بعض» فأولي العزم من الرسل

أفضلهم»ء ومحمدقة أفضل أولي العزمء وهذه حقيقة وردت في القرآن والسنة.

- إن لكل نبي معجزة مصدقة لنبوته تنتهي بموت النبيء أما المعجزة الكبرى لنبينا محمدقة

وهي القرآن باقية إلى يوم القيامة.

9 - معجزات الأنبياء السابقين لا علاقة لها بالتشريع؛ أما معجزة محمدهة وهي القرآن

الكريم» أصل التشريع.

٠‏ - رسالات الأنبياء السابقين محدودة المكان والزمان» أما رسالة محمدهة فهي تستغرق

المكان والزمان إلى قيام الساعة.

كر

١‏ - أمة محمد أفضل الأمم وخيرها بالشروط التي وضعها لها ربهاء وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرء والإيمان بالله تعالى.

١‏ لقد فضلت أمة محمد 6 بخصال معنوية وفعلية لم تتحصل عليها الأمم السابقة.

8 إن هيلي حول الاق دن" الا لعز هرفية» متجارق برق كد رويد له حك ووه انين الأمم غيرها.

4 - الصحابة هم خير أمة محمدقة فلا يجوز لأحد أن يذكرهم بسوءء ولا أن يعيب على أحدهم لفعل فعله إلا الذين عرفوا منهم بالنفاق أو أنزل في حقهم حكم من الله.

قدا لدلقع حك اند تقالى لد متحفد هل مدل الشياة فين إن قود اتنا عل وطن ررقي تت ظلال سيوفهم:وأحل لهم الغنائم» التي حرمت على غيرهم من الأمم.

255 إق للشام واهلها طبلا غك الأنة كلها حرق :الصيحائة» ورى :ذلك فكي الكقنانه والنسنة المطهرة.

١‏ جلاد الشام مطمع أهل الكفر إلى يوم القيامة» وما ذلك إلا لمكانتها وفضلها على البلاد. - علو اليهود وفسادهم وهلاكهم في بلاد الشام» وأهل الشام وخاصة أهل بيت المقدس هم قدرهم حتى قيام الساعة» وهم المرشحون للقضاء على فسادهم.

4 -إن آخر خلافة إسلامية ستكون بإذن الله في بيت المقدسء لذكر السنة بذلك.

٠‏ - المسجد الأقصى من أفضل بقاع الأرض وأقدسها بعد المسجد الحرام» والمسجد النبوي» واليهود تسعى لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم على أرضهء بحجة أن هذه الديار ديار أجدادهم. ١‏ - ديار الشام مهبط الأنبياء وملتقى الرسالات» وهي أرض المحشر والمنشر إلى يوم القيامة» فلا يجوز لأهلها أن يهاجروا منها هجرة بنية عدم الرجوع إليها.

"١‏ - يرجح الباحث بأن فساد اليهود لم يكن محصوراً على هاذين الفسادين المذكورين في القرآن الكريمء إنما هو دائم بوجودهمء وأما ما ذكره الله تعالى هو عنوان لأعظم الفساد في حياتهم .

9” - يرى الباحث أن بلاد الشام لا تدوم لظالم» فإن وجد فهو إلى مرحلة معينة» وأن مؤمنيها سيعلون على منافقيهاء لأنهم تحت كفالة الله تعالى.

يرى الباحث حرمة الفرار من بلاد الشام» والهجرة منها هو هروب من الرباط والجهاد فيها. يرى الباحث أن نصرة الله تعالى لأهل غزة هي مقدمة لنصرة أهل الإسلام على اليهود في هذه الديارء وهي من كفالة الله التي طبقت في ديارها.

15

أهم التوصيات: -

١‏ -يوصي الباحث علماء الأمة الذين يعملون في حقل الدعوة. أن يبينوا لأبناء الإسلام فضل أمة محمد عند ربهم على الأمم» ومكانة نبيهم بين البشر جميعهم.

لأد طن الآمة الإلسلانية ككاماء و قلماء 6.ومتحفويم بالغنن على المتكافط علس متنذه الكرامة» وهذا الفضلء وألا يُعطوا الفرصة للأمة لتضيعها كما ضيعَ من قبلهم بنو إسرائيل» فعذبوا بهذا التضييع.

* - على المسلمين ألا يعتزوا بغير الإسلام» فلا عزة لهم إلا به وبالجهاد في سبيل نصرته. ؛ - يجب على أبناء المسلمين ألا يخدشوا هذه الكرامة بأفعال تتنافى مع هذه الفضيلة؛ فكل منا على تلن مرو تون جنا الحون :فلا ووفين فل الدين من قلت *

د - الحذر كل الحذر من المشوهين لكرامة الأمة» وذلك بالتشدد والمغالاة» والخروج عن سنة وهدي النبي 6 حتى وصلوا إلى منهج التكفير لأبناء الأمة.

5 - يوصي الباحث أهل بلاد الشام بالثبات على ثغور هذه الديار وألا يهاجروا منهاء وألا يفرطوا في فضل الجهاد والرباط على أرضهاء وأن يقبلوا بشارة رسول الله كك.

-على أهل الديار المقدسة أن لا يركنوا على قدسية ديارهم ويتركوا العمل» فالديار لا تقدس أصحابهاء إنما تقدسهم أعمالهم.

-يوصي الباحث الكتاب والمؤرخين وطلاب الدراسات العليا والجامعات القائمة على أرض الأمة الإسلامية عامة» وأرض فلسطين خاصة وعلى رأسها الجامعة الإسلامية» بكليتها كلية أصول الدين والكليات الشرعية بأن يفتحوا الباب لطلاب العلم بالكتابة في هذا الموضوعء وتزويدهم بما يساعدهم على ذلك.

1١67

3 كم كم

_-

.

- [أاع | حم ةماه الع اا يج [ ع [|[ه زع | < زه | ع | ٠.‏ ل |يم | يج | > |عمه

0 حم | | يح 0

حم ص

ع 3< يج كم

قولوا آمنا بالله وما أنزل إِلَينَا وما أنزل إلى إيْراهيم وإسماعيل وكذّلك جَعلََاكم أمَةَ وَسَطا لتكونوا شهدَاء عَلَى ال

حم جه

2 3 حم كه

| يح -_ د 6 4

يجح حم ا

يح 0 |

5-5 0 0

١1١/8 ١١ ١1١, ١2٠ ١2٠

م 0 مه

١0

الّذِينَ يُنَفقُون أَمْوَالَهُمْ في سبيل الله تُمَّ نا يُتَبعُونَ ما أَنَقَقُوا منَا ونا أَذَى الشيْطان يَعدكمْ الفقر ويَأمْرَكُمْ بالقحشاء والله يَعدْكُم مَغفرَة منة

عو و2 5

221001 ل ا 0 لل “00000 < امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل

3 َالَت امرأة عمْرَانَ رب إني نذّرت لَك ما في ب بطني مك | فتقبلها ربع بقبول حسن وأنبتها نباتا حَسنا وكفلها زكريًا

.

هم

_| _| ٠.

ونا تَهنوا ولا تحزنوا وأَنتَمْ الأعلون إن كنم مؤمنين الذين استَجَابُوا لله وَالرُسُول من بَعْد مَا أَصَابَهُمْ القرح الذينَ قال لَهُمْ النَاسْ إنّ النّاس قد جِمَعوا لكم فَاخشُواهم فَرَادَهُم إيمَانا

8 يح جه زج

| م‎ مه‎ 1. ع عله‎ 8 ٠. ١ 3 ١6 ٠ ٠ 5 ١ 5 4 ١ 5 اد‎ / ٠ 4 6 م‎ ٠. 5 ١ دعل‎ ١ 6 ٠. 4 5 ١ - 2 ٠.

0 حم

إن الله نا يَظلمُ مثقال ذَرَة وإن تك حسنة يُضَاعفَها 4. | فَكيّف إذَا جئنا من كل أُمّة بشهيد وجئنا بك على هَؤْلَاء شهيدًا 0 ا أيُهَا الذين آمَنُوا ا تَقرَبُوا الصّلاة وَأَنتمْ سكارى

وم يطع الله والرّممول فأولك مغ الذين

2

1 3 0 ل ج- --_ --_ 4 حم مم ك1 ٠. 0‏ عن 5 5

ك1

1١16

كع

يدن اث لاس حاو ين أي قود ون حدم المولخ

1١515

1 ا د يه ال ا لاف ا انا ,له 210 5 | 8 | وَإِذَا سمغوا ما أنزل إلى الرّسُول تَرَى أَعَيْنَهمْ تفيض من الدَمْع سورة الأنعام

اال كت

الك اط وكريًا ويَحيَى 3خناك والياس كل م من ا

لعا لنت لقلا نح 0

٠١ |‏ | لقد ابَتَغَوًا الفتنة من قبل وَقلَبُوا للك الأمُورَ حَتى جَاءَ الحق وَظهرَ أَمْرُ الله

1/

الذين يَلمرُون المُطوعين من المُؤمنين في الصّدَقَات ١‏

وَجَاءَ المُعَذَرُونَ من الأَغرَاب ليُودَنَ لَهُمْ وَقَعد الذينَ كدَبُوا الله ورَسُونَه ١‏ ل 1 .١‏ | والستابقون الأولون من المُهاجرين والأنصار والذين ابَغوهم يبضتان ‏ | ١٠* | ٠١١‏ | . | وَعَلَى التََانَة الذي خلفوا حَتّى إِذَا ضاقت لهم الأرْض بمَا رَحْبَت 6 |14 ا ٠‏ أل معنن رحو علد ل

: داهم فيها منبْحاتك اللهم تتم فيه سنا 0-0 ويَعبْدُونَ من دون الله ما نَا يَضْرَُهُمْ ولا ينْقَعْهُم ويقولون هَؤُنَاء شفعاؤنا :١‏

2 ل ل 0 اع 06 دصي وه :4 ف عوبني ل أن فر ٠٠١.‏ أو رن دجاه موقا فضي يده بط وقزن تقاض

1١176

| 171. | لو ما تأتينا بالمتائكة إن كنت من الصّادقين ١37017‏ ,

إنَا تحن تَرَلْنَا الذكرَ وَإِنَا لَهُ لحافظون

| فَإِذَا سويته وتفخت فيه من روحى فَقَعُوا لَهُ ساجدينَ

2

. بس هه هه همه . حم عم جو كحس يح يح هه

5 ظ

1

بالبيات والبر وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نل إليهم وهم يَخافون رَبّهُمْ من فَوقهم ويفعلون ما يُؤْمَرُونَ | 15. | وما أَنَنا عليِكَ الكتاب إلا لتبَيّنَ لَهُمْ الذي اختلفوا فيه

| م كقرَ بالله من بعد إيمانه إن م أكره وقَب مُطْمئنٌ بالإيمان

١‏ | إن إِبْراهيمَ كان أمةَ اننا لله حنيقا ولَمْ َك من المُشركين

سورة الإسراء

م صم حم حم 6 ُ

5-2 م‎ ٠.

ك1

حم يج |_ 522 .

1 ك1 32 2 2 كك حم

4 ظ

الآية

سبْحَانَ الذي أسنرى بعبده لَيْنَا من المَسْجد الحَرام إِلَى المَسمْجد الأقُصى الذي بَاركتا حوله

| 0 حم

يح حم

هج 0

َإِذَا جاء وَعْدُْ الآخرة ليمُوءُوا وُجُوهكمْ وليَدْخلوا المَسنجد كما دَخلوهُ

عسى ربكم أن يرحمكم وإن عَدتمْ دنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرًا

هج 0

_| |

| قَالَ أَرَأيْتكَ هذا الذي كرّمت عَلَيَ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذرَيّته | .| ولقد كرَّمنًا بَني أَدَمَ وَحَمَلنَاهُمْ في الب وَالبَخر

إيوْمَ توا كل أناس بِِمَامِهم فَمَنْ أوتي كتَابَهُ بيتمينه

١‏ | ومن اللَيْل فَتَهَجَدْ به تافلّة لك عَسى أن يبْعَنَكَ ربّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا

4١‏ . | ونتزّل من القرآن ما هُوَ شقاءٌ ورَحمَة للمؤمنين

٠.

يقي

6

7 ١6

١48

قل لئن اجِتمعت الإِنسْ والجن على أن يَأنُوا بمثل هذا القرآن

سورة الكهف اا ل طش | الست

جه |[ م يح 5 5

فألقي السلحرة متجد! قالوا آمنا برب هارون وموس

وَمَنَ أغرض عن ذكري فإن لهُ مَعيشة ضنكا

هج ككلم >

6

5-4

يج عي

قاُوا سمعنا فتى يرهم الوا فوا به عَلَى أَعَيْنَ الناس لَعَلْهُمْ يَشَهدون قالوا أأنت فَعلت هذا بآلهتنا يَا إِيْرَاهيم

3 هد ااجدت || يت د يج |[ جح | جم كم

كيس حم

عه حم كم ب

رقمها | الصفحة اللا نهكة اها سه اذك اكه نهاك كر اريك للك اه ات م 4 |4

ل َا يَحرْنْهُمُ القزع الأكبَرُ وتَتلَقَاهُمْ الملائكة هذَا يَوْمُكُمْ الذي نتم توعدون وما أَرسَلناك إلا رحمّة للحالمين

| 05.. | وأحلت لكم الأنعام إن ما يُتلَى عليكم 187. | وما أَرْسلَا من قبلكَ من رمئُول ونا تبي إنَا ذا تَمَى

هُوَ اجتبّاكمٌ وما جَعل عَليكمُ في الذين من حرج ليكون الرّسسُول شهيدًا عَلَيكم وتكونوا شهداءَ عَلَى الناس

١/١

الذين يَرِنُونَ ) الفردتوس هُم فيها خالثون ١١‏ | ولق خلقنا اسان عن منتلة من طون م جِعَلنَاُ نطقة في قار مكين

2 ل عدمهمه ره 2 5 8 2

10

سورة النور

ا إسضط )لست لخاد ١‏ رفت

ا

١

,46

٠‏ |فقَلَمَا أَاهَا نودي من شاطئ الواد الأَيْمَن في البُقعَة المُباركة من الشّجرة

مه عش

مه يجح

١٠و‎

ا

ثم إلى ربكم ترجغون

مر

١ ٠

٠ .

؟

١

سورة الأحزاب

الاية

ا

1

حم 57 . جه -_ 522 يجح 4

وإِذ أحَدنَا من النَبِيّينَ ميَاقَهُمْ ومنك ومن نوح وإِبْرَاهِيم وَمُوسى وعيسى ابن مَريم إِذْ جَاءُوكم من فوقكم ومن أستقل منكم وذ راغت الأَبِصارْ هتالك ابتلي المُؤمنون ورلزلوا زلزانا شديدًا

لما رأى المُؤمنون الْأَحْرَاب قَالُوا هَدَا ما وَعَدَنَا الله وَرَسنُولَهُ وَصدق الله ورسئوله

4 2 522 522 _--

522 يج ص

6 ب

من المُؤمنين رجال صَدَقُوا ما عَاهَدُوا الله عَلَيْه فَمنْهُمْ مَنْ قَضى تَحْبَهُ

4 --_ يجح كم

مه يج 6

وإذ تقول لذي أَنْعمَ الله عليه وأنعئت علَيْه أمسك عَلَيِكَ زوجِك واتق الله لما قَضى زَيْدٌ منها وَطرًا رَوَجتاكهَا

عه ع

> |2 56 0 5 كم

0

5-0 حم هه - حم 0

رقمها 011 11

١ :/ا‎

52

2 55 يح

0 1 1 0 ع

الاية

١/5

نحن ويرك في الحَيّاة الدنيَا وفي الآخرة كم فيها ما تشتهى أنه

١ا/ك‎

,

يح

عي 0

_--

| واستمع يَوْمَ يُناد المُناد من مكان قريب ١٠6١‏

.4 3 و 4 يه 7 د ا 2 1١8‏ /

5. أما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

|_ حم مه _

يح م

_- ب 0 3 0 ١‏ .8 3 ٠.‏ . ١‏ 5 عا 9 ١‏ 0 4 ١‏ 3 ١‏ ١‏ 0 ٠.‏ ٠‏ ١‏ ماه اعلا ١‏ 8 ٠:‏ 8 1 2 ١‏ د © 8 ١‏ 1 ١‏ 0 و |" 5 .0 َه . 0 ١‏ ٠‏ ً 4 1 2 0 ٠‏ ١ 0‏ ١‏ ١‏

4 2

6 ا

6 أ ع - 0 5 5 5

2 ٠.

يي حم

كم العف مك سملت

/ا/ا‎

م ده مرف كدي نو 0 فزن عل لدت د كه لملا 6 حرام 6 املف دم دم ا لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم دَرجة من الذين

أنفقوا من بعد

هُوَ الذي بَعَثْ في الأمَيِينَ رّسولا منهم يتلو عَليْهِمْ آيَاته ويزكيهم

١7

ل

. يي يبيد د

سورة نوح

1١و78‎

1

7

15 9 2

5 6 5-4 5

سورة الناز عات

ظ [ ل

يح

عي ٠‏

6

والتّازعات غَرقًا والتّاشطات نَشطًا

|

0

م

رقمها كك

حم حم حم حم 3 5 . ١‏ 2 م ١‏ ه١1‏ 3 5 8 0.6 1

6 5-4

اك

ه؟ ه؟

,1084

١8

-

تقد خلقنا الإنسانَ في أحسن تقويم

ا

ظ 5-4

٠.‏ هه هه حم حم

خّ 9 | يح يح

ا

صل حم

نا أَنرلْتاهُ في لَيْنَةَ القدر

3 5

وما أذراكَ ما ليلة القار

سورة الزلزلة

_-

ع 0

ا

8 1

١/5

فهرس الأحاديث النبوية

إن في الجنة مائة درجة

يم ع

إن لكل قرن من أمتي سابقون اذهبوا لنوح» فيأتونه يقولون له: يا نوح إنك أول الرسل

_

_

الشام صفوة الله من بلاده يسوق إليها صفوة عباده

يه

إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا

6

اللهم بارك لنا في شامناء اللهم بارك لنا في يمننا انشق القمر في زمان النبي

آتاني الليلة آتي من ربي عز وجل فخيرني بين الشفاعة

آتاني جبريل -عليه السلام فقال: إن ربك يقول لك: أتدري كيف رفعت ذكرك

آتي باب الجنة فأستفتح» فيقول الخازن

يم

6 6

2 عم _- عم

6 ع _

_ _ _ _ _- ّ حم هم ع © 2 .6 7 ع 56 .6 م ' - 3 م ب

أخذ الراية زيد فأصيبء ثم أخذها جعفر فأصيب أعتموا بهذه الصلاة فإنكم قد فضلتم بها

_ جم

جم

0

_ 6

6 0 -_

أعغطيث) خمسا لم يعظين أحة من قبلى أغفيّ رسول الله 46 إغفاءه» فرفع رأسه مبتسماً

أن النبي #6 قال لي اقرأ علي» قلت يا رسول الله: أقرأ عليك

ع ٠.‏ -_- -_- - همه

-

١/7

أن فتى كان يستأذن رسول الله © يوم الخندق أذ أول من :ذأكة: يعلفة ياف" الجدة واقيقعها ٠+‏ ]| أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى

٠‏ أأنا سيد ولد آدم يوم القيامة

أنا فرطكم على الحوضء فلأنازعن رجالا منكم ولأغلبن عليهم

محم محم

/اه كم

0 6 6

3 03 ٠‏ ع _-

أحفت إلى أق ناته احقى دلا بفمن ' خافن اكب

أول ما تشق الأرض عنيء فأقول رب لا أسألك نفسي

ٍ 1

: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي» هم أكرم العرب فرساً 7

ٍ

إن الله تبارك وتعالى زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها

إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسر

:

إن الله غفر لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها

وه "> مه ١‏ ١‏

جه جم

<<

يم مه

إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة» من يجدد لها دينها إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفه إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة

١

جم مم

جم 2

_ _ .- 3 اح ٠.‏ جم

ا ٠١ 5‏ ه: 6

١

إن للشيطان لمة بابن آدم »وللملك لمه

إن من الشجر لشجر لا يسقط ورقهاءوإنها كمثل المسلم

همه

ا 7 إن هذه الأمة أمة مرحومة» عذابها بأيديها

إنكم تنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم 1111

إني لأرجوا الله أن تكونوا ربع أهل الجنة

3

ع . 1 7 5 5< ْ 2 ٠. ٠. ٠. ٠. -‏ م ٠.‏ - > - عه 5 و ص و 5-5

_

بدأ الإسلام غريباًء وسيعود غريباً ا هذه الأمة بالنصر والسناء والتمكين لت وات اا سن تالا ولك سيد لدوم 0 سي | نجاوزطلة لفرت لع جزمت عليه داف ك قال داجيا وناك ٠.١‏ + | ختى يقلا للشاء الجلحاء من الشاة القرفاء 25201010 الله في جنازة رجل من الأنصار خلقت الملائكة من نور » وخلق الجآن من مارج من نار » وخلق ابن آدم مما وصف لكم ل رأيت رسول الله 86 وحانت صلاة العصر

5 ١‏ يد | ماقا وف في شين لاهو ين إلا

0

_- عم . 1

-

_ _- محم

جم

6

1١/5

اخ 6 هه 2

جم

6 >

© حم

عه 6

فمنظامق المسلمين يوء: الملخمّة جالعوطة

--

© حم

قال : يا رسول الله كم كانت الرسل

جه ل

يه جم

جم جم

_ 0

19 18 1١”

1١/1

كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه( أي يسقون عليه)

وأنه استصعب

كل ابن آأدم خطاء وخير الخطاءين التوابون

تاكن السو رمطة سكن واكك و مكنيو تخرن فد كف ا يوم تتدة اردع عمسب والحديبية يدن :قر حدى

نترك فيها قطرة

اك سيم

يه

6

جم

-_- محم

3

1١55

ل_ 0 حم

يم

6 0

لقد أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهن أحد قبلي؛

الأرض مسجدا و

ع

1 - - 4 ضٍِ ب و 08 0 - 7 : > .2 3 _-

١ /ام/‎

ما زال عبدي يتقرب إلى بالنوافل

ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه

١‏ عن العم ركع تسيا

.من أأسن قل اناعوروون ونان ابن متّى فقد كذب

١‏ || عن قل حو شم الذاءة اللمواراب هذه الدعوة التامة

من 6 مه١‏

_

مح 0 -_-

يه >

4

ن قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة

0 ٠٠‏ إمن نوقش الحساب هلك

0 منهم من تأخذه النار إلى كعبيه

من الشجر شجرة لا يسقط ورقها

نحن آخر الأمم وأول من يحاسب

نزلت هذه الآية على النبي8ة وهو في مسيرء فرجع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه

ههنا تحشرون ها هنا تحشرون ها هنا تحشرون ثلاثا ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم

والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع

وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا

طوس ل اللنانان لير نا

يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم

3 يٍِ

٠ 1

0

1

_ جم

6

50

١" ١7 /

يه

عِ

8 ِ-ِ 2

ا

ع 5 35 00 د ١‏ _ 1

م

5-1 _- 5-1 _- - 5-1 > 5-1 3 ف 09 ب 8 -- م ل حم _ مجم جم ع > مح همه .

ع 1 5 1 ِ َ ِ 1

١ 8/

- /-

فهرس الأعلام المترجم لهم

الاسم الحسن بن محمد الحنيفية

أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الأجري

عثمان بن مصطفى الطباع

عكرمة بن عبد الرحمن بن المغيرة قتادة بن دعامة

مجاهد بن جبر

معاوية بن قرة

١8

رقم الصفحة 5" لله

3

"5

" ١8

١” /

مراجع البحث

مرتبة حسب حروف الهجاء أولاً: كتب التفسير ١‏ -أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير» جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائريء مكتبة العلوم والحكم. المدينة المنورة:. المملكة العربية السعودية. طه. :"١ه‏ -5١٠5م,‏ ؟ -إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم؛ محمد بن محمد العمادي أبو السعودء دار إحياء التراث العربي - بيروت. * تفسير التحرير والتنويرء تأليف الإمام الشيخ محمد الشيخ الطاهر بن عاشورء دار سحنون للنشر والتوزيع» تونس. 5 - تفسير القرآن العظيم» إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداءء دار النشر: دار الفكر - بيروت - ١0٠5١اه.‏ 5 - تفسير البحر المحيط» محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت - ١577‏ ه -١١٠ام‏ 5 تفسير مفاتيح الغيب» فخر الدين الرازي ابن العلامة ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب الريء دار الفكر للطباعة والنشرء لبنان» ١‏ ١0٠15١ه‏ -١198ام.‏ -تفسير الشعراويء خواطر فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي حول القرآن الكريم» الإخراج الفني: أشرف حسين محمد. / - تفسير الكريم الرحمن في نتفسير كلام المنان» عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي»؛ مؤسسة الرسالة -ط١ 557٠١-‏ ١ه‏ -٠١٠٠١آم,‏ 4 -التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج» وهبة الزحيليء دار الفكر المعاصرء بيروت - لبنان» دار الفكر دمشق - سوريا. ٠‏ - تفسير النسفيء أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفيء؛ تحقيق الشيخ مروان محمد الشعارء دار النفائس» بيروت -5١٠١5م.‏ ١‏ تفسير مقاتل» أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي بالولاء البلخي دار النشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت - ١575‏ ه -”١٠٠٠م‏ الطبعة : الأولى.

الريء؛ دار الفكر للطباعة والنشرء لبنان» ط١‏ ١ه‏ -١58ام.,‏

الرسالة -طد١؟55١١ه‏ -٠١٠٠١آم.‏

4 - التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج» وهبة الزحيلي» دار الفككر المعاصر بيروت للبنان» دار الفكر دمشق سوريا.

٠‏ - تفسير النسفيء أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفيء» تحقيق الشيخ مروان محمد الشعارء دار النفائس» بيروت - 5١٠١١م.‏

١‏ - تفسير مقاتل» أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي بالولاء البلخي دار النشر: دار الكتب العلمية علبنان /يبيروت -15575اه - 5٠٠5م‏

5 -جامع البيان عن تأويل آي القرآن» لأبي جعفر محمد بن جرير الطبريء تحقيق عبد الله بؤدعيه»الفتههن التركن و بالتعاوق مم مركن البحوية والدو اناك التربياتر الانب ادي داز هجر» الدكتور/ عبد السند حسن يمامة.ط١‏ -55:١اهد-١٠١وآم,‏

١‏ -الجامع لأحكام القرآن» لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبيء تحقيق الشيخ محمد بيوميء والأستاذ عبد الله المنشاويء مكتبة جزيرة الوردء ومكتبة الإيمان. ل"

اروب النعاد قن تقسين القر ان العققيم انض المتاقي المولق» شي التو معيرة بن عبد الله الحسيني الألوسيء إدارة الطباعة المنبرية» دار إحياء التراث - بيروت -لبنان. بيروتء»ط" 5٠١5-‏ ١ه‏ -184١ام.‏

تحقيق عبد الرحمن عميرة؛ دار الوفاء» 65 ١ه‏ -:55ام.,

- في ظلال القرآن» سيد قطبء طبعة جديدة مشروعة تتضمن إضافات وتنقيحات تركها المؤلقك: ذاو .الشتؤوورق الطنعة الشرضة السائكة هس

18 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل» أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ,دار إحياء التراث العربي - بيروت.

٠‏ - الكشف والبيان» أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري »دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - ١571:‏ ها -05١٠5مم.,‏

١‏ - لباب التأويل في معاني التنزيل» علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشهير بالخازن عدار الفكر - بيروت / لبنان .

"١‏ - اللباب في علوم الكتاب؛: أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي عدار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - ١5١95‏ ه -998١م.‏

“” - المحرر والوجيز في تفسير الكتاب العزيزءأبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ءسنة الولادة / سنة الوفاة 547 5هء تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد » دار الكتب العلمية»1١51‏ - 9917 ١م.‏

5 ممعالم التنزيل» محيي السنة » أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي [ المتوفى 5١5‏ ه.ء حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش - دار طيبة للنشر والتوزيع ١5١1‏ ه -9199١م.‏

5 خنظم الدرر في تناسب الآيات والسورء برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي» دار الكتب العلمية - بيروت -5١5١ه‏ -5916١م.‏

- النكت والعيون» أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصريء تحقيق السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيمء دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان .

ثانياً: كتب الحديث.

١‏ -سلسلة الأحاديث الصحيحة:؛ للعلامة محمد ناصر الدين الألباني» يشمل جميع أحاديث السلسلة الصحيحة مجردة عن التخريجء مرتبة على الأبواب الفقهية» إعتنى بها أبو عبيدة مشهور بن حسن آلي سليمان» مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لأسعد الراشدء الرياضء» ط؟ - :١ه‏ ا لاء. 'م,

١‏ - جامع الأحاديث للسيوطيء المؤلف جلال الدين السيوطي.

* سنن ابن ماجه» تصنيف أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني؛ الشهير بابن ماجه؛ حكم على أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني» واعتنى به أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان»مكتبة المعارف للنشر والتوزيع» الرياض.

5

6 - سنن أبي داودء تصنيف أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني» حكم على أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني» إعتنى به أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان» مكتبة المعارف للنشر والتوزيع» ط١‏ -.

8 - صحيح ابن حبان» محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبِدَء التميميء أبو حاتم الدارميء البُستيءدار النشر:مؤسسة الرسالة»بيروت»:5 5١‏ 1١ه.‏ ”1997م.

٠‏ -صحيح البخاريء المسمى الجامع الصحيح المختصر للإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري» قام على نشره علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الأثريء الزهراء للإعلام العربي.

١‏ - صحيح مسلمء للإمام الحافظ بن الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري» اعتنى به أبو صهيب الكرميء بيت الأفكار الدولية.

١‏ -فتح الباري في شرح صحيح البخاريء للإمام الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني» مكتبة مصرء تحقيق الشيخ عبد العزيز بن الباز ومحمد فؤاد عبد الباقيءط١‏ - ١57١اه‏ -١١٠١1م.,‏

١‏ - المستدرك على الصحيحينء؛ محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوريء دار الكتب العلمية» بيروت ط١ 51١-‏ ١ه‏ -110١م.‏

5 - مسند الإمام أحمد ابن حنبل» أبو عبد الله الشيباني» حكم على الأحاديث شعيب الأرناؤوط» مؤسسة قرطبة مصر.

5 - معجم الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشاميء أبو القاسم الطبرانيءدار النشر :مكتبة ابن تيمية.مدينة النشر:القاهرة.

ثالثاً: كتب التوحيد.

١‏ -شرح العقيدة الطحاوية» تأليف العلامة صدر الدين علي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفيء حققه وخرج أحاديثه أبو عبد الله مصطفى بن العدويء دار ابن رجبء ط١‏ - 7١6٠م‏

١‏ كتاب عالم الجن والشياطين» عمر سليمان الأشقرء دار النفائس للنشر والتوزيع الأردن.ط؟١١‏

- كتاب الإيمان الأوسط . لابن تيمية رحمة الله.

؛ - كتاب الرسل والرسالات » الدكتور/ عمر الأشقرء دار النفائس للنشر والتوزيع الأردن.»ط؟١.‏

1١07

5 -عقيدة المسلم» لأبي بكر الجزائري.

5 - شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب.

- التذكرة في أحوال الموتى والآخرة» للإمام القرطبيء تحقيق الشحات أحمد الطحانء دار المنار.7١51‏ -/ا313١ام,‏

8 - شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.

1 شرح المقاصدء في علم الكلام» سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله النفتازانيء دار النشر: دار المعارف النعمانية» ١0٠15١ه‏ -١18١مء‏ باكستان.

رابعاً: كتب الأخلاق .

١‏ -الإتقان في علوم القرآن؛ عبد الرحمن بن أبي بكرء جلال الدين السيوطي المحقق : محمد أبو الفضل إبراهيمءالهيئة المصرية العامة للكتاب»7955١1ه/ ١9175‏ م.

؟ -الرياض النضرة في مناقب العشرة»؛ المحب الطبري.

" -إسعاد الأخصا بذكر صحيح فضائل الشام والمسجد الأقصىء أبي عبد الرحمن السلفي المقدسي» هشام بن فهمي بن موسى العارف.

5 -إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان» للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن القيم الجوزية» حققه وكتب هوامشه: محمد حامد الفقي» دار النشر: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان.

ه صفة الصفوة؛ محمد بن أبي الفرج بن الجوزيء دار النشر:دار المعرفة بيروت.

١‏ - صيد الخاطرء لابن الجوزيء مكتبة الإيمان بالمنصورة.

خغضائل القدس لابن الجوزي.

كتاب الإسلام؛ تأليف سعيد حوىء راجعه الأستاذ وهبي سليمان الفاوجي.

4 كتاب معجزة القرآن» للشيخ محمد متولي الشعراوي.

٠‏ لباب النقول في أسباب النزولء جلال الدين السيوطيء تحقيق الأستاذ: أحمد عبد الشافيءدار النشر: دار الكتب العلمية» بيروت -لبنان.

١‏ - مبشرات النصر والتمكين»

5 -معجزات النبي» لابن كثير.

٠‏ مناهل العرفان في علوم القرآن» محمد عبد العظيم الزرقاني» دار النشر: مطبعة عيسى الحلبي.

١

خامساً: كتب السير

١‏ -البداية والنهاية» إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي أبو الفداء» دار النشر:مكتبة المععارف بيروت - لبنان.

؟ -إتحاف الخيرة المهرة بزائد المسانيد العشرة» أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيريء» تحقيق دار المشكاة للبحث العلمي» إشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم» النشر: دار الوطن» الرياضء؛ ط١‏ -570١1اه.‏

" -الرحيق المختوم؛ صفي الرحمن المباركفوريء دار النشر:رابطة العالم الإسلامي»مكة المكرمة؛ دار المستقبل.ط١‏ 255 ١ه‏ اده.. 'م,

-الطبقات الكبرىء محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله البصري الزهريء دار النشر: دار الصادر بيروت.

ه -القول المبين في سيرة سيد المرسلين» محمد الطيب النجار» النشر: دار الندوة الجديدة, بيروت للبنان.

5 -أعلام النبوة» أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماورديءتحقيق: محمد المعتصم بالله البغدادي» دار النشر: دار الكتاب العربي.بيروت - لبنان .

عسير أعلام النبلاء» للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. طبعة جديدة منقحة مخرجة الأحاديثء اعتنى به محمد بن عيادي بن عبد الحليم» مكتبة الصفا.

6 سيرة ابن هشام» عبد السلام بن هارونء دار النشر: مؤسسة الرسالة؛ دار الحديث العلمية» الكويت.

سادساً: كتب المعاجم

١‏ - تاج العروس من جواهر القاموسء» محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسينيءالملقفب بالمرتضى الزبيدي» تحقيق مجموعة من المحققين؛ دار النشر: دار الهداية.

؟ - معجم البلدان» ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد اللهء النشر دار الفكر بيروت.

- معجم استعجمءلأبي عبد الله الأندلسي.

5 - النهاية في غريب الحديث والأثرء مجد الدين أو السعادات المبارك بن محمد الجزري بن الأثرء تحقيق طاهر أحمد الزاويء. محمود محمد الطناحيء دار النشر: المكتبة العلمية

الروك

١4

سابعاً: كتب التاريخ ١‏ -الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل:مجير الدين الحنبلي العليمي» تحقيق عدنان يونس عبد المجيد نباتة» دار النشر مكتبة دنديس عمان» ١57١ه.,‏

؟ #المفصل: في كاري الغزّت قبل الاسام الاكتون /جوك الغلى دان التشو دان الساقي نط + 2 ظاهك١!١.‏ ٠قم,‏

" - إتحاف الأعزة في تاريخ غزة: الشيخ عثمان مصطفى الطباع الغزيء تحقيق عبد اللطيف زكي أبو هاشم الناشر: مكتبة اليازجي غزة -فلسطين

١

فهرس الموضوعات العنوان

3-7

البسملة الإهداء

شكر وتقدير المقدمة الفصل الأول: سنة الله تعالى في التفضيل بين الخلائق المبحث الأول: تفضيل الاآدميين المؤمنين على كثير من المخلوقات المطلب الأول: تفضيل الآدميين المؤمنين على الملائكة أوجه تفضيل الآدميين المؤمنين على الملائكة أولاً: تفضيلهم بسجود الملائكة لأبيهم آدم عليه السلام ثانياً: تفضيلهم على الملائكة بالتعليم ثالثاً: تفضيلهم على الملائكة بحرية الاختيار رابعاً: تفضيلهم على الملائكة بتسخيرهم لقضاء حوائجهم المطلب الثاني:تفضيل الآدميين المؤمنين على الجن أولاً: تفضيلهم على الجن بالصورة ومادة الخلق ثانياً: تفضيلهم على الجن بحمل الرسالة ثالثاً: تفضيلهم على الجن بالسبق بالإيمان بدعوة النبي 44 رابعاً: تفضيلهم بأمر إبليس بالسجود لآدم المطلب الثالث: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام أولاً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام بالهيئة والصورة ثانياً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام بالعقل والتفكير ثالثاً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام بتسخيرها وتذليلها لهم رابعاً: تفضيل الآدميين المؤمنين على الأنعام بالخلود في الآخرة المبحث الثاني: تفضيل الادميين بعضهم على بعض المطلب الأول: تفضيل المؤمنين من البشر على الكافرين أولاً:تفضيل المؤمنين على الكافرين بالسعادة في الدنيا ثانياً: تفضيل المؤمنين على الكافرين بالاستقامة في الأخلاق وحسن العقل ثالثاً: تفضيل المؤمنين على الكافرين في سكرات الموت في القبور رابعاً: تفضيل المؤمنين على الكافرين عند البعث والحشر خامساً: تفضيل المؤمنين على الكافرين عند الحساب

١ /ا‎

الصفحة

َِ

ع

سادساً: تفضيل المؤمنين على الكافرين عند دخول الجنة والنار المطلب الثاني: تفضيل الأنبياء على سائر البشر

أولاً: تفضيل الأنبياء على البشر بالإيمان والاصطفاء

ثانياً: تفضيل الأنبياء على البشر بتأييدهم بالمعجزات

رابعاً: تفضيل الأنبياء على البشر بالعصمة من الذنوب خامساً: تفضيل الأنبياء على البشر في درجات الجنة المطلب الثالث: تفضيل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض أولاً: تفضيل الرسل على الأنبياء ثانياً: تفضيل أولي العزم من الرسل على باقي المرسلين ثالثاً: التفاضل بين أولي العزم من الرسل فيما بينهم الفصل الثاني: فضل محمديّة المبحث الأول: فضل محمديّ على الخلق كلهم المطلب الأول: فضل محمد يله على الخلق بالسيادة المطلب الثاني: فضل محمديّ بأنه رحمة للعالمين ضرب في الدنيا وهو قسمان القسم الأول: الرحمة العامة في الدنيا القسم الثاني: الرحمة الخاصة في الدنيا ضرب الآخرة وهو قسمان القسم الأول: الرحمة العامة في الآخرة القسم الثاني: الرحمة الخاصة بأمته في الآخرة المطلب الثالث: المقام المحمود يوم القيامة المطلب الرابع: فضل محمدي بأنه أول من يدخل الجنة من الخلق كلهم المطلب الخامس: فضل محمديّغ بشهادته على جميع الخلائق المبحث الثاني: فضل محمد ي على الأنبياء والمرسلين المطلب الأول: تفضيل محمديغ على الأنبياء بختم الرسالة مظاهر ختم الرسالة أولاً: فضلها بكمال الدين والشريعة ثانياً: فضلها بثبات الشريعة وعدم قبولها للنسخ المطلب الثاني: فضل محمديّ على الأنبياء بعموم الرسالة المطلب الثالث: فضل محمديّ على الأنبياء بكثرة المعجزات ودوامها المطلب الرابع: فضل محمديّ على الأنبياء بالشفاعة

١58

1 0 0 ا" يف هم م ام ام 1 و

1:

1:

1:6 اه اه اه ,هه ,هه ,هه ؟ه. كه لاه مه

57 55

هه"

المطلب الخامس: فضل محمديّ على الأنبياء بأن رفع له ذكره المطلب السادس: فضل محمديّ على الأنبياء بالإسراء والمعراج المطلب السابع: فضل محمد على الأنبياء بخصال لم تعط لنبي قبله المبحث الثالث: تفضيل محمد على الأنبياء بذكره قبل بعثته المطلب الأول: تفضيل محمديّة على الأنبياء بذكره في الكتب السماوية السابقة المطلب الثاني: تفضيل محمدي على الأنبياء بذكره على ألسنة الأنبياء والمرسلين المطلب الثالث:فضل محمديّ بشهادة أهل الكتاب له الفصل الثالث: فضل أمة محمد يله المبحث الأول: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم أولاً: فضل أمة محمد على جميع الأمم بخير نبي ثانياً: فضل أمة محمديغ على جميع الأمم بخير كتاب ثالثاً: فضل أمة محمد على جميع الأمم بخير الشهور شهر رمضان رابعاً: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بخير الأيام يوم الجمعة خامساً: فضل أمة محمديّغ على جميع الأمم بالوسطية والشهادة على الأمم سادساً: فضل أمة محمدي على جميع الأمم بأن سماها الأمة المجتباة سابعاً: فضل أمة محمد على جميع الأمم بتورثها عقائد الأنبياء السابقين ثامناً: فضل أمة محمدي على جميع الأمم أنها الأمة المحفوظة المرحومة تاسعاً: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بالتيسير وعدم الحرج عاشراً: فضل أمة محمد على جميع الأمم بالعفو عنها في حديث النفس والوسوسة الحادي عشر: فضل أمة محمديّة على جميع الأمم بعفو الله عن خطأها ونسيانها وما استكرهت عليه الثاني عشر: فضل أمة محمديّة على جميع الأمم بصلاة العشاء الثالث عشر: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بالستر على أعمالهم بالقبول والرد الرابع عشر: فضل أمة محمدية على جميع الأمم بالسلام والتأمين الخامس عشر: فضل أمة محمديّة على جميع الأمم بالسحور للصوم السادس عشر: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بتعداد أنواع الشهادة فيها السابع عشر: فضل أمة محمديّة على جميع الأمم جعل فيها المجددين للدين الثامن عشر: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بالغر والتحجيل التاسع عشر: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بالنصر والتمكين ليوم الدين العشرون: فضل أمة محمد على جميع الأمم بأنها أكثر عدد الجنة والأولون في دخولها الحادي والعشرون: فضل أمة محمديّ على جميع الأمم بعظم شفاعة بعضها لبعض الثاني والعشرون: فضل أمة محمديّة على جميع الأمم بدخول الكثير منها الجنة بغير حساب

١

الا “07

لاله

لاله

هم

0 ل 0

9١ه‎

/ا53 /ا5 ل ل

41

المبحث الثاني: تفضيل الصحابة على جميع أمة محمدية المطلب الأول: فضل الصحابة على جميع الأمة بالسبق للإسلام المطلب الثاني: تفضيل الصحابة على جميع أمة محمد بصحبة النبي المطلب الثالث: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بذكرهم في الكتب السماوية السابقة المطلب الرابع: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بمدح القرآن لهم المطلب الخامس: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بزيادة محبتهم وطاعتهم للرسول المطلب السادس: تفضيل الصحابة على جميع الأمة بجهادهم مع رسول الله الفصل الرابع: فضل أهل الشام على كثير من الأمة المبحث الأول: فضل بلاد الشام بفضل بلادهم المطلب الأول: فضل الشام بذكر بركتها وقدسيتها في القرآن الكريم المطلب الثاني: فضل الشام بذكر الرسول لفضلها في السنة المطلب الثالث: فضل الشام بالمسجد الأقصى المطلب الرابع: فضل الشام بمهبط الأنبياء وملتقى الرسالات فيها المطلب الخامس: فضل الشام بأنها أرض الجهاد والرباط إلى يوم القيامة المطلب السادس: فضل الشام بأنها أرض المحشر والمنشر المبحث الثاني: فضل أهل الشام أولاً: فضل أهل الشام بدوام الجهاد والرباط فيهم إلى يوم القيامة ثانياً: تمايز أهل الشام بالنصر والتمكين وأنهم قدر الله في اليهود

ثالثاً: تحقيق أهل الشام لبعض الخصال التي ذكرها فيهم النبي 6 رابعاً: إخبار النبي4 عن فضلهم

الخاتمة

فهرس الآيات

فهرس الأحاديث

فهرس الأعلام المترجم لهم مراجع البحث

أولاً:كتب التفسير

ثانياً:كتب الحديث

ثالثاً: كتب التوحيد

رابعاً: كتب الأخلاق خامساً؛ كتب السيرة

١7" ١١ ١" ١".

١ /اهة‎

١ مه‎

18

١55

0

سادساً: كتب التاريخ فهرس المحتويات ملخص الرسالة بالعربية ملخص الرسالة بالإنجليزية

ملخص الرسالة هذا البحث يتحدث عن موضوع من مواضيع القرآن الكريم» وهو بعنوان فضل محمد يه » حيث يتكون هذا البحث من مقدمة» وأربعة فصولء وخاتمة على النحو التالي: المقدمة: وتشتمل على أهمية الموضوعء وسبب اختياره» وأهداف البحثء والدراسات السابقة» ومنهج البحث» وخطة البحث. الفصل الأول: سنة الله في التفضيل بين الخلائق» وقد قسمت فيه التفضيل بين الخلائق إلى عدة أقسام» منها تفضيل الآدميين المؤمنين على جميع الخلائقء: منهم الملائكة؛ والجن؛ والأنعام. ثم تفضيل الآدميين المؤمنين بعضهم على بعضء وذلك بخصال معينة» إما بالنبوة وإما بالإيمان. ثم بينت فضل الأنبياء بعضهم على بعضء كالمفاضلة بين الرسل والأنبياءء ثم المفاضلة بين أولي العزم منهمء وباقي الأنبياء» ثم المفاضلة بين أولي العزم فيما بينهم. الفصل الثاني: فضل محمد يه وفيه بينت فضل محمد وه على الخلق كلهم بخصالء وميزات جعلها الله له؛ كالسيادة على البشر جميعهم: وجعله رحمة للعالمين» وشفاعته لهم يوم القيامة ببدء الحسابء, ثم بينت فضله على الأنبياء جميعهم» وذلك بعموم رسالته» وذكره في الكتب السماوية السابقة قبل بعثته» ثم كثرة معجزاته» المادية والمعنوية» ثم حاجتهم له يوم القيامة بالشهادة لهم على أقوامهم. الفصل الثالث: بينت فيه فضل أمة محمديّ على الأمم كلهاء حيث أن الله تعالى جعلها خير أمة أخرجت للناسء وأن الله تعالى جعل لها الإسلام ديناً وهو خير الأديان» وأن جعل محمداً رسولاً لها وهو خير الأنبياء» وأن جعل القرآن كتابها وهو خير الكتب السماوية. ثم بينت أن الله تعالى فضلها على الأمم كلها باستمرار الجهاد فيها. ثم بينت سنة التفاضل في أمة محمد يه فيما بينهاء كتفضيل الصحابة على جميع الأمة» ثم تفاضلهم فيما بينهم» وذلك إما بالإيمان أو كثرة الإنفاق في سبيل الله» أو السبق لنصرة دين الله. الفصل الرابع: وقد خصصته لبيان فضل الشام وأهلها على أمة محمد يله بعد الصحابة» وذلك بوجود المقدسات في أرض الشامء» وخاصة المسجد الأقصىء ثم إنها مهبط الأنبياء» وملتقفى الرسالات السماوية» وأنها أرض المحشر والمنشر إلى يوم القيامة» أما أهلها فهم بشرى النبيية بأنهم الفئة الثابتة إلى يوم القيامة على حقهاء وهي القاهرة لعدوهاء والموعودة بالنصر من الله » ثم هم في جهاد ورباط إلى يوم القيامة» بأنهم هم المقاتلون لليهود والدجال في آخر الزمان. ثم الخاتمة: وقد ضمنتها أهم النتائج والتوصيات

50111111217

11 عطا 15 طاعتط8 د5ع1مم] مهدم؟! 60177 عطا 01 عمه غنامطة كعللها اعتوعوع] 15 1' .(طتاحام)20 متمممط ه1١‏ 01 5 10111 320 “عأ مقطاء 1211001110177 01 كأكاكطم باأعتوعوع1 15 1'

1161:00111017 ) 12211

55 ]05 0211565 عط ,ع1م0ا عط 01 عع2ة01م ما عطا دع10ااعم1ا تعأمقطء كل 1' 200 عط ,561015 0127710115 عطا غ)نا0ط3 ككللة غ1 ,اع17مع8401 .كمطتدة عط ممه 16 .أعتموع5ع1 عغطا 01 مهام عط محمد

1115 21:

ع1 .دع 1تتأوعتك كل 3220585 5اع1ع1م طذللخ طاعتط7 صا 18:37 عطا نط لم1 أمظ

عط ,17أدكل1 .وعم تإمقطط مغصا 0ع01110 15 وعتتطوعلء عطا عطممطة ععمععع]ع1م ع عط لله ناء07 (15ع7ع11عء5 )5ع 12ء5 تقمطتاط أماعطا عطا 01 ععمعع]اع1م عع 7ا6 عع2ع1ع1ع01 عغطا معط .كأكلىء أقطا 211 320 صماز ,كاععطة 155ل ناعم1 الك طتتدآ] عطا 01 تاععطم 10م عطا :171733:5 لاللقطط طا تتعطاه طاعدء غه دنع اعناء6 عطا لمطة تاعطأه حاعدء غه كأعطام10م عغطا ع22008هة ععمعنع1عءم عطا لعمتهامعه 1[ ,تقطا 15)01 65515 عع لكاع6 لمعك .15ع8 1065562 غطا عه كأعطم10م عطلا معع كاعم آذخ 010 دمعع:7اء6 150[م .15ع8 1065562 01561 عطا 320 (ممععخ أذ 010) (010 لاعطأه طاعدء زه مطعجم

5601101 11:

.لطتامام) لعتطممتمطه81 01 عبسككتم؟ عط اط لع أمظ

عط للد ده (رطتاطام) لع متحمحطه]8 ]0 ععمعععاع1م عطا أنامطه ككللها تعأمقطء 15 1' 5 نتطقط عتكوع طمااخ علط 0112115 320 1125ئدع1 10121237 6[ دعتتطوع01 223120)) متمداخ اخ ما (إع1ع12 كتلط ,دع طاءط مقمصتط لله لء01 جاأمعاععء501 ]0 0237[ عغطا 12 102و5عع10161 حتطا ممه (زكاكاكء أقطا لله ممه 5 'مصال عط 1[ صا 20100260ع22 15 عط ععماه دأعطم20م عط 211 ده ععمععاع1م حلط ,معط [' 115 56101 50015 (إلمع تدع 15امالكع1م

بقاع م710 عط 220 5ع1ع22113 220121 320 102261121 كل 72621102125 رتقطا تتعا تتاعطا الكتاوعا ما م010 12 مناعع :تتتاوع ]1 01 :1023آ عطا صا مستط 101 0ععم ع1ممعم7

22 لختتط لآ

لله نم01 226102 205 تتسمقطه]1 01 ععمعععاع]م عط :69 لع1اتامء تتعامقطء علط 1" 0 أوه5 عط 22600 كتلط ع7220 طقلاك أقطا 51015 تتعأمقطء كلطا 50 .2261025 5 1115102 ع1متة[؟] عطا ع7220 طمالخ ,20010 مآ .عاممعم 101 مرنا 0ع1215

15 17710 (طتاطام)20 تطتمصحط ه84 ع20مم لمث .للد 01 أدءط عطا 15 غ1 ععماد ماع تاع1 15 10132 80197 عط ع20ص7 عط ,دعل10وء8 .أعطم10م 15 ,لله 01 أعطمم]م أدعط عطا للة 05 أوء6 عطا 15 150 طاعتطنة عاهممط

عط م017 22102 عتدطهةا؟] عطا لعتاع1ع]م طقلاخ أقطا لعستمامع 1 بأتقطا تعالم

15 طأعلط7؟ عطتطا تتعطامصك .غ1 101 عصتاكة11ء7اء 1520ل لذ ع صكلةمط 65 2261005 110121212205 3120185 ععمعتعء1ع1م عطا 15 155مطد اعأمقطاء

:]م قطن) طاعره"]1

12وع201) ملمقطك اخ 20اء8 01 ععمعتع]ء1م عطا امطد 16 0ع12112ع0م5 15 غ1 0 101210113015 0771 ع21معم 15 220 (101032 320 م طولاع .رآ ,55:113

01 1320 عط 15 غ1 200 2205011 53خ اذخ إللهاعءم5 د5ععد1م تإأمط كقط غ1 غ510 عط 300 1005م 1اع1 ع0110 01 0106م عطتاعع272 عط 15 غ1 ,20010 مآ .كأعطام مم 132001

120 ع5 3111 عاممعم «'مسقطد لاخ 120ء8 أقطا 55015 تعأمقطء كلطا ,اع17مع1/101 عطا 1620ل صا 3150 عتته نزع12' .0مناعع تتتاوع] 01 023[ عطا 101 دغطع 1 تاعطا اه 5 © 10 2101021560 31 ((ع6ط] 220 الاعصمع 00[ 01 :10239

)222 21:

.5 211 5التاوع1 عغطا كمتقاطمك )1